الفصل الثالث
(آنا)
بعد توقيع الاتفاقية كما قال ورفع وجهه..كنت في عالم آخر..عالم لم اختبره من قبل..فهذه اول قبلة اتلقاها في حياتي وكانت مدمرة..مازلت مغلقة عيناي ورائحة عطره تصلني..رائحة جذابة كصاحبها..كانت تداه تحيطان بوجهي واصابعه متوغلة في شعري..فتحت عيناي ورأيت تعابير وجهه..يبدو انه هو الآخر تأثر بها فهذا ما يبدو عليه..صدره يرتفع وينخفض بسرعة..يداه المحيطة بوجهي غير ثابتة وعيناه تحولت للاخضر الغامق وكأنها اصبحت بلا قاع..فجأة رمش بعيناه ..ابتعد وترك وجهي..تنحنح ثم قال بصوت أجش"لقد كان يوما طويلا واظن انك متعبة وتريدين النوم"لم استطع التحدث لذلك اومأت فقط..مرر يد غير ثابتة في شعره وقال"غرفة الضيوف في الطابق العلوي..اتبعيني من فضلك"تقدمني وهو يمشي بسرعة وكأن هناك احد يلاحقه..ذهبنا للطابق العلوي..فتح اول باب صادفنا ودخلت إلي اجمل غرفة رأيتها في حياتي..كانت تتكون من اللون القشدي والازرق..ستائر قشدية ممزوجة باللون السماوي..وسجادة باللون ذاته..سرير مزدوج بلون قشدي ولحاف ازرق مطرز باليد..اشار نحو باب في نهاية الغرقة"هذا هو المرحاض..ستجدين ما تحتاجينه هناك"اشار نحو باب اخر وقال"هذه هي الخزانة..ستجدينها فارغة الآن وهذا اول شئ علينا تعديله غدا"لم افهم ما الذي يقصده"ماذا؟"
-سنذهب لشراء ملابس جديدة لكي
-ولكن..
قاطعني"من دون لكن آنا"توجه نحو باب الغرفة وهو يكمل"سأحضر لكي تيشرت لإرتدائه اثناء النوم"التفت قبل غلق الباب"تصبحين علي خير"همست للباب المغلق"تصبح علي خير"تنهدت وتركت حقيبتي تسقط من فوق كتفي..خلعت حذائي وسترتي التي كنت ارتديها واستلقيت علي السرير ..انه انعم سرير نمت عليه في حياتي..يبدو انه منذ دخوله لحياتي وانا اشعر باشياء وأري اشياء للمرة الاولي..تنهدت مجددا وانا اتذكر حياتي ذو ال٢٣عاما..لقد توفي والداي في حادث سيارة عندما كنت في العاشرة..ثم اخذتني والدة أمي..جدتي الحبيبة لترعاني ..كم اشتاق إليها ..وبعد ثمان سنوات توفت بسبب مرض في القلب..بعدها اكتشفت ان المنزل لم يكن لجدتي وان علي تركه لذلك تركته واصبحت مشردة بدون عائلة وبدون منزل..عملت نادلة في مطعم لتأمين غرفة ولكن لم يسر الأمر علي ما يرام..ظن صاحب المطعم البدين انني سأسعد بالنوم معه مقابل المال وعند امتناعي قام بشتمي وطردي..تلتها عدة وظائف وكان الامر ينتهي بنفس الشكل..صاحب العمل يظن بأنني سأكون مسرورة لمشاركته سريره..لا اعلم اهو امر مكتوب علي وجهي"انا شقراء تعال لتنام معي"..كنت قد يئست حتي وجدت الحانة..كان مالكها شخص جيد..واعطاني الغرفة الموجودة فوقها..لم اقابل مشاكل حتي أتي كيرك..الوغد ارجو ان يتعفن في الجحيم..ولكن الآن سيختلف كل شئ ..مع الثلاثة ملايين سأستطيع العيش بشكل جيد..سأستطيع العيش بشكل عام..تنهدت وانا اغلق عيناي من التعب واخر شئ تذكرته قبل إغفائي عينان خضراوتان غامقتان بلا قاع..
|