عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-20, 01:36 AM   #452

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

أما من فى الداخل ....كانت تقف أمام مرآتها بآعين ذابلة ..ودموع متراكمة داخلهما ..تحسس بأيدى مرتعشة جبينها المجروح ..وبيد الأخرى تمسد على كدمة زرقاء تحت فكها ..جرح وكدمة لا تعلم كيف حصلت عليهم ..ولكنها تعلم بأنهما أصابها حين نوبة التشنج الذى داهمتها اليوم لأول مرة ...ولن تكون الأخيرة ...أسقطت يديها بتعب ..فمرضها فى طور التتطور..أغشى الحزن قلبها ...بينما عظام جسدها تآن بقسوة من آلامها ..لتتحرك بضعف ...ويتقلص وجهها ألماً من الآلام الغاشية التى تهاجم جسدها دون هوادة أو رحمة و أنصال حادة تخترق جمجمتها ..جعلتها تود إقتلاع رأسها وفصلها عن جسدها ..خطواتها ..بطيئة ...ثقيلة ..مرهقة ..كما لو كانت تحمل فى قدميها أطنان من الحديد ..تجرها وراءها جراً...، تفصد جبينها عرقاً ...أنفاسها تلتقطها بصعوبة كما لو كانت تجرى أميالاً لساعات ...ليخترق الهواء رئتيها كبخار حمض الأسيد يكوى صدرها ويحرقه..وصلت أخيراً لعلبة دواءها ...أمسكتها بكف مرتجف ..ليرتعش بين يديها ....تحاول فك غطاءه ولكن المسافات تخدعها ويديها تفشل فى تحديدها ...تداخلت الصور أمام عينيها حتى باتت مشوشة ، ولازالت تلك الطرقات المزعجة داخل رأسها ..حتى طنت أذنيها ..رمت علبة الأقراص أرضاً بغضب ..وصرخة قهر تخرج من حلقها ...لتتناثر أقراص المسكن على الأرض ..فتسقط هى على ركبتيها تلتقط قرصين ...فالواحد لم يعد كافى لتسكين آلامها المبرحة ..تدفعهما داخل فمها ..تبلعهما دون مياة ...ليتهاوى جسدها ممدداً فوق أرضية غرفتها الباردة.. ، ترفع عينيها للسقف ...ودمعة ترسم طريقها فوق وجنتها ..وبيأس تسأل إلى متى عليها تحمل ذاك الألم بمفردها ؟!!!!.
اليوم أدعوك لتجربة شيقة لمدة لحظات ...سافر لأحدى البلاد الباردة فى شهر كانون الثانى ...ربما القطب الشمالى ...تعرى تماماً من ملابسك ...و أدفن نفسك داخل الجليد ..ربما ساعة ...ساعتين ...حسناً ثلاثة ..، هل أخبرتك بأن عليك إحضار أحدهم معك ..لأخراجك ، لأنك ستكون شبيه بقطعة الخشب المتجمدة ،
والأن مع الجزء الثانى من تجربتنا ..دع صديقك يضرم النيران بجسدك ...كما سمعت يضرم النيران بجسدك ، لا تخف ...لن تشعر بتأثير النيران الحارق فوق جلدك المخدر بفعل الصقيع ...سيذوب جلدك و تتلف نهاياتك الحسية المخدرة بالفعل ..ستشم رائحة حريق جلدك الذائب كالشمع ..ستتمادى النيران قليلة ..غاضبة من جمودك ..لتنهش لحمك ...تشويه كلحم الخرفان ...لا تذعر ..لقد وصلنا لتهاية تجربتنا و أنت الأن تتلوى ..والنيران يزداد سعيرها ..كنشوة أنتصارها ،وهى تصل لأحشائك الداخلية تجعلك تتلوى بألم ..وكلما زادت حركتك ...زادت نشوتها ، تزداد ضربات القلب فى وتيرة مجنونة ، تبحث رئتيك عن الأكسجين ..تنقبض ..تنبسط ..تنقبض ..تنبسط ،لتمتلأ برائحة إحتراقك ..فتختنق ...لما توقفت عن الحركة ..هل مللت ..ربما اسهبت فى حديثى ، أو قسوت فى السرد ، هاى أنت ، هل مت ؟! ، لم أحكى لك بعد عن الدروس المستفادة من تلك التجربة السادية ؟! ، ولكن يبدو أن القدر أكثر رآفة بك من صاحبنا هذا ، هذا الذى يمر بمراحل تجربتك المريرة ولكن الفارق ...أنه رغم الصقيع والجمود اللذان يحيطان به من الخارج ...وعدم قدرته على الحركة إلا أن النيران اندلعت من الداخل ،..تنهشه بوحشية ، تحرق إحشائه ...بتلذذ وسادية ..تتآكله ،تتلوى أفكاره داخل عقله ..لتزداد نيران قلبه اشتعالاً ، ليزداد الضباب الأسود داخل عقله و يسيطر على روحه ..تزيد من وتيرة تنفسه الغاضبة ..تستهلكه ،و نبضاته ..كقطار سريع ..لسائق مجنون ...ينوى الطيران بقطاره ، لم يفكر بالماضى حين قرر طردها من حياته وحياتها ....ليدفن قلبه بالثلج ..يجمد أفكاره عنها ..يملأ الصقيع والبرود حياته ...ستة أشهر كاملة ، ورغم توجعه ..قرر إكمال التجربة بعنجهية وغرور رجل جريح ..إراد معقابتها ، فأشعل النيران بداخله لعشر سنوات كاملة ، بحث عنها بجنون ، لم يترك شارع أو مدينة لم يبحث عنها فيهم ، والنتيجة كانت أنها ربما امرأة صنعت من الوهم ، وكلما مر عام ..زاد سعير نيرانه ،لتأتى هى وتزيد نيرانه خبالاً ، برقت عينيه بجنون ...بغضب أحمق ، برزت عروقه ...كأنهار متفرعة من النيران ، وانفاسه العالية كصوت رياح عاصفة ..تنذر بالهلاك والشؤوم ، ينفث نيرانه مع دخان سيجاره ..وكلما أخذ نفس منها زاد اشتعالاً مثلها ، رمى سيجاره بعنف تحت قدميه ..ليدهسها ..يسحقها ...ويسحق معها خيال خطيبها الميت ، أزدادت عينيه إصرار قاسى ..كارمن امرأته هو ..زوجته ولن تكون لغيره ، وعليه الأن المطالبة بها.... .
لم يتوقف هاتفها عن الرنين ، ربما للمرة العاشرة ، رفعت جسدها عن الأرض بصعوبة ..تفتش عنه بعينيها ، لتلمحه أخيراً ...فوق فراشها ، لتجد رقم غريب المتصل ، تزفر بتعب ، تجيب على المكالمة ...بصوت ضعيف " ألو ..." ،
" تعاليلى حالاً على المرسم القديم ...." ، عقدت حاجبيها بحيرة بينمايصلها آمره البارد ، ولا تعلم أن صقيع صوته يخفى وراءه لهيب جحيمه ...وجحيمها!!!،
زفرت بسخط ..لتلبس صوتها رداء القوة ...رغم احتلال الوهن لكل خلايا جسدها ..تسأله بحيرة وغضب بالفرنسية" عمر !!!..أنت تتصل بى ..الساعة الثالثة فجراً ...لتآمرنى بأن آتى للمرسم لمقابلتك ؟! ، هل أنت مجنون ؟!" ،
" دلوقتى يا كارمن ..." هدر بها آمرة ...صارمة ..قاطعة ، ليزداد انعقاد حاجبيها ويتلبسها العند لتنطق بكلمة واحدة " لا ..." ، انفرج ثغره وبسمة مختله قاسية تحتل جانبه ليقول بنبرة تحمل التهديد " تمام ..أجى أوضتك ونتكلم .." ،زفرت بعنف من هذا المختل، إلم يكتفى بنظرات عمته المتهمة لهما فى أخر مرة كان فى غرفتها ..لتصر على أسنانها تسأله باستهجان "و الكلام ده ماينفعش يتأجل لصبح "،
" لأ...." ،
شتمت من بين شفتيها بكلمة وقحة دارجة فى الدول الغربية بصوت منخفض ،لتسمع صوته الخشن يحمل بين طياته تحذير مستتر " عشر دقايق وتكونى قدامى ..." ، ليصمت للحظة ويكمل بتهديد واعداً بعقاب لكلمتها النابية " وهنتحاسب على الكلمة ده بعدين" ، كادت أن تكررها مرة أخرى بصوت عالى ..فقط لتعانده ،ولكن الخط قد أنقطع، لتزفر بعنف، وتقرر الذهاب له ... .


يتبع..


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس