عرض مشاركة واحدة
قديم 21-11-20, 09:39 PM   #372

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

أغمض جفونه لا يستطيع ان يسيطر على هذا التشوش المربك لكل كيانه و صورتها تقفز داخل عقله تسخر منه بل تحرقه .... و شعوره بالاختناق و الرعب يحتلوه .... لا لن يستطيع ان يقف مكتوف الايدى .... ربما ما سوف يقوم به جنون .... لكن ..... لكن هذا هو الضمان الوحيد لحمايتها منهم .... الأن و فيما بعد !!

( سيد أردال ... اعتذر لقد تأخرت عليك ! )

اجفل أردال من شروده على تلك النبرات الوقورة و بحركة بديهية نهض ليصافح هذا الرجل الخمسيني الذى ظهر أمامه و هو يردد بخفوت و ملامح تازال شاردة

( مرحباً بك سيد حامد )

تجهمت ملامح الرجل و هو يقابل تعابير أردال تلك مما جعله يتساءل بقلق

( أردال ماذا هناك .... لقد بدأت أقلق حقاً )

زفر أردال انفاسه يحاول السيطرة على مكنونات روحه المتالمة بينما اشار بكفه نحو حامد ليجلس ليردد بعدها بنبرات ميته لا حياه بها

( سيد حامد ... أنا اثق بك كما كان يثق أبي رحمه الله بك تماماً ... حتى أنك تعلم اننى اردت ان استعين بخبرتك القانونية بشركتي هنا لكنك ... )

قاطع حامد كلمات أردال و هو يردد بثقة

( من دون مقدمات يا بني ... قل ما تريد ... أنا لن استطيع ان ارد معروف والدك لى طوال حياتى ... حتى وجودى بتلك الشركة مع عمك حتى هذا الوقت ليس سوى لاننى احترم وعدي له لا أكثر من اى شئ آخر )

صمت أردال للحظات قبل يعلن عن قراره بثقه صعقت هذا الماثل أمامه

( أنا أريد التنازل عن حصتي بمجموعة الشاذلي الى زوجتي نارفين ! )

ارتد راس حامد للخلف بينما اتسعت مقلتيه باندهاش و شفتيه تتلعثم بتساؤله

( ما ... ماذا تقول يا أردال )

ابتلع أردال ريقه ليتحدث بثقه أكبر بعدها

( أجل سيد حامد أريد هذا اليوم .... الأن تحديداً ... كما اننى أريد ان اضيف شرطين اساسيين ايضاً )

صمت أردال للحظة قبل ان يكمل يحاول ان يسيطر على ارتجاف روحه المرعوب عليها

( الأول هو انها لا تستطيع ان تتنازل عنهم دون علمى و موافقتي اي توقيعي يكون قبل توقيعها هى شخصياً ... و الثانى )

صمت و وخز عنيف اخذ يضرب صدره فمجرد النطق بتلك الكلمات جعله يختنق

( و الثانى هو فى حال حدوث اى مكروه لها لقدر الله تذهب تلك الحصص للجمعيات الخيرية التى تتعامل معها السيدة بهار !!! )

تجهمت ملامح وجه حامد و نبراته تصدح بعدم استيعاب

( أردال ... هل تُدرك معنى كلامك هذا ؟! ... أنت تفرط باسهمك بشركة والدك رحمه الله ... بل تفرط بالحصة الأكبر من بعد حصة عمك قادير .... هذا سوف يجعله يفقد عقله هل تدرك ذلك بني ؟!! )

اومأ أردال بهدوء عجيب قبل ان يردف بثبات و ثقة أخذت تزداد مع كل حرف

( أجل سيد حامد أنا واثق من قراري ... هذا نهائي ... أريدك ان تقوم باجراءات النقل الأن و فى سرية تامة )

***

بعد عده ساعات مرت بشكل مختلف على الجميع بمشاعر مختلفة على كل منهم كان جميعهم يجلسون بترقب حذر فى بهو القصر ينتظرون اى خبر .... ليكون الحديث من نصيب ميرال التى القت هاتفها بتوتر أخذ يتزايد من محاولاتها الفشلة بالوصول لكل من أردال و طارق ..... تشعر برعب و تشوش مؤلم

( لماذا أردال لا يجيب على اتصالاتنا )

لتكون الإجابة من نصيب بهار التى تشعر بتعجب من حالة ميرال القلقة هذه ... فهى حقاً لم تكون تتوقع ان كل هذا الخوف و القلق سوف يحتل ميرال و على من على نارفين ماذا ان علمت بحقيقتها !!!

أردفت و قلبها يتالم على حال تلك المسكينه التى لم ترى يوم جيد منذ ان وطات قدمها هذا العالم المظلم خاصتهم

( بالتاكيد لم يتوصل لشئ ميرال ... لكني اكيده انه سوف يفعل ... و سوف يعاقب المسؤال عن هذا )

تحدثت بهار اخر كلماتها و مقلتيها تتجه نحو كل من عزام و قادير و نظراتها تحمل كل معانى الكره نحوهم

( تلك المرأة لماذا لا تكف عن اتهامنا ... لقد قلنا اننا لسنا خلف هذا الأمر ... هل تظن تلك الشمطاء اننا نخاف من هذا المتعجرف ابنها ؟! )

اغمض قادير مقلتيه بضجر بعد ان تلقى كلمات عزام الذى اخذ يهمس بها بجانب اذنيه ليردد بصوت منخفض حاد

( توقف عزام بالله عليك ... ليس وقتك الأن )

عاد الجميع بنظره نحو ميرال التى هتفت و كفها ترتفع لتمسك برأسها تشعر بالصداع يكتسحه

( لماذا لا يتصلون اذاً ..... فبالتاكيد من اختطفها يسعى للحصول على المال أليس كذلك ؟! )

صدحت ضحكة كريهة من فم عزام الذى تحدث هذه المرة بنبرات مرتفعة يجيب على حديث ابنته

( هل أنتِ حمقاء ... انهم يريدون ان يلعبوا باعصابنا حتى يضمنوا الحصول على اى مبلغ يريدون .... او ربما المال ليس هدفهم من الاساس !! )

اغمضت ميرال جفونها تشعر انها لا تستطيع ان تسيطر على وجع راسها أكثر من هذا لكنها اجفلت على كف حانية حاوطت كتفيها و نبرات حنونة داعبت روحها

( ميرال تعالى لتجلسي يا ابنتي أنتِ لستِ بخير )

تطلعت ميرال بتاثر نحو بشرى التى كانت تتابع الجميع فى صمت .. بينما أخذت تتساءل داخلها هل حقاً يوجد أحد يستطيع ان يشعر بها فى هذا المكان !!

استشعرت بشرى نظرات ميرال المتساءلة نحوها فهى لم تكن تقترب منها او تحاول ان تتواصل معها من قبل ... لكنها اشفقت على حالتها حقاً ... و كلمات نارفين تعود لها من جديد ... فربما كان معها حق و ان تلك الفتاة ليست كما يعرفها الجميع .... فخوفها و قلقها هذا يدل ان نارفين هى الوحيدة التى استطاعت ان تكتشف معدنها دون عن الجميع !

زفرت انفاسها بالم تتساءل داخلها

“ نارفين أين أنتِ يا ابنتي “

صدحت نبرات بهار من جديد تردد و نظراتها تتوجه نحو قادير

( لماذا لا تهاتف آسر ربما استطاع ان يصل هو لشئ ؟! )

توجهت انظارهم جميعاً نحو عزام التى ارتفعت ضحكته من جديد بشكل جعل التقزز يسيطر عليهم لكنه لم يتوقف بل اردف بسخرية

( ان كان أردال لم يتوصل الى شئ ... هل آسر سوف يفعل ؟! )

انتفضت ميرال ليتبعها كل من بهار و بشرى حينما تابعوا هيئة أردال التى ظهرت أمامهم ..... لتسارع ميرال تردد بأمل

( أردال ... هل علمت شئ ... أين نارفين ؟! )

أغمض أردال جفونه يشعر انه سوف يفقد عقله ... لقد بحث عنها بجميع المشافي و مراكز الشرطة على أمل ان يستطيع العثور عليها .. حتى انه تواصل مع أحد معارفه بالشرطة ليبحثوا عنها .... كل هذا دون جدوى !!

عاد ليفتح جفونه و نظراته تتجه نحو عمه و عزام باتهام واضح ليتحرك بجسده نحوهم بهدوء و هيئته تؤكد للجميع انه لم يستطيع الوصول الى شئ بعد !

اخذ كل من بهار و بشرى و تشاركهم ميرال بالنظر الى بعضهم البعض بتوجس لتنتقل الى حيث يقف أردال يواجه كل من عزام و قادير ينتظرون حديثه ..... و بالفعل لم يمر سوى لحظة واحدة فقط لتصدح نبرات أردال بثبات مستفز

( أريد ان اخبركم شئ ! )

نقل كل من عزام و قادير انظارهم نحو بعضهم بتوجس لتعود نبرات أردال الحادة كالسكين تصدح بفحيح جعل دمائهم تتجمد

( اننا الأن لا نبحث عن نارفين زوجتي فقط .... بل نبحث عن المالكة لثاني أكبر حصة فى مجموعة الشاذلي القابضة من بعدك يا عمي !!! )

أجل فارتجاف ملامحهم الأن يشفى بعض من قهره .... تابع أردال اهتزاز مقلتي عمه و ملامحه الصدمة التى رافقتهم ليميل فمه بابتسامه هازئة لا يشعر بها داخله حقاً و هو يردف

( أجل يا عمي ... فأنا تنازلت عن حصتي لنارفين اليوم )

لم يكن من الصعب عليه ان يلتقط الهمهمات المدهوشة التى اطلقتها والدته نحو بشرى ... لكنه بالتاكيد لم يستطيع ان يرى ملامح ميرال التى اشرقت بتشفي اثر تلك الراحة التى شعرت بها تدب داخل روحها !

( هل فقدت عقلك ؟!! ... أنت تمزح بالتاكيد !! )

سحب أردال انفاسه بينما كانت راسه تتحرك لتنفي كلمات عمه قبل ان ينفيها بنبراته هو

( لا يا عمي أنا اقول لك الحقيقة ... لكن انتظر أنا لم اكمل لك بعد !! )

كانت راس قادير تتحرك باستنكار لكن لحظة فقط مرت ليتجمد و صاعقة كلمات أردال تضربه

( فتلك الحصة العضيمة سوف تذهب الى الجمعيات الخيرية ان حدث لها اي مكروه ... هذا يعني أنك مضطر للبحث عنها حتي تجدها الأن ... كما يمكنك الاستعانة بشريكك هذا ايضاً ! )

رمش قادير و ملامحه بدأت تتشرس لتصدح نبراته بفحيح لم يحرك اي شئ داخل أردال

( لا ... أنت جننت بالفعل .. سوف احاسبك على هذا أردال... لقد تخطيت حدودك ... هذا جنون هل تتنازل عن حصتك لفتاة مثل تلك ... سوف تدفع ثمن فعلتك هذه ... تريد هذه الفتاة ... حسناً سوف أعمل على هذا الأمر ... لكنني سوف اجعلها تتنازل عن تلك الحصة حينما اعثر عليها ... و سوف تكون خسرت أنت حقك بالمجموعة ... لن تحصل على تلك الأسهم مجدداً يا أردال هل سمعت )

اتسعت ابتسامة أردال الميته أكثر لكن و قبل ان يغادر القى اخر كلماته بسلاسة كادت ان تصيب عمه بالسكتة القلبية

( لن تستطيع يا عمي .. فهي لا تستطيع ان تتصرف بتلك الأسهم دون موافقتي ... فانا أعلم جيداً مع من العب ... أنا تلميذك !!! )

أخذت انفاس قادير تتسارع ليهتف بلهب و هو يتابع قامة أردال الذى اخذ يغادر دون ان يعيره اي اهتمام

( ايها الأحمق قلت لك انني لم أفعل ... لست أنا الذى قام باختطافها )

حاولت بهار ان تتبع أردال لكن كف بشرى التى ارتفعت لتمنعها و هى تردد بخفوت

( دعيه الأن يا بهار ... لن يستطيع أحد الحديث معه الأن )

رفع قادير كفه يقبض على مقدمة راسه يشعر بهبوط بضربات قلبه .... لكن و كان عزام يرفض ان يشفق على حاله ليردد بالقرب من اذنيه بنبرات كريهة شرسة

( لقد قلت لك ان نتخلص منه كما فعلنا مع والده لكنك رفضت .. هل ترى ما حدث لنا بسببه الأن ! )

كانت نظرة قادير كفيله ان تجعل عزام يصمت ... بينما شرع هو باخراج هاتفه ليردد بعد لحظات بنبرات اشبة بزئير الأسد

( اجمع كل الرجال لديك و رجال عزام ايضاً ... لقد قام أحد باختطاف زوجة ابن أخي أردال ... أجل هى ذات الفتاة التى تُدعى نارفين ... أريد ان تعثروا عليها فى الحال سليمة هل فهمت ؟! )

كانت ميرال تتابع ما يحدث أمامها و داخلها يهفو ... انها كانت تعلم ان أردال يملك من الذكاء الكثير لكن ان يجعل عمه يشرع بالبحث عن نارفين بنفسه بل و يحرص على سلامتها ايضاً ... لا هذا كثير !!

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء