عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-20, 10:03 PM   #122

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

بسم الله ..
الفصل الثاني ..
#حمائم_ثائرة .🕊🤍

السرّ في الحُب !
والحب في التقدير !
والتقدير يبوح بأصول الشغف ،فتتلبس الأرواح التائقة الاندماج به ،فتبدو جزء من الصورة .

أنهى رص علب القهوة التي قام بتحميصها وطحنها ،مد بدلة القهوة النحاسية أسفل الحنفية المتهالكة سيكافئ نفسه على مجهودها بفنجان قهوة يستمتع به لوحده على أنغام عبدالحليم ،خطى للخارج بنية تشغيل أحدى الأسطوانات .
وعند الباب أجفل بصره وثقل الوزن بكله ،يعيد رسم الهيئة الماثلة أمامه ،يغافله صوته على حين غرة فيهمس بالاسم غير مصدقًا بعجب
-ثائر !!
يعود صدى صوت عقله ، تقع دلة القهوة من يديه يفقد الاتزان لا يصدق عينيه
أنه هو ولا سواه ،ربيبه الذي هجره لأربع سنوات تضخ أوردته الدماء لمراكز النطق ولحظة بل أقل وحباله الصوتية المتخمة بالبحة وصوت اللهفة تجلجل في المكان الخالي من سواهما ..
بسؤال أكثر منه خبر !!
-ثائر ؟؟–
القامة المنتصبة بإباء ،وسم الفؤاد الذي ما برأ يده اليسار الشامخة من أي حركة تسبح في سكونه ،يدور بأفلاك الماضي يتهدج صوته بثائره الوحيد
-ثائر يا ابني ،ولك هذا أنت !!!

يلتفت الساهم في الجمال فتنزل مرآه للعم كحلم يخشى مرور غيمته فتقدمه يصفع ضجة خيالاته بتماديها ،باغته بحرارة اللقاء يفتح يديه يسحبه بكله بقوة لا تناسب هزل جسده ،يشد بعروق الشوق شمل سنوات
-ولك كنت رح أنسى ملامحك ،كيف بتسويها وبتتركنا ؟؟
يضم يده المشلولة يسحبها حيث موضع قلبه مؤشرًا بسبابته
-يا قاطع أربع سنين
ترتفع يده اليمين يرميها بخيبة شاقة أمالت رأسه أسفًا
-بتروح وما تسأل ،ما هدك الشوق علينا ؟؟؟
يبصر عينيه ويصافح بحرارة سنوات القحط ملامحه ،تشق خلجاته عتاب أبوي خالص يكافح بضراوة حرارة دموع تلسعه بحقها وشق وجنتيه ..
-ما فكرت بحالنا بعدك ،أقفيت وما اهتميت؟
وصوت جامد اكتوى بانهيارات حتى بات بهذا الصمود وابتسامة لم تفلح في طي القسمات حول عينيه..
-وهذا هيني ،رجعتلكم !
نكس رأسه ،ونظره يتابع حركة قدمه الرتيبة في طرق الأرض ببطء ثم تنهد قائلًا :
-آخر شخص أجلت شوفته هو أنت ،جيتك بعد ما شبعت هوا عمّان لأشحن طاقتي و أقابلك وأقدر أتحمل نظرة العتب بعيونك !
صدق ما بحكي لألتمس لحالي عذر ،بس ما حدا رح يقدر يعرف اللي مريته وبمر فيه غيرك ..
أضربني ،بهدلني ..بس لا تعاتب ،إلا نظرة العتب بعيونك !
بهمس أقرب منه للكتم نطق آخر كلمتين ،فما كان من أبو محمود ألا إن ربت على يسراه الثقيلة :
-فيك الخير يا ثائر ،فيك الخير عملتها.
تخلص من درامية المشهد وعدم تعقيده بأسلوبه الأبوي المحبب ..وهم لالتقاط الدلة ناولها إياه قائلًا :
-أشغلتني عن اللي بدي أساويه ،يشغل عدوينك ،يللا نشرب قهوتنا ونرجّع أيام الخوالي ..
رفع ثائر حاجبه وسأل بتعجب :
- أفهم إنو القهوة أنا اللي رح أعملها ؟
-آه بس بعد ما تمسح الفوضى اللي عملتها جيتك !
-شو معاملة مرة الأب من أولها ..
-إحمد ربك ما علقتك ع باب القهوة ،عبرة للرايح والجاي .
اصطنع ثائر الأسف وعلق بسخرية وهو يهم بمسح الأرضية بيده اليمنى بمشقة مصطنعة ،إذا إنه درّب اليمين على فعل كل ما يلزم ..
-الله ع الظالم بس ،قلت يستقبلني بالأحضان ،ما يفوتني ست بيت ع المطبخ !
-انطم اشتغل وأنت ساكت لساك ما شفت إشي والله لأورجيك نجوم الليل بعز النهار.
علق ثائر بسخرية لاذعة :
-أشوى لإني ،ما بشوفهم بالليل ،أنا شو مقعدني عندك ،أروح أنفد بجلدي أحسن اللي ..
-جرب أعملها وشوف ..
-أوامرك يا عم سكار!
ألقاها وهو يدلف المطبخ بخطوات بطيئة ،وكأنه يحفر المكان بكل خلية تنبض بجسده .
-عالريحة
تأتيه إجابة أبو محمود :
-بلا سكر !
ارتفع حاجبه بتساؤل مستنكر وكأن العم أمامه !!
-من متى ؟؟ ..
أووه شكله فايتني كثير يعمّي!!
-أكثر من اللي بتتخيله ..
نطقها وهو يهم بوضع القرص المدور في آلته يطرب المقهى بصوت العندليب وهو يشدو
بعد عامين التقيناها هنا والدجى يغمر وجه المورد
وشربنا النور يخبو حولنا وسبحنا في هلال الموكب
وانتهينا وتبعنا ظلنا دمعنا ينطق واللحظ رضى
آه لو تدرين ما أكتم في دمي يا واحة المفترق
كانت الذكرى عزائي زمنا يوم فارقت زماني نفحات
كنت أودع قلبي الشجنا أتعزى في ليال ذكريات

.
قاطع وصلة الاندماج ثائر وهو يقدم الفنجانين المذهبة ،على طاولة السرو اليدية المدورة ..اعتدل بجلسته واستقبل القهوة ،قائلًا ب تنهيدة مرتاحة ..
-الله ..زمان عن هالقهوة وصاحبها صار فينا نقول هسّا صباحي خير ..
ابتسم بحلاوة وأمسك بعروة الفنجان متسائلًا :
-إيووه طمني شو الأخبار ،كيف حال الشباب ؟وبنظرة تفحصية شملت المقهى :
-ومتى صارت كل هالأشياء ؟؟
انحنى جانبي فم أبو محمود بابتسامة وردّ بمعنى :
-أربع سنين مش هينات ،ملحق تعرف شو صار فيهم ،بس هسّا طمني عنك وأحكيلي شو اللي عملته فيهم !
بابتسامة يائسة أجابه وهو يرتشف قهوته بتلذذ :
-مستعجل ع رزقك ،فش اشي مهم ،ما خسرت كثير والله ..
أشار ليسراه الشامخة ..وشوفتك وقهوتك اللي يبلسموا روحي ..
أبصره أبو محمود بتأثر صادق فقطع عليه ثائر الحديث قائلًا ..
-وبصراحة رح أموت من شوقي لقلاية البندورة من تحت إيدك ،اعمللي ياها واحكيلي مين موخذ هالمقهى عطاء ونافض عيشته !!
قهقه أبو محمود بصدق ودب حماسه لاستعادة طقوسه مع ثائر
-ولك من عيوني ،أبشر من هالعينتين ،قوم للسدة ونزل البصلات اللي معك خبرهم والبندورة والبابور الأخضر !!
استقام ثائر من مكانه ضاحكًا ..
-يا عتيييييييييييق ،لساهم دسايسك (مقتنياتك الخاصة)ع حالهم
فيرفع الماثل امامه حاجبيه بشغب ستيني لطيف ..
-لا وحياتك طورت عليهم فليفلا مجففة
ضحكة مجلجلة أزهت المكان بحلاوتها ،وثائر يصعد درجات السلم الخشبي الذي بالكاد يتكئ بنفسه ليتحمل ثقلا ك ثائر
..

وتعللت بفجر قد دنى يطلع الشمس نور سمات
ثم هنا نحن التقينا ها هنا والدجى يغمر وجه المورد
لست أنساك غراما في دمي ومنى عمري وآمل وجدي
وصباحا نام في المبتسم وشعاعا فتنه المتقد
يا غرامي في الطريق المظلم يا غرامي خالدا للأبد
في عيوني فرحة مشرقة والدجى يغمر وجه المورد

يخشى السؤال ،كيف يسأل والعار يُكبّله ،تحرر من مقصلة الإعدام التي نصبها لنفسه وانفجر من لسانه ما تتوق روحه لنطقه :
-وملهم كيفه ..وين أراضيه هسّا ؟
نطقها ثائر وهو يحرك شرائح البصل وتقليبه بالزيت وبالطبق الآخر قام العم بتشريح حبات الطماطم إلى دوائر رقيقة ..
-ماشي حاله ،استقر بدار الثقافة وتثبت من سنة !
أنهى آخر قطعة من حبات الطماطم ،ونفض يديه ليقاطعه ثائر مستفهمًا ..
-ولساته بعطي دروس موسيقى ؟؟
-خلص بكّفيه البصل ..آه لسى بعطي ،طور مجال إنجازاته ،ولقي روبي الثانية نفس أحلامه وآماله كل شغلهم سوى ووسعوه عن قبل!
كان بحديثه لثائر ،من دون قصده طبعًا يخبره بأن ملهم لقي من يقوم بدورك !
المشاريع التي كنتم تديرونها لم ينسها أو يهملها ،بل وسع منها وطورها ..
-بس الله يهديه ..
قالها وعينيه على البصل الذي مال لونه للذهبي ويخشى احتراقه ويضيع طعم -القلاية- المدفون بنكهة بصلها..
-ماله ..في شي ما بعرفه ؟؟
التفت اليه بجسده ،أسند يده على رخام المطبخ وتنهد قائلًا :
-مشكلته ولا راضي يستوعب إنه خلص بكفيه شنططة (سير بلا هدف) من مكان لمكان الله يهديه عاجبته حياته وهو ع حلّ شعره ،ماشي براسه وبدوش منصحة.
أفرج ثائر عن نفس كان محبوسًا خوفًا من ملهم وجنونه ..لذا أجاب العم ..
-معه ،معه يا حجي بعرف ،خليه ع كيفه مش رح يقدر يحس بالسكن إلا لتوصل روحه لحالة تشبعها سكن !!
أثناء غسيل أبو محمود لأدوات الطهي ،انفجرت الحنفية المفخخة أساسًا بعوامل الزمن والاهتراء ،فهمّ لاحتواء الموقف لكيلا لا تصل المياه لكل مكان ،فاستلم ثائر المهمة وأبعد العم عنها وقام بإغلاق المحبس والضغط عليه بفوطة صغيرة ،ومن ثم نزل للخزانة الصغيرة التي لم تتسع حجمه وبخبرة أستطاع أن يوقف نزيف المياه ،ويصلح المحبس بطريقة مؤقتة ..
بحسرة ستينية وأسف صادق صفق أبو محمود بكلا كفيه
-لسى من أسبوع بدلت الجلدة الها ،معقول مش مثبتها منيح !
-لا والله بدها حنفية جديدة هالقطع ع الفاضي بتنجاب ،التركيب كله مش نافع ،والتمديد شبه مستوي ..!

-يلا معليش ،بشوفلي اليوم -الموسرجي- خليل وأخليه يمر !
-أتركه عليّي ،كمان شوي بشوفلك معرفة

قاطع حديثهم المهتم صوت جهوري ،وخطوات مزعجة بغناء أفسدت متعة وجود عبدالحليم التي أُفسدت أساسًا بانهيار صنبور المياه ..

سجل انا عربي ..
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ!
أنا عربي

-عمو أبو محمود ،عمو أبو محمود ،أنا أجيييييييت ..
نادت بلا مجيب ،لذا ظنت أنه قد يكون بالغرفة الأرضية ،فعاودت النداء :
-عمو أبو محمود أنت هون ؟؟
والصوت يغيب وفجأة يعود بتركيز
-إمم شو هالريحة ؟؟
ثانية أو اثنتين للاستدراك ،والصوت يعود هاتفا بنصر..
-الله ريحة بندورة قلي!!!
-هيني هون يا عمو تعالي ..
ناظره بصدمة ،يستشكف الصوت الذي بدا له وكأنه يعرفه ،هذا الصوت سمعه أو ومض في ذاكرته التي تحتفظ بالأصوات والمشاهد بعناية ،فأشار بغضب للعم الذي لم يعره أساسًا وخرج للباب ينفض المنشفة ويرفع نبرته قائلًا:
-آه يابا هيني جوا المطبخ تعالي هون..
**


يتبع ..


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس