[Lamees othman]

الفصل الأول ..
-منبه الساعة ضحية كل ساهر بات الليل ضيفه !!
رأسها محشور بالوسادة ،منبه الساعة يشكل نوتة موسيقية لحلمها الرائق ،انفصل رنين المنبه لتقاطعه نغمة الرسائل التي تبدو كنداء عصفور ، وشاطرت زقزقة العصافير النغمة الافتراضية للهاتف ،جعلتها تدخل بموجة متخالطة الأصوات ،وبدا النشاز يظهر بوضوح لأذني العازفة الخبيرة الغائبة عن الوعي !!
بدا جسمها بالتململ تزامنًا مع رصها لعينيها بقوة في محاولة يائسة لفتحها ، أحتاج الإدراك منها دقيقة ،اثنين ،ثلاثة ..
ووثبت بحركة مناقضة لنعسها ،امتدت يدها للطاولة الصغيرة ،استلت ملاحظة من كُتيب الملاحظات الملونة -أزرق ،بنفسجي ،وردي –
وبقلم بلون البنفسج خطت بخطه العريض على الملاحظة الزرقاء
-أخبر قلبك كل صباح أنك تستحق الحب- ..
الصقتها سريعًا على الجدار الخاص بتدوين الملاحظات اليومية زاوية عمدت منها بثها بكل مشاعر اللحب ..الشغف ..الطاقة .
واستقبلت يومها بحركات الإطالة للجسد ،وتوجهت من فورها للاغتسال
...
ضغطت بزر تشغيل المذياع الذي ضبطت تردد موجاته ببلدها الأصل ،وجزئيات من ثواني وصدح صوت المذيع الذي ترعرعت طفولتها على صوته المليء بالحب ، ،يبكي حال البلد التي أحبتها بصوته ،وها هي تبكيها بصوته !!
-هل يبكي الصوت ،وهل يُنعى الوطن بأوتار وحبال صوتية -..
أنباء مليئة بلون الدم ،إعلام بات يتفنن في الوجع ،فأصبح الألم وسمه !
انفجارات ،مركبات مفخخة ،وشباب تشتاق لطعم الأرض وتذوق التراب المعبق بالمسك فتعاجل الحياة بموتها !
-أين الوعد يا شمس ،ظلام بلدي طال مكوثه ،فأين شروقك؟؟-
قبضة عنيفة استحكمت جواها ،ولكّي لا تزيد من تفاقمها ،ضغطت بزر القناة الثانية ،ابتسمت بانتعاش لصوت الموسيقى القادمة منها
-الموسيقى ثورة بمفهوم آخر يحاكي ،مشاعرها العاصفة حينها-
"

أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي ..
ولمسة أمي ..
وتكبُر في الطفولة
يوماً على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا مت،
أخجل من دمع أمي!
خذيني، إذا عدت يوماً
وشاحاً لهدبُك
وغطي عظامي بعشب
تعمد من طهر كعبك
وشدي وثاقي .. بخصلة شعر
بخيط يلوح في ذيل ثوبك ..

ضعيني، إذا مارجعت
وقوداً بتنور نارك ..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت، فردي نجوم الطفولة
حتى أشارك صغار العصافير
در بالرجوع .. لعش انتظارك!
"

أعدت القهوة بمزاج رائق ،تردد كلمات الشاعر الأحب على قلبها ،بصوت مارسيل الذي خُلق صوته يناشد متطلباتها الروحية .
استلت الهاتف مصعوقة بكم الرسائل والاتصالات من صديقتيها علياء وبارعة ،ورسالة من خالها يخبرها بأنه توجه إلى محافظة السلط لعيادة ابنته .
أجلّت الحديث معهم ،خللت أناملها في خصلاتها العابثة العشوائية ،تناظر منامتها متغايرة القطع والألوان ..
وبأصابع رشيقة زارت مدونتها الشخصية ،ونثرت صباحها على الملأ ..

-مشعثة الشعر كما حال عقلي ،أرتدي منامة كل قطعة بها لا تخص الأخرى بصلة ،نومي مضطرب وعشوائي كما حياتي ..لستُ نشيطة بل أقضي ساعات نوم لا يصدقها عقل بشري !!
متقلبة بشكل يعجزني أحيانًا عن فهمي ،ومع ذلك أنا الشخص المفضل لدي أحب نفسي كما لم يفعل أحد من قبل ، ! "
#صباحكم_حب .