عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-20, 11:09 PM   #1033

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع و العشرون




الميناء...
وقف أنور جوار أيوب المستند على إحدى الصناديق المعبأة بالأسماك يتلاعب بخشبة رفيعة بينما يقول...
(اعتقد سنؤجل السفر لبلدة أهل زوجتك حتى أعود من رحلة الصيد)
زم أيوب شفتيه بتعجب ليردف...
(لا أعرف لماذا اختارك الحاج سليمان هذه المرة لتبحر معي!)
ضحك انور بخفة يجيب صاحبه...
(بالطبع تريد كرم معك ككل مرة فهو يتحمل دمك الثقيل اكثر مني)
بادله أيوب الضحك ليهدده بمزح...
(احترمني قليلا فقبولك من رفضه معلقا بكلمة مني)
علت ضحكة انور هذه المرة ليقول بصدمة زائفة...
(ها قد بدأ الاستغلال يا عديلي...)
وصلهما كرم عند الكلمة الأخيرة فتساءل بعينين ضيقتين..
(من عديل من؟!)
ادخل ايوب كفيه في جيبي بنطاله مردفا بتفاخر...
(ليس بعد يا كروم... لكن الأخ أنور طلب يد أخت حرمنا المصون و ينتظر ان نقبله قل ان شاء الله)
تبادلا كرم و أنور الضحك ليتوجه كرم اليه يضمه مربتا على ظهره بفرحة قائلا...
(مبارك أنور اتمها الله على خير)
خرج انور من بين احضانه شاكرا بقوله...
(سلمت يا كرم...)
اقترب كرم من أيوب ليضع ذراعه حول عنقه قائلا ببسمة مغيظة...
(كان الله في عونك يا أنور ففي العمل و في البيت سترى ثقيل الدم أيوب)
ضحكوا ثلاثتهم ثم ازاح ايوب ذراع كرم كما كان يفعل الأخير دائما قائلا بتعجب زائف...
(و هل سيبقى انور في البيت بعد الزواج؟!... اراهن انه سيهرب بعد اول اسبوع)
ابتسم انور بسمة دافئة ليسبل اهدابه متمنيا ان يعجل الله في لم شمله مع الخمرية و يقسم ان وقتها لن يترك البيت إلا على مضض...تبادلوا حديثا مصغرا عن السفر القريب لبلدة العروس و أهمية حضور كرم معهما… انهى كرم الحديث بقوله الجدي
(أنور أبي بالتأكيد لا يعرف عن نيتك في السفر سأخبره بأنني من سيسافر بدلا عنك)
رفض انور ما قاله كرم فقاطعه برزانة...
(لا يا عمي انا من سيسافر فأنتما مؤخرا من يفعلها و أنا ابقى هنا لأدير المخازن مع اخويك)
كاد كرم أن ينطق كمحاولة ليجعل انور يقبل لكن نداء الصبي له اوقفه...
(أخي كرم الحاج سليمان يريدك في المكتب)
اومأ له كرم ليترك صاحبيه و يتوجه الى مكتب والده...دلف للداخل فوجد خالد يجلس امام والده الذي يبدو يحدث احدهم على الهاتف بينما صالح يقف في جانب يتابع بملامح مستريحة... القى سلامه فأجابه أخواه ثم تحرك يقف جوار صالح متسائلا..
(اخبرني الصبي ان أبي يريدني)
اجابه صالح و تركيزه كله منصب على مكالمة والده...
(الأمر يتعلق بأسماك المخازن الصغيرة فالحاج يريد ان نبيعها الى بائعي الاسواق الشعبية بسعر مريح فلقد جاءوا يشكون لأبي سوء و غلاء التجار الآخرين)
اومأ كرم متفهما و منتظرا ان ينهي والده اتصاله ليفهم منه ما هو دوره و ما عليه فعله...انتبه لصوت والده و الذي يبدو على وشك انهاء مكالمته...
(الشرف لنا ايضا يا حاج رضا... بالتأكيد الأولاد لهم حرية القبول او الرفض...يصل الى بلده و اهله سالما ان شاء الله... حسنا و انا ايضا سأبلغ العروس بما ننوي حتى تتجهز)
جعد كرم ما بين حاجبيه ثم التفت لأخيه يسأله...
(عن أي عروس يتحدث الحاج؟!)
اجابه صالح براحة بال...
(ابنة العم عبد الصبور طلبها الحاج رضا لابنه عز الذي سيعود من السفر بعد الغد)
شرد كرم قليلا ليهمهم بما يجول في خاطره..
(أليس ابي مهتما كثيرا بأمر ابنة العم عبد الصبور؟!)
جاوبه صالح بتوضيح...
(والدك يريد ان يؤدي واجبه و يحفظ الأمانة التي تعلقت في عنقه... الحمد لله الذي هدى خالد لهذا الامر فكان وسيطا بين أبي و الحاج رضا و إلا كنت سأعاني حتى الآن من ذنب هبه و عصيان أبي)
ربت كرم على كتف اخيه يقول بصدق...
(أنت لم تعصه يا صالح... الزواج قسمة و نصيب و هي نصيبها ليس في بيتنا)
تنهد صالح براحة متفهما بينما كرم شعر بتوجس غريب... هدير باتت سيرتها تثير مخاوفه رغم جهله للسبب... رفع وجه الى والده الذي اغلق مع الحاج رضا ليهاتف والدة هدير...
في بيت عبد الصبور...
البسمة التي شقت وجهها كانت كبيرة و سعيدة و هي تتلقى هذا الخبر من الحاج سليمان...هزت رأسها بفرحة تجيبه
(طبعا يا حاج فأنت كوالدها و الحاج رضا رجل يشهد له الجميع بالسيرة الطيبة... ستوافق لا تقلق فأين ستجد شاب كعز حماه الله متعلم و مهذب و نعرف اصله و نسبه...سأخبرها يا حاج و الله لن اغصبها على شيء... و عليكم السلام)
اغلقت الخط مع سليمان و قلبها يطرب بنبض مرتاح... فلو كان هناك من يشاغل ابنتها فها هي ستبعده عنها بأفضل طريقة... الزواج ستر للبنت كما تربوا و عرفوا و هي ستستر ابنتها عن أعين الشباب الطامعين فيها... تحركت الى غرفة هدير بسرعة تفتحها و تهتف بحماس سعيد
(هدير يا عروس)
جفت الدماء في عروق هدير و هي تبتعد عن نافذة غرفتها بعدما سمعت لقب عروس...رفعت يدها تلقائيا تلامس بطنها فتتأكد من انها مخفية جيدا تحت هذا الجلباب الواسع... و بوجه شاحب و اعين زائغة اقتربت من امها تزدرد ريقها بوجل و تهمس..
(نعم أمي...)
مسحت أمها على وجهها بحنان فقالت بعده بسعادة جمة...
(أنعم الله عليك بالزوج الصالح و أنعم علي برؤيتك عروسا تبهج روحي)
ارتعشت بقوة تحت كف والدتها و كلماتها تضرب اوصالها بسياط موجعة... دمعت عيناها فأسبلتهما سريعا لكن اخفائهما لم يطل و والدتها تستكمل حديثها...
(الحاج سليمان هاتفني قبل لحظات يخبرني ان هناك عريسا يطلب يدك)
رفعت وجهها في لحظة غير مهتمة بالدموع في عينيها بل ناظرت امها بوجل و عينين متسعتين لتنطق بصعوبة...
(أي عريس هذا؟!... أنا لا أريد الزواج)
بهتت ملامح أمها بشدة و تحرك كفها من وجه ابنتها ليقبض على ذراعها بحدة و هي تهتف بها بقلب ينتفض رعبا مما تراه و تكذبه خوفا من حقيقة صاعقة...
(لماذا لا تريدين الزواج... ما بك يجعلك مختلفة عن البنات في مثل سنك و اللائي يهللن و يفرحن حينما يعرفن بأن هناك عريسا يريدهن؟!!)
ارتجفت هدير و هي تهتز كخرقة بالية في قبضة أمها لتهمس بصوت مرتعب...
(لا شيء أمي أنا فقط... لا أريد أن أتركك بمفردك)
صوت انفاس أمها كان عاليا حتى بعدما خفت قبضتها عن ذراع هدير لتتكلم بحدة لم تسيطر عليها...
(لا تخافي علي فراحتي ستكتمل حينما أدخلك بيت عريسك و اطمئن عليك مع رجل يخاف الله... عمك الحاج سليمان يقول على نهاية الاسبوع ان شاء الله سيأتي الحاج رضا و ابنه الاستاذ عز ليطلبوا يدك و أنا وافقت فلن نجد مثل هذا النسب المشرف)
تركتها بعدما اصدرت قرارها النهائي و خرجت من الغرفة... هرولت هدير الى الباب تغلقه بسرعة لتستند عليه بظهرها و تلطم وجهها بقسوة بينما تبكي برعب حقيقي و هي تهمهم بصوت منخفض كي لا تسمعها أمها...
(يا لمصيبتك يا هدير... يا لفضيحتك يا ابنة عبد الصبور... ليتني متُ قبل كل هذا...سيقتلوني لو عرفوا ما فعلته!)
انهارت خلف باب غرفتها تسند رأسها عليه بعدما جلست ارضا و كفيها يحاوطان بطنها البارزة بينما دموعها تجري بلا توقف على وجنتيها...
*******
في هذه الأثناء... قصر طارق طلال
عينا هيام كعيني صقر يحلق عاليا منقبا عن فريسته بين الرمال... حادتين ثاقبتين و مخيفتين... تجلس في بهو الطابق الأرضي تحمل فنجان قهوتها التي باتت من عاداتها كسيدة مجتمع مخملي... تراقب عن كثب حركة الخادمتين و هما ترتبان و تنظفان حولها... منذ وجدوا هاتف فلك مفككا و معطلا و شكها تزايد اكثر... ابنتها الغبية تتصرف بطيبة ترفع ضغطها حقا... لقد اخذت الهاتف لتلقيه في درج طاولة الزينة متقبلة انه قد سقط و تلف كما رجحت وردة حتى انها لم تخبر زوجها بهذا متعللة انها لا تحتاج الهاتف كثيرا و طارق في الآونة الأخيرة منشغلا بعمله فلا تريد ان تعطله ليشتري لها غيره!!... غباء منقطع النظير من ابنتها فغيرها كانت ظلت تطلب و تطلب بلا توقف من زوجها... اهتز الفنجان في يدها حينما توقفت وردة عند ما وضعته هيام كطعم لها حتى تتأكد من ظنونها... ارتفع جذعها العلوي تراقب وردة التي انحنت على هذه الورقة المالية كبيرة القيمة و التي وضعتها هيام عمدا لترى من منهما ستأخذها و تعلن انها من سرقت الهاتف فهي تكاد تجزم ان هاتف ابنتها تمت سرقته و من فعلها خاف حينما لاحظت فلك اختفاءه ففعل به ما فعل... اعتدلت وردة امامها تقبض على الورقة المالية فالتمعت عينا هيام بشدة و حينما رفعت وردة وجهها اليها اسبلت هيام اهدابها سريعا تلتهي في فنجانها و كأنها لا ترى شيء... ثوان مرت حتى سمعت صوت خطواتها تقترب فرفعت وجهها بجهل بعدما نطقت وردة...
(سيدة هيام هذه كانت على الأرض... ربما سقطت سهوا من السيد طارق(
جزت هيام على ضروسها بقوة لتمد كفها الحر و تنتشل الورقة النقدية منها بحدة... ابتعدت وردة تستكمل عملها بينما هيام تهمس بيقين نابع من حدسها
(هذه الألعاب لا تنطلي علي فأنا خبيرة فيهم...سأظل وراءك حتى اكشفك و أجعل الغبية فلك تعرف ان طيبة قلبها جعلتها مطمع حتى للخدم هنا)
بالأعلى... غرفة طارق و فلك
وقفت فلك تتخصر بكف بينما الآخر تضعه اسفل بطنها التي برزت قليلا و تناظر زوجها الجالس امام حاسوبه الشخصي... تحركت تجاهه لتجلس أمامه على الكرسي و تقول بصوت قلق...
(ما هذا السفر المفاجئ يا طارق؟!)
ظل على وضعيته امام حاسوبه ينهي بعض الأعمال عليه قبل ان يسافر فقال....
(صديق قديم لي في الخارج عرّف احدى الشركات على شركتي و قد اعجبوا بطريقة عملنا و أرادوا أن نتقابل تمهيدا لصفقة بيننا)
ابتلعت ريقها بصعوبة تهمس...
(هذه اول مرة ستتركني بمفردي طارق)
رفع عينيه عن حاسوبه حينما لاحظ الخوف في نبرتها... ترك ما بيديه و ابتعد عن كرسيه ليتوجه اليها قائلا بينما يميل يوقفها أمامه...
(لماذا تبدين قلقة فلك؟!... انه مجرد اسبوع و سأعود بعده سريعا... كما انك لست بمفردك فوالدتك معك طوال الوقت و الخدم حولك و ابننا ايضا)
دون مقدمات بكت بضعف امامه فجزع قلبه عليها... ضمها الى صدره بقوة يربت على ظهرها متسائلا بخوف...
(ما بك حبيبتي؟!... هل هناك ما يزعجك؟!... هل تودين أن ابقى لو هذا يريحك سألغي السفر و ابقى)
تشبثت بصدره تدفن وجهها فيه و كأنها تستمد منه قوة لشيء مجهول قادم... همست باختناق بين طيات ملابسه..
(لا شيء طارق لا تخف... هرموناتي غير ثابتة كما قال الطبيب و هي ما تدفعني للشعور بالوحدة و الخوف)
اخرجها من احضانه يمسح دموعها بحنان ثم يقبل وجنتها برفق قائلا...
(انها فترة و ستنتهي تحملي قليلا بعد فلك... و حقا لو ترغبين في بقائي سألغي كل شيء لأجلك)
هزت رأسها رفضا بينما تمسح دموعها معه لتقول ببسمة مهتزة...
(لا تقصر في عملك طارق فلتذهب و تعود في أمان الله... أنا هنا وسط أمي و المساعدين كما قلت فقط سأفتقدك كثيرا فلا تطيل)
ارتعشت انفاس طارق لوهلة... فلك تقريبا تعبر عن مشاعرها نحوه بشكل منطوق لأول مرة... وضع وجهها بين كفيه ينظر لها ببسمة محبة قبل ان يميل و يلثم شفتيها بخفة حنونة قائلا...
(لن أطيل ابدا حبيبتي... كوني بخير أنتِ و ابني حتى أعود)
شقت بسمتها حزن ملامحها فكم تحب منه لفظ ابني او ابننا هذا...تشعر و كأن هذا ميراثها الحقيقي من الحياة... طفل مقبول من الجميع... ارتمت في احضانه تتنعم بدفء اعتادت عليه منه و تهدأ من خوفها الغير مفسر للقادم...
في بيت لبنى....
انزلت الهاتف عن اذنها لتلتفت الى ميرنا الجالسة على كرسيها تقضم اظافرها بتوتر جلي...
(والدك سيسافر بعد غد تقريبا)
ابتلعت ميرنا ريقها بقلق ثم رفعت وجهها لحماتها تهز رأسها بنعم و تهمس...
(أعرف...)
ابتسمت لبنى و طعم الفوز يحلي جوفها فنطقت...
(إذًا فلنتحرك نحن ايضا بعد الغد)
اتسعت عينا ميرنا برعب فأخرجت اظافرها من فمها لتقف قبالتها و تهمس...
(ألست تتعجلين قليلا كما ان والدتها معها!)
تنفست لبنى برضا كبير و هي تقول...
(أمر والدتها هين و قد حسبت حساب كل شيء)
اقتربت منها ميرنا و قد شعرت بخطورة ما تنويان فعله فقالت بنبرة مهتزة اشبه للبكاء...
(ما تودين فعله خطير جدا... دعينا نتمهل و نفكر في حل آخر)
هدرت بها لبنى بحدة مخيفة...
(لا تبكي كالصغار ميرنا... أتريديننا ان نصمت لهذه الخادمة حتى تنجب لوالدك ولدا ليس ابنه و تسرق ميراثكم كله؟!)
تحركت ميرنا بلا هوادة تشد شعرها برعب دفين...ما هما مقدمتان عليه شيء صعب للغاية و لا طريق واحد متاح للرجوع منه حتى!... ابتلعت ريقها مجددا تناظر حماتها التي اتخذت قرارها و انتهى الأمر همهمت بخفوت مرتعش...
(ستحدث كارثة بالتأكيد)





...يتبع...











AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس