عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-20, 09:30 AM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل السابع عشر
سجّل يا تاريخ ان لا امرأة سواها..
سجّل يا تاريخ انني لا اعترف بالعشق دون وصالها..
سجّل يا تاريخ الثواني والدقائق التي كنت في احلامها..
سجّل بأكبر خط يقدر عليه قلمك انني اهواها..
سجّل ان القلب لا يدرك ما هو الحب الا بأحضانها..
سجّل ان بكائها وضحكاتها هما سيمفونية قلب يحبها..
سجّل انني مغترب دون وطن شفتيها..
سجّل انني جلاد يلسع ولا يشفع امامها..
سجّل انني طفل يتيم يوّد امانها..
سجّل يا تاريخ..
سجّل بقلم ختّال انني برّ امانها..
سجّل ان دموعي رجولةً لأروي شوقي وشوقها..
سجّل ان لا مغيث سواي يقدر على هدم مخاوفها..
سجّل يا تاريخ..
انني اعشقها دون قيود ومع حروب..
دون عيوب ومع ذنوب..
ومع دموع ودون ورود..
سجّل يا تاريخ..

---------------------
كان صعبًا جدًا عليها كبح ردها على كلمات عمتها المسمومة.. هذه الإنسانة لا تنفك ان تغيظها وتغضبها بتدخلاتها اللعينة.. لماذا لا تدعها وشأنها وتهتم فقط بإبنها وزوجته؟
لم تنتظر ان يتدخل احد ويرد على عمتها بل انطلق جوابها من شفتيها كسهم حاد..
- لماذا اترك التعليم؟ اعتقد انكم تعلمون انني اذا احببت شيئًا اتشبث به بأظافيري.. ولا تقلقي يا عمتي انا اجيد التعامل مع كل شيء بنفسي فإحتفظي بخوفك علي وعلى صحتي لنفسك.. وحمدًا لله ان محمد وامي موجودان ليساعداني وكذلك انا اجيد تقسيم وقتي بين الحمل والمدرسة.

وبخبث قصدته نظرت آلاء الى حسام وزوجته وقالت لتقهر عمتها مع انها صدقًا لا تتمنى لابن عمتها حسام وزوجته الا الخير..
- صحيح ماذا عنكما؟ الا يوجد شيء في الطريق ام انكما لا تخططان الآن للحمل او ان عمتي لا زالت لم تقرر لكما بعد متى تنجبان طفلًا؟
ثم تطلعت الى صفاء التي إسود وجهها من كلمات ابنة شقيقها وكاد ان يقضي عليها الغل والقهر..
- والله يا عمتي لو كنت مكانك سأقول لهما ان يأجلا هذا الموضوع الآن ويستمتعان بحياتهما قليلًا وبعد ذلك يفكران بموضوع الأطفال وليس مثلنا.. نحن طبعًا لم نخطط لهذا الشيء ولكن سبحان الله ما يريده الله يحدث.

لم يستطيع محمد لجم ضحكاته على رد زوجته التي اصابت الهدف جيدًا.. تجيد دومًا الثأر لنفسها وأخذ حقها..
هتف محمد بمزاح أجج من نيران صفاء:
- انا أوافقها الرأي.. استمتع الآن افضل لك من ان تصبح شقيقتك بدلًا من زوجتك وانت لا زلت عريسًا.

- لا تخف.. انا أخذ حذري.
قال حسام ضاحكًا فرشقتهما صفاء بحنق بينما جميعهم يستمرون بالحديث الى ان دخل شقيقها رحيم فسلّمت عليه ثم غادرت وهي تتوعد لابنها..
قرّب محمد آلاء منه وهتف بينما ضحكاته تصدح بإستمتاع:
- لأول مرة اراكِ غاضبة ومستفزة الى هذه الدرجة.. بالإضافة الى ردك العجيب الذي كاد ان يفقد عمتي وعيها.. انت تعرفين اطباعها وكلامها يا آلاء فكان عليك تجاهلها.

- اعلم.. ولذلك يجب ان ارد عليها بهذا الأسلوب مع ان حسام وزوجته لا يستحقان ان اقحمهما في هذا الموضوع.. ولكن لم استطيع قول شيء آخر حالما رأيتهما أمامي.
غمغمت بحنق فقال محمد بهدوء:
- لا بأس حبيبتي.. ولكن ردك فقط إستحوذ على إعجابي.

- أعجبك دومًا بأجوبتي.
غمزت له ضاحكة ثم توجهت الى غرفتها لتتبعها والدتها وتوبخها على كلامها بهذا الأسلوب مع عمتها الا ان آلاء بسرعة قالت ان كلامها كان خارج سيطرتها بسبب هرمونات الحمل فخرجت والدتها بغيظ شديد رغم علمها ان ابنتها تكذب لا غير..

***************
إكفهر وجهها وكاد ان يغرقها الغيظ في امواجه بسبب ما فعله بها محمد صباح اليوم بعد ان طلبت منه ان يقوم بعمل مساج لظهرها لأنه يؤلمها بشكل لا يطاق..
لقد قلق كثيرًا في البداية وكاد ان يتصل بالطبيبة النسائية المسؤولة عن حملها لأنها قالت انها تتألم ولكنها طمأنته فعمل لها مساج لظهرها بأيدي خبيرة جعلتها تطلق تأوهاتها المريحة والمستمتعة قبل ان ينحرف مسار يديه للمسات اكثر وقاحة جعلتها تهم بضربه..

قبلاته تفرقت على ظهرها العاري بخفة جعلت جسدها يقشعر تحت اكتساحه العنيف لمشاعرها.. هذا ليس عدلًا.. لم يكن هدفها ان يكون هو المسيطر والمستمتع وينقلب السحر على الساحر.. لقد قصدت ان تنزع قميصها ليتعذب وهو يلمسها دون ان يتمكن من فعل اي شيء آخر ولكن محمد دومًا يجد طريقة ليمتع نفسه بها..

رباه وقاحة هذا الرجل ستفقدها عقلها ذات يوم لا سيما.. أصابعه المحترفة تتقن الرسم على بشرتها وشفتيه تجدان التلوين بإبداع فنان أسطوري..
لم يبالغ محمد بوقاحته وعبثه بسبب تحذيرات الطبيبة ولكنه اراد زرع القليل من الخوف في عينين زوجته الماكرة.. فبعد ان توسلته بالإبتعاد عنها فقط إبتعد ضاحكًا وقال بشقاوة:
- اجمل مساج افعلهُ في حياتي.. وايضًا في منزل أهلك!

- أخرج من هنا يا قليل الأدب!
هدرت آلاء بسخط ليرسل محمد لها قبلة في الهواء ويقول قبل ان يخرج:
- انا في الخدمة دائمًا حياتي.. في اي وقت تريدين ان اعمل لك مساجًا ستجدينني جاهزًا.

أعد لها محمد صحنًا من الفاكهة لتتناوله بما ان لا احد في المنزل غيرهما ووالدها نائم.. ثم جلس هو ليعمل على القضايا الجديدة في الصالة..
كانت مغتاظة جدًا منه واذا لم تؤلمه حقًا ستصاب بالجنون.. فنهضت آلاء من مكانها وهي تراه يعمل بين الملفات وحاسوبه الخاص ثم قرصته بعنف ليرفع رأسه سريعًا ويطلق آهة متألمة..
لم تهمد رغبتها في إيلامه بعد فضربته بقوة شديدة على يده ليقهقه محمد بمرح بينما يراها تستمر بضربه..
جذبت آلاء يده لتدس أسنانها بين طياتها بقسوة جعلت ضحكاته تعلو اكثر واكثر..
- على ما يبدو ان الكلب الذي اشتريته علّمك كيف تعضين.

- أصمت!
زمجرت بحنق ثم رفعت يدها الى شعره حتى تشده الا ان يده كانت بالمرصاد..
طوّق محمد يديها بقبضتيه وجذبهما الى حضنه وقال بنفس المرح الذي يغضبها:
- افعلي كل ما ترغبين به ولكن اتركي شعري وشأني.. هل هدأ قلبك وارتاح الآن بعد ان ضربتِ وقرصتِ وعضيتِ ام ليس بعد؟

- ليس بعد!
اجابت بحقد ليهتف بعبث:
- تتحاملين علي منذ وقت المساج حبيبتي!

- محمد لا تضحك.. انا حقًا لا اطيقك واريد ان افعل اي شيء يؤذيك.
غمغمت آلاء بضيق ليهمهم محمد بتفكير مرح:
- مممم.. ما هو رأيك ان تنهضي وتضربيني اكثر لعلك ترتاحين؟

ضربته آلاء بقبضتيها الصغيرتين بعنف على صدره عدة مرات حتى إرتفع صدرها وانخفض بلهاث مرهق وسط نظراته وضحكاته المستمتعة بهذه الطفلة التي بين يديه.. من قال انها تبلغ من العمر ستة وعشرين عامًا؟ امرأته بالكاد تتجاوز السادسة عشر بطفوليتها وبراءتها.. وما يجعله يصدق عمرها الحقيقي فقط مكرها ودهائها واحترافية اغوائها..

**************
بعد ان تناولا وجبة الغداء جلسا وسط عائلتها يتحدثان بما انهما سيغادران بعد قليل ويعودان الى شقتهما..
لا تعلم كيف ستغادر وهي لا زالت تحتاج الى احد يعتني بها..
- أمي كيف سأغادر وانا بحاجة إليكِ؟ كل شيء سيكون صعبًا عليه وممنوع ان افعله.

رق قلب جميلة لحال ابنتها فغمغمت جميلة بحنو:
- سأتي اليك كل يوم في الصباح واجلس معك واحضر لك الطعام.
ثم نظرت الى محمد واستأنفت:
- محمد لماذا لا تتركها هنا؟

- والله يا خالتي لا يسعني فعل اي شيء.. كما وان هناك افضل لها.
- اجل، افضل! هذا صحيح ففي النهاية كل شيء سيقع على رأسك.
- لقد تورطت بعد ان تزوجت بأمرأة مدللة للغاية من قبل اهلها وعلي ان اتحمل وليكن الله بعوني فقط.
قالها محمد بمكر وهو ينظر اليها فهتفت آلاء بغيظ:
- أعتقد ان لم يضربك أحد على يدك ويخبرك ان تقف امام نصف العالم وتقول "عمي اريد ان اطلب يد ابنتك للزواج!"

- لقد ظننتكِ كبيرة ولكنني كنت مخطئًا فأنتِ ما زلت صغيرة ولستِ امرأة صالحة للزواج.. تم خداعي.
قال محمد ممازحًا ليهتف ايلام بجدية مضحكة:
- البضاعة التي تم فتحها لا تسترجع ولا تبدل!

- لم يتم فتحها فقط بل تم العبث بها حتى إنتفخت ايضًا.
رد محمد على ايلام بنفس وقاحته لتتمتم جميلة بحنق:
- اخرسا.. اليس لديكما ذرة احترام للكبار؟!

- دعيهما.. الاثنان قليلا ادب.
هتف رحيم بصرامة ليقول محمد متفكها بعد ان القى نظرة سريعة على زوجته المنشغلة بهاتفها:
- لا عمي.. نحن لسنا هكذا ولكن هل تنكر وتقول انها الآن ليست حامل؟

- لا، لا أنكر سيد محمد.
قال رحيم بإمتعاض ليبتسم محمد بغرور ثم يتطلع الى زوجته التي تضع السماعات في اذنيها دلالة على انها لا تسمع اي شيء..
منذ بداية حوارهما الوقح وضعت السماعات في أذنيها كي لا تضطر الى سماع حوارهما وتتجاوب تعابيرها مع وقاحتهما ولكنها في الواقع كانت تسمع كل ما يُقال بالحرف الواحد..
- هيّا سنغادر.
اصطنعت آلاء عدم سماعه فأبعد محمد السماعات عن أذنيها وهمس:
- سنغادر.
اومأت آلاء بإدراك ليرتفع حاجبه الى الأعلى بينما يتأمل ملامحها..
- انهضي اذًا.

في طريق عودتهما الى الشقة تساءل محمد وهو يوزع نظراته بين الطريق وبينها..
كانت صامتة وتعابيرها واجمة بشكل غريب لتدب الحيرة في عقله..
- هل انت مرتاحة ام ان طريقة جلوسك تزعجك؟
همهمت بلا باردة ليهتف بتعجب:
- ما خطبك؟
- لا شيء
تمتمت بإقتضاب ليقول بإستنكار:
- لماذا اذًا هذا التعابير الواجمة مرتسمة على وجهك؟

- لا يوجد شيء.. ولماذا تتحدث الى طفلة؟ انت اكبر بكثير من ان تسأل طفلة!
هتفت آلاء بغيظ ليقهقه محمد عاليًا ويقول بمرح:
- اذًا كنتِ تسمعين الكلام!

- كفى سخافة.. هل تود الإستمرار الآن بكلامك ذاك؟
هدرت بضيق ليغمغم بفكاهة:
- لا يا قلبي انا أمازحك فقط.. لماذا أصبحتِ حساسة جدًا ام ان هذه هي أفعال هرمونات الحمل؟

- اجل انا حساسة ولا تتحدث الي.
هتفت بعبوس ليضحك محمد ويداعبها القول:
- لا، كيف ذلك حبيبتي؟ سنعود الى الشقة وسأرضيك.

**************
إنبسطت شفتاها بإبتسامة واسعة خبيثة وهي تتطلع الى محمد الذي ينظف الشقة بينما هي تجلس وتراقبه بعينيها وتتأمر عليه.. رباه كم هو ممتع ان تتأمر عليه هكذا وكأنه يعمل لديها وهو ليس بوسعه الإعتراض او الرفض بحرف واحد ما دام هو الذي أصر على عودتهما الى شقتهما والإعتناء بها وبالشقة بنفسه..

لا تعلم حقًا كيف سيطرت على ضحكاتها وهي تبصر بإحمرار وجهه الغاضب وعصبيته المفرطة بالتنظيف بما انها تركز اكثر مما يجب بتنظيفه وبدأت تخلق له اعمالًا من تحت الأرض ليقوم بها..
"محمد نظف الأرضية جيدًا.. لا زالت وسخة"
"محمد أثاث الصالة لا زال مليئًا بالغبار.. ما هذا التنظيف بحق الله؟"
"محمد هناك ملابس يجب ان تغسلها"
"أغطية فراش السرير يجب تغييرها.. فغيّرها وأغسلها وقم بكي الأغطية التي ستخرجها من الخزانة"

اخذ يشتم بعصبية شديدة.. هذا ليس تنظيفاً بل انتقام.. حينما حاول الإعتراض تبرطمت بحنق وقالت انها تنظف دومًا هكذا وأكثر فمن الأفضل له ان ينظف بصمت.. حتى اخيرًا استشاطت أوداجه سخطًا وحنقًا فزمجر بإنفعال:
- كلما تبالغين بحقارتك كلما يزداد حسابك وعقابك.. هل تعلمين سيدة آلاء ام لا؟

ضحكت آلاء بشقاوة ثم غمغمت بنبرة حزينة مصطنعة:
- حبيبي انا حاليًا مريضة وممنوع ان أتحرك وفي الأيام العادية اقوم بهذه الأعمال دون الإعتراض بكلمة واحدة وانت تبقى تقول لماذا لم تفعلي هذه وهذه كما يجب وتبدأ محاضراتك الطويلة عن الترتيب والنظافة.

كانت فعلًا تشعر بإستمتاع رهيب وهي تراه هكذا عاجزًا عن الإعتراض.. ولكنها واثقة انه سيثأر لنفسه دون شك..
في الواقع لولا ظهور محمد في حياتها لكانت الآن اكثر النساء سعادة بتمرغها في حضن والدها.. وحبيبها الأول.. ولكن نصيبها وقدرها هو محمد.. رغم كل السيئات التي بشخصية محمد الا انها واثقة انه افضل بكثير من شخصية كريم الذي كان يكتم حريتها ويخنقها بالممنوعات والذي يثير اشمئزازها الآن من نفسها هو خضوعها له كالمسحورة بسبب عشقها له..

آجل هي كانت تتحداه كما تفعل مع محمد ولكنه كان مسيطرًا على تحركاتها وشخصيتها دون الحاجة ليتعب نفسه.. بينما محمد... رغم غيرته الشديدة يسمح لها بمتابعة تعليمها.. بالخروج مع صديقاتها.. يطلب منها تعلم القيادة.. يشجعها على الوصول لمراتب عالية ويساعدها في اعمال المنزل.. عكس كريم الذي كان يقول ان بعد زواجهما لن يكون هناك لها اي صداقات ولا تعليم ولا شيء.. ورغمًا عنها ستتحجب.. وحياتها كلها ستكون له.. عملها كله هو الإعتناء به.. حتى اهلها لا يجب ان تذهب اليهم كثيرًا.. اي انه سيكون محور حياتها الوحيد..

لا تقول ان محمد لا يحاصرها ويمنعها من عدة أمور ولكنه في النهاية لا يدفنها في الحياة.. لا يحرمها من تحقيق حلمها ويفرض الحجاب عليها.. لا يتعامل معها كأنها آلة همها الوحيد هو الإعتناء بطلباته ورضاه..
حالما انتهى محمد من التنظيف كان حقًا مرهقًا وعصبيًا للغاية.. فسكنت ضحكاتها ورأف قلبها قليلًا بحاله..

بعد ان أنتهى من الإستحمام وأتى ليجلس جوارها قالت آلاء بجدية:
- حان دورك الآن لتدرسني فغدًا لدي امتحان ويجب ان تقوم بتدريسي.

زفر محمد بحنق ثم بهدوء جذب الكتاب الذي كان امامها وإستهل بتدريسها بصرامة وجدية..
اجتاح الملل اوصالها.. يدرسها وكأنه حقًا معلم صارم وشديد مع طلابه..
مظهره هذا جذبها.. جديته بعيدًا عن عبثه ووقاحته.. ملامح وجهه الحادة بصرامتها.. ثم اختفاء البريق الماكر من حدقتيه..

لم تعد تسمع الكلمات التي تبجسها شفتاه.. كل تركيزها هجر الدراسة والتنظيف ليستقر على حدة ملامحه وجمالها.. انفه كان طويلًا حادًا كنصل السيف.. وعينيه المثيرتين كانتا في غاية البهاء.. حاجبيه كثيفين قليلًا ورموشه الطويلة مع اللون الساحر في عينيه جعلا قلبها ينصهر داخل صدرها وخفقاتها تعصف بعنف..
كان مزيجًا غريبًا ما بين الملامح الشرقية والغربية.. فسماره الخفيف مع ذقنه الخفيفة وحدة ملامحه جعلاه يبدو مثاليًا من ناحية جمال.. خاصة بحدقتيه اللتين تماثلان عينا الذئب..

همست آلاء بأسمه برقة والعبث يثب في مقلتيها بجنون فهمهم بخفوت دون ان ينظر اليها..
- حبيبي ماذا سيحدث لو أتيت لتدرسنا في المدرسة.. في الواقع ان لن اعترض او افعل شيئًا سوى قول "أستاذ، هل تسمح لي بقبلة؟" لأن منظرك وانت جدي هكذا جميل ومثير جدًا.
غمغمت آلاء بخبثٍ فتطلع محمد اليها وبسرعة جلجلت عيناه بوقاحته المعتادة..
- يعني ماذا تريدين مني الآن؟ قبلة مثلًا؟

- لا، لا اريد شيئًا ولكن كل ما في الأمر انني اشرح لك ماذا سيحدث لو اتيت الى المدرسة وعلمتنا.
قالت بهدوء فضحك ثم عاد الى جديته وتابع بشرحه لتردف:
- محمد ماذا ستفعل لو ان قميصي ارتفع قليلًا وظهر جزءًا من جسدي خلال الدرس؟

- أخشى ان أخبرك الآن وترسبي في امتحان الغد.
قال وهو يغمزها بوقاحة لتهتف بإندفاع:
- لا، لماذا قد يحدث هذا الشيء وانت بنفسك تشرف على ملابسي؟.. بالتأكيد لن يحدث هذا الشيء.

لم يعقب محمد وتابع بشرحه ثم حالما انتهى قال بإبتسامة واسعة ماكرة:
- أنهيت كل الذي علي القيام به... الآن حان وقت الجد ووقت العقاب والشرح بماذا سيحدث لو انني كنت استاذك وحدثت هذه الأشياء امامي.. وكذلك الأمر اريد ان اتأكد اذا دخل شرحي الى عقلك ام ليس بعد ولكن بطريقة مختلفة.

حاولت الإعتراض الا انه تمتم بحنق:
- وكأنني سأفعل حقًا كل ما ارغب به.. هذه مهدئات بسيطة فقط حتى تنتهي هذه الفترة.. وهيّا امامي الآن الى الغرفة لأبدأ بمراجعة الشرح لك من جديد وكما يجب.

وحينها عمل على إدخال كل معلومة في عقلها بطريقة محال ان تنساها وهو يبعزق قبلاته على وجهها وشفتيها بتوق وشغف.. ومن بين قبلاته كان يسألها واذا لم تعرف الجواب يصر على معرفتها له كما يجب حتى حفظت مادة الإمتحان غيبًا ووثقت انها غدًا ستأخذ علامة كاملة لا سيما بعد هذا الشرح القاسي!!!!

*******************
في صباح اليوم التالي..
دلفت آلاء الى صفها بعد توصية محمد لها بعدم التحرك كثيرًا وإرهاق نفسها..
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. ما هذا الجمال؟"
همست آلاء في اعماقها حالما تفاجأت بوجود طالب جديد في صفها.. رباه هذا الجمال صدقًا لا يُعقل وكأنه قدم من كوكب آخر..
أخفضت عينيها بخجل.. تقاوم النظر اليه.. جماله محال ان يكون عاديًا.. البشرة البرونزية مع العينين الزرقاوين بلون السماء وهذا الجسد الخيالي ماذا يفعل هنا بحق الله!

حاولت إقناع نفسها بكونها متزوجة ولا يصح ان تنظر اليه.. ولكن هذا الجمال النادر يجبر الجميع على الإعجاب به.. لم يكن وسيمًا بطريقة عادية البتّة.. كان صاحب ملامح برازيلية بحتة بشعره وذقنه المائلان الى الشقار وبشرته البرونزية ولون عينيه الذي ابدع الخالق في تلوينهما..

قلبت عينيها بضجر حالما دنى ليبان وقال بنبرته الدنيئة:
- اهلًا وسهلًا.. لقد اشتقنا اليك.. اين كنتِ غائبة كل هذه الفترة؟

لم ترد عليه فألقى نظرة وسخة عليها ثم ضحك بطريقة حقيرة وغادر ليجلس مكانه..
دلف الأستاذ ثم نظر اليها ليقول اسمها واسم شخص غريب عليها..
"آلاء انتِ وكريس"
هذا ليس أسم احد زملائها في الصف.. هل هذا الأسم يعود للطالب البرازيلي الوسيم؟
حاولت ان تنحي هذه الأفكار جانبًا والتركيز بكلام الأستاذ..
"لديكما امتحان بعد ساعة"
ونظر الى هذا الرجل الوسيم وتابع قاصدًا آلاء بمعنى كلماته..
"اتمنى منك ان تكون منضبطًا ولا تستهين بدراستك لأن هذه هي السنة الأخيرة لكم وستحدد مستقبلكم.. يعني لا ان تأتي ليوم واحد وتغيب اسبوع ونحن يجب ان نكون تحت أمرك ومتى تريد نمتحنك.. أي مثل آلاء!"
أعاد المعلم نظره اليها وتمتم بحنق..
"غياباتك ازدادت كثيرًا.. انتبهي الى هذا الشيء.. انا لن انتظرك كل يوم لأمتحنكِ.. منذ الآن تأتين مع زملائك في الصف وتفعلين الامتحانات معهم.. لو هذا الطالب ليس جديدًا ويجب ان أمتحنه ما كنت سأعيد لك الإمتحان وسأكتفي بوضع صفرًا لك وسأدعك تنتظرين الى الشهر المقبل حتى علامتك في الامتحان القادم وسأقسمها على اثنين وهي ستكون علامتك النهائية"

- أستاذ انا لا اغيب عادةً.. ولكن سبب ازدياد غيابي هذه الفترة هو زواجي والتغييرات التي طرأت في حياتي.
قالت آلاء بهدوء قدر الإمكان فكلام هذا المعلم الغليظ حقًا أزعجها..
شعرت بأعصابها كلها تتقلص بعصبية مفرطة حالما وفاها صوت ليبان الذي يجلس خلفها..
- اذا كنتِ ستبقين تمارسين الحب انت وزوجك حتى الصباح بالتأكيد لن تتمكني من المجيء الى المدرسة!

بلمح البصر كانت تستدير اليه وهي تشعر انها سترتكب جريمة به.. هذا اللعين الحقير يجب قتله حتى تتخلص منه..
صاحت بإحتدام وشراسة ووجهها يحمر بعنف من شدة انفعالها..
- هذا الشيء لا يخصك..انا اتحدث مع الأستاذ فقط وليس معك.. حينما يتحدث اليك احد فقط تكلم اما الآن لا احد يبالي بك فإخرس.

إستدارت الى المعلم وإستأنفت:
- انا لا أستطيع ان اتي كل يوم الى المدرسة لأنني حامل والحركة الكثيرة تشكل خطرًا على حياتي وحياة طفلي.. ولقد اعطيت الورقة التي أخذتها من المستشفى الى الادارة وهي الان تعلم بوضعي الصحي.. وحتى اليوم ما كان يجب ان أتي الى المدرسة ولكنني أتيت لأجلك وحتى لا تقول هذا الكلام..
اذا لم تكن تريد ان تعيد لي الإمتحان فلا بأس ولكن اذا كانت زوجتك او ابنتك بمكاني ووضعها الصحي ليس جيدًا وممنوع ان تتحرك وفقًا لكلام الطبيبة هل كنت سترضى ان يحدث معها هذا الشيء ام انك ستفعل المستحيل لتكون بخير؟

إعتذر الأستاذ بلباقة لعدم معرفته بوضعها الصحي ثم طلب من ليبان الإعتذار منها الا انه أبى بإستهزاء:
- لن أعتذر لأنني لم اقل اي شيء خاطئ.

نظرت آلاء اليه بإشمئزاز وقالت:
- انا لست بحاجة الى اعتذارك.
ثم تابعت بنبرة منخفضة وصلت الى اذنيه:
- قذر.. حيوان!

وضحكت بإستخفاف أقرب الى الإستحقار ليحتقن وجهه بغضب شديد ويحدجها بنظرات حادة تجاهلتها وهي تستدير للتركيز في الدرس..
ثم فجأة تذكرت ذلك الطالب الوسيم لتعلن بخفوت على هذا الموقف المحرج وعلى الإنطباع الأول السيء الذي سيأخذه عنها..
تبًّا له.. ليفكر ما يشاء.. وكأنها ستبالي...
فكرت بحنق ثم بدأت توضب أغراضها حينما انتهى الدرس وخرج الأستاذ لتستعد لمغادرة الصف قبل ان تتفاجأ بالصوت ذو البحة الرجولية لتكاد تقسم انه صوت شبيه بآلة موسيقية عذبة.. هذا الصوت جميل بشكل لا يُعقل!..
- مرحبا، أنا كريس!

رفعت رأسها لتتطلع اليه للحظات ثم جذبت حقيبتها وردت التحية ببرود..
قال كريس ببشاشة:
- يجب ان تشكريني.

- لماذا؟
تمتمت وهي تتطلع اليه بإستغراب فأجابها بغرور محبب:
- لأن الأستاذ سيعيد لك الإمتحان بسببي.

- معك او دونك هو مجبر ان يمتحني ورغمًا عنه.
تشدقت آلاء بتهكم ثم غادرت وهي تسمع صوته يقول بمرح وإستمتاع:
- على ما يبدو ان هذا الصف ظريف وسأستمتع كثيرًا به!

---------------------‐--
يتبع..

رأيكم بالفصل..

مع كل حبي:
أسيل الباش



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس