عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-20, 09:28 AM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الخامس عشر
كاد ان يسقط قلبها ارضًا وهي تسمع الكلام الذي يقولونه.. انفجار!! غشت الدموع مقلتيها لتترنح بألم ووجع فيتلقاها سريعًا شقيقها ايلام الذي أخذ يحاول تهدئتها وطمئنتها.. ما كانوا يجب ان يخبروها بينما هي حامل في الشهور الأولى..
كان احساسها في مكانه الصحيح.. كانت تعلم ان شيئًا سيء سيحدث.. سالت دموعها بخوف شديد وهي تتذكر كلماته الأخيرة قبل ان يسافر.. لا لا محال ان تصدق!

- آلاء هو بخير.. اهدأي ارجوك!
هتف إيلام بأسى وهو يحاول بث الطمأنية في قلبها الا انها هزت رأسها بنفي وغمغمت بألم:
- انت تكذب، انا اعلم.

- والله هو بخير.. فقط اصابته بعض الجروح.. ان الله يحبه فالإنفجار حدث قبل ان يدخل السوق.
قال إيلام بجدية لتتطلع اليه بعينين دامعتين تتوسلانه بعدم الكذب عليها.. فإبتسم بحنو ثم جلس بجانبها وإسترسل:
- لقد اخبروني انه سيتصل بك بعد ان يخرج من المستشفى.

- متى؟
سألته بلهفة باكية فضمها الى صدره واجابها:
- اعتقد بعد ساعتين.

تنهدت بوجع وتلقائيًا إرتفعت يدها لتضعها أسفل بطنها حيث يقبع طفلها الحبيب.. لا تود اي شيء سوى سلامته.. رغم كل ما حدث بينهما من مشاكل الا انها محال ان تنسى لحظاتهما الجميلة معًا.. اي مكروه يصيبه فهو يصيبها بالمثل..
بعد اقل من الساعتين كان يتصل بها.. فبلهفة ردت على الإتصال ليوافيها صوته القوي رغم ارهاقه..

- محمد... هل انت بخير؟
سألته بنبرة متحشرجة فأجابها رحمةً بحالها:
- أجل حبيبتي انا بخير.. حمدًا لله.

- ما الذي حدث؟
غمغمت وهي تمسح دمعة انسابت رغمًا عنها على خدها.. ليتنهد محمد وهو يتذكر الذي حدث ليقول:
- ذهبت مع اولاد عمومتي لشراء الأغراض الناقصة لفاتحة جدي رحمه الله من السوق.. وبينما نحن نركن السيارة حدث الأنفجار.. وهبنا الله عمرًا جديداً.. الحمد لله.

- أريد ان اراك.. إتصل بي فيديو.
همست بوهن فاومأ بموافقته ونفذ لها ما ارادت لتنهمر دموعها سريعًا وهي ترى الجروح التي زخرفت وجهه الوسيم فنهاها عن البكاء بنبرة حانية حازمة:
- لا تبكي! هذه الجروح لا تؤلم.. لا تنسي انك حامل ولا يجب ان تبكي.

هزت رأسها بنفي ثم شهقت وهي تنتبه الى الضماد الطبي الذي يحيط بيده:
- يدك ايضًا مصابة.. كيف أصبت هكذا؟

- هذا بسبب زجاج السيارة.. انظري الي لولو حبيبتي.. والله انا بخير.. وان شاء الله سأعود اليك ولطفلنا قريبًا.
قال بإبتسامة ثم تابع بعبثٍ قصده حتى تبتسم:
- يجب ان اعود مبكرًا لأبث لطفلي شوقي اليه.. يجب ان يعلم ان شوق والده حار جدًا.

تألقت الإبتسامة على شفتيها لتهمس بتساؤل:
- متى ستعود؟

- سأبحث عن حجز قريب وسأقول لك اي يوم.. ولكن لن اخبرك اي ساعة ستكون الطائرة.. اريد ان افاجئك.
قال بشقاوة وكأنه ليس ذلك الذي كاد ان يموت بسبب انفجار لولا رحمة ربنا..
وفاه صوتها الرقيق المرهق لينشرح قلبه وتدوي خفقاته بصخب شوقًا اليها.. رباه كم اشتاق اليها! كاليتيم في بعدها.. لقد ادمنها وكله رضى بهذا الإدمان..
- سأنتظرك.

**************
بعد بضعة ايام..
ضحكت بخبث مرح وهي تتذكر كلامه بأن تجلس قبالة الباب تنتظره غدًا منذ الصباح وحتى المساء..
أيظنها غبية حتى تجلس فعلًا تنتظره بجوار الباب؟
إتصلت بوالدتها في وقت متأخر من الليل وعرفت منها متى ستهبط الطائرة في العاصمة (بروكسل).. بما انه سيصل في تمام الساعة الواحدة ظهرًا فلا بد انها يجب ان تستيقظ مبكرًا لتطلب من شقيقها محمود ان يقلها الى الشقة لتنظفها وتشتري حاجيات المنزل بمساعدته.. وبالفعل في صباح اليوم التالي اصطحبها شقيقها محمود لشراء اغراض للشقة وساعدها بتنظيف الشقة خشيةً عليها من التعب بسبب حملها..

بعد ان جهزت نفسها واغراضها جلست تدرس في الصالة.. بالتأكيد لن تجلس جوار الباب كما قال لتنتظره.. بما انه لا يود اخبارها متى سيصل اذًا عليه ان يتحمل نتيجة افعاله..
جذبها تركيزها في الدراسة الى ديمومة جعلتها لا تشعر بأي شيء حولها.. اندمجت تمامًا بالدراسة.. ولكن العطر المميز هو الوحيد الذي سحبها اليه قسرًا..
رفعت عينيها وضحكت ثم نهضت بسرعة وهي تسمعه يقول:
- وفقًا لما اعتقد انني قلت لك ان تنتظريني بجانب الباب وان تبقى عينيك مسلطتان عليه لا على الكتاب!

ببهجة وقفت قبالته وقالت بمرح قبل ان تقترب منه وتعانقه:
- حمدًا لله على سلامتك.. الذي لا يقول اي ساعة سيعود بالتأكيد لن أنتظره.

ضمتها يداه الى صدره بقوة ليتيح لأنفه بتنشق عطرها الأخاذ.. لا يصدق انه اخيرًا عاد اليها لينعم بدفئها وعذوبة عطرها.. قبّل وجنتها بنعومة نظرًا لوجودهما في الصالة ثم أبعدها قليلًا بقدر ما تسمح له ذراعيه ليتأمل أدق تفاصيلها بشغف وقال بإبتسامة شقية:
- عيب ان تنتظري زوجك.. اليس كذلك؟ لقد اتيت خصيصًا لأرى رقصك بشكل مباشر بعد كلامك.
ثم جذبها مرة اخرى الى صدره ودس أنفه في طيات شعرها القصير وهمس متأوها بلوعة:
- اشقت اليك بجنون.. رباه اشعر الآن فقط ان الروح ردّت الى جسدي.

- الا يوجد بعض السلام لنا أم انك رأيتِ حبيب القلب فنسيتنا؟
إبتعدت آلاء عنه بعد ان سمعت كلام والدتها ثم سارت نحوها وعانقتها وقبلتها وقالت بإبتسامة:
- كل السلام والأحضان والقبلات لك انت يا غالية.

- لا لقد نسيتِ انني اتيت أيضًا.
- كفي عن الدلال أمي.. هو من الأساس الذي دخل وانا لم أكن اعلم بوجوده.
غمغمت الاء بشقاوة فضحكت والدتها وقالت:
- حسنًا حسنًا يا أم لسان.. لا أحد يقدر لك.

- خالتي بما انني أوصلتك الآن سأغادر.. هيّا آلاء احضري أغراضك.
قال محمد بهدوء فمنعته جميلة قائلة بإصرار:
- إجلس اولًا وتناول الطعام وبعد ذلك غادر.

حاول الإعتراض الا ان جميلة أصرت فوافق قائلًا:
- اذا سأذهب لأرتاح في غرفة آلاء ريثما يجهز الطعام.

سارت آلاء خلفه كما قالت لها والدتها وفور ان دخلت الغرفة شعرت بيديه تجذبها الى صدره القاسي ثم أوصد الباب خلفه..
همست آلاء بتوتر:
- محمد.. ماذا تفعل؟

رفع يده ليبعد خصلاتها المنسابة على وجهها بينما يده الأخرى بقيت على خصرها تعمل على تقريبها اليه اكثر.. ثم همس وهو يتأمل وجهها الفاتن بعشق:
- اشتقت اليك.. على الرغم من كوني مرهقًا حد الجنون الا انني حالما رأيتك برح التعب من جسدي كله.. نسيت كل شيء وشعرت بجسدي كالريش يطير بي اليك بسهولة شديدة.

منحته إبتسامة رقيقة وهمست:
- حمدًا لله على سلامتك حياتي.

طبّعت شفتاه قبلة ناعمة على خدها وغمغم دون ان يبعد شفتيه عن موضعها:
- وماذا ايضًا؟

- لا شيء آخر.
ردت وهي تشعر بوجهها يحترق من شدة الخجل.. رباه محمد وعاطفته التي لا تنتهي.. عاطفته سرمدية ليس لها حل ابدًا.. تجتاح قلبها دون اي رحمة.. أحست بطنين قاسي يصم اذنيها وصدرها اخذ يرتفع وبهبط بلهاث لا ارادي حينما قبلها على طرف شفتيها..
إبتسم محمد مستمتعًا بخجلها وإحمرارها الذي يهيج من جنونه بها:
-ممممم ها قد بدأنا بالخجل.

ثم قبّلها مرة اخرى ولكن على شفتيها تمامًا وتساءل:
- اين هي تلك الوقحة التي قالت لي عُد مبكرًا اذا اردتني ان ارقص لك؟.. لقد أخبرتك قبل قليل جميلتي انني عدت خصيصًا لأرى هذا الرقص بنفسي.
شعرت بقدميها كالهلام.. ماذا ترد عليه بحق الله وهو يحاصرها هكذا بكلماته وقبلاته؟ تشتت حروفها في حنجرتها فلم تقدر على جمعها البتة.. فقبّلها مرة أخرى لدقائق طويلة حتى كاد ان يهلكه عشقه اليها ورغبته التي تنتهب بتناول هاتين الشفتين المغريتين..
لم يحررها من قيده الذي يحرقه قبلها غرامًا وهو يقول بخشونة:
- اود ان أخذك الآن ونغادر.. ما رأيك؟

همت ان تعترض الا ان صوت الباب الذي طرق انقذها وهو يجيبه بدلًا عنها فإنسلت من بين ذراعيه بسرعة وخرجت وهي تسمع تمتماته الحانقة المعترضة..
رغبت صدقًا ان تتمكن من النظر اليه كما هو يفعل دون ذرة خجل بينما يجلسون يتناولون الطعام جميعهم.. تمنت ان ترفع حدقتيها لتتأمل أثار الجروح التي على وجهه.. لقد اختفت تقريبًا ويده ازال عنها الضماد الطبي دون ان يلقي له اي اهمية..

قال محمود بجدية:
- انت محظوظ جدًا بآلاء.. اليوم منذ الصباح استيقظت وأوقظتني لأصطحبها لشراء مسلتزمات الشقة وقامت بتنظيفها.. ماذا تريد اكثر؟ كل ما يهمها كان ان تأتي وترى كل شيء جاهز.. آلاء اصبحت صاحبة مسؤولية لدرجة انني شقيقها مصدوم بها.

- ماذا تظن اذًا؟ معي كل شيء يختلف!
قال محمد بغرور وتباهي لتزم شفتيها بغيظ وهي تسمع جواب شقيقها:
- اجل انا ارى.

- كفى.. ماذا أترونني دون فائدة و أصبحت الان ربة منزل!
هتفت بسخط وهي ترشقهما بنظرات غاضبة ليضحكوا..
- كل الفوائد بك.
ثم وجه محمد سؤاله الى محمود:
- هل انت الذي ساعدتها على شراء اغراض المنزل؟

- اجل انا لماذا؟
اجابه محمود فقال محمد:
- لأنك لو تركتها لوحدها لم تكن ستعرف كيف تشتري اي شيء.. في بداية زواجنا حينما كانت الشقة فارغة أخبرتها ان تكتب نواقص الشقة فتلقيت اكبر صدمة في عمري وهي تقول لا اعرف.. حتى انني من الصدمة سألتها بعدم استيعاب ما الذي لا تعرفينه فتجيبني بكل ثقة انها لا تعرف ما يحتاج المنزل من أغراض!

ضحك محمود ملئ شدقيه:
- لو كنت مكانك سأعيدها الى منزل اهلها.

حدجته الاء بضيق شديد ليحتد توعدها لزوجها المستمتع بكل ما يحدث..
فقالت جميلة بجدية:
- آلاء تجيد فعل كل شيء.. كالطبخ والتنظيف ولكنها فعلاً اغراض البيت ليس لها اي علاقة بها.

- صحيح.. لقد ادركت هذا الشيء ولذلك أصبحت انا المسؤول عن هذه الأمور.. واحيانًا اصطحبها معي لتتعلم واحيانًا لا.
قال محمد بهدوء فهدرت آلاء يتجهم:
- هل انتهيتم من حديثكم عني لأنني على ما يبدو الموضوع الرئيسي الآن؟

تعالت ضحكاتهم المستسمتعة بتعابير وجهها الحانقة فيثيرون استفزازها اكثر..
نظرت الى محمد لتجده يتطلع اليها ضاحكًا فغمز لها بغرور وكأنه يخبرها انها محال ان تتغلب عليه..

*******************
في طريق عودتهما الى الشقة..
تنهدت آلاء وقالت وهي ترى الإرهاق الشديد الذي ينجلي بوضوح على ملامح وجهه:
- اذا كنت مرهقًا الى هذا الحد لماذا لم تدعنا تقضي هذه الليلة في بيت اهلي كما طلبا منك والدتي؟ كان سيكون اسهل لك.

- والله انا متعب للغاية ولكنني كذلك أريد ان اخذ راحتي معك.. في شقتنا سأرتاح اكثر وبالإضافة الى ذلك انا لا زلت لم أسلم على طفلي بعد.. إبتعدت عنه مجبرًا ولم أدعه يتعرف على والده سوى مرات قليلة جدًا.. لا اريده ان يأخذ فكرة سيئة عني ويقول ابي ليس مجتهدًا.
هتف محمد بجدية مضحكة وتابع بوقاحة بينما ينظر الى بطنها المسطحة:
- ابني حبيبي.. والدك مجتهد كثيرًا ويعمل طيلة الوقت ولكن منذ اليوم الذي حملت بك والدتك حتى الآن لم اعد أعرف كيف استفرد بوالدتك او اراها كما يجب.

- محمد كف عن وقاحتك هذه!
تمتمت آلاء بإحتقان ليهتف محمد بإستنكار:
- لتظروا الى من يتكلم عن الوقاحة.. اين هي تلك الوقحة التي جعلتني ابحث كالمجنون عن موعد اقرب رحلة فقط حتى أحجز وأتي اليها.. والآن تنعتيني بالوقح!

- انسى الكلام الذي قلته.. كنت فقط اود ان أسعدك قليلًا.
تمتمت بخجل فقال محمد بذات النبرة التي جعلتها تهز رأسها دون فائدة وتشيح بعينيها الى نافذة السيارة:
- وانا اتيت اليوم لآجل هذه السعادة حبيبتي.

وضع محمد الحقائب ارضًا بعد دخولهما الشقة وقال بجدية:
- اذهبي وارتاحي في الغرفة ريثما استحم.. ولا تفتحي الحقائب الآن ودعيها.. غدًا سأرتبها.

همهمت بموافقتها لتغير ثيابها سريعًا ثم تتوجه الى المطبخ لتعد مشروبا باردًا لآجلها..
جفلت للحظات وهي تشعر به خلفها يضم ظهرها الى صدره العاري ويده تبعد شعرها كلها ليضعه على كتفها الأيمن فيقابله عنقها المرمري..
طبّع محمد قبلة طويلة ناعمة على عنقها وغمغم:
- الم اخبرك ان ترتاحي ولا تفعلي اي شيء؟

- اولًا نعيمًا وحمام العافية.. ثانيًا انا لم افعل اي شيء غير إعداد هذا المشروب لأنني اشعر بالعطش.
همست آلاء ليتناول الكوب من بين يدها ويرتشف منه ثم يقول بتلذذ:
- مممم فراولة وحليب!

اومأت بخفوت ثم غمغمت بنبرة طفولية:
- اجل ويجب ان تحضر لي كل يوم علبتين احدهما فراولة والأخرى عنب.. وممنوع ان تقترب منهما ابدًا لأنهما لي وحدي.

ادارها اليه ضاحكاً ثم بخفة رفعها ووضعها على مصطبة المطبخ وقال:
- اصبحت خفيفة جدا.. اليس من المفترض ان التي تحمل تصبح أثمن وأثقل؟

- لا اعلم ربما لأنني استفرغ كثيرًا والطعام لا يثبت داخل معدتي.
همست بهدوء فقال محمد بمرح:
- بالتأكيد لأن طفلي الغالي مشتاق لوالده وانت تحرمينه منه فلذلك ينتقم منك هكذا.

- انا؟!!!!!
تمتمت بصدمة ليومئ:
- اجل انت.. من اذا؟
إستشرست ملامحها الناعمة لتدفعه وتقول بعبوس:
- اذًا ابتعد عني ودع اتهامك الباطل ينفعك.

هتف محمد بمراوغة وقحة:
- لماذا اذًا لا تثبتي العكس وتقولين "يا حضرة المحامي كلامك ليس صحيحًا وهذه هي البراهين".. وتقدمين الي اجمل البراهين كما ترغبين سواء هنا او في الغرفة.. وانا سوف أدرس و اراجع ورقة ورقة وكلمة كلمة ومادة مادة.. وسأراجعها جيدًا ولن ادع اي شيء يمر من بين يدي دون ان اراه بتركيز عميق.. أنتِ حاولي فقط.

شهقت بخجل وصاحت بنبرة منخفضة:
- محمد كفى وقاحة.
قال محمد بشوق بينما يضع يدًا على ظهرها والأخرى تحت ساقيها ليسير نحو غرفتهما:
- لا زلت لم تري شيئًا بعد يا قلبي.. منذ ايام طويلة وانا بعيد عنك دون ان ارتوي منك ولو نطفة.. اي انك حبيبتي سترين الوقاحة الآن على أصولها.

*****************
في صباح اليوم التالي..
- حبيبي هيّا افتح الحقيبة.. اعلم انك لم تحضر لي شيئًا من العراق ولكن افتحها ورتبها.. لا يجب ان تبقى هكذا.
قالت آلاء بجدية فهمهم محمد على مضض:
- امنحيني عدة دقائق وسأفتحها.

- لقد سألتك البارحة عن البوم صور الزفاف وقلت لاحقًا.. هو جاهز، اليس كذلك؟
تساءلت بلهفة فأجابها بنعم باردة لتصفق سريعًا بحماس وتغمغم:
- اين هو؟ هل احضرته برفقتك؟

- لا!
تمتم بجمود بينما ينهض لترتيب ملابسه.. فوقفت آلاء امامه بتوجس وهتفت:
- لماذا لا؟ اين هو اذًا؟

- لا يوجد صور للزفاف ولا فيديو ايضًا.
قال بحزم لتقول:
- دعني افهم على الأقل.

- وجدت الصور وأشرطة الفيديو جاهزين ولكنني أتلفتهم والقيتهم في القمامة!
- حسنًا، لماذا؟
تساءلت بإنفعال مقهور ليرد بحزم:
- هذا افضل آلاء وأغلقي هذا الموضوع.

تساءلت بإنفعال مقهور ليرد بحزم:
- هذا افضل آلاء وأغلقي الموضوع.

- لا، ليس افضل ويجب ان اعلم لماذا.. هذا حقي.. هل تعلم منذ متى انا انتظر هذه الصور وفي النهاية تقول ان الصور ليست موجودة لأنك أتلفتها؟!
هدرت بعصبية ليتنهد بصبر وينصهر القليل من جموده بسبب ملامحها المتألمة..
- آلاء لا اريد اي شيء يذكرني بذلك اليوم المشؤوم.. حينما رأيت الصور بسرعة اخذتني ذاكرتي الى تلك الليلة.. انا لست مستعدًا على جعلك تتذكرين تلك الليلة مرة أخرى لأنك ستتألمين بلا شك.

- اجمل شيء هو صور الزفاف يا محمد!
غمغمت بحزن فأمسك يدها برفق وجذبها الى طرف السرير ليجلس ثم يجلسها على ساقه..
وضع أصابعه اسفل ذقنها ليرفع ذقنها اليه برقة وهمس بحب:
- أعدك ان أقيم لك حفل زفاف جديد وسأشتري لك فستانًا جديدًا ونلتقط الكثير من الصور ولكن هنا في بلجيكا.. فقط اصبري قليلًا لأن جدي مات حديثًا.. حسنًا حبيبتي؟

- حسنًا.. ولكن لم تخف حرقة قلبي المقهور على الصور.. لقد كنت انتظرهم بشغف!
تمتمت بحنق فقال وهو يبعد شعرها عن وجهها بأنامله الغليظة:
- وعدتك بحفل زفاف جديد.. ماذا تريدين اكثر حبيبتي؟

- حسنًا.. لنرى.
غمغمت برضى ليبتسم بشقاوة وتشتعل عيناه بعاطفة ساحرة:
- اريدك أن تنفذي وعدك.. أرقصي لي.

- الآن!
هتفت بدهشة فهز رأسه موافقًا بحماس:
- سأنهض لأقوم بتحضير الأرجيلة وانت جهزي نفسك.

انهضها برفق عن ساقه وسار نحو المطبخ لتغمغم بتعجب:
- لا بد انه حقًا مجنون!

- لقد سمعتك.. واجل انا مجنون بك وكلي رضى عن هذا الجنون.
ضحكت آلاء رغمًا ليتلألأ المكر في مقلتيها وهي تفكر انها لا بد ستفقده حتى القليل الباقي من صوابه.. يريدها ان ترقص له؟ ستفعل بمهارة وإحتراف كما يحترف بوقاحته دون اي ذرة خجل امام الجميع او بينهما وحدهما..

*******************
اطلق محمد صفيرًا عاليًا عابثًا بعد ان وقفت آلاء امامه بقميص نوم اسود قصير للغاية وعلى شفتيها احمر شفاه بلون عنابي قاتم بينما يتغلغل عطرها النفاذ الى اعماق روحه ليثير به مشاعر مجنونة.. الا انه عليه ان يتمالك اعصابه فهو يريدها ان ترقص له..

- هكذا اذًا يجب ان اصبح ثقيلًا واجلس!
قالها بإعجاب بينما يضع الأرجيلة التي اعدّها على الارض بجانب الاريكة التي سيجلس عليها يشاهدها بينما هي ترقص له وحده..
- دقيقة واحدة!

نظرت اليه بتعجب بينما تراه يدخل الى الغرفة لتبتسم حالما عاد بشال ابيض تزينه بعض الورود الصغيرة..
وضع محمد الشال حول خصرها ثم قال بحماس:
- هيّا!

ضحكت الاء بمرح:
- يبدو ان مزاجك في افضل حالاته!

- ما دمتِ امام عيني بالتأكيد سيكون هذا حالي يا عمري انتِ!
غمغم وهو يدنو منها محاولًا ان يقبلها الا انها ابتعدت سريعًا لتهتف بحزم:
- ممنوع!

وضعت الاغنية بينما عاد هو الى مكانه.. ثم اخذت تتمايل بخصرها وجسدها بكل مهارة وبحركات مدروسة متقنة.. كانت منطلقة تمامًا وهي ترقص امام حدقتيه المستمتعين المثبتتين على ادق تفاصيلها بطريقة جعلتها تتابع رقصها بكل ثقة واغراء..

جذبها محمد فجأة الى حضنه وهمس بصوت اجش:
- هذا يكفي!

ابعدته عنها وحركت اصبعها امامه وجهه بلا ليضحك بإستمتاع ويعود الى مكانه مرة اخرى قائلًا:
- قوية وقت الرقص سيدة الاء!

لم تتوقف عن الرقص ابدًا بل ازداد رقصها جراءةً لتلهب انفاسه وتكاد تقضي على صبره المعدوم..
انحنت اليه في حين لا تزال تتابع رقصها ليستغل محمد الفرصة ويحيطها بذراعيه مثبتًا اياها في حضنه بينما يهمس بنبرة خشنة تحكي قوة مشاعره الثائرة:
- اعتقد ان هذا يكفي! لقد تعب طفلي وانا ايضًا متعب جدًا!

غمغمت الاء ضاحكة:
- للعلم فقط ان هذه ليست المرة الاولى التي تتصرف بها هكذا.. لا تدعني اتابع رقصي.

التقط شفتيها بقبلة شغوفة ثم ابتعد للحظات وهمس:
- لقد اكتفيت الآن حبيبتي.. انا اريد التطبيق!

وقبل ان تحاول الاستفهام كان يعاود تقبيلها بطريقة اكثر جنونًا.. اكثر شغفًا.. كان يستوطن كيانها ويغرق في رحيقها دون اكتفاء.. لساعات ولا يمل.. ولا يعتقد انه سيفعل.. كانت هذه القصيرة تثير جنونه.. تستولي على كل خلاياه بكل سهولة.. كالطفل تمامًا بين يديها.. وهو كان يريدها هكذا دائما تذوب كالشمعة.. تذوب متألقة بنورها وسحرها.. تحترق بشغفها من غزله الغريب.. بغزل متعدد اللغات.. هولندية، المانية وفرنسية.. اما العربية كانت صامتة تراقب بغيظ في ركن خفي!..

بعد انتهاء ثورة جنونهما التي يعشقها محمد كانت آلاء متوسدة صدره العاري على الاريكة التي تحتل الصالة بينما تسمعه يقول وهو يشرب سيجارته:
- ما رأيك ان نخرج عصر اليوم؟

رفعت رأسها لتطالعه وهمست:
- الى اين؟

انزل رأسه ليقبلها وكأنه لا يرتوي.. لا يمل.. لا يكتفي ابدًا:
- عسل يا ربي! لا استطيع ان اشبع منك مهما ارتويت ومهما فعلت!

- محمد!
زجرته آلاء بدلال ليهتف بهيام:
- يا قلب محمد الذي سيقف في اي لحظة بسبب هذا الدلع!

- هيّا قل لي الى اين ستأخذني؟
همست بحزم ناعم ليقول بإبتسامة:
- مفاجأة.. سنخرج بعد ساعتين ونتناول الطعام في مطعم ومن ثم سنذهب للترفيه عن أنفسنا ونستمتع.. حسنًا حبيبتي؟

- اجل حبيبي.. موافقة جدًا.
- الا يوجد شكرًا؟
تساءل محمد بعبث فضحكت وقالت وهي تبتعد قليلًا عنه:
- دعنا نخرج اولًا وبعد ان نعود سأشكرك.

اعادتها يداه بسرعة الى حضنه وغمغم:
- قليلًا فقط أشكريني الآن.

- محمد.. انا حامل لا تنسى.
قالت ثم رغمًا عنه نهضت وإرتدت قميصه بينما تسمعه يتمتم بحزن مزيف:
- قلبك قاسي جدًا حبيبتي.

- صحيح.
همست بإبتسامة وهي تنظر اليه ليجذبها سريعًا اليه ويردف ضاحكًا:
- تعالي الي قليلًا.. اريد الحديث معك.
بصعوبة وغيظ إبتعدت عنه ليتعالى صوت ضحكاته الرجولية الوقحة..

******************
لقد إستمتعا كثيرًا الليلة الماضية بوقتهما خارج المنزل.. هي قالت مسبقًا ان محمد لديه عدة جوانب.. ولكن حينما يكون لطيفًا حنونًا رومنسيًا فهو يعبر بها حدود الخيال وحينما يكون غاضبًا حزينًا مقهورًا فهو يفوق قسوة العالم أجمعه.. يفرط بكل شيء يفعله دون حدود ولا تدري اذ كانت يجب ان تفرح ام تخاف..

اصطحبها محمد الى مطعم راقي جدًا وطيلة الوقت كان يعاملها برقة ويتغزل بها وبالتأكيد لم يخلو غزله من وقاحته التي تجعلها تحمر خجلًا لتصبح شبيهة بحبوب الفراولة التي تعشقها.. ثم ذهبا الى مركز المدينة حيث كان هناك الكثير من الإحتفالات في الشوارع والأغاني تدوي في الأذان بصخب يجعل الجسد يتحرك بإثارة وحماس رغمًا عنه..

ما امتعها وأسعدها كثيرًا هو سماح محمد لها ان ترقص في حضنه بما ان السماء داكنة بسواد ليلها وكذلك ترقص داخل احضانه دون ان تعلم انها ترقص على قلبه بنظراتها البريئة اليه وحركاتها الجريئة.. آه كم تثير حيرته.. كل صفات العالم متجمهرة في هذه الأنثى لتكون رئيسة عالمه الوحيدة..

إنفطر فؤاده وهو يراها تتألم وتتقيأ منذ الصباح.. حاول ان يرغمها على تناول الفطور ولكنها كالعادة ترفض بسبب شهيتها المعدومة الا انه بنفسه كان يطعمها بإصرار وهو يضعها في حجره لتتناول الطعام مجبرة.. وحامها مرهق للغاية لها ولقلبه الذي يتعذب بمعاناتها.. لا تستطيع تناول اي شيء واذا تناولت تتقيأ.. لقد نحفت كثيرًا عكس بقية الحوامل..

حاول منعها عن الذهاب الى المدرسة الا انها اصرّت لأنها لديها امتحانين يجب ان تفعلهما.. أوصلها الى المدرسة ولم يطاوعه وتينه بالمغادرة.. خشي ان تفقد وعيها او يصيبها مكروه لا سمح الله فبقي ينتظرها في موقف السيارات الخاص بالمدرسة..
بعد بضعة ساعات كانت تخرج ليطمئن قلبه وهو يراها تخرج بملامح افضل مما كانت عليه صباحًا.. انتبهت اليه فسارت نحوه ليسألها بقلق:
- كيف تشعرين الآن؟ هل تشعرين بالتحسن؟

اومأت ليبتسم بحنو ويردف:
- والإمتحانين؟

- احدهما سهلًا والآخر لا بأس به.
همست وما انا وصلا الشقة قالت وهي تسير تجاه الغرفة:
- سأنام قليلًا.

هتف بموافقته لتنام دون ان تشعر على نفسها ولم تعي على نفسها الا بصوته الذي يوقظها:
- آلاء حبيبتي، الطعام جاهز.. انهضي لتأكلي وبعد ذلك عودي الى النوم.

- محمد ارجوك دعني انام.. لست بقادرة على النهوض.. جسدي كله يؤلمني.
همست بوهن وهي تكاد ان تبكي من شدها المها وضيقها فمرّر محمد يده على وجهها المتعرق وغمغم بآسى:
- انهضي لآجلي حبيبتي.

وثبت آلاء بصعوبة عن السرير فسرعان ما إتسعت عيناه بصدمة وخفق قلبه برعبٍ شديد وهو يتطلع الى الدماء التي تملأ فراش السرير.. رباه حتى ملابسها كلها دماء! ماذا حدث لها؟!! انها تنزف بجنون!
قال محمد بشحوب:
- ما هذا؟!

نظرت اليه بعدم فهم قبل ان تتبع مجرى نظراته لتشعر ان قلبها ينحصر داخل صدرها.. يضيق ويكتم انفاسها.. هذه دمائها وهي لا تشعر بشيء!
حاولت فك لسانها الذي تشابك بعقدات رعبها وهمست بإرتجاف:
- لا اعلم!

حملها محمد رغم الدماء التي تملأ ملابسها وادخلها الى الحمام متسائلًا بخوف حاول التحكم به بصعوبة وهو يرى الرعب المكتوب على محياها:
- هل تتألمين؟

- قليلًا فقط.
اجابت فقال بحنو:
- سأحضر لك بعض الملابس بينما تغتسلين.. وان شاء الله لا يوجد الا كل الخير.

بعد ان وصلا الى المستشفى همد القليل من ذعرها والطبيبة تقول بعد ان اجرت لها السونار:
- الطفل لا يزال موجودًا في رحمك ولكنه نزل قليلًا فقط.. انتِ مهددة بالإجهاض ولذلك عليك بالراحة الشديدة.. وممنوع ان تتحركي او تفعلي اي شيء لمدة اسبوعين.. وسأعطيك إبر مثبتة للحمل.. وستبقين حتى غدًا في المستشفى وممنوع اي إقتراب من زوجك على الأقل لأسبوعين.

هزت رأسها موافقة وهي تشعر انها لا تزال قابعة بين الحلم والواقع.. ولكن خوف خبيث تسلل الى قلبها ليزرع الذعر في روحها ويضرم نيرانه بمشاعرها الأمومية وهي تشعر ان طفلها لن يعيش.. ستخسره وتتعذب في أروقة احلامها المتلهفة به..

-----------------------
يتبع..

رأيكم بالفصل؟
وتوقعاتكم للقادم
لأن المصائب لم ولن تنتهي
وستكبر اكثر واكثر..

قراءة ممتعة..
مع حبي:
أسيل الباش



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس