عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-20, 10:11 PM   #56

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

لقد وهب دجلة السحر لكل من اغترف من نهره ، وروى فرات بذهبه الأزرق الحناجر الذهب ،لذا قالوا صوت العراقي إذا تكلم أغنية ؛ ماذا لو غنّى !

بمهمة وظيفية قد جاء ،والنية كانت ذهابه لمؤسسة نهر الأردن ،لشراء بعض المشغولات و صابون خاص ،ليتم عرضه وبيعه في بازار الجاليات العربية ،لكن حين تكون الرفقة ممثلة بسيّاف الهاوي وملهم العابث ،فالمهمة الوظيفية لها أركان أخرى منها ،السير في شارع الرينبو ،الشارع الذي يعد من أقدم شوارع المكان !
-يزم حد بشوف المنظر هاد وبضل إله نفس يروح ع قسم التخدير بالمستشفى ،هالمكان بخدّر لحاله .
نطقها سيّاف بخمول وهو يربت على معدته بعد وجبة فطور من مطعم فلافل القدس ..
نطق ملهم المتخم من فطوره هو الآخر بعد الجولة التي قضوها في السير بالشارع والتقاط الصور :
-لا والله ،ولا أنا كيف بدي أروح ع المكتب عشان اوقع أوراق كلها هبل بهبل وبلا قيمة .
ناظره سياف بفخر ،هذا الملهم الذي يلتقطها بسرعة البرق ،ويفهم ما يحتاجه :
-يعني شو رأيك تروح للسيارة تجيب العود ،ونولعها .
-لا ما رح نولعها هون ،رح نولعها فوق راسك وقت تتأخر عن مناوبتك يا فالح ..
-سيبك مني وجيبه يا سيدي ،بدبر راسي أنا ..
كانت فكرة تراود ملهم ،كل هو ما أثري وقديم يلهمه ،ويترك عبق صوته على جدرانه لذا لم يتردد لثانيتين وذهب لسيارته وعاد ووجد الاحمق سياف يجري حوار مع مجموعة سائحات ويلتقط الصور معهن والضحكة تشق وجهه ،هز رأسه بلا فائدة ،لقد اذهبن بالشقرة والعيون الملونة ما تبقى من عقله ،وصلهم وحينما وجد انهماكه ،ترّبع على الشارع وغنّى بصوته :
"
على الرمال ، على الخليج
جلس الغريب، يسرّح البصر المحيّر في الخليج
و يهدّ أعمدة الضياء بما يصعّد من نشيج
أعلى من العبّاب يهدر رغوه و من الضجيج"
صوت تفجّر في قرارة نفسي الثكلى : عراق
كالمدّ يصعد ، كالسحابة ، كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي عراق
و الموج يعول بي عراق ، عراق ، ليس سوى عراق ‍‍
البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون
و البحر دونك يا عراق
"
في أثناء غنائه وهيام الفتيات واصطفاف المارة من حوله مأخوذين بالصوت ،كان سيّاف يشرح لهم عن الشارع :
-هالشارع من أقدم شوارع العاصمة ،سموه نسبة لسينما الرينبو ،في مظاهر خلابّة رح تأسر نظركم ..حدثهم عن مطعم القدس ومؤسسة نهر الأردن ولاحظ اهتمامهم فاستفاض بالشرح أكثر وأكثر ،وحاول التملص منهم إذ أن ذهنه لم يعد حاضرًا معهم بل مع من يغني هناك اقترب منه وارتفعت حنجرته وهبطت بتأثر لا ينكره ..صوت ملهم يجوب أروقة القلوب بزلزلته !
"
ليت السفائن لا تقاضي راكبيها من سفار

أو ليت أن الأرض كالأفق العريض ، بلا بحار

ما زلت أحسب يا نقود ، أعدكنّ و أستزيد ،

ما زلت أنقص ، يا نقود ، بكنّ من مدد اغترابي

ما زلت أوقد بالتماعكن نافذتي و بابي

في الضفّة الأخرى هناك . فحدثيني يا نقود

متى أعود ، متى أعود ؟

أتراه يأزف ، قبل موتي ، ذلك اليوم السعيد ؟
"
أنهى القصيدة التي لحنها قلبه ،وحين رأى أن لا أمل بفض الجمع من حوله ولا نهاية لصور السيلفي التي سيلتقطها مع السائحات ،أستقام وأخذ العود ضمه للحقيبة وأستدار حيث المؤسسة قائلًا لرفيقه ..
-قوم ،قامت قيامتك وقيامتهن ،وراك مرضى بدهم يفوتوا عمليات ،ربنا يكون بعونهم ما ظنيت واحد يصحى من يوم إنه واقع تحت إيدك !

**
لاحقًا في مكتبها ..


لم تستطع كسب معلومة واحدة من أباد الكئيب ونظارته المستفزة المكسورة أرسلت لها موجات سلبية تجنبت بصعوبة التقاطها ،خوفًا أن ينتهي الحال بها تفرغ السلبية بالرسم وعلب الطلاء ،وتخنق نفسها لفساد الطقم الجميل الذي دفعت فيه مبلغًا وقدره !
نفثت بضيق ،أصابعها تشعر بها تتآكل بحاجة أن تشغلها بشيء ،مديرها عديم الفائدة لم يعطها نسخة الكتاب إلى الآن وأوكلها بمهمات سخيفة كأرشفة بعض المدونات ،وتدقيق مجموعة قصصية للأطفال تدور حول السلام والجمال ..
نقرت بأناملها على الطاولة تحاول أن تشغلها بشيء ما ،واستسلمت أخيرًا للذهاب إلى الفحم الذي تخزنه بدرج المكتب ،ولا بأس أن أفسدت الطقم ،سترسم بالفحم ..وثواني قليلة وتنبيه الهاتف يومض بتغريدة لملهم روحها ..
طالعتها تعيدها مرارا وتكرارا ،تتبسم على كل حرف وتربت على الآخر ،وتبدي إعجابا لا تخفيه بكل ما يخطه ..
-في كل مرة أعود بها إلى الأردن ،تستقبلني شوارع عمّان بغلائل متجددة بإغواء ،وكأنها تلومُ فقير الحيلة إلا من حبها على الإفراط بها ،ليت بيدي يا عمّان ما فارقتُ نعيمك ولا استقر جسدي بغير أحضانك مكان !

لامست الكلمات جرح ما برى ضماده ،لا زال ينبض بوجع ،ينزف غربة نقرت بزر الإعجاب ،وردت على تغريدته ،برد يجابه حجم شوقه لبلده ،شوق تتفهمه

-يتضخم حب الوطن فينا قلما ابتعدنا ،للوطن سطوة بمضاعفة الضخ بأوردتنا فامتلأنا به حد أن نكتفي به عن سواه وكأنه يشحننا للحظات الاغتراب ،نحن الأوطان ما اغتربنا ..ستبقين يا بلادي حاضرة ،ما دامت القلوب تتألق بك ؛..فهي عامرة ! .
ولا تدري كيف أرشفت مهام الديوان كاملة ،وحررت ثلاث مجموعات قصصية ،وقرأت قصة الخادمة والأمير مرتين !
وأرفقت سباب لساحرة الحكاية وانتعش صدرها لفوز الخادمة بالأمير ،وشمتت بالساحرة التي ماتت غيضا ! وتابعت قصص السلام والحب ومع آخر صفحة حررتها ،زفرت تنهيدة طويلة وهمست ..
-ليتنا لم نَكبر !
....
وأماكن تَمّر بها ،يحادثك ضجيجها وصمتها ،هنا بصمت روحك في زوايا المكان ضحكة ،هنا عانقت صديقًا خذلته الحياة ،وعلى السلم الحجري جلست ورفيق الطفولة تقص عليه مغامرتك الكاذبة التي كُنت بطلها يصدقك ويخبرك أنه كان متواجدًا وربما يضيف للحكاية بأنه انقذك وكان بطلك فيها ،وعلى المقاعد الخشبية تستحضرك الذاكرة لأول لقاء عاطفي كارثي مليء بالوعود الكاذبة والعبارات الساذجة ،وحول السياج حلقت وزملائك تتذكر وداع ،عناق ،ووعد بالبقاء ..
هنا ابتعت أول لكتاب لدرويش ،وهنا أول مرة سمعت بغسان !
هنا أنفقت ثروتك الصغيرة ،وهنا تعلمت الادخار لأجلها ..
تملي عليه ذاكرته ،لمحات من طفولة ،ينفض عنه سيل الذكريات يبصر الحال الآن ؛صديق اشغلته الدنيا ،وبائع الكتب حُرق كوخه وقوته والماضي بقي ماضي يُذكر ،في كل خطوة خطاها عبر ذكرى ،وكل ذكرى تحرق الجوف وتحيل برده يابسة ،فيتنهد بحنين ..
-ليتنا لم نكبر !

..
في طريقه لمقهى -زمرد – المقهى الذي يقبع بوسط البلد وبؤرتها ! ركن سيارته في أقرب موقف يؤدي إلى الزقاق المقربة منه ..استقل السلالم المغطاة بالمظليات الملونة ،وصل لزقاق جانبي أضيق من سابقه طويل لا يتسع لاثنين بجانب بعضهم و في أثناء سيره ومروره بالجدران العتيقة هاله ما رأى !
الجدران المشققة ،المليئة برطوبة الشتاء وعفن الصيف ملونة !
وبما !؟
بصورة كبيرة يتوسطها محمود درويش ،وأخرى لغسان كنفاني ،وجداريات معنونة بعبارات وطنية وعبارات حماسية بحق العودة ،والأخرى كثيرًا ما بثت الحرية في حروفها ..
رحلة الطريق الملتوية ،باتت جنة بعد أن كانت جحيم و أسوأ طريق يعبر !
-متى حدثت هذه الاختلافات- ..
فيروز ،كوكب الشرق ،رفيق السبيعي ،صورة لوصفي التل وأخرى للرافعي والعقاد ،أحمد درويش ،وإبراهيم طوقان ،مختارات لعمر المختار..
الحلل الفنية الزاخرة تحتل الجدران ،حتى الشوارع لم تبخل عليها بها ..
لقد تاه بالوسط الأدبي من العبارات الزاخرة منمقة ومهندسة بألوان مريحة للنظر ..
وحينما وصل لآخر الزقاق ،كشف بصره عن لوحة فنية تسر الناظرين لا تشبه مقهى زمرد البالي قبل أربع سنوات !
ما يميز -أبو محمود – عما سواه أن لقهوته مذاق خاص ،فلا يكتفي بأن يقدمها لك سائلة سوداء ومرة !
بل يقوم بتحميص البن الأخضر على مرأى عينيك ،يطحنها وعدته الخاصة بيديه ،بأنامل الحب وخبرة النفس الزكية يهديها إليك فلا قهوة تعدل مزاجك غيرها !
وها هي الرائحة تستقبله وبصبر نافد وصل عتبة السلالم !
بكل خطوة يرتقي بها درجات السلالم الخمس ،تسحبه فسحة النفس لكربها ،وكل ثقته بالشفاء تتضمحل وكأنها لم تبذر في صحراء عزيمته قط ،وباستنزاف نفسي ،دكت قدمه مغارة ألف ليلة وليلة!! أبصر المكان بشيء من العجب وأعاد النظر فسقط نظره للمهباش الذي يعتبر قيمة أثرية لأبو محمود اليقين الذي أثبت أنه لم يخطئ المكان قادته خطوات الانبهار التجول في مغارة الحكايات.

اللون الأبيض والأسود يحتل جدران وخلفية المقهى كاملًا إضاءة خافتة بل معدومة إلا من ضوء الشموع المحفوظة في قناديل وأطباق صغيرة موزعة على عروق أشجار تبدو كتحف ،صور مجمعة لرواد المقهى ،وصور أخرى مرسومة بالرصاص ،الفحم وأخرى ملونة ،تحت كل إطار سلك إنارة المصباح فيه لا تتجاوز مساحته ربع خنصر مرتبط بسلسلة الصور التي تشكل زاوية كاملة ،وعلى الطرف الآخر لوحات طبيعة ملونة بالأزرق وألوان السلام !
جرار فخارية ،ومناظر صلصال ملونة ،رموز تراثية ،ومشغولات صوفية وتطريز ،صور من كل حدب وصوب !
لم يكن مقهى زمرد ،بل مغارة ،متحف إن صحّ القول يضم منحوتات ،نقوش ومزخرفات ذات أشكال متعددة تبهر النظر من شدة سحرها وصفائها ،سلك الممر الذي يصل إلى المكتبة ،وكان له أن يتخيل ما شاء ورجع فيه المكان سنوات ،ووقف مفتونًا بما شاهد من إبداع للمكتبة ..

يذكرها صغيرة بحيز ضيق يبصر حالها الذي قُلب لغرفة أبوابها مُقوسة ومزينة بالفسيفساء ،والرفوف موزعة بشكل مقوس تلائم هندسة الرقعة ،مدفأة الحطب التي دُكت في الجدار شغلت ببراعة فباتت مكتبة يغطي جدرانها المفحمّة قطع فسيفساء !
جال ببصره الرفوف فوجدها رخامية تتراص عليها أسطوانات كل أسطوانة تضم مجموعة كتب وكل مجموعة مغطاة بصورة تمثل كاتب للفئة التي تحويها المجموعة ..يفصل فيما بينهما شموع منمقة بروعة
وبزاوية ضيقة استند لوح خشبي يترك كل زائر توقيعه وعبارة ترافقه معها !
-إحنا بنتنفس حرية ،حريتنا مقرونة بالقراءة
-نحن أمة أقرأ
-وحي روحي بين طياتك يا قلم ..أني أطير فلا غيرك سماء أرفرف فيها .
-لم تكن القراءة يومًا نهم الحروف وإيداعها عقولنا فحسب ،نحن نقرأ لنمد العقول بالطاقة التي تناسب نُضجها..
-ضلكم أقرؤوا عشان نفاخر العالم بعروبتنا وهويتنا .
تخطى العبارات وجذب أحدى الأسطوانات متصفحًا الكتب ،ربما يجد أحداهن التي جمع ثمن ثروتها وحافظ عليها لعقد كامل فلم يجد ،عقد حاجبيه يمرر أنامله بخفة الكتب أغلبها لناهض عزيز شبح ابتسامة خاطف زار شفتيه وعاد لعقدته أين ذهبت الكتب التي كان يأتي بها هنا؟ ! عبر بصره الزاوية المقابلة ووجد الكتب القديمة تحتل الطابق الرابع من تقسيم المكتبة وانشرح صدره لوجود الكتب جميعها !
تخطى نصف المكان ووقف أمام المنصة الصغيرة التي كانت حلقتهم في العزف على العود والناي ،تعج الآن بمعظم الآلات الموسيقية والأقراص المدورة التي لم يعترفوا بها يوما تملأ المكان بأكمله !
لا زال على وقفته غارق بجرف الماضي بوديانه بصخوره التي تعثر بها
كل شيء تغير هنا ! لم يعد من مقهى زمرد إلا اسمه وتلك المقاعد الخشبية التي نشروها من شجر السرو ..

وصوت من العدم ،جاء برنّة تحكي الوجع الذى عايشه صاحبها حتى وطئت أقاصي روحه فكان أثرها بحة ظن بتجبّر قدرته على مواجهتها والصمود أمامها .
-ثائر !


انتهى الفصل ..
دُمتم بحب ،وقراءة ممتعة .💙



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 25-11-20 الساعة 10:23 PM
Lamees othman متواجد حالياً   رد مع اقتباس