 وكان الثمن غاليا
الفصل الحادي عشر (هل للقلب سلطان )
اوقف سيارته أمام قصر مالك الحسيني وهو يخرج بعنف وكل جزء في جسده يشتعل ...زوجته تهرب وتختبئ منه خلف والدها ...تحتمي منه هو ...رأي الحراس ولكن لم يهمه الأمر إذ انه اقترب كي يدخل ..."توقف سيد إياس " اوقفه الحارس الضخم بإشارة من يده ...ابعد إياس كف الحارس بعنف وقد تصاعدت النيران في عينيه وقال "كيف تجرؤ علي منعي للدخول لزوجتي يا حيوان "...حافظ الحارس علي جمود وجهه وقالx "سيد إياس لا داعي لكلامك هذا ...سيد مالك الحسيني أصدر اوامره بعدم دخولك للسيدة ألين ...تلك أوامر لا استطيع ان اخالفها..."لهث إياس بعصبية ...كيف يمنعوه عنها....يمنعوه عن زوجته ...الين تكون زوجته !!ملكه ولا يحق لأي شخص أن يبعده عنها ...حتي لو كان والدها !!!....بغضب قام بدفع الحارس حتي فقد اتزانه ووقع ...ثم ولج للمنزل بسرعة.....و صرخ بصوت هز أرجاء المنزل "ألين ...ألين "....انتفضت ألين في غرفتها ثم بخوف أمسكت كف ام ربيع واخذت ترتعش بينما تسمع صدي خطواته الغاضبة تقترب من غرفتها " اتصلي بأبي ...اتصلي بأبي"قالتها بهستريا لأم ربيع لتشهق برعب عندما انفتح الباب بقوة ليظهر هو ...وجهه شاحب ملامحة غاضبة وجسده يرتعش انفعالا ...سكنت النيران في عينيه وهو يراها ...يشبع شوقه اليائس لإمرأة منحته الحياة ثم سلبتها منه مجددا ... سرقت ألوان حياته لتبقي حياته بلا لون ....اقترب منها ودون أن يتكلم حتي حملها بين ذراعيه وسار بها خارجا ..."انزلني ماذا تفعل ؟!!هل فقدت عقلك إياس "...قالتها صارخة وهي تضربه علي صدره ولكنه لم يرد عليهx واستمرx في السير ...سيخرجها من هنا .سيحبسها مجددا وسيقتل أي احد يحاول حرمانه منها !!!...توقف والنيران التي خمدت في عينيه اشتعلت مجددا وهو يري والد ألين مالك الحسيني يقف أمامه وصوته القوي يقول بسخرية لم يعتدها "جيد انك أتيت بنفسك إياس ...فبعد أن احطم عظامك إن شاء الله سأجلب المأذون واحرر ابنتي من خائن مثلك !!"....اهتزت حدقتاه برعب وهو يضم ألين إليه ....قلبه يخفق بشراسة تحت كفها ...."أنا لن أطلقها " قالها إياس وهو يضم ألين أكثر حتي كادت عظامها الهشة أن تتحطم بفعل قسوة ذراعيه....ابتسم مالك بشراسة اخافت ألين ...نعم هي تعرف تلك الابتسامة جانبا...هي تحفظ والدها وتعرف جانبه العنيف عندما يتعلق الأمر بها !!! ويا لعارها في تلك اللحظة خافت علي إياس بقوة ....خافت لدرجة كادت أن تتوسل والدها أن يدعه ...كادت أن تخضع لتوسل إياس وتذهب معه خوفا عليه !!!أليست غبية ام هو عشقها لعنة تملك من روحها واستعبده!!! "أرجوك أذهب " قالتها ألين برعب وبهمس خافت لم يصل إلي والدها....لا يمكنها ....لا يمكنها أن تري مالك قلبها تحت رحمة أي رجل حتي لو كان هذا الرجل والدها !!!هي غبية نعم وحمقاء أيضا!...ولكن اللعنة هل للقلب سلطان....ليس للقلب سلطان غير الله ...والله لو تملك سلطان علي قلبها لأنتزعت عشقه المؤلم من قلبها المنهك للأبد وراقبت بإنتقام ما سيفعله والده به ...ولكن للأسف ما باليد حيلة ...هي تعشقه بكل اخطاؤه...زلاته ....تعشق حتي الالم الذي يتسبب لها به ...تعشق كل شئ... أجفلت وهي تري نظراته متسلطة عليها....عينيه تحكي الكثير والكثير وهي تلاحق تفسير نظراته ...نظراته المتوسلة التي كانت دواء مثالي لكرامتها التي اريقت علي يديه ....نظرات الحب والحاجة بعينيه عززت انوثتها اكسبتها ثقة بنفسها....حتي كادت بكل غباء تنسي خيانته لتضمه بقوة...قوة اشتياقها له ....ولكن عقلها كان بالمرصاد وهو يجلدها بذكريات خيانته ليتجمد وجههاx وتختفي لمعة عينيها ويتصاعد الجليد بطريقة اخافته بقوة ..."اذهب إياس انت تضايقني!!!"قالتها ببرود ثم أكملت بنبرة خافتة "انت تعلم ما يستطيع والدي فعله بك ...فلمصلحتك الشخصية أذهب " ....ابتسم بطريقة غريبة ...طريقة اخافتها حقا ....شعرت انه ينوي علي شئ كارثي وكما حال شعورها دوما لا يخطئ عندما يتعلق الأمر به !xx أنزل ألين علي الأريكة واقترب من مالك الحسيني عيناه تتألقان بشر خالص ..."اخبرني يا سيد مالك ماذا ستفعل لو لم أتحرك من هنا ...ماذا ستفعل لو رفضت أن أترك ألين....الين زوجتي حب حياتي التي تريد انت أن تحرمني منها بدون وجه حق!!" كتف والدها ذراعه وهو يقول "هل تريد أن اكسر عظامك إياس لأني والله استطيع فعل هذا بسهولة تامة !"...ارتعشت ألين بخوف لتلتمع عيني إياس ويقول "أفعل ما تريده ولكني سأخذها رغما عن أي احد."...شهقت ألين بخوف وهي تري تصاعد النيران بعيني والدها....كانت تفهم ما يفعله...الغبي الأحمق ...يظن بتلك الطريقة انه يكفر عن اخطاؤه ...يظن بفعلته تلك أنها ستسامحه ...امال مالك الحسيني رأسه بخطورة وابتسم ابتسامة شريرة للغاية أظهرت تألق نظرات الشيطان بعينيه السوداء ثم اندفعت كفه بعنف في وجه إياس !!.صرخت إلين بخوف وهي تري إياس يتراجع متأوها وتصاعدت دموع الرعب بعينيهاx بينما ذعرت أكثر وهي تري إياس يضم ذراعيه خلف ظهره ويقترب مجددا من والدها ويقول بإستفزاز"هل هذا كله ما ستفعله للرجل الذي اذي ابنتك " ...لكمه مالك مرة ثانية حتي وقع علي الأرض ...ضحك إياس بسخرية وان كان يتألم....ليتألم بل ليحترق في نيران الجحيم لانه اذاها ...تجمدت عينيه علي دموع ألين وصوتها الباكي الذي توسل والدها ليتركه داعب قلبه المنهك ....تأوه عندما اقترب منه مالك الحسيني واخذ يضربه بقسوة يستحقها....يضرب الرجل الذي جعل ابنته تبكي !!...هزت ألين رأسها برعب وانفجرت في البكاء وهي تقول بتوسل "لا دعه يذهب أتوسل إليك دعه يذهب" ولكن مالك لم ينظر إليها حتي بينما هو ما زال يضرب إياس بقسوة والآخر لم يقاومه حتي ...كان يحتاج لهذا...يحتاج لهذا بقوة ...تحشدت الدموع بعينيه وهو يسمع صوتها المرتعب ...رغم ما فعله بها الا أنها ما زالت تعشقهx ..."اضربني أكثر أتوسل إليك " قالها لمالك ثم ابتسم بسخرية مريرة وهو يكمل " افرغ كل حقدك بي ...اياك أن تشفق علي ...تذكر دموع ابنتك ...تذكر نظراتها الجريحة ....تذكر أن من امامك أخبرها بأقذر طريقة أنها عاجزة ....تذكر أن من امامك هو من ابكي ابنتك الوحيدة " ... وضعتx ألين كفها علي فاها وهي تبكي بعنف بينما حفزت تلك الكلمات مالك الحسيني أكثر ليبدأ مجددا بضرب إياس بقوة أكبر وسط صراخ ألين المرتعب
.....
بعد قليل
كانت ألين تضع كفها علي وجهها وهي تبكي بعنف بينماx هو قابع علي الأرض...انفه يخر دما ...وجهه مكدوم بشده وجسده يؤلمه بشده كأن شاحنة كبيرة مرت عليه ....الم جسده كان قوي ولكنه خفف قليلا من الم قلبه الكبير وهو يراها تجثو جانبه وتبكي بعنف ....عينيها الجميلة احمرت وذبلت بسبب دموعها ....رفع كفه بصعوبة وهو يمسح دموعها ويقول بصوت خافت "ششش لا استحق دموعك ...لا استحقها ابدا " ...امسك كفها ثم قبله بلطف واكمل بوجع "والدك اسدي لي معروفا كبيرا " انسابت دموعها ثم نظرت إلي والدهاx وهي تقول بتوسلx "ارجوك احضر الطبيب اصابته سيئة "...وضع مالك كفيه علي خصره وهو يقول دون تصديق"معقول ...معقول بعد ما فعله بك ما زلت تحبيه !!"..."ابي اتوسل إليك ...اتوسل إليك..."امسك إياس كفها وضغط عليه ثم نهض بصعوبةx وهو يتأوه وعلي الرغم من وجهه المكدوم الا انه رفع رأسه وهو ينظر لمالك بجدية وقال "أن قد كنت انتهيت هل تسمح لي الآن بأخذ ألين " ...ضم مالك كفه ثم لكمه مرة اخري ....تراجع إياس ولكنه حافظ علي توازنه وهو يقول "اريد زوجتي....لن اذهب من هنا قبل أن اخذها معي " ...امسك مالك قميصه وهو يقول "x اخرس اخرس وتجرؤ علي الاعتراض أيضا " .."سأخذها معي " ...احمر وجه مالك من الغضب وتحفز ليضربه مرة اخري الا أن ألين صرخت "توقف ابي توقف ....انا لن أذهب معه ولكن أرجوك دعه يذهب ...ارجوك " ...بهت إياس ونظر إليها الا أنها بادلته نظراته بإنكسار "اذهب إياس لا تؤذي نفسك بتلك الطريقة ...انا لن اعود بتلك الطريقة " وخزت الدموع عينيه وهو يشعر بالعالم يضيق به فلا يستطيع التنفس ...وفي تلك اللحظة أشار مالك للحراس وقال "رجاءا اخرجوا سيد إياس من هنا واوصلوه إلي منزله ..."ثم نظر إلي إياس بصرامة وقال "سأبعث لك طبيب ينظف جروحك تلك ...فقط من أجل ابنتي المنهارة والتي لغبائها ما زالت تحبك ...ولكن اقسم بالله سأقتلك أن حاولت الاقتراب منها مرة اخري والطلاق سوف يتم يا إياس ..برغبتك او دونها !!!" انسابت دموع إياس وهو ينظر إليها بتوسل...والسؤال الذي يدور بينهما هل تلك هي النهاية !!!
يتبع
x
|