عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-20, 09:57 PM   #252

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,764
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


***************
وقف جلال فى استقبال المستشفى ومعه العامل المصاب يبحث عن طبيب الطوارئ
لفحص العامل ... وجههم موظف الاستقبال نحو غرفة الكشف فى أخر الممر
توجه جلال بحماس نحو الغرفة على أمل رؤية لينا، بعد أن استغل فرصة سقوط العامل
على ذراعه ليجد عذر للحضور للمشفى دون لفت الأنظار لزيارته إليه
ولكن الأمل ذهب مع الرياح حين دلف الغرفة ووجد طبيب أخر يستقبلهم فشرح له
حالة العامل وتركه يفحصه وخرج ينتظر بالبهو لعله يجدها
مرت دقائق حتى خرج العامل فنهض جلال يطمئن منه على حالته هتف العامل موضحاً
:- الحمدلله ياباشمهندز ... جلتلك بسيطة ياما وجعنا أشد من إكده
... يادوب كدمة بسيطة
ربت جلال على ظهره برجولة قائلاً :- المهم أننا اطمنا عليك
ثم شرعوا للخروج سوياً من المستشفى وجلال يجر أذيال الخيبة والحسرة على ضياع الفرصة
أمام المشفى تغير كل شئ فى لحظة وتلونت السماء بألوان قوس قزح المبهجة
حين وقعت حدقتيه على فتاته ممشوقة القوام وهى تتقدم بخطوات رشيقة
واثقة نحو مدخل المشفى
تجمد بمكانه وعلى وجهه ابتسامة مشرقة وحدقتيه ترصدان كل خطوة تخطوها متناسياً
العداء القائم بين الأسرتين وما قد يجره عليه هذا الإعجاب الممنوع
لكن هذه الفتاة سلبت لبه وتسللت محتلة جزء كبير من تفكيره دون منافس
تعجب العامل من جمود جلال مكانه وابتسامته المرتسمة على وجهه فبادر بسؤاله
:- فى حاچة يا باشمهندز ... وجفت ليه؟
جاوب عليه الصمت فكل حواس جلال تحلق بعيداً داخل غيمة تظلل طبيبته الحسناء
ربت العامل على كتف جلال ينتشله من جموده .... التفت جلال نحو الرجل بارتباك
ثم ناوله مفاتيح السيارة وطلب منه الانتظار بها تحرك العامل بتعجب نحو السيارة
بينما وقف جلال ينتظر أقترابها منه وقد زين محياها ابتسامة جميلة عند رؤيته
ثم بادرته بالتحية :- أزيك ياباشمهندس جلال
دقق فى ملامحها الجميلة بهيام وأجابها بتغزل
:- أنا دلوقتِ كويس جداً .. جداً
رمقته بمكر أنثوى وقالت باهتمام
:- خير أنت كويس ... الجرح سليم
هز رأسه بالإيجاب ومقلتيه تتفرس فى ملامحها قائلاً بهدوء وهو يشير لسيارته
:- كويس جداً .... كنا بنفحص عامل وقع على دراعه بس الحمدلله سليمة
حاولت إبعاد حدقتيها خجلاً بعيداً عن مقلتيه المتفحصة التى زادتها ارتباك
وخجل فأخفضت رأسها وردت بصوت خفيض :- الحمدلله
شعر بخجلها فابتسم بحبور وقرر رفع الحرج عنها فأبعد مقلتيه بعيداً بصعوبة وزفر بقوة
ثم قال بحماس
:- حظى حلو إنى شفتك
أجابت بخفوت وهى تسترق النظر لوجهه :- ميرسى
بفكر مراهق صغير أخرج هاتفه المحمول من جيب بنطاله يتلاعب به فى كفه
قائلاً بلهجة حاول أن تخرج لا مبالية
:- كنت عاوز أسيبلك رقمى عشان لو أحتاجتِ أدوية ولا حاجة
قذفته بنظره جانبية ماكرة وأجابت بحزم لا يخلو من رقة حروفها
:- لو أحتاجنا حاجة هبلغ دكتور شوقى وهو يبلغك
ثم أستأذنت منه ودلفت لمبنى المستشفى بخطواتها الرشيقة
ولم تنسى أن تلتفت تحدجه بنظره شقية ... كاتمة ضحكاتها على مظهره
وهو متجمد مكانه رافعاً حاجبيه لأقصى حد قد يبلغاه بعد أن هدمت مخططه الساذج
أما هو فتابعها بعيون متوهجة وغمز لها بعينه مشاكساً حين
التفتت تلقى نظره باسمة نحوه قبل أن تختفى بداخل المشفى
وقف وعلى ثغره ابتسامة خفيفة وقد تغير الكثير بداخله حتى أنه نسى أنها ابنة
أعدائه وأن تلك المشاعر الوليدة لا تجوز ولن يُقدر لها أن ترى الشمس


****************

يتكأ على إطار باب المطبخ بكتفه عاقداً ذراعيه أمام صدره يراقب الفتيات
وهن منهمكات فى تحضيرالطعام بكد ... مرت لحظات قبل أن يهتف بحماس
:- إيه الروايح الحلوة ديه! .... تسلم إيديكم يابنات
التفتت له الفتاتان وهن يبتسمن نحوه وقالت ياسمين بصوتها الهادئ
:- يارب يعجبك أكلنا
التفت نحو شمس وحرك رأسه بشقاوة مجيباً على ياسمين بتوريه واضحة
:- أكيد هيعجبنى ... أوى
أحنت شمس وجهها بسعادة خجلاً من تغزله الواضح بها وعينيه تتفحصانها بتمعن
تسرب صوت قادم من بعيد لأذنه فتذكر صديقه الذى مازال على الهاتف المحمول
و يبدو أنه نفذ صبره فبدأ فى الهتاف بصوت عالى
رفع الهاتف ينظر نحوه مبتسماً بسخرية على صديقه اللحوح ثم قام بالنداء على ياسمين
:- ياسمينا عاوزك شوية
تجهم وجه شمس فجأة ورمقته بغيظ بينما تركت ياسمين ما بيدها وتقدمت
نحوه فهمس بالقرب من أذنها لتخرج أمامه تاركين شمس بداخل المطبخ
تشتعل غيرة وسخط
هزت شمس رأسها بتهكم وهى تردد كلامه بسخرية مقلدة صوته الخشن
:- ياسمينا ..... ياسمينا .... سم كده
أمسكت بالقدر أمامها بعنف تقلب فى الباشميل بغيظ ووجه متجهم،
عاد يوسف بمفرده ووقف بجانبها يتابع حركاتها العصبية ... يدرك ما يعتمل بداخلها
من غيرة ويراقب ردود أفعالها بدقة ولكنها حتى الأن متحكمة باندفاعها وتهورها
... يبدو إنها ستنجح فى الأختبار رفعت نظرها نحوه بغضب وعادت لإكمال عملها
تابع ما تقوم به وتأكد من خلو الباشميل من البيض الذى مازال سليم بجانبها
فمد أصبعه ليلتقط بعض من الباشميل ويضعه فى فمه بتلذذ وقال بخفوت
:- أمممم ... تسلم إيديكٍ حلو أوى
رسمت ابتسامة صفراء على ثغرها وأكملت عملها بصمت لا يظهر بركان الغيرة
الى تفجر بداخلها من حديثه مع إبنه عمته بينما أردف حديثه متجاهلاً
ردود أفعالها المستنفرة
:- عارفة ياشمس ... ماما مكنتش بتعمل الباشميل غير وأنا فى البيت عشان
أخد معلقتين على الماشى قبل ماتحطه على المكرونة ... بحب طعمه كده
رفعت مقلتيها نحوه ترمقه بهدوء بدأ يتسلل داخلها وهى تشعر بامتنان
لمشاركة ذكرياته معها حتى ولو ذكرى بسيطة كهذه
مدت يديها تلتقط ملعقة صغيرة ملأتها بالباشميل وقربتها من فمه قائلة باهتمام
: لسه ماحطتش البيض
فتح فمه تاركاً نفسه لها لتطعمه بنفسها ونظراتهم تتشابك سوياً وهو يميل
بجذعه ليصل لكفها ويلتقط الملعقة فى فمه ثم رفع حاجبيه بتلذذ قائلاً
:- أمممم حلوة بجد .... نفسك حلو فى الأكل
لوت شفتيها بامتعاض وقالت بتهكم :- ونفس ياسمينا إيه؟
عقد بين حاجبيه معاتباً ورمقها زاجراً قائلاً بحزم
:- ما أحبش أسمع الكلام ده منك .... ياسمين إنسانة محترمة ومتدينة
وبنت عمتى يعنى زى أختى
شدد على حروف كلماته لتدرك أنه لن يبتعد عن ابنه عمته التى هى بمثابة أخت له
ارتبكت من كلامه واستشعرت غضبه فأسرعت توضح بتوتر
:- والله بحبها جداً يايوسف ... وعارفه قد إيه هى انسانة جميلة ومهذبة
.... لكن تصرفاتك معاها آآآ
رمقها بغضب مقاطعاً بحزم :- تصرفات إيه!! .... ده عقلك المريض اللى بيصورلك
حاجات مش موجودة عشان أنتِ متهورة والراويات لحست عقلك
طأطأت رأسها بآسف وقالت بحسرة
:- يعنى مفيش حاجه فيا عجباك خالص
هتف بنبرة غاضبة :- كل حاجة
اتسعت مقلتيها جزعاً وكادت أن تبكى من أجابته السريعة لولا أن وضع كفيه
على ساعديها برفق يديرها نحوه وأخفض رأسه لتصل لمستوى
رأسها ناظراً فى عينيها وقال بهدوء خافت
:- كل حاجة فيكِ عجبانى ... بس الست العاقلة بتثق فى نفسها وفى جوزها
.... ولو حست أن فى حاجة نقصاها بتحاول تكملها
رفعت كفيها تقبض على دفتى قميصه وهى فى مواجهته وقالت بصوت خافت معاتبة
:- طب ليه مش بتكلم عنى زى ما بتكلم عنها ... ودايماً بتقول عليا متهورة
وبتزعق فى وشى
رفع ذقنها بأصابعه حتى تلتقى مقلتيه بعينيها العسلية الواسعة ورد بهدوء
:- لما تعقلى وتثقى فى نفسك .... وفيا
أعاد كفه على ساعدها وأضاف برفق
:- إيه رأيك نتفق إتفاق ... أول ماتفكرى فى حاجة مجنونة تعملى حاجة من اتنين
... عدى من واحد لعشرة وفكرى ... هل الفكرة ديه هتأذى مشاعر حد
أو هتضايق حد يبقى تلغيها فوراً ... والحاجة التانية تيجى تقوليلى وأنا أقولك تعملى إيه
عضت على شفتها بخجل ثم هتفت موافقة بحماس
:- هختار الحل التانى ... أجى أقولك على طول أنا يهمنى رأيك جداً ... جداً .. جداً
تشابكت عيونهم بدفء للحظات تقاربت فيها الأنفاس وتوحدت فيها المشاعر
حتى اقتحمت ياسمين المطبخ مندفعه قاطعه التواصل بينهم دون قصد
توردت وجنتيها بحرج حين رأتهم بهذا القرب وتجمدت مكانها قائلة بارتباك
:- آسفة ... الفراخ هتتحرق فى الفرن
ابتسم يوسف بلطف وهو يحاول الابتعاد عن شمس التى تشبثت بطرفى قميصه
بكلتا يديها حتى لا يبتعد عنها خطوه واحدة وكأنها ترسم حدود ملكيتها فيه
قال يوسف بهدوء يرفع الحرج عن ياسمين
:- تعالى يا ياسمين أنا خارج أقعد مع عمتى
قبض على معصمى شمس يحاول فك قبضتيها عن قميصه ولكن أصابع شمس
تحولت لكلابات حديدية معلنه تملكها لهذا الرجل،
غمس أصبعه فى قدر الباشميل ثم وضعه على
طرف أنفها ففكت أحدى قبضتيها لتمسح أنفها
استغل يوسف الفرصة ليتحرر من آسر يديها وانطلق خارج المطبخ
يبتسم بجذل على مجنونته الصغيرة
أعادت ياسمين اعتذارها لشمس على اقتحامها المطبخ بهذا الشكل
أما شمس فأجابتها بمكر أنثوى
:- أحنا اللى المفروض نعتذرلك ... بس أنتِ عارفه إحنا لسه فى
شهر العسل بقا ... أنتِ فاهمة
أرادت ياسمين أن توضح لها موقفها وتوضح ما يدور بينها وبين يوسف فى الخفاء
ولكنها تذكرت وعدها له
فتقدمت نحو شمس وربتت على ظهرها برفق قائلة بنية صادقة
:- ربنا يهنيكم ياشمس
خجلت شمس من نفسها واندفاعها حين استشعرت صدق ياسمين
وصفاء سريرتها
وتذكرت كلمات يوسف بالتريث والتفكير قبل الأقدام علي الفعل فابتسمت بود هاتفه بدعاء وامتنان
:- ويفرح قلبك يا ياسمينا
ثم أحتضنتها بحب أخوى حقيقى عازمة على التغير للأفضل

***************
قــــراءة ممتعـــــة♥️




التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 01-12-20 الساعة 10:25 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس