عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-20, 10:26 PM   #125

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

"أجمل الأمهات التي انتظرته وعاد
أجمل الأمهات التي عينها لا تنام "
-حسن عبدالله .

تلحفت بغطاء صوفي ثقيل ،تقي نفسها لسعات الخريف الباردة ،غير عابئة بجلوسها الخاطئ على مقعد انتظار أمام الباب.. جُنت ولا تهتم بما سيقال ! كل جنونها الآن لا يضاهي جنونها حين فتحت باب غرفة ثائر هذا الصباح ولم تجده ..!!
زادت من ضم الغطاء حولها وكفها الأخرى مشغولة بتمسيد السبحة التي بكفها ..
-الله يهديك يا ثائر ،الله يحميك قد ما بتكوي قلبي وأنا يا بستناك يا خايفة عليك ..
خطوات قادمة جعلتها تنتفض من مكانها وتبصر القادم بخيبة فلم يكن سوى جلال ابنها .
-يما شو بتساوي هون أنتِ ...
-بستنى بثائر يا ميمتي ..
أشفق عليها تقدم منها يربت على كتفها من فوق الشال الصوفي ،لسعته برودته فانتفض كفه ..حدّثها بحنو وأبصر مآقيها المتلألئة بدموع الرجاء ..
-يا حجة ثائر وين بده يكون راح ،تلاقيه طلع يشوف الدنيا ،وأشتاق لكل إشي بهالبلد ،شوفي حالك كيف جمدتي هو ثائر صغير لتوقفي تستنيه ع الباب ،فوتي جوى فوتي البرد ما بناسبك يا حبيبة ،أصبريلك شويات وبلشي سخني العشا تلاقيه وصل إن شاءالله ..
أطاعته وسارت نحو المنزل ،وجدت لطيفة تقف أمام الفرن تراقب نضج المكمورة الطبق الذي أعدته متأخرًا بعد مجموعة كبيرة قد حضرتها اليوم ..
-يعطيك ألف عافية يا لطيفة ،الله يسلم إيديك يا رب
-يعافي قلبك ربيحة ،شو وصل ولا لساته ..
تنهدت بحسرة وتقدمت حيث الطاولة التي تتوسط المطبخ ،سحبت منها كرسي وجلست ..
-لساته ،عمّالي بستنى يا لطيفة ..بستنى وهو في اللي حيلة غير إني أستناه ..
-غمضي عين افتحي عين ،بتلاقيه وصل ،شو رأيك أعمل كاستين شاي نمخمخ عليهم ..
أومأت لها بابتسامة ،فنهضت لطيفة بضحكة حلوة وشرعت بوضع الأبريق على النار وهي تدندن بألحان أغنية هامت بها الأخرى، وقضين الوقت ومشرفات على الأطباق التي أعددنها سوية ..دلفت أمجاد إلى المطبخ تسأل الطعام لقد أنهكها الجوع بعد إعداد و كتابة ملفات مطلوبة منها أجلت لها كل تركيزها، وجدت والدتها والخالة لطيفة يعقدن حلقة طوارئ في المطبخ ابتسمت بشفقة ،والدتها احالت المنزل قسم طوارئ فعليًا ،والأخ لم يتفضل عليها بوجوده صباحًا ،سرحت به لقد اجتمعت العائلة كبرتوكول عائلي كل جمعة ،يجتمع الجميع على مائدة أم جهاد ،لكن لم يكن بالحسبان ،الذي حصل أمس لقد صعقهم حين طُرق الباب في العاشرة صباحًا ووجدوه ماثلًا أمامهم ،لم تسعف الصدمة والدتها الحبيبة فخارت قواها وسقطت مغشيًة عليها تلقفوها جميعًا وهرع إليها بجنون تلبسه ،تذكر استيقاظ أمها ودعمه لها بيده الصحيحة يربت على وجنتيها بلطف يسألها السلامة ،والمشهد قاتل لأمها يسألها السلامة وتود الانفجار به وتسأل هل أنت حقيقي ،ضمت عنقه لها بعنف مشتاق مال جسده به وأراح برأسه على صدرها يدفن نفسه في طيات حجابها ،أنفاسها ،رائحتها دفئها سحبوا سموم وجعه وسنين اغترابه ،استكان مُغَيبًا عن ما حوله بصوتها وهي تبكي وتنوح سنوات انتظارها له ،بدت مغيبًة هي الأخرى تعيش وجعًا آخر غير فقدانه تنطق ب اسمه :
-ثائر ...وتبكي ..تبكيه تبكي وجعه ،بتر فؤاده وإحساس يده اليسرى !توالي نوائب الزمن عليه ..
-ثائر ..شفت أبوك والله شفته جاي علينا البيت ويضحك ،مشي بزاويا البيت كله ..وبس وصل غرفتك مد إيده بإشي اللي وبس أجيت آخذه خلص الحلم ..
حكت حلمها والدمع يهبط حبالًا من سماء عينيها ،وشهقاتها تطغى على الكلام فتقطعه ..
رفعت رأسها فسمحت له بأن يرفع رأسه ،تشفي اعتلال قلبها برؤيته ،رفعت يديها وضمت وجهه بين كفيها ..
-استحلفك بالله ،ما تروح ،استحلفك بالله ترجع هون ..إذا اللي خاطر عندك تضل حوليي ،كيف قدرت يا ميمتي كيف قدرت تهجرني؟؟
ووصلة دموع مجددة ،جلال وجهاد يتابعون المشهد بدموع غير قادرين على التدخل ،وفي الجهة المقابلة تقف عهد المذهولة ،وأمجاد بذاتها التي لا تقل ذهولًا عن الأخرى ..ما يصعقها بشدة رؤية والدتها وثائر المنفصلين عن كل شيء ..وكأنهم ..وكأنهم يعيشون طقوس موت والدهم مرة أخرى !لا يخفى عليها هلع شقيقها و ملامحه التي وشت بجنونه حال رؤيته والدتهم تسقط مغشية عليها ،وكأنه لم يعتد طوال حياته على هبوط السكر الذي يسبب لها الإغماء في حال الصدمات المفاجئة ..
بعد مدة طويلة جدًا ،جدًا انتهى به الحال بين أحضانهم جميعًا ،وحين حلّ وقت صلاة الظهر ،أخبرهم بأنه لن يستطيع أن يصليها حاضرًا في المسجد سيصلي في المنزل ..
-خلص روحوا إنتوا ،ما بقدر أصليها حاضر ،رح أصليها بالبيت ،بلاش تتأخروا ..

صعد السلالم نحو الطابق الثاني ،لحقت به وتوارت خلف أحد الأبواب لتراه أين سيذهب ولم يخطئ حدسها إذ رأته يقف أمام غرفة مكتب والده ،طرقها مرة ..مرتين ،لم تستغرب طرقه فهم للآن وحد هذه اللحظة لا يدخلونها دون طرق بابها ،حتى لو صاحبها غادر من سنوات ..شدّ على مقبض الباب وطال وقوفه ..ثم دخلها ولم تستطع كبح فضولها ولحقته ،لم يتسنى لها معرفة ما الذي يفعله ،لكّنها سمعت صوت باب غرفة المرحاض الخاصة بوالدها ..ثوان قليلة صوت تكبير ،تقدمت أكثر ،وأكثر فتحت الباب فوجدته ساجدًا ..طال سجوده ..طال ..وطال ،إلى أن سمعت صوت ،أقشعر له بدنها ،ثائر يبكي ..كان يبكي بصوت عالٍ !


#يتبع ..


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس