الفصل التاسع
(آنا)
لقائي بوالدة رافاييل لم يكن كارثيا كما توقعت..فمن تنجب شخصا مثل رافاييل عليها ان تكون سيدة لطيفة وقد كانت بالفعل..ماما فيرونا..كما اخبرتني بأن اناديها..كانت سيدة في عقدها الستين..صغيرة الحجم جدا بملابس بسيطة للغاية..شعر ابيض وعينان خضراوتان..الآن عرفت من أين اخذ رافاييل عيناه..ولكنهما كانتا افتح قليلا..تعيش في منزل من طابقين علي اطراف لندن..في منطقة هادئة ولا تبعد كثيرا عن منزل راف..استقبلتنا مدبرة المنزل بالابتسامة الواسعة وهي في نفس عمر ماما فيرونا..ثم ارشدتنا إلي غرفة الجلوس..وهناك وجدنا والدة رافاييل وهي تجلس شاردة تحدق في النافذة..
كان رافاييل يمسك يدي التي وضع بها خاتمي الزمردي كلون عيناه ..عندما قال بصوت حاول اخفاء حزنه به"ماما"التفتت إليه والدته وقامت بسرعة وهي تفتح ذراعيها لاستقباله
.. ابتسمت"رافاييل..بني..ماهذه الزيارة الجميلة"لم يترك يدي وهو يعانقها بشدة لمدة طويلة..لوهلة اردت ان اذهب وارتمي بين احضان كلاهما..اردت ان ابكي لهذا المشهد..سمعت همسته وهو مازال يحتضن والدته"اشتقت إليك كثيرا امي"ارجعته والدته للخلف قليلا ونظرت إليه وقالت بصوت قلق"رافاييل..هل انت بخير بني؟لماذا تبدو حزين هكذا"جاء صوته مهتز وهو يضحك"انا بخير كما لم اكن يوما"التفت إلي"أمي اريد ان اعرفكي بزوجتي المستقبلية..آنا"شعرت بيده وهي ترتجف قليلا وعلمت لماذا لذلك ضغطت عليها..كنت انتظر طردي ولكن ما جاء لاحقا كان يختلف كل الاختلاف عن السيناريو الذي قمت بتأليفه..فقد ابتسمت ثم قامت بإحتضاني ..هذا فقط..احتضنتني..
بعد تهنأتها لنا وتهنأت مدبرة المنزل وتناول الغداء معا وكان وليمة فعليا ..بعد الضحك كثيرا..ودعنا ماما فيرونا وذهبنا عندما حل الظلام..توقفنا في طريقنا وتناولنا وجبة خفيفة في إحدي المطاعم ثم اكملنا طريقنا للمنزل..كان هناك ابتسامة صغيرة ترتسم علي وجه رافاييل وهو يقود بنا للرجوع لمنزله..ملامح وجهه كانت مستريحة ..نظرات عينيه كانت هادئة.. وكان يتنفس بهدوء ..ويمسك يدي..منذ..لا اعلم حتي متي تركها..لقد كان يمسكها طوال الوقت..انه شعور غريب حقا..لم اتعرف عليه سوا منذ ٢٤ساعة ولكنني اشعر وكأنني اعرفه منذ الأزل..وكأننا تقابلنا في زمن آخر وافترقنا وعدنا لنجتمع مجددا كما قال لي ..شعرت كما لم اشعر من قبل ولأول مرة في حياتي..شعرت بالسلام الداخلي وبأنني بأمان..وصلنا للمنزل في رحلة صامتة جميلة..ترجل من السيارة ثم التفت ليفتح لي الباب..مد يده وكالعادة وضعت يدي بها..فتح باب المنزل ودخلنا..سألني بصوت هادئ وهو يخلع سترته السوداء الجلدية "هل تريدين فنجان قهوة؟او اي شئ آخر"
-لا شكرا..لقد كان يوما طويلا ولا اريد سوا النوم
ابتسمت عيناه لي واومأ"سأقوم ببعض الاعمال في مكتبي وبعدها سأذهب للنوم"ملس علي وجنتي "تصبحين علي خير كارا"بللت شفتاي وانا استمع إلي لفظ التحبب بلغته الإيطالية"تصبح علي خير رافاييل"كنت اتجه نحو السلالم عندما قال"آنا"التفت إليه "نعم"كانت تعابيره جادة "شكرا لكي"مشيت تجاهه ببطء ووقفت أمامه ثم وضعت يداي علي كتفاه العريضتان..ارتفعت علي اصابع قدمي وقبلت وجنته..رجعت للخلف وانا اري صدره يرتفع وينخفض مثلي وعيناه متسعتان ولونهما ادكن من لونهما الطبيعي ..همست"علي الرحب والسعة"ثم اطلقت العنان لقدماي وذهبت لغرفتي..اغلقت الباب وانا اتنفس بسرعة..اسندت ظهري عليه وانا اضع يداي علي قلبي وكلمتان فقط تدوران في رأسي..انا أحبه..
|