الفصل السادس عشر
(آنا)
هل تتذكرون كيرك؟الوغد الحقير الذي حاول الإعتداء علي؟حسنا..هو الآن يحتجزني في مكان لا أعلم أين هو..لحظي السعيد تذكرت أشيائي التي تركتها خلفي في شقتي الموجودة أعلي الحانة..تذكرت ألبوم الصور خاصتي..وتذكرت أيضا قلادتي الذهبية التي أعطتني إياها جدتي قبل وفاتها..لذلك عندما كان رافاييل في الشركة بعد ثلاثة أيام من عيد مولده ..أخبرت ماما فيرونا بأنني علي الذهاب لقضاء بعض الامور المهمة..وبعدها سأذهب لرافاييل في شركته لمفاجأته والقدوم معا إلي المنزل..ولكن ما حدث كان شيئا مختلفا تماما..ذهبت للحانة وتحدثت مع مالكها وسألته عن ممتلكاتي ..لم يلومني لإختفائي وأخبرني بأنه قام بتخزين حقائبي في شقته الموجودة أيضا اعلي الحانة..أعطاني المفاتيح وأخبرني أين اجدهم..لذلك ذهبت وأنا غير منتبهة كليا للعينان التي كانت تراقبانني من بعيد..تسلقت الدرج ووصلت لشقة مالك الحانة ثم فتحت الباب وقبل إغلاقه كانت هناك يد توضع علي فمي وسكينة أمام عيناي وصوت كالفحيح يهمس في آذني"أخبرتك بأنني سأجعلك تندمين"ثم شعرت بضربة علي رأسي افقدتني وعيي..وها أنا ذا هنا..بعد عدة ساعات..لا أعلم الوقت ولكن يبدو أننا في المساء..فالظلام دامس بالخارج..مقيدة بالكامل وملقاه علي أرض باردة صلبة..أشعر بالغثيان من قطعة القماش الموضوعة في فمي..وبالدوار بسبب الضربة التي تلقيتها علي رأسي..سالت دموعي علي وجنتاي وأنا ادعو من قلبي ألا يحدث شئ لطفلي..أغلقت عيناي وهمست بداخلي"أنقذنا رافاييل..فلتجدنا رافاييل"سمعت صرير الباب وهو يفتح لذلك فتحت عيناي ..تسلل الضوء للغرفة..لم أستطع رؤية خاطفي ولكنني أعرفه جيدا..مشي بإتجاهي ثم جلس القرفصاء أمامي وقال بسخرية"حسنا..حسنا..حسنا..ماذ� � لدينا هنا..السيدة دياز المبجلة"ضحك بسخرية وأكمل"أم علي القول..عاهرة باعت جسدها من أجل الزواج من رجل غني"فجأة أمسك بشعري بشدة وقال بصوت عالي"كم انتي حقيرة "شعرت بجسدي يتصلب وبغثيان شديد من رائحة فمه الكريهة..
-أليس لديكي شئ لتقوليه؟
قام بإزاحة قطعة القماش لذلك تفوهت بغضب" فالتحترق في الجحيم أيها الوغد"وكانت هذه غلطة..فقبل أن أخذ نفس أخر كان قد صفعني حتي شعرت بوجهي يتشقق وبفمي ينزف..أمسك بشعري مجددا وقام بهز رأسي وصرخ"سنحترق كلانا عزيزتي..ولكن أولا سأجعل خطيبك الوسيم يحترق بصورك وأنتي معي هنا..سأجعله يدفع ثمن أخذك مني..ما الذي سيفعله عندما يعلم بأنني امتلكت هذا الجسد الرائع؟"صرخت وأنا أبكي وحاولت الإبتعاد عن يديه وهي تمر علي جسدي"توقف..توقف عليك اللعنة..أنا أكرهك..أكرهههك"ضحك بشدة وهو يعصر فكي بيده الغليظة "اكرهيني كما شئتي..سأجعلك تتمنين الموت حين أنتهي منك"ألقي بوجهي بعيدا ثم استقام وذهب..أغلق الباب وسمعت صوت المفتاح وهو يدور في القفل..تركت العنان لدموعي وشعرت بجسدي يختض من الرعب والبرد..
-أين أنت رافاييل..أين أنت؟
احتضنت نفسي كالجنين وظللت أهمس"رافاييل"حتي شعرت بجفوني تثقل وبالنوم يسحبني إليه..
*********************
(رافاييل)
-مساء الخير أمي
-مساء الخير حبيبي..كيف حالك؟
-بخير
خلعت سترتي وألقيتها بجانبي وأنا أجلس علي الأريكة بجانب والدتي..أمسكت يدها ورفعتها إلي وجنتي"لا تعلمين كم أنا سعيد لوجودك معنا..لا تتركيني أمي..أنا وآنا وحفيدك القادم في الطريق نحتاجك "وضعت والدتي يدها الأخري علي وجهي ونظرت لي بحنان وهمست"لن اترككم عزيزي..أعلم أن ما فعلته قبل شهران آلمك لذلك أنا أسفة..سأبقي بجانبكم دائما..انت و آنا وحفيدي القادم"وضعت قبلة علي يدها ثم تركتها تراجعت ..استندت بظهري علي الأريكة "بالحديث عن آنا أين هي؟"عبست والدتي وهي تنظر إلي"ألم تكن معك؟"اعتدلت ونظرت إليها وسألت بحذر"آنا كانت معي أنا؟"هزت والدتي رأسها "نعم لقد أخبرتني بأنها ذاهبة للاهتمام بشئ ما ثم مفاجأتك في الشركة..ألم تذهب إليك؟"
-لا هي لم تفعل
مررت يدي علي وجهي "متي ذهبت؟"
-بعد الواحدة تقريبا..
نظرت لساعة يدي ورأيتها تكاد تصل التاسعة..نبض العرق في فكي نتيجة ضغطي علي أسناني بشدة"كيف ذهبت؟"
-لقد استأجرت سيارة أجرة.. إذا لم تذهب إليك أين ذهبت إذن؟حاول الإتصال بها
اخرجت هاتفي من جيبي وحاولت الإتصال ولكن لم يكن هناك رد ..ضغطت بيدي علي جبهتي وحاولت التفكير"لا أعلم أمي..لا أعلم..اللعنة"وقفت وذرعت الغرفة ذهابا وإيابا وانا أحاول تذكر أي شئ قد قالته لي ولكنني لم أتذكر أي شئ..التفت إلي أمي"ألم تقل أي شئ آخر ..أي شئ"
-لم تقل سوا بأنها ذاهبة لتحضر أشياء تهمها..هذا فقط..لماذا أنت قلق هكذا قد تكون ذهبت لزيارة أحد أصدقائها؟
صحت لأنني لم استطع تمالك أعصابي"أمي آنا ليس لديها أصدقاء..ليس لديها أحد..كانت تسكن وحدها في شق..ياإلهي"ركضت لأنني أظن بأنني أعلم أين هي آنا..نادتني والدتي"رافاييل ما الذي يحدث بني؟"
-إذا صدق حدسي فإن آنا ليست بخير لذلك ادعي من أجلها أمي
أخرجت مفاتيح سيارتي ثم ركبتها وانطلقت سريعا بإتجاه شقة آنا وأنا ادعو سرا ألا يكون ما أفكر به صحيح..إذا حدث ما أشعر به أقسم بأنني سأجعله يدفع ثمن فعلته..سأقتله..وعادت الإتصال مجددا..
*********************
وصلت للحانة بسرعة لأنني تجاوزت السرعة المطلوبة ولكنني لم أهتم..لا شئ يهم حاليا..علي إيجادها وسأفعل أي شئ في سبيل هذا..خرجت من السيارة ثم ركضت للمبني التي تسكن به آنا..لقد أخبرتني بأنها تسكن أعلي الحانة..تسلقت الدرجات بسرعة ثم طرقت علي الباب الوحيد الموجود أمامي..صحت"آنا..آنا هل أنتي هنا..آنا؟"لم أسمع أي شئ لذلك ركضت مجددا للذهاب إلي الأسفل لأسأل إذا رأها أحدهم..دخلت للحانة وسألت عن صاحبها..قام أحدهم بالإشارة إلي رجل يجلس أمام طاولة البار وأخبرني بإسمه لذلك ذهبت إليه..أخذت نفس عميق لتمالك أعصابي"سيد ماك؟"التفت إلي الرجل وهو يؤمأ برأسه"نعم"
-مرحبا أنا رافاييل دياز خطيب آنا
مد يده لمصافحتي"مرحبا..كيف حالك؟هل أتيت لأخذ حقائبها..لقد أتت آنا اليوم ولكنها لم تأخذ أشيائها التي تركتها كما قالت"
-تمهل من فضلك..رأيت آنا اليوم؟
-نعم
-أين؟
-لقد حضرت للسؤال عن حقائبها التي تركتها في الشقة..أخبرتها بأنها في شقتي وأعطيتها المفتاح ولكنني عندما ذهبت لشقتي وجدت حقائبها مازالت كما هي..ولكن لماذا تسأل؟
-آنا مفقودة ولا أستطيع العثور عليها
-أنا أسف ..ما الذي أستطيع فعله من أجلك؟
-تذكر أي شئ قد يساعدني علي إيجادها
-لا أتذكر أي شئ ..الغريب أن آنا ليست هي من أعطتني المفتاح..لقد وجدت المفتاح في القفل
-هل توجد كاميرات في تلك المنطقة؟
-لا للاسف
-اللعنة
جلست علي المقعد بجانب السيد ماك وعصرت رأسي بين يداي..
-هل أحضر لك شيئا سيدي؟
رفعت رأسي للنظر إلي عاملة البار..لويت فمي وأجبت"خطيبتي إذا استطعتي"رفعت حاجبها وسألت"وكيف تبدو؟"
-كالملاك
ضحكت "ليس للملائكة وجود في مكان كهذا..هنا فقط تجتمع الشياطين"سأل سيد ماك عاملة البار فجأة"كيم هل رأيتي كيرك اليوم؟"
-نعم رأيته
-متي؟
-لقد كانت حوالي الثانية..كان يستقل سيارته مع شقراء حسناء ولكنها كانت فاقدة الوعي
أخرجت هاتفي سريعا وسألتها وأنا أريها شاشة الهاتف"هل كانت تلك الشقراء؟"تمعنت في الصورة جيدا ثم اومأت "نعم أعتقد هذا"لعنت بقوة وانا أضرب علي طاولة البار"اللعنة..سأقتل هذا الحقير"أمسك السيد ماك ذراعي"اهدئ سيد دياز..سنجدها لا تقلق أنا أعلم أين يسكن هذا الحقير..لقد شككت بأنه هو من فعلها عندما أخبرتني بأنها مفقودة..لقد كان دائما يتوعد لآنا بأنه سيجعلها تدفع ثمن تركها له عندما يثمل"
-أين يسكن؟
-بكوخ قريبا من هنا
أعطاني العنوان لذلك ركضت خارج الحانة..ركبت سيارتي وانطلقت بها بسرعة وكأن الشيطان يعدو خلفي..إذا فعل شئ ما لها لن أقتله فقط بل سأجعله يعاني أولا ثم سأجعله يدفع ثمن فعلته..ضغطت بيداي علي المقود..أقسم علي هذا..رن هاتفي فأجبت بدون النظر للشاشة"آلو"
-إنها معي
كلمتان..كلمتان فقط جعلتني أتصبب عرقا وأكاد افقد السيطرة علي السيارة لذلك أوقفتها..آتاني صوته مجددا"لقد حصلت عليها في النهاية"ضحك وهو يكمل"هل تعلم بأن ملمس بشرتها مثل الحليب ورائحتها كالورود"ضغطت علي الهاتف حتي كاد يتحطم بين يدي..همست من بين أسناني بصوت ثابت بعث الإضطراب في الوغد "سأجدك..وسأمزقك إربا..أخبرتك من قبل بأنني سأقطع لك يدك إذا لمستها..وسأقطعها..فأنتظرني لأنني علي وشك الوصول..وسأجعلك تندم لأنك ولدت" أغلقت المكالمة وأشعلت المحرك مجددا..أنا قادم حبيبتي..
|