عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-20, 09:29 AM   #19

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السادس عشر
اتألم ويصرخ الخوف في مضجعي..
يستغيث متأوهًا ولا احد لديه البلسم..
اتألم وكلما يزداد وجعي وتتدلهم ظلمتي..
خوفي يتسرب الى عظامي فيكسرني..
يضعفني.. يبعثرني.. ويخنقني..
أتقصى بين السواد الحالك عن غايتي..
فلا اسمع الا صدى صوت بعيد يطالبني..
تهفو روحي اليه متوسلة والى القعر تجذبني..

---------------------
زمت شفتيها بضيق بسبب توبيخ والدتها وخالتها لها على اهمالها بنفسها وبحملها امام محمد.. متى أهملت بنفسها بحق الله؟ لا تعلم! والآن لا بد ان محمد ايضًا سيؤنبها بعد ان يعود..
حتى الآن ملامحه كلها مبهمة.. لا تقرأ منها شيئًا وهذا يشعرها بالعجز والتوجس.. ولكنها على يقين بكونه غاضبًا..

ولج محمد الى الغرفة قائلًا بهدوء:
- احضرت لك الطعام.

- ليست لدي شهية!
غمغمت آلاء بصدق فهتف محمد بعصبية:
- من الأفضل لك ان تأكلي.. لم تضعي شيئًا بفمك منذ الفطور وهذا الذي في رحمك ليس ذنبه انك والدته.. فتناولي الطعام بصمت لآجله!

- محمد.. ما خطبك؟
تساءلت بضيق فأجابها بإقتضاب بينما يفتح اكياس الطعام ويضع اطباق الطعام امامها.. شوربة خضار وصدر دجاج وسلطة وبطاطا مقلية.. يبدو شهيًا في الواقع!
- لا شيء وهيا كُلي.

ما باله يعاملها هكذا؟ بدأت تتناول طعامها بتوتر بينما تنظر اليه.. ثم همست بأسمه وهي تراه واضعًا كل تركيزه في هاتفه فقال بنفاذ صبر:
- آلاء لماذا تحبين التكلم كثيرًا؟

- أريد ان افهم ما الأمر؟ ما الذي يجري معك؟
هتفت آلاء بجدية ليقول:
- انتبهي لنفسك آلاء.. ملابسك كلها ضيقة وانت الآن حامل وهذا ليس جيدًا لصحة الطفل.. غير ذلك رقص وحركة ومشي طيلة الوقت فبالتأكيد الطفل سينزل.

- لا تلقِ اللوم علي وحدي ولا تنسى نفسك ايضًا فقربك مني هو السبب الرئيسي من الأساس.. لا تلمني لوحدي.
هدرت بضيق شديد.. لماذا يلومها وحدها وكأن ليس له اي علاقة فيما حدث لها.. صحيح انها ترتدي ملابس ضيقة بالإضافة الى حركتها الكثيرة ولكن ماذا عنه؟ بالتأكيد هو ليس بريئًا مما حدث لها..
للحظات تطلع بنظرات عميقة الى اغوارها الا انه لم ينبس بحرف واحد بل اكتفى بإعادة نظره الى هاتفه ولا تعلم اذ كان صدقًا منشغلًا بهاتفه ام أنه فقط ينفث عن ضيقه في هذا الهاتف المسكين..

بعد ان انهت طعامها قام محند بالنداء على الممرضة لتفحصها..
كانت حرارة جسدها مرتفعة قليلًا عن المعدل الطبيعي فأعطتها الممرضة دواءًا خافضًا للحرارة قبل ان تخرج..
اغتاظت الاء من عودته للتركيز في هاتفه بعد خروج الممرضة.. محمد يبدو ليس طبيعيًا.. منذ متى يتشبث بهاتفه هكذا ويأبى تركه؟
رغمًا عنها رأف قلبها بحاله وهي تحس بضيقه الشديد وتأنيب الضمير الذي غزى جوارحه خاصة بعد لومها له..
نادته آلاء بنعومة ليرفع رأسه ويتطلع اليها فأردفت:
- إقترب واجلس بجانبي.. اريد الحديث معك.

زلف بمقعده من سريرها وتساءل بهدوء:
- ما الأمر؟

- أتشعر بالحزن لأنني أهملت صحتي قليلًا ويجب ان انتبه واكون حريصة اكثر على نفسي بما ان هناك في داخلي روح؟ محمد اذا الله يريد ان يمنحنا هذا الطفل سيفعل واذا لا مهما فعلنا وتلقيت علاجات ولم أتحرك ابدًا من مكاني فلن يكون من نصيبنا او انني قد أنجبه ليومين، اسبوع أو شهر ويكبر امامنا ونتعلق به وبعد ذلك يأخذه ربنا منا لأن ليس مقدرًا لنا.. نحن لا نعلم ماذا كتب الله لنا.
غمغمت آلاء بحنو ليسرح فؤاده خفقة مؤلمة متولها لآجلها.. رباه بدلًا ان يسندها ويطمئنها هو تفعل هي.. أي رجل هو ليستحقها وان كان بالإجبار؟!
همس وهو يتأمل العسل المنصهر في مقلتيها فبدلًا ان يراها بحدقتيه مرهقة شاحبة يراها مشعة كورد الربيع الأصفر..
- انت كيف تكونين هكذا؟

- ماذا تعني؟
تساءلت بحيرة ليجيبها بحب:
- يعني بدلًا ان اقول لك انا هذه الكلام انت التي تقولينه.. بدلًا ان اطمئنك انت التي تفعلين على الرغم من كونك اكثر شخص بحاجة ان يخفف احد عنك.. ولكن ها انت الآن جالسة تفكرين بي وتحاولين التخفيف عني كي لا احزن.. انا موجوع عليك انت يا آلاء لا على الطفل.. لا يهمني اذا عاش او مات.. جل ما يهمني هو انت وان لا تتأذي.

- اذًا هل ستأتي معي لنبقى في منزل أهلي؟
كانت هذه رغبة والدتها بل إصرارها على ان تبقى في منزلهم عدة أيام لتعتني بها وطلبت من محمد ان يأتي برفقتها وحتى ولو لم يوافق كانت مصرة على اخذها مغها للإعتناء بطفلتها الكبرى..
- بالتأكيد.. لن أتركك لوحدك.
قال محمد بجدية لتبتسم آلاء:
- رائع.. لأن ليس امامك اي خيار آخر

إرتفع حاجبه الأيسر بإستمتاع وتمتم:
- يعني؟

- يعني محال ان ادعك تبقى في الشقة لوحدك او حتى في منزل اهلك.. انت مخير ما بين المجيء معي او المجيء معي فقط.
غمغمت بحزم فقهقه بمرح وقال قبل ان يتوسد السرير بجانبها ويضمها بين ذراعيه بناءًا على طلبها:
- لم أحبذ الخيار الآخر ولذلك سأتي برفقتك.

*******************
خمر مجددًا.. انقبض قلبها بعنف وكأن احشائها تتمزق وهي تفكر انه ربما مدمن على الخمر.. تود الإستفراد به لتفهم ما الذي يحدث.. تلك المرة لم تتمكن من سؤاله ولكن الآن محال ان تصمت.. لا تستطيع ان تتغاضى عن امر ضخم كهذا..
كانت قد خرجت من المستشفى صباح اليوم بعد تعليمات الطبيبة الصارمة وبعد ان أوصلها الى منزل اهلها غادر ليفعل بعض الأشياء الهامة كما قال وها هو يعود الآن برفقة عائلته.. تجمهر الجميع في منزل أهلها لآجلها وهذا الشيء قيّدها ومنعها من لومه على ما يفعله بنفسه وبها وبطفلهما..
أخرجها من زوبعة افكارها القاتلة صوت شقيقها إيلام الذي قال بعبث:
- لقد بدأت منذ الآن يا عريس.. كنت فرحًا بزوجتك لأنها حملت بهذه السرعة فجرّب اذاً طعم المعاناة على أصولها.

- لماذا كم مرة جرّبت قبلي انت؟
- لقد شبعت انا.. فقط أصبر قليلًا.. يؤلمني قلبي عليك لأنك لم تستطع ان تستمتع الا قليلًا.
قال إيلام ضاحكًا فتمتم محمد بغيظ:
- هذا ليس من شأنك.. وركز فقط بما لديك.

قال غيّاث متباهيًا بنفسه:
- إبقوا بهذه الأحاديث المملة.. لا يوجد اجمل من الحرية دون زواج وقيود ودون حليب وحفاظات.

بعد نصف ساعة كانوا يغادرون وسط ضحكاتهم على ايلام الذي اراد البقاء والنوم في منزل اهله كحال محمود ولكن تم طرده بسبب الفوضى الذي يتسبب بها هو وعائلته..
نهضت آلاء اخيرًا وتوجهت الى غرفتها لتتمدد على سريرها فتبعها محمد ثم جلس بجوارها على السرير وتساءل بتذمر:
- كيف سأنام مع ضجة الشارع هذه وكأنني لا اجلس في منزل؟!

- ستعتاد.
قالت بهدوء ليردف بتساؤل:
- ألا زلت تتألمي؟

تغاضت الرد على سؤاله وهتفت:
- سوف اسألك سؤالًا وأتمنى ان تجيب دون كذب.

- اسألي.. متى كذبت عليك من الأساس؟
- هل انت تشرب الخمر؟
تساءلت وهي تحاول تحليل تعابير وجهه فرد عليها بهدوء وان كان إستغرب سؤالها:
- ليس كذلك تمامًا ولكن اذا احد قدم لي كأسًا أشرب.. ما الذي حدث حتى تسألين سؤالًا كهذا؟

- الذي حدث هو انك احتسيت الخمر اليوم وقبل فترة قصيرة ايضًا احتسيت الخمر.
هتفت آلاء بعصبية فإعتدل محمد سريعًا بجلسته وتفرست حدقتاه النظر بها بقوة بينما هي تسترسل بقهر:
- انت تعلم ان احتساء الخمر حرام وان الله سيعاقبك وربما سيعاقبك بي وبطفلك الذي يرقد داخل احشائي.. انت لا تخف لن يحدث لك اي شيء لان الله سيعاقبك بنا نحن.. ومن ثم الخمر شيء مقرف ومثير للإشمئزاز فلماذا تتحتسيه؟

قال محمد بجدية:
- انا لست مدمنًا يا آلاء او أحتسي الخمر كل يوم .. كنت في منزل صديقي اليوم وقدّم لي البعض فشربت كأسًا واحدًا فقط.. والمرة السابقة التي تتحدثين عنها كنت غاضبًا ومخنوقًا فشربت.. واعتقد انني لا أعود يوميًا الى المنزل ثمل او ان الكأس في يدي طيلة الأربعة وعشرين ساعة فلذلك اغلقي هذا الموضوع.

- لن أغلقه ابدًا اذا لم تتوقف نهائيًا عن تناول هذا السم.
هتفت بعناد ليزفر بحنق:
- انا لا اتناوله يوميًا حبيبتي ولستُ مدمنًا لذلك أغلقي هذا الموضوع.
غمغمت أسمه بإعتراض وتحذير فقال بضيق:
- كفى آلاء.. لقد فهمت.

- حسنًا بما انك فهمت المرة القادمة اذا شربتَ الخمر سأخبر والدك وسأدعه يتصرف معك لوحده.
هتفت آلاء بجدية ووعيد ليهدر بعصبية وتهديد:
- حاولي فقط ان تجلبي هذا الموضوع على لسانك حتى ولو بمزاح امام والدي وسأدعك ترين شيئًا في حياتك كلها لم تري مثله قط ..هل تفهمين؟

- اذا كنت تخاف الى هذا الحد فلماذا تشرب الخمر من الأساس؟ اتركه.
قالت بحزم رغم خوفها من غضبه فهتف:
- ها هي تقول مرة أخرى أتركه.. انا ماذا قلت قبل قليل؟ هل أكرر حتى تفهمين؟

بإصرار وتحدي قالت بينما تنظر الى احمرار وجهه الغاضب بتوجس:
- حتى ولو قدموا لك لا تشرب والا والله سأخبر والدك.

- آلااااااء!!!!
صاح محمد بحدة اجفلتها الا انها تماسكت وكادت ان تنهض وتقبل الذي طرق الباب لينقذها من الشرار الذي يطلقه من عينيه..
فتح محمد الباب دون ان يسأل حتى من الطارق فوجد شقيقتها الصغرى لِمار فسألها بخشونة:
- ماذا تريدين؟

- اريد ان اتحدث مع شقيقتي.
قالت ثم دلفت الى الغرفة ليرتفع حاجبه وهو يرى ماذا تفعل هذه الصغيرة التي لا تختلف عنها زوجته بشيء الا بالعمر والجسد..
تساءلت لِمار وهي تنظر الى شقيقتها الكبرى:
- انت ستنامين هنا، اليس كذلك؟
اومأت آلاء بإبتسامة لتردف لِمار بجدية مضحكة:
- اذًا انت تعرفين القوانين واين يجب ان انام اذا كنتِ في منزلنا.

ضحكت آلاء بحنو وقالت:
- اجل، تعالي ونامي بجانبي.

- ومحمد اين سينام؟
تمتمت لمار بضيق فهمست آلاء بتفكير:
- بجانب أمير.. ما رأيك؟

- لا والله! تخطط هي وشقيقتها اين انام! ما هذا الذل؟ حمدًا لله ان لدي منزل اذهب وانام به.
هتف محمد بسخط فنظرت آلاء اليه بطرف عينها وقالت بصرامة:
- ممنوع ان تطئ قدميك باب الشقة ما دمت لست موجودة برفقتك.

- عبدٌ انا لديكما! هيّا نامي اليوم ولكن غدًا ممنوع.. هل تفهمين؟
قال محمد وهو يتطلع الى لمار فوضعت يدها على خصرها وهتفت بإستفزاز:
- ما دامت شقيقتي هنا فمكاني بجانبها وهي تعرف هذا الشيء واذا لم يعجبك بإمكانك الذهاب والنوم في اي مكان ترغب به.. لن نعترض.

هذه الطفلة تستفزه حقًا اكثر من شقيقتها نفسها!
هتف محمد بغيظ شديد:
- وماذا ايضًا؟ الضعيف هنا انتم تأكلونه وتفعلون به الويل! الآن اخبريني فقط ماذا سيحدث اذا صفعتك بسبب لسانك الطويل هذا؟

- لن يحدث اي شيء غير انني سأذهب الى الشرطة وأشكوك لهم وانت محامي وتعلم ان هذا يعتبر تعدي على حقوق الطفل ومؤكدًا ايظاً تعلم جيدًا ما هي حقوق الطفل ام انك تريدني ان أخبرك بها بنفسي؟ اولًا ممنوع ان تضرب طفلًا.. وممنوع ان تعاقبه وممنوع ان...
قالت الصغيرة البالغة من العمر ثمانية سنوات فقط كلماتها بقوة وجراءة لتتسع عيناه بذهول من حذاقة هذه الطفلة وقوتها فهتف:
- كفى!!!!
ثم دنى منها وضمها بينما يسألها برفقٍ مصطنع:
- من أين تعلمتِ هذه الأمور؟

- في المدرسة، وقالوا لنا المعلمون اذا احد أزعجكم بالكلام اتصلوا بهذه الأرقام وحفظنا الأرقام جيدًا.
غمغمت لمار ببراءة فقبّلها محمد مرة أخرى وقال بحنو مبالغ به:
- ماذا تريدين حياتي ان احضر لك هدية؟

ضحكت آلاء بإستمتاع شديد وهي ترى كيف هذه الطفلة تناقش محمد وتحقق ما تريد بكلامها وكأنها المسيطرة لا هو! اخيرًا بعد ان نال على رضاها اغلق محمد الأضواء لتنام الصغيرة بينهما قريرة العين..
ساد الصمت قليلًا حتى نامت لمار فرفع محمد جسده قليلًا وتطلع الى آلاء وقال:
- اعوذ بالله من شقيقتك.. انا محامي ولم أقدر لها ولا لطول لسانها.. كيف غداً ستكون حينما تكبر وتتزوج؟ كان الله بعون الذي سيتزوجها فعلًا!

ضحكت آلاء بمرح ليوثب عن السرير ويحمل الطفلة بذراعيه..
- محمد ماذا تفعل.. اذا نهضت في الصباح ووجدت نفسها بمكان آخر ستتسبب لك بفضيحة.
- لا تقلقي.. لن أخذها الى مكان آخر فقط سأضعها بالجهة الأخرى لأنني اخشى ان تضربك فتؤذيك خلال نومها.
قال ثم احتل هو مكان الصغيرة ليكون في المنتصف..
جذب آلاء الى صدره وأسند رأسها على عضلات صدره المتينة وأردف:
- ليكن الله بعوني هذه الأيام.

- تحمل لآجلي.
غمغمت آلاء ضاحكة بخفة فقبّل أعلى رأسها وهمس:
- لآجلك فقط اتحمل كل شيء.. تصبحين على خير حبيبتي.

******************
بعد يومين والدها وعمها عادا من السفر..
والدها كان مرهقًا جدًا من السفر وكم أوجعها حاله.. ومع ذلك لم يتوانى عن احتوائها وبثها الكلمات التي احتاجتها.. هي تحب والدها بجنون.. رغم الظروف التي مرت بها الا انها لا تجد نفسها الا كلما يتفاقم حبها لوالدها الذي لم يقسو عليها ابدًا ودومًا يمنحها كل ما ترغب وكل ما تتمنى.. يغدقها بعاطفته الأبوية ويدللها وهي دومًا جاهزة لتلقي دلاله..

تجهم وجهها بغيرة حالما رأت الهدايا التي اشتراها محمد لشقيقتها لِمار ولأبن شقيقها محمود.. اين هديتها هي ايضًا؟
ضحك محمد ووعدها بهدية اجمل من هديتهما.. وسرعان ما اختفى العبوس وحلّ الذعر مكانه حالما اتت والدتها بالعلاج المؤلم..
بكت آلاء وهي تهرب من والدتها التي أتت بإبرة مثبتة الحمل المؤلمة ليثبتها محمد مكانها ضاحكًا بينما تغمغم لوالدتها ببكاء طفولي:
- أمي والله تؤلم!

- يجب أن اقوم بتصويرك.
قالها محمد ضاحكًا لتهتف آلاء بعصبية:
- أصمت او أخرج من الغرفة.. لماذا لا تشعرون بي؟ والله الإبرة تؤلم كثيرًا.
ثم حاولت الهروب مرة أخرى الا ان محمد قيد حركتها بكل سهولة وزجرها بحنق:
- آلاء هي مجرد إبرة وسهلة جدًا فلا داعي للتصرف كالأطفال.

تبرمت بشفتيها كطفلة مسكينة ثم صاحت ما ان همت والدتها بضربها الإبرة..
- أمي ارجوك انتظري قليلاً.

هتفت جميلة بنفاذ صبر:
- محمد أحقنها انت بالإبرة.. لم أعد اتحملها.
- لا كفى.. هيا اعطيني الإبرة.
قالت آلاء بسرعة فهزت والدتها رأسها دون فائدة بدلال طفلتها ثم حقنتها بالإبرة وسط ضحكات محمد المستمتعة..
- طفلة! والله لا اعلم كيف ستولدين اذا كنت هكذا تفعلين من مجرد إبرة.

- هذا ليس من شأنك.. من الأساس انت السبب بكل ما يحصل لي.. لقد كنت مرتاحة في منزل والدي ولكنك اتيت وتزوجتني وهذا الطفل الذي ببطني الآن بسببك.
هتفت بحقد ليتشدق محمد:
- آجل هذا المسلسل الذي نسمعه يوميًا بعد حقنكِ بالإبرة.

- بقي ثلاثة ايام فقط فتحملي.
قالت والدتها بجدية فتبرطمت آلاء بحنق.. وإحتدت وطأة ضيقها حينما اخبرتها والدتها ان عمتها ستأتي للسلام عليها بعد قليل..
بعد ان خرجت والدتها جلس محمد بجانبها وكالعادة أخذ يخفف عنها ضيقها بوقاحته اللا متناهية..
تمتمت آلاء بسخط وهي تضربه على صدره بقبضتها الصغيرة بخفة:
- كفى محمد.. انا لا اطيقك.

- لماذا يا عمر وقلب محمد؟ الا يفكيك انني محروم منك؟ ثم اين شقيقتك صاحبة اللسان الطويل.. لا زلت لم اعطيها بعد الهدية التي شعرتِ بالغيرة منها.. دعيني اذهب واعطيها هديتها قبل ان ترفع علي قضية.
قال محمد ضاحكًا لتغمغم آلاء بشماتة ومرح:
- والله هي الوحيدة التي تقدر لك.. وتعلم كيف تأخذ حقها منك.

- صحيح.. سأعود لك بعد ان اراها.
سار محمد الى غرفة لمار وفي يده الهدية التي اشتراها لها ولحسن ابن شقيق آلاء..
وجد محمد الصغيرين يلعبان معًا فإبتسم وقال لها بينما يناولها هديتها التي كانت عبارة عن طين اصطناعي وادوات ماكياج خاصة بالأطفال..
أخذت لِمار منه الهدية بلهفة ثم أخذت تقفز على سريرها بسعادة وتساءلت:
- هل بإمكانني ان افتحها عمو محمد؟
اومأ لها محمد بحنو ففتحتها لتتسع عيناها الجميلتان بإنبهار وتقول ببهجة طفولية:
- شكرًا شكرًا.. هديتك جميلة جدًا عمو محمد.. الآن بإمكاني ان اصمت ولن أخبر الشرطة عنك وأقول انك تنتهك حقوق الطفل.

إعتلت الصدمة وجههُ وردد:
- انتهك حقوق الطفل؟!
ثم تابع بغيظ:
- من اين تجلبين هذه الأشياء الى عقلك؟ هل انت متأكدة انك تذهبين الى المدرسة ام الى اين بالضبط؟

- لا عمو.. هذه الدروس تعطيها لنا المعلمة ونحفظها حتى نعرف ما هي حقوقنا.
غمغمت لِمار ضاحكة.. كانت الصغيرة معتادة تلقائيًا على قول عمي لأن فرق السنوات الذي بينهما يجعلها بعمر ابنته لو كان قد انجب اطفالًا مسبقًا..
هز محمد رأسه بحيرة من هذه العائلة ثم ناول هديته لحسن الذي فتح الهدية التي كانت عبارة عن سيارة شرطة والأخرى سلاحف النينجا..
- شكرًا.. الآن بإمكاني ان اجمع كل شخص أزعجني وأخذه بسيارة الشرطة هذه والقيه قي السجن.
قالها حسن بمكر طفولي..

- اعوذ بالله.. لستما اطفالًا! كأنكما تعملان في الوزارة الداخلية والدفاع.. الاثنان تتحدثان عن القانون والشرطة والسجن.. ها انا محامي ولست مثلكما!
قال محمد بتعجب وهو يسير خارجًا ليتطلعا الصغيران الى بعضهما البعض بشقاوة ويستأنفان اللعب في الهدايا الجديدة..

دلف محمد الى غرفة آلاء وتساءل:
- اين عمي.. اريد السلام عليه.

- في غرفته.
- يا له من محظوظ بالتأكيد الآن يقوم بعمله جيدًا مع خالتي.
غمغم محمد بحسرة عابثة فزجرته آلاء بحنق:
- محمد كف عن وقاحتك ولا تنسى انهما ابي وامي ولا يصح ابدًا ان تتكلم عنهما هكذا.

- لم اقول شيئًا.. ما يهم الآن حبيبتي اننا يجب ان نعود الى شقتنا لأنني بعد يومين سأعود الى عملي.. ومحال ان استطيع البقاء هنا.. انت ترين بنفسك كمية الناس التي تأتي الى منزل أهلك وهذا مرهق لك بما انك يجب ان تجلسي ايضًا مع الضيوف.. فلذلك من الأفضل ان نذهب الى شقتنا ونغلق الباب علينا دون ان يأتي ضيوف كل ربع ساعة.
هتف محمد بجدية ثم إسترسل بضيق:
- وانا ايضًا تعبت بسبب قلة النوم.. غرفتك تطل على الشارع واصوات السيارات العالية بالإضافة الى لِمار التي تنام وسطنا كل هذا يتعبني حقًا.. وها انا اقسم شقيقتك لن تنام اليوم في غرفتنا.. لتنام في اي مكان آخر.. وانت حينما تولدين انا سأعتني بك لوحدي في شقتنا ومن يريد المساعدة بإمكانه القدوم الينا.. نحن لن نذهب للمكوث في منزل احد.

إعترضت آلاء بتفهم:
- محمد كيف ذلك وانت ستعود الى العمل.. الحركة ليست جيدة بالنسبة الي وانا سأضطر للبقاء هكذا في فراشي حتى تعود من عملك في وقت متأخر؟ من سيهتم بي؟ اجل أوافقك الرأي ان البقاء هنا مرهق وصعب بالنسبة لك ولكن ماذا عني؟

قال محمد مطمئنًا لقلقها:
- بالتأكيد حبيبتي والدتك لن تتركك واذا صعب على والدتك الاعتناء بك فشقيقتي الصغرى ستأتي لتعتني بك وتبقى بجانبك الى ان اعود من العمل.

***************
جلست آلاء بجانبه محمد وهي تعد نفسها لحرب الأعصاب التي ستدور بينها وبين عمتها.. ما كان يهدئها فقط هو ذراع محمد التي تلتف حول ظهرها بحماية وحبفتغيظ عمتها صفاء التي لا تعلم صدقًا لماذا لا تحبها ولا تطيقها.. ربما لأن والدتها رفضت عرض ابن شقيقتها للزواج.. هل حقًا كانت تعتقد انها ستوافق؟
رباه كم هي مرهقة هذه العائلة.. لا احد منهم مريح البتة!
تبادلت الاء أطراف الحديث قليلًا معهم فهي من النوع الذي لا يرغب بالحديث كثيرًا وخاصةً مع الغرباء او مع الناس الذين لا يعجبونها.. ليس خارجيًا بل داخليًا..

تجد مشاعرها تلقائيًا ترتسم على تعابير وجهها فيحكيها عسل عينيها وهو ينهمر بكل رضى عن صاحبته.. هي لا تجيد اطلاقًا التصنع او المجاملة والنفاق.. فما يدور بحرية في سرايا قلبها وعقلها بسرعة يتضح بتصرفاتها.. ولا تعلم اذ كان صدق مشاعرها هذا جيدًا ام لا.. ولكنها واثقة انه امراً مرهق لأنه يجلب لها الكثير من الأحاديث والأقاويل..

- في أي شهر من حملك انت الآن؟
تساءلت زوجة ابن عمتها التي تدعى سمر فأجابتها آلاء بهدوء:
- لا زلت في الشهر الثالث.

همهمت سمر بتفكير وقالت:
- أي انك منذ ليلة زفافك حملتِ؟!

- على ما يبدو آجل وفقًا لحساب الطبيبة.
غمغمت آلاء على مضض لأنها واثقة ان عمتها الآن لا سيما ستبدأ بتعليقاتها المثيرة للإستفزاز.. وهي حقًا ليس لديها مشكلة مع ابنها حسام وزوجته سمر.. ولكن مشكلتها الحقيقية تكمن بينها وبين عمتها..
وكما توقعت وفاها صوت عمتها الذي يتلألأ بين حروفه الغيرة:
- كنت اعلم انك حامل.. هذا واضح منذ المرة الأولى التي رأيتك بها حينما اتيت لأبارك لكما زواجكما.. لقد قلت لك في ذلك الوقت انك تبدين حامل ولكنك تصنعتِ عدم الادراك وانكرتِ وكأن خبر الحمل يمكن ان لا يقال او انك تستطيعين اخفاءه! في النهاية سيعلم الجميع بحملك.

- ولكن انا حقًا لم اكن اعلم في ذلك الوقت انني حامل حتى اقول لك اجل يا عمتي انني حامل! اولًا لأنني لا زلت عروسًا ولم افكر اطلاقًا بموضوع الحمل.. ثانيًا لماذا قد أواري وأخفي خبر حملي يا عمتي وكأنني فعلت شيئًا حرامًا او عيبًا؟
ختمت آلاء كلماتها بتهكم قصدته فإستشرى الغيظ في جسد صفاء خاصة وهي ترى الإستمتاع بعيون الجالسين بسبب ما يدار بينها وبين ابنة شقيقها الوقحة.. ثم هتفت بخبث قاصدة ان تنقل سمومها الى عقل محمد:
- لا ليس حرامًا.. لماذا قد يكون حرامًا؟ على اي حال انتبهي الى نفسك ومن الأفضل لك الآن ان تتركي المدرسة وتتوقفي عن الدراسة فهذا سيؤذيك ويضر طفلك.

----------------------
يتبع..
سوري عالتأخير..

رأيكم بالفصل وتوقعات؟

قراءة ممتعة..
مع حبي:
أسيل الباش


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس