عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-21, 01:28 AM   #1066

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في الواقع

فخرية(نظرت إليهم):- تم الاتصال ، أطفالنا في البلدة ولكنهم في زمن آخر غير زماننا هذا
طارق:- يعني ؟
فخرية:- يعني أنهم يعايشون حقبة زمنية مرت بنا من قبل ، حقبة لم تكن فيها موجودا لا أنت ولا بقية أولاد عمومتك
طارق:- حبيبي ميار ؟
ميار:- فيخوووو ….إي وبعد هل نشتري آلة زمنية أم نسرق كبسولة نادين عجبا ؟؟؟؟
فخرية(عقدت حاجبيها):-….لارد
ميار:- ما بها يا جماعة ؟
سلسبيل(قهقهت بسخرية):- هههه دخلت في حالة جمود ، لندعها على سجيتها ولنفرح بعثورنا عليهم
ميار(هز رأسه للسماء):- سأفرح بالتقاط صورة أمام شاهد قبرك
ليندا:- كف عن التهديد والوعيد ، نحن جميعا لا نعلم تبعات ما يحصل ..سننتظر إعادة البث فشكل أختنا قد تاهت وسط الخيوط المتشعبة
مراد:- خلاصة القول ، متى نستعيد أطفالنا ؟
طارق:- ما يطمئنني قليلا هو تواجد لورينا هناك ، لكن ما يخيفني كثيرا هو ما نسبة لقائهم مع بعضهم بعضا ؟
ستيلا:- أنت تقلقنا أكثر سيد طارق
هبة:- أكيد هنالك حل
كاظم(نظر لساعته):- علينا التفكير جديا في الموضوع ، إنهم أطفااال
كهرمانة:- طال الأمر حقا …
فخرية:- أفكر في طريقة ما …لكنها غير مضمونة
ميار:- ذبحنا تلك الخرفان هل ستطلبين منا حلق شعر عانتنا أيضا ؟
كاظم(جحظ عينيه):- اخرس يخرب سفالتك التي لا تظهر إلا في المواقف الحرجة ، عذرا لا تؤاخذوه فقد دخل في موجة المحظور
طارق(مسح على رأسه):- هذه البوادر الأولية للجنون … اللهم سترك
سلسبيل:- هههه راقني الأمر
كهرمانة:- ألا تشعرين إنه حزين لأجل طفله ، اجمعي نفسكِ
سلسبيل:- أي ع أم الإحساس دعيني صامتة ، فبسببه أحرقتِ ابنكِ الحقيقي
كهرمانة(فزت عينيها):- سلسبييييييل؟
فخرية:- اخرسن ….الوقت يمضي يجب أن يتم الإسراع في مهمتنا المقبلة فكل ساعة تمر علينا هنا تساوي يوما هناك
ستيلا:- يوم …ههه ماذا تقولين ؟
فخرية:- يجب أن تتفقوا فيما بينكم ، هنالك ثلاثة أفراد يمكنني بمساعدة أخواتي إعادتهم للماضي شريطة استعادتهم دون إراقة دماء ..، أي خطأ سيؤزم الوضع وسيعرقل سير الأحداث مستقبلا
طارق:- ما المطلوب فخرية من فضلكِ تحدثي ؟
فخرية:- أنتم هنا لأجل أولادكم ، وأولادكم هناك بحاجتكم ..من يملك الشجاعة لأجل خوض مخاطر استعادتهم ؟
ميار(بثقة):- طبعا أنا …
كاظم:- صحيح ليس لدي طفل هناك لكنني مستعد للسفر
طارق:- أنا كذلك
مراد:- وبالتأكيد سأكون هناك لأجل ابنتي
فخرية:- مع الأسف يا كاظم لن يسعك الذهاب ..ميار طارق مراد ، استعدوا سأبعثكم إلى هناك لكن بشرط
ليندا(تراقبها عن كثب):- هل هي ضليعة هكذا كل الوقت ؟
سلسبيل:- لا يغرنكِ شكلها الجنوني إنها داهية ..قوية وحكيمة
ليندا(بإمعان):- لمست ارتجالها في تسيير الأمور ، هذه ستعرقل كل تحركاتنا لو أقحمناها في حياتنا أكثر
كهرمانة(نظرت للشرفة العلوية حيث أشاحت بصرها بسرعة):- هفف
ستيلا(نظرت إليه لتزيح بصرها):- ليتك كنتَ قادرا على الذهاب أيضا ، لكنك لن تجرؤ على فعلهااااا
ناريانا(شعرت بالغثيان):- بينما تقررون فيما بينكم سآخذ استراحة ونواصل بعدها …سأذهب للحمام
فخرية(صغرت عينيها لتراقبها):- …هل أنتم مستعدون …ستعطونني عصارة آلامكم الدفينة ، ستعودون للماضي والماضي قد ذبح صميمكم وأثر على سير حياتكم ، ماذا ستفعلون ؟
ميار:- لن يعنيني أحد فالميت يبقى ميت ، سأجلب ابني وابنة أخي وخلص
طارق:- لا شيء سيؤثر على مهمتنا
مراد:- أساسا لا شيء يهم أكثر من أولادنا
فخرية:- قد تتوهون هناك، قد يغيب تفكيركم ويتزعزع خاطركم ، قد تنسون مهمتكم وتنسابون وسط أحراش الماضي …فهل تتعهدون بالعودة رغم كل ما ستجدونه هناك ؟
ميار:- لك مليون تعهد فخرية فقط خلصيناااااا
مراد:- أتعهد بدوري
طارق:- وأنا كذلك أتعهد فلن يكون هنالك أهم من استرجاعهم
فخرية(ابتسمت):- أمنحكم وقتا للاسترخاء ، سنكتمل الطقوس عندما ينتصف الليل ويصبح القمر كاملا … وأنتن هيأن أنفسكن الليلة حاسمة
ليندا:- أي لنخلص أريد العودة لحياتي
ميار(سمعها):- وتعذيب ما أقحمتهم بحياتكِ اللعينة ، لكن هانت يا ليندا
ليندا(زورته بطرف عين):- لن أجيبك ، لكنني سأسامر ابن خالك قليلا فبيننا اتفاق حسبما أذكر
طارق(نظر لميار):- العشاء ….أكيد لن تنساه حضرة السفيرة لكنني أؤجله غاليتي حتى نستعيد الأولاد
ليندا(تأملته بجرأة):- وماذا في ذلك ، لن أسافر قبل أن أحظى بساعتين معك في عشاء رومانسي
طارق(حك جبينه):- ليس اليوم إذن دعينا على راحتنا بدون إزعاج لطفا
ليندا(سارت بخيلاء):- آه منكم يا أولاد الراجية ، وسامتكم فتاكة من الألف للياء …وصولا للبارون الذي يختبئ في الغرفة أعلاه …
ناريانا(مسحت فمها ونظرت لوجهها المرهق):- هفف يا بني متى سترحم أمك من هذا الغثيان افف …
خوري:- حين يرحمكِ أبوه وقتها سأعطيه أمرا برحمتك
ناريانا(ألقت المنديل في سلة القمامة):- طبعا لن تتحكم في مشاعر ابني أيضا عندما تحرمني منه ، ستتركه طبيعيا سيحبني وسيفهم سبب غيابي
خوري:- محتمل …
ناريانا:- أنت متناقض مع نفسك خوري ، أنت لا يسعك إبعاد صغارنا لأنك لن ترضى لهم بأن يعيشوا بدون أمهاتهم …لن تريدهم أن يكونوا مثلك لن تحب لهم نفس الحياة ونفس الحرمان ، كونك عشت نقص مشاعر الأمومة التي غيرت مفاهيم الأم عندك فأكيد ستريد العكس لصغارك ، ستريدنا بجانبهم بل ستهددنا بعدم تركهم ولو فعلنا حينها ستعاقبنا
خوري:- أصبتِ …ذلك ما دار في خلدي عندما علمت بأمر حملكِ وعندما اكتشفت وجود الطفلة ، لوهلة خمنت أن الصغيرين محظوظين بأمَّين قويتين شامختين مثلكما ، أمهات سيدافعن عنهم ولو بأرواحهن
ناريانا(لمست تأثره):- شكل أجواء العائلة ضربت إحساسك ، أكاد أبكي من شدة التأثر بالشعر الذي تنطق به عزيزي
خوري:-لكن ..بشروطي وقوانيني ثم أنا لم أسامحكِ ، أنتِ منبوذة بالنسبة لي
ناريانا(بألم):- طالما كذلك لماذا تستغل الفرص كي تحادثني في الزوايا ؟
خوري:- رباطي السحري فلح وكان مرساة بيننا وبينهم ، الشيء الذي سأطلبه منكِ وأنتِ هناك …أن تسحبيني أيضا لذلك العالم
ناريانا(فتحت فمها بصدمة):- ماذااااا تقول ؟
خوري:- هل أكرر …سأدخل أيضا لتلك اللعبة أريد رؤية الماضي
ناريانا:- أكيد جننت يا خوري …كيف سأدخلك كيف سيحدث ذلك ؟
خوري(اقترب منها بتحذير):- أخبري فخرية ، قومي بترهيبها بأني سأرتد عن الجماعة إن خيبت ظني
ناريانا(مسحت على بطنها):- فقدت صوابك
خوري(اعترض طريقها):- أمامكِ حتى المساء ، سأنتظر الجواب
ناريانا:- ستنتظر كثيرا
خوري:- عندما أضع فكرة في عقلي فإنني أنفذها ، ذهابي إلى هناك محتم فكوني خدومة وابعثيني أو …أخبر جوزيت عن هوية والد طفلك
ناريانا(شهقت بفزع):- لا لن تفعل هل تريد قتل أختك ؟؟؟؟
خوري:- الأمر بين يديكِ …انتهى
ناريانا(حكت شعرها بجنون):- ما هذااااا الآن ، هل جن لكي أبعثه إلى الماضي آه ياربي لم ورطتني مع هذا المعتوه ؟؟؟
ستيلا(وجدتها تنزل من الدرج):- ماذا حصل ؟
ناريانا(أومأت لها على جنب):- لم تفرقتم ؟
ستيلا:- قالت فخرية أننا سنعيد التواصل عندما ينتصف الليل ، ما تبقى راحة لنا ..لكن أخبريني ماذا هناك هل به شيء ؟
ناريانا(همست):- به مس ووباء وذهان ووووو كل الآفات الكونية ، حبيبكِ يريد الذهاب معهم أيضا
ستيلا:- الذهاب معهم …إلى أين ؟
ناريانا(ضربتها لرأسها):- إلى مدغشقر يا ستيلا إلى مدغشقر هل نحجز معه تذكرتين لتسلية المحروس ؟؟؟؟
ستيلا(تحك رأسها):- هاااا هاه فهمت هئئئئ كييييييف هل فقد عقله ؟
ناريانا:- أخيرا استوعبتِ ، أمامنا حتى الليل لنجد حلا أو …سنجبر على طاعته ستيلا
ستيلا:- لننومه أجل لنضع له حبوب منومة
ناريانا:- قد يفلح ذلك مع ضبع وليس مع الوحش أعلاه ، لنفكر
كاظم(حك جبينه وهو يقف جوار النافذة):- يا عمي … أوضح لك أن الأمر يفوق طاقتي ليس ببالي نورس ولا طير حاليا ، لقد اختفى الصغار ونحن في حالة استنفار
عمو بشير(مسح العرق):- أهاه ، تركت مهمتك لتلاحق صغار غيرك ، همم أخبرني أين وصلتم هل عرفتم مختطفهم ؟
كاظم:- لن تصدق …قامت ساحرة بسحبهم للماضي
عمو بشير(نظر إليه ليغمض عينه بتعب):- ماضي ..ههه احم هل تمازحني يا حيوان ما هذا الهراء كيف يتم سحب مجموعة للماضي ؟
كاظم:- صدق يا عماه ، الأمر له علاقة بالسحر الأسود وما حصل أنهم سحبوا الثمانية في آن الوقت
عمو بشير:- يا الله اعتقدت أنهم ثلاثة فقط ، كيف يكونون ثمانية ؟
كاظم:- لا تشغل بالك عماه ، نحن نتصرف أنت عد لعملك
عمو بشير:- مهلا …أجبني أريد معرفة كل ما يحدث يعني كي كي أعفو عنك وأمنحك اليوم أيضا
كاظم:- استطعنا التوصل إلى هوية الجميع بعد أن احترنا في هوية الثامن ، بعد لورينا وميسون والمراهقين وغامي ولمى ابنة الطبيب ، عثرنا على حفيدة سليمان العنبري من ابنته ستيلا توأم ناهد
عمو بشير(جحظ عينيه):- ماذا تقوووول …هل لسليمان العنبري بنات وأحفاد أيضا ؟
كاظم:- أجل كما سمعت
عمو بشير:- وما علاقتها بالاختطاف ؟؟؟
كاظم:- لا نعرف بعد ..
عمو بشير:- طيب والآخر أو الأخرى يعني هل اكتشفتم من يكون ؟
كاظم:- بالطبع …زميل ميسون في المدرسة الآن لا نعلم سبب تورطه لكننا أرجحنا أنه بسبب تردده علينا في الآونة الأخيرة …ربطنا تواجده في بيت الراجي على بيت اليزيدي واستنتجنا ذلك
عمو بشير(أغمض عينيه):- طيب …بلغني بالجديد لدي عمل
كاظم:- ألووو ألوو …تت
عمو بشير(أغلق الخط):- لم يكتشفوا شيئا
أمجد(زفر عميقا):- علينا أن نكون حذرين جدا ، بات اكتشاف الحقائق قاب قوسين أو أدنى من الانقشاع
عمو بشير:- ماذا تقترح ؟
أمجد:- طالما الأمر صعد للسحر الأسود ، اتصل بنزار
عمو بشير:- هذا ما طرأ على بالي ، لن يفيدنا أحد غيره ولن يجيب على استفساراتنا سواه كي لا نلفت انتباه البقية
أمجد:- هل سيكونون بخير يا رجل ؟
عمو بشير:- لندعو بذلك …
أمجد:- أعد ما قاله كاظم
عمو بشير:- قاااال ……….
كاظم:- مثلما سمعت يا طارق ، الوضع جدي عليك بطمأنتهم فذلك النطح لن يكلف نفسه ويكلم أحداااا
طارق:- سأكلم جوزيت وستتفهمني …بالأخير هو أب خائف على ابنه
كاظم:- وهي أيضا في حالة متعبة …ع العموم كلمها
طارق(طقطق رقم فياض):- أعطني جوزيت يا فياض
فياض:- أنا رجل الحراسة ولست خادما في البيت ، لا يمكنني الصعود لغرفة سيدة
طارق:- هل تقوم باستهلاك فرصك المتبقية عندي ، نحن لم نتحاسب بعد على ما حصل يا فياض ؟
فياض:- أنا مكاني معروف لست أهرب من شيء ، حضرتك من يؤجل الحساب شكلي لم أهن عليك صح ؟
طارق:- خذ الهاتف لجوزيت الوضع حرج حقا ، وفلسفتك الزائدة هذه لن تنفعك معي صدقني
فياض(حرك نفسه بخيلاء):- سأجرب حظي
طارق(يزفر بتأفف وينتظر):- ………..لو كان يصعد فوق مدرج الملعب لكان وصل ،أللوووو
جوزيت(ببكاء):- اهئئئ طاااارق أين أنتم أين ميار هل وجدتم غامي ، ميسون هاااا أين ذهبتم لما لم يرجع أحدكم لما لم تتصلوا بي أنا خائفة ، أين ذهبتم أين ناريانا لا ترد لا ترد ؟؟؟
طارق:- اهدئي يا ابنة عمي كلنا بخير …وجدنا طريقة نستعيد بها الصغار سنعتمدها الليلة أريدكِ أن تكوني مرتاحة لأجل صغيريكِ ، نحن سننجو منها ولن نعود إلا بهم
جوزيت:- أثق بكم لكن ….أين ميار لماذا لا يكلمني ؟
طارق:- إنه مشغول ، سيفعل ويكلمك حين تعتدل الأمور ، يعني مسألة وقت لا غير مسألة وقت
جوزيت(فهمته):- فهمت فهمت هو يتهرب مني كوني السبب في اختطاف الولد ، كيف يلومني أنا لم أرى شيئا لم أرى شيئا اهئئئئئئ
طارق:- جوزيت ابنة عمي حبا بالله تمالكي أعصابكِ ، رجاء نحتاج دعمكِ وقوتكِ الآن فكوني عند حسن الظن ..بعض الصبر يا أختي ممكن ؟
جوزيت:- اهئ …ائهئئئئ …
طارق:- ألم تعد نساء بيتنا للقصر ، هل تركوكِ بمفردكِ حتى الآن ؟
جوزيت:- لا أحد جااااء …حتى جدتي نبيلة لم تأتِ أنا بمفردي هل كرهتموني بسبب علتي هاااا ، ماذا أفعل كتب القدر ذلك اهئئئئ
طارق:- افصلي يا ابنة عمي سأرسلهم إليكِ …افصلي …
ميار(كان يصغي مليا):- في ظل هذه الظروف يصعب علي التعامل مع بكائها يا طارق ، ستفعل خيرا عندما تبعث سيدات الراجي ليرفهن عنها ولو قليلا
طارق:- أخشى أن قلبك قد استعاد رغبته في الانتقام منها ، ميار البنت لا تتحمل هوة أخرى …أساسا هي في ظلمة هل ستزيدها ظلمة أخرى ؟
ميار:- لا شيء يعني لي الآن سوى الظلام الذي ابتلع ابني … فهمت ؟
طارق(رمقه وهو ينسحب للزاوية):- وإن قلت لم أفهم هل سأكذب …يا الله صبرنا مع هؤلاء ….(طقطق رقما) / نعم يا عفاف ماذا تفعلن ؟
عفاف:- أبدا كنا نحتفل بمرام
طارق:- هل يدوم الاحتفال عندكم أربع وعشرون ساعة ، أين موقعكِ ؟
عفاف:- بغرفتي ما بك يا طارق ؟
طارق:- توجهي للصالون وارفعي الصوت على الأخير
عفاف(خرجت من الغرفة):- شكله غاضب خيرا يا ترى …يا جماعة طارق على الخط يريدنا
عواطف(أمسكت على قلبها):- خيرا يا ربي ؟
سماح:- لنسمع فأكيد لن يحمل لنا البشرى على هذا الاجتماع
مديحة:- فال الله ولا فالكِ يا امرأة …ألووو ألو لا أسمع شيئا
عواطف:- اخرسوا لنسمع …ألو بني طارق
طارق:- هل أنتم في الخط ؟
عفاف:- أجل كلنا يا طارق تحدث نحن نسمعك
طارق:- سابقا افتعلتم مشكلة كوننا نخفي عنكم بعض الأمور لأجل مصلحتكم ، لكن حين أشركناكم في معظمها فإننا لا نرى دعمكم على الإطلاق …هتافكم وصراخكم ومعارضتكم مجرد جعجعة ولا طحين
مديحة(تعيد خلفه):- جعجعة ؟
سماح(تفسر لها بغباء):- يقصد زوبعة الريح
مديحة:- زوبعة الريح ، طيب ما محل الطحين من الإعراب ؟
سماح:- هشش اخرسي لنسمع ، إي تابع يا ابن أخي ؟
طارق:- جوزيت …تركتموها جميعكن وهي بمفردها منذ الصباح ، أتفهم سبب فرحتكم وأقدرها بدوري سعدت لذلك الخبر مثلكن ولكن ..هذا لا يعطيكن مبررا لإهمال ابنة أخرى تحتاج لدعمنا ومؤازرتنا ، ما فعلتموه بالفتاة أمر مشين إنها تشعر بأن الكل تخلى عنها بأنها وحيدة ضعيفة …ثم ثم كيف تجرؤن على تركها عمياء مع طفلين رضيعين هااااااااا ؟؟؟
عواطف(مسحت على فمها):- يا ويلي الولد معه حق
مديحة:- ظننا أن طويلة الشعر معها أليست هناك ؟
سماح:- يا ويلي انشغلنا هنا وتركنا ابنتنا هناااااك ، لنذهب يا نساء
من الخوف عواطف دخلت في سماح سماح دخلت في مديحة مديحة دخلت في نفسها ، توقفن للحظة نظرن لبعضهن وبعدها تفرقن كلا لغرفتها جلبت حقيبتها وأغراضها والتقين عند الباب …
عفاف:- ذهبن يا طارق ، ألو ….ألو تيت تيت ، فصل الخط
إخلاص:- معه حق ، قد تصرفنا بسوء مع ابنة عمنا جوزيت …أفكر بالذهاب رفقتهم لكن لا يسعني ترك شيماء كما تعلمين
عفاف:- لن تتركيني معهما وتذهبين ، مكاننا بجوار ابنتينا إخلاص
إخلاص:- هذا ما قلته ..لنترك الموضوع لأمهاتنا سيتصرفن جيدا
عفاف(جلست جوارها):- …أفكر بشيء سيعطي لابنتي دافعا لاستعادة نفسها ، شيء سيجعل طارق يغضب مني ولكنني لم أجد شيئا فعالا سواه
إخلاص:- يراودني إحساس غريب ، هل هو يتعلق بالشاب ؟
عفاف:- أجل ، لو استطعت الوصول لأسعد ودفعته للتكلم معها ومواجهتها أكيد ستخرج من قوقعتها وتدافع عن نفسها أو على الأقل تفجر غضبها الذي تكتمه في خاطرها من ليلتها
إخلاص:- لا يا عفاف ..لا سوف لن يغفر لكِ ابن عمي …تراجعي عن هذه الفكرة إنها فاشلة فلو كان مهتما لكان حاول واتصل على الأقل
عفاف(حكت يدها ثم رمشت):- يعني …أ…هاتف نهال كان معي كل الوقت وقد وردت منه عشرات الاتصالات ، لا ينفك يتصل دون توقف .. قرأت معظم الرسائل التي بعثها على هاتفها ولم أنطق بشيء
إخلاص:- ولو يا أختي …لا يجب علينا المغامرة طارق منعه من الاقتراب إذن هو محظور فلم يجلب سوى الأذية لها
عفاف:- كانت فكرة فحسب ، سأنتظر يوما آخر ونرى ما سيحدث
إخلاص:- انسفي الفكرة من عقلكِ عديني بذلك
عفاف:- تمام يا إخلاص ..سأحاول …، لا تفاتحي أحدا بذلك ليبقى بيننا
إخلاص:- أصلا من سأخبر ، لا أحد سيفهم وجعهم غيرنا
عفاف(لاحظت خروج نبيلة):- هممم ..إلى أين يا جدتي ، لقد ذهبن للقصر قبل قليل لو أحببتِ أتصل بالسائق ليأخذكِ أيضا
نبيلة(تقدمت بعصاها قليلا):- لا أريد … لكنكِ ستتصلين بأحدهم لأجلي
عفاف(نهضت إليها):- ماذا تريدين جدتي ؟
نبيلة:- ابحثي لي عن جواهرجي مميز أريد صناعة هدايا للطفلين بمناسبة ولادتهما ، أفكر بتلبسيهما هداياي في حفل عقيقتهما التي سنجريها هنا
إخلاص:- جدتي …حبذا لو نؤجل الأمر قليلا
عفاف:- أجل حتى تتعافى جوزيت على الأقل
نبيلة:- هل أتحدث البلغارية ؟
إخلاص:- هئ ؟؟؟
عفاف(هزت رأسها):- تمام جدتي سأبحث لكِ عن جواهرجي مميز ، أنتِ فقط قولي المطلوب لكي أتفق معه
نبيلة:- أنا من سيتفق معه عندما أزوره في محله ، أنتِ اعثري عليه وأعطني عنوانه والباقي علي
عفاف:- سأفعل أي أوامر أخرى ؟
نبيلة:- أجل ..بدلا من إخراجي عن طوري اذهبا لغرفة بناتكما وحاولا إخراجهن من تلك القوقعة المظلمة …
إخلاص:- مرام وجلنار معهما بالغرفة يعني نأمل خيرا
نبيلة:- هيا لا تشغلاني لدي عمل …
عفاف(همست لإخلاص):- خروجها أصبح بشكل يومي ، تخرج نهارا ولا تعود حتى الليل ومرات لا ترجع …صحتها لا تتحمل ولكنها تكابر
إخلاص:- لا تخيفيني يا عفاف
عفاف:- أخيفكِ ..إنها كبيرة بالعمر ويجب أن تفكر بنفسها وبصحتها أنا تعبت معها هي لا تصغي لي
إخلاص:- ربي يحفظها ، بالمناسبة شغلتنا بالأوامر ونسينا سؤالها عن وجهتها …يا جدتي يا جدتي تمهلي إلى أين أنتِ ذاهبة ؟
عفاف(ضربت كفا بآخر):- كله مضروب حتى الجدة …
الجدة التي لم تتوجه إلى قصر جوزيت ، ولا للقصر البحري …جدتنا توجهت إلى قصر نعم ولكنه قصر عدوها اللدود فكيف تطأ قدم الراجية الكبيرة عتبته، مهلا شكلها لن تفعل ……
ضرغام:- ما هذه الفوضى بالخارج يا رستم ، ما كل هذا الضجيج ؟؟؟
رستم:- سيارة تخص آل الراجي تقف عند البوابة ، طلبنا دخولهم لكنهم يرفضون
ضرغام:- ماذا أسمع ، اطردهم في الحال أكيد ستكون إحدى النسوة قادمات بشأن حفيدتي جمانة
رستم(أصغى للحارس الذي همس بأذنه):- ليس كذلك …إنها كبيرتهم
ضرغام(رمش مرتين ليرتفع متشبثا بعصاه):- ….نبيلة الراجي هنا بقصري ؟؟؟؟؟؟؟
خرج متعثرا في خطواته ليتأكد بنفسه أنها فعلا جاثمة كالحصن العريق أمام عتبة بابه ، سفيان يقف خلفها بثبات بينما رجاله كانوا يصطفون أمامها كالدروع الحامية …أشار لهم بسرعة ليبتعدوا حين تقدم ليقف قبالتها لا يفصلهما سوى الباب الحديدي المفتوح …..
ضرغام(دك بعصاه الأرض):- ما هذا الشرف الغريب يا نبيلة الراجي كيف تتواجدين بعتبة بيتي الذي أقسمتِ ألا تطؤه قدماكِ ولو على جثتك ؟
نبيلة(رسمت خطا على رمل العتبة لتضع يديها على العصا):- تلك حدودي وأنا ما زلت عند كلمتي يا عجوز
ضرغام(ناظرها عميقا والشرر يتطاير من عينيه):- ما الذي تريدينه ، أنتِ لن تزوريني بمثل هذا الوقت وبدون موعد إلا إذا كان الأمر عاجلا
نبيلة:- من جهة فهو عاجل ، ومن جهة أخرى فهو يتعلق بالأولاد ..لأحدد أكثر بزوجتك
ضرغام(عقد حاجبيه):- أفندم …ههه هل ضربتكِ رياح الشيخوخة حتى صرتِ تستذكرين روح ضرتكِ يا نبيلة ؟
نبيلة(أغمضت عينيها):- لا تذكرني بحقبة أكل منها الدهر وشرب ، حقبة لا أتشرف بها ولا بحياتي فيها …لو عاد بي الزمن للخلف لأبيت الذهاب لبيتك عروسا ولشنقت نفسي بحبل رديء
ضرغام :- ما كل هذا الحقد الدفين يا نبيلة ، أنظري تجاوزنا الكثير ومر على ذلك العهد سنينا طويلة ..أحفادنا أنشئوا حياتهم رغما عنا واضطررنا للرضوخ لأجل صغارهم ،، يعني …
نبيلة(أشارت له بكفها):- وفر علي فقرتك الإذاعية لأنني اكتفيت من بثها في قناة البيت طوال الوقت ، مجيئي يخص زوجتك لقد علمت أن جاهدة الخطيب تنبش في الدفاتر القديمة وقد اكتشفت ظهور أخيها ، سليمان العنبري أنا متأكدة أنك تتذكر صهرك
ضرغام(بلؤم):- تابعي
نبيلة:- سليمان العنبري لديه ابنة ، الابنة لديها طفلة ..الطفلة مختفية في مكان لا نعلم عنه شيئا ، اختطفوها هي وحفيدتي ميسون وصديقها قبل ساعات
ضرغام:- وما علاقتي بكل هذا ، إن اختطفوهم فذلك راجع لعداواتكم المنتشرة في بقاع الدنيا ..لا مكان لتلك المشاكل بقصري
نبيلة:- لها مكان إن كانت تلك الحفيدة منتمية بشكل ما إلى آل رشوان
ضرغام:- هه …هل تهذين كيف سيحدث ذلك ؟
نبيلة:- بكل بساطة ، سليمان يكون خال أولادك أحفادك ، حفيدته تكون قريبة لهم بشكل ما …إذن يتحتم عليك التأهب لأجل البحث عنها رفقتنا
ضرغام:- من أين نبدأ من عتبة بابي أم ننتقل لعتبة دارك ؟
نبيلة:- إلى ساحرات البلدة يا ضرغام ، …يتوجب علينا الحضور بصفتنا الجذور الأصلية لسلالتينا … اتصلت فخرية وطلبت مني إحضارك
ضرغام(أولاها ظهره):- لست طفلا صغيرا حتى تجبريني ..ارحلي
نبيلة(دكت الأرض مرتين):- ضرغام رشوان .. المسألة لا تتعلق بتلك الطفلة فقط بل هنالك جماعة من الأطفال مفقودين في نفس الوقت …كان من الممكن أن تكون دينا
ضرغام(التفت برعب):- حفيدتي بخير ، إنها في شقة أبيها
نبيلة:- لا عجب أنك تضع مراقبة تحت سقف بيت ابنك
ضرغام:- معلوم سأضع مراقبة ، هل أترك الأمر لحفيدتكِ المجرمة كما يقال الجرة لا تسلم كل مرة
نبيلة:- هل أنت معي أم أنسحب ؟
ضرغام:- لست معكِ ..لا يعني لي الأمر ولا يعني لي أي أحد من المفقودين لذلك ارحلي فحسب …
نبيلة(هزت كتفها لتستدير صوب سفيان):-كنت أعرف أن النذالة ما تزال تسبح بعروقك حتى هذا اليوم وأنا قد حاولت معك بالحسنى ، لكن يبدو أن الحسنى لا تليق مع عديم الإحساس …وعليه أحضرت الدعم معي
ضرغام(بعدم فهم نظر حيث تنظر):- من جلبتِ معكِ ؟
دينا(نزلت من السيارة):-جدي …جدي
ضرغام:- كيف خرجت هذه من بيتها دون أن يراها حراسي ؟
دينا(أمسكت كفه باحتياج):- جدي …اسمعني من فضلك أصدقائي في المجهول أرجوك ساعدهم ، أنت تمتلك نفس الجذور مثل جدتي نبيلة ، بواسطتكما سيستطيعون بناء جسر للعودة ..أرجوك أنا أحاول أن أن أحبك كونك جدي رغم كل الهدايا التي جلبتها لأجلي رغم الغرفة التي جهزتها لي ..، لكنني ما زلت أخاف منك ، ما زلت كما عرفتك بنفس الصورة المرعبة والشخصية التي تقتحم بيتنا لتزرع الوجع في زواياها ، جدي هذه فرصتك لكي تثبت لي أنك حقا تستحق محبتي ..لطفا هل تساعدنا ؟
ضرغام(بتأثر نظر لها ثم لنبيلة):- بشرط …يعني تعطينني وقتا من أوقاتك ، تأتين لقصري وتلعبين معي الشطرنج
دينا:- هه ولكنني لا أجيد لعب الشطرنج
ضرغام:- وماذا يعني وجود الجد في حياة حفيدته إن لم يعلمها اللعب ؟
دينا(امتلأت عيناها بالدموع لتنظر لنبيلة):- لم يسبق وأن عرفت جدَّا من قبل ، ما زلت أتعرف على صفاته ومميزاته
ضرغام(مسح على شعرها):- سأفعل كل ما تأمرين به يا رشوانية ، يكفي أن تطلبي
نبيلة(حولت عينيها لتتراجع):- هيا سفيان لنتحرك فغايتنا قد تحققت ، ها حبذا لو تبعث حفيدتك لبيتها آمنة فلا أحد يعلم بخروجها منه أصلا
ضرغام(جحظ عينيه ورمق دينا بتحذير):- حقاااا يا فتاة ؟
دينا(هزت كتفها لتشير خلفها):- تلك جدتي ومن واجبها علي أن أطيعها
ضرغام:- حممم حبذا لو تُفَعلي ذلك التطبيق مع جدكِ أيضا ، رستم تجهز
رستم:- على أهبة الاستعداد سعادتك ، نوصل الصغيرة ثم نتبع نبيلة الراجي
ضرغام:- السيــدة …نبيلة الراجي لا تغفل عن ذلك مجددا
رستم:- السيدة
دينا(ابتسمت لتغمز لرستم):- ههه …ياااه سنجدهم أخيراااا
ضرغام(جلس مقابلها في الشاحنة):- هل ذكرت تلك الساحرة غايتها ؟
نبيلة(بدون نفس):- حين تصل اسألها بنفسك
ضرغام:- يا لطول الطريق هل سأقضيه مع هذه التميمة الجامدة ؟؟؟
دينا(تنظر إليهما بعفوية):- …هل كنتما متزوجين حقا ، ألم يكن لديكما أولاد سوية ؟
نبيلة(رمقت انكسار نظرة ضرغام بعد السؤال):- …لا تتحدثي كثيرا
دينا:- مجرد استفسار يا جدتي
نبيلة:- انشغلي بذلك الهاتف الذي يبعث رسائل متواصلة في مجموعتك ، جدكِ لا يحب التطفل
دينا:- افف يعاملونك كأنك ابن الخامسة ، طيب جدتي طيب سأضع سماعات الأذن لن أزعج راحتكما هممم
ضرغام(سحب نفسا عميقا):- لو كانت حية لكانت بعمر ..
نبيلة:- حبذا لو تتجاوز هذه الجملة بدلا من أن أتجاوز أدبي وأتلفظ بما لا يليق بعد مشيب هذا العمر
ضرغام:- ألا تخطر على بالكِ يا نبيلة ، شكلها ، صوتها ، تصرفاتها ، حياتها كيف كانت ستكون همم ؟
نبيلة:- لو أنك لم ترهبها لما هربت بسببك ولا تبعها سليم الراجي وقتلها
ضرغام:- هه …سليم الراجي …سليم لم يقتلها بمفرده يا نبيلة قد هيئ له أنه فعل ولكنه لم يكن المذنب الوحيد
نبيلة(تعرقت قبضتها التي شددتها على عصاها):- ماذا تقول ؟
ضرغام:- عامر نجيب هو الذي كسر روحها وجعلها تتلهف للموت …صحيح سليم كان سببا في الوفاة ولكن عامر كان له يد في موتها أيضا …كلاهما قتلا ابنتي زهرة حياتي
نبيلة(تأففت براحة):- ارتاحت من جنون عظمتك
ضرغام:- لا أسمح لكِ بالتشكيك في محبتي لابنتي ، قد كانت منكِ ..عزيزة بالقدر الذي أحببتكِ به
نبيلة(رمقت بريق عينيه لتشيح بصرها):- ههه من الهزل أن نتحدث عن مشاعر زائفة أوهمت بها نفسك ، الحب الذي يعيشه أحفادنا أسمى بكثير مما أوهمتني به قديما …إنهم يضحون ، يعارضون ، يصنعون الثورة لأجل أحبتهم ولا يصغون لأوامر أحد بالعكس بل يتحدون أي شيء قد يعترض طريق سعادتهم …هذا هو مفهوم العشق السامي وليس مجرد هراء
ضرغام(أمسك على قلبه):- لم تسكنه امرأة غيركِ
نبيلة(رفعت حاجبها بسخرية):- وبقلبي هذا نقطة سوداء لا يملؤها أحد سواااااك
ضرغام:- متى تغفرين …لعلمكِ لا أطمح لمسامحتك لكن العمر مضى كيف لكِ أن تحتفظي بنفس الحقد حتى هذا اليوم ، هل ما زلتِ تحملين بداخلكِ ..
نبيلة(أوقفته):- كلمة أخرى آمرهم بالتوقف .. ليس معنى أني رافقتك بشاحنتك أن تسمعني مواويل البؤس
ضرغام:- كان حريا بكِ الذهاب بسيارة سائقك
نبيلة(نظرت لدينا):- لأجلها فقط .. فلنتابع صمتنا من فضلك
ضرغام:- هاتفكِ يرن ..يمكنكِ أخذ راحتكِ في الرد
نبيلة(زفرت عميقا لتخرجه وترمق خط طارق):- بني …ما الأخبار ؟
طارق:- أينكِ جدتي ، الوقت يمضي يجب عليكِ أن تكوني هنا قبل وقت
نبيلة:- بيني وبين فخرية اتفاق وهي تعلم سبب تأخيري ..
طارق(نظر إليها):- إنها في الطريق ..سترينها يكفي إلحاحا
نبيلة(عقدت حاجبيها):- من تحادث يا طارق ؟
طارق:- مفاجأة …هيا ننتظركِ جدتي (أغلق الخط) هي قادمة
هبة:- سعيدة جدا لأنني سأراها ، قد مضى الكثير من الأشهر على فراقنا
طارق(لمح رقرقة عينيها):- أتحبينها كثيرا ؟
هبة:- أكيد ، هي أمي
طارق(مال برأسه ليرمق نظرات ميار المفترسة):- لا تبتعدي عن مداري ، ميار لا ينسى ثأره
هبة(نظرت لميار ثم تحركت صوبه):- وأنا لا أنسى واجباتي
طارق:- إلى أين؟
هبة(استدارت لتكلمه):- يجب عليه أن يعلم بعض الأشياء المهمة ..لا تقلق سأتدبر أمري
طارق(أخرج سيجارة):- سأكون هنا لو ضايقكِ أشيري لي كي أطفئ هذه بعينه اليسرى
هبة(ابتسمت لدفاعه):- متأكدة من ذلك يا …ابني
طارق(رمش ليشيح بصره):- هيا هيا …همممم
هبة(ضحكت على عناده):- يبقى راجيا ..همم لنرى الهجين الآخر لآل الراجي مرحبا ميار
ميار(كان يجلس على جدع شجرة):- بلا سهلا ، اختصري فصوتكِ يعطيني أفكارا إجرامية في طرق تعذيبك
هبة(اقتربت لتتكئ بجواره على جدع الشجرة الآخر):- كنت حاضرة أثناء ولادة جوزيت
ميار(بحلق في الفراغ ليستدير إليها بفم مفتوح):- أعيدي ما قلته ؟
هبة(بثقة):- كنت هناك
ميار(قفز ليقف قبالتها ويظلل عليها بشكله المرعب):- أعييييييييدي ماذااااا قلتِ ، هل كنتِ حاضرة في ولادة أولادي وأنا لاء ؟؟؟؟
هبة(بثبات):- يبدو أنه كذلك ، أجل أنا كنت هناك وأنت لاء
ميار(حك شعره بجنون ليستوعب):- مهلا مهلا ….كيف تتواجدين في ولادتهما ، ماذااااا تقولين أنتِ هل تأتون بالدور إلي ، هل تستنزفين أعصابي المستنزفة أصلا ..ماذا ترييييدين ؟
هبة:- لا شيء ، أريد منحك بعض السلام ليس إلا
ميار(استدار حول نفسه):- تقول سلام …تقول سلام ، أنو سلام سيأتيني من قاتلة مثلكِ …أي سلام ؟؟؟
هبة:- أولا لست بقاتلة ، ثانيا لست بشريرة مثلما يصور لك خيالك ذو السبع سنوات ، ثالثا أنا كنت موجودة أثناء الولادة وقمت بحملهما وتنظيفهما ، كما أنني رافقت أمهما ودعمتها معنويا وكم كانت متسامحة معي رغم أنها خاصمتني في البداية بشأنك ، لكنها في الأخير عرفت معدني الحقيقي وصفحت
ميار(وهو يتابع حروفها بدقة):- …أنتِ ….أنتِ قاتلة أمي لن أغفر لكِ ولن أصفح ، وجودكِ بولادتها لا يعني لي أي شيء سمعتِ
هبة(هتفت من بعده):- أذكر ولادتك ..كنتُ حينها صغيرة وجئت مع نساء البلدة للمباركة ، رأيتك وأنت رضيع ولم أعتقد أبدا أنني سأعيش أياما أصبح فيها زوجة أبيك وأنجب منه أخاك إياد
ميار:- هل تقومين باستعراض عناوين الماضي الشيقة ..هل هذا وقت مناسب إنني أتمالك أعصابي بصعوبة ، ابني في غياهب الويل لا أدري موقعه زوجتي أصيبت بالعمى ولم أعد أتمكن من مجاراة نوبات جنونها ، طفليَّ لم يتسنى لي حتى حفظ تقاسيم وجههما ….حاليا أنا أنا
هبة(وضعت يدها على كتفه لتديره نحوها):- أنت مشتت ..أنت بحاجة لاستراحة نفسية …هون على روحك استرخي وفكر بطريقة إيجابية ، ضع أحمالك جانبا وتنفس …كله سيكون على ما يرام صدقني
ميار(تاه في نظراتها العميقة):- ….لارد
هبة(مسحت على وجنته لتجذبه ببطء إلى حضنها):- تنفس عميقا ….تنفس وأصغي لصوتي الدافئ فحسب ، سننقذ ابنك وجميع من معه ، ستُشفى جوزيت وتستعيد حياتك مع زوجتك وولديك .. ستكون لديك حياة جميلة ثق بهذا من صميمك ..أنت لم تخذل أحدا ولن تفعل ليس مع أغلى الناس على قلبك حكيم وجوزيت وإياد فهمتني ؟
ميار(هز رأسه عفويا وهو مستسلم لحضنها):- هممم
هبة(ابتسمت من تفاعله حين ضمته بحرارة):- أنت في أمان الآن ..أنا معك موجودة لأجلك
ميار(فتح عينيه ببريق مبهم):- لكنكِ لستِ أمي ، أنتِ عدوتي
هبة(استساغت نبرة اللؤم وهو يتملص من حضنها):- …لآرد
ميار(ابتسم عميقا):- هيا ..هل ظننتِ أنكِ ستسخرين مني بسهولة ، عرض الأمومة والمشاعر الدافئة هل كان سيفرق معي بشيء …أنا لا أدرك تلك الأحاسيس إلا مع حورية الراجي …حورية الراجي فحسب
هبة(هزت رأسها بغبن):- معك حق …أنت لا يمكنك أن تتذكر تلك التفاصيل لأن حبك لأمك جعلك تغمض عينيك عن أفعالها
ميار(عقد حاجبيه):- ماذا تقولين أنتِ ؟؟؟؟
هبة:- إن كنت قد نسيت ذلك فأنا لم أنسى حين كادت تلقي بك في البئر ، أنا من أنقذتك في آخر لحظة ….إن كنت قد نسيت فقد حلقت رأسك بالموس وكادت تقطع أذنيك أنا التي أوقفتها …إن كنت قد نسيت قد كانت ستحرق جسمك بالحساء وأنت نائم أنا من أوقفتهااااااا .. أشياء كثيرة وقفت في طريقها وأنقذتك ، حتى حين مرضتَ بشدة وكدت تموت أنا من ركضت لأبحث عن طبيب لأجلك فأبوك لم يبالي بك وأمك لا تعرف شيئا ..أنا حملت إياد رضيعا بحضني وخرجت في نفاسي لأبحث عن طبيب لأجلك ولم أعد خاوية الوفاض ، أتيت به وعالجك وجعلني أسهر على راحتك ، تخليت عن ابني ولازمت مكاني بقربك لماذاااااااااا …أجبني لماذاااا سأفعل ذلك وأنت ابن ضرتي لا تصلني بك أي رابطة دموية هاااااا ؟؟؟
ميار(والدموع تملأ عينيه):- اخرسيييي اخرسييي لا يمكنكِ التحدث هكذااااااااا ، ما تقولينه كذب كذببببببببب
هبة(وقفت قبالته مجددا):-ليس كذبا لأنك تتذكره جيدا جيدا في صميمك ، تستحضر الذكريات الجميلة لكي تغطي تلك التشوهاااات التي تملأ قلبك ، لكن لا يسعك الاستمرار في التمثيلية يا ميااااار ..ولو بينك وبين نفسك أنت مدين لي
ميار:- مدين لكِ…بسببكِ ….
هبة(بحدة):- اخرس..اخرس هذه المرة وكف عن اتهاماتك مللت منها وسئمت ، كنت أصغي لها سابقا لأجعلك تفرغ جوفك لكن إلى هنا وكفى …لن أسمح لك بالإساءة لي ولا بعدم احترامي …أنا لم أفعل شيئا بدوري ضحية أبيك ولولا الظروف لما رميت بنفسي في بيته ، فعلت لكي أهرب من بطش سليم من طغيان أبي لكنني وجدت هوة سحيقة تسمى عامر نجيب أحرقني في دوامته فنتج عنها أخوك …لذلك ستتوقف عن إيلامي وعن التجريح المستمر لي ، لأنني أواجهك بالحقيقة المضنية التي تخفيها بصدرك فتلك الأكاذيب التي خلقتها بمخيلتك وصدقتها جاء الوقت كي تبددها ..
ميار(وهو يصغي بإمعان):- …يكفي
هبة:- لا أريد أن أشكك بمحبة أمك لك ، الله يشهد أنني رأيت حبا جما ينبع منها تجاهك لكنها لم تكن جديرة بتربيتك ..لا أدري كيف نجوت بعد هروبي ربما دعوتي استجيبت حين طلبت من الله أن يحميك ، لكن لولا الشديد القوي لما هربت وتركتك أنت وإياد …كنتما جزءا مني رغما عني تعلقت بك وأحببتك كما لو كنت ابني …لأنني وجدت فيك
ميار(رمق نظرتها خلفه):- وجدتِ ماذا ؟؟؟
هبة(نظرت لطارق بتأمل):- …وجدت فيك ابني الميت ..
ميار(عقد حاجبيه):- ابنكِ الميت …فهمت
هبة(أغمضت عينيها لتناظره بعمق):- …أريد أن نفتح صفحة جديدة
ميار:- لا تحلمي بها ، ليس قبل أن تعترفي لإياد بالحقيقة ، ليست بعد أن يغفر لكِ ، ليس بعد أن أكمل عقابي لكِ فلم يهنأ قلبي ما يزال هنالك مزيد
هبة(ابتسمت):- أنت عنيد ، لكنك لست شريرا للدرجة التي يتحدثون بها عن الفهد البري …صحيح أفعالك تعاكس داخلك لكن صميمك طاهر مهما حاولوا تلويثه إلا أن المعدن خالص يا ميار
ميار:- ابتعدي يا هبة ، أرهقتني بما فيه الكفاية وليس فيني حيل لسماع المزيد ، ارحلي من أمامي لأنكِ مهما فعلتِ مهما قلتِ لن تكوني أمي ولن أتشرف فلدي أم واحدة أحبها وأحترمها تدعى حورية الراجي وصل ؟
هبة(مصمصت شفتيها لتتحرك):- كن متأكدا أنني سأستقبلك في حضني متى ما أردت ،سيبقى لي حقوق عليك
ميار(بجنون هدر خلفها):- لن يكون هنالك أحضان ولا شيء …مفهووم؟
هبة:- ههه صدقني الرعشة التي استشعرتها وأنت في حضني ، كانت رعشة ابن متشبث بقميص أمه الحبيبة …مهما أنكرت بداخلك شيء يخصني يا ميار نجيب
ميار(ضرب على الأرض باعتراض طفولي):- يهيأ لكِ يا هبة رشوان ، يهيأ لكِ الله الله قالت رعشة قال ، أساسا مفهوم الرعشة خاطئ عندكِ سأجعلكِ تصححينه عندما أقتلكِ فتستشعرينها جيدا وأنتِ في طريقكِ للقبر همممم …عصبتني المرأة تبا لها تبااااا لما لم أضربها في منتصف وجهها طارق(أعطاه سيجارة وتبعها):- خذ يا ابن عمتي ، اسحب نفسا وحلِّق
ميار(أمسكها وهو يضرب الأرض برجله ليعود لموقعه):- الرحمة يا ربي الرحمة
طارق(صغر عينيه ليتبعها حين استوقفها عند الزاوية):- سمعت كل شيء
هبة:- ماذا ستضيف أنت الآخر ، ستلومني على غيابي وعلى وعلى وعلى ، هيا تفضل يا بني أسمعك
طارق(تحركت حنجرته بثقل):- …أمي عواطف لم تبخل عني بمشاعرها ، لم أستشعر نقصا في الأمومة يوما ، كانت أمي حقاااا حتى هذه اللحظة ما زلت أشعر بتلك الأحاسيس باللهفة في عينيها من أجلي ببريق خوفها علي ، بمحبتها لي …هي لم تحرمني منها ولا من عطفها وليس شفقة بالعكس بل محبة فهي قد نسيت تماما أنني ابن امرأة أخرى حسبتني من بطنها وربتني كما يلزم ، بفضلها أنا موجود الآن
هبة(سحبت نفسا عميقا):- مشكورة على ما فعلته لأجلك … مهما شكرتها لن أوفي حق تربيتها الصادقة لك
طارق:- لكنني لم أشعر بشيء واحد معها ، شيء اكتشفت فقدانه بعد أن عرفت بأمركِ ..من وقتها استشعره فؤادي ولم أتمكن من تجاوزه
هبة(بعدم فهم):- ما هو يا طارق ؟
طارق:- أنني غير قادر على مسامحتكِ ..بداخلي غضب يتأجج ناحيتكِ ويعاتب غيابكِ يلوم وجودكِ ويتمنى لو أنني بقيت ابن عواطف ، ولو كذبا تمنيت ذلك من أعماقي
هبة(شهقت بغصة مسننة):- هئ …أ….ألهذه الدرجة تكرهني ؟
طارق(رمق الدموع بعينيها):- لست قادرا على إنكار ما بداخلي تجاهكِ ، لا أتوقع أن تكون هنالك مشاعر طيبة تجمعنا فذلك الغضب عميق
هبة:- ظننتك ميتا …لو عرفتك حيا لما كنت هجرتك بل كنت لأخطفك وأسافر بك لآخر الدنيا ولا أفرقك عني ..كنت حميتك كنت فعلت لأنك مني
طارق:- مع الأسف …ذلك لا يحرك فيني شيئا سوى النفور ، أنا آسف لصراحتي لكنني كنت بحاجة لقول ذلك وانتهيت
هبة(أمسكت على قلبها لتتكئ على الجدار):- هل كتب عليكِ أن تصبحي أمَّا بلا أولاد يا هبة ؟
تأوهت عميقا لتبتعد بمواجعها وتدلف للقصر ، انعطفت من الدرج الفرعي وهي تصعد كل خطوة بدمعة تمسحها بحرقة ، ولا واحد فيهم سيحبها ثلاثتهم ينبذونها فكيف ستشرح لهم أنها ضحية بدورها ، كيف ستقنع ثلاثة قلوب جريحة بأنها أم حرمت من أطفالها رغما عنها كيف ؟؟؟
خوري(وضع يديه بجيوبه وهو يشاهد من النافذة كل شيء):- الأمومة شيء صعب أليس كذلك ؟
هبة(مسحت دموعها لتفهم الأمر):- هل استمتعت بمشاهدتنا ؟
خوري:- لأصدقكِ القول ، تلك المشاهد مملة وتصيبني بالضجر
هبة:- لأنك لا تعرف معناها أو …أنك لا تريد التدقيق فيها لأنها تجرحك
خوري:- تجرحني ..هه هل اكتفيتِ من محاضرتكِ معهما لتنتقلي إلي ؟
هبة:- بدورك عشت وحيدا بلا أم …مثل ميار تماما
خوري(تقدم نحوها ليضيء ضوء الأباجورة الخفيف ملامحه):- مثل ميار تماما ، أقوم بالتشكيك في هذا السطر بسبب ذلك الولد عشت مدفونا تحت الأرض …لقد ربته تلك المرأة مكاني ونسيت أمري بسببه ، حين كان يلعب ويستمتع بأحضانها كنت أنا أحتضن الظلام أسفل قدميه
هبة(بعدم فهم):- ما فهمت ؟؟؟
خوري:- ولن تفهمي ، أساسا لا أشرح لكِ لأنكِ لا تعنين لي شيئا ..لكنني أعطيكِ نصيحة بمناسبة هذا الحديث قبل أن تكسبي محبة أولادك ورضاهم تصالحي أولا مع والديكِ واكسبي رضاهم
هبة:- كيف ؟
خوري(غمز لها ليشير للنافذة):- أطلي وستفهمين …انتهى حديثي
هبة(سارعت نحو النافذة لتطل بعدم فهم):- ماذا يقصد هذا أيضا …إنه …هئئئئ ..أ…أبييييييي ههههئأ …باباااااااااا هناااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟
طارق(اندفع نحوها):-جدتي هل جننتِ لم جلبتِ هذا الرجل معكِ ؟
نبيلة:- ولد …ما الذي تفعله لقد جئت به لأن فخرية طلبته
طارق(حول عينيه):- فخرية فخريييييييييييية
ضرغام:- ما به حفيدكِ يصرخ كالببغاء المطرود ، ماذا يحصل ؟
طارق(صغر عينيه فيه):- أحترم عمرك ولن أقلل أدبا حسابي مع فخرية
ضرغام:- أتيتِ بي لقصر حفيدكِ الغائب ، ماذا تنوين مع تلك الساحرة ؟
نبيلة:- بدوري لا أعرف ، سنكتشف ذلك بعد قليل دعنا نجلس فرجفتك تملئ المكان برائحة المستشفيات
ضرغام:- كفي عن المماطلة ، أنتِ التي ترتجفين شكلكِ ستودعين قريبا
نبيلة(جلست جواره):- إن كتب علينا الموت فسنموت ، لكنني سأكون سعيدة لو سحبتك معي لتلك الدار ولا أدعك دقيقة هنا تخرب نظام أحفادنا
ضرغام:- هه …جملتكِ لئيمة لكنني لا أعلم لم استشعرت فيها بالمودة
نبيلة:- الخرف يا ضرغام ..الخَرَفُ عندك في آخر مراحله
لم يجبها بل ظل يناظر المكان المظلم من حولهما ، يتأمل جمال أضواء الزوايا وهو يفكر في غاية فخرية بحضوره الغير متوقع …أم كان متوقعا ؟
فخرية:-أنا لا أستشير أحدا
طارق:- لم نتوقع جلب ذلك العجوز ، فلماذا فعلتِ ألا تعلمين أن …
فخرية:- أن ابنته في الدور العلوي ، أعلم
طارق:- إذن ؟؟؟؟
فخرية:- بني طارق ، معزتك تقارب معزة حكيم وميار عندي لكن لا تحسب نفسك قادرا على إجباري ..حكيم بحد ذاته لا يسعه إجباري ع شيء لا أريده ولذلك انسحب من أمامي ودعني أنهي أعمالي
طارق:- ذلك الرجل لن يرى تلك المرأة نقطة انتهى
فخرية:- كيف ستمنع القدر أخبرني ؟
طارق:- لا يهمني كيف ، لكنها لن تواجهه …مهلا هل هل طلبتِ مجيء هبة عمداااا ، هل جعلتها أداة تواصل لتستغلي ضرغام رشوان وتكشفي الحقيقة له ؟
فخرية:- وإن فعلت ..هل ستلومني ؟
طارق:- كان ميار محقا ، أنتِ مثلهن لا ثقة فيكِ
فخرية:- كل ما أراه يصب في مصلحتكم سأفعله ولو كان على سبيل كشف الحقائق المرة ….ولو اضطرني الأمر سأخبره أنك حفيده إن لم تحمل اعتراضك بيديك وتغرب عني الآن
طارق(حرك فكه):- …احترامي لكِ ثابت ، لأنكِ غالية علي أيضا لكنني أشك باحتفاظي بتلك المشاعر لوقت طويل بسبب ما تفعلينه
فخرية:- ستشكرني لاحقا …
طارق(أغلق باب الغرفة وهو يشتم في سره):- أشكرها على إحراق الأفئدة هل هذه مجنونة ؟
في زاوية أخرى
ناريانا:- كفي عن تكرار نفس الجملة أنتِ تصيبينني بالجنون ؟
ستيلا:- …ماذا أفعل ، ابنتي في مكان بعيد عني كيف سأبلي ؟
ناريانا:- لم يبقى سوى وقت قليل ، سنعيد ربط الحلقة ونعود لذلك الماضي اللعين نجلبهم وخلصت الحكاية
ستيلا:- ماذا لو نسوها ماذا لو حدث لها مكروه ولم يقوموا برعايتها جيدا، ماذا لو
ناريانا:- ماذا لو تخرسين هاااا ؟
ستيلا(مسحت على شعرها):- رأسي يؤلمني من التفكير ، ليتهم أخذوني أيضا ليتهم فعلوا …
ناريانا:-ليتهم فعلوا كنت ارتحت منكِ ….اسمعيني لورينا هناك ، ستهتم بها رغم تشكيكي في تعاملها مع الأطفال لكنها ستفعل …ثم
ستيلا:- نبرتكِ ليست أكيدة لذلك لا تهوني علي الأمر …
ناريانا(استلقت على السرير وهي تعانق بطنها):- سأصمت
ستيلا(رمقتها وهي تعتصر بطنها):- ماذا بكِ ؟
ناريانا:- لست أدري، مغص يلازمني منذ الصباح …أتقيأ بصورة مستمرة اليوم على غير العادة
ستيلا(بعنفوان):- لن أهتم بكِ ، أخبري الرجل الذي جعلكِ تحملين وهو يتصرف
ناريانا:- ولو أخبرته هل سيهتم يا ستيلا ؟
ستيلا(شعرت بنبرتها الحزينة لتجلس جوارها):- هو بلا إحساس أعترف بذلك ، لكنه في داخله يشعر إنما لا يبرز مشاعره الحقيقية لأحد …أحيانا يكون يشتمكِ ويعذبكِ وفي داخله هو يرأف بكِ ، لمست ذلك حين كان يداوي جراحي
ناريانا:- التي يجرحها بنفسه يا له من حنوووون
ستيلا:-هيا بدوركِ لمستِ دفئه في مرحلة ما ، لم يكن وحشا كل الأوقات
ناريانا(شردت في ذكرياتها):-أحيانا كان يسحبني معه في هالة جنونية لا أرغب بالخروج منها ، يجعل مشاعري تتضارب وترضخ له رغم أنني مغرمة برجل غيره
ستيلا(جحظت عينيها):- ماذااااا ؟
ناريانا:- أجل …أنا مغرمة بالربان نادر ، صديق العائلة أحببته وما زلت أفكر فيه ولكن ما يحدث لي مع خوري لست أفهمه …بدوري متعلقة به وأفكر فيه وأخاف ..أخااااف من أن يتأذى ، صدقيني لست أفهمني معه
ستيلا:- عيونكِ تبرق ، هل أقول انكِ واقعة في غرام رجلين ؟
ناريانا:- لم لا ، بالأخير هو عالق في عشق امرأتين
ستيلا(ابتسمت):- أجل ...لا يمكنني نفي ذلك
ناريانا(أغمضت عينيها بألم):- هممم…
ستيلا:- كيف عرف بأنكِ حامل ؟
ناريانا:- ههه … حين أخذت شاحنة رجاله وحاولت الهرب فاعترضوا طريقي فقمت بالضغط على الفرامل لأصطدم بعمود الإنارة
ستيلا(بفزع):- آه آه روت لي ناهد شيئا عن هذا لكنها لم تعطني التفاصيل فقد تم التبادل بيننا ولم يتسنى لها فهم الحكاية ، طيب كيف فعلتها وأنتِ حامل ألم تخشي على الطفل
ناريانا:- إي فعلت لكن ..حدث ذلك بسببه
ستيلا:- يعني لماذا فعلت ذلك ، ههه احكي لي كيف كانت ردة فعله أكييييد أكييييد عاقبكِ وصرخ بوجهك
ناريانا(بجدية):- لا لم يفعل ، قد قام بآخر شيء يمكنكِ أن تتوقعيه
~ ناريانا تتذكر ~
خوري:- تخضعين رغما عن أنفك لأنني الآمر الناهي هنااا مفهووووم ؟
ناريانا:- هل ستجبرني على البقاء معك بدون هوية …تستمتع مع تلك المرأة بينما أصغي لآهاتك معها كل ليلة ؟
خوري(ببرودة):- ضعي سماعات الأذن !
ناريانا(بتأفف):- أنت لا تفهم ما يحدث بخلد المرأة إذا ما علمت أن رجلها مع غيرها
خوري(باستفزاز):- وهل أنا رجلكِ نارو ؟
ناريانا(أغمضت عينيها):- لم تحتجزني هنا اشرح لي ، ما سبب حبسك لي يخي أريد الذهاب لصديقتي لأختك التي تعاني وحدها في المشفى …حسنا ابعثني مع رجالك ولنخلص
خوري:- لن أبعثكِ ..أنتِ هنا تحت أمري وقد خطر لي ألا تخرجي اليوم
ناريانا:- أنت مجنون
خوري:- هذا لقبي الثاني
ناريانا(صرخت):- آآآآآآآآآآآه ….سأرتكب جريمة
خوري:- خروج ممنوع
ناريانا(خرجت):- لن تمسكني …اكتفيت من هبلك وأوامرك ومجمعك ومنزلك ومنكككككككككككككك …ابتعدوا عن طريقي
خوري(لاحقها بعينيه):- جاااااااابر …أوقف تلك المجنونة حالا ، يا جاااااااابر
جابر(دخل ثم خرج):- أمسكوها يا رجااال
ناريانا(أشارت نحوهم):- لو قام أحدكم بالاقتراب مني ولمسي سوف يغضب السينيور منكم ، ابتعدواااا جميييييل هكذا جميييل
جابر(نظر للنافذة):- يا ست ناريانا الله يرضى عنك أوقفي رعونتكِ، من فضلكِ ستتسببين في مقتلنا جميعا
ناريانا(ركبت بالشاحنة):- لا يهمنيييييييييي سأخرج من هنا يعني سأخرج
ضغطت فعلا على الفرامل لتحاول تجاوز الرجال وسياراتهم حين اصطدمت بعمود الإنارة، ارتطم رأسها بالمقود لتفقد وعيها في الحين واللحظة وتستفيق بعد ساعتين برأس مضمد وملصق صغير جدا على جبهتها ..
ناريانا(حاولت رفع رأسها):- أي …أتألم …أين أنا ؟
هاجر:- بغرفة السينيور
ناريانا(استوعبت ذلك):- أعرف لكن ما الذي أفعله هنا ، أي ماذا حصل لي رأسي يؤلمني ؟
هاجر:- خدش بسيط ، لكن الطبيب وضع لكِ ذلك الشاش سيبقى الليلة وغدا تزيلينه فليس بكِ ضرر
ناريانا:- أين هو ؟
هاجر:- لم يغادر قبوه منذ الحادثة
ناريانا(سحبت نفسا عميقا):- لا تخبريه أنني استيقظت ، لن يعرف إن لم تتفوهي بحرف فهو لا يضع كاميرات هنا
هاجر:- لا يضع كاميرات أجل ، لكنه يشعر بكل شيء ويعرف أي شيء
ناريانا(استدارت):- دعيني أنام …
هاجر(سحبت نفسا عميقا):- ارتاحي ست ناريانا …
خوري(وضع كأس مشروبه على سطح الطاولة حين رمق نزولها):- هل استيقظت ؟
هاجر(مطت شفتيها):- استيقظت وطلبت مني أن أنفي ذلك
خوري:- اذهبي لمنزلكِ ودعي الباقي لي ..لا أريد إزعاجا مفهوم ..
انسحبت بموافقة حين صعد لجناحه ووجدها مستلقية بعيون يقظة وكأنها كانت في انتظاره …أغلق الباب وتوجه صوب درجه ليخرج منه صندوقه العجيب حين التقط مشرطه الذهبي وجلس جوارها ..
ناريانا(تأملته بصمت):- …هل ستشرِّحني الآن ؟
خوري:- لا …ستفعلين أنتِ
ناريانا(ارتفعت بعدم فهم):- نعم ؟؟؟؟
خوري(أعطاه لها):- اقتربي مني … أمسكي هذا
ناريانا:- ماذا تفعل خوري ؟؟؟
خوري(بصرامة):- قلت ..أمسكي المشرط واقتربي مني
ناريانا(ابتلعت ريقها لتمسكه وتقترب منه):- ماذا تريد ؟
خوري(بسط يده):- قومي بشيء ما ،أي شيء سيريح صميمكِ
ناريانا:- أريد تمزيق وريدك لتنزف حتى الموت ، أريد تقطيع عضلة يدك لكي لا تتمكن من أذية أحد …أريد بتر يدك كلها لكي أراك بلا حول ولا قوة
خوري:- المشرط معكِ ، افعلي ما يريحكِ
ناريانا:- هل تتذاكى علي …لماذا تفعل ذلك خوري ؟
خوري:- أعطيكِ فرصة عمركِ ، استغليها أو انسي الأمر
ناريانا(وضعت المشرط على ذراعه):- لو نزلنا به من الأعلى للأسفل سيكون هنالك خطوط أفقية وعمودية بتلك الدراع الخشنة
خوري:- هل أجلب لكِ آلة حاسبة كي ترتاحي ؟
ناريانا:- بل خذ لعبتك واغرب عني …آي سأذهب لبيتي
خوري:- ستنامين هنا
ناريانا(رمت مشرطه بيده لتبتعد وهي نحاول النهوض):- دعني قلت ..ابتعد ابتعدددد
خوري:- أنتِ مريضة لا يسعكِ النهوض فجأة …سيغمى عليكِ مجددا
ناريانا(نهضت وهي تتمايل بثقل):- شكرا يا ممرضتي لقد أفدتني بحالتي الصحية ، ثم لست مريضة إنه بسبب الحادث يعني …بسبب الحادث أنا أناااا …هئئئئ
خوري(التقطها بين ذراعيه ليحملها بخفة):- لماذا تكابرين ؟
ناريانا(اتكأت على حضنه بأريحية):- لأنني أعشق أحضانك هذه
خوري:- يمكنني أن أهبها لكِ..
ناريانا(بدوخة):- ولماذا ستفعل ؟
خوري(نظر لبطنها):- لأنكِ …تحملين …
ناريانا(أوقفته بقبلتها):- اشتهيت تناول شفتيك فقبلتك
خوري(أغمض عينيه لينظر لوجهها المتورد):- نامي بجواري الليلة
ناريانا(بنظرة ضبابية):- هل ستحكي لي حكاية ؟
خوري:- قد أفعل
ناريانا(تغيب عن الوعي):- همم سأنام موافقة
غفت بجواره بعد أن روا لها حكاية لا علاقة لها بالوجود أصلا ، كانت تصغي لتفاصيلها تارة تضحك عليه وتارة تخاطبه بجدية وكأنها تفهمه ، من خلال تعليقاتها واستفساراتها حول المخرج وتطلعاته بعد الفيلم المصور …. وحين مرت بضع ساعات استيقظت وهي تتذكر سطرا من حكايته
خوري(صوته كالصدى):- لو كنتِ تحملين طفلي فلن أسمح لكِ بسلبه مني ، سآخذه وأرسلكِ بعيدا ليعيش تحت ظل أبيه وأنتِ ستخرجين من حياتنا للأبد
ناريانا(نظرت جانبها وجدته يضع يده على بطنها وغاف في ملكوت الله):- هئئئ هل سيأخذه مني، شكله يعرف شكله يعرف بحملي أي ماذااااااا سأفعل ؟؟؟
حاولت رفع يده ببطء فوجدتها ثقيلة لتزيحها بجهد جهيد وتنسحب من فراشه لتتسمر محلها حين تحرك ، انتظرته حتى استدار للجانب الآخر ونهضت على أطراف أصابعها تتسلل صوب باب الخروج ، لم تدري كيف حالفها الحظ حتى وجدت نفسها عند حدود المجمع السكني ، تنظر لتلك الحراسة المكثفة وهي تفكر في طريقة للهرب …
أخذت تفكر وتفكر وانتبهت لابتعاد بعضهم وفهمت أن مناوبتهم قد انتهت وسيأتي مكانهم فريق آخر ، ابتسمت بفرح لتتسلل وتختبئ خلف سياراتهم لتجمد محلها وتنظر صوب البوابة وتطلق قدماها للريح ..أخذت تركض وتركض وتركض لكنها توقفت حين شعرت بالدوار ، انحنت لتتنفس عميقا ثم استدارت خلفها لمملكة الوحش قد وجدت نفسها مبتعدة بنسبة قليلة لذلك تابعت الركض ببطء ، ممسكة على بطنها على رأسها المضمد المهم هاربة من هناك والسلام ..
استمرت لبضع دقائق وفي كل مرة تلتفت لترى مدى ابتعادها من معتقله فتستمر وتستمر وتستمر … إلى أن وصلت للطريق الفرعي الذي سيوصلها للطريق الرئيسي وهناك ستوقف أي سيارة عشوائية تأخذها بعيدااااا ..، فعلا كما خططت وصلت إلى هناك وهي تلهث وأخذت تنتظر مرور سيارات فمرت دقائق طويلة عندما مرت شاحنة ضخمة تخص نقل البضائع لكنه لم يتوقف بل استمر مرفقا بشتائمها وصراخها من خلفه ، مرت بعده سيارة رياضية لكنها لم تتوقف أيضا وحتى هي لم تسلم من شتائمها الشهيرة …مسحت العرق على جبينها وشعرت بالتعب التعب الشديد حين تهالكت قواها لتجثو على ركبها وهي تنتظر ظهور الفرج ..ساعة حتى مرت سيارة تخص رجلين لم ترتح لهما فصرفتهما بعد أن أخرجت مسدسا التقطته في طريق خروجها من منزله … أصابها اليأس من ذلك الانتظار المضني عندما مرت شاحنة أصغر لتتوقف عند قدميها ، رفعت رأسها ببطء لتجد رجلا عجوزا لا يشبه أيا من رجاله ، أيقنت أنها قد نجت حين نهضت بسعادة لتركب جواره وتطلب منه الانطلاق ..
أخذها فعلا من هناك وخرج بها للطريق السريع بغية الوصول ، امتنت من إنجازها فقد هربت من معتقل الوحش ولن يعثر عليها إطلاقا ، فرحتها لم تكن تسعها لذلك كانت تتطلع للطريق من حولها حين رمشت وهي تقرأ لافتة عشوائية على زاوية الطريق كان مكتوب عليها مدرج خاص ..التفتت للسائق ونظرت لشاحنته قد كانت عادية وهو شخص غريب سألته لم يفصح عن شيء أبلغها أنه طريق سريع ليس إلا .. لكن بدأت الصورة تتضح حين بلغ بها مدرج الطائرات فعلا لترتفع حرارة أعصابها وتسأله عن هويته لم يخبرها بشيء بل أوقف السيارة عند طائرة سوداء يحيط بها عدة رجال تعرفهم عن ظهر قلب ..
ناريانا(نزلت بدموع وهي ترتجف):- إنها نهايتي …أنا أعلم
مسحت على بطنها لتصعد وهي مستسلمة درج الطائرة الأسود حين أغلقها المضيف من بعدها ، تقدمت بانهزام عندما وجدته يتناول فطوره بأريحية بينما ألقت نظرة على الديكور السوداوي الذي يملأ زوايا الطائرة الخاصة ، لن تنكر قد كانت رائعة الجمال وكلاسيكية بشكل مثير ..ابتلعت ريقها حين أشار لها بالجلوس أمامه ثم أومأ لها ببدء الفطور …سحبت منديلا والرعب يتملكها من تصرفاته الهادئة ، لتنتبه لأغنية أوبيرالية هادئة كانت تنبعث من زوايا المكان …تنفست عميقا ثم حاولت تليين الجو
ناريانا:- أعرف ..ما فعلته كان خاطئا جدا ولكن ..ولكنني أجبرت عليه ، أنت لا تعلم شيئا لقد …لقد
خوري(ابتسم لها بدفء وهو يقضم أكله):- لقد …اهاه أسمعكِ
ناريانا(نظرت لملامحه المهيبة):- امم …قممم …لقد قررت أن أخرج من مجمعك لأنني لأنني …
خوري(قطع السجق بطريقة سريعة جعلتها تجفل):- تابعي
ناريانا(بخوف من تقطيعه ذاك):- لأنني مللت وشعرت بأنك تحبسني
خوري(التقط القطعة بالشوكة ليلتهمها):- أحبسكِ…هذا في الماضي أم في المضارع ؟
ناريانا:- خوري أنت لا تفهم شيئا ….ثم تصرف بطبيعتك أنت توترني ببرودك هذا
خوري:- برودي دائم إنه طبعي ..أليس كذلك ؟
ناريانا:- الحق يقال ..هو كذلك لكنني هربت من مجمعك ألن تصرخ بوجهي ، ألن تعاقبني …لقد ركبت مع غريب وحاولت الفرار و ..ألن تفعل شيئا ؟
خوري:- سأفعل …لكن بعد الفطور
ناريانا(بعصبية):- هااااه أجل أجل هذا هو خوري الذي أعرفه لن تسامحني لن تغفر لي ستعاقبني ستدمرني ستحطم قلبي ….أريد الرحييييل من مجمعك ما عدت أطيق العيش فيييييييييه
خوري:- فطوركِ يبرد
ناريانا(أمسكت على شعرها):- لا تخرجني عن طوري ، سأهرب منك في كل مرة في كل مرة تتاح لي سمعتني ؟؟؟؟
خوري:- لماذا …؟
ناريانا(مسحت على بطنها عفويا):- هكذا أريد حريتي
خوري(التقط منديله ليمسح فمه):- حريتكِ …هه …ههه …أنتِ حالمة جدا نارو من يقيد حريتكِ عزيزتي ؟
ناريانا:- أنت تفعل …تجبرني على العيش معك ضد رغبتي
خوري:- متى طلبتِ الرحيل ورفضت ذلك نارو ، ولا مرة أتيتني وأخبرتني أنكِ ترغبين بالذهاب بالعكس قد قضيتِ كل تلك الأشهر برغبتكِ جواري لأنكِ وقعتِ في عشق حياتي …همم؟
ناريانا(بتخمين):- …نعم ..صحيح ولكنني …ولكنني الآن أريد
خوري:- طيب …اذهبي
ناريانا:- حقااااااااا ؟
خوري:- حقا …يمكنكِ الرحيل حيثما تشائين نارو
ناريانا(بعدم تصديق تنظر إليه):- أنت تدبر مكيدة لي ، ستعاقبني ، ستعذبني بشكل مبالغ فيه أدري ستؤلمني صح ؟
خوري:- لا لن أفعل شيئا ، أعطيكِ وعدي بذلك وتعلمين أنني إذا ما وعدت أوفي بوعودي
ناريانا(برتابة):- آه آه أعرف ذلك عن ظهر قلب
خوري:- …هيا ..
ناريانا(ابتلعت ريقها لتنهض وهي تلف حول نفسها):- طيب …أ…شكرا لتفهمك ولاستضافتك و …هل هذه مزحة يعني لعبة هل تختبرني ؟
خوري(كتف يديه):- لا أفعل …أنا أعطيكِ حريتكِ حقا
ناريانا(سحبت نفسا عميقا لتبتسم بفرح وتتوجه صوب الباب):- شكرا
خوري:- على الرحب والسعة
ناريانا(توقفت لتنظر إليه حيث كان يبتسم):- …أنت ماكر ، لن تحررني بهذه السهولة ماذا تريد مقابل ذلك ؟
خوري:- لا شيء ..فقط أمر بسيط
ناريانا(رمقته وهو ينهض متجها صوبها):- …أ….
خوري(وثب أمامها ليبسط يديه):- أريد عناقا أخيرا …
ناريانا(فتحت عينيها على وسعهما بذهول):- ماذااااا ؟؟؟
تلقائيا وجدت نفسها بحضنه وهي تعانقه بكل حرارة وتسأل نفسها هل هي قادرة على الابتعاد عن هذا الرجل ، شعرت بالانتماء إليه حين اشتد ضمها له واحتضانها لتفاصيله وانتشائها بعطره ، لم تحس بنفسها وهي تعتصر جسمها بأحضانه بينما كان هو يضمها بكل رفق وحنان لم تعهده من قبل …دقائق طويلة من التواصل الروحي والدفء الذي لم تعهده منه حين أفلتها ليطبع قبلة صغيرة على خدها ويشير لها بالذهاب …تحركت فعلا ونزلت ومشت نحو سيارتهم التي ستصطحبها حيث تريد ولكنها …توقفت توقفت محلها بجمود ….كانت تعلم أنها ستندم على قرارها ذاك لكنها موقنة أنه لم يكن سيحررها بل كان سيعاقبها لو أنها رحلت بالفعل ..لذلك بدون تفكير ركضت صوت المدرج لتصعد بسرعة وتجده ماثلا محله حين ارتمت بحضنه وارتفعت لتقبل شفتيه عميقا عميقااااا جداااا …
ناريانا(بشغف ولهفة):- لا أريد الذهاب بعيدا عنك
خوري(سحب نفسا عميقا):- كنت أعلم
ناريانا(وضعت رأسها على صدره):- أنت لا تأسرني في مجمعك أنت تأسرني في قلبك خوري …لا أستطيع الابتعاد عنك ثم أنت لن تسمح بذلك قد كان كله تمثيلية صحيح ؟
خوري:- بالطبع ، ما لم أشأ ذهابكِ فلن تبتعدي عن مداري خطوة واحدة
ناريانا(تمسكت به):- لن أبتعد لا أستطيع
خوري(نظر إليها مبتسما):- لأنكِ تحملينني بداخلكِ أليس كذلك ؟
ناريانا(رمشت):- آه …شبه ذلك ، لكن أخبرني لماذا تتمسك بي بهذه الطريقة ؟
خوري(مسح على بطنها):- لأنكِ تملكين شيئا يخصني
ناريانا(بعدم فهم):- شيئا يخصك ، ماذااا تقصد ؟
خوري(أمسكها بقوة ليمسح على بطنها):- هنا شيء ينتمي لي بأحشائك ..كيف سترحلين دون أن تعطيني ما هو لي ؟؟؟؟؟
ناريانا(شهقت لتحرك رأسها بنفي):- هئئئئ لالالالا
خوري(بحدة):- طفلي ….يعني لن تخطي خطوة خارج المجمع حتى تنجبيه حينها كل ما أخبرتكِ به آنفا سأطبقه وسأسمح لكِ بالرحيل
ناريانا(حركت رأسها ببكاء):- لن تبعدني عن طفلي سمعتني ، لا يهمني إن كنت تعرف به أم لا أساسا كيف عرفت ؟
خوري:- منذ أول مرة … فهمت من حالتكِ المرضية ونوم الدببة خاصتكِ جعلتهم يفحصونكِ وعرفت ، ما يجب أن نستفسر عنه الآن هو لماذا لم تخبريني بذلك ، لماذا رغبتِ بالهرب مني ؟
ناريانا:- لأنك ستجهضه ، ستجبرني كي نتخلص منه
خوري(رفع حاجبه باستفهام):- كيف لكِ أن تتأكدي ؟
ناريانا:- لأنه …لأنه ليس من شيمك أن تتسم بالرجولة فوحشيتك تحول دون ذلك يا خوري
خوري:- هه صراحتكِ مدهشة ، لكنني لست ظلاميا لتلك الدرجة إذا كانت المسألة تخص طفلا فإنني أتوقف للحظة وأفكر …إن كانت أمه تستحق لقب الإنجاب من البارون فسأسمح إن كانتِ العكس فسأجعلها تجهضه دون أن يرف لها جفن
ناريانا:- أيعني ذلك أنك …أنك وجدتني أستحق الإنجاب منك …ياااااااا لغرورك من تحسب نفسك يا هذا أنا أنا التي لا أتشرف من الإنجاب من وحش مثلك لكن هذا ما حصل ولا يمكنني تغيييييييره
خوري:- الصوت المرتفع يزعج مسمع الأجنة ، أخفضي المستوى
ناريانا(ابتعدت عنه لتجلس):- ..ماذا سنفعل ؟
خوري:- سيستمر الحال كما هو عليه ،موال الرحيل والهرب انسفيه من عقلكِ لأنني لن أسمح لكِ بذلك ..طبيبكِ يتابع حالتكِ ويعطيني تقارير وضع الطفل إنه بصحة سليمة
ناريانا(نظرت لبطنها):- … لن تحرمني منه ؟
خوري:- ستنجبينه …
ناريانا:- لأنك تريد طفلا مني …أم لأنك تريد خلفا لك ؟
خوري(تقدم ليجلس مقابلها):- شيء من الاثنين ..لم أخطط للأمر لكن حين حدث لم أمنعه أو أرفضه بل تقبلته
ناريانا:- سيكون ولدا …أريده أن يشبهك
خوري:- جوزيت طبعا تعرف بأمر الحمل ..من غيرها ؟
ناريانا:- لم يعرف أحد بعد …لكن بطني منتفخ سيفهمون ذلك قريبا
خوري:- هل نعود للمنزل ؟
ناريانا:- لحظة…أنا لست أحلم يعني عفوت عني لن تعاقبني وتؤلم قلبي ؟
خوري:- هل أنا مخيف لتلك الدرجة ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها وناظرت سؤاله الصادق):- لدرجة مهولة يا خوري
خوري(ابتسم بخبث):- إذا خافي يا حبيبتي …لنعد للمنزل
ناريانا(حولت عينيها):- مغرور أنت ..ومحتااااااااال كبير ثم كيف فهمت أنني سأهرب هاااا ؟
خوري(يغادر معها):- هه شعرت بذلك ومنحتكِ فرصة الهرب ، يعني لو انتظرتِ حتى ذهبتِ للمشفى ورحلتِ لما تعرضتِ لكل هذا
ناريانا:- خفت منك …
خوري(مد يده لتمسكها كي ينزلا من الدرج):- .. أهلا بكِ في حياتي يا أمَّ طفلي الأول
ناريانا(برقت عيناها لتمسك كفه):-..هه …هل سمعت يا بني أبوك يلقي التحية علينا ويرحب بنا ..نشكرك
خوري(غمزها ليجد رجاله قد جهزوا الغطاء):- ..جميل …
ناريانا(عادت من الذكرى وهي تمسح على بطنها بتفكر):- كان دافئا جدا ، ناعما معي لدرجة حميمية ، حين عدنا للمنزل رقص معي واحتضنني لكنه لم يطعمني قال أن ذلك للأزواج المملين …لم يسألني حتى عما أشتهيه بل ترك الأمر لمدبرة المنزل
ستيلا(بدموع):- ليته عايش معي فترة حملي بوهج …كنت أبحث عنه في كل لحظة لكنني ثابرت وتحملت بمفردي حتى أنجبتها
ناريانا:- الآن ابني محظوظ ، ستكون جواره أخته وأمها وأباه أيضا
ستيلا:- ستعود وهج يا ناريانا ؟
ناريانا:- بالتأكيد ، وإلا من سيضحكنا حين نشاهد تصرفات خوري معها …صدقيني هو بعيد كل البعد عما يسمى رعاية أطفال
ستيلا:- ههه أتذكرين كيف كان يزحف هربا منها البارحة ، هي تقترب وهو يتراجع ويناديني قائلا ..يا هذه يا هذه أمسكي عني البنت إنها تقترب مني
ناريانا:- هههههههههه…شكله كان يقتل من الضحك ، الآن تخيلي حين أنجب ضياء كيف سيتقبل اسمه أصلا أشك أنه سيكتب في دفتر العائلة ظلام الراجي هههه
ستيلا:- وابنتي سيكتبها باسم عتمة الراجي هههههههه تخيلي ؟؟؟؟
ناريانا(ضربت بكف ستيلا):- هههههههه مستحيل مستحيل نبيلة ستقتله أقسم ستقتله على هاته الأسامي
ستيلا:- هههههههههه أي بطني تؤلمني من الضحك ، فكي فكي يوجعني
ناريانا:- هههههههه يا الله
خوري(دخل ليغلق الباب خلفه):- الله يديم هذه النعمة التي أراها أمامي
ستيلا(أومأت لها):- شتت
ناريانا:- احم …هممم
خوري(كتف يديه):- جميل ..حقا جميل أن أراكما هكذا متفاهمتين بدلا من العراك المتواصل وألاعيب الضرة الماكرة
ستيلا:- هل يوجد أخبار عن وهج ؟
خوري(أغمض عينيه):- لا تذكري اسمها أمامي حين أكون عصبيا
ستيلا:- ولم لا أذكره إنها ابنتك ، اسمها وهج وليس لها غيره
خوري:- … نارو … هنالك من يطلبكِ في الأسفل
ناريانا(نظرت إليهما ثم أشاحت بصرها جانبيا):- تريد البقاء معها على انفراد ، إي تمام ماشي
ستيلا:- كأنه سيقوم بمضاجعتي هه لا تضحكيني رجاء
ناريانا(غمزتها):- إن فعل أخبريني بذلك ، كي يُخلق الأمل في صدري قد فقدته مع هذا الكيان
خوري:- احم احم هل سنطيل ؟
ناريانا:- حامل ..أنا حامل حركتي بطيئة بروية يا روحي ..
خوري:- اختصري نارو لا نملك وقتا
ناريانا(اقتربت منه لتفهم ملامحه):- ماذا يحصل ؟
خوري(همس):- جهزي الأمر الذي أوصيتكِ عنه ، اقترب الوقت
ناريانا(بتوتر):- تمام سأتصرف
ستيلا:- ماذا تهمسان ، خوري هل هناك شيء بخصوص ابنتنا ؟
خوري(انتظرها حتى وصلت أمامه):- أجل … سأرافقهم إلى حيث يذهبون
ستيلا(فتحت عيناها بدهشة):- هل …هل ستذهب لتنقذهااا ، هاااا ؟
خوري:- أتفهمين بالمقلوب ؟
ستيلا(قفزت لتعانقه بحرارة):- يااااااه يااااه أحببت ذلك أنا سعيييييدة
خوري(بجمود):- …لن يكون الأمر سهلا …
ستيلا(توقفت عن معانقته حين نزلت لتلامس وجنته):- لا تهتم بأي شيء يحصل هناك ، ستحضر ابنتنا وستعود بها سالما غانما
خوري:- إذا حدث مكروه ..أريد منكِ إنجاز بعض الأمور
ستيلا(برعب):- ماذاااا تقووووول ؟
خوري:- اخرسي وكفي عن مقاطعتي …ستفعلين ما آمركِ به دون اعتراض ، اخرسي لا أسمع صوتكِ مفهوم ….أريدكِ أن تلازمي ناريانا حتى تنجب الولد بصحة وسلامة ، أريدكِ أن تعتني بأختي جوزيت وتلازمي فحوصاتها حتى تستعيد بصرها وأطفالها ستكونين كظلهم ستعرفين مأكلهم مشربهم موعد نومهم وكل ما يخص راحتهم ، ستتابعينهم بالدقيقة وتكونين أمينة عليهم عن بعد …أريدكِ أن ..تحدثي الطفلة عني يعني ابنتكِ و ..ويعني لا أدري على ماذا ستحبني لكن لا تشوهي صورتي عندها ..أعلم أفعالي لا تبعث للفخر ولست نادما عليها لكن على الأقل لتعرف أنني ..تقبلتها في حياتي و ، سأحاول استقبالها فيها بكل قناعة يعني إن نجونا فستكون برعايتي وتحت جناحي سأحاول لأجلها
ستيلا(تتسع ابتسامتها بمحبة):- ياااه يا خوري كم أنت جميل ورقييييق ، كلامك دافئ جدااا جدا أحببببببته
خوري:- كفي عن القفز هكذا أنتِ امرأة ناضجة
ستيلا(التصقت به وهي تقبل وجهه قبلات متتالية):- أحبك أحبك أحببببببك خوري أحببببك
خوري(طاف بعينيه مستقبلا وابل القبلات):- لم أسامحكِ ستعاقبين لاحقا
ستيلا:- لأعاقب …المهم أن أبقى جوارك
خوري:- هيا لا تطيلي انزلي من علي هياااااا …ابتعدي خطوتين جيد انزلي إليهم وقومي بوصل الحلقة رفقتهم ، حين يحين الوقت ستفهمين أنني ذهبت أيضا معهم …حافظي على سير الأمور على نفس الوتيرة سأستعيد طفلتي فليس هنالك من يخطفها مني سواء في الحاضر أو حتى في الماضي



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع