عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-20, 10:12 PM   #123

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

**
رشفت من كوب قهوتها باستمتاع ،جولتها اليوم جبل القلعة الذي ينبض في عمان -وسط البلد تحديدًا - ..
لقد ضاعفت اليوم جهدها ،إذا أنها جاءت واختارته عنوان مقالتها القادم ،إلا أنها هامت فيه ككل مرة تأتي بها إليه ،وبدأت تتفحصه بنهم تلتقط كل معلم وتصوره ،تأخذ أجمل المناظر وتسهب فيها إبداع الحركة ،اللقطة والمشهد ..
لقد كان التصوير هواية لها روحت عنها في صغرها ،ووجدتها طريقتها في التعبير ،إذ أنها توثق الطبيعة والتأمل بطريقتها ،تشارك الجمال فلا تستفرد به لعينها فقط ،فتأخذ الجمال بروح تقدره ،فتظهر معها الأشياء مضاعفة بروعتها والسبب يكمن في اتقانها وحبها لما تتقنه !
السرّ في الحُب !
والحب في التقدير !
والتقدير يبوح بأصول الشغف ،فتتلبس الأرواح التائقة الاندماج به ،فتبدو جزء من الصورة .
تطلعت حيث المدرج الروماني المكان الأثري الذي عبقت تفاصيله رئتيها ،لقد صورت العديد من السياح كانوا سعداء جدًا وهي تلتقط لهم ،فتركت بصمة سعادتهم في روحها أثرًا عظيمًا !
أنها لا تلتقط الأجساد والأماكن ،أنها تلتقط الهالات والأرواح فتنسخ الصورة بورقة ،وتحتفظ بالهالة في روحها !
فلا تمر صورة دون أن تتذكر موقفها ،أناسها والإحساس الذي تُرك فيها وقتها .
تنهدت بهيام ،رؤية عمان بأكملها في وضح النهار لها نكهة مميزة تختلف عن رؤيتها ليلًا رغم سحرها !

الإيجابية التي حطت على قلبها قشعت عنه ما كان يؤرقها الأسبوع الماضي ! خاطب جديد ،ومشاكل جديدة مقسمة بحرفية بين عائلتها من جهة ،ومؤسستها من جهة أخرى !
لقد تجاوزت التاسعة والعشرين وكبكر لعائلتها يؤرقهم رؤياها ترفض كل خاطب بلا سبب مقنع أو وجيه !
ما الذي ستتحجج هذه المرة؟
شاب في بداية عقده الرابع بمواصفات فوق العادة ،على معرفة وثيقة بوالدها ،يشهد له ويبرئ ذمته كوالد بنصحها وترك الموضوع لها رغم تحفظه على أشياء كثيرة ولا تعلم ماذا تفعل ،وحجة صلاة الاستخارة لم تعد تجدي نفعًا !
تُذكر محادثتها مع والدتها قبل ثلاثة أيام وموافقتها حيث قابلته بعد ألف حوار ورجاء جاء بتوبيخ أمومي :
-يا إمي أنت مو صغيرة العمر يمشي فيكِ ،ما بتعرفي بكرة ربنا شو كاتبلك ،نعيش معك أو لأ ..
أنا مو دايمة الك ،ولا أبوك ِ ،ما حدا ضامن عمره ولا ضامن شو بصير معه بكرة !
فكري ،شبّ منيح لساتو بأول التلاتين ،فهمان عنده بيت ملك وسيارة ووظيفة ممتازة أخلاقه مشهودلها
ما بقلك وافقي عليه ،بس عالأقل شوفيه ،يمكن تتغير نظرتك عنه يمكن يهتدي سرك إله شو بعرفك ؟
تجيبها بحوار كل مرة ..الحوار المكرر ذاته :
-يا ماما بس أفهم شو اللي رح يغير نظرتي بس أشوفه ،إزا الفكرة حاليًا بحسها بعيدة عني ونفسي أعمل أشياء كتيرة ،مسألتي مو شخصه بس القبول اللي بتحسه من اول ما تنطرح الفكرة ما حسيتو ..والله ما حسيتو يا ماما ..
لطمت والدتها صدرها وغمغمت بخيبة ..
-يا خيبتي منك،شو اللي مو ببالك شو القبول اللي بتقولي عليه ،فهميني ،تجوزنا واحنا ما بنعرف مين اللي جاينا، ،أبوك لانه مدلعك بلشتي تطلعي بحجج ،ما حدا مقوي عينك غيره والله ! هو السبب هو !
تجاوزت بصعوبة أن امها متزوجة من دون رؤية والدها ،إذ توثق الرسائل والأغاني التي يحفظونها ويرددونها دومًا قصة الحب التي جمعتهم ،لكن جدية الموقف وخوفًا من ضربة قاضية كفردة الخف الذي كانت ترتديه ورمتها به آخر مرة أداروا نقاش فيه جعلوها تحفظ ماء وجهها ولم تتحدث ،إلا أن عالية لم تفوتها وسألت والدتها بإنكار..
-ماما أنت جد ما شفتي ابوي قبل الخطبة ،وهدول الأشياء شو ؟
أشارت حيث المذياع والأشرطة بجانبه ،فلم تمسك علياء ضحكتها وانفجرت في حين زعقت والدتهن :
-إخرسي أنت ما خصك ،حسبي الله فيكو انتوا قد منتوا خيبة ،منى عيني بس إنكو تصيروا زي بنات الناس .
-وأنت التانية ،الشب بدو يجي وبدك تشوفيه وهاد آخر كلام عندي وروحوا انت وإياها جيبوا الملوخية لنقطفها ..
سارت حيث المطبخ مقتنعة أنها ضد وبشدة مقابلة الخاطبين بلا نية قبول ،أنها لا تقتنع بفكرة أن الرؤية سُتغير نظرتها ،أو تهديها القبول ،لكن لحديث والدتها تأثير عليها فما كان منها إلا أن وافقتها .
أتصلت بروبي يومها وطلبت منها مقابلتها ،فالتقوا في أحدى المنظمات الخاصة باللاجئين وحين أفضت لها ،أجابتها روبي بتفهم :
-علياء أنت مو مضطرة توافقي ع شخص ،بس لمجرد أنه انجبرت عليه ،هاي حياتك ،حياة كاملة اللي مقبلة عليها ،إذا ما كنت ناوية ومقدرة الإشي اللي داخليته ،لا تغامري وتفوتي !
الزواج مو مغامرة ..مؤسسة بحالها ..أساسها إيجاب وقبول
القبول بنهدى من أول مرة تسمعي بالقصة ،القلوب ما بتغلط ،ولا بتخلي صاحبها تتوه ! هسّا كوني منطقية ،وأسالي حالك شو حسيتي بوقتها ..والموضوع كله هون ،وأشارت بسبابتها حيث صدرها !
إزا أرتاح قلبك معناها تمام وأستمري ،وإذا لأ بلاها !
وهلأ شو رأيك نشتري سلاش ليمون ،رح أموت عطش لإنه ..
ضحكتها صدحت رغمًا عنها حينها ،إذ أن روبي وبرغم إتقانها للهجة الأردنية ببراعة تحسد عليها إلا أنها تخلط لهجة القروي بالمدني !فتشكل مزيج لذيذ يجعلك تود سماعها كل الوقت ..
لقاء روبي أفادها وبشدة ،ووصلت لقناعة حقيقية من خلاله ،ولا تنس يوم مقابلة الخاطب ماذا حدث ..
أقنعة بشرة ،وذهاب لصالون تجميل لعمل التعديلات الملائمة ،وحماس زاد من همّها صراحة ووالدتها مستبشرة وكأنها ..عروس !
-بسم الله عليك ماشاء الله ،روحي يا علياء إلهي وأنت جاهي يفتح ع قلبك ويهدي سريرتك وأفرح فيك يا رب ..

خرجت من صالون التجميل وحالما وصلت صالة الضيافة ،جاءها صوت والدها وملهم خجلت أن يرونها وهي تتحضر لاستقبال الخاطب ،لذا توجهت نحو المضافة ومن بابها تسللت نحو الغرفة .
ودقاتها تدور بفلك كبير من المشاعر !
التوتر المعتاد حال رؤية أي متقدم ،الحوارات التي لا تعلم كيف تجري ،وكيف تنتهي ،التفحص المعتاد من ذويه ومنه هو شخصيًا ،برغم أنها تتصرف بطبيعية والمفترض أنها تجاوزت ،لكن شخصية بانطوائيتها لن تتجاوز وسيؤثر بها كل شيء !
تمعنت في المرآة ،تبصر اللمسات الناعمة حول عينيها وحاجبيها الذي بدا تغييرهما واضحًا ،لم تعدل عليهما ولكن بإتقان خبيرة التجميل أبرزتهما وعينيها فقيرتا الجمال ..
طرق باب غرفتها ،جعلها تلملم نفسها ،تضبط حجابها وتأذن للطارق فكانت أختها الصغيرة عالية ..
-يا ويلي يا ويلي ،وك هاد مو عريس هاد صاروخ أرض جو يماااا ..يماا من طوله ..ولا شعره ..ولا عطره فايح بكل البيت ..
تنهدت من سخافة عالية ،وسألتها :
-وصلوا الجماعة يعني ؟
ردت أختها بتهكم مستفز لها صراحة ..
-لا ما وصلوا ،عن أي عريس نازل بقول أنا آه؟؟عفكرة أهله مو معه جاي لحاله ..واستفاضت بشرحها هائمة :
ياه شكله مودرن ومو تقليدي جاي لحاله ..
دوت ضربات قلبها بعنف متغاضية عن إنكارها قدومه لوحده إذ لا تقتضي العادات هكذا، التوتر يعود بشكل أقوى ،فركت أصابعها بحافة مرآة الزينة ،علامة حين تتوتر تتمسك بأي شيء تمسد أصابعها به ..
-إمي بتحكيلك تعالي حضري القهوة و طلعيها بسرعة!
-تمام إطلعي هلأ ،تواني وبلحقك ..
كانت مقابلة مزعجة حيث اجتمع ملهم ووالدها بالشاب يتفحصون ويمحصونه كاملًا ،ولا يخفى عليها انبهار عائلتها برؤيتها عدا العريس المعني بالانبهار الذي لم يعر لمساتها اهتمامًا، وربما محق هي ليست جميلة ،ولا تبهر النظر لكن عائلتها أنعشت حسّها الأنثوي ،ومعهم ملهم الذي نظر لها مطولًا ملاحظًا الفرق ربما لاحظ لمسات حاجبيها الجميلة ،وحينما استفردت بالعريس صدمها بشدّة ما حكاه وما سرده عن نفسه ..
فعدا كونه أرمل من خمسين يومًا وبدأ البحث عن زوجة جديدة ولا أفضل من أنثى على مشارف الثلاثين مثلها ،ناهيك عن نفورها منه لقلة وفائه وصورته المزعجة بعينيها ،لكن ما حدثها به بعد ذلك هو ما صعقها ..
-صراحة إذا ربنا كتب نصيب وقبول ،رح بلغك من هسا إنه أنا رح أستقر برا البلد لإنه مالي نية أضل فيها ..
قاطعته متسائلة بهدوء :
-ليه يعني إلك شغل برا مثلا ؟
ضحك بسماجة وبترفع ذكوري مقيت أخبرها متشدقًا :
-لا مش بيزنس ،بس هالبلد ما بقدر أضل فيه ،هالبلد بقتل أحلامي ،بحسني مخنوق فيه وما بقدر أمشي ،أحقق وأنجز إشي؟ هالبلد صراحة..
رشف من فنجان قهوته الذي عدته خسارة بحقه وتابع :
-بدمر أحلامنا ،محبط لكل شي بنقدمه ونعمله !
هنا فارت دمائها وغلى دم الحمية بعروقها :
-وليه مالها البلد ،يعني عفوًا شو اللي كنت ناويه وعملته وهالبلد حطمته ،أو مثلا شو اللي قدمته وما قدرتّه ! شو أكبر إنجازاتك إلها ،وعطاءك كمان ..
قاطعها بلباقة مستفزة له ،وعطره المزكم لإنفاسها بدأ مفعوله بإثارة الدوار لها :
-عفوا آنسة علياء ليه بتحكي بهالحدية هاي ،بحكيلك رأيي أنا ما بقدر أشوف هالبلد بعكسك كل أحلامي وطموحاتي برا ما بشوفها هون !
ارتشفت من كأس الماء أمامها وأجابته بحدية أكبر:
-وليه مثلا ما تشوفها لأحلامك وطموحاتك ،اعتدلت بجلستها قائلة :
-بتعرف أنا ما بقصدك أبدًا طبعًا بس بتعرف شو مشكلة شبابنا هالأيام إنه الجميع بشوف البلد خانقيته وما بتحققله اشي ،ولا هي أرض أحلامه ،مع إنه هم كشباب ما قدموا شي للبلد غير نظرتهم السوداوية ..
يعني ببساطة لو سألت شب ،شو في شي قدمته للبلد ،رح يقلك إنه ولا قدم إشي ،فكيف يستنى مقابل طالما ما عمل اشي الها !!!
توسعت عينيّ الماثل أمامها حتى محجريهما ،لكنها واصلت غير عابئة بأصول الذوق :
-مش طالبتك البلد تصنع مفاعل نووي الها ،ولا طالبة نيزك ولا صاروخ ،بس بعز عليها تستثمر ذكاءك ببلد ثانية ،وأنت قادر هون ،وإزا حكيتلي لأ ما في مجال ،رح جادلك وبقوة تعرف ليه ؟؟
لإنه كل حد فيا بده يطلع من العدم وهوب قدروا مواهبي ،وقدراتي وطاقاتي ..
صاحب الطاقة طاقته ما بتنضب بضل يضاعف وينمي فيها ليوصل لهدفه !
مشان هيك قبل ما تحكي هالمكان مو أرض أحلامي ،أسأل شو هي طاقات أحلامي أساسًا !!
وطبعًا أنا بعكسك تمامًا ،يعني شايفة أنه بلدي أحق بوظيفتي ،موهبتي وحتى العطاء عندي ،بلدنا أحق باستثماري .
وأضافت وهي تستقيم من فورها ..
-وهيك بظن أنو مقابلتنا انتهت ،يللا نتفضل ع جلسة العيلة .
لا تنسى الهجوم ونظرات الخيبة من جميع أفراد العائلة لدى إبلاغها بحوارهم ،الذي استنكروا ارتفاع أصواتهم فيه ،إلا أنها شرحت ببساطة ما حدث ،وحينما وبختها والدتها :
-خليك هيك ،متعنتة وراكبة راسك لحد ما يفوتك قطار العمر وأنت واقفة !
القطار، القطار مجددًا ليته يدهسها وترتاح ،الرجل خال من أي إنسانية وهؤلاء يفيضوا بالعبر المستفادة لتأخر الفتاة بالزواج ..
-يا إمي هاد ما في خير لبلده ،رح يكون فيه خير اللي ؟!
وخرجت من الصالة بأعين دامعة ،وملهم يشيعها بنظرات غير مفهومة أبدًا !
صوت سائح بقربها أفاقها من غيبوبة الذكريات ،ناظرت كاميرتها مجددًا وشاركت الصور التي التقطتها ونثرتها على الملأ
-الصباح الذي يبدأ بأحضان بلدي ،هو فعلًا صباح الخير .
الكثير من أحببته ،وأدعمه ،والواو أيضًا وتعليقات توالت على صورها ،لحظات أو أقل ووصلتها رسالة من ملهم المشاكس ..
-يا خاينة ع الجبل بدوني ..
ضحكت وردت له بوجوه ساخرة تمد لسانها
-آه والله ،محتاجة عزلة ..وأضافت لحالي بين علامتي تنصيص .
فأرسل لها رمز تعبيري حزين مرفق ب:
-بطلعلك والله .
تجاذبت معه أطراف الحديث ،وأنهى الحديث سريعًا كعادته وسرحت بملهم !
ملهم كان وحيها طوال مراحل حياتها ،له من اسمه نصيب ببثها كل ما تحتاجه شخصية أقرب للانطواء مثلها ..
توالت التنبيهات على هاتفها فناظرته بتأفف وأسدلت ستارة الهاتف ،رسائل من الصحيفة تطالب بمقالتها سريعًا التي لم تجهز منها حرف للآن ،لكنها شحذت طاقتها بما يكفي لأن يبهر كادر الصحيفة .
ورسالة مستعجلة من أباد مفادها" اتصلي بي ضروري "
قطبت متعجبة ونقرت الأزرار
-ألو ،كيفك أخ أباد إن شاءالله تمام ؟
-أهلين علياء منيح ،أنت كيفك ..
قلبت عينيها ،اتصال وضروري لتتبادل معه الأحوال وصوته يبدو عاديًا لا شيء مهم أو هكذا يراءى لها .
-آه أباد خوفتني صاير إشي ؟
-آه علياء ثائر رجع ؟
-شوووو ،بتحكي جد ثائر هوووون متى رجع وكيييييف ؟؟؟؟
قالتها صارخة تشعر وكأن الأرض مادت بها من تحتها رغم صلابة هامتها وتمسكها بالجدار الأثري !
لقد عاد ثائر ،عاد بعد سنوات فقدوا فيها أمل عودته !

يتبع ..


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس