عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-21, 03:32 AM   #24

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفــصل 11


☆ تاماني

يفترض أن هذا حفل مثل عشرات الحفلات المملة التي حضرتها من قبل ..حتى أن شكلي يبدو نفسه مثل كل مرة ، لذلك لماذا أشعر أن هناك شيئ مختلف اليوم

حفلة خطوبة إبن عم والدي كلارك اليوم ، وهي مملتئة بالنخبة والنبلاء كالعادة .. كل البنات الراقيات حاضرات هنا اليوم وهذا يجعلني اشعر بضغط شديد لان والدتي ستبدأ بالمقارنة

وبعيدا عن كل هذا التكلف كان يقف بمفرده حيث لا ينظر أحدا .. لكنني ألقيت نظرة خاطفة عليه
إنه لا يبدو أبدا رجل فقير ..بل يبدو سيد غني وبتلك الملابس..أكثر الرجال إثارة في العالم

وقفته ،جسده ،شكله ،نظراته ..صوته ..كلامه .. كل شيئ قد يخطر ببالي عن فارس الاحلام

ورغم أنه فقير فالمال لا يغره أبداً

ولم أغره لا أنا ولا حتى أختي سيرافيناَ .. وكم هو ذكي ..لاأحد يستطيع أن يراوغه ولا حتى أنا

لكن .. الشيئ الذي يزعجني الان

تزعجني نظرته الساخرة نحوي ، لقد أخذ نظرة سيئة عني منذ أول يوم إلتقينا ..وربما سيعجب بنيكول لأنها تشكل الفتاة ببساطتها التي يتمناها

وبمناسبة ذكرها رأيتها تتجه نحو تلك الجهة لتختفي عن الأنظار مثله

أنظر إليها كيف تقف بجانبه بهدوء بفستانها الطويل المحافظ ..القت عليه التحية وهي تشبك يديها لصدرها ، وهو ابتسم بعيونه معها

إنه أبدا لا يبتسم بعيونه معي ..فقط يمط شفتيه بسخرية كأنه مجبر على ذلكَ

عقلي أصبح يصدر ضجة كبيرة فنسيت تماما أنني أقف مع والدتي وصديقاتها ، وكل ماكنت مركزة عليه هو نيكول ..وكيف أبعدها عن أليسكاندر

نظرت إليه مجددا فكان يحملق إتجاه أخي جون وبقي كذلك لمدة طويلة ..بل كلما نظرت إليه وجدته مايزال يحملق بجون حتى شعرت بصفعة الحقيقة

هو يحملق بفاني!

توجهت بدون أن أشعر نحوه وهو إستقام مرددا ببرودة

( أنستي )

أبعدته عن نيكول وسألته :

( بحقكَ هل أنت معجب بفاني ؟ )

زفر بقوة بوجهي كأنني ضايفته ورد ( لا ..إطمئني لست معجب بأحد من عائلتكِ)

( جيد )

سرت قليلا ثم عدت إليه وسألته بحدة حيث لم أسيطر على نفسي

( هل أنت معجب بفتاة ما ؟ )

دحرج عيونه ولم يرد فدخلت مباشرة في الموضوع

( هل لديك حبيبة ؟ )

( سيكون لدي حبيبة حين تعطينني فترة راحة )

فأشرت نحوه بسبابة يدي ( لاحبيبة وأنت تعمل عندي أليكساندر)

شعر بالملل وهو يجيبني ( كما قلت ..حتى لو أردت فأنا لا املك الوقت)

( جيد .. وقتلك كله ملكيِ ، أنا أدفع لك تجاه كل دقيقة منه )

( حسنا ) اومأ وأنا فجأة عانقت ذراعه وجعلته يمشي بقوة نحو الجميع لكي لا يرجع حيث نيكول ، لم ينتبه احد أنه مساعدي الشخصي بسبب شكله الانيق ، وهو ظل مذهول بتصرفي حتى أفلته بشهقة

( لايدي هولموود !! )

دب الرعب في جسدي لأنني وجدت نفسي وجها لوجه مع هذه العجوز التي كانت تتبادل أطراف الحديث مع والدتي ..وكم أن رأيها مهم جدا بالنسبة لها

لأن والدتي تعتبرها مثالها الاعلى ..هذه اللايدي العجوز التي لطالما أثارت الريبة في نفسي

( أنظري لنفسك ياتاماني .. أنت تبدين دوما متشابهة في كل مرة أراك فيها )

( هي كذلك .. أليست كذلكَ! )

توترت والدتي فجأة و لازمت الصمت بعدها بينما ربتت اللايدي على شعري وكم أزعجني ذلكَ

( ومن هو الجنتلمان ؟ )

كنت قد نسيت أليسكاندر تماما حتى نظرت إليه وقامت لتبعدني عن طريقها لتمد له يدها

( أنا لم أرك من قبل .. من أنت ؟ )

فأجبت عنه ( هذا مساعدي الشخصي اليكساندر)

ظننتها ستبتعد حين تدرك أنه لا ينتمي لعالمها لكنها اصرت على أن ينحني ويقبل يدها وهو فعل ذلكَ ..كأنها والدته ..شعرت بحنين قوي يصدر منه

( وكيف حال زوجكِ ؟ لم نره منذ مدة طويلة )
سألت امي وهي تحاول بدورها ان تبعدها عن أليكساندر ونجحت بذلك بحيث تغيرت ملامح اللايدي للإشمئزاز وقالت بنبرتها الراقية

( إنه هنا بمكان ما ..حتما أمام طاولة المشروبات
أوه هاهو هناك..كماتوقعت )

نظرنا نحو طاولة المشروبات فرأيت زوجها اللورد الفاحش الثراء وكان يحتسي المشروب كأس تلو الأخرى ..فشعرت بالشفقة عليه ، لقد كان رجل سعيد حتى تزوجهاَ

( المعذرة ! ) توجهت نحو طاولة الأكل وحملت قطعة حلوة صغيرة كدت أن أضعها في فمي ثم ألقيتها أرضا حين رأيت سيرافينا تتجه نحوي وهي تجعل لعاب طابور من الشبان خلفها يسيل

إبتسمت معي لثانية وقالت بقلق

( لقد كنت مشغولة جدا بحيث لم أجد وقتا لأسئلك عن حالكِ ؟ )

( لم اكن يوما أفضل )

ياإلهي ماذا كان فيها لو كنت أنا هي سيرافينا
ينظر لها كل الرجال النبلاء الموجودين هنا ..إنهم يعشقونها ..يقدسونها ، وياله من جسد مثير جميل تملكه وتبرزه بهذا الفستان الأسود المخملي .. لماذا لم أكن انا التي أرتدي هذا الفستان

أبدو مثل طائر فلامينغو بجانبها

وفي لحظة ما إنتبهت أنه الوحيد الذي لم يكن ينظر إليها

عكس البقية

بل كان ينظر لي أنا .. أليكساندر ينظر لي فقط

كأنه الوحيد هنا الذي لم تمسه مغناطيسية أختي ولم يحجبني جمالها الطاغي عنه

ظل ينظر لي وهو يدخن بهوس فشعرت لأول مرة بأنني ملاحظة من قبل أحدهم ..الحقيقة لاأعرف ان كان ينظر لي او عبري ..او كان شارد فيا

لكنه كان الوحيد الذي لم يهتم بسيرافينا وهذا كان كافي

( كيف تسير أمور دراستكِ ؟ )

( جيدة ) والان بدأت أتوتر لأن أختي فتحت أمر الدراسة معي وحين تريد أن تخبرني بامر جديد هي تفتح هذا الموضوع بالأخص والان ستقول

" جيد .. لأن "
أغمضت عيني وسمعتها تقول لي

( هذا جيد ..لأني تكلمت مع أمي وقررنا أن تأتي مرة في الأسبوع لتري كيف يسير الأمر في الشركة..لكي تتعودي)

ياإلهي هذا لا يحدث ..نظرت لأليكساندر وكم شعرت بالحزن وهو فجأة توقف عن التدخين وتأهب كأنه مستعد لياتي وليساعدني ..فبدأ قلبي ينبض بقوة..هو كان ينظر لي بالفعل

( مارأيكِ ؟ )

لماذا تسال عن رأيي إن كانت قد قررت مسبقا

اللعنة
صمت وزيفت لها إبتسامة فبقيت ملامحها جادة

( ستأتين كل يوم أحد ) ربتت على كتفي وعلمت أنني لم أرد ذلك فأشارت للسيد جاكسون

ذلك الرجل الاصلع الاعزب الميليونير غريب الاطوار سيبلغ الخمسين وهو مازال يلهو مع بنات في أعمار الزهور

هناك إشاعات قوية حوله بأنه سادي ويسجنهن لأشهر في منزله الذي لا أحد يستطيع الوصول خوفا من غضبه ، وقد تورط كثيرا مع الشرطة بسبب ذلك لكنه يخرج في كل مرة ..يقولون أنه رجل خطير يحب خصوصيته

ظل ينظر لنا ثم رفع كأسه لنا فقالت هي

( سينتهي الامر بك مع رجل مثله إن واصلت اللحاق بأحلامك الغبية ، يجب أن تعرفي أن المال هو السبب الوحيد الذي يجب أن تستيقظِ من أجله في الصباح ..شيئ أخر سيكون مضيعة للوقت )

( السيد جاكسون يملك المال ، وإستطاع أن يحصل على الكثير من البنات الجميلات ، لكنه لم يستطع أن يحصل على السعادة معهن ..إنه يبدو فارغا )

( إنه يبدو سعيدا لي )

نظرت جيدا له وقلت ( إنها سعادة مؤقتة و مزيفة .. مازال يبدو فارغا )

( المال هو بحد ذاته سعادة..إسألي مساعدك الفقير وسيؤكد لك ذلكَ! )

هي واثقة ( قد حققت نجاحا في حياتي بسبب نجاحي كسيدة أعمال ..وليس لانني فاتنة.. و السيد جاكسون يعلم أنني أعلى من مستواه ولن يجرؤ على التفكير بذلك حتى عزيزتي.. إنه يرفع كأسه لكِ .. وإن أردت أن لا ينتهي الامر عشيقته التالية ، من الأفضل أن تحضري للشركة )

ثم غادرت وهي تفتخر بنفسهاَ ..وأليكساندر وصل فزفرت وحملت قطعتين من الحلوة وأكلتهما دفعة واحدة

( أنا أشم رائحة مشكلة جديدة )

( واحدة فقط ؟ )

إبتلعت الحلوة بدون أن امضغها وسألته :

( هل يمكنني أن أصبح غير مرئية ؟)

تقلصت ملامح وجهه نحوي بسخرية فأصررت

( أريد أن اتوارى عن الأنظار حيث لن يستطيع أحد رؤيتي .. سوى فاني وحدها )

إقترب مني أكثر وقال ( تستطيعين أن تختفي كيفما أردتِ ، لكنني سأراكِ رغم ذلك )

جعلني أبتسم فوضعت يدي على عينيه وحجبت عليه الرؤية

( هل يمكنك أن تراني الان ؟)

( هناك عدة طرق للرؤية ياأنسة )

جلست على كرسي أرضي وإستسلمت

( أنا عديمة القيمة )

فجلس بجانبي وسألني بجدية ( من قال لك ذلكَ ؟)

( أنا قلت لنفسي ذلكَ )

( هل يمكنني قول بعد إذنك أنك مزعجة وساذجة ..ومجنونة ، لكنك أبدا لست عديمة القيمة )

أشعر بانني أسقط في بئر عميق لا نهاية له فإحتجت ليد ليتمسكني وترفعني اذا سألته

( هل تقسم ؟)

( أنا أقسم ..أنتِ قيّمة للغاية )

( شكراً .. والان هل تستطيع أن تخرجني من هناَ ؟ من فضلكَ )

أومأ ولكنه بقي يقف بجانبي فحسب

( جديا ؟ طلبت منكَ ان تخرجني من هنا)

وقبل أن اكمل كلامي إصطدمت بي فتاة صغيرة ولوثت فستاني بالعصير وأنا فقط فتحت فمي مذعورة وسمعته يقول

( على الرحب والسعة)

رأتني والدتي من بعيد وكانت مفجوعة لأن هذا الفستان غالي جداً وبسرعة نظرت له وكأنها تقول له أخرجها من هنا

وهو وضع ذراعه خلف ظهري ووجهني نحو البوابة وهو يفتح لي طريقا بين المدعوين

( يجب أن تنظفيه في الحال ..المعذرة ..المعذرة)

وأخرجني من هناك .. وضعني في السيارة وإنطلق بسرعة وأنا لم أتوقف عن الضحك

( كان ذلك أسوء هروب قمت به على الإطلاق )

وهو إستسلم وظل مبتسما حتى طلبت منه التوقف جانبا

خرجت من السيارة وألقيت نفسي على العشب
كان وقت الغروب وكانت الشمس جميلة جداً

( تعال أليكساندر .. لاتقف هناك بمفردكَ )

إقترب مني بهدوء فأمسكت يده وجعلته يجلس

( أليس الغروب أجمل شيئ في العالم )

أدرت وجهي إليه فكان حزين جداً .. لاأدري لكنني شعرت بأن هموم الدنيا كلها فوق ظهره وتذكرت بأنه يتحمل كل إزعاجي له ، شخص مثله ليس من النوع الذي يتحمل فتاة شقراء سمجة مثلي

بل هو من النوع التقليدي ..كأنه جاء من عصر قديم كأن عمره يناهز التسعين لكن شكله ينافس أكثر الشبان إثارة

كيف يمكن لشاب بسيط مثله أن يتحول بمجرد إرتدائه لبدلة إلى فارس أحلام كل فتاة

إنه يخفي شيئ عني أنا اعرف
لقد رفض ان يطلعني السبب وراء حضوره للندن

طبعا من أجل المال لكن هو يستطيع الحصول على المال من وظائف أخرى ..

مالامر المهم الذي جعله يتحملني من أجل هذه الوظيفة بالذات ؟

( قل لي أليكساندر .. بماذا كنت شارداً في الحفل لدرجة أنك لم تلاحظ سيرافيناَ )

قوس حاجبيه بمأساوية ( ومالضروري بأن ألاحظ سيرافينا ؟ بالإضافة لم اكن شارد ، كنت أراقبك أنتِ ياأنسة ، شعرت بانك ستتورطين بمشكلة وقد كنت محقاً)

( إلهي ! لا تذكرني ) أغمضت عيني بقوة وشعرت بأنني اغرق مجددا

( هل يمكنني أن أساعدكِ ؟ )

( لا ادري إن كنت تستطيع )

( أخبريني مالمشكلة وسنرى )

( إنها معقدة ..ولاأحد غير فاني يستطيع مساعدتي)

أعرف بانني لا امنحه فرصة ليساعدني رغم انه يريد ذلك ، لكنني فقط خائفة فلازلت لا أثق بأحد غير فاني

قال فجأة بإبتسامة خفيفة

( ماذا كانت فاني تقول لك ..إفتح ياسمسم )

واو .. هل كان قريبا مني لهذه الدرجة خلال الشهر الماضي حيث أنه يعرف هذا الرمز

( إذن إفتح ياسمسم )

( أوكي ..ساخبرك لأني قررت أن أثق بكَ )

جلست وربعت ساقي أقابله وقلت

( سيرافينا أخبرتني اليوم بانني يجب ان أتعود على طبيعة العمل منذ الان ، وهي حددت لي يوم الأحد لأذهب إلى الشركة حيث سامضي اليوم كله هناك)

( أين هي المشكلة ؟ هذا جيد لك حسب رأيي )

إكتئبت سريعا ( أرأيت أنت لا تعرف أي شيئ عني ..ولن تفهمني ، لن تستطيع مساعدتي )

( سأفعل إن اخبرتني بكل شيئ ياأنسة ، تحدثي معي بدون خوف ، أنا سانصت لكِ ..يمكنك أن تخبريني بكل مايضايقك ..سأساعدكِ)

أقنعني مجدداً فقلت له ( الامر هو أن والدتي قررت أدرس إدارة الأعمال مثل إخوتي .. لكنني لا اريد أن اكون مثلهم )

( إذن ماذا تريدين ؟ )

( اريد أن أصبح محامية )

إتسعت عيونه بذهول ممتزج بسخرية ( لن أصدقكِ)

( لماذا بحقك ؟)

( لأن البعض ولدو ليكونو محامين ..وأخرون ولدو مثلكِ ! أوه ياأنسة ..حين تدخلين لقاعة المحكمة القاضي لن ياخذك على محمل الجد)

لقد دمر نفسيتي بصراحته ولم يهتم وتابع بكل جرأة

( بالإضافة أنت جبانة ولا تجرؤين على القول بصوت عالي ( أنا أحتج ) ..ماذا ستفعلين ؟ تزفيين برائة موكلك ؟ )

( لكن الحقوق تسير في دمي ، أنا متعودة على الذهاب كل أحد إلى مكتبة الحقوق وأقرا ماتيسر لي من الكتب عن هذا الامر لاتثقف ، أريد ان أجتاز اختبار الإلتحاق بكلية القانون وأريد من كل قلبي أن يتم قبولي)

( لماذا لا تقومين بإخبار عائلتك عن رأيك في النهاية هذه حياتكِ الخاص)

( هالوو ..هل تعرفت على والدتي ؟ إنها لا تملك " حياتك الخاصة" في قاموسها )

( أرى أن كل أفراد عائلتك يملكون حياة خاصة سوى أنت ياأنسة ، وكل هذا لأنك فتاة جبانة .. أنتِ لا تستطيعين مواجهة أقرب الناس إليك ، والدتك! لاتستطيعين مواجهة حتى أختك الصغرى كلارا ..فكيف تريدين مواجهة القاضي و هيئة المحلفين)

برافو .. برافو ..كم ساعدني !

وقف وإتجه للسيارة حيث بقيت أنا أحدق فيه بتجمد ..
لن أنكر ان ماقاله للتو كله صحيح

لكن بداخلي المحاماة هي كل ماأريده ..هي التي تشعرني بالسعادة بينما كل شيئ أخر أسود

( لكن ماذا عن مشكلتي ؟ ) سألته بصوت مرتفع لانه كان دخل للسيارة فرد ببرودة

( ليس لديك حل سوى الذهاب ، وتغيير موعد المكتبة ليوم أخر )

في صباح اليوم التالي ، وجدت والدتي تنتظرني في مكانها المعتاد لتخبرني

(تاماني ..لقد جعلت نفسك تبدين غبية في الحفلة أمس وأخجلتني أمام اللايدي هولموود ، سأخذ سيارتك حتى إشعار لاحق )

وإنصرفتْ

فقلت لاليكساندر

( قل للسائق أن يجهز السيارة )

وهو فعل ذلك

رأسي كان يؤلمني كثيراً من الإفراط في التفكير طوال الليل

لقد قمت بالكثير من سيناريوهات ماقبل النوم لنفسي وانا اقف في قاعة المحكمة

وفي كل واحد حين أرفع يدي لأحتج يقتحم هو عقلي على هيئة قاضي ليخبرني أنني جبانة

حرفيا لم أرد التحدث مع أحد

وصلت للثانوية فوجدت لوكاس ينتظرني في الردهة

( صباح الخير ياجميلة ! ) قال فأومأت فقط ودخلنا معاً، وجلست في مكاني لأجد نفسي محاصرة بين الثلاثي الفضولي .. ياإلهي لست مستعدة للتحقيق الان
ربما أظلم روز معهما فهي ليست حقا فضولية حتى اننا نضطر لجلب انتباهها احيانا لكي نخبرها بشيئ

كن يتكلمن عن عطلة الشتاء القادمة حيث ستقضيها صوفي في أمريكا أما جينيفر فستذهب للتخييم مع بعض الأقارب في إيطاليا ، أما روز فقالت أنها ستزور أقاربها في يورك

( أين ستذهبين أنتِ ؟ هل قررت ؟ ) سألتني صوفي

( لم أقرر بعد )

( لمالا ترافقينني إلى أمريكا ؟ )

( كنت ساحب ذلك ياصوفي ، لكن لا أعرف بعد ماذا ستقرر والدتي )

( تستطيعين مرافقتي إلى روما ! ) وفجأة وصلتني دعوة من لوكاس

كما لو !!

( شكرا ، لكن مثلما قلت لآعرف ماهي مخططات والدتي بعد )

شعرت بأنني أختنق ففتحت النافذة أمامي ورأيت بدون قصد مساعدي الشخصي يتكئ على الجدار كأنه شخص خيالي

لم أستطع نزع عيني عليه ولاللحظة والأستاذ وجه لي ملاحظتين حتى الان ؛ لم يهمني ذلك

لكن حينها لمحت نيكول

وفقدت هدوئي ..ماذا لو إبتسم معها مجددا ؟

إضطررت للتصرف بسرعة لأبعده عنها فأرسلت له رسالة نصية بسرعة ، طلبت منه أن يشتري لي حقيبة حمراء صغيرة على شكل قلب فذهب مباشرة

لقد ذهب بجسده لكن كلامه أمس ظل يرن برأسي

أنا جبانة ؟

لا أستطيع مواجهة القاضي وهيئة المحلفين !

عاد بعد نصف ساعة حيث أرسل لي رسالة كتب فيها تم الأمر

لكن نيكول ماتزال تجلس هناك في سلام

ماذا لو ألقت عليه التحية و أدى ذلك فعلا الى محادثة بينما ؟

ماذا لو قال أنه " اتمنى لو نيكول كانت مكان تلك الصفراء "

ربما أنا أبالغ .. أليكساندر لن يهتم بها

لكن مهلا ، ماذا لو هي إهتمت به

ياللالهول لقد غيرت للتو طاولتها لتجلس في مكان أقرب له !

هل رأيتِ؟ ، ايتها الغبية؟

هذا ماسيحدث حين تتركينه بمفرده !

هلعت فأرسلت رسالة نصية وطلبت منه شراء وشاح بنفس اللون فقطب جبينه بطريقة مضحكة وذهب وهذه المرة عاد بعد ربع ساعة ..وأنا تبقى لي ساعتين هنا ..

( فقط غادري ..مالذي تفعله تحت الشمس حتى الان
فقط تبخري وإختفي )

( من تكلمين تاماني ؟) يبدو ان جينيفر سمعتني فبدأت الوح يدي في الهواء قائلة ( ذبابة مزعجة )

حملت هاتفي تحت الطاولة وكتبت له

( إشتر لي قلادة عليها إسمي )

هذه المرة تأكدت أنه لن يعود بسرعة لان إسمي نادر
وكم تفاجئت حين أرسل لي رسالة بعد نصف ساعة يقول فيها تم الامر

نظرت للخارج لأجده يقف هناك والعرق يتصبب منه هل لأنه سريع وذكي هو يجد ماأطلبه في وقت قصير

بالإضافة لانه يذهب في الحافة فالسائق قد عاد للفيلا على الفور

هل وجد قلادة عليها إسمي ؟؟؟؟

( هل أنتِ بخير تاماني ؟ ) لقد لاحظت روز شرودي نظرت لها وقلت

( أشعر بأشعة الشمس الساطعة تحيط بي )

قلبت روز عينيها نادمة لانها سألتني فقلبت عيني بدوري لانها دوما تجعلني اشعر اني غير واقعية
حتى أنها أخبرتني عدة مرات أنني حالمة

ياإلهي لقد تعبت من مراسلته وهو تعب من الخروج لكن نيكول لم تستحي على نفسها وبقيت تجلس هناك مثل الشوكة على قلبي

سوف أموت حرفيا إن إبتسم معها مجددا

فأرسلت له رسالة

( أحضر لي قارورة ماء من فضلك )

وبسرعة رد عليا ( أيتها الصفراء ماذا أيضا ؟ أخبريني بكل اللائحة )

فأجبته بعصبية ( فقط الماء )

والماء تطلبه فقط عشرة دقائق وعاد ليرسل لي رسالة

( في أي قسم أنتِ ؟ )

المسكين يريد أن يحضره لي ، فقلته له

( لقد غيرت رأيي لا أريد الماء ..إنه لكَ )

فجلس على غير عادته بعياء وشرب الماء.. الان انا أشفق عليه

(إذن ماذا ستفعلين هذه الليلة ؟ ) قبل ان يدعوني لوكاس لمكان ما قلت بسرعة

( لقد وعدت اختي كلارا أن أساعدها في مشروع الفيزياء )

( بالمناسبة تاماني ..أنتِ لم تأتي بالامس ، وهذه الوظائف التي يجب أن تكمليها قبل يوم الخميس لكي تعطيها للأساتذة ، لديك ليلة واحد فقط عزيزتي حظا موفقاً)

يالالهول ..لايمكنني إنهاء كل هذا بليلة واحد

ماذا سأفعل ؟

رن الجرس فكن مسرعات للمغادرة ، قبلتني كل واحدة منهن بسرعة وغادرن وكذلك لوكاس

بقيت وحدي في الصف وكان الأستاذ أخر شخص يخرج لكن بعد ان قال لي بان أحضر الوظيفة التي تتعلق بمادته بالغد لأنه أخر اجل .. لكنني لا أفقه شيئا في الرياضيات

روز إعتادت أن تعطيني الحلول وهي هربت مني ...الخاااائنة

أعتقد أن أليكساندر سمع صوت طقطقة حذائي قبل ان يراني ، ولحسن كان السائق ينتظرنا في الخارج في الوقت المحدد

توجهت مباشرة لغرفتي وصفعت الباب ثم فتحته وناديته فدخل وهو يشعر بتعب فضيع بادي على عيونه

( أنا واقعة بورطة )

أخبرته فحمل ذراعيه للسماء متذمرا

( متى لم تكوني كذلك ؟ )

( عليك أن تساعدني )

( أعتقد أن هذا هو عملي في النهاية )

أخرجت كل كتبي ووضعتها فوق مكتبي وأخرجت وظيفة الرياضيات

( إجلس ) سحبت له الكرسي فجلس بجانبي

( تقول الأسطورة ان الذكور يفهمون الرياضيات أكثر من اللإناث)

( لم أسمع قط بهذه الأسطورة )

( سمعت الان ! ..هل تستطيع إذن حل هذه الوظيفة لي ؟ )

تنهد بداخله فشعرت كأنه سيرفض

( أرجوك لدي الكثير من الوظائف التي يجب أن أسلمها قبل عطلة الشتاء ، وهذا يعني غداً )

( هذه نتائج الهرب .. حسنا سألقي نظرة )

إن كنت ماهرة في شئ يتعلق بحصص الرياضيات فهو أنني لا أحضرها

التي أحضرها أغيب بعقلي فيها

أليكساندر كان يقرأ الدرس من الكتاب ويحاول أن يطبق ..المسكين

أنا سعيدة لأني وجدته

بقيت أراقبه حيث لم اركز على شيئ مثلما أنا أركز عليه الان ، ورحت اتسائل ترى هل هو ابن لإحدى العائلات الملكية ، ثم ضاع حين كان صغيرا ..قد يكون أمير ، يستطيع ان يكون الاخ الثالث للأمير وليام والامير هاري .. الامير أليكساندر

فقط تخيل أني جعلت أمير يحل لي وظيفة مدرسية

بصراحة روز كانت محقة .. أنا حالمة جدا وحاليا أنا أسبح في خيالي

كوني واقعية تاماني ، إنه مجرد شاب بسيط .. لكنه شاب مختلف عن الجميعْ وأقل مايقال عنه طيب

ياإلهي بما أنني عدت للواقع

يوجد شاب في غرفتي يجلس على مقعدي
رجل ذات وجه جميل ..رجل غريب يغمض عيونه حين يراني في ملابس قصيرة ويتجنب الإقتراب مني

بيب بيب بيب بيب بيب بيب

مررت يدي لأضغط على صوت المنبه فلم ألمس سوى كتبي وهنا فتحت عيني ونظرت حولي بفزع

إلهي الساعة السابعة صباحا ..لقد غفوت
لقد نمت طوال الليل ياإلهي

نظرت لمكتبي فلم أرى أليكساندر ..قمت بسرعة للمكتب وحملت الاوراق لاجد أنه حل لي الوظيفة ..وإنتبهت كم خطه جميل ومنظم

رأيت أوراق أخرى منظمة ..ومن قوة إنذهالي جلست

لقد قام بحل جميع واجباتي المنزلية

لقد أنقذني

لقد فعل مالم يفعله أي أحد لي في هذا المنزل ..بقي الليل بطوله ساهرا بسببي

حتى لورينس لم يكن يساعدني في وظائفي المنزلية
كان يقول أنها ليست جزء من عمله

طرق الباب ودخل فرأيته مثل ذلك الفارس الذي يأتي راكضا على حصانه

نفضت رأسي لاخرج هذه الأفكار ووقفت بنوع من الخجل

( لقد قمت بحل جميع وجباتي المنزلية)

( لقد نمت فلم أشأ إيقاظكِ )

( أنت حقا أجنتلمان )

( مهلا كيف وصلت لسريري ؟ ) أتذكر أنني بقيت جالسة في مكتبي الصغير

فقال فجاة ( نمتِ على كتفي فوضعتك على سريرك)

إلهي كم هذا محرج

إنتبهت للكيس أمام سريري فحملته بسرعة ورأيت الحقيبة الحمراء ، كانت بسيطة جداً لكنها جميلة جدا حيث خطفت عقلي وكذلك الوشاح حيث وضعته حول عنقي بسرعة ، كم هو ناعم

( هل حقا وجدت قلادة بإسمي ! أنت مذهل .. سأعقلها اليوم ؟ انا أعرف أنها ستعجبني مثل الحقيبة والوشاح )

كانت في علبة مربعة صغيرة مغلفة باللون الأبيض ووفيها شريط أصفر .. ماكان الداعي لكل هذا !

ففتحتها وانا أقفز متحمسة ، رأيت قلادة ذهبية خفيفة ثم

..ثم قرأت الإسم

( ميمي ؟! ميمي؟ ، مــــــــيمـــــي ليس إسمي .. لماذا مكتوب هنا ميمي ؟ إسمي هو تاماني وليس ميمي ..أنا لست ميمي ، أليسكاندر..لقد خاب ظني فيكَ)

( ماهو ذنبي إن كان إسمك نادر وغير متوفر ؟ لم اشأ أن أعود بدون قلادة)

( لا تحادثني )

دخلت للحمام وغسلت وجهي بعنف ، نظفت أسناني بعصبية وحاولت أن لا أنفجر

حتى أليكساندر لا يأخذني على محمل الجدية

لماذا الامر صعب على الجميع أن يأخذوني بجدية

لماذا كان عليه أن يكون مثلهم .. لماذا كان عليه أن ينظر لي كأني فتاة بلهاء

خرجت فكان لايزال هنا ، مررت بجانبه فكان سيقول شيئ

( لا تحادثني )

لقد أخرسته على الفور ، سرحت شعري بسرعة فتقدم لي وأنا فقط رفعت سبابة يدي ونظرت لإنعكاس وجهه على المرآة

( لا تحادثني أبداً أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا)

لقد شردت في وجهه المضيئ حتى فرقع أصابع يديه وأنا أجفلت ومن توتري حملت حقيبتي وغادرت بسرعة للمدرسة

لم أنتظره حتى حيث طلبت من السائق أن يذهب

لا أدري لماذا أنا غاضبة الان ..هذه هي طبيعته الساخرة فماذا توقعت منه ؟

أنا مجرد ميمي بالنسبة له ..اللقب الساخر الذي لن ينادي به أحد مثل أختي سيرافينا ولا حتى صوفي وجينيفر .. لاأحد غيري

أنا فتاة شقراء بلهاء عديمة الفائدة..لن يأخذني أبدا على محمل الجدية

وبينما كانت السيارة ستعبر البوابة إستدرت لأراه يقف هناك ..لكن معه سيرافينا
التي مدت يدها تدعوه معها للداخل فأومأ وذهب معها .. وأنا مضيت وحدي في طريقي



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس