عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-20, 01:06 PM   #6

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الثالث
الأسطورة تتحقق..الحورية شاخصة أمامه ليكون هو من تختاره من بين الجميع والأدهى أنها تلامسه ..هل ستُمحى ذاكرته الآن؟

ضحكت نايدا وأنزلت كفيها عن وجهه قائلة:"تُمحى الذكريات إن لامستني بإرادتك في البحر بينما أنا حورية.. أماعلى اليابسة بإمكاني التحكم بقدراتي الخاصة.. ربما أفقد السيطرة إن شعرت أنك تنوي إيذائي بملامستي سيكون مسح الذكريات حينها رد فعل لاإرادي"

وتابعت بضجر:"أووف..هذا ممل .. هل ستبقى متسمرًا هكذا طوال الليل؟ .. تعال جاورني"

أشارت له حيث جلست على الشاطئ فالتفت إليها أدُولف وحذا حذوها ولا يزال مذهولًا ..إنه يجالس الآن حورية بحر فاتنة!!
حينها قالت بصوت طفولي فاجأه:"اسمع هل أنت خائف مني حقًا؟ أستطيع تفهم الأمر فتاريخ أجدادي ليس مشرفًا ولكن صدقني أنا لا أستطيع إيذاءك"

تابعت حين لمحت التأثر في عينيه:" حين تتعلق حوريات فصيلتي بأحدهم فهذا بمثابة تعهد منها بألا تمسه بضر طوال حياته... حتى إن رفض مشاركتها حياته فإنها تنطوي على نفسها حزينة لأيام قبل أن تموت"

"سمعت من قصص جدتي أن الحوريات لا يعرفن لغة البشر..بينما أنت تتحدثين بطلاقة!!"

ضحكت نايدا وأجابته:"لديك معلومات لا بأس بها عن شعبنا.. أنا أسكن هذا البحر منذ عدة أعوام فقد لازمني شعور أن البشري الذي أبحث عنه سيزورني قريبًا.. طوال تلك السنوات تعرفت على كل شبر في الشاطئ وصادقت سيدة عجوز تجلس في شرفة منزلها على الضفة الأخرى كل صباح تستمع للموسيقى بينما تراقب البحر..
وحين وجدتني بلا اسم ولا أفقه الكثير عن حياتكم صارت تعاملني كطفلة فاقدة لذاكرتها فأطلقت علي اسم نايدا لا أعرف سبب هذه التسمية حقيقة لكنني قبلته كما هو..
ثم علمتني لغتكم وبعض عاداتكم..حتى أنني شهدت بناء هذا الفندق خطوة بخطوة..كنت أظن الأمر في البداية معجزة.. أن تستحيل كومة الرمال والأحجار لهذا البناء الرائع..حتى أخبرتني العجوز أنكم البشر تفعلون هذا عادةً.. "

هبت نسمة عابرة نثرت شعرها الطويل ليلامس وجهه قبل أن يسمع سؤالها:"إذا هل تقبل بوجودي في حياتك؟"

حك أدُولف أنفه بارتباك قائلًا:"حسنًا هذا مفاجئ..صدقيني لم أتلق عرضًا مماثلًا من فتاة قبلك"

ثم لامس شعرها قائلًا بعبث:"لكن لابد أن أقبل.. وهل يقوى شاب مثلي على رفض هذا الجمال؟"

تألقت زرقة عينيها وقد حسبته يتكلم بجدية فقالت بحماس:"لقد كنت أبحث عنك منذ سنوات أخيرًا وجدتك وقبلت بي.. هيا أخبرني عن حياتك "

راقه حماسها وتألقها لمجرد قوله العابث أنه يقبل بوجودها فسألها بفضول: "أخبريني أولًا ما قصة بحثك عني تلك؟"

"سأخبرك.. لكل حورية منا رفيقان تختار بينهما إما أن تختار حوري مثلها وتعيش طوال حياتها في البحر دون أن يراها بشري..
أو تختار البشري فتقضي عمرها كله باحثة عنه وقد لا تفلح في العثور عليه وتموت كمدًا..
أما أنا فقد حالفني الحظ جبت البحار حتى وجدتك.. انظر إلى شعري النحاسي كيف زاد إحمراره إنه يتفاعل مع وجودك "

"حكايتك تفوق أساطير جدتي ألقًا..لكن لا شئ يجبرني على مسايرتك.. ألا تظنين؟ وما ضرَني إن عشت أو مت؟!! أنا أفضل الحياة المستقرة مع بشرية مثلي.. كما كان لك حق الاختيار فلابد أن يكون لي المثل"

"أنت..هل تسخر مني؟"
سألته بغضب وقد تفاعل شعرها مع غضبها فزاد توهجه ولامست بيديها صخور الشاطئ فتفتَت ..
مما جعل أدُولف يفغر فاه ويقول:"واضح!! واضح أنك لا تستطيعين إيذائي"

لكنها لم تهاجمه كما توقع بل ضمت نفسها وراحت تبكي وانسابت أدمعها كلؤلؤ منثور على رمال الشاطئ..فحك أدُولف مؤخرة عنقه بغباء.. كيف يتصرف الآن مع الحورية المعجبة؟!

"حين تتصرف إحداهن بطريقتك فنحن نتعجب من إقدامها على الطرف الآخر بلا كرامة"

توقفت عن البكاء والتفتت إليه محاولة فهم معنى جملته قبل أن تسأل:"ماذا تعني الكرامة؟"
حينها نسى أدُولف كل تحذيرات جدته وضحك ملئ فمه قائلًا:"كبداية لنلتق كل ليلة ونرى هل تستطيعين إقناعي بإمضاء حياتي معك ؟"

تألقت السعادة على وجه نايدا وذرفت عينيها دمعتين استحالتا للؤلؤتين ظهر لونهما الوردي في ضوء القمر قبل أن تلقي نفسها بأحضانه قائلة:" سأقنعك حتمًا"
ألحت عليه رجولته المهتاجة لوجودها عارية بين ذراعيه أن يقبل كل ما تعرضه عليه .. لكن عقله المتيقظ كان له بالمرصاد ورفض محاولة تخديره في سبيل متعة مؤقتة..
**********
تربعت زوي على الشاطئ بفستانها الذي ماثل لون الرمال وراحت تنظر للأفق وترقب حركة البحر بشرود سامحة لأمواجه بأن تتسلل تحتها قبل أن تنحسر ثم تعود بقوة أكبر لتضرب ساقيها كأنها تطلب منها المداعبة أن تنهض وتملأ الدنيا لهوًا وصخبًا
"أووبس..زوي! لم تجلسين هكذا؟ خلتك جزءًا من الشاطئ بفستانك الباهت هذا..هل انعدمت الألوان لتختاري هذا من بينها؟!"

هتف يوجين بعدما اصطدم بها عن غير قصد..فنظرت له زوي بغير رد ثم عادت تتطلع أمامها من جديد..

لتلين ملامحه ويجلس على الرمال خلفها قائلًا:"الآن أغمضي عينيك.. استجمعي أفكارك ريثما أُدلل هذا الحرير البني"

فنفذت زوي طلبه وارتجفت بإحساس مدغدغ بينما يمرر يوجين أصابعه في خصلات شعرها ليجمعه في جديلة مُرتبة ثم قال:"هيا التفتي إلي وأخبريني ما يزعجك"
مد يده ليلتقط دفتر الرسم خاصتها وناظرها باستفهام:"لماذا تعطيني إياه؟"

أشارت إلى الدفتر حيث رسمت الحورية وقالت:"ربما لم تلحظا أثناء شجاركما أين اختفت نايدا... لكنني أعلم وصدقني هذا العلم يقض مضجعي .. لم أدرك سابقًا أن تحقق الأسطورة سيزعجني إلى هذا الحد"

"أي أسطورة وأي هراء؟ إن كنت ستتحدثين هذه اللغة يا زوي فأنا آسف لسؤالي.. "

وضرب بكفه على الدفتر قائلًا:"أرى أنك حولت نايدا لحورية كما صورتها لك مخيلتك.. لكنها مجرد لوحة ستختفي حين أمزقها وأرميها في البحر الآن"

نهضت زوي لتقابله حين ألقى بالدفتر ووقف مقطبًا مديرًا رأسه عنها :
"يوجين أقسم لك أنها الحقيقة ..تلك النايدا كانت خائفة من الأمواج لأنها إن تبللت بها فستتحول لأصلها..لحورية!... صدقني وهذا ما حدث حين انقلب بنا القارب.. وإلا كيف تُفسر اختفاءها فيما بعد؟"

رمش يوجين بعينيه بارتباك كأنه اكتشف فجأة وجود ما يدعو للريبة وأجابها بتردد:"لقد ظننت أن أحدهم أنقذها وهي تعاملت بحقارة وابتعدت عنا كأننا جلبنا لها الشؤم "

"ربما شعرت لوهلة أنني كنت أهلوس .. لكن أين اختفت؟ فقط إن عثرنا على إجابة منطقية لهذا السؤال ..يا إلهي! سأجن من لحظتها"

"وهل أخبرت أدُولف بما رأيت أم أنني الوحيد الذي قررت إصابته بالجنون معك؟"
أمسكت زوي بجديلتها تعبث بها وأجابته بارتباك:"قطعًا لا.. لم تره وهو يسخر من قصص جدتي!! كلما أتخيل رد فعله أرتعب .. ببساطة سيرميني بنظرة مستخفة ويتصل بمشفى الأمراض العقلية لأصبح إحدى نزلائها"

ابتسم يوجين وشدَها من جديلتها بخفة قائلًا بعبث:"يبدو أنك تعتبرينني صديقك المقرب جدًا لتبوحي لي بمخاوفك قبل شقيقك"

اختلفت وتيرة نبضات قلبها وهي تراه قريبًا منها إلى هذا الحد وأرادت أن تخبره بحقيقة مشاعرها لكنه عاجلها بقوله الذي جعلها ترغب في قتله:
"ما بك صامتة يا حمقاء ؟ إنني أمزح معك.. مؤكد لن أكون بقدر سخافتك وأسألك الآن ما قدري عندك.."

وتقدمها متابعًا:"أسئلة سخيفة لا تخرج إلا من فم فتاة!! هيا..هيا.. تعالي لنرى أين شقيقك وأنا من سيسأله بنفسي إن كان رأى هذا الذيل البرتقالي الذي أذهب ما بقى من عقلك"

انحنت زوي وقبضت على حفنة من الرمال واستقامت عاقدة العزم على أن ترميه بها لكنها سرعان ما أغمضت عينيها وجزت على أسنانها في محاولة لكظم غيظها ثم تركت الرمال تتسرب من يدها قائلة:"سأذهب لتبديل ثوبي المبتل أولًا.. احتفظ بدفتري ريثما أعود"
*************
بعد العشاء اختفى أدُولف عن عيني زوي ويوجين اللذين بحثا عنه طويلًا قبل أن يستسلما ويذهبا للشاطئ لمشاهدة عرض الألعاب النارية الضخم المُعد لافتتاح الملاهي التابعة للفندق..
بينما كان أدُولف قد تسلل لغرفة شقيقته ليختار فستانًا مناسبًا لرفيقته الاستثنائية: "هل الأصفر؟ لا .. يبدو باهتًا أمام توهج شعرها..الأسود سيشعرني أنها شبح من خيالي..هذا الزهري يبدو مناسبا ليحتضن جسدها كما يفعل الأزرق الضخم الذي يكتنز أغرب المخلوقات والأسرار.."

ثم نظر للفوضى التي سببها ببحثه ولم يدر كيف التصرف..
"زوي ليست مهووسة نظام إلى هذا الحد.. لاشك أنها لن تنتبه "

وأعاد الملابس للخزانة بعشوائية مغادرًا الغرفة ليلقى رفيقته..

"نايدا!"
هتف أدُولف باسمها أثناء سباحته ليستدعيها وشعر لوهلة بالغباء !
المفترض أنها من تسعى خلفه ..لماذا يبدو الآن كمهووس يلاحقها بلا كلل؟ وكانت أفكاره الزاجرة كفيلة بجعله يعود للشاطئ وما كاد يخطو جهة منشفته وملابسه حتى استشعرت قدميه الحافيتين وجود شئ غريب مدسوس وسط الرمال..فانحنى يلتقطه ليكتشف أنها ورقة ترسم له اتجاهًا ما..
سار متتبعًا المسار فوجد مثيلاتها وكأنه مُغيب بلا عقل لم ينتبه كم ابتعد عن الفندق في سبيل ملاحقة الإشارات حتى وصل لجسر يربط بين الضفتين فتخطاه كما تشير الورقة بيده.. ثم وجد نفسه وجهًا لوجه مع نايدا التي جلست كأميرة من عصر الإغريق بفستان فضي وشعرها المسترسل جاوز أسفل ظهرها أمام عجوز تحتل شرفة أرضية.. وتقص بصوتها الذي ذكره بجدته:
"تروي الحكايا عن حورية جميلة قادها فضولها لعالم البشر ..
اقتيدت كالأسيرة إلى موطن الغجر..
طمعوا في جمالها وبهائها فأوردوها موارد الخطر..
لولا أميرًا خرج من العدم .."

وصلت القصة لسمعه وغزلت طريقًا من المشاعر إلى قلبه فثارت دقاته وقد راقه ما يسمعه والذي يتماشى مع هيئة نايدا التي خلبت لبه... لكن العجوز انتبهت للغريب الذي قاطع جلستهم فتوقفت عن المتابعة..
"إنه أدُولف يا أفروديت.. صديقي الجديد"

أفروديت!! طبعًا وماذا سيكون؟ هذه الأسماء تصيب أصحابها بالجنون لا شك..

تواردت أفكار أدُولف الرافضة تصديق حديث العجوز التي صارت تحدق به الآن حتى انتابه القلق.. ثم قالت :"هل أنت أحمق؟ألا تستأذن قبل الدخول؟"

الدخول! حك أدُولف مؤخرة عنقه مفكرًا هل الضفة الأخرى بكاملها ملك للعجوز أم ماذا؟..
كان على وشك الاعتذار حين أخبرته نايدا:"لا تهتم إنها تارة تعرفك وأخرى تتخيل آخرين فتحادثهم"

آه.. الآن اتضح الأمر.. ومن قد يصادق حورية بحر ويكون طبيعيًا؟

"صديقك..حقًا يا نايدا؟ هذا رائع.. هيا هيا.. اركبا التليفريك واذهبا للاحتفال على الضفة الأخرى.. لا تعودي اليوم مرة أخرى استمتعي بوقتك"
استفاقت العجوز من تخيلاتها لتخاطب نايدا بتلك الحماسة..

ثم ما لبثت أن التفتت إليه :"أمسك بيدها واذهبا معًا يا فتى.. ألا تملك أي ذوق؟"

انصاع أدُولف لأمرها حتى يبتعد عن ناظريها بأسرع ما يستطيع... وأخيرًا التقط أنفاسه في التليفريك ليهتف بنايدا:"كيف صادفت سيدة كهذه؟ إنها مصدر تهديد صدقيني"

لكن نايدا كانت بواد آخر مستمتعة بملمس كفه الذي يحتضن يدها فشدت عليه حتى كادت تكسر عظامه وأسندت رأسها إلى كتفه باستمتاع...
لينبهها بهدوء:" لازلت أحتاج يدي..لذا رجاءً خففي قبضتك المُحكمة.. لن أهرب "

وكأنه يجرؤ.. حوريات فصيلتها لا يؤذين من يحببن!!هه إنه يتخيل من الآن نهاية حياته المأساوية..
(ذق عواقب تسفيه حكايات جدتك يا أدُولف)
حدث بها نفسه قبل أن ينزلا من التليفريك عند مدخل مدينة الملاهي تمامًا..

فاتسعت عيني نايدا قائلة بانبهار:"ما هذا ؟ أنتم البشر حقًا تصنعون العجائب.. إنني أحب عالمكم كثيرًا يا أدُولف"

جزَ أدُولف على أسنانه خجلًا من النظرات التي تطلعت إليهما بفضول وهمس:"هلا تخفضين صوتك قليلًا؟ ومن الأفضل أن تعتبري نفسك منا الآن دون حديث عن العوالم الأخرى وإلا سيكون مصيرك سيئًا"

لكنها لكزته غاضبة:"أدُولف لا تتحدث بسرعة.. ماذا يعني المصير؟ إن لم تتصرف معي بلطف سأشكوك لأفروديت"

فقادها لركن هادئ بعض الشئ وقال:"اسمعي لنتفق.. تعرفين ما يعنيه الاتفاق أليس كذلك؟"

أومأت برأسها متحمسة فتابع:"لا تضربيني لأن قبضتك تشبه المعدن في قوتها.. حسنًا لن تفهمي ما يعنيه المعدن..لا تضربيني فقط.. فهمت؟.. الآن سنلعب لعبة الأسرار .. وأنت لديك الكثير منها"

"حقًا! هل لدي؟ هل ستحبني لأن لدي منها الكثير"

ضرب أدُولف جبهته بيأس:"حسنًا.. سأكون صبورًا.. السر هو شئ لا تريدين لأحد معرفته..."

اتسعت عيني نايدا في محاولة لاستيعاب مقصده وعلقت:"أنت.. هل تعني أنت؟.. أنا لا أريد لأحد معرفتك.. أريد أن أكون الوحيدة في حياتك التى لا ترى غيرها ليلًا نهارًا.. أنت ستكون سري"

لا وألف لا.. لقد وقعت في الفخ يا أدُولف!.. جدته محقه بشأن حوريات البحر .. يحببن السيطرة بحق!..إن رفض الآن أن يكون سرها ستطبق بكفيها على عنقه لتقتله وربما أغرقته في البحر كما حدث للصياد..

"سأكون سرك في الليل فقط اتفقنا"
اقترح أدُولف وهو يؤكد لنفسه أنها ستكون الليلة الأخيرة التي يغادر فيها الفندق.. سيحتجز نفسه في غرفته ليلًا حتى تنتهي الإجازة وليعنه الرب على تحمل حسرة إضاعة الإجازة ...
لكن نايدا أجابته بتملك:"سأقبل بهذا كبداية.."
ابتسم أدُولف بسماجة وفي خلده دارت فكرة واحدة: ربما يجد في أساطير جدته طريقة لقتل الحوريات..
*********
"آه..آه.. سأقتلك يا يوجين.. لقد أوهمتني أنها أكثر الألعاب أمانًا.. رأسي يدور"
كان قد أصر عليها أن يركبا لعبة معينة بدعوى أنها آمنة على عكس البقية.. حيث منحوتة لامرأة ضخمة تتحلق حولها مقاعد في شكل دائرة وهي تدور بهم كرجل التنورة الذي يدور حول نفسه مديرًا تنورته في عدة اتجاهات حتى يلقي بها..
وهكذا انتهى الأمر بزوي ملقاة على الأرض لا تشعر بساقيها ولا تتبين ما حولها..

وكان رد يوجين الوحيد هو الضحك بينما يسندها حتى جلست على مقعد قريب
فسألها:"أين حب الإثارة داخلك يا زوي؟ ألا توجد أسطورة تخص الملاهي تريدين تطيبقها على أرض الواقع؟"

"كدت أموت وهذه الخبيثة تديرنا وأنت تضحك؟!!"

مد يده لها بعبوة عصيرقائلًا لمراضاتها:"حسنًا..آسف لا تغضبي.. لقد ظننت أنك ستحبين الأمر.. لاحظي أنها المرة الأولى التي نخرج فيها معًا للملاهي.. لذا لم أتعرف على هذا الجزء من شخصيتك بعد"

تجرعت زوي العصير واكتفت بأن أهدته نظرة مستهجنة لما فعل... فلم يملك يوجين نفسه وتابع الضحك قائلًا:" مسموح لك أن تطلبي مني ما يعوضك خلال خمس ثوان"
"هيا..واحد.. اثنان..ثلاثة...."
"مائة وخمسون دولارًا"
فغر يوجين فاه هاتفا:"ماذا؟"
فحركت زوي كتفيها بلامبالاة قائلة:"هذا هو التعويض الذي أريده.. يلزمني غرض ضروي وأمي تراه غير مهم وترفض إعطائي المال "

"زوي..كوني عاقلة.. والدتك محقة بلا شك"

لكنها أصرت على موقفها وبسطت كفها أمامه ليضع لها المبلغ الذي طلبته..ثم تابعت والشر كامن خلف ضحكاتها تبتغي زيادة حسرته :"كم أحب الرجل الذي يلتزم بكلمته!"

"يا إلهي! كنت قد نسيت جشعك اللامتناهي وحقدك علي"

ثم انتبه لأدُولف الذي يسير بصحبة إحداهن على مقربة منهما ليقول:"انظري إلى شقيقك العابث!"

رفع صوته مناديًا حتى لوح لهما أدُولف واقترب مع الفتاة التي تبين أنها نايدا.. والتي رحبت بهما بحماس:"كيف حالكما؟"
تبادل يوجين و زوي نظرات ذات معنى ولم يتمكنا من الإجابة حين صاحت نايدا:"أدُولف انظر إلى تلك التي تدور..أريد أن أركبها"
نظر الثلاثة حيث تشير إلى أكثر الألعاب خطورة على ما يبدو ..فقد كانت .. يا إلهي!
كيف يوصف شئ كهذا بأنه وسيلة للترفيه؟!!..
ساق حديدية ضخمة معلقة بأساس راسخ يدعمها وتنتهي بحلقة تضم راكبيها بحاجز لكل منهم يقيه السقوط..حيث تتحرك الساق براكبي الحلقة كحركة بندول الساعة يمينًا ويسارًا..فيفرح الراكبون لوهلة بتلك الأرجحة اللطيفة قبل أن تزداد سرعتها وتكمل دورتها ثم تقرر الوقوف في منتصفها من جديد ولكن بعد أن تكون قد قلبت الحلقة براكبيها لتصبح أقدامهم مواجهة للسماء..
مع صراخهم الذي يرج المكان كأنهم يتعرضون للتعذيب في أسوأ سجون العالم وأكثرها قسوة.. وإنهم لمغفلون كيف رأوا منظرًا كهذا يحدث لسابقيهم وأرادوا التجربة؟!

أعرضت زوي عن المنظر المرعب بالنسبة لها وقالت بانفعال متمسكة بالمقعد: "سأشرب العصير ريثما تخوضون تجربتكم .. لقد اعتزلتني روح المغامرة وسأنشرها في الصحف..زوي جبانة وينتهي الأمر.. لن أفقد حياتي في تجربة كهذه"

ضحك يوجين وكأنهم سيجبرونها على ركوبها لتأخذ هذا الوضع المتخشب وتتشبث بالمقعد.. ثم وجه حديثه لأدُولف الساهم:"سأبقى بصحبة هذه الجبانة.. رافقتكم السلامة يا أبطال"

وهكذا وجد أدُولف نفسه مسحوبًا من قبل نايدا التي لم تدع له فرصة إبداء الرأي أو استشارة عقله... وأحكمت قبضتها على كفه تصف حماسها للتجربة حتى نزل الراكبون الذين أسندهم رفاقهم وبعضهم نزل فاقدًا للوعي.. ونايدا تزداد حماسًا كأنها لا تدرك ما ستلاقيه..

"إلى أين؟ عشرون دولارًا للفرد"
أوقفهما المسئول عن أداة التعذيب هذه حين سحبته نايدا للركوب دون استئذان.. فدفع أدُولف المبلغ مجبرًا ولحقها..
أغمض عينيه مخافة أن ينظر للأرض من هذا الارتفاع وأعد نفسه للاستغراق في التفكير حتى لا يشعر بما يحدث..
لكن صراخ نايدا التي جاورته كان له بالمرصاد.. فأعادته لأرض الواقع وأحس بالرعب حين انقلبت بهم اللعبة ليصبح رأسه مواجهًا الأرض التي تبعد عنه مئات الأمتار في هذه اللحظة...

"كأنني أواجه إعصارًا ضخمًا يجعلني فاقدة لإرادتي وتحكمي في ذاتي.. إنه شعور رائع أليس كذلك يا أدُولف ؟"

طبعًا..رائع!! سيفقد وعيه من السعادة الآن...
الشكر للرب عادت الساق تؤرجحهم من جديد وهو أهون من تعليقهم رأسًا على عقب كالمسجونين الذين يتلقون التعذيب.. فزدات بهجة نايدا وهي تقبض بكفيها على مسند المقعد الذي يقيها من السقوط فكسرته.. وكأنها نست أنها على اليابسة قفزت من اللعبة بوجه باسم يتألق بشرًا ... هه وأني للأرض أن تستقبلها كما يفعل البحر!!
فغر أدُولف فاه واتسعت عيناه كأحد المجاذيب ومد يديه ليمسك بها إلا أن الجاذبية كانت أسرع منه...وسط ذهول الراكبين الذين توقفوا عن الصراخ ليطالعوا جسدها المسجى أرضًا برعب خالص..




noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس