عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-20, 10:59 PM   #3627

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

(3)



بعد العصر
"سيد!!! .. كامل كان عند سيد تلك الليلة؟!!"
قالتها بسمة باتساع عينيها بذهول ليقول شامل لها " هذا ما حدث ..وتشاجرا وجرحه كامل للأسف"
أمسكت بسمة بساعده تقول" أنا سأذهب لسيد هو لن يتأخر أنا أعرفه جيدا .. سأذهب إليه وأترجاه لو لزم الأمر"
قال شامل بحزم شاعرا بالانزعاج من مجرد الفكرة رغم أنهم ليسوا بحاجة لتنفيذها "لن تذهبي لأي مكان يا بسمة.. أنسيت أن هذا سيثير حفيظة كامل؟.. عموما أنا ذهبت إليه بنفسي يوم أمس"
ناظرته بترقب وهو يضيف" وذهب هو وأصحابه الثلاثة للنيابة وأدلوا بشهادتهم اليوم"
اتسعت عيناها وأطل منهما الأمل ليقول شامل "وصدر أمر بالإفراج عن كامل"
شهقت متفاجئة وهي تضع يدا على فمها وترتكن بالأخرى على منضدة السفرة بجوارها .. ثم تسمرت تناظره والدموع تنهمر من عينيها هامسة وقلبها يكاد أن يتوقف في صدرها " الإفراج!!"
أولاها شامل ساعده لتمسك به قائلا" تماسكي ..فالفرح آت يا زوجة أخي"
سألته بلهفة" ولماذا لم يأت معكما؟"
ابتسم قائلا "الافراج عنه من السجن يحتاج بعض الإجراءات يقوم بها المحامي "
هتفت ونس باتساع عينيها "ثجن كامي بايثجن؟!!"
(سجن كامل بالسجن؟)
استدار إليها شامل متفاجئا بوجودها وقال مازحا" هذه السماعات تعمل بكفاءة شديدة يا ونس"
سقط عنه المزاح وتحرك نحوها حين قالت له بوجه مزرق كمن يعاني من صعوبة في التنفس "كامي بايثجن ايمثكين بايثجن"
(كامل بالسجن المسكين بالسجن)
اسندها شامل قائلا "سيخرج إن شاء الله اليوم فقط ثبتت براءته وسيخرج"
لانت ساقا ونس وتمسكت به ليقول شامل ساخرا "سأسند من أم من يا جماعة قفا طابور ولا يغشى عليكما مرة واحدة (وتحرك بها ليجلسها على كرسي السفرة التي تقف بجواره بسمة وقال مطمئنا وهو يتطلع في وجهها المرفوع إليه) إنه بخير يا ونس وسيخرج سريعا جدا لقد ثبتت براءته اليوم يا ونوسي"
قالها ثم مال وطبع قبلة على خدها فسألته بسمة التي لا تزال ترتجف غير مصدقة "هل حقا سيخرج كامل يا شامل ؟..احلف بالله "
ابتسم قائلا والدموع تقرص عينيه" سيخرج بإذن الله"
قالت ذاهلة تحاول الاستيعاب " وسيد صبرة ..هو من شهد ليخرجه!!"
هز شامل كتفيه وقال" هذا حقيقي ..سبحان الله صدفة غريبة أو بمعنى أدق تدبير للقدر بالتأكيد له مغزى"
غمغمت متأملة ما حدث "إن الله أراد لسيد أن يسدد دينه لي .. (وأضافت بحشرجة) ولقد سدده اليوم .. (وانهمرت دموعها ) لقد سدده بإعادة كامل لي ولابنه"
قال شامل مضيفا " وهناك دليل أخر ظهر لبراءة كامل "
نظرت له بسمة وونس ليقول شامل "لقد أفاد تقرير المرور أن سيارتنا كان السيد المبجل كامل نخلة يقودها بسرعة جنونية تلك الليلة ..وقد سجل له الرادار أكثر من مخالفة لتجاوز السرعة "
غمغمت بسمة" الحمد لله ..الحمد لله قضاء أخف من قضاء"
سألته ونس "هي ثوثو تعيف؟"
(هل سوسو تعرف؟)
قبل أن يرد سمعوا صوت سوسو من الداخل تصيح بذهول" ماذا قلت؟.. ماذا قلت يا غنيم؟.. ابني في السجن؟؟.. ابني سلم نفسه؟؟؟"
غمغم شامل "ها قد أخبرها أبي( وأضاف ساخرا ) على أن أستعد لأحملها هي الأخرى… حمال هذا البيت أنا ؟!!!"
××××
في المساء
بعد نوم عميق دام لساعات طويلة كان مفرح ملازما لها.. أحست فيه بأن أكرم قد زار غرفتها مرة أو مرتين فتحت مليكة عينيها وتطلعت حولها وتفاجأت بالمنظر .
كان مفرح نائما وهو جالس على مقعد بجوار السرير بنفس ملابسه التي حضر بها صباح أمس بينما إياد ينام ممددا بجوارها على السرير وأدهم ينام على الأريكة ..
تحركت بصعوبة تشعر بالدوار وبأن عضلاتها تؤلمها وغادرت السرير لتغطي أدهم بالغطاء الذي كان مستقرا بجواره أرضا فاعتدل مفرح يقول بصوت أجش من أثر النوم "مليكة"
ردت عليه بصوت مبحوح دون أن تنظر إليه" لا تقلق أنا لست نائمة "
قالتها ثم دخلت الحمام ..
بعد قليل دخل إليها مفرح يناولها ملابس نظيفة حين سمعها تغتسل فأخذتها منه ترتديها ثم تحركت معه مستندة على ساعده ليعودا إلى غرفتها في صمت .
سألها حين جلست على السرير " هل ما في بطنك بخير؟"
رفعت إليه وجهها وردت" لا أعرف"
قبّل رأسها ..ثم تطلع في حالتها الصامتة تحدق في الفراغ وشعر بالقلق .. لكنه لم يكن يعلم أنها لم يعد لديها دموعا لتذرفها .. أنها وصلت لحالة لم تعد تجدي معها الدموع .
قالت مليكة بعد فترة من الصمت " أنا أعلم بأني لن استطيع تناول المهدئات .. فانصحني بشيء يخفف عني ما أشعر به"
رد مفرح " حين اتصلت بطبيبتك قالت أنه إن اضطررنا سنعطيك نوعا خفيفا من المهدئات "
هزت رأسها تقول بتصميم " لن آخذها .. والله وحده المستعان"
مسد على رأسها يقول" ما رأيك أن نقرأ القرآن؟"
هزت رأسها موافقة فتحرك يحمل ابنه من فوق السرير ليضعه على أريكة أخرى وغطاه ثم عاد إليها فقالت له "بدل ملابسك لشيء مريح"
غمغم وهو يجلس بجوارها على السرير ويسحب المصحف الذي كان يقرأ فيه في الساعات التي مكثها بجوارها" لا يهم"
نامت على صدره فقبل رأسها وفتح المصحف فسألته "هل ذهبتُ لخالد صباح اليوم أم أني أهلوس؟"
هز رأسه وقال يؤكد لها " نعم فعلتِ (وأضاف ) واخوتك منقسمون ما بين اتخاذ خطوة تجاه خالد أو الاكتفاء بالعقاب الإلهي ..وانتهى الأمر بأن يتركوا لك القرار ..خاصة وأن فضح الأمر سيتطلب فتح القبر وتشريح الجثة "
همست بحشرجة متألمة "اقرأ يا مفرح .."
هز رأسه وأحجم عن إخبارها بأن والدها قد بات في المستشفى ليلة أمس وعاد عصر اليوم .. لم يرغب في تحميلها المزيد من الضغوط فأحاطها بذراعه وهي لا تزال تنام على صدره وبدأ في تلاوة القرآن بينما هي تحدق في الفراغ بعينين قد نضب منهما الدمع .. تستعيد ما حدث منذ ليلة أمس .
××××
بعد يومين
الصباح الباكر
سحب زين طبق البيض المسلوق ناحيته قبل أن تأخذ منه أم هاشم واحدة ثم وقف يحشر الطعام في فمه في عجلة من أمره ..فطالعه جابر وأم هاشم بذهول بينما قالت أمه "اجلس يا بني ولا تأكل وأنت واقف"
غمغم بفم ممتلئ وهو يشرب رشفتين سريعتين من كوب الشاي" لا يوجد وقت يا حاجة"
قالت أمه "لا يزال الوقت مبكرا "
تكلم وهو يحشر لقمة أخرى في فمه" لدي أشياء كثيرة لأفعلها قبل موعد ذهابي لاصطحاب إسراء من صالون التجميل "
غمغمت داعية " أتم لكما الله على خير وعَمّر بيتكما بالسعادة والذرية الصالحة .. والله فرحتي لا توصف .. رغم أنك ستتزوج وتسافر بعد وقت قصير لكني كنت أحزن على شقتك المغلقة لسنوات طويلة"
اتسعت ابتسامة زين ورفع كوب الشاي على فمه بينما قالت أم هاشم متهكمة بلهجة ذات مغزى "حمدا لله سنتخلص من القطط الماكرة التي تختبئ في الشقة لتنقض على القطط الأخرى المسكينة وتجعلها تفر منها هاربة"
غمغمت نجف باندهاش "هل رأيتِ قططا في الشقة !!"
ردت أم هاشم مسبلة أهدابها تلعب بالطعام أمامها " شعرت قبل يومين حين جاءت نصرة وإسراء هنا بوجود قط ماكر في الدور العلوي.. حتى أن المسكينة نزلت مسرعة تكاد تموت من الفزع"
سعل زين بقوة وناظرها بوجه ممتقع فظلت مسبلة أهدابها بينما راقبهما جابر بتدقيق.
قالت نجف "ربما أفزعها ذلك القط يومها على السلم ..لماذا لم تخبريني يا أم هاشم علينا بطرده إن عاد"
غمغمت بابتسامة شقية وهي تنظر لطبقها" أتوقع أنه سيكف عن الشقاوة من الآن فصاعدا يا خالتي ..وسيهدأ ويستقر في مكان"
تطلع جابر في وجه زين فتلاقت أنظارهما ليسرع الأخير بالهرب بعينيه ويقول وهو يضع طبق البيض أمام أم هاشم "كُلي .. كُلي واتركي القطط في حالها ... ألا يؤلمك فمك من كثرة الثرثرة"
رشفت من كوب الشاي دون أن تنظر إليه وعلى وجهها ابتسامة منتصرة بينما هرب زين إلى غرفة الضيوف التي يبيت فيها منذ أيام قائلا " سأعد نفسي وأرى ماذا ينقصني "
بعد قليل تركت نجف السفرة وتحركت لتحضر شيئا من غرفتها فسأل جابر أم هاشم "ما الأمر؟.. شعرت بأنك ترمين بعض الكلام المبطن على زين"
ضحكت فأنارت أسنانها اللؤلؤية وجهها وهي تقول " قبل يومين جاءت إسراء ونصرة لتضعا شيئا بالشقة فوقفت نصرة تثرثر معنا بينما صعدت إسراء وحدها ثم نزلت بعد دقائق ترتعش من الارتباك وأخذت أمها بسرعة ورحلت فشككت بالأمر وظللت أراقب الباب حتى رأيت أخاك ينزل من الشقة يتسحب كاللصوص مغادرا"
اتسعت عينا جابر ثم ضحك قائلا" الوقح اللئيم "
ضحكت أم هاشم فزينت غمازتيها جانبي وجهها ..ليفرد جابر ذراعه على ظهر الكرسي خلفها قائلا بهمس" أنا ملتزم الأدب لأكثر من أسبوعين حتى الآن .. وليلة أمس حين عدت أخر الليل وجدتك نائمة يا نذلة"
ناظرته بطرف عينيها البنيتين الدافئتين تلملم ابتسامة شقية تتراقص فوق شفتيها فأضاف جابر هامسا وهو يمد يده ليتحسس بطنها العالي " أعلم بأنك أُجهدتِ الأيام الماضية في ترتيبات زواج زين ..وليلة أمس في ضيافة أقاربي الذين جاءوا ليحضروا ليلة الحناء ثم قضيت السهرة في ليلة حناء العروس ..لكن ماذا أفعل والشوق ذباح يا بنت شيخي"
تراقصت ضربات قلبها وذلك الدفء الذي يتوهج بينهما يقضي على برودة الطقس حولهما ..وتطلعت في وجهه المشع بالضوء أمام عينيها .
كانت تعلم بأنه مشتاق لكنه كان يشفق عليها من كدماتها ..وكانت هي أيضا تشفق عليه من كدماتها ..فقالت بطريقتها الخاصة في الحديث "أنا بالفعل كنت أنتظرك ليلة أمس .. ليس من أجل هذه الأمور.. تعرفني مؤدبة ولا أفكر فيها .. لكن لا أعلم ماذا حدث وفُصِلت الكهرباء عني فجأة فنمت"
قهقه جابر ضاحكا وقال وهو يضربها على رأسها " مؤدبة جدا ..أشهد لك بذلك وأبصم بأصابعي العشرة"
ضحكت وعلقت وهي تسبل أهدابها وترشف من كوب الشاي " أهم شيء الأخلاق "
قال جابر بهمس ساخن وهو يقرب رأسه منها قليلا ويكبح جماح نفسه حتى لا يمد أصابعه ويتحسس شفتيها " الليلة .. الليلة لن أقبل أية أعذار ..فهاتان الماكرتان تعذباني كلما نظرت إليهما .. سنعود معا إن شاء الله بعد الحفل فإياك والنوم"
رغم مهرجان الرقص الشعبي الذي يحدث في صدرها إلا أنها تمتمت بلهجة تمثيلية مطيعة " حاضر أمرك يا أبا هاشم فالمرأة لا تملك إلا إطاعة زوجها "
غمغم جابر قائلا بلهجة ساخرة" ما شاء الله على الأدب !..ما شاء الله على الطاعة!.. محظوظ أنا والله ..لكن حين أقول لك أمس اتركي النسوة اللاتي جلبتهن للمساعدة في ضيافة الضيوف وطبخ الطعام ولا تجهدي نفسك ..كلامي لا ينفذ"
وضعت يدها على صدرها تقول مستهبلة" أنا فعلت ذلك !!"
ضحك جابر وضربها على رأسها قائلا "لا .. بل أنا من فعل ذلك"
ردت ساخرة "لماذا فعلت إذن يا جابر !.. لماذا لا تسمع الكلام ..تعبت قلبي"
رن جرس البوابة فقضم شفته السفلى واستقام واقفا يقول بوعيد" حاضر صبرك عليّ أنت ولسانك الطويل هذا حين أنفرد بك في المساء "
خرجت أمه من الغرفة تقول "يبدو أن خالاتك وعمتك قد وصلن"
قال جابر "بصراحة لا أعلم لماذا لم يبتن .. لماذا يتعبن أنفسهن بالذهاب لبيوتهن مساء والعودة مرة أخرى صباحا ..البيت واسع ويساع الجميع"
غمغمت نجف تدعو خلفه بعد أن خرج " وسع الله رزقك وأبقى بيتك مفتوحا بوجودك فيه يا جابر يا ابن بطني "
فأمنت أم هاشم خلفها "آمين آمين آمين"
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس