عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-20, 05:23 PM   #2

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول

(رافاييل)
الوقت منتصف الليل ولكنني لا اشعر به..لا اشعر بشئ بالمرة..اجلس في حانة فارغة نسبيا..امامي زجاجة بيرة لم امسها منذ ساعات..اتاملها فقط..افكر..و..افكر..اتأمل الزجاجة وانتظر اجابة سؤال يدور في رأسي..ما الذي علي فعله الآن؟..مازلت ببدلة العمل..فككت فقط اول زرين وخلعت ربطة عنقي والسترة ووضعتهم في سيارتي لانني شعرت بالإختناق..واتيت إلي هنا..كنت هائم علي وجهي واقود السيارة عندما لمحت هذه الحانة في طريقي..ترجلت ودخلت إليها..طلبت زجاجة بيرة وها أنا ذا..واحد من اكبر رجال الاعمال في المدينة يجلس في حانة رخيصة ليفكر..ياللسخرية..اسمي هو رافاييل دياز ..رجل اعمال ايطالي..امتلك عدة شركات حول العالم لبناء الفنادق والمنتجعات..شركات بنيتها بنفسي ولم يساعدني احد..اتيت انا ووالدتي من إيطاليا منذ عشرون عاما عندما كنت في الخامسة عشرة إلي هنا للاستقرار والهرب من الفقر المدقع الذي كنا نعيش فيه بعد وفاة والدي..والدتي هي الوحيدة التي كانت تؤمن بي وبقدراتي..الوحيدة التي كانت بجانبي..داعمتي الاولي..والآن داعمتي الاولي علي وشك الرحيل..اليوم اتصل بي طبيبها لإخباري بخبر مدمر..والدتي لديها سرطان في المخ..وهو في مرحلة متقدمة جدا..لقد ظن الطبيب بأنني اعلم بشأن مرض والدتي لذلك اتصل ليخبرني بأنه يجب عليها ان تجري العملية بشكل سريع حتي لا يتآزم الوضع..لا اعلم ما الذي حدث لي ولا اعلم بماذا جاوبت الطبيب..وضعت فقط سماعة الهاتف وتجمدت في مكاني..وضربني الامر..في الفترة الاخيرة والدتي كان لديها دائما صداع للرأس ولكن بسبب التجهيزات التي تحدث في فندقي الجديد وسفري الدائم لامريكا لم اكن بكامل انتباهي..لعنت نفسي لعدم اهتمامي بها..دفنت وجهي بين كفاي وانا اجلس امام البار وتذكرت كلماتها في اخر مرة تقابلنا فيها قبل اسبوع"بني..متي ستتزوج وتحضر لوالدتك العجوز احفادا؟"وقتها ضحكت وقبلت يدها وقلت ممازحا"انتي لست عجوز امي..مازلتي شابة جميلة..وبالنسبة للاحفاد فيبدو انه سيأتون بعد سنين وليس الآن"..لم افهم ما الذي كانت تحاول ايصاله إلي..لم افهم ان والدتي حقا تكبر وتتمني ان تصبح جدة..لقد اهملتها طوال خمسة عشرة عاما منذ بدأت بالعمل لتأسيس شركتي..اعطيتها المال..منزل كبير ..خادمة..ولكنني لم اعطها ما تحتاجه..عائلة..تأوهت وشعرت بعيناي توخزاني من الدموع..مسحت عيناي سريعا ثم اخرجت المال ووضعته بجانب الزجاجة..شعرت بصدري يحترق لذلك وقفت وخرجت من الباب لاذهب لمنزلي..تقدمت خطوتان عندما سمعت اصوات عالية لرجل وامرأة يتشاجران في الشارع الضيق بجانب الحانة..تقدمت قليلا وانا احاول عدم إصدار اي صوت لاتفقد ما يحدث..سمعت المرأة وهي تصيح"ابتعد عني ايها الوغد..لا تحاول لمسي وإلا اقسم سأقطع لك يدك الحقيرة"ضحك الرجل بسخرية ورأيته يتقدم من المرأة"آني..حلوتي كلانا نعلم انك تحبينى ولكنك تتدللين فقط ولكن آن الاوان لكي تتوقفي عن هذا فقد سئمت"حاول معانقتها ولكنها دفعته وهي تصرخ"ايها الوغد المنحط انا اكرهك..ابتعد عني"مع صياحها بأخر كلمتان كنت قد تقدمت ودفعت الرجل بعيدا عنها..امسكت يدها ووضعتها خلف ظهري وانا ألهث من الغضب..بعد استفاقة الرجل من الدفعة قال بصوت كالفحيح"ابتعد واترك الفتاة يا هذا ولا تتدخل"
شعرت بإرتجافها خلفي ويدها وهي تتمسك بقميصي من الخلف وهمسها"لا تتركني"رفعت حاجبي في وجه الرجل ولويت فمي بسخرية"الآنسة لا تريد التحدث معك لذلك امامك خيار لا ثاني له..رحيلك من هنا وإلا سأقطع انا لك يدك"غمزت له فكانت القشة الاخيرة..اندفع نحوي وهو يخرج سكينة صغيرة من جيبه وحاول طعني بها..كنت اسرع منه فتفاديت السكينة وصفعت يده ثم لكمته بشدة ليقع ارضا..امسكت يدها بسرعة ثم ركضت بها نحو سيارتي ..وضعتها في المقعد الامامي واغلقت الباب سريعا..ركبت واشعلت المقود وادرت السيارة ..رأيت الرجل يركض خلف السيارة وهو يصيح"آني ايتها الحقيرة اقسم ستندمين علي هذا"..سمعت لهاثها بجانبي وهمسها ب"يا إلهي"..بعد مدة ابطأت السرعة وتحدثت لابدد الصمت فمنذ ركوبنا لم يتحدث اي منا"ما الذي كان يريده منك؟"جاء صوتها مهتزا"ما الذي سيريده اي رجل من عاملة في الحانة؟"نظرت إليها وفجأة تسلط ضوء من سيارة قادمة بالاتجاه المعاكس علي وجهها..عينان رماديتان..شعر اشقر كالحرير..وجه بيضاوي علي شكل قلب..انف صغير وفم وردي صغير أيضا..وجه ملائكي..لقد تذكرتها فهي من اعطتني زجاجة البيرة في الحانة..تنحنحت وانا اعود ببصري للطريق واكمل"وما الذي ستفعلينه الآن؟بالطبع لا تستطيعين الرجوع للحانة "ضحكت بسخرية وهي تجاوب"سأجد حلا كالعادة لا تقلق"اشارت بجانب الطريق"هل تستطيع الوقوف هنا من فضلك لاترجل"
-لماذا؟
-لاذهب لمنزلي
-هل يعلم هذا الرجل بمكان اقامتك؟
ضحكت ضحكة هستيرية وقالت"بالطبع فمنزلي فوق الحانة"ضحكت مجددا ورأيتها تمسح وجنتها"اخبرتك لا تقلق استطيع الاعتناء بنفسي كالعادة..بالمناسبة اشكرك علي مساعدتي هناك"
-لا مشكلة
اخذت نفس ثم تفوهت بالكلمات أخيرا"لا استطيع تركك ترحلين"
التفتت إلي وقالت بشكل حذر"لماذا؟"
ابتسمت من ردها ومازالت عيناي تنظر للطريق امامي"سؤال قبل ان اخبركي..هل لديكي حبيب او خطيب او زوج؟"
-لا..لماذا؟
تنهدت داخليا وشكرت الرب وسألتها مجددا"هل تريدين الإستمرار في العمل في الحانة؟"
-لا..ولكن لماذا؟
ابتسمت ابتسامة جانبية وانا اجد اجابة سؤالي"لان لدي عمل لكي واؤكد لكي بأنه جيد جدا"



noor1984 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس