عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-21, 07:21 PM   #27

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 14


أليكساندر~


كانت كل عظامي تؤلمني في صباح اليوم التالي
حتى أنني تأخرت في النوم حتى التاسعة وأنا أعرف أنها تنهض باكرا حتى في أيام العطل ، أسرعت في أخذ حمام وإرتداء ملابسي ثم توجهت لغرفتها وقبل ان أصل وجدت الأخت كلارا

ولولا إنعكاس صورتها على الجدار الزجاجي لكنت دست عليها

( صباح الخير أنستي )

حافظت على جمود ملامحها وأكملت سيرها كأنني غير موجود ، وبنفس الوقت خرجت تاماني من غرفتها وبمجرد ان رأتني حتى وجهت لي إبتسامة مشعة

( في الوقت المناسب دوماً ، تعال ينتظرنا يوم رائع ) قالت بحماس غريب

( اليوم مهم جداً ويجب أن أكون عند حسن ظني والدتي )

سارت خطوتين للامام ثم توقفت بضيق وقالت : ( هيا أليكساندر)

زفرت وعادت لتمسك بيدي فاوقفتها

( ياأنسة ...لقد نسيت إرتداء ملابسك )

صراحتي هذه جعلتها تنظر لنفسها مجدداً

أولا هي ترتدي هذا المعطف الاحمر الضيق الجد قصير ، وساقيها عاريتان لأن تنورتها قصيرة جدا.. بالإضافة لحذائها الأسود الجلدي ذو الكعب العالي الذي يبدو غير مناسب البتة لسنها

هي تعرف ماذا عنيت لكنها تظاهرت بالغباء وشدت يدي أكثر

( هيا أليكساندر)

( أنا لن أذهب معك لاي مكان معك حتى ترتدي شيئاَ لائقاَ ، أنظري لنفسك ..الطقس بارد جدا ولذلك يسمونه الشتاء )

( هل لديك مشكلة مع الطقس البارد ؟ )

إستعملت صوتها المستفز الان

( لدي مشكلة مع الناس الذين لا يفرقون بأي فصل نحن ولمعلوماتك إنه الفصل الذي يرتدون فيه ملابس طويلة دافئة)

( هيا أليكساندر ، هذا يوم مهم وعليك ان تساندني ..هل سمعتني هذا يوم مهم )

( أنا لن أرافقك لأي مكان إن بقيت هكذا )

سألتني بصوت عالي ( لكن لماذا ؟)

( لانك لا تعجبينني بهذه الهيئة ، لدي معايير أيضاً ولاأريد أن تظهر بجانبي فتاة غير محتشمة)

لقد صارت الدماء تغلي في عروقها

( أولا قبل كل شيئ ، مهمتي هي أن أعجب والدتي وليس أن أعجبك أنتَ .. واليوم بالإضافة لوالدتي ..يجب أن أعجب بمثالي الأعلى السيد غرافل )

( بهذه الهيئة ؟ لاعجب أنك في المرتبة الأخيرة في قائمة والدتك ، أنت لا تعرفين ماهو المناسب لكِ .. وهذه الملابس ليست مناسبة لأي شيئ )

( قصدك ؟ )

(قصدي يجب أن تحترمي نفسك ، حتى بطريقة لبسك .. لكي يحترمك الجميع وأولهم والدتك .. أقسم لو كان هناك قانون يعاقب على الأزياء لكنت إعتقلت منذ مدة )

وضعت يديها فوق خصرها لتقول بإنزعاج (ماذا تكون ؟ شرطة الازياء )

( انت تبدين مثل أنسة غير محترمة ووجهك يبدو مثل عدت للتو من السيرك )

( هاي ..لاتنسى أنك تكلم الملكة تاماني سيليستيا فيفر )

( أخرسي أيتها الصفراء المزعجة ! وإذهبي لتغيري ملابسك في الحال ، إرتدي شيئاَ راقي ومحافظ تنادين نفسك بالملكة ؟ لم أرى يوما ملكة تحط من قيمة نفسها مثلك )

إرتفع حاجبيها للأعلى بإستياء ( المعذرة ؟ )

( إن كانت الملكة إمراة محافظة ..فمن أنت حتى لا تكوني مثلها ؟ إسمعي إما أن ترتدي شيئا محافظا ..أو إنسي أنني سأرافقك اليوم حسنا)

( حسنااااااا ، سأغير ملابسي )

زفرت بوجهي ودخلت لغرفتها ، وبعد نصف ساعة خرجت ..فنظرت لأرى فتاة مختلفة تماما لكن هناك شيئ يجيب ان يختفي أيضاً ..إرتدت معطف أسود يخفي ركبتيها ، وجوارب سوداء خفيفة بالإضافة لحذاء بسيط ذات كعب صغير ..لاأعرف إن كانت ترسل لي رسالة عبر إختيارها للون الأسود الموحد

( كيف أبدو ؟ ) لم تكن متحمسة كالعادة

إقتربت منها وأمسكت بالمنديل ، مسحت اللون الأزرق على عيونها ..وأحمر الشفاه ونزعت مشبك الذي تجمعه به شعرها بطريقة تظهرها كانها مملة فتساقط شعرها الكثيف على كتفيها وظهرها

( الان انت مستعدة لتنالي إعجاب الجميع )

قالت بتوتر شديد ( انا أخشى من ردة فعل والدتي إن راتني هكذا ؟ )

( ردة فعلها الوحيدة هي الإعجاب بك .. أليس هذا ماتريدينه ؟ )

( بلا ..لكن ..هل أنت متأكد؟! )

قاطعتها وطمأنتها ( ياأنسة ، ثقي بنفسكِ قليلا )

أومأت فشجعتها ( الناس قد يعجبون بمظهرك ، لكن سيحبونك لشخصيتكِ، وعليك أن تمتلكي شخصيتك الخاصة .. فقط كوني على طبيعتكِ ولا داعي لتثبتي أي شي لأي أحد ، أنتِ لديك حقوق مثلهم ، وهذه الحقيقة .. أنت فرد من آل فيفر وتستطيعين أن تكوني مثل أختك أو أفضل
كل ماعليك فعله هو الثقة بنفسك وإتباع قلبك .. سترين أن الامر ليس بهذه الصعوبة)

( حسنا سأحاول.. سأجعل السيد غرافل يعجب بشخصيتي ، وليس بمظهري ، إنها فرصتي الذهبية بأن أقنعه بأن يقبل بي ..لأنه الأفضل ولن اجد مثله)

وتنهدت تنهيدة سبق ورأيتها عند دوغلاس حين يتحدث عن مستقبله .. فتسائلت من يكون السيد غرافل ؟

في قاعة الإستقبال مشت امامي بخطى واثقة وبمجرد أن رأت والدتها وجون جالسين حتى توقفت وهمست بهيام ( السيد غرافل )

نظرت للرجل الذي يقابلني بظهره ، الذي كان يحدث جون ، لقد تكلمت معه عبر الهاتف حيث طلبت مني سيرافينا أن أبلغه بأن الإجتماع ألغي

( تمنى لي الحظ ! ) أخذت نفسا عميقاً ثم وقفت بإستقامة وفجأة سمعت ازرار معطفها تفتح كلحن حيث نزعته قائلة بإستفزاز

( بعد تفكير ثاني ..ماقلته أصبح قديم الطراز، ففي الوقت الراهن ..الناس يقيمونك عبر مظهرك .. فان كنت فخما ستتاح لك فرص أكثر .. هذا تصريح والدتي )

ألقت عليا معطفها فنظرت إليها لأرى أنها ترتدي تنورة صفراء قصيرة جداً وسترة كلاسيكية عاجية

( كيف أبدو ؟ ) سألتني وهي تدور حول نفسها

لقد إنزعجت لأنها ضربت كلامي بعرض الحائط فقلت ببرودة

( لا تسأليني فأنا شاب قديم الطراز )

ويبدو ان صوتي وصل لوالدتها حيث نادتها في الوقت المناسب

( تاماني ..تعالي وألقي التحية على السيد غرافل ! )

وبمجرد ان ذكرت إسمه حتى إتسعت إبتسامتها الحقيقية وبنفس الوقت نهض السيد وإلتفت نحونا..وكان الذهول مرسوم بوضوح على وجهي وعلى وجهه

يااه ماأغرب الصدف

هل يعقل أن يكون السيد غرافل هو نفسه الرجل الذي نسي حقيبته في الحافلة ذلك اليوم

بقيت ساكنا في مكاني حيث تقدم هو نحوي وتحت إستغراب الجميع وظنهم أنه سيصافح الأنسة تاماني

قام بمعانقتي للحظة وقال بصوت سعيد مديد

( أليكساندر ..لكم تسعدني رؤيتك مجددا، كيف حالك ياإبني ؟ )

هل يعقل أنه لا يزال يتذكر ذلك اليوم ويتذكرني

( أنا بخير سيدي ..كيف حالك ؟ )

شعرت بحركة الصفراء حولي وسمعت صوتها تقول : ( مرحبا بك سيد غرافل ..كيف حالك ؟ )

فأخفض عيونه لها لثانية قائلا ( بخير بخير .. وسعيد لانني إلتقيت بأليكساندر هنا يالها من صدفة جميلة ..أخبرني ماذا تفعل هنا في فرنسا ؟ )

أعتقد أنها إحترقت من تجاهله الغير متعمد لها فقالت بتهكم ( أليكساندر مساعدي الشخصي)

رفع حاجبيه وعيناه تبتسمان ( أحقا ؟ هذا يعني أننا سنلتقي كثيرا الأيام القادمة ، تعال تعال وإجلس معنا )

وضع يده على ظهري وأخذني لأجلس بقربه ..وإضطرت تاماني ان تتبعنا ثم جلست غير مصدقة وأوشكت ان تلتهمني بعيونها الطفوليتان الغاضبتان

( يبدو انك تعرف أليكساندر ؟ ) سألته اللايدي سيليستيا ولم تكن تملك مشكلة بذلك فأومأ هو وقال بإختصار

( فلنقل أن أليكساندر أنقذ حياتي ذات يوم وأنا مدين له بذلك ، أنت إخترت الشخص المناسب ..يمكنك ان تنامي وأنت مطمئنة على إبنتكِ)

ومن جهة أخرى تسائلت لماذا هي معجبة بالسيد غرافل إلى درجة الهوس ، هي لاترفع عينها عنه

( بوونجووووغ ! ) صدر صوت عتيق من خلفي فوقفت لأرى اللايدي هولموود وزوجها .. وكانت هي الثانية تتصرف كأنها تعرفني منذ زمن حيث تركت ذراع زوجها وجائت لتقف أمامي قائلة

( أرى أنك تعرفت بالمحامي الخاص بي ..السيد غرافل! )

ثم إلتفت للسيد غرافل قائلة ( أليس هذا أظرف شاب رأيته يوما ؟؟)

( إنه شاب صالح ومهذب ! ) أومأ السيد غرافل بإبتسامة صامتة

أنا متفاجئ مما يحدث الان ..وكذلك أل فيفر

( أنا متأكد من أنه كذلك ... تفضلي بالجلوس لايدي هولموود ، لورد هولموود ! ) قال جون فجلس الجميع وحين كنت سأنصرف أمسكتني اللايدي هولموود وجعلتني اجلس بجانبها ..وهنا فقط عدت بذاكرتي للخلف وتذكرت انني رأيتها من قبل ، نعم رايتها في سيارة رولز رويس وكانت برفقة السيد غرافل .. لقد ظننتها زوجته حينئذ ، لكن تبين أنه محاميها

مهلا ...الصفراء مهوسة به لانه محامي ..لأنه يمتهن أكثر شي تود أن تكونه ، لقد ظننته رجلا ما وقعت في حبه .. كم كنت مخطئا في تحليلي وهي الان تجلس بمفردها على الأريكة تكاد تبكي لأن الجميع يتجاهلها

لم تتوقع أن المحامي يعرفني ..لم تتوقع ان يسعد برؤيتي ..لم تتوقع أن يدعوني للجلوس معه .. لم تتوقع ذلك من رجل بسيط مثلي

من الواضح ان السيد غرافل محامي بارع والأفضل في مجاله ..وهي تحب أن تتلقى الإهتمام من الأشخاص المهمين مثله ، لكي تشعر بأنها مرغوبة ، هكذا إستنجت من تصرفاتها ..وهي مهوسة به لأنه عائلتها تحترمه وستحترم رأيه إن تكلم عنها ومدح مهنته ..لكنها لا تعرف أن أهلها لن يوافقوا يوما على إختيارها لمهنة المحامات مادامت لن تطلب بنفسها ذلك وتفرض رأيها

( أخبرني أيها الشاب الظريف .. ماهي مشاريعك المستقبلية في الحياة ؟ )
شعرت بالضغط لان اللايدي هولموود منشغلة بي

( وظيفة جيدة ثابتة )

قطب السيد غرافل جبينه قائلا ( وظيفة جيدة تتطلب تخصص جيد ، لو درست الحقوق لكنت وقفت لجانبك حتى تفوز باول قضية لكَ، كنت ساجعل منك محامي ماهر)

هذه اللحظة بدأت الصفراء تسعل رغم انها لم تشرب شيئ ، فتحت عيونها بقوة نحوي فشعرت بالشفقة عليها حقاً، فالسيد غرافل يتجاهل النظر إليها لكي لا يتم إتهامه باستراق النظر لمراهقة مثيرة ربما .. لو أخذت نصيحتي ، ليس صعبا اكتشاف انه رجل محافظ مثلي

قال جون ( يقولون المحامي الجيد يعرف القانون ..والمحامي الممتاز يعرف القاضي)

( مارأيك انت ياألكساندر ؟ ) طلب السيد غرافل رأيي شخصيا فقلت وأنا أنظر لتاماني بخيبة

( البعض يقولون إن المحامي الماهر هو كذلك كاذب بارع جداً )

فقالت مباشرة خلفي ( انا واثقة أن السيد غرافل ولد لكي يكون محامي ..وهو يحب مهنته لذلك يمارسها بكل مصداقية والدليل أنه واحد من أفضل المحامين في لندن)

لا اعتقد أن أحدا سمعها حيث قال السيد غرافل قبل ان تنهي كلامها ( هل يمكنني ان أعزمك لاحقا لفنجان قهوة ياأليكساندر .. اود أن أعرفك اكثر)

( أجل.. طبعا ! )

لقد ماتت بالقهر حين دعاني

( هاقد وصلت الانسة سيرافينا ، أعتقد أننا نستطيع مناقشة صفقة البندقية الان )

حين جلست سيرافينا ,تاماني وقفت وقالت : ( المعذرة منكم ، سررت برؤيتك سيد غرافل)

فنهضت ولحقتها ، كانت تسير بسرعة رهيبة للخارج لاأدري أين ، لكنها ذاهبة حيث لا يوجد الناس
وبينما كانت تمشي وضعتُ معطفها على كتفيها فتوقفت وأمسكته بشراسة لتلقيه في الأرض

( لماذا أنت تتبعني ؟)

( أليس هذا مايفترض بي فعله ؟ )

( لا أدري ..ربما تفضل البقاء معهم ربما يحتاج السيد غرافل لرأيك حول شيئ أخر )

حملتُ معطفها مجددا ووضعتهُ حول كتفيها فقالت وهي ترتجف ( لو رآك السيد غرافل مثلما رأيتك أنا أول مرة لما تجرأ ولمسك حتى ، للأسف الملابس الفخمة تفعل الاعاجيب)

الان هي بدأت تقلل من قيمتي ، وكم هي ممتلئة بالغضب ، وفي لحظة ما إستدارت وعادت أدراجها لغرفتها ، تركت الباب مفتوح فدخلت ووجدتها تقف في الشرفة ، تغمض عيونها بقوة وحين شعرت بحضوري قالت بحدة

( عندي لك نصيحة أليكساندر ، لمالا تذهب وتجهز نفسك جيدا لتقابل السيد غرافل ..وربما قد أعطيك لمحة عن دراسة الحقوق)

وبدون سابق إنذار تقدمت ودفعتني بقوة

( لقد سرقت حلمي ..سرقت يومي المهم ..وسرقت مثالي الاعلى)

( أنا لم أسرق شيئاً منكِ، لمعلوماتك السيد غرافل وانا لا تربطنا أي علاقة ، وإن كان قد إستلطفني فلأنه رجل طيب)

( من أنت لكي يستلطفك ؟ هاه ؟ سأخبرك .. أنت مجرد شاب فقير جاء من الريف ، ليس لديك اي شيئ ولا تعرف أي شيئ ..أنت لا شيئ ..بينما أنا كل شيئ ، أنا إبنة رجل الأعمال الناجح جيفري اللعين فيفر وعارضة الازياء الشهيرة سيليستيا هاميلتون فأنت إبن من ؟ ، أنا جميلة وذكية..و غنية .. والسيد غرافل هو رجل مهم جداً ويعمل عند واحدة من فاحشات الثراء في بريطانيا ، هو يدير لها الكثير من الشركات حول العالم ولقد حضر في الكثير من البرامج التليفزيونية لأنه عبقري ..فكيف إهتم بك وتجاهلني ؟ أنا أكرهك أكرهك أكرهك أليكســــــــــــــــــــ ـــــــاندر .. أكرهك )

( حسنا ..)

لم أسمح لأحد أن يقلل من قيمتي في حياتي كما تفعل هي ، وأنا صامت لها لاني أعرف أنها غاضبة ..لكن ليس لدرجة أن تجرحني بالكلام

( أجل أركض وأنجو بحياتك ..فقط اهرب كما تفعل دوما )

صرخت مثل مراهقة هستيرية ثم جائت و أغلقت الباب بقوة فقررت أن أنزل ..شعرت بالإختناق فخرجت وجلست على إحدى المقاعد

لم يفترض أن أخذ كلامها على محمل الجدية فهي مجنونة ..لكن جميعهم يفكرون مثلها

أنا لم أرد أن أولد فقير ، لم أرد أن أكبر فقير .. وأنا أعمل لكي لا أظل فقير .. لكن لماذا يرحمنا المجتمع قليلا ..

( أليكساندر ) رأيت فاني تقف أمامي ثم جلست بجانبي

( أتسائل ماذا تفعل خارجا في هذا الطقس البارد ؟)

( لن تودي أن تعرفي )

( إذن سأخمن .. الملكة منزعجة ؟ )

( أسوء .. هي تنفث النيران من فمها )

أومأت كأنها فهمت قصدي وقالت ( وأنت هربت ياأليكساندر ؟ تركتها وحيدة هناك ؟ )

( لقد حاولت ان أنجو بحياتي .. ثم ليس من الضروري أن أتحمل غضبها الغير منطقي)

( ربما لا ، لكن هل يمكنك فعل ذلك من أجل الإنسانية ؟ في العادة حين تغضب تاماني تتجاهل .. ومن الواضح انها لم تقم بتجاهلك ياأليكساندر)

( لا ..بل وضعتني مباشرة في مرماها )

( أها .. لكن تاماني تحت مسؤوليتك ، هي مثل أختكِ ، هل لديك أخت ؟ )

( هي لا يمكن أن تكون أبدا مثل أختي .. )

( لما لا ؟ ) وضعت يدها المليئة بخواتيم صغيرة فوق خدها مبتسمة وكانها تعرف مايدور داخل رأسي

( هي فقط لا يمكنها أن تكون .. )

( أنت تحب أختك جدا ياأليكساندر ، ومن الواضح أنك تخاف عليها وتحميها)

( صحيح )

( ومن دونك وعييك صرت تعامل تاماني بنفس الطريقة ، أنت تخاف عليها وتحاول حمايتها )

أخذت نفس عميق باردا ( ليس بدون وعيي .. أنا افعل ذلك لأنها وظيفتي )

( أخالفك الرأي .. لوكانت ذلك جزء من الوظيفة لفعله لورينس قبلكَ، أنت تفعل ذلك لانه جزء من شخصيتك ، أنت رجل صالح ياأليكساندر ولاأحد سيقنعني بالعكس وبعنايتك بتاماني إستطعت كسر بعض دفاعاتها فصارت تعبر عن مشاعرها الحقيقية لك ، قد تكون أنت الوحيد الذي يغضبها فلاتتظاهر أمامه بانها ليست كذلك وبحالة جيدة ، أعني أنها لم تعد تلجأ لي ..هي لم تعد بحاجة للشاي خاصتي بعد ان وجدتك ، فهل مازلت ستأخذ على خاطرك منها الأن ؟)

( نعم ! أنا لا شيئ بالنسبة لها ، هي لا تحتاجني) أومأت مؤكدا على ذلك فتهندت فاني وحاولت مجددا معي

( طبعا هي تحتاجك .. تاماني كانت وحيدة لسنوات كثيرة ، ثم ظهرت أنت فجأة في حياتها وجعلتها تثق بك ..لايمكنك ان تتركها الان ، إذهب إليهاَ )

وبعد تفكير قصير مني قررت أنها حقا تحتاجني وأنا وعدتها بحمايتها وقررت ان أعتبرها مثل مراهقة لا تعرف الصواب من الخطأ لانها كذلك ..حتى لوكانت سليطة اللسان وتتصرف كأن العالم يتوقف عليها ..بقيت حتى المساء في غرفتي ثم ذهبت وطرقت على باب غرفتها وإنتظرت ..فلم يحدث شيئ

كأنها ليست هناكَ فدخلت ووقفت قرب الباب .. ثم نظرت لسريرها لأراها مستلقية مثل فتاة صغيرة وتبكي

( لماذا تبكين ؟ ) إستندت على الباب وراقبتها تمسح دموعها مرددة بصوت مراهق ساذج

( الأمر ليس من شأنك )

( هل رأيت محامي يبكي بعد رفض أول إعتراض له ؟ )

نظرت لي بعيون طفولية واسعة ممتلئة بالدموع فشعرت مثل كل مرة بالشفقة عليها

( هل تنسحبين من أول عائق ؟ )

( لقد رأيت بنفسك كيف تجاهلني السيد غرافل .. كأنني لم اكن موجودة ، هل تحققت أمنيتي و أصبحت حقا غير مرئية ؟ هل تستطيع رؤيتي الان ؟)

( أجل أستطيع رؤيتك )

( هل أنت متأكد ؟ )

( أقسم لك ميمي أنا أراك بالتأكيد )

وحين قلت هذا هي قطبت جبينها وكانت مستعدة لتصرخ في وجهي لكنها إختارت أن تنفجر بالبكاء بصوت عال مديد

هي تتصرف وكأن الحياة إنتهت

( توقفي عن النواح من فضلك ..صوتك يجلب لي صداع الرأس )

إقتربت منها فرفعت سبابة يدها محذرة

( إحترم الحدود)

( إسترخي أنا أعرف حدودي )

( أتمنى لو أنك عرفت حدوك مع السيد غرافل أيضاً)

حملت معطفها وألقيته عليها (إرتديه ..سنخرج في جولة )

حملقت لي لثواني ثم دفنت وجهها في اللحاف

( هيا إرتدي معطفك ..سأخذك للخارج )

( مارأيك ب لا ؟ ) قالت بنبرة مشاكسة

( لايعقل أنك مازلت غاضبة مني )

رفعت حاجبيها فأكملت كلامي بسرعة ( لا أحب أن يجعل أحد فتاتي غاضبة ..فكيف لو كنت أنا السبب ؟)

( ماذا قلت ؟ ) كلامي الغريب جعلها تنهض من السرير وتقترب مني كأنني خيالي موجهة لي نظرة وجدتها طريفة وحين إبتسمت معها هي هربت للسرير وإختفت تحت البطانية

( هيا ..لاتفعلي ذلكَ، أنا أسف إن كنت افسدت يومك المهم ، أنا حقا أسف )

فأظهرت لي وجهها وكان شعرها الذهبي المجدول يخفي بعضه ( مارأيك ب لاأهتم )

( أنسة .. إرتدي معطفك أو حملتك مثلما أنت وسببت لك فضيحة حقيقية )

كنت جاد جدا وهي صدقتني فإرتدت معطفها إقتربت منها بهدوء وحملت قبعة المعطف ووضعتها على رأسها

لم ارد ان يراها أحد ..وخصوصا الباباراتزي، فوضعت ذراعي حول كتفيها وقربتها مني لكي لا يشكو ..رغم كل شيئ هم لا يعرفون وجهي جيداً

( إصعدي لعربة الخيل ) طلبت منها فكانت تتصرف بغرابة ، إبتعدنا قليلا عن الفندق واصبحنا اقرب للقرية الصغيرة المتواجدة في طريق جميل جداً مغطى بالثلوج

فبادرت بالحديث

( قررت أنك بحاجة للإبتعاد قليلا .. لذلك سنكون أنا وانت ..وحدنا )

أصبح لونها أرجواني فسألتني ( هل أنا أتعرض للخطف ؟)

( ماذا ؟ لا ! مالذي جعلك تعتقدين ذلك ؟ )

(ياإلهي ، لاأدري .. هل إنتبهت لنفسك ، لقد ناديتني بفتاتك قبل قليل ثم عانقتني في طريق الخروج ..والأن أنت تقول بأننا سنقضي بقية الليل وحدنا ) .

نظرت مباشرة لعيوني وسألتني بعمق :
( هل بدأت تحبني ياأليكساندر ؟)

إعتدلت في جلوسي ووجدتني انظر للامام لكي لا انظر لعينيها المنتفختان من البكاء
وضحكت بقصدي

( أحبك أنتِ ؟ .. بدون مزاح )

(هل أنت متأكد ؟ )

( أقسم لك ) قلت بنبرة باردة

فصمتت وعانقت ذراعي فجأة هامسة ( تجمدت )
رفعت ذراعي قليلا فإذا بها تحتمي بصدري مثل القطة باحثة عن الدفئ

( هل أنت بخير ؟) سألتها فأومأت وهي تحرك وجهها فوق صدري لتستقر فوق نبضات قلبي ثم أغمضت عينيها هامسة

( أنا بأمان )

وأنا قلبي تخطى للتو نبضة

ثم راح ينبض بشراسة مثل قلب شخص سيغني في أول حفل موسيقي له

توقفت عربة الخيل قرب مقهى صغير بجانب الطريق ، حيث إخترت طاولة تطل على الخارج وسحبت لها مقعد لتجلس

( لماذا أحضرتني هنا ؟ )

( أنا فقط أؤدي عملي )

( لكنني لم أطلب منك شيئاً ) هي ماتزال تشك أنني أختطفتها

( ليس عليك .. أنظر لعينيك وأرى طلب النجدة
وأنا هنا ..لايمكنني السماح لأحد بإزعاجك .. فعندما وقعت العقد أنا صرت بشكل ما المسؤول عنكِ، وحين أرى أنني الوحيد الذي يكترث .. أشعر بانني يجب ان أقدم كل ماعندي ، أن أحميك حتى من نفسك )

( يفترض بك أن تحميني جسديا فقط ) وأشارت لجسدها بفخر فأدركت أنها بردانة

( لن يضر ان أحميك نفسيا ..ساساعدك في كل شيئ حتى لوبدى تافهاَ )

ربعت يديه سائلة ( وكيف ستفعل ذلك ؟ أعني مساعدتي نفسيا ؟ .. )

( أنت فتاة لطيفة )

( أنا ماذا ؟ )

لاأعرف لماذا شعرت بالإرتباك مني

( في مكان ما في أعماق روحك ، أنت فتاة لطيفة ، تملكين قلب طيبْ )

( هل هذه هي فكرتك لتساعدني نفسيا..إخباري بانني كائن لطيف ؟ )

( لا ..لقد اخبرتك فقط برأيي ، لكن أحد أخرا سيخبرك برأيه المهني نحوكِ )

وأشرت بعيني للباب وحين إلتفتت لم تصدق عينها

( السيد غرافل ؟ ) ظنت أنها تتخيل لكن حين رأته يقترب إنتفض جسدها ورددت بهستريا

( السيد غرافل.. ياإلهي أبدو بحالة مزرية لا يمكنه رؤيتي هكذا)

ثبتها في المقعد ( إهدئي.. أنت ممتازة كما أنتِ)

( أليكساندر ...) نطق إسمي كأنه يعرفني منذ الأزل ثم لاحظ تاماني وقال بتحفظ ( الانسة فيفر)

جلس مقابلا لي ولاحظت أنه سيبقى يتصرف بديبلوماسية لوجودها هنا فقلت له

( أفضل شيئ في هذا الجو البارد هو فنجان قهوة باريسي دافئ)

فقال وهو يهز رأسه ( عليا أن أوافقك الرأي ، إذن أليكساندر .. أتذكر أنك جئت هنا برفقة صديقك أمل أنه بخير ؟)

لاأصدق انه يتذكر دوغلاس

( إنه بخير)

( ماذا حل به ؟ )

( إنه يعمل في مطعم فيفر )

وشعرت بتاماني تحملق بي ، صارت تجلس كأنها خشبة ..كم هي متوترة وخائفة من نظرة السيد غرافل

( كما كنت أقول هذا الصباح ، إنها لصدفة رائعة أن ألقاك هنا )

ثم نظر لتاماني وأخبرتها ( مساعدك الشخصي إنسان صالح وطيب ، لا تتخلي عنه أبداً )

فقالت كألة مطيعة ( حسناً)

( لكن في حالة قررت أنك لست بحاجته ، فانا لدي إبنة وساكون مسرورا أن تكون مساعدها الشخصي)

فنظرنا كلينا للصفراء التي أخفضت وجهها بحزن على غير العادة ثم رفعته بإستهجان حين قلت

( لا أظن أن إبنتك ستحتاج لمساعد شخصي ، أنا واثق بأنها تعلمت منك كل أنواع الدفاع )

( هذا صحيح .. نيكول ذكية وتعرف مصلحتها ، هي تريد أن تصبح محامية مثلي ..وأنا سعيد جدا بإختيارها دراسة الحقوق فإنه لتخصص رائع)

( هل تعرف من أيضا يعشق مهنة المحاماة ويتمنى لو يصير مثلك ؟ )

إتسعت إبتسامته وسألني بتشوق (من ؟ )

فأشرت بكلتا يدي لأقدم له ( إنها الانسة فيفر )

وكم تفاجأ حيث سألها مباشرة ( حقا ؟ لم يخيل لي قط انك تحبين الحقوق ، لطالما تحدثت والدتك عن إتباع كل اولادها لخطى والدهم في التجارة وإدارة الأعمال )

( أنا أنا أنا ..الحقوق ..مهنة ..المحاماة ) حين بدأت تتلعثم تكلمت مكانها

( اللايدي سيليستيا لا تعرف بعد إختيار إبنتها تاماني ، وبرأيي هي لن توافق عليه حتى لو عرفت ، للأسف هذه الفتاة المسكينة تحب مهنة المحامات وتريد ان تصبح محامية بشدة بل اكثر من أي شيئ أخر في حياتها )

( أوه حقا .. إعذري صراحتي ، لكني حين أراك لن يخطر لي قط انك تحبين الحقوق، أنت لا تبدين كأنك مستعدة لتكوني محامية)

قالت ( أنا أحب الحقوق مثلما الورود تحب المطر )

( هذا جيد .. لكن كما قال اليكساندر ، لست واثق ان والدتك ستوافق على الموضوع ، برأيي أنت لست مستعدة لتخوضي حربا أنت الطرف الخاسر فيها ..لمالا تفعلين مثل إخوتك وتدرسين التجارة وإدارة الاعمال)

وضعت يديها فوق الطاولة وقالت بشغف ( أنا أتنفس الحقوق ..لقد ولدت لأكون محامية)

فتدخلت مجددا ( سيد غرافل .. أنت مقرب جدا من عائلة فيفر ، أنت رجل مهم جداً وكذلك رايك مهم بالنسبة لهم و ... أنت قلت هذا الصباح بأنني لو درست الحقوق لوقفت بجانبي حتى أفوز باول قضية لي ، لا امل لي ، لكن تاماني لديها .. هل تستطيع أن تنقذ حياة هذه الفتاة لتدرس الحقوق .. إنه حلم حياتها ياسيدي ، وأنت هو أملها الوحيد)

( هل تريدني ان أحاول إقناع والديها بان دراسة الحقوق أمر جيد وتخصص يليق بإبنتهم )

فقلت أنا وهي بنفس الوقت ( أجل )

تراجع للخلف ونظر إلينا مطولا لتظهر عليه إبتسامة صعب تفسيرها ، إحتسى القليل من القهوة ثم قال :

( أنا أتذكر بانني مدين لك بحياتي وهذه فرصتي لأسدد ديني .. لن أعدك بشيئ ، لكنني ساحاول إقناع والديها بأن يسمحا لها بدراسة الحقوق وسأساعدها أنا شخصيا حتى تفوز بأول قضية لها )

في ثواني تفاجئت بها تعانقني بكل قوة مرددة بسعادة غامرة
(أنا أحبك أليكساندر ..أنا أحبك )



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس