عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-21, 07:53 PM   #29

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 16 ~ قراءة ممتعة


تاماني ~



إضطررنا للعودة إلى لندن برفقة اللايدي هولموود لدفن زوجها ، قالت والدتي أنه لا يليق أن نتركها بمفردها في هذه المحنة

والان بما انها الوريثة الوحيدة لثروة وكل ممتلكات زوجها الراحل بالتأكيد قيمتها ستعلو اكثر عند والدتي ورأيها فينا سيصبح اكثر اهمية

لقد حضر الجنازة كل العائلات الغنية ..وبمن فيهم عائلة جينفر ، صوفي وروز ..إنهن هنا
مستغربات مثلي من اللايدي هولموود وهي تتشبث بأليكساندر طوال الوقت كأنه حبل النجاة

لم تتركه لوهلة وكم كانت دمائي تغلي والرعود ترعد برأسي وأنا أراقبه من بعيد يحاول أن يواسيها

إنها تبكي على زوجها بحرقة .. لكن هل أصدق دموع التماسيح ؟

لطالما كان للجنازة طعم مختلف بالنسبة لي ... حيث يتشارك الجميع باللون الأسود .. ويتشاركون أيضا مشاعر موحدة ...الحزن والأسى ، أحضرها وليس لدي أي حزن لأشاركه

لقد مررت بهذه الطريق من قبل ، وقفت بمفردي مكان اللايدي هولموود وكانت تربت عليا أيدي غريبة لتواسيني ومنذ ذلك اليوم أصبحت الجنازات كلها لا تؤثر بي ، هي مجرد مراسم التوديع الأخيرة للفقيد ..

في كل جنازة أقف بعيدة بقدر ماأستطيع وأقول لنفسي إن مات فهو مات ..بهذة البساطة

لا أعرف اللورد هولموود لكن طريقة موته أثرت فيا وأيقظت ذكرياتي القديمة ، نعم أنا حزينة اليوم لكن ليس عليه

أنا حزينة من أجلي

التي يجب ان يعانقها أليكساندر بتلك الطريقة ويخبرها بأن كل شيئ سيكون على مايرام هي أنا

قرب الجدار العشبي القصير الذي كان يرسم حدود المقبرة وقفنا نحن الأربعة ، وأنا لم أزح نظري عن مساعدي الشخصي ولاحتى لثانية , و كذلك هن كن يحدقن له مثلي حيث قالت جينيفر مستغربة

( يابنات ..هل تفكرن بماأفكر ؟)

( نعم ياصديقتي ..نعم ) ردت صوفي بنفس الحيرة

( ذكرنني يابنات من كانت فيكتوريا قبل ان تصبح اللايدي العظيمة ؟) سألتهن

( إمراة مجهولة ! ) كان السؤال سهلا لروز

فطرحت سؤال أخر ( ذكرنني يابنات كم تزوجت في حياتها ؟)

( تزوجت أربعة مرات ! ) ردت جينيفر بنوع من الاشمئزاز

( أربعة رجال !! ) قالت صوفي بإنبهار وكأنها هذا إنجاز عظيم

( أربعة أغنياء ) قالت روز بريبة وبطريقة غريبة حين ذكرت ( رجل الأعمال الإيطالي روبرتو ماسايال .. حيث أصبحت السيدة ماسايال)

فاكملت صوفي ( كان رجلا قديم طراز ..ضعيف الشخصية ..ويملك ذوق شنيع في الازياء)

فقلت ( لكنه كان غني .. وفيكتوريا كانت إمرأة في العشرينيات ..كانت جميلة جداً ومثيرة..وبعد بضعة أشهر تزوجت السكرتيرة من مديرها )

قالت جينيفر بتهكم ( وإستمر الزواج لعامين فقط لقد إكتشف روبرتو بأن زوجته تخونه مع جيم وريث آل سوليفان .. لم يتحمل الصدمة والعار الذي شعر به فقتل نفسه ، فجر رأسه )

( كم بقيت أرملة ؟ ) سألت وأنا أنظر لأليكساندر بغيظ شديد

( لم تبقى ..لقد تزوجت من الوريث الذي ساعدها على إستثمار الاموال التي ورثتها من روبرتو وأصبحت السيدة سوليفان..يقال أنها عاشت معه خمسة سنوات قبل ان تتعرف بالمليونير صاحب الشركات الثري إيثان والكر)

أكملت روز بنبرتها المريبة وخصوصا ونحن في المقبرة لقد جعلت جسدي يقشعر ( لقد كان يكبرها سناً ..كان رجلا حاد الطباع وصعب المراس ، لقد كان وحش وهي كانت مثل الاميرة الجميلة التي روضته ، تقول الإشاعات أنها اصبحت تواعده بعد ان سحرته بجمالها و جعلت جيم سوليفان مفلس قبل ان تطلقه ، الوريث صار متشرد فإنتحر ، لقد قفز من جسر لندن والجميع كان يعرف أنه لا يتقن السباحة)

سررت لان صوفي أكملت ( وهي قبلت عرض إيثان للزواج وصارت السيدة والكر وكان هذا الاخير زوجها الثالث..عاشت معه حتى بلغت الأربعين من عمرها قبل ان يتهم بالنصب والإحتيال ويرسل للسجن ، لقد وجد بعد الاسبوع الثاني مشنوقا في زنزانته .. وأصبحت أرملة مجدداً .. لكن الأرملة الغنية التي ورثت الكثير من الاموال )

فقالت جينيفر ( ولقد صادفت زوجها الاخير اللورد هولموود في إحدى المناسبات فسحرته كما فعلت مع البقية وتزوجته لتصبح أخيرا اللايدي هولموود، وقد لاحظ الجميع أنه كان رجل طيب ، طريف ، محب حتى إرتبط بها ، فأصبح رجل غير مرئي ..والشرطة قالت أنه مات نائماً)

( أتسائل من سيكون التالي الأن ؟ ) تسائلت وأنا أشعر بالأسى على ازواجها الأربعة فقالت روز بمأساوية

( بحقك تاماني ..أنتِ تنظرين إليه)

( أتسائل من هو ؟ أووه لا تقولي السيد غرافل ..إنه متزوج ولديه أولاد )

وضعت روز ذراعها حول كتفي وقالت بتحاذق ( إنها تعانقه أيتها الساذجة )

وفي هذه اللحظة نظرت لأليكساندر وشعرت بقلبي يتكمش فقلت بسخرية عالية ( كأنه إبنها)

عانقت صوفي ذراعي قائلة ( أوه أيتها البريئة ..اللايدي هولموود ليس لديها أبناء ..لم تحاول أن تتبنى حتى)

( ياإلهي ) وضعت يدي على فمي مصدومة وتذكرت كل حركاتها معه ..هل كانت تتغزل به طوال الوقت ..وهو ظنها تعامله مثل والدته

( اجل صديقتي ..أنتِ ستصبحين بدون مساعد شخصي مجدداً ) قالت جينيفر

( بحقكن ..هي تصطاد الأغنياء فقط ..أليسكاندر فقير )

لم ارد التصديق ..

( هي لم تعد بحاجة للأموال ، لقد ورثت أربعة أغنياء .. هي غنية بحيث تستطيع أن تعيش حياة ثانية وثالثة ورابعة .. لقد ضحت بشبابها وحياتها من الزواج من رجال لا تحبهم ..والان وقد حققت حلمها فهي ستبحث عن رجل صغير وجميل كأليكساندر لكي يعوضها على الحب الذي إفتقدته .. ويعطيها كل الإهتمام .. أراهن على أن ذلك الشاب سيكون الزوج الخامس والأخير) قالت روز متأكدة وأنا لا اشك أبدا برأيها لأنها دوما محقة

( يــــاويلي ! )

لقد قلت بصوت عالي فرفع عيونه لي..هل يعقل انه سمعني

ربتت جينيفر على كتفي ( من الأفضل لكي ان تبحثي عن مساعد جديد ، فلا أحد سيضيع فرصة أن يصبح غنيا ..خصوصا شخص فقير مثل أليكساندر)

لم اتقبل ذلك ..كان كلامها ممنوع فقلت وأنا أنظر إليه مصدومة

( هو لن يقبل بها ..ولن يتزوجها حتى لو نقلت له كل ثروتها)

( ومالذي يجعلك واثقة ..الفقير مثل السمكة ..حين تلقي الصنارة في البحر ..هو سيلتقط ذلك الطعم .. وأنا أقصد الأموال ..ألكثير من الاموال )

كم جينيفر وقحة !

لقد وقفت مواجهة لهن وقلت بثقة عمياء ( هي لن تصطاده مهما فعلت .. لأن أليكساندر يحبني .. لقد وقع بالفعل في شباكي )

بقين صامتات لوهلة ثم تكلمن دفعة واحدة

( هذا غير متوقع .. هذا لا يصدق.. أنتِ حقا سبقت اللايدي هولموود بخطوة ..هذا نوعا ما رائع .. يافتاة أنت لست سهلة )

السبب الوحيد الذي جعلهن يتقبلن أليكساندر هو ان اللايدي هولموود إختارته ..ومثل الجميع ..نحن تأثرنا بها ..هي جميلة ..هي ذكية ..هي إستطاعت أن تتزوج بأربعة رجال أغنياء ..لكن فلتنسى فكرة أنها ستصبح اللايدي ستون

لن أسمح لأي أحد بسرقته مني..

أنا وجدته أولا

هو لي

( تاماني.. يافتاة هل وقعت في غرام مساعدك الشخصي ؟ ) سألتني صوفي وهي تتمنى ذلك فنفيت ذلك تماما

( ياإلهي صوووفي .. أين وصل بك خيالكِ ؟)

( أجل .. لأنك على علاقة بلوكاس ) وهاقد ذكرتني جينيفر بذلك المراهق المغرور السمج

إلتفت نحو أليكساندر وشعرت كأني قلبي سينفجر .. رغبت ان أذهب لفيكتوريا العجوزة المجعدة وألكمها لكمة واحدة لوجهها فتسقط ميتة فوق قبر زوجها

كيف تجرأ أن تضع عينيها على مساعدي الشخصي .. من بين كل الشبان الاغنياء هناك ..هي إختارت أليكس البسيط .. الذي يعتبر لي

أووه لقد إختارت الفتاة الخطأ لتعبث معها

هذه المرة ستواجه تاماني .. فقط تاماني

يستحسن أن لا تعبث مع محامية .. انا أمثل القانون وقد أجعلها تتورط بموت ازواجها الأربعة
وطوال كل هذا الوقت أليكساندر ظل يحملق فيا كأنني كتاب مفتوح
وحاول عدة مرات ان يبتعد عنها لكنها لم تسمح له ..تمسكت به بأظافرها ..سأجعلها تتمسك بهلاكها

والان يجب ان أفعل شيئا ..يجب ان أتصرف لكي تفقد اللايدي هولموود الامل
لقد كان اهلي اول من غادر ..فشعرت بأنني حرة لأفعل ماأريد

حين تقدم نحوي توقفت عن التنفس , هاتين العينان الجميلتان ..وهاته الإبتسامة المثالية ..ملكي

( لدي مهمة لكَ) سار بجانبي نحو السيارة فأومأ فأخبرته بالتفاصيل

( حين نصل للسيارة ستفتح لي الباب وستكون أوسم رجل في لندن ، ثم عليك أن تنحني لي وتقبلني )

( إلهي ..لقد حصل ماكنت أخشى منه .. فقدت عقلك كله ..أنتِ رسميا مجنونة )

( مالذي يزعجك في تقبيلي ..الجميع يتمنى ذلك )

( الجميع ماعداي أنا ..لا اتمنى تقبيلك ياأنسة ) قال بتحفظ شديد فبدأت عروقي تتكمش من القهر

اللايدي هولموود كانت تتجه لسيارتها والوقت بدأ ينفذ مني فزدت من إصراري وقلت بدون تفكير

( ستفعل ذلك ..لاأكترث لمبادئك ..ستقبلني ياسيد ، هذا ليس إختبار ، هذه حالة طارئة)

لحسن الحظ سيارة اللايدي هولموود كانت بجانب سيارتي ..وقفت لتراه قبل ان تغادر بينما تنهد هو بسخط .. فدست على قدمه بقوة بكعبي العالي وربما اكون قد ألمته لانه كعب حاد مثل السكين بحيث جعلته ينحنى بعد أن كان يقف بإستقامة كأنه أمير ..كان أجمل رجل أراه في حياتي
فإستغليت الفرصة وصفعته بقوة حيث سمعنا كل الموجودين بالقرب

لقد رأيت الإنكار الكلي في عيونه ..إشتعل غضبا ، رسميا سيقتلني هذه المرة ..لكن على الاقل جعلت عدوتي تعرف أنه ليس متوفر

أنه غاضب مثل بركان

فبحجم هدوئه ولطفه ..هو خطير

حين نظرت اللايدي هولموود ناحيتي بطريقة تعني كيف أجرؤ ، قررت ان اتابع بتنفيذ خطتي

صرخت بوجهه بإستياء ( يالك من رجل جريئ ..أخبرتك عدة مرات انني أملك حبيب )

ثم دخلت للسيارة وأغلقت الباب وهو ظل واضعا يده فوق خده ولم ينتزع عيونه عني

أجل ..سأندم كثيراً

أنا أعتبر في عداد الموتى الان

لقد أردت أن ترى فقط اللايدي هولموود الامر..لكن يبدو أن الجميع كان يتفرج على مسرحيتي الصغيرة

هذا فقط لتعرف أن أليكساندر يحبني ..وتقطع املها منه ، ياربي ..أعني الأشياء التي أفعلها من أجله !

حتى صديقاتي شاهدن الأمر وإن كان لديهم شك فهو زال الأن

المهمة إنتهت

وهاهو الان يقود السيارة بطريقة رهيبة.. سريعة جداً
ثم توقف في أول فرصة سنحت له ووجه لي أكثر نظرة مخيفة رأيتها في حياتي

( على الاقل دعني أتلو صلاتي قبل أن تقتلني )

خرج ليقف أمام جسر صغير وأشعل سيجارة فترددت ثم ذهبت ووقفت لجانبه

( أنت عاجز عن الكلام ؟ )

حين سمع صوتي ألقى بسيجارته في النهر وأمسكني في رصغي ليثبتني بحافة الجسر

( لقد صفعتني ... أمام الجميع )

حاولت ان ألطف الجو فاكملت بمرح ( وبعدها قلت لك كم انك جريئ وأنني أملك حبيب)

( لقد نلت كفايتي من خططك العجيبة ..لقد إنتهيت منك ..إنتهيت )

صمت وتركني ليشعل سيجارة أخرى فقلت متأسفة لكن نبرتي كانت مائلة للمزاح

( إسترخي أليكس ..هل كنت لترضى بان أصفعك ؟ )

فقال بصرامة (طبعا لا ..إذن خطتك كانت تقتضي بان يعتقد الجميع أنني مهتم بكِ وأنت الفتاة الغنية الصعبة المراس ؟ لكن مالدافع ؟ مالهدف ؟ )

( هناك من تضع عينها عليك ..أردت فقط ان أريها أنك تخصني وحدي )

مد يديه في الهواء بسخط ( أنا لا أخصك هذا أول شيئ .. وثانيا أطلب منك التوقف لأنني لست مهتم بأي من صديقاتك )

والان جعلني أنزعج فقلت وأنا أشير إليه بسبابتي : ( مادمت تعمل عندي فانت لي وحدي)

وصوتي المرتفع كان يجلب له الصداع .. ربما ..ربما لم ترفع أي فتاة صوتها عليه من قبل لذلك وجد ذلك غير مقبول فرمى سيجارته مجددا وثبتني بنفس المكان

( أنت لي يا أليكس )

نظر لي مليا ثم قطب جبينه كأنه تفطن لشيئ

( هل تحبينني ؟ ) سألني

فلجمني الصمت ..لماذا يعتقد الجميع بمن فيهم هو أنني أحبه

( أجيبيني ..هل تشعرين بشيئ نحوي ؟ )

( مالذي يجعلك تظن ذلك ؟ )

( لأنك لم تهتمي لهذه الدرجة بمساعدك السابق ياأنسة .. لقد قلت لك الوقوع بحبي سهل ، وأنا لست بمخادع ..ولن ألهو بمشاعركِ )

دفعته عني وقلت بكبرياء شديد ( كـمـا لــو أليكس ! ، وتذكر دوما .. أنا ملكة وأنت مجرد شاب بسيط .. أنت لا تستطيع الحصول عليا حتى لو أردت )

أشاح بوجهه عني ليقول ببوردة ( لا أريد ذلك )

( عظيـم ، هلا أعدتني للمنزل الأن من فضلك )

توجهت للسيارة فجاء من خلفي وأخذني للمنزل

لم أره لبقية اليوم ، لقد تجولت في المنزل عمدا ربما أصادفه في طريقي ..لكن الحظ لم يحالفني

اجل لقد كان هناك إحتمال أن يغضب مني وغضب .. لكنه بالغ في ذلك

صفعته ثم ماذا ؟

فعلت ذلك لمصلحته ..لكي لا يرتبط مصيره مع عجوزة مريبة وقد تكون قاتلة متسلسلة

أنا أكرهك أليكساندر لأنك جعلتني أتحول في هذا المنزل المليئ بالجدران بدون هدف حتى حل الليل

( تاماني .. هاأنت ذاَ ! ) بلعت ريقي بصعوبة حين سمعت صوت اخي بيتر من خلفي

( أجل اخي ؟ )

( لدي موعد مهم الان وبشكل ما سيارتي مغطاة بالوحل ، أعطني مفاتح سيارتكِ )

(أجل ..طبعاً ) توجهت معه لغرفتي ، وأنا أتسائل ماهو الموعد المهم ..
إنهم يتجنبون التحدث معي في التفاصيل ..يكتفون بأنه موعد ..ودوما مهم

بالنسبة لبيتر ..أنا متأكدة أنه موعد مع إحدى رهاناته الفاشلة

توترت كثيرا لأنه دخل لغرفتي ، تمنيت لو بقي في الخارج ، ولقد راح يراقبني وأنا أبحث عن المفاتيح ..لاأعرف أين وضعتهم حين أعطاهم لي رجل الدين ذاك

أنا أكرهه

ملابسي في كل مكان ..وأدواتي مبعثرة على الأرض ..حملت قميصي وألقيته بدون أن أثير شكوكه على كتب الحقوق التي إستعرتها من المكتبة

لا تذعري ..لا تذعري ..هو جاء لك لأنه متأكد انك لن تسأليه عن شيئ ..وهو لا يعطي أي هراء بشأن حياتي ..لن يسألني عن أي شيئ لأنني بالنسبة له أنا لست موجودة .. والمفاتيح .. أين هي المفاتيح؟

( لابد وأنني ألقيتها على السرير )

رحت أرفع الملابس وأنفضهاَ وسمعته يزفر بقلق خلفي ومن قريب سمعت صوت معصب وهو ينادي

( ميمي ميمي )

وافضيحتاااه

نظرت للباب حيث صار صوته أقرب

( مـيـــمـــي !! )

من الواضح انه مازال غاضب من نبرة صوته

دخل فجأة ليقول مجددا ( ميمي )

ثم نظر أمامه ليرى بيتر يقف هناك

بيتر الذي ربع يديه لصدره وكرر من خلفه بإستفهام ( هل قلت ميمي ؟؟؟ )

فقلت أنا ببلادة ( ماذا ؟)

( ماذا ؟؟ ) كرر بيتر من خلفي متسائل عن ميمي .. فأعطاني بسرعة الهاتف وقال بديبلوماسية

( أنسة .. ميمي على الهاتف )

أمسكت الهاتف ووضعته على أذني حين سألني أخي ( من تكون ميمي هذه ؟)

فقلت بسرعة ( إنها صديقة جديدة تعرفت إليها في فرنسا .. هاي ميمي كيف حالك ؟)

أعطيته مفاتيح السيارة التي وجدتها فجأة امام الوسادة فأخذهم ثم إلتفت لأليكساندر وقال له أمرا

( أريد سيارتي تلمع ) وغادر

وحين تأكدت أنه ذهب خنقتني العبرة فإنهرت على الأرض

( لقد كان ذلك وشيكا .. )

ثم تحكم بي الغضب فوقفت صارخة

( وأنت كيف تناديني ميمي هكذا بصوت عالي )

( المعذرة ..أخر مرة تحققت لم يكن أحد يأتي لهذا الطابق ..كأنه مهجور بحق الجحيم .. حتى المقابر لها زوار ! )

( ماذا تريد مني على كل حال ؟ )

لست منزعجة من الرفض ،بل من الشخص الذي رفضني ..الجرأة التي يملكها أليكس !

كل ماأريده هو وفائه لي ..الوفاء الوفاء الوفاء الوفاء الوفاء الوفاء الوفاء

(هاي ) فرقع أصابع يده في وجهي حين رأني قد شردت في الأرض

( لقد إتصلت بك فلم تجيبي ..لقد قلقت عليكِ)

( لماذا تتصل .. كنت تستطيع بسهولة ان تأتي وتتفقدني فحسبما أتذكر نحن نقيم بنفس المنزل)

( لقد جئت ولم اجدكِ .. أين ذهبتِ؟ ) شبك ذراعيه خلف ظهره و إقترب مني ببطئ فتراجعت للخلف وقلت غير متأكدة

( حبيبي إشتاق لي .. )

قبل ان أكمل وضع يده على شفتي ومنعني من التحدث

( إكذبي على شخص أخر ، قد اكون فقير ..لكن ليس غبي)

إقترب مني أكثر فتراجعت لأصطدم بالجدار

كان حقا قلق لكن سألني بنبرة مخيفة : (أين كنتِ ياأنسة ؟ )

( لقد أخبرتك ..حبيبي إشتاق لي فجاء لرؤيتي ..لديك مانع ؟ )

كم تضايق من كلامي فقال بعصبية ( ماهذا الهراء ؟ أي أنتِ جريئة لدرجة تحضرينه لمنزلك؟ )

إبتسمت منتصرة ثم خيبني حين أكمل ( وأنا أعرف أنك لا تملكين حبيب أيتها الصفراء ..ولست أفهم لماذا تظنين أنني سأصدقك ، بالأحرى هذا ليس موضوع يليق حتى لتكذبي من اجله ..فأين كنتِ ؟)

( وماشأنك أنتَ ؟ )

أنا لا أصدق اني نزلت لأبحث عنه ، أرأيتِ؟ أيتها الغبية ؟ كان يجب أن تبقي في غرفتكِ وتشاهدي فيلما أو ثلاثة

( يهمني لأنني مسؤول عن سلامتك وانتِ لديك ميول إنتحارية )

( هكذا ..هذا فقط ؟)

أومأ فقلت له بديبلوماسية ( أنا بخير ، وأخبرتك مرة حين أقرر أن أموت سأقفز من جسر فحسب )

ظل يحملق لي بوضعيته الساحرة تلك ، حتى طريقه وقوفه العادية تبدو مذهلة كأنه يقف لأفضل مصور في العالم ليلتقط صورته ..كيف يستطيع شخص بسيط مثله أن يفعل ذلكَ

( أنا محتار ) تمتم تحت انفاسه ثم وضع يده في جيوب سرواله وإقترب مني بهدوء

( هل أنتِ منزعجة مني ياأنسة ؟ هل قلت شيئا ضايقك ؟)

( أشخاص مثلك لا يؤثرون على أشخاص مثلي البتة فلاتتخيل امور غير موجودة)

( ومازلت تكذبين ؟ ألا تملين من ذلك ؟ كذب كذب كذب !! خذي لنفسك إستراحة )

تجاهلته وهربت للحمام ، فوجدته يقف أمام الباب .. لايمكنه أن يتبعني للحمام ، لكنه فعل

( هل الامر يتعلق فيما حدث هذا الصباح ؟)

سيطر عليا الكبرياء مجددا فإستدرت لاقول له بأسلوب ساخر

( أرجوكَ ! ..قلت لك لا تتخيل أمور غير موجودة ، أنا لا أُحِبكَ .. ليس حتى في أحلامك )

فقال وهو يبتسم ( حسنا لقد كنت أقصد تواجدي طوال الوقت مع اللايدي هولموود لكن بماأنك ذكرت الموضوع فأعتقد باننا متساويان ..أنتِ لا تحبينني وأنا لا احبكِ .. لماذا أنتِ منزعجة إذن ؟ )

( من قال لك أنني منزعجة ؟ )

أنـــا منزعجة لدرجة أريد أن أصرخ عاليا وأتمرغ فوق الأرض باكية ، لكنني إكتفيت بربط شعري وغسلت وجهي مراراَ لكي يختفي الإحمرار على وجنتي

لقد إستجابت دعوة لورنيس ، لدي مساعد شخصي أسوء منه ..على الأقل الأخر كان مثل دجاجة ، يخاف من النساء ، حين يسمع صوت أمي من بعيد يرتجف وحين تطرق بكعبها العالي بقوة فوق الأرض فهو يموت ، لكن أليكس عكسه تماما ، إنه ينظر لوالدتي في وجهها ويبتسم وهو يخبرها بالحقيقة المزيفة

إنه يملك قوة خاصة عليا .. أنا في مكان حاليا حتى لو أخبرني أن الأرض مسطحة فسأصدقه بدون شك ، ..وأنا صدقته حين قال أنه لا يريدني وهذا يشعرني بالإنزعاج المطـــلق

صمت وتجاهلته بينما ظل خمسة دقائق يقف قرب الباب وأنا لم انوي الخروج من الحمام فغسلت أسناني ونزعت كل ماكياجي .. ثم أطلقت شعري ومشطته ..ولأن شعري مجعد فهو إنتفخ ..ربطته بسرعة بمشبك وحملت علبة ما

أتذكر ان والدتي أعطتها لي لأدهن بها وجهي قبل النوم ..ولم استعملها قط ..حتى الان ..بما أنني هنا قررت أن أدهن وجهي ..فتحت العلبة فوجدت مرطب للبشرة

ياإلهي هل وجهي خشن ؟ والدتي تظن أن وجهي خشن .. كيف عرفت لطالما هي لا تلمسني أبدا

ألقيت نظرة خاطفة على إنعكاس صورته في مرآة حمامي فكان يتثائب

أوه هو يشعر بالنعاس ..

لا يمكنه النوم وانا مازلت مستيقظة ..سأريه الويل

(حسنا..إن لم تحتاجي لشيئ فانا سأخلد للنوم )

( لا يمكنك النوم حتى أنام أنا ! )

توجهت لسريري وأنا أرمي مشبك شعري نحو السلة فأخطأت الهدف وسقط أرضا وهناك سيبقى حتى أحتاجه مجددا

وهو لحقني غير متأكد مما سمعته فقال ساخرا

( هل أنت زوجتي ؟)

( أنت تتمنى ذلك مثل جميع الشبان في الخارج )

فرد بسخرية جاهزة ( لا اعتقد أنه يوجد شاب في 2015 يتمنى أن تكون ميمي زوجته)

دخلت تحت لحافي بغضب

( كيف تجرؤ على مناداتي بميمي بعد أن طلبت منك ان لا تفعل )

وضع يديه فوق سريري وإنحنى لي فقلت بتوتر واضح

( إحترم الحدود من فضلكَ )

أشرت للكنبة المقابلة لسريري ( إجلس هناك وإياك أن تنام قبلي )

( إذن أنت جادة ؟ )

( أنا قمة في الجدية )

تراجع للخلف وجلس مجبورا فتذمر ( لكن مايحدث الأن سخافة )

لم أرد عليه ورحت أبحث عن حل لمشكلة لوكاس ..لقد نسيت كليا أن الجميع يظنون أنه حبيبي .. عداه ، وإن تخلى عني لوكاس فستسقط بطاقتي أمام الجميع ، سأبدو بدون قيمة لأن شاب الثانوية الشعبي إنفصل عني .. سيحتقرني الجميع

سأصبح تلك الفتاة الشقراء الغبية التي تركها من أجل فتاة أجمل منها

لكن الأمر سيختلف حين سانفصل عنه أنا

حينها سأحتفظ بشعبيتي !

لكن كيف أنفصل عنه وأنا لست مرتبطة به حتى ..

أأممم هذه من أصعب المشكلات التي واجهتني

لقد شردت كليا في السقف وأنا أفكر كيف سأنفصل عن لوكاس ولم أجد أية طريقة .. لم أستطع أن أركز جيداً

ويجب عليا أن أجد خطة سريعاً وبينما أنا شاردة في السقف شعرت بشيئ يتحرك فرفعت رأسي ورأيت أليكساندر يتجه بصمت للباب فقلت

( هاي .. هل رأيتني نمت ؟ هل بدوت لك انني إنتقلت للكوكب الأخر بأي شكل من الاشكال ؟)

( بحقك إنه منتصف الليل ..هل أنت نوع ما من مصاصي الدماء ؟ )

( هل تمانع إن كنت كذلك ؟ ) أجبته بسؤاله فعاد ليجلس بإرهاق قائلا ( سأكتفي بك كميمي فحسب فذلك أكثر منطقية )

( هل تستطيع إلتزام الصمت ..انا احاول التفكير هنا)

( بماذاا ؟ إنقاذ البشرية ؟ فكري غدا ودعيني أخلد للنوم الان )

حقا كم هو مرهق وبالكاد يفتح عينيه

( ستبقى هناك ) رفعت يدي للسماء فقال بسئم وكم كان جميلا

( أتعرفين ..بعض الأشخاص يجب أن يغادرو الكوكب حقا ) قال بمأساوية

( فعلا و سيكون لي الشرف أن أحجز لك تذكرة بدون رجعة )

( لن أمانع أن تحجزي لي تذكرة للغرفة التي تقابل غرفتكِ )

لماذا أنا أبقيه هنا على كل حال .. لكنني لا أريده أن يذهب ..لاأريده أن يغيب عن عيني ولو للحظة

وكم شعرت بالشفقة عليه لكنني قلت وقد هزمت احاسيسي

( فلتعلم إذن أني لا انوي النوم الليلة ، سأبقى في هذا الكوكب ..مستيقظة )

( هل تريدين المراهنة ؟ ) سألني بجدية تامة وأنا أعرف لا يراهن على امر إلا إن كان متأكد منه

كنت اعاني من مشكلة عدم الصمت في الاوقات التي يجب عليا فيها أن أخرس فقلت له

( أنا أتحداك)

وقف قائلا بإبتسامة خافتة ( أنا أعرف ماتبحثين عنه)

(حقا ؟) تسائلت بحماس كبير ..حقا هو يعرف .. لأانني لاأعرف .. الامور كلها مختلطة ولا أستطيع إيجاد حلا لمشكلة لوكاس

( أبهرني )

إقترب وإقترب وظل يقترب حتى صار يقف جانب سرير ..وبغمضة عين تخطى السرير فصار يجلس بجانبي ..لأجده يرفعني لحضنه ويضمني لصدره

( أنتِ تبحثين عن الامان ..نامي الان فأنت آمنة )

هل انا الان في حضن أليكساندر ؟ هل أنا في حضن مساعدي الشخصي ؟

ظننتني أتخيل فنظرت للكنبة الأرجوانية ..كانت فارغة

وهذا الذي يضمني هو حتما ليس خياله

أستطيع أن أسمع لدقات قلبه .. أستطيع الشعور بنبضه كم هو هادئ عكسي ..وكم هو دافئ ..عكسي

( لماذا تفعل هذا ؟ أعرفك رجل محافظ )

لم اكن متأكد أنه سمعني لانني رحت اتكلم بهمس لكنه سمعني وأجابني وهو يطوقني بذراعيه بقوة

( أنا لا أفعل شيئ خاطئ .. فقط أريدك أن تتوقفي عن التفكير والنوم .. تخلي عما يبقيك مستيقظة حتى الأن .. أعرف أنك تفكرين في حل لمشكلة ما ..لا ترهقي عقلك أكثر ..فقط دعي كل شيئ ونامي )

( أليكس .. هل تستطيع قرائة أفكاري ؟ )

إبتسم وحرك وجهه بالنفي ( أنتِ حتما لست مستيقظة من أجل الحب والعشق)

ربت على شعري وأكمل ( عليك أن تفهمي ..حتى عندما يقف الجميع ضدك فأنا سأكون بجانبك .. ياتاماني ليس لدي أية مصلحة لأذيتكَ ، بالعكس أنا أريد حمايتك من كل شيئ )

لعلها اول مرة ينطق إسمي علنا.. لم أعرف إسمي جميل ، لم أحس بهذا الحنان بإسمي منذ سنوات
إلتزمت الصمت لأني حقا شعرت بالامان الان

قال وعيناه تلمعان ( ولا أفهم لماذا تكذبين عليا ظننتك تثقين بي ..ظننتك تعرفين أنني لن أخونك من أجل أحد )

( أنا أثق بك ..لكني لا أثق بالغير ، إن لديهم أساليبهم الخاصة ..ولديهم الأموال)

رفع حاجبيه بسخرية ( لا يهمني أمر صديقاتك .. لقد صفعتني من اجل لا شي وكذلك أنا لا أبحث عن عمل أخر .. والدتك تدفع لي مبلغ محترم ، لن أستقيل)

( حسنا .. لأكون صريحة معك ..الصفعة كانت حقا رسالة لكن ليس لصديقاتي ، بل للايدي هولموود تلك العجوزة الشمطاء )

( لا أصدقكِ ) إنفجر بالضحك ، وأفلتني ليشد خديه غير مصدق وأنا إغتنمت الفرصة وجلست

( لماذا تضحك ؟ اللايدي هولموود تريد أن تأخذك مني .. هذا ليس مضحك )

( أنتِ تغارين من إمرأة في مقام والدتي ..لا يمكنك أن تغاري من إمرأة بضعف عمرك ثلاثة مرات.. أيتها الصفراء الساذجة )

بقيت صامتة وهو قرأ الرد في تعابير وجهي التي تعني إذهب الى الجحيم
فإكتفى بإبتسامة خافتة وسحبني إليه فجأة لضمني بقوة لصدره

( لا تغاري من اللايدي هولموود ..لن أتركك من أجلها)

( هل تعدني ؟ )

أخفض وجهه لي حتى شعرت بانفاسه وهمس بأذني : ( أنا أعدك )

ثم إبتعد وسألني ( ماذا أيضا ؟ ممن تشعرين بالغيرة لأبتعد عنه قبل ان يتم صفعي من اجله .. هاه ؟)

فقلت وأنا أصر على أسناني ( سيرافينا .. عليها أن تفهم أنك مساعدي انا وليس هي )

( سيرافينا .. ومن أيضا ؟)

كأنه يستمتع بذلكَ، قلت بدون تفكير

( حقا ..الامر ليس مضحك )

عاد ليربت على شعري فقلت ( أريد النوم ..هل ستبقى هنا ؟)

( إن أردتِ ذلكَ)

( أريد ذلكَ .. ) أغمضت عيني وقلت

( أتمنى لو كنت ماكنزي)

ثم إستسلمت للنوم ..وكل ماشعرت به هو إفلاته لي ونبضات قلبه تصبح أبعد ..وإختفاء دفئه ..



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس