عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-21, 03:43 AM   #231

ايمان يوسف.
 
الصورة الرمزية ايمان يوسف.

? العضوٌ??? » 482466
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » ايمان يوسف. has a reputation beyond reputeايمان يوسف. has a reputation beyond reputeايمان يوسف. has a reputation beyond reputeايمان يوسف. has a reputation beyond reputeايمان يوسف. has a reputation beyond reputeايمان يوسف. has a reputation beyond reputeايمان يوسف. has a reputation beyond reputeايمان يوسف. has a reputation beyond reputeايمان يوسف. has a reputation beyond reputeايمان يوسف. has a reputation beyond reputeايمان يوسف. has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت السابع عشر

كانت في المطبخ .. تحضر فطور . متروشه ومروقه .. بعد مكالمه حلوه مع سيف وفارس .. وكان سيف مبسوط ويضحك من قلب وهو يلعب مع ديم بنت جمان ..
مشغله فيروز ..
وتصف شرايح الجبنة على البيض اللي مسويته .. !
ماسمعت ندائاته ..

سيف وصل المطبخ .. وشافها .. وباندفاع ..
راح ضمها من ظهرها بقووه..
شهقت بارتياع .. مو مستوعبه ..
ضمها وخبى وجهه برقبتها .. : اناديك .. ماتردين ..
مهره يد فيها كف الطبخ ويد فيها ملعقه ..بدهشه وخفوت: ماسمعت ..سيف شفيك .. انخلع قلبي كنت غافله ..
يده على قلبها.. ياخذها لحضنه اكثر ..
حسته سمى على قلبها ..
بس ماسمعت ..
مهره مستغربه.. حاولت تبعد :
بيحترق البيض .. اتركني سيف ..
مابعد عنها..وهو يتخيل شكلها بالحلم .. وقلبه يرقع بقووه ..
لو يصير لها شي يموت ..
مهره بتبعد عنه ..ارتبكت .. حضن سيف غريب .. مد يده وطفى الفرن ..وهمس في اذنها:
لاتبعدين ..خليك عندي شوي ..قلبي مو مضبوط ..
استكنت .. لما حست بضربات قلبه في ظهرها .. كأنه راكض وقت طويل ..
ظلوا كذا ..
وترانيم فيروز .. تطوقهم ..

شوي .. وبعد ماهدا قلبه .. وصدق انها حيه وبخير .. راح باس خدها :
الله لايحرمني اياك .. حتى لو انك قاهرتني .. الله لايوريني فيك يوم ..
توسعت عيونها ..
وهو يبعد ..
التفتت .. وتوها بتصرخ في وجهه .. يعني كل اللي سواه ماهو اعتذار .. الى الان تفكيره مريض ..
سيف شكله فضيع بترنق .. وشعره مبعثر .. ونازل حافي ..ابتسم بعيون ذابله ويأشر بكفوفه:
خلينا رايقين .. ترى مافيني اليوم ..اليوم هدنه .. مابي اسمع شي عن ماضيك .. ولابسئلك شصار ماصار .. حاولي تبتسمين وتكونين بخير بس ..

عقدت حواجبها :شارب شي .. !!
سيف :بصعد اصلي ماصليت وابدل واجيك .. كملي الفطور ..وسوي قهوة ..
وتركها وصعد ..
في حالة دهشة .. من تصرفاته .. !
......
بعد شوي..
جالسه ترتشف قهوتها .. وتشتت نظرها عن عيونه اللي مطوقتها ..
جالسين يفطرون جنب نافذه كبيره مفتوحه ..
برودة .. وصوت طيور وغربان .. وضباب نازل على الأرض .. والسماعه اللي خف صوتها وقربت تطفي .. واغنية (عصفور طل من الشباك) لأميمة خليل ..
سيف برواقة .. :احسك العصفور المقصود .. وتطلين علي من الشباك ..
مهره : بالله .. يعني انت النونو ..
سيف مروق :وش ماصار في النهايه ترجعين لي .. وتنتمين لي .. نفس العصفور باغنية اميمه..
مهره حست بتبتسم ..بس اشاحت : والله الخبال .. مايمرح بالخلا ..
سيف بنص عيون .. : وش قصدك يعني الخبال ساكني انا ..
مهره بنص عيون :اللي على راسه بطحه ..
ارتشف من قهوته:
يلا بسامحك .. وآخذك على قد عقلك ..مابي ازعلك الليوم ..
مهره متعجبه من هالتغير .. ومن نظرات سيف وصباحه ولطفه ورواقته ..
شب سيجار ونفخ دخانها : قولي لي .. من متى تعرفين تدقين عود ..
مهره تصب العسل على القشطه ..وبتواضع مصطنع :
انا ادق عود .. ؟! .. ياشيخ .. كلها .. اهوبد بالاوتار .. واسوي ازعاج ..
نفض الرماد في الطفاية : ليش مثل هالاحتراف عندك .. اسمعه مع الكل .. واعرفه بوجود الجميع .. ! .. ليش مادري عنه قبل ..
مهره تاكل قشطه ..:
ماهو شي مهم .. وبعدين ماطرى علي اقلك اني اعرف ادندن عود .. في اشياء نخفيها من غير قصد ..
سيف طالع عيونها مده طويله : بس انا ماخفي شي عنك ..
مهره بشقاوة انعكست من اسلوبه اليوم ..
اسحبت فنجان قهوته التركية مع صحنها ..
وراحت قلبت الحثاله بالصحن :
خلينا نشوف .. بقرى فنجالك ..
ضحك :
تدندين عود .. ودجالة .. ياناس وش متزوج انا ..؟!
مهره تطل في الفنجال .. : تراه بقراه .. بس بفلوس ..
سيف : فوق الخساير .. اللي سويتها امس بالسوق ..
مهره حركت حاجبها : تبي .. والا يفتح الله ..
سيف يحلف بالله انها بريئه .. وصفحه بيضه .. ابتسم :قولي .. ومانختلف على السعر ..
مهره تطالع بتدقيق .. :
في بنت حلوه .. وجميلة ..يمه تهبل عسل عسل تبارك الرحمن ..
سيف ضحك : وش تبي قاعده بافنجالي ..لا في حياتي ولا بفنجالي ..ناشبة لي هالبنت..
مهره عصبت : والله والله ان قاطعتني .. ماراح اقراه .. ياخي ابا اركز ..
سيف : تمام . سكت ..
مهره ..وكنها تقرى صدق : متعلق قلبك فيها .. تضربها ثم تداويها .. توجعها وتوجع نفسك .. بينكم نقطه سودا .. كبرت وصارت .. كبيره .. انت واقف بعيد .. والنقطه تبلع .. البنت الـ..
سيف واصلا ً مب ناقص بعد سلبية الحلم اللي شافه .. قاطعها :
بس لاتكملين ..
مهره تحرك حاجبها : لازم اقول عشان احلل قريشاتي ..
سيف : ازيدك ولاتكملين .. لايصير في البنت شي .. خلاص ..
مهره ..كنشت بعيونها : يعني خايف على البنت .. اللي مبينه في طالعك ..
سيف : مابي احد يصير له شي بفنجالي .. عندك شي ايجابي قوليه .. ولا بخصم من بقشيشك ..

مهره رجعت تطالع وبهبل ..راحت تقول شغلات .. وسيف متفاعل معها..
يستهبلون سوا ..
معقول الزعل والاسباب الهايله اللي بينهم .. تتلاشى ..
بصباح .. وقهوه .. وهبل .. وموسيقى .. !!!!!

سيف يطالعها وهي تتفلسف .. وجهها يرجع فيه الدم .. وترفع الفنجال وتوريه وسطه .. وتأشر ..وتكذب وتبالغ .. وتضحك ..

ولسان حاله يقول ...
‏لا تلومون مالي فاللوايم نصوح
‏قربها فال خير وهجرها فاجعه

‏راضيٍ بالشقا معها على إنها تروح
‏خابر إنها لا راحت ماهي براجعه
...............




‏من علّم الموج يسرق لهفة الغرقى ؟
‏و العمر صفحة تضم أطهر أسامينا

‏و من جاب طاري الوداع و حزة الفرقى
‏و اللي نحبه تجاهلنا على الميناء !

دخل شاهين بيته .. هاله كمية السكون .. في المكان .. تونا على هالشعور .. !
لا ركض ديم باللهفه لحضنه .. !
ولاصوت بيان . تردد وتحفظ وتذاكر مع امها ..
ولا أمها .. آاااااه يا امها ..ذبحتي البيت وطفيتي حسه ..!
مشى خطوات متثاقله ..
يطالع على الرف بقايا الشموع الذايبه .. والورد الذابل ..
كانت تطالع في عيني وتدري ..
كانت تضمني ..وتتوعدني ..
كانت على صدري ورافعه خنجرها في ظهري .. !
اللتفت وتهيئ له حسها : شاهين .. فيك شي ..

طالع الفراغ ..
مكسور.. !
كانت تسئله هالسؤال .. حتى بسنين أزمتهم .. كانت بعيدة جسد .. قريبة قلب .. !
مشى لمرسمها ..
فتح الباب .. وشغل النور .. طالع اللوحات .. بقينا يتامى .. كلنا ..
الله ياحنين الريشه لاصابعك ..
الله ياشوق هالألوان لدمجك ..
الله واكبر عليك ياجمان .. خليتي كلشي تحبين .. ولا التفتي .. !
رفع لوحه لمحها بين اللوحات المصفوفه على الأرض ..
حطها على الحامل ..

*وقفت انظر الى اللوحه بألوانها الترابيه والرماديه .. مع التدقيق .. وجدت انها عبارة عن حرف (ن) ضخم ..
كانت جمان .. تقول ان هناك سر في انتهاء اسماءنا بالحرف ذاته ..
احبت الحرف .. وكانت تشعر انه رمز .. وانه ليس صدفه ..
بل انها صنعت خيالات للنقطه اللتي وسط النون .. فعلا ً ..
انا الآن اقرء الحرف .. بخيال أوسع من جمان .. وبصيرة تفتحت مع انكساري ..!

ها أنا اكتشف اني النقطه الحبيسه داخل نونك ..
وانتي النقطه الهاربه .. من انحناءة نوني ..
هربتي ياجمان ..
فاصبحت كأسمي بدون تلك النقطه.. لايقرء .. ولايكتمل .. كنتي النهاية لي .. بك انتهى كل شيء ..
انتهيت ياجمان .. فلا اجدني ..!!!*
******


خبر جمان .. كان صادم .. موضي تلقته .. كأنه خبر وفاه .. بفاجعه .. وبكى ..وحتى بالسب .. سبة جمان .. واللي خلفوها ..
وطلعت عن طورها وسبت عيالها كلهم .. وانهم بيجيبون اجلها ..
بلقيس تهجد فيها .. ونواف ..

بلقيس بعصبيه : يمه جمان اكيد ماسوت كذا الا لسبب .. لاتقعدين تتسخطين عليها ..
صاحت :
بتقولون رجلها خاينها .. والله لو يحط على راسها ثلاث ... ماتخلي بناتها.. تبي تطلق .. الحكومه فاتحه بيبانه .. بس تطق كلشي بعرض الجدار وتروح لا والله اللي ماتربت .. انا اشهد اني ماربيت ..
نواف بانفعال: يمه .. اذا انتي قلتي كذا على جمان وشيبا يقولون الناس ..
موضي تمسح دموعها وبانفعال:
وش بيقولون غير الردا .. حد يسوي سواة اختك .. الا التسلاب واللي مافيهم خير ..
سعود بحدة :
ابلعي لسانتس ياموضي ..خليتك قلتي اللي بخاطرتس وانفعلتي وعصبتي .. عاد بياض بنتي لاتعكرينه .. بحكيك .. لاهنا وبس ..
موضي بحده : سعود .. ياسعود .. نسيت ولا اذكرك .. يومك وقفت بوجه عساف .. وعارضته ولبسته الردا .. وهو رجال وشايل عيبه .. وبيروح يتغرب .. هاللحين البنت عادي .. البنت اللي كلشي يمسها تروح وماندري ..وين اراضيها ..
سعود بحده يلوح بسبابته :
هوووب موضي هووب .. عساف عارفه وعارف جمان .. جمان كانت بزر توها مخلصه الثانوي.. حطيتها بروما .. وضبطت سكنها ومصاريفها ..ومشيت .. سنين بالغربه ..والله ورفعت راسي.. اي والله اتنومس لاقالوا جمان بنت سعود ..

موضي بانهيار صفقت كفوفها:
هذا انت قلتها .. امنت لها كلشي ومشيت .. بنتي الله اعلم .. عن اراضيها وليش تقول بتقطع الكل .. اذا هي زعلانه مع زوجها .. ليش ماتتواصل معك .. معي ..مع اخوانها .. حشى شلون ماتبي تسمع حس بناتها .. لاا والله اللي بنتي جنت ..

طاحت عينها على بيان وعيونها مجمره دموع : جديده وينها ماما.. اهي في جده صح ..انتي ليش معصبه عليها ..
موضي ماعرفت ترد ..
وسعود حط يده على جبينه وضغط بقوه ..
نواف راح شالها .. :
مافيها شي جدتك معصبه علينا كلنا ..
بيان : الا خالي نواف .. جديده معصبة على ماما .. اهي ماما يعني راحت ومب جايه .. شلون يعني ..!!!

(وكان اصعب شي على العايله .. توصيل كارثة جمان لبناتها .. حاولوا يوضحون انها مسافرة تاخذ دروس رسم والمنطقه مافيها تلفون وجوالات .. لكن ..!
كانت المسئلة مؤلمة .. وديم عاد قربت تمرض .. من البكى وصراخ.. ابوهم خذهم عنده .. وقرر يكونون معه .. وظل معهم في بيت ابوه .. تحت رعاية سلمى ..)
...............
في الأردن- البتراء ..
وكان اتفاقهم على اللقاء بحسب الموقع والساعه بالضبط .. لعدم وجود جوالات بذاك الوقت ..
كان يبحث عن .. غازي بين السياح ..
في ممرات الآثار .. لمن سمع صوت طفله .. مرتفع بالنشيد الوطني .. يختلط صوتها بصوت غازي .. (عاش الملك .. للعلم .. والوطن ) ..
توجه لصوت ..
وهو ماسك يد مشاري الصغير ..
ابتسم غازي لمن شافه .. :
بح صوت بنتي .. يالله لقيتنا ..
راجح يشوف مهره على كتوف ابوها .. كانت طفله كالحُلم ..
راجح :ترى جيت .. على قوو الولاء .. لو يسمعها الملك فهد .. بخها بمليون ..
ضحك غازي ونزلها على الأرض ..ووقفت وجها لوجه مع مشاري كان اكبر منها يمكن بسنه ..
وسلم على راجح ..
مهره ومشاري يطالعون ..
ومهره مبهوره ان لون عيون مشاري زرق .. قالت باستغراب وتفكره عمي :
انت تشوفني .. ؟!
ابتسم :
ايه اشوفك .. ليش تفكرين نفسك جني ..
مهره بقشاره :
انت الجني بسم الله.. عيونك يخوفون .. فكرتك عمي ..
توسعت عيونه .. وهو يمشي معها ويلحقون راجح وغازي ..
مهره:ايه عيونك نفس القطوو حقنا..
سمعها راجح .. وراح شالها .. وتناظر عيونها .. : لسانك .. عن ولدي ..
مهره حطت كفوفها على وجه راجح وقالت ببتسامة واسعه .. :
عيونك احلى من ولدك ..
ضحك : شسمك .. ؟!
مهره : عسل ابوي ..
ضحك : ياشيخه . ! . وش اسمك .. ؟!
مهره تميل راسها على ورى وتناظر ابوها :
اقووله ..؟!!!! ..
ضحك غازي :قولي .. ابوي..
اعتدلت وبهياط: مهره غازي بن عضيب.. والنعم ..
راجح : والله والسبع انعام ..
مهره : ماعليك زود ..
راجح ..انبسط عليها.. وعلى منطوقها: غازي تعطين اياها..
سحبها من يده وراح حملها على كتوفه :
ذي القلب ومعلاقه ..ياراجح..
راجح : عطني اياها واغنيك ..
غازي وهو يشير بعيونه .. على كل شي حوله :
والله لو تسجل البترا بسمي ..
ضحك راجح:
المهم ابيها لمشاري ..
غازي بنص عيون : دامك في هالدرب .. انسى ..
راجح : ارجع معي .. عقليتك ابيها ..
غازي عطاه مفتاح السياره :
هذا اخر شغلي معك ..والله وعشان افك رهن المزرعه ..ماني معك بذا الدرب .. ..خذ اللي بالسياره واترك المفتاح فيها ..
راجح : ماهو جاي تودعني ..
غازي : مهره تبي تشوف الشموع .. ماراح امشي الحين ..جبتها امس ولزمت اليوم تبي تشوفها وجبتها .. !
راجح رفع عينه لمهره وداعبها :
تجين معي مهره صيري بنتي واشب لك الدنيا شموع ..
مهره تتمسك في راس ابوها .. وبتكنيشة زعل :
انا بنت ابوي بس ..حتى لو ماشوف ولاشمعه ..
غازي مسك كفها وباسها :
راجح ..بذمتك .. ماتستاهل اخلي كل شي عشانها ..
راجح هز راسه ببتسامة خافته :
الله يخليها لك ..
______راجح بشرود .. يربط كل الأحداث والأسماء ..
يتخيل سيف وهو يعرفها : زوجتي مهره .. !
وعنده خبر انها كانت زوجة عساف قبل ..
انصدم ..
من عساف ..
واللي سواه ..
بس يمكن مو مهره بنت غازي ..تصادف اسماء ..
لااا والله هي .. هذا عيونها ..شفت ابوها فيهاا ..
قبض كفه بقوه .. وبغضب عارم .. ضرب الطاوله ..
ايش اللعبه اللي لعبتها ياعساف .. !
والله لو انك حي كان نتفتك باسناني ..

قبل كم سنه ..
ووقت عساف في امريكا وكان محتاج فلوس حق لعبه وشربه ..
راجح درى عنه وعن احتياجاته .. ومن غير علم سيف .. بدا يشغله معه ويوكله على بعض الشغلات .. وذاك ينفذ ..
وراجح يكرمه ..!

لمن مره .. قال ان يبي يرسله السعودية .. ويعطيه عنوان .. ويسئل عن بنات غازي ووضعهم .. وخاصه مهره .. !
لأن كان على كلمته .. ولو البنت متاحه .. وماعرست ..
كان فعلا ً بيروح يخطبها لمشاري ..
كان يبي يربط بنات غازي معه .. !
ماينسى ابوهم ..
رفيق عمره ..
ماينسى ان لولا الله .. وانقاذ غازي له .. ان كان ميت من زمان ..!

كان يبي ثروته ترجع بعد عينه لعياله وبنات غازي .. حتى لو كان غازي رافض .. !

كلمه عساف .. وبلغه ان البنت متزوجه .. وخواتها بعد متزوجات .. وقاله انه بيرجع .. لانه مايبي يطول بالسعودية ..

ومن يومها .. وعساف منقطع عنه نهائي . !
وحتى يوم درى ..
ان سيف متزوج ارملته .. ماكان عارف اسمها ..
يعني ..
عساف ساقها عليه .. وبدل مايجس النبض .. راح خطبها لعمره وخذها .. !

كان على طاولة الفطور ..
جات ليان وباسته : بابا شفيك ..وجهك معصب..؟! ..
اخذ نفس وزفره :
ولاشي بابا تعالي افطري ..
جلست .. ونزل مشاري .. وهو يدندن بفمه .. بلحن يشبه تقاسيم العود امس ..
ليان بنص عيون :
بس مشاري ابيه يطلع من مخي ..
مشاري يقوي صوته .. ويجي يحب راس ابوه .. وجلس :
والله ابدعت ..ولايبه ..
راجح : اي والله .. انها رجعتني سنين ورا ..
ليان وهي تمسح مربى على قطعة توست : تبالغ بابا ..اصلا ً مب حلو وكئيب .. حسيت الوضع صار تأبين ..ومالها حق .. تدخل عرض .. وتسوي هالشوو اللي ماله داعي ..
راجح :
لها الحق .. عود وموجود .. والحفل ماكان رسمي .. بالعكس .. الفقرة هذي هي صنعت ليلة امس كلها ..اي والله انها جابت راسي..
مشاري .. عقد حواجبه .. وخاف ان ابوه معجب بمهره .. وحاط عينه عليها .. :
يبه.. عاد لانبالغ في الاعجاب تراها زوجة خوينا سيف ..
راجح افهمه ورفع حاجب .. :
تفكيرك شطح يبه .. بس شكل والله انت اللي اعجبتك ..
مشاري بدا ياكل :
انا اعترف اني احب الجمال والبنات .. بس لما تكون زوجة خويي هنا ستوب .. اشوفها مثل سما وليان ..
راجح وقف : مير الزمن اللي تلوى .. وخذا منك شي .. كان لك ..يقولون الحظ مقفي والليالي مدابير ..
ليان : وش فيك بابا انت من تتكلم كذا .. يعني فيك شي مو مضبوط ..
مشاري : وش قصدك يبه ..؟!
راجح :طاري علي واحد عزيز .. ليته على الدنيا .. ان كان اشياء كثيره تغيرت ..
ليان : من يبه ..؟!
مشاري : تقصد العم غازي .. الله يرحمه ..
ابتسم راجح بحزن.. ولاعلق ..
وراح ..
ليان : بابا على قوة قلبه .. من يجي طاري صديقه القديم .. يصير اوفر .. مايشبه بابا ..

مشاري .. شرد في النقطه اللي راح فيها ابوه .. مامعه فكره عن شي ولاعن بنات غازي ولامهره ولاحتى يتذكرها .. بس يعرفون اهو وخواته ان ابوهم عنده صديق قديم مستحيل ينساه .. اصلاً تجمعه صور كثيره معه .. بعضها في الألبومات وبعضها بفريمات بمكتبه ..!

نزلت سما .. وحالتها الصحية متدهوره .. والنفسيه اردى .. !
ليان :سما اخذي لك مكملات غذائيه .. ترى صرتي تخوفين..
جلست جنب مشاري تمسك كنزتها من الجهتين..
داعب شعرها : وش فيك ياعين اخوك .. ؟!
سما : مانمت زين ..
مشاري : ليه وش شاغلك ..
سما بتردد : مشاري .. الحين البنت زوجة سيف .. من متى متزوجها عساف ..
ليان بعصبية وانفعال : لاااا عاد ترى اوفر .. ماكنكم اشغلتونا بها .. والله مافيها زود .. بالعكس حسيتها قروية .. وماكشخها الا سيف ..
مشاري : والله البنت باين بنت أوادم .. ومثقفه .. ومتربية .. وبعدين عندها ثقة في النفس .. وواضح هالشي مو مكتسب من سيف .. البنت عندها كاريزما.. خاصه فيها ..

ضحكت ليان بتهكم .. وعصبية :
اووووووه شيت .. كارزما مره وحده .. آر يو كريزي .. مشاري لاتبالغ ..اصلا ً حيل ماتناسب سيف .. ريبولجن (تنافر) دز هورمني (تنافر وعدم تناغم) .. ماشفت فيهم شي واحد يشبه بعض .. مره لا .. !!

سما باختصار مفهي :ذي اريو قريت توقذر ..(انهما رائعان معا)
وابتسمت : من جد حلوين .. مره سيف نظراته تجنن لها ..
ضحك مشاري : احلى مافي الموضوع .. ان الكنغ متخرفن .. وهي كذا تناظره وتشيح .. يااااااااالبيييييييه ..
ليان ضربت الطاوله والقت سبة بالانجليزي .. الحقتها بعدة سبات لهم ولمهره وسيف ..وراحت تقول انه عمي وغبي .. وماعنده ذوق ..

مشاري وسما يناظرونها ..بعدها انفجروا ضحك ..
وهي تروح عنهم وتصدم في الطاولة ..!
****

مهره وسيف.. ولأن اليوم عطله ..
جالسين بره في الحديقه ..سيف يتصفح كتاب .. ويدخن .. ويشرب شاي ..
مهره..
تتأمل جمال المكان .. وملتزمه الصمت .. وتاركه حتى جوالها ..
مشعلين نار ..
سيف يرفع عينه كل شوي ..
يراقب خصلاتها تحركها الهوى ..
واصابعها تعبت وهي تزيحها .. ورى اذنها ..
يتأمل انفها باين ثلج وصار احمر ..
سئلها : بردتي .. تبين ندخل ..
مهره : لا.. عاجبن الجو..
طالع السما : واضح بينزل ثلج اليوم ..
مهره : اووف .. فوق هالبرد ينزل ثلج ..وش بتصير الدنيا ..جد جمده..
سيف يطالع كفوفها .. كيف تحاول تدفيهم .. وتخيل حلمه فيها وشكلها بالحفره .. كانت حتى اصابعها واظافرها مجرحين ..
حط الكتاب .. وبحنية :
مهره روحي .. تعالي جنبي ..
انصدمت وهي تركز بنقطه وهميه .. من زمان ماسمعت منه كلام كذا .. من الصبح وتعامله مختلف معها ...
التفتت ببطئ ..ناظرته بحذر :
سيف .. .. شفيك الليوم ؟! ..
دقق فيها بشرود .. شكلها بالحلم ..
وفقدها .. بريئته ..
مهره بريئه .. مايقدر يعكر هالشعور بداخله .. حتى لو داهمه النفور من سواد الفكره والحدث .. مد يده لها : قلت لك .. مابي افكر في الماضي .. اليوم .. ابي مهرتي جنبي .. ابيها تكون مرتاحه ولا شي يضايقها ..

عينها على كفه الممدوده ..
وقفت .. وتوجهت له .. وبتشره : اليوم بس .. !

يناظرها بصمت .. ماتكمل .. وتهدم الحاجز وتقول الخفايا ..
مستحيل انسان يكتم في قلبه كذا ..
وهو مايبي يسئل ..
احيان يحس ماعادت تفرق ..
بيعيش معها .. له الحاله .. ومايبي يعرف ماضي وحاضر .. ولاحتى وش بيصير فيهم بعدين ..
جد .. اذا هي روحي وعمري .. والحين لي الحالي ..
ليه اعاند قلبي ... ليه .. !
تكتف .. وابتسم ..وداعبها :
يعني ماتبين تجين حضني .. ترى ماهو دايم بيشرع بابه ..
مهره صدت وبكبرياء:
يا ياخذني هالحضن .. كل يوم .. وبنفس صافيه .. ولامابيه ..
ضحك : وانتي عاد ليتك تجين .. ولو هالحضن في امه خير بيردك ..
قبل تعلق .. انفتح باب الحديقه .. مهره رفعت شالها على راسها ..
سيف : اهلا ً كين .. تفضل ..
كين يشتغل عند راجح .. شايل كيس جلد .. كبير .. حطه على الطاوله .. وانحنى باحترام واستعدل .. وهو يعرف بالشيء :
سيدي .. انها هديه من السيد راجح .. للسيدة .. ويرجو قبولها .. كاهدية زفاف ..
سيف عقد حواجبه ..
ومهره ابتسمت .. وهي تفتح الكيس :
اصلا ً باين انه العود.. يالبيه ..والله ان هالراجح جنتل ..
سيف : اصبري مهره .. من رايي مانقبلها ..
شالته .. وتقلبه وباين مبسوطه فيه :
ليه .. ؟! ..
سيف: تراه عود قديم عند راجح .. ومن عرفته وهو عنده ..ادري انه عزيز عليه .. ومايفرط فيه .. رجعيه .. واشري لك غيره ..
التفت :
كين .. خذه واعده لراجح واخبره .. انها غاليه معنويا ً عليه .. ولايمكننا قبولها ..
كين : انه مُصر ..وتوقع هذا الرد منك .. لو عدت بهذه الآله .. سيعاقبني انا ..
قال كذا .. وتراجع ناحية الباب : لذا اعتذر ..
وخرج..
سيف اتصل براجح .. رد : هلا .. حي الله بوفارس .
سيف : يحيك ياسنايدي .. راجح وش هاللي انت راسل .. كذا كثير ..
ضحك : كلها عود ..
سيف : ادري انه عزيز وغالي عليك ..خله معك واشري لها واحد .. واذا بغيت انت تشري لها هديه .. بس ذا ..
قاطعه : لايكثر .. ياسيف .. واصلا ً العود .. له سنين . ماحد دندن عليه .. بدل ماهو زينه .. خليه عند اللي يستاهله ..طلع من ذمتي .. خليها تنتبه له ..
سيف : والله مادري وش اقول ..
مهره كانت تسمع المكالمه .. سبيكر .. قالت:
مقبوله ..وبحطها بعيوني ..
راجح سكت شوي .. وبعدها قال: هلا يبه ..
مهره :وربي فرحت بهديتك ياعم راجح .. يعطيك العافيه ..
راجح .. : يعافيك ..يا .. ..الا وش اسمك .. ضيعت ..يبه .. الكبر شين ..
مهره ببتسامة : مهره .. مهره غازي بن عضيب ..
وقبض على جواله بقوه .. هو عرفها .. بس لمن سمع الاسم على لسانها ..
حس بحجم الاستغفال .. اللي اكله اياه عساف .. !
قال : والنعم .. والله والسبع انعام ..
مهره : ماعليك زود ياعم ..

وبعد ما انهوا الاتصال .. ابتسم سيف .. وهي تقلب العود بفرح طفولي :
الحين يوم العود بيفرحك كذا .. ورى جابه راجح ماهو انا ..
مهره بنص عيون :جنتل .. جنتل هالراجح .. عكس بنته السنجاب ..
رفع حاجب: هالحين ليان هالجميله سنجاب ..
مهره تمسك العود وتمر باناملها على الأوتار :
وين الجمال بالموضوع .. خليني واثقه بذوقك .. لايهتز ..
سيف :حلوو يعني تثقين بذوقي ..
مهره وهي تدندن عشوائي : هالحين ماكنت عاجبتك انا .. ؟!
سيف رافع حاجب مبسوط على غرورها بنفسها وقال : إيييه .؟!
مهره رفعت عيونها له وهزت راسها : إذا ً انتهى .. ذوقك محط ثقه ..
اطلق ضحكه صافيه : يااااشيخه ...!
..........
بالليل ثلجت الدنيا ..
مهره الليوم كله ماتواصلت مع احد .. تحاول .. تبعد عن سيف .. عشان يدله .. ومايرجع يبكي .. !
سيف حتى و موده غير الليوم .. لاجاب طاري رجعه .. ولاشكله ناوي .. !
هو ماهو موجود .. اللحين ..
منسدحه على الكنب .. تحدق في الحطب المشتعل بالمدفئة ..
مر الوقت .. وسمعت خطوات قريبه منها .. لمن وقف الجاي عندها ..
رفعت راسها .. وبدهشه : عساااف ..!!!
جلس جنبها ع الكنب ..
طالع عيونها .. فتره وهي تطالعه بصمت
بعدها دخل يده في بلوزتها عند بطنها .. تحسسه .. وقبض عليه .. :
امانتي مهره ..وينها ..!!!!

شهقت بقوووووه وهي تفتح عيونها ..
سيف كان جا وكان جالس وما اصدر صوت .. قام بسرعه لها ..وهي تتلفت حولها بفزع .. وماسكه بطنها ..
سيف : بسم الله عليك.. حلم ابوي حلم ..
مهره عيونها زايغه .. وهي تركز في عيونه ..
حطت كفوفها على وجهها ..: اعوووذ بالله من الشيطان الرجيم .. يالله .. استغفر الله ..
جلس جنبها .. وضمها لصدره .. يسمي عليها.. همست وهي تحاول تبلع ريقها : بسم الله كأنه صدق ..
سيف همس : تعوذي من الشيطان ..
رفعت راسها .. وهي تضب شعرها بكفوفها :
متى جيت .. ماحسيت فيك ..
سيف: شفتك نايمه ماحبيت ازعجك ..
قال كذا وشرد ..
عقدت حواجبها : صاير شي ..
ضغط عيونه :
كلمت فارس ..
مهره بقلق : ايييه ..!
سيف: صايره مشاكل ..بالبيت ..

وقال لها سيف الاحداث اللي صارت عن جمان .. وضنون العايله ان السبب شاهين .. وكيف اللدنيا منقلبه عندهم وان ابوهم رافض اي محاولة بحث لها..

توسعت عيون مهره :
طيب وبناتها ..
سيف هز كتفه: واضح ان جمان متخليه عن كل شي حتى بناتها ..
مهره: اوووف ..طيب كيف وش بتسون ..
سيف : ولاشي .. ابوي رفضه ان حنا نتدخل يعني انه مطمن عليها .. وجمان ماهي صغيره .. نعطيها حقها في ردة فعلها .. !
.............
(جمان)
*دخلت في بيت حجري .. تصميمه مثل الكوخ .. بعد بحثي عن المفتاح .. تحت الاصايص المرصوصه جنب الباب ..

كان بيت صديقتي راشييل .. اللي مسافره حاليا ً في عقد عمل في المانيا.. كانت عايشه هنا مع جدها اللي توفى ..

المكان مظلم وبارد وموحش .. لأن راشييل تاركته شهور ..وانا اعرف البيت من قبل .. وجيت كثير عندها وبييت معها بالاسابيع هنا ..
شغلت الانارات ..
شراشف بيضا على الاثاث .. وغبار..
ارتجفت من برودة المكان .. ورهبة الوحده .. والبُعد ..
لكن نفضت الشعور بسرعه..
.. وبديت ازيح الشراشف ..من كل شي .. رميت مجموعة حطب في الدفايه واشعلتها ..
فوقها كان في صورة لمريم العذراء.. ومجسم للصليب والمسيح .. وعلى الرف نسخه من الانجيل ..
اعتذرت من راشييل في داخلي. وشلت الشغلات هذي وحطيتها بدرج قريب .. وحطيت مكانها .. مصحف وفريم فيه صورة حديثه لبيان وديم ..
شبكت جوالي على سماعه جانبيه ..وشغلت القرآن ..
وبديت انظف .. المكان كله .. كنت ماره سوبرماركت وماخذه كل منظفات راح تلزمني ..!!!*
كانت تشتغل .. وتنظف ..بمجهود للسكن الجديد .. وكان اللي يشوف ملامح جمان اللحين .. وهدوءها ..
مايجي في باله انها مخليه وراها كارثه من الاستفهامات .. وقلوب تحطمت من رحيلها ..!
انتهت بعد تعب ..
اتصلت فيها راشيل : هل انتهيتي ..لابد ان المكان قذر ..
جمان وهي تجلس وبيدها كاس كبير فيه حليب ساخن:
يعني راشيل لا استبعد وجود فئران في منزلك .. ماهذا ..منذ متى لم تعودي ..
ضحكت: عدت قبل شهران .. وقضيت الوقت في الفندق .. كان اسبوع هل سأحرقه في التنظيف ..
جمان: المهم .. اي عطله قريبه حاولي ان تأتي .. لنستعيد الايام الماضيه .. وشكرا لك على المنزل ..
راشيل: أوف جمان انتي صديقتي الحبيبه.. عليك اعتبار المكان منزلك .. ويمكنك القدوم الى برلين .. شقتي واسعه ..
جمان : لاا المكان هنا هو مااريده .. احتاج الصمت والهدوء في هذه القريه الصغيره ..
راشيل ضحكت: لنرى حين تستيقضين على صوت الديك والبقر .. ربما تغيرين رأيك ..

ظلت تثرثر مع راشيل .. بنمرة جوالها الجديده ماحطت فيها الا اسم راشيل .. وبعض الارقام اللي ممكن تحتاجها وخذتها منها .. ! ..

*نمت ذيك الليله .. في قرية راشيل ..تقلبت .. وخفت .. وقمت كم مره اشيك على الباب والنوافذ .. وارجع .. واقنع نفسي اني مااخترت هالمكان الا لأنه آمن .. وكل الناس فيه حبوبين ..
مادري متى تواصل علي النوم صح ونمت بعد تعب الايام الماضيه..
المهم قمت على صوت اللحان وتراتيل الكنيسه ..القريبه .. وتغريد عصافير وصياح ديك ..
خوار ابقار واجراسها .. !
فتحت عيوني والشمس ماليه الغرفه ... ظليت على جنب اشووف النافذه الدائرية اللي تشبه نافذة هايدي .. عليها عش وعصافير .. ابتسمت ..وانا اقوم اشوف هالشي الجميل ..
*سأشرق .. هنا .. سأعيش وحدي .. ليس مع من قتل مشاعري .. ولا مع اهل لم يشعروا بذبولي .. لن ارى عيون بناتي .. ويذكروني بأبيهم الخائن معدوم الضمير .. نهضت من فراشي .. ارى الريف والأكواخ البسيطه امامي .. سحبت الهواء لجوفي ..
الليوم سأبدء كما اريد .. ولن انتهي حيث يريدون ..!*
..............
مرت بضعة ايام ..
شاهين حاول يوصل لجمان وعجز .. قطع غاده نهائي ...قفل كل شي من ناحيتها بالشمع الاحمر ..ماعاد حتى متحمل اسمها يمر في خاطره .. هي الرصاصه اللي ذبحت بيته ودمرته .. !

فارس .. زادت علاقته بسيف الصغير .. خاصه بعد ماسافر نواف وظل تحت رعايته اكثر هو وبلقيس .. !
وتأمين مهره الليومي له وتوصياتها ..

مهره .. تعرفت على اصدقاء سيف اكثر .. وبماريا ووليد ..!
احيان يتلاقون .. وتنبسط معهم ..

كانت تحاول تعالج نفسها ..سيف احيان قريب حيل .. واحيان يبعد .. خاصه لما يحسها .. شاطحه وشارده ..
يعصب من ترددها لما تكون بتجي وتتكلم .. بس تنسحب بكلمة (ولاشي ).. !
كان يغيب عنها كثير في شغله ..
وتعودت هي على الوحده ..
احيان تطلع قريب البيت تتمشى .. تمر سوبر ماركت قريب وتتقضى .. !
في شي غريب يحسه سيف .. باستسلامها ومحاولة التأقلم .. وماتطلب انها ترجع ..

تكلم سيف .. وتقويه .. وتشجعه .. وكنها مو ناويه ترجع له .. !
بس لما تقفل .. يشوفها كيف تتلوى بحزن .. كيف ماتعرف تجلس في مكان ..
شي داخله .. يبيها تجي .. وتقول خذني له .. وبيلبي ..
بس تصرفات مهره غريبه .. وردود فعلها اغرب .. ويمكن بدا يقرب .. من شي المفروض يعرفه ..
متحمل مزاجها المتقلب .. شرودها اللي مايحبه ابد ..حزنها وهي تحاول تخفيه.. وهي تشغل نفسها في البيت .. ورفضها يجيب اي خادمه .. وتقول انها تتسلى بشغل البيت ..

وفي هالمساا .. البارد .. والثلج مستمر في النزول .. لزموا البيت وحتى سيف كان المفروض بيطلع عنده شغل مع وليد .. ظل وماطلع!

كأنهم من شيبان الانجليز .. سيف يقرى كتاب وعليه نظارة قراءة ..
ومهره على كرسي هزاز ومقابله الحطب ..وشارده ..
الطاوله عليها ابريق شفاف .. فيه وردات شاي ابيض متفتحه .. وعلبة زجاج فيها كوكيز زنجبيل ..
يقطع الصمت .. صوت الحطب وهي تاكله النار ويتكسر ..
رفع عيونه لها .. شال النظاره .. وقال :
اللحين انتي عزفتي .. معزوفتك الشهيره بحفلة راجح .. وبس .. كنها بيضة ديك .. ورى ماتسمعيني شي ثاني .. ولانرجع العود لراعيه .. دامك حنطتيه على هالطاوله ..

مهره بنص عيون اللتفتت : ترى ادندن عليه .. بس لاصرت لحالي ..
توسعت عيونه وضحك:
ليه .. تسمعين الجن ..واحنا مالنا نصيب..
مهره اشاحت وهي ترجع تتدفى :
ايه وليش ماسمعهم .. واتبادل معهم الهموم ..
سيف : والله شكلك ماتعرفين .. الا حقت السنباطي . وشكل شياطينك عزفتها .. ماهو انتي..
مهره بتهكم :والله رايك مايهمني .
سيف باسترخاء : قومي دندني لي .. واعطيك اللي تبين ..
رفعت حاجب :اللي ابي ..؟!
هو: اللي تبين ..
مهره خذت العود .. وسيف حط الكتاب على جنب .. جلست على كنب مقابله .. وتحرك الاوتار : وش تبي تسمع .. ؟!
سيف : وش بتبدعين انا ابي اسمع .. كلي اذان صاغية ..
مهره : تمام ..
*بدت .. وعزفت .. توسعت عيوني وانا استوعب ايش تعزف ..!
مهره مسلطنه .. وكنها راحت لبعيد .. وهي تحترف تقاسيم اكثر مقطوعه حزينه في مسلسل رأفت الهجان .. !
اسندت ذقني على كفي.. وانا اسمع واشوف ..
(ذهبت لحيث روح محمود عبد العزيز في دور رأفت .. واللتي تعذبت ..في غربة .. واسرار .. وكتمان ..الى شوقه لاخته شريفه ..حنينه لمصر .. لاسمه وانتماءاته ..!!

ذهبت الى حيث كتم صراخه وبكاءه في جوفه حين مات جمال عبد الناصر..ولايستطيع التعبير .. كان يموت من الداخل .. وصوته كان سيفضحه ..
هل انا اليهود يامهره .. وتخافين من سطوتي لو علمت سرك .. هل انتي خائفه ان تقولين فاتقتلين .. !
الا تنتمين لي كما كان ينتمي رأفت لمحسن ممتاز ونديم هاشم .. الاتشعرين بالأمان .. وتصرخين .. بكل داخلك .. كما كان يفعل لمحسن ونديم .. كلما ضاقت .. وشاخت دواخله ..
آاااه يامهره ادميتي داخلي برسالتك المبطنه في جوف مقطوعتك ..)..!!

لا أرادي امتلئت عيناي بالدموع .. !
وانا اشعل سيجار .. وانفخ دخانه واتعمق حيث تريد مهره ان تأخذني .. !
...........
سلمى ..
تمشي في ممر غرفة شاهين .. وبناته نايمات معه .. !
توها بتفتح الباب تطمن عليهم ..
اسمعت ديم تبكي .. وصوت شاهين .. الخافت يطمنها :
بترجع والله بترجع ..
ديم باين كانت نايمه وتوعت تدور امها:
ابي اكلمها .. بابا .. ماما حبيبي .. من زمان ماشوفها .. بابا ابي ماما ..
سلمى افتحت الباب بخفوت ..
ولقت ديم النايمه فوق صدر ابوها .. وهو ضامها .. :
ديم ابوي ..بتجي .. ماتخلينا .. هي بس تعبانه وراحت ترتاح ..

وجعها قلبها .. لكمية الألم .. فوق السرير .. شاهين .. نفسيته في تدهور .. ديم منسدحه فوقه .. ولاهو عارف كيف يقنعها ..بشي مو مقتنع فيه اصلا ً..
وبيان داخله في جنبه تحت ذراعه ونايمه ..
وكنهم يدورون جمان فيه ..!
همست: الله يسامحك ياجمان .. خافي الله فيهم ورجعي ...

شاهين ضم ديم وبتنهيده حاااره .. لسان حاله يقوول :
ما دريت ان الليال المستديره مستديره
لين حدتني على الحرمان وأوجعني عطاها
.........
بلقيس وبعد مانام الكل .. اتصلت على رقم .. ومايرد ..
واتصلت .. واتصلت لمن رد .. صوته نايم :
هلاا ..
بلقيس بانفعال خافت : لا كمل نومك ليش ترد ..
هادي : تمام .. سلام ..
بلقيس بعصبية : هااادي ..اكلمك ..
هادي :بلقيس والله ماهو وقته .. دايخ حدي .. وبكره من خمس بداوم .. تدرين نواف مسافر والشغل على راسي ..
بلقيس : والله عارفه برنامجك ويومك الزفت .. مامن جديد .. بس جمان وين ياهادي .. وين ..؟!!!
ضحك وهو مغمض: بجيبي . !
بلقيس بانفعال: تتمسخر بعد ..
هادي بعصبيه : اجل وش تبين اقولك ..مفزعتني باخر الليول .. واخرتها وين جمان . دخيل الله كلمه عدله .. ترى فوق العشر ايام ماسمعت صوتك ..
بلقيس واعصابها منهاره: هادي تكفى .. قل لي وين جمان .. ادري دامك في الموضوع ماتهملها ..
هادي :اللي ادري عنه .. قلته لابوك .. ودريتو عنه .. غيره مادري .. واللحين خليني انام ..دام هذا سبب اتصالك بس ..
بلقيس بدت تبكي : تعبانه والله تعبانه .. وانت ماعندك وقت لي .. كل مشغول .. وبالليل تنام عشان تداوم .. بيتنا متلخبط .. والجوو متكهرب ..
تنهد : طيب انتي ليه تشيلين الهم .. ركزي بنفسك ودراستك .. جمان .. بخير وامورها تمام ..
بلقيس وكنها صايدته : شفت .. يعني تدري وين .. ؟
هادي : لحووول .. ياكلمه ردي .. لا مادري .. كنت انتظر تقولي وين بتكون لاستقرت .. بس مااش ماتواصلت معي ..
بلقيس : والله كذاااب .. مستعده احلف على المصحف . انك ماسويت اي خطوه لجمان الا مأمن لها كل شي ..
هادي : عاااد انا ليش اتناقش معك .. سلام ..
وقفل ..
وصمت الجوال ..
ورجع نام ..
بلقيس تطالع الشاشه : قفل بوجهي . هين ياهادي يطيب جرحك .. يالجلف يالثلجه .. انا كيف حبيت هالمتصحر ذا .. اففففف ..!
......
يتبع ......


ايمان يوسف. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس