الموضوع: بلاَ وطنٍ
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-20, 12:22 AM   #1

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي بلاَ وطنٍ


بلاَ وطنٍ
"
تهربُ ..تهربُ ..و لا تفعلُ غيرَ ذلكَ..عندماَ تصلَ للنهايةَ تلتفُ للخلفِ بغية مراقبة مخاوفك وهي تتلاشى .. مساحاتِ الألمِ و هي تتضائلُ داخلكَ..
. صدقني ستكتشفُ ورائكَ الكثيرَ مماَ يقلصُ المسافةَ التي قطعتَ هرباً حتىَ تتمزقَ تحتَ أقدامكِ الأرضيةَ... و ربماَ قد تكونَ أصغر خسارتكَ مراقبةُ لوحةَ من الدمار ..وطنٌ ممزق و هويةَ منسيةَ ..
-الحديثُ الأخير-
_ــــــــــــــــــــــــ� �ــــــــــــــــــــــــ� �ــــــــــــــــــــــــ� �ــ_
القطارُ يعبرُ وحيداً بلاَ تذاكرَ عبرَ الحقولِ الشاحبةَ و الجبالَ الساكنةَ.. في ظلماتِ هذاَ الجوفِ لسنجار تهدرُ أصواته لتبددَ شيءً منَ خرسِ الطبيعةَ النائمةَ.. تحملُ كلَ آهاتناَ التيَ تراجعتِ لبطونناَ الجائعةَ ملتفةَ كمئاتِ من النوتاتِ الموسيقيةَ المكدسةَ على طرفِ ورقةَ...
تتبخرُ أحلامناَ عبرَ مساحةِ القاطرةَ الضيقةَ كلماَ امتدت المسافاتُ أمامناَ و نحنُ لا نراهاَ.. كلما ازدادُ البعد و نحن لا نحصي منه سوىَ الساعاتَ ..وتنطلقُ الأمنيات مع أبخرةِ القطارِ نحو السماءِ تعانقُ النجومَ و الغيومَ النائمةَ.. علَهاَ تتضخم و تكبرُ أكثرَ و أكثرَ دونَ أن تجهضَ شرنقتهاَ قذيفةَ حربٍ قذرةَ...
وحده القطارَ يعرفَ حجمَ الغربةَ التيَ غاصت بهاَ ضروسيَ وهي تسحقُ بعضهاَ البعض..
يخفقُ قلبيَ كلماَ سمعتُ ضجيجَ محركاتهِ التي تتآكلُ تحتِ حرارةِ النيرانِ..أتخليهُ يقطعُ بناَ إلى عالمٍ آخر غيرَ هذه البقعةَ .. يلفظناَ من هذاَ الألم المرير لشعور من الدهشةِ و العجب ..يمحو هبابَ الحروبِ من على الوجوهِ الصغيرةَ فينيرُ أشداق الطفولةِ الهزيلةِ يحولهاَ بسحراً ما إلىَ ورودٍ زهريةَ نضرةَ.. يمسحُ ظلالَ عيونهمِ التائهةَ عنِ الجفونِ المرهقةَ.. يربتُ على الأكتافِ الضعيفةَ.. الأياديَ الخشنةَ و الباردةَ..يمسكُ بالحضنِ كلَ الصدورِ الممتلئةَ أسئلةَ خلقوهاَ الطغاةَ بدونَ أجوبةَ...
انتزعتنيَ العجوز شنكالَ منِ غمارِ التفكيرِ بصوتهاَ الهادئَ المسلمِ لكلَ المصائب وَ الفجائعَ..راحتَ تحادثني عنِ الحادثةَ كما لو كنتُ غير موجودةَ طوال الرحلةِ الحارةَ.. أو طرفاً ضالعا بهاَ ..
-((هذهِ الحربُ ليستَ أقوىَ من ألمِ مغادرةَ سنجار. أنظريَ لتلكِ المرأةَ لقدَ فقدتِ ولدهاَ حينماَ غافلناَ المجرمونَ ليفتشوا القاطرةَ.. و الآن عندماَ نصلُ لنَ يجد حضنهاَ الجسد الذي سيؤويهِ..))
قاطعت حديثهاَ الباردَ. صوتيَ خرجَ يشبهُ صريرَ عجلاتِ القطارِ على السكةَ صدئاً متعرجَ الحروف...
_أعلمَ لقد خنقته من غيرِ قصدٍ وهي تحاولَ أن تمنعَ صرختهُ من الخروجِ لهم..ربماَ قد أنقذتناَ من مصيرِ بشع..
لم تجب ظلتَ صامتةَ تنظر لي ,عيناهاَ الذابلتانِ تطوقانِ كتفاي و ذراعايَ.. ..كنتُ أشعر بالإرهاقِ يخدر حواسي عن العمل ..جيش من النمل سرىَ بظهريَ المتصلبَ من الوقوفِ الطويلَ.. صراخُ المرأةِ و مرارةِ العويلِ الذيَ طاف بأذنيِ يسحقُ سمعي بعدَ لاذتِ بفجيعتهاَ منزويةَ عنِ الأطفالِ المدهوشينَ.. نظرتهاَ لجسد آرامِ المغطىَ تجلد أصابعيَ الباردةَ..تدهس رغبةَ العيشِ في أعماقي الخائفةَ...
كنتُ بحاجة لسماعِ أحدثهم يتحدث يتخطىَ حاجزَ الصمت الذيَ غلفَ الشفاهَ و كممَ الأصواتَ حتى في داخلناَ..يرميَ بكلِ التساؤلاتِ العنيفةَ وسطَ هذه القاطرةَ المشتعلةَ.. و لأنه يجب أن تحذرَ ما تتمنى ..
جاء صوت شنكالَ قاطعاً..
-(( نحنُ لا نختارَ الطريقةَ التي تضمنَ لناَ الحياةَ..نحن فقطَ نتمنى ذلكَ ..في الخيارَ يا فيان ظلمُ لغيرنا من البشر ..الخيارَ يعني أن تنتزعَ الفرصةَ من الآخر....))..
_((أناَ أشعر فقطَ بالحاجةِ للدفيء ياَ جدة شنكالَ.. هلَ البردَ يجعلناَ نختار الحياة...))
لم تجب وكانَ سؤالَ آخر يبتلع نفسه داخلي ..يتلوىَ كما اللحظةَ في أعماقيَ الخامدةَ....




ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس