الفصل الثامن
(آنا)
ظللت احدق في الخاتم كثيرا وانا لا اكاد اصدق ما يحدث لي..فقبل اقل من اربع وعشرون ساعة كنت في غرفتي أعلي الحانة..ولكن الآن انا ارتدي فستان من تصميم إحدي اشهر المصممات في لندن وارتدي خاتم من الألماس والزمرد لم احلم يوما بإرتدائه.. تنفست بصعوبة وانا انظر للطريق امامي..كدنا نصل لمنزل والدته كما قال ولكنني حقا لا اريد لقائها..لا استطيع إكمال هذه المسرحية..انا لست سندريلا ورافاييل ليس أميري الوسيم..هو وسيم جدا ولكن امثاله يتزوجون من نساء غنيات..عارضات ازياء..ممثلات..او نساء من طبقات راقية.. لا يتزوجون من امثالي..شعرت بالإختناق لذلك قلت بصوت اجش قليلا"هل يمكنك التوقف قليلا هنا؟"نظر إلي وهو قلق عندما رأي وجهي المحمر..وضع يده علي جبهتي"هل انتي بخير؟"حاولت الابتسام ولكنني فشلت"نعم..اريد فقط استنشاق بعض الهواء..توقف ارجوك"اوقف سيارته بجانب الطريق فترجلت منها وانا اتنفس بسرعة..شعرت بعيناي تحرقانني بسبب حبسي لدموعي..شعرت به خلفي..وضع يداه علي كتفاي وهمس"آنا..ما الخطب؟"احنيت رأسي وشعرت بدمعة تسيل علي وجنتي.."آنا"حاول ادارت وجهي ولكنني ابعدت يده وابتعدت قليلا..تقدم وامسك كتفاي وادارني لانظر إليه وقال بصوت ناعم وهو يمسح وجنتي"آنا..ما الخطب حبي؟لماذا تبكين؟"حاولت ابعاد يده ولكنه لم يترك وجهي"لا شئ اشعر فقط بالإختناق قليلا"
-من ماذا؟
لم استطع تحمل اسألته لذلك قلت بصوت عالي"من كل هذا..لقد كنت مخطئة عندما وافقت علي تلك الخطبة..انا هو الخطب ..انا مجرد امرأة يتيمة فقيرة وانت هو رافاييل دياز..انا اعمل في حانة وانت تمتلك عدة شركات حول العالم..انا.."قاطعني وهو يحاصر وجهي بين يداه"انتي اجمل امرأة رأيتها في حياتي"هززت رأسي ونفيت"انا لست جميلة"ملس علي خداي وهمس"فلتنظري بعيناي إذن لتعلمي"اكمل وهو يرجع خصلة من شعري خلف أذني"لا اري جمال وجهك فقط آنا..اري جمال داخلك..روحك..قد تظنين انني مجنون لاننا لم نتعارف سوا منذ ساعات قليلة ولكنني اشعر وكأننا تقابلنا في عالم آخر وافترقنا ثم عدنا والتقينا مجددا..تقولين انني غني..حسنا انا غني ولكنني لم اولد وبفمي ملعقة من ذهب..لقد ولدت في افقر حي في إيطاليا..انا أيضا يتيم الأب آنا لذلك هل نضع يتمك علي يتمي ونكمل بعضنا البعض؟"ابتسم وهو ينظر في عيناي..يداه مازالت تحيط بوجهي..وجهه قريب جدا لدرجة انني استطعت رؤية حدقات عيناه الخضراوتان ..همس وهو ينظر لشفتاي"هل تتزوجينني آنا؟"رفعت يداي لاضعهم علي صدره وقلبه وشعرت به يهدر تحت يدي مثل قلبي تماما..اومأت وخرج صوتي اجش"نعم"وضع قبلة قوية علي جبهتي ثم احتضنني بشدة حتي ما عادت قدماي تلامسان الارض..همس في شعري"شكرا للرب"..انزلني وابعد شعري عن وجهي ثم امسك يدي وابتسم ابتسامته المدمرة ثم قال"لنذهب إذن لرؤية أمي
|