عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-21, 11:38 PM   #25

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل 12


أليكساندر ~



( أمسك لي هذه العلبة ) تفاجئت بالانسة سيرافينا خلفي ، تقدمت بحيوية وأشارت نحو علبة كبيرة في الردهة قائلة

( إلحقني )

حملت العلبة التي كانت ثقيلة وتسائلت ماذا يوجد بداخلها ، بدأت تسير كأنها تمثال حي ، وانا إلتفت للخلف ..فوجدت أن تاماني قد غادرت بالفعل

لقد كانت نيتي حسنة ، لماذا إنزعجت كثيراً ..ظننتها ستبتسم حين تراها ، ظننتها ستسعد بها ، لكن من الواضح كنت مخطئا فكيف ستعجب بقلادة عادية بينما هي ترتدي فقط المجوهرات الفخمة الغالية

( من هنا ) فتحت الأنسة سيرافينا بابا يؤدي لجناح خاص بها ، ودخلت لغرفة مكتب كبيرة بنية اللون فيها رفوف مليئة بالكتب ومكتب كبير ..

(ضع العلبة بالقرب من المكتب )

فعلت ذلك و كنت هائما بالخروج حتى أوقفتني

( إنتظر ..في الحقيقة لدي عمل كثير اليوم وأحتاج ليد ثانية .. إبقى لبعض الوقت )

لبعض الوقت يعني ليوم كامل ..أعرف ذلك

( يوجد في العلبة ملفات لم أستطع إنهائها قبل العطلة ، ضعها لي فوق المكتب)

( نعم بالطبع ) رتبت لها الملفات فكانت حقا كثيرة ومستحيل ان تنهيها اليوم جميعها

سحبت الكرسي وجلست ، كانت قريبة كثيرا مني حيث إستطعت رؤية أنها حقا جميلة كما يقولون هي تبدو طبيعية بكل ماللطبيعي معنى

تفرق شعرها الاشقر الخفيف في الوسط
تتركه يسترسل على سترتها الزرقاء الداكنة
وكم كانت رائحتها زكية

تضع عطرا طبيعيا عكس الأخرى التي يصيبني الدوار عندما تضع ذلك العطر القوى كأنها تريد أن تبيد الحشرات ..وربما البشر أيضاً

( أنا لست من النوع الذي يحضر العمل إلى البيت لكن اليوم وجدت نفسي مضطرة )

أخبرتني ثم رفعت وجهها لي لثواني قائلة ( إبحث لي عن ملف إدارة فندق الهند )

رحت أفتش بين الملفات وملامح وجهها طبعت في عقلي .. عكس أختها كل شيئ فيها طبيعي ..عيونها الزرقاوين العميقتان ، أنفها المستقيم الرقيق وشفتيها الزهريتين .. هي بالكاد تضع مساحيق التجميل و ملامحها ظلت هي لم تتغير
حتى لو غسلت وجهها ..ستظل هي

إنها طبيعية ، لكن اختها تقلدها بطريقة خاطئة خاطئة جداً

( لا أستطيع الإنتظار حتى تنظم لنا تاماني في الإدارة ، نحتاج لمساعد أخر سريعاً )

إلتزمت الصمت فنظرت لي مجددا وعيونها كانتا حرصتان مثل الافعى التي تلدغك من حيث لا تدري ..وتنشر سمها عبر كل عروقك ، يتسمم قلبك وعقلك وكل أعضائك بها

( تفضلي الملف ) أمسكته بخفة وفتحته وراحت تقلب في الأرواق بصمت تام ووبتركيز ثم وضعته جانبا وعادت لتنظر لحاسوبها مرددة

( العمل في الإدارة مرهق جداً ، أنا قلقة بان لا تتقبله تاماني )

لا أدري لماذا تخبرني أنا بهذه الامور

( ماذا لو رفضت أختكِ العمل في الإدارة ؟ )

( ليس لديها خيار أخر..نحن لن نحضر غرباء ليتولوا إدارة أملاكنا )

ظننت أنها ستهدمني بتلك النظرة الثاقبة

( هل لمحت أختي بطريقة ما عن كونها سترفض ؟ )

حقا كم هي إمراة ذكية هذه السيرافينا

( لا أنستي ! )

أومأت بسرعة ..وطوال الوقت كانت تكتب ملاحظات على الملفات وبعد ساعتين وأنا أمرر لها الملفات وأحيانا كانت تطلب مني أن أقرأ لها الملاحظات الموجودة على الهامش

( صحيح ..كيف هي علاقتك مع تاماني ؟ هل كل شيئ على مايرام ؟ )

الصفراء قالت أن لا اثق باحد غيرها بهذا المنزل وبفاني فقط .. لكن هذه الاخت ذكية جداً ..وماهرة في قرائة الوجوه ، لذلك هي تنظر لي فقط حين تطرح عليا لسؤال لترى عيوني

( بكل صراحة ياانسة ..أختك تريد أن تكون حرة ومستقلة.. هي لاتريدني هنا )

لقد قلت الحقيقة

( هذا صحيح ، لذلك سألتك إن كانت علاقتكما على مايرام ، فأنت تبدو لي مختلف عن المساعد السابق لورينس ، لابد أنها تقبلت وجودك في النهاية)

( مالذي يجعلك تعتقدين ذلك ؟ )

( لدي إحساس أن أختي قد تقبلتك كمساعد شخصي لها ، أستطيع أن أقرأ بين السطور )

( حسنا ..هذا يسعدني لكي أستطيع مساعدتها مثلما أوصتني اللايدي سيليستيا )

( لقد رأيت أنوار الطابق مشتعلة ليلة أمس ..مالأمر المهم الذي جعلها تسهر لوقت متأخر )

( في الحقيقة لقد نامت باكرا ، لقد كانت تعبة جداً ..ولم تستطع إنجاز وظائفها ففعلت ذلك نيابة عنها ، اللايدي سيلستيا قالت انها يجب أن تنجح بإمتياز )

لقد بدأت تتضح لي فكرة إحضاري لهنا ..تريد أن تستجوبني عن أختها

( أممم ..حسنا ، ناولني الملف الأحمر )

أعطيتها الملف الأحمر وبدون قصد لامست يدي يدها فقامت بتعبير متضايق جدا وكأنها لمست شيئا مقرفا

( لاأعرف إن بلغتكما أمي بأننا سنغادر غدا صباحا نحو فرنسا ..جميعاً )

أعرف أن غدا تبدأ عطلة الشتاء ..لكنني لم أفهم كيف سنذهب جميعاً

( جميعا ؟ )

ربما لم افهم قصدها

( أجل .. لا أستطيع الإستغناء عنكَ الان ، لكن سامنحك خمسة دقائق لتتصل بها وتخبرها بان تعود باكرا للبيت)

الصفراء ستكون غاضبة جدا إن لم أذهب إليهاَ الان هي إعتادت أن تراقبني أمام تلك النافذة ..تظن أنني لاأراها .. قد تحتاج لشيئ ولن تجدني هناك

( جميعا .. سنقضي الإجازة في أحد فنادقنا هناك سيكون الامر مثل إجتماع عائلي ، وبصفتك مساعد أختي فسترافقها أينما ذهبت)

لقد طمعت بإجازة لازور أهلي لكن الامر سيتأجل ..لن أرى أمي وإخوتي للأسف

خرجت للرواق وإتصلت بها ، كان يرن لكنها لم تكن تجيب ، إتصلت كثيرا وهي لم ترد عليا .. هل هي غاضبة مني لهذه الدرجة

حين فقدت الامر بان تجيبني عدت للمكتب وبالفعل طلبت مني أن أبحث لها عن ملف فندق فرنسا ..فوجدته وقرأت لها التقرير الذي كتب بنفس خطها

إن كانت قد كتبته هي وتعرف مسبقا فلماذا تطلب مني قرائته لها

لماذا تبقيني هنا معها بهذه الحجج

أعطتني هاتفها قائلة

( إتصل برقم السيد غرافل .. وقل له نيابة عني بأن إجتماع الظهر قد ألغي .. قل له أيضاً باننا سنعزمه لفنجان قهوة وسنتناقش عن تلك صفقة في فرنسا)

فعلت ذلك فكان صوته مألوفا جدا لي .. لقد سمعته من قبل لكنني لا اتذكر اين

( لقد قال لك حسنا وطلب مني ان أبلغك سلامه )

أومأت مرة واحدة وقالت مجدداً ( والان إتصل بسكرتيرة اللايدي بارولد وقل لها بان إجتماع الظهر قد ألغي)

فعلت ذلك وسالتها ( بمن ساتصل الان ؟ )

(لآ احد )

وضعت هاتفها على المكتب بهدوء فرفعت عيونها مجددا لتقول شيئا وتراقب ردة فعلي

( سأقدر لك أن تحضر اختي للمطار ..لاأحد يعرف مالذي ستخطط له لكي لا تأتي ، من المهم جدا ان تكون تاماني حاضرة معنا .. سأعتمد عليكَ، أو حدث لها مالن يرضيها )

( ساحرص أن تكون هناك غداً )

( تاماني ليست فتاة واعية ، و هي تريد حريتها وإستقلاليتها كما قلت ، لكنها تتصرف بطيش ولا تكترث لسمعة العائلة ، هي مراهقة تريد أن تكتشف الحياة ومن واجبنا أن نحميها ..ووالدتي عينتك لتحميهاً، الامر لا يقتصر فقط على مساعدتها بل حمايتها ايضاً، لكن خذ إحتياطاتك لكي لا تتعلق بك .. كن محترفا مثل لورينس وضع دوما حدودا دبلوماسية بينكما .. لأنه حالما نتأكد بانها صارت شخص يعتمد عليه سنضطر لأن نوقف خدماتكَ ..هل فهمتني ؟)

( أجل أنستي )

لقد بقيت معها حتى وقت الظهر ..ثم منحتني إستراحة وهي ذهبت لتتغذى و قالت لي أن لا اذهب لاي مكان لذلك امسكت الهاتف ورحت أتصل بتاماني وهي لم ترد عليا البتة

أعرف انها سمعته يرن فلماذا لا تجيبني

ياإلهي هل يمكن انها تعرضت لمكروه ..لا ..هي فقط تتدلل بطريقتها الخاصة

لم استطع اكل شيئ وحين بدأت أقلق ذهبت إلى فاني وأخبرتها بكل شيئ فإتصلت بها و هي ردت عليها من أول رنة

هكذا اذن أيتها الصفراء المزعجة

( هي تقول لك لا تحادثني أبداً في حياتكَ )

بلغتني فاني وهي تضحك

( بحقها ..أين هي الان ؟ )

( قد تكون بأي مكان .. والثانوية إحتمال ضعيف لأنها منزعجة جداً )

( حسنا شكرا لكِ، هل من نصيحة لاجعلها تهدأ وتتوقف عن التصرف كالمراهقات ؟ )

( إنها بالفعل مراهقة ياألكساندر .. ونصيحتي لك هي أن تدعها حتى تهدأ ثم إعتذر لها بصدق ..هي طيبة القلب وستسامحكَ)

( أوكي فاني )

ضحكت مجددا وقالت لي ( أنا أمزح ..تاماني من النوع الذي لن يسامح بسهولة ، وهي إذا إنزعجت من أحد ستتجاهله لدرجة أنه سيشك بانه موجود ، حظا موفقا معها )

إنتهت الإستراحة سريعاً فذهبت إلى الانسة سيرافيناَ، وأمضيت الوقت أساعدها لمراجعة الملفات ودراستها .. وكتابة التقارير .. كان الامر مملا جداً لاعجب أن اختها رفضت هذا العمل

حين وصلت الساعة الرابعة قالت لي ( لقد تأخرت جداً ..وضب لي حقيبتي )

( ماذا ؟ )

(اتبعني )

ذهبت لغرفتها التي كانت واسعة بشكل لا يصدق وفتحت خزانتها التي بحجم نصف منزلي
وضعت حقيبتها فوق السرير فإلتفتت لي قائلة

( ضع ملابسي الدافئة بداخلها )

لاحظت أنها تملك ملابس كلاسيكية جميلة كثيرة وفساتين متنوعة ومن بينهم الفستان الاحمر الذي جعل لعاب الجميع يسيل في الحفل

( لاتنسى وضع فستاني الأسود المخملي)

وبعد لحضات وقفت وحملت حقيبتها

بقيت تقف بعيدة وقالت :

( أليكساندر ، لقد ساعدتني كثيرا .. أنت سريع وقد أستعين بك مجدداً، تفضل تذاكر السفر ..أراك غداً )

حين تحررت منها كان أول شيئ أفعله هو الصعود بسيارة تاماني رغم انها معاقبة وذهبت لأبحث عنها ..وكان حدسي يخبرني بان أتوجه لعجلة لندن وقفت هناك وراقبت العجلة كبسولة كبسولة ..فلم تكن هنا

أيتها الصفراء أين أنتِ ؟ أين إختفيت ؟

حين سقط الظلام قلقت فعلا عليها ، إتصلت بفاني فقالت لي بانها لم تعد بعد ..هل يمكن بانها قصدت منزل إحدى صديقاتها

هي منزعجة وستفضل أن تبقى بمفردها حيث لن تمثل أمام أحد .. أين يمكن أن تذهب تلك المشاكسة
وفجأة تذكرت المكتبة فتوجهت هناك في الحال

كان المكان ذات أنوار خافتة ، ذو زوايا مظلمة وهادئ مثل أعماق المحيط .. وبجانب إحدى رفوف الكتب رأيت شعر ذهبي ينير العتمة ، تمرر أناملها فوق الكتب القديمة ..مشيت معها خلف الرف
أتأمل عبر شقوق الكتب هذا السلام الذي هي فيه حاليا ، أتأمل عينيها المتألقان المليئتان بالحياة ، كم هي سعيدة في عالمها الخاص ، وفي لحظة توقفت مكانها عندما وجدت ضالتها فمدت يدها نحو الكتاب .. لكنها أمسكت بيدي عوضا و نظرت لي في عيناي
فحبست أنفاسي وتمنيت لو تستمر هذه اللحظة الهادئة الى الابد

سحبت يدها لتمسك بالكتاب الغليظ ، حملته وإتجهت لتجلس بمفردها في إحدى الطاولات امام الجدار ..فلحقتها و سحبت مقعد ، جلست أقابلها وكم صدمت حين راتني وقررت أن تتجاهلني كما قالت فاني

كان هاتفها أمامها فحملته وأشرت للشاشة

( أربعون مكالمة قمت بتجاهلها )

( أششش ) قالت إحدى النساء بالقرب ، صوتي كان منفعلا فحاولت أن أخفضه

( هل تعرفين كم جعلتني أقلق عليكِ ، لندن ليست آمنة مثل غرفتكِ، ماذا لو أصبت بمكروه )

إستمرت بالنظر لي بعيون جامدة باردة و إستفزازية توجهها لي تعني بانها ستتجاهلني للأبد

وضعت هاتفها بقوة على الطاولة وقلت

( لقد تأخر الوقت ..يجب ان تعودي للمنزل)

لاتزال ترمقني بإستفزاز وبغطرسة فأخبرتها

( يجب ان تنالي قسطا من الراحة لأنك ستسافرين غدا صباحا إلى فرنسا ،حيث ستقضين عطلة الشتاء )

ضاقت عيونها لكنها إستمرت بالتجاهل

( يمكنك أن لا تكلميني للأبد ..لكن على الأقل قومي ولنعد للمنزل)

فامسكت بكتاب ضخم وراحت تقرأ

( حسنا ..أنتِ أردت ذلكِ )

وقفت قائلا للموجودين هنا

( أعتذر مسبقا عن الإزعاج )

وتوجهت للصفراء ..حملتها رغما عنها فراحت تصرخ ( أنزلني..أنزلني ..أنزلني الأن )

وضعتها في السيارة وأغلقت الباب وصعدت بسرعة وكم كنت معصبا

( لاأصدق أنك جعلتني أقوم بذلك )

فصرخت بصوتها العالي الصاخب ( أي جزء من إياك ان تحادثني أبدا لم تفهمه ..وكيف تجرؤ أن تحملني بتلك الطريقة أمام الجميع ، أنا أكرهكَ أليكساندر أكرهك )

( ستتجاوزين ذلكَ )

( قلت لك تحادثني أبداً )

أوقفت السيارة بسرعة وصرخت بطريقتها

( إنضجي ! .. هل تعلمين أمرا ؟ أنا أيضا لا احب رفقتك .. لدي فتاة تهمني أكثر منك وكنت اود أن اكون معها الان لكنني هنا عالق معك ..فعلى الأقل تصرفي مثل البشر ، وأنا أعتذر عن القلادة ، لم اجد إسمك ولم أشأ العودة خالي اليدين .. ظننتك ستسعدين بها لكنني نسيت أنك إبنة اللايدي سيليستيا)

ظلت تحملق لي بذهول حتى ظننت انها دخلت بصدمة وقالت بصوت مرتجف

( خذني للمنزل )

فقدت بدون ان أقول شيئا ..وهي ظلت صامتة أيضاً
حتى حين وصولنا ذهبت مباشرة لغرفتها وأوصدت الباب وأنا ذهبت لغرفتي المؤقتة وألقيت بنفسي وفق السرير ثم إتصلت بإيمانويل وكالعادة جعلني أتحدث مباشرة مع ماكنزي ، هذا لانه حين يأتي للمنزل يبقى فقط بجانبها لكي يتجنب التحدث مع امي وأرون

( لقد إشتقت لك عزيزتي ..أخبريني كيف حالكِ؟ )

( أنا أنتظرك أخي ..أنت ستأتي في العطلة صحيح ؟)

( أخشى أنني لن اتمكن من الحضور ياعزيزتي ، أنا مشغول جداً )

صمتت فعلمت بانها تبكي الان ..أسمعها تنتحب

( اخبريني هل تتناولين دوائك في الموعد ؟ )

قالت ( أجل ) وكان صوتها يبدو لي مرهقا جداً

( أين الجميع ؟ )

أخذت نفسا عميقا وقالت ( أمي مازالت في العمل..وأرون ذهب ليحضرها )

( لا تخافي ياعزيزتي ..إيمانويل برفقتكِ )

( لا ..أنا بمفردي فإيمانويل غادر بعد أرون بثواني ..ونسي هاتفه هنا ، أنا سعيدة لأنه نسيه)

وبدون وعي وجدت نفسي أقف قرب الباب ,لاادري ماذا حدث لي لكنني شعرت برغبة بالذهاب إليها ولو ركضاً ..كيف يجرؤ أن يتركها بمفردها في البيت وهي مريضة وصغيرة

( لاتخافي ياعزيزتي ..سأبقى معك على الهاتف حتى يعودوا حسنا؟ )

( لست خائفة )

( إذن اخبريني ماذا فعلت اليوم ؟ )

( .. المطر يتساقط منذ الصباح ، والبرد شديد جداً لايوجد هناك شيئ أفعله )

( هل يمكنك أن تفعلي شيئا من أجلي ياعزيزتي ؟ )

( أجل )

( إنهضي وأغلقي الباب ونافذة المطبخ ..هل تستطيعين فعل ذلك ؟ )

( أجل ) سمعت صوت خطواتها وسمعتها تغلق الباب والنافذة ثم عادت لغرفتها فقلت لها

( أغلقي باب غرفتك أيضاً ) لاأدري كيف ترك إيمانويل فتاة قاصر بمفردها في الليل والان

( إهدأ ياأليكس ، أنا أسيطر على الوضع ، أتعرف أرون وأمي أيضا مشتاقان لك ..ظنناك ستأتي في العطلة حتى أن أمي عملت ساعات إضافية وصنعت لك كنزة صوفية دافئة ، قالت ان لندن بادرة كثيراً )

لكم حزنت على أمي ، ليتني أستطيع جعلها تستريح ..ليتني أعطيها الراحة

( متى ستأتي إذن يا أخي ؟ ) هي لاتكاد تصدق متى تراني وأنا أيضاً

( قريبا ياعزيزتي قريبا)

تسارعت أنفاسها حين قالت لي (أنا أصلي من أجلك لكي تكون بخير هناك )

آآه كم إشتقت إليك ياأختي الصغيرة العزيزة

( أخبريني ماذا تريدين أن أحضر لك عندما أتي ؟ ) أعرف أنها تبتسم الان

( أي شيئ ؟ ) سألتني فقلت ( أي شيئ تريدينه ياعزيزتي )

فقالت بصوت حنون رقيق ( كل ماأريده هو أن تأتي وأراك ..لأنك تأخرت كثيراً ،وأنا أخاف أن أموت ..قبل ان أراك)

( لماذا تقولين هذا ياماكنزي .. أنت ستعيشين حياة طويلة سعيدة ..سأوفر لك كل شيئ ، لن أدعك تحتاجين لشيئ أبداً .. لاتفكري كذلك مجدداً ..لانني حالما أستطيع سأتي وسأعانقك مطولا وسأحضر لك هدية معي حسنا ؟ )

( حسنا )

( هل تعدينني بأن تأخذي دوائك في الموعد وتأكلي جيدا )

( حسنا أنا أعدك ..اخي لقد عادت أمي مع أرون ، أنا أسمع صوتهما )

وكذلك انا سمعت ضجة أمام الباب ففتحته وتفاجأت بالصفراء تقف هنا ..متجمدة وفمها مفتوح بذهول فقلت بسرعة

( حسنا عزيزتي ..ليلة سعيدة ، أحبكِ )

أغلقت الهاتف ونظرت مطولا لها ..وكذلك بقيت على حالتها ثم قالت غير مصدقة

( لقد قلت أنك لا تملك حبيبة ! .. كنت تضحك طوال الوقت علياَ )

دخلت للغرفة ونظرت حول المكان ( هل ظننت أنني لن أكتشف الامر ؟ مالذي تخفيه عني أيضا ؟ هل أليكساندر هو إسمك الحقيقي ؟ )

الان هي ستجن مجدداً

( لقد فهمت الامر خطأ ياأنسة )

( لقد سمعت كل شيئ ..هل مازلت تنكر الامر ؟ وأنا الحمقاء التي جائت لتعتذر منكَ .. أنظر لنفسك ..أنت كاذب بارع ، تخفي عني أمر حبيبتك لكي لا افصلك عن العمل )

( الامر ليس كما سمعتي )

وضعت يدها على خصرها ،زمت شفتيها ، ضاقت عيونها فبدت كأنها تحدد الإستراتيجيات لتقضي عليا

( أقسم الامر ليس كما يبدو .. ليس لدي حبيبة ، ثم من أنت لكي تمنعيني من ان أواعد فتاة ما ؟ )

فإستقامت وردت بغيظ ( أنا ملكة )

( ذلك لم يكن مكتوبا في العقد حسنا)

فإبتسمت بإستفزاز ( لاباس ..إعتبره مكتوب إذن مادمت تعمل عندي فلايحق لك أن تواعد أحداً .. لاأحد ..هل كلامي واضح ؟ )

( لماذا لا تعطيني مجالا لأتكلم ؟ )

( أنت غاضب ؟ )

آآه كم هي مستفزة ومشاكسة.. لاتزال تنظر حولها حتى إستقرت عينها على التذاكر وهنا أخذتهم وخرجت لغرفتها فلحقتها ودخلت خلفها

( أيا كان الذي تخططين له فلتلغيه لانك ستسافرين سواء أردت ذلك أو لا )

( هل أنت والدتي لتأمرني هكذا ؟ )

كانت ستشق التذكرة فمنعتها من ذلك

( من المهم جدا ان تكوني مع عائلتك في فرنسا أو حدث مالن يرضيكِ ..هذا كان كلام أختك اليوم وليس كلامي ، أنا أسف لأنني لم ألحق بك ..لقد طلبت مني مساعدتها ولم أستطع الرفض من أجلكِ، وتبين لاحقا انها كانت تريد أن تعرف بعض الامور عنا ..وعنك بالأخص)

( أمور مثل ماذا ؟ )

( مثل إن كنت مستعدة لتنظمي لإخوتك في تولى أمور الإدارة )

دحرجت عيونها بسئم ( أفضل الموت .. الشئ الوحيد الذي سأتولاه هو قضايا موكليني ولن أقبل بغير ذلك ..سأحارب من أجل ذلك .. سأصبح محامية مشهورة ..ولقبي سيكون قاهرة الظلم )

( حسنا..هذا مخيف بعض الشيئ )

إقتربت مني بتردد ولم تكن يوما أقرب ، على الاقل لم تكن هكذا قريبة سوى حين تكون منزعجة وتريد تمزيق وجهي ..لكن الان أنا أرى فتاة ضعيفة تسألني

( هل ستأتي معي إلى فرنسا ؟)

( طبعا لا .. لن أتي ، العطلة تخص العائلة فقط )

لم أرى فتاة حزينة يوما مثل هذه الصفراء أمامي

لم تكن ستحزن هكذا لو قال لها أخوها أنه لن يذهب أصيبت بهستيريا فبدأت تتحدث

( سأكون أنا فقط بمواجهة ال فيفر ومعارفهم ، هل تعرف ماذا يعني هذا ؟ يعني أنني سأموت صغيرة ومقهورة )

( لن تموتي ..ستقضين فقط وقتا جميلا برفقة عائلتكِ )

( وأنت ياأليكساندر ؟ )

( أنا سأبقى هنا غالبا ) حين قلت هذا إنفجرت وراحت تلكزني بصدري

( تريد أن تذهب لحبيبتكَ ..تريد أن تمضي العطلة معها صحيح ؟ لكن إحزر ماذا أيها السيد ، أنت ستذهب معي لفارنسا شئت أو أبيت .. سيكون عليك أن تختار بين حبيبتك وعملكَ )

( هل أنت مستعدة حقا لتفصليني عن العمل ؟ )

( سأفكر جديا بذلك ..أنا لا أريد خونة بفريقي ، إما أن تكوني وفيا لي او ستذهب )

( خونة ؟ اتعلمين لم أعد اعرف مالذي أنت غاضبة منه بالضبط ؟ القلادة ؟ او بقائي لمساعدة أختكِ)

( برأيك أنت ؟ )

( لاداعي لتغاري من أختكِ ، كانت تريد أن تتأكد فقط أننا نتفق معاً ، وبانك تسيرين في الطريق الصحيح)

إحمرت وجنتيها بقوة فقالت متوترة

( أغار ؟ قل هذا لحبيبتكِ .. كل مايهمني هنا هو العقد الذي يوجد بيننا والذي يقول ببساطة .. أنا ملكة وأنت ..أنت ..أنت ......)

ظلت تفكر بكلمة فقلت قبلها محذرا

( من الأفضل ان تقولي وأنا مساعدك الشخصي ياانسة)

فقالت بطريقة آلية ( أنا ملكة وأنت مساعدي الشخصي )

( أوكي .. وساظل كذلك حتى يرى أهلك بانك قادرة على الإعتماد على نفسك ، حينها سأذهب)

( هل هذا يعني بانك ستختارني أنا ؟ أعني ستختار العمل ؟ )

( كنت سأختار حبيبتي ، لكن يبدو أن أختك قررت أن أرافقك إلى فرنسا فعلا )

اخفضت عينها للتذاكر ورأت انها تحمل تذكرتان ثم تنهدت بعمق مرددة تحت أنفاسها

( كنت تضحك عليا طوال الوقت مجدداً )

(لمالا توظبين حقيبتكِ ؟ لقد تأخر الوقت و ... )

صمت حين أشارت لحقيبتها الملقاة على الأرض

(لماذا لا تفعل أنت ذلك ؟ )

( ماذا هل تعجزين أنت وأختك عن وضع بضعة ثياب في حقيبة لعينة ثم إغلاقها ؟ )

توقفت عن الرمش والتنفس

( هل وضبت حقيبة أختي سيرافينا ؟ )

فسألتها بأسلوبها ( هل لديكِ مانع ؟)

( هل تريد حقا أن تعرف جوابي ؟ )

( هل يمكنك أن تقولي ببساطة عما يجول ببالك وبدون تردد ؟ )

( هل أنت مستعد ؟ )

أومأت فإذا بها وبدون سابق إنذار تقفز عليا ، سقطتُ على السرير فجثمت فوقي ووضعت كلتا يديها على عنقي ، خنقتني بكل قوتها وراحت تصرخ كانها ممسوسة

( أنت خائن ..أنت أسوء من لورينس .. أيها الخائن المخادع )

لقد شعرت بأظافرها تحت جلدي وهي قوية عكس ماتبدو .. عجزت عن نزع يديها عن عنقي

( هل ستعمل عند سيرافينا الان ؟ إستبدلتني باختي المثالية ؟ )

( توقفي الان أيتها الصفراء المجنونة المشاكسة ..ستقتلينني )

( هل لديك مانع ؟ .. لانه ليس لدي مانع أن أنهي حياتك البائسة الان وفي هذه اللحظة .. أنا لا ارتكب جريمة..انا فقط ادافع عن نفسي أمام شخص خائن وغير وفيي ، القاضي سيقف بجانبي)

( حسنا ..هيا إقتليني الأن وإبحثي عن مساعد جديد ليرافقك إلى فرنسا )

تركتني بسرعة ونظرت بهول لي كأنها إستعادت وعييها للتو ثم صرخت ( إنهض من سريري)

وبدأت تتنفس بهستيريا

( إنهضي من فوقي اولا )

فإنتبهت إلى أنها تجثو فوقي وكيف طارت للأرض فنهضت بسرعة وامسكت عنقي الذي يؤلمني
لقد جرحتني باظافرها المزيفة في منطقة التي جرحني فيها الشاف بيشوف

( حكمت عليا بالموت بدون أن تسمعي بقية القصة وتريدين أن تصبحي محامية ؟ )

( لقد سمعت مايهمني فقط ، أنت محظوظ لان فرنسا أنقذتك مني )

حين إلتقطت أنفاسي جيداً، لفيت يدي حول عنقها النحيف ، ألصقتها في الجدار ورفعتها لتصبح في مستواي

( ومن سينقذك مني الان ؟)

أصبح لونها أحمر مثل احمر الشفاه الذي تضعه
ونظرت لي بطريقة غريبة حيث مالت وجهها نحوي ..ظننتها كانت ستقبلني فإبتعدت بسرعة وتركتها لتسترجع انفاسها

( ماخطبك ؟ هل كنت ستقتل الملكة ؟)

بدأت تسعل فقلت مصدوما ( لاأريد ان أكون فظا..لكن هل حاولت تقبيلي للتو ؟)

( تتمنى ..أردت فقط إخافتك ..وإنقاذ حياتي ايها الراهب )

رمقتني بغيظ شديد

( ..لا تفعلي ذلك مجدداً.. )

( لماذا ..هل تخاف أن تغضب عليك حبيبة القلب ؟ هل لهذه الدرجة انت وفي لها ؟ )

الان هي من إستفزني فامسكتها من سترتها المدرسية وقلت لها على حدى

( أنت فتاة مجنونة )

زمت شفيتها ودفعتني عنها لتكرر على مسامعي :

( لأنني لا اريد خونة في حياتي ؟ )

( بل لأنك تصرين على أنني أملك حبيبة ، بينما قلت لك مرارا انني لا أملك ، ثم هلا وضحت لي المشكلة لو إمتلكت حبيبة ؟)

( ليس عليا أن ابرر لك شيئا أيها الشاب البسيط )

( انت حقا تفقدينني السيطرة على نفسي .. هلا عقدنا هدنة ؟ عديني الان بأنك ستهدئين )

( انا هادئة ) قالت بعصبية ثم فتحت فمها مهددة

( ومالذي يؤكد لي أنك لن تحاول إيذائي ؟ أنظر لي وإسمع جيدا ..أنا لست فتاة سهلة .. إن حاولت قتلي ..فسأقتلك أولا )

( أنا جئت هنا لاحميك ومن المستحيل ان أؤذيك )

( أيا كان .. )

( أراك غدا صباحا إذن .. أخلدي للنوم )

أومأت مرددة بهمس ( كأنني سأستطيع )

مشيت للباب فسألتني بغيرة ( أرجوك قل لي من كنت تكلم قبل قليل ؟)

ففتحت الباب وفكرت بأنني عذبتها بمايكفي لليوم

( أختي ) قلت مبتسما وأغلقت الباب

الان اتمنى ان ترتاح وتنام بسلام



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس