عرض مشاركة واحدة
قديم 13-01-21, 09:01 PM   #337

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

وقف يطالع أوجه الاطفال البريئة بعينين مبتسمتين، بعضهم يعرفه وبعضهم لا..
وبالطبع هذا يعود إلى سفره الطويل..
يراقب انفعالتهم بوجهٍ باسم، عاقداً ذراعيه متكأً على الحائط يبتسم لمراوغة الصغار وهم يلعبون بطلاقة، فهتف إياد بصوتٍ عالٍ مازحاً :
-أنتَ تغش يا صغير، أخفي عينيكَ بأكملها يا ولد!
قهقه الصغير بمرح، ثم هتف وهو يركض نحو إياد بسرعة :
-تعال وألعب أنتَ يا مستر أيدو، ماما غالية أخبرتنا أنكَ تحب اللعب مع الأطفال!
وقف الطفل أمامه ممسكاً بقماشة كان يخفي بها عينيه، فنظر إياد له ثم هتف برفضٍ :
-لا، لن ألعب لقد كبرت على هذه الأفعال يا أولاد !
لم يهتم الولد بما قاله، بل ألتفت إلى زملائه، ثم صاح بحماس :
-هلموا بسرعة إلى هنا، سنشجع مستر إياد على اللعب…
اعتدل إياد في وقفته مبهوتاً وهو يرى أطفال في مختلف الأعمار يركضون نحوه يرددون بحماس :
-سيلعب مستر أيدو، هاي هاي…
حمحم إياد بحرجٍ وهو يلاحظ تعلق نظرات العاملات به يصيحون مع الاطفال بحماس، فحاول إياد الهرب لكنه وجد نفسه محاطاً بعدد هائل من الأطفال، فنظر إليهم ثم إلى غالية يخبرها رفضه بصمتٍ، فمدت غالية كفيها بقلة حيلة ، ليكز إياد على أسنانه بقوة، ثم لم يلبث أن جثى على ركبتيه أمام الأطفال، وهتف بهدوء :
-أنا آسف احبائي، لكن أنا لا أقوى على اللعب الآن، مستر أيدو مرهق وبشدة، أريد أن أنعم ببعض الراحة…

صدرت من الاطفال همهمات إحباط وهما يتراجعون إلى الخلف ليعودوا إلى لعبهم لكن بحماس أقل، فطالعهم إياد نادماً يود لو أن يمنحهم عمره كله..
أقتربت غالية منه بخفة وهي تراقب ملامحه المرهقة بحزنٍ، إلى أن وقفت أمامه ثم قالت وهي تنظر إلى الاطفال مثله :
-حين انشأت تلك المدرسة وحملتني مسؤليتها، كنت أشعر بالفرحة وأنا أراك تفعل الخير لمن يود الإلتحاق بمدرسة راقية لكن المال لا يساعد، دائما كنت أفتخر بمعدنك الأصيل يا أخي، وحين أخبرتني بأنك ستسافر والمدرسة ستكون تحت أنظاري أنا أقوم بأدارتها وفعل كل شيء بها، تحملت المسئولة وفعلت كل ما بوسعي كي أحافظ على ما وصلت إليه...وها أنتَ عودت يا أخي، فأتمنى أم تلتفت إلى مصالحك وتهتم بنفسك…
ضاقت عينا إياد مدققاً بما تقوله شقيقته فما قالته يحمل معاني مختلفه، وخصوصاً مروج، فالتفت إياد إليها ثم هتف بصوتٍ غامض :
-ماذا تقصدين ؟!
-أنساها يا أخي، وحاول البحث عن أخرى..
أبتسم إياد إليها ابتسامة باهتة، ثم هتف بنبرة صادقة :
-ليتني أقوى، لم يكن هذا حالي…
تألمت غالية بشدة وهي ترى حلق إياد بصعوبة وكأنه يحارب غصة تحتل حلقه، سيرتها أحيت جرحه المتقرح فأغمض عينيه لدقائق، ثم هتف مغيراً الموضوع :
-أتركِ قلبي وشأنه، أخبريني لقد علمت أن هناك عجز بمعلمات الروضة، هل هذا حقيقي ؟؟؟؟
ابتسمت غالية له بتعاطف شاعرة بألم شقيقها، ثم أومأت برأسها وهتفت :
-نعم، ونبحث عن معلمات حتى لو ليس تخصصها الروضة…
زفر إياد بقوة وهو يطرق برأسه وغمغم بجدية :
-حسناً سأبحث لكم لا تقلقي..
أومأت غالية له، ثم تركته وأبتعدت وهي تهتف بصوتٍ عالٍ :
-إياد، العم صلاح غاضب لأن الاطفال كسروا له القُلّة التي كان يحب أن يشرب منها..
ارتفع حاجب إياد بتوجس، ثم هتف بغباء :
-ماذا؟؟، أي قُلّة؟
قهقهت غالية بقوة وهي ترى ملامح إياد الذي كان عاقداً حاجبيه بعدم فهم، ثم لم يلبث أن ضرب كفه بالآخر متجهاً إلى العم صلاح محدثاً نفسه :
-لا إله إلا الله، حزين لأن القُلّة كُسِرت؟
يتبع……








شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس