الفصل العاشر
(آنا)
ظللت اتقلب في السرير لمدة ساعتان او اكثر..لم استطع النوم..كنت افكر في كل ما حدث خلال اخر ٢٤ساعة..لقد تغيرت حياتي بشكل جذري..ضربت الوسادة وانا احاول النوم وتذكرت ما حدث قبل ساعتان..لقد قبلت وجنته ثم ركضت إلي هنا..قمت بالإستحمام وغسل اسناني..ارتديت مآزر الحمام وخرجت وانا اتساؤل عن الملابس التي سأرتديها..انا لا املك اي ملابس تصلح للنوم فجميع الملابس التي قمنا بشرائها اليوم هي ملابس للمناسبات وليست للنوم..ولكن عندما إلتفتت إلي السرير وجدت ما ابحث عنه..قميص نوم من الحرير باللون الرمادي وروب رمادي طويل ايضا مطويان علي غطاء السرير..اقتربت من السرير ورفعت القميص وانا لا اعلم من أين آتي حقا..خلعت رداء الحمام ثم إرتديت القميص..لقد كان ناعم جدا..إنسابت نعومته علي بشرتي ولائمني جدا وأنا انظر لنفسي في المرآه..بدافع الفضول فقط ذهبت لافتح باب الخزانة لاتفقدها وادهشني ما رأيت..لقد كان هناك ملابس بداخلها اكثر بكثير مما اخترت في المتجر..ومجموعة كبيرة من الملابس الداخلية وجميعها من الحرير والدانتيل.. لا اعلم حقا متي استطاع رافاييل ان يقوم بشرائهم..ولكن يبدو انه اختارهم وأنا في غرفة التبديل فجميع الملابس تحتوي علي العلامة التجارية لكريستال..اغلقت الخزانة ثم توجهت للسرير لأنام ولكنني لم استطع..لذلك نهضت وتوجهت نحو النافذة ..ازحت الستائر وتطلعت للظلام بالخارج..ظلام كحياتي..أفكار كثيرة كانت تدور في رأسي..اسئلة بدون إجابات..ماذا سأفعل بعد إنتهاء السنة؟..كيف سأتحمل الفراق؟..لماذا وافقت بسهولة علي إقتراحه؟..هل سيظن أنني سهلة المنال جدا؟..شعرت وكأنه تم شرائي..علي الإعتراف..لقد تم شرائي حقا..بثلاثة ملايين وخاتم من الزمرد ومجموعة من الملابس..لقد بعت نفسي لمدة سنة.. لم اشعر بنفسي سوا وبدموعي تسيل علي وجنتاي.. دفنت وجهي بين يداي وانتحبت بصمت.. بكيت علي ما وصلت إليه.. لقد أحببته حقا..لا اعلم متي أو كيف أو حتي لماذا..ما أعرفه جيدا هو انني ألقيت نظرة فقط عليه ووقعت في حبه رأسا علي عقب.. ولكن هو لا يحبني..ولن يفعل ..لقد كنت فقط وسيلة لجعل والدته سعيدة..كنت مجرد شخص متاح للعب دور الخطيبة السعيدة للمليونير الإيطالي..ولكنني لن اصبح يوما الأميرة لذلك المليونير..مسحت دموعي وقررت انه عندما تنتهي هذه اللعبة وعندما تقوم والدته بإجراء العملية..أن ارحل..سأرحل ولكن بدون النقود وبدون أي شئ..سأذهب كما أتيت بسترتي السوداء وتيشيرتي الأبيض وبنطالي..سأذهب لاكمل حياتي كعاملة في الحانات أو كنادلة في المطاعم..ذهبت للمرحاض وقمت بغسل وجهي بالماء البارد.. تأملت وجهي وعيناي المنتفختان من أثر البكاء..اغلقت عيناي حتي لا ابكي مجددا ثم ذهبت للنوم مجددا..وها أنا ذا بعد مرور ساعتين اتقلب في السرير وألعن حظي السئ في كل شئ..ضربت الوسادة مجددا ودفنت وجهي بها ولكن لم يكن هناك فائدة..أفكاري لن تجعلني أنام لذلك نهضت..ارتديت روب القميص ثم نزلت للمطبخ حتي أقوم بتسخين القليل من الحليب عله يساعدني علي النوم..آضئت مصباح المطبخ وأنا أسير بشكل حذر حتي لا أزعج رافاييل أو مدبرة منزله النائمة.. فتحت الثلاجة وأخرجت زجاجة الحليب..بعد التفتيش عن وعاء لتسخين الحليب ووضعه علي الموقد..ذهبت لإحضار كوب من الرف العلوي بعد إطفاء الموقد..كنت اهم بوضع الكوب علي الطاولة عندما أتي صوت من خلفي"ما الذي تفعلينه آنا؟"أجفلت لذلك أفلت الكوب من يدي وسقط علي الأرض فتهشم ..قال رافاييل بسرعة وهو قادم نحوي بسرعة"لا تتحركي" قام بحملي وكأنني لا أزن شيئا ثم وضعني علي (الطاولة الرخامية الموجودة بمنتصف المطبخ)..احضر المكنسة وقام بتنظيف الزجاج..ثم صب الحليب في كوب آخر واعطاني إياه..حدث كل هذا في لحظات وبدون أن يقول اي أحد منا أي شئ..أخذت منه الكوب ورفعته لشفتاي وأنا أتامله..مازال بملابسه السوداء..يبدو انه كان مازال يعمل عندما سمع صوتي هنا..كان يقف أمامي..بلل شفتاه وقال وهو يمسك بخصلة من شعري ويقوم بوضعها خلف آذني"لم آشأ أن أجفلك..آسف" اخفضت كوب الحليب وأنا اسمع دقات قلبي في أذناي..ابتلعت بريقي وقلت بصوت مهتز"لا بأس..لم استطع النوم لذلك أردت إحتساء القليل من الحليب "اخفضت عيناي حتي صدره وأكملت"أرجو أنك لا تمانع"وضع يده تحت ذقني ورفع وجهي حتي تقابلت أعيننا..همس وهو يتأمل عيناي"بالطبع لا امانع..هذا منزلك منذ أن وافقتي علي الزواج بي وتستطيعين القيام بأي شئ تريدينه آنا" أغلقت عيناي لأنني شعرت بدموعي تكاد تنهمر وبغصة في صدري..ولكن يبدو أنني لا أستطيع السيطرة علي دموعي فقد خانتني دمعة وسالت من بين جفوني حتي وجنتي..قال بصوت متآلم وهو يمسح دمعتي ويمسك وجهي بكلتا يداه"آنا..كارا لماذا تبكي؟هل حدث شئ خاطئ؟"هززت رأسي وعيناي مازالت مغلقة..شعرت بأنفاسه الحارة علي عيناي وهو يقوم بتقبيلهم ثم قام بتقبيل وجنتاي وجبهتي..ولكن يبدو ان لمساته الحانية لم تجلب إلا مزيدا من الدموع ..اخذ من يدي كوب الحليب ووضعه بجانبي ثم قام بإحتضاني ودفن وجهي في صدره..أخذ يملس علي شعري حتي هدأ نحيبي واستكنت كليا في حضنه وأنا أتشبث بقميصه من الخلف.. همس واصابعه مازالت تتغلغل في شعري"هل أنتي بخير الآن؟"هززت رأسي وخرج صوتي أجش من البكاء"نعم"أرجعني للخلف قليلا حتي يستطيع رؤية وجهي..قال بصوت حزين "لماذا كنتي تبكين آنا؟"حاولت إخفاض عيني ولكنه أسرع برفع وجهي نحوه "لا تهربي مني ..أعلم ان هناك شئ خاطئ..ولكنني لا اعلم ما هو..لذلك أخبريني ما هو "
-أنا هو الشئ الخطأ
-هل تعلمين بأنك تكررين حديثك مجددا..أخبرتك بأنك لست بشئ خاطئ بالمرة..أعتقد بأنك الشئ الوحيد الصحيح بحياتي كلها..لذلك أخبريني بحق الله لماذا كنتي تبكين وكأنك فقدت شخصا عزيزا عليكي؟
رفعت يدي ووضعتها علي صدره وهمست"بالأمس عندما عرضت علي المال لأتزوج بك لم افكر بالأمر ووافقت سريعا لانني بحاجة ماسة إليها..اليوم ذهبنا لشراء ملابس جديدة وخاتم من الألماس لم احلم يوما بإرتدائهم..ماذا سيظن الناس إذا سمعوا بقصتنا..ما الذي تظنه أنت بي رافاييل؟"
-لا أظن بك شيئا آنا وبالتأكيد لا أكترث برأي الآخرين
قاطعته"ولكنني أكترث..سيظنون بأنني قمت ببيع نفسي مقابل المال..وهل تعلم هذا سيكون صحيحا كليا..لقد بعت نفسي إليك..سنة من حياتي مقابل ثلاثة ملايين..أنا لا أختلف كثيرا عن العاه..."وضع يده سريعا علي فمي قبل أن انطلق الكلمة الأخيرة..كانت عيناه غاضبتان وهو يقول من بين أسنانه"إياك أن تفكري في هذه الكلمة حتي..انتي لم تبيعي نفسك لي وانا بالتأكيد لم أقم بشرائك..لقد احتجت إلي مساعدتك وانتي وافقت علي تقديمها..بيع نفسك معناه بيع جسدك وأنا لا أغتصب النساء ولا اكره امرأة علي مشاركتي فراشي"ازاح يده من علي فمي وألتفت ليذهب وهو غاضب ولكنني أمسكت يده بسرعة"لم اكن اعني هذا رافاييل..اقسم"حاول سحب يده"أتركي يدي آنا"ولكنني لم أفلته..نزلت من علي الطاولة وتقدمت لأواجهه وهو مازال مشيح بوجهه عني"هل ستسامحني؟"لم يقل كلمة لذلك حاولت مرة أخري"ارجوك افهمني أنا.."قاطعني وهو ينظر إلي"افهمك آنا ولكن افهمي انتي هذا..أنا معجب بك..معجب حقا..لدرجة كبيرة..منذ اللحظة الأولي التي رأيتك بها..والآن أترك لكي الخيار للمرة الثالثة واسألك للمرة الثالثة أيضا..هل تتزوجينني؟بدون ضغوطات وبدون بيع نفسك لي..هل تتزوجين من رجل معجب بك كثيرا؟"شعرت وكأن الاعصار الذي كان يعتمر بداخلي قد تم إخماده بكلمتان..معجب بك.. لذلك وللمرة الثالثة أجبته بصوت واثق "نعم..أقبل..لانني انا الأخري معجبة بك وبشكل كبير أيضا"زفر وقد ظهر علي وجهه الراحة وقال وهو يبتسم"لقد حللنا الأمر إذن"اومأت"نعم"حملني مجددا وهو يتجه نحو غرفة المعيشة..جلس علي الأريكة ووضعني في حجره وقال"دعينا نتحدث قليلا عنك فأنا لا اعلم سوا القليل عنكي"رفعت عيناي لمقابلة عيناه "ما الذي تريد معرفته؟" ارجع خصلات قليلة من شعري خلف أذني "كل شئ..أريد معرفة كل شئ عنك..لا تتركي تفصيلة واحدة"بللت شفتاي قليلا ورأيته وهو يتبع حركتي بعيناه..اخذت نفس ثم بدأت.. اخبرته عن والداي وجدتي ومرضها..عن اعمالي الكثيرة وتنقلاتي الاكثر ..قصصت عليه كل شئ حتي انقطعت انفاسي..حدق بي بدون اي يقول اي شئ ..ثم فجأة امسك وجهي بكلتا يداه واخفض وجهه وطبع قبلة علي جبهتي ..ثم وضع جبهته عليها وقال وانفاسه تلفح وجهي"اعدك بأن اعوضك عن كل وقت عصيب قضيته وانتي وحيدة..اعدك بأن احميكي بحياتي ولن اتخلي عنكي أبدا آنا"رفع وجهي لمقابلة عيناه وقال بصوت حازم"أبدا" وضع قبلة علي وجنتي ثم لف ذراعيه حولي ونهض "لقد تأخر الوقت واليوم كان طويل جدا لذلك حان وقت النوم حلوتي" احطت رقبته بذراعي وقلت بمزاح"استطيع المشي"
-اعلم ولكنك حافية القدمين والأرضية باردة..بجانب أنني احب ان احملك
تركت رأسي يستند علي كتفه حتي وصلنا لباب غرفتي..انزلني ثم فتح الباب ..قال بصوت ممازح"ها قد اوصلنا سندريلا إلي غرفتها سالمة" ضحكت وانا ادخل الغرفة..التفت إليه وقلت بطريقة مسرحية "شكرا جزيلا أميري"
انحني قليلا "علي الرحب والسعة أميرتي "إعتدل ثم ملس علي وجنتي ومرر يده في شعري "تصبحين علي خير كارا"امسك جانب وجهي وقام بوضع قبلة قوية علي خدي وهمس في أذني"احلمي بي لأنني بالتأكيد سأحلم بك"التفت بعدها وذهب..اغلقت باب الغرفة وانا اضع يدي علي وجنتي..خلعت الروب واستلقيت علي السرير واضعه رأسي علي الوسادة وهمست"تصبح علي خير حبي"وما هي إلا ثواني معدودة وكنت قد إستغرقت في النوم وإبتسامة كبيرة علي وجهي وحلم بأمير وسيم يمتطي حصانه الأبيض ويضعني أمامه في خيالي..
|