عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-21, 12:06 AM   #1518

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





أنهت رنوة اخر لمساتها الرقيقة على وجهها بملمع الشفاه ثم رفعت شعرها في ذيل فرس وارتدت عقدها الملون فوق كنزتها الصفراء عارية الذراعين القصيرة على الچينز الازرق

اتجهت للشرفة تفتح الباب الزجاجي وتنظر للبحر مبتسمة ، منذ أيام وهما في المنتجع السياحي هنا قبل أن تبدأ الدراسة
هنا الحياة أسهل ، كأن الناس غير الناس ، لا أحد ينظر إليها باتهام ، لا أحد يرى فارق عمر بينها وبين راشد

تحركت بخفة لباب الحمام حيث صوت المياه الجارية عالياً فتنقر عليه ثم يعلو صوتها

" راشد .. ساسبقك للشاطئ "

غادرت غرفة الفندق ولم تسمع إجابته

" لا رنوة .. انتظري "

خرجت من بوابة الفندق المطلة على البحر تمشي على جسر خشبي فوق الرمال حتى وصلت للشاطئ ووقفت أمام الأمواج بين مد وجزر

شعرها يطير وجسدها يستقبل الهواء البارد بالحنين .. اشتاقت لفؤاد .. لشهاب .. ولبركة .. اشتاقت لكونها من الرافعين حتى وهى لا تعي معنى ذلك .. أحيانا تمر عليها أوقات تتمنى لو تعود بالزمن وما تفعل ما فعلت ، ثم تتذكر وجودها مع الإنسان الذي اختارته فتخف وطأة ذلك الشعور الموحش بالغربة في الدنيا

صوت البحر يريحها بلا سبب لكن تشعر أمامه انها ليست الوحيدة المنبوذة والمحكوم عليها بالحرمان

شعيرات تدخل في عينها فتسحبها ثم تسمع صوتاً مألوفاً لصديقة قديمة

" رنوة ! "

تجمدت رنوة مكانها لا تريد الالتفات وهى تدعو ألا تكون هى لكن بالنهاية اضطرت للاستدارة تقول بشبه ابتسامة

" حياة !.. ماذا تفعلين هنا ؟! "

هى الصديقة المشتركة بينها وبين تقى ، من المجموعة التي تركتها واختارت صف تقى
مررت حياة نظراتها عليها من أسفل إلي أعلى كأنها تشحذ أسلحتها ثم قالت بابتسامة مريبة

" أنا لست وحدي "

وجدتها رنوة تلتفت نحو مجموعة عند شبكة الكرة يستعدون للعب وترفع صوتها

" يا شباب .. رنوة رافع هنا "

توجهت الأنظار إليها وتلقائيا عاد إتهام العيون يخنقها وهى تكرر السؤال بتوجس

" ماذا تفعلون كلكم هنا ؟! "

بدا أن حياة قد وجدت لُقيَة وهى تقول بلؤم

" الدراسة ستبدأ بنهاية الشهر رنوة .. جئنا في رحلة ختامية للإجازة الصيفية !.. ماذا تفعلين أنتِ هنا ؟! "

تجمع اصدقاءها القدامى فخفتت الكلمات بحرج بين شفتيها

" أنا .. جئت مع راشد "

تسأل حياة بنفس الابتسامة

" آآه .. وأين تقى ؟! "

تبلدت ملامح رنوة شاعرة بضغطها ينخفض خوفا من السهام المصوبة نحوها تقول بخفوت شديد

" لم تأتِ معنا "

تنظر إلي اصدقائها ضاحكة باستفزاز تتساءل

" مؤكد !.. هل كانت ستأتي مع أبيها أم مع صديقتها ؟!.. أظن انها لم تتقبل الاثنين معاً ! "

الهواء الذي استقبلته قبلا شعرت انه سيطيح بها مثلهم وهى ترد بنبرة مهتزة

" بالعكس .. أنا وتقى نتعامل بلطف واحترام .. وهى تحب راشد .. اقصد أباها .. جداً "

تشدد حياة على كلامها بعينيها الجارحتين تتعمد إحراجها أمام الجميع

" تعاملكِ بلطف واحترام لأن تقى لطيفة ومحترمة رنوة .. وليس لأنها تتقبلكِ كزوجة أبيها "

هتف أحدهم بجدية

" توقفي حياة .. لا تفسدي لقاءنا "

تنظر رنوة إليه من بينهم كأنها تستنجد به ، ' محمد ابراهيم ' نفسه الذي ظل على تواصل معها دون الحكم عليها وكان يرسل لها أخبار الدراسة قبل أن يمنعها راشد من الحديث مع زملائها الشباب
يلتفت إليها قائلا بابتسامة لطيفة

" هيا نلعب رنوة "

ترتكز حياة على كتفه وتميل نحوها بنظرات قاتلة تواصل جلدها

" كيف ستلعب محمد ؟!.. الدكتور راشد مؤكد يمنعها من اللعب مع الشباب في مثل أعمارنا !! "

لم تفهم رنوة كل ذلك الحقد ، لم تفهم سبب كل هذا الكلام والتدخل في حياتها كأن كل شخص نصب نفسه حاكماً لها .. ليس حياة وحدها ، الجميع يعاملها هكذا
ظنت انها هربت قليلا من الكلام والنظرات هنا
لا تصدق تبدل اليوم من ابتسامتها للبحر منذ قليل إلي هذه اللحظة التي تنشر السم بدمائها

يبعد محمد حياة عنه قائلا

" كل شخص حر في حياته الشخصية حياة .. كل شخص له الحق أن يختار ما يريده "

تبادلت فتاة من بينهم النظرات مع حياة ثم عقدت ذراعها بذراع رنوة قائلة

" هيا رنوة لنلعب .. لا تغضبي من حياة "

تجرها الفتاة نحو شبكة الكرة الطائرة وهى تستسلم لها بتيه وضعف لتبدأ اللعبة ، تجد الكرة بين يديها فنظرت إليها كأنها كائن غريب لا تعرف ما تفعل به .. هل نسيت اللعب ؟!.. هل كبرت حقاً ؟!

ثم وجدت الدنيا تدور من حولها وهى تدور بعينيها معها ، ترى وجوه اصدقائها الحيوية مرسوما عليها حبا للحياة وتخطيطا للمستقبل ، ترى الناس البعيدة يتضاحكون ويسبحون ويتسامرون وكل منهم يعيش كما يشاء

فجأة داهمها شعور انها انتهت .. انتهت قبل أن تبدأ
انتبهت انها لم تعد تخطط للمستقبل ، كل تفكيرها الآن عن حياتها مع راشد ، كأن المستقبل أصبح بالتبعية منتهيا وواقعا لا شيء جديد تتوق لمعرفته

ترى محمد وهو يطلب منها الكرة مبتسما فألقتها له بلا شعور .. هى بالفعل لم تعد تريد هذا ، لم يعد شغفها هنا ..
لقد تعودت كل صباح أن تجلس بالشرفة تقرأ الجريدة والمجلات الطبية وتشرب فنجان القهوة كما يفعل راشد !

وهنا .. تعودت على يومها من إفطار بالفندق ثم الجلوس أمام البحر وهى تتحدث مع راشد عن كل شيء ثم تناول الطعام في مطاعم مختلفة والعودة للنوم .. روتين لا يتبدل !

أخرجتها تلك الفتاة من أفكارها بقولها

" سمعت أن أهلكِ يقاطعونكِ رنوة "

التفتت إليها بتشوش ثم هزت رأسها تنفي كذبا

" هذا غير صحيح "

ألقت حياة الكرة عليها تسألها بنبرة مقيتة

" ما الصحيح إذاً من وجهة نظركِ ؟!.. عدم التكافؤ ! "

وقعت الكرة على الرمال دون أن تحاول إمساكها ، تنظر لوجوههم يتهامسون عليها ويتباعدون عن عينيها بنفس اللحظة

كيف جاءت إلي هنا ؟!.. هى الأكبر الآن !!

صوت البحر يعلو في رأسها فقط ، دماغها يُغسَل بحياة أخرى ، فرفعت رأسها ترد بأول ما خطر ببالها

" لا التكافؤ بالطبع لكن في العقل .. هناك فتيات عقلها أكبر من عمرها مثلي .. وهناك فتيات تافهة لا تجذب إلا شباباً تافهين مثلها ! "

تضحك حياة بخبث لتقول بجرأة ووقاحة

" وتكافؤ العقل هذا .. هل ينفع في كل الأحوال وكل .. الأوضاع ؟! "

يهتف محمد بتحذير

" حياة ! "

لم تجد رنوة رداً على نفس المستوى وأنقذها صوت راشد وهو يناديها

" رنـوة "

أدارت وجهها إليه وتحركت قدماها تجاهه بلا لحظة انتظار تاركة خلفها عالماً عاشته طوال سنوات عمرها الصغير لينبذها مثل المجتمع والناس .. عالم الشباب

لقد ودعت مرحلة الشباب باختيارها .. وعليها تحمل النتيجة وحدها ، عليها تقبل مكانتها كزوجة رجل مهم .. وكبير مقاماً قبل سناً

وصلت إليه ووقفت صامتة ، وجهه متجهما وعيناه تمر على ملابسها ثم يسأل بغضب

" ألم أقل أن تنتظري ؟ "

تطل شعلة تمرد بعينيها لا تعرف مصدرها لترد

" لا لم تقل .. أو أنا لم اسمع "

تحرك حاجباه بدهشة حركة طفيفة ثم ألقي نظرة على تلك المجموعة التي تلعب بعيدا وسأل

" ما بكِ ؟.. هل ضايقكِ أحدهم ؟ "

ردت ببرود وهى تنظر باتجاه آخر

" لا .. كانوا يسألون عن تقى "

يسأل راشد ملاحظاً ملامحها الغريبة

" وما الذي يضايقكِ في هذا ؟! "

نظرت إليه وغضب متفاقم كالبركان يجرف كل مشاعرها لمناطق مجهولة فتهتف بحدة وهى تسحبه من ذراعه تجاههم

" لم أتضايق يا راشد .. هل تريد أن تتعرف عليهم ؟.. هيا تعال .. لنلعب جميعاً معاً "

سحب ذراعه ليوقفها مكانها ويخفت صوته بغضب أكبر

" هل جننتِ ؟!.. مؤكد أنا لن ألعب مع مراهقين حمقى كهؤلاء "

أطبقت رنوة شفتيها تطالع وجهه بعينين لامعتين دمعا وهدير الموج يخفق في قلبها ويتردد في جسدها فترتجف بإعياء تهمس

" أنا مراهقة حمقاء ! "

ابتعدت من أمامه مسرعة إلي الفندق صعدت إلي غرفتها تغلقها عليها .. الأربعة جدران هم أمانها الآن .. ما خرجت يوما مع راشد إلا ورأت النظرات المؤذية واللمز الماكر

ما العيب الفظيع الذي فعلته حين تزوجت رجلا يكبرها ولو بالكثير ؟!.. ما الجريمة البشعة التي ارتكبتها ليرفض المجتمع هذه العلاقة ؟!

لماذا تشعر بكل هذه السلبية كأنها تستسلم أن معهم حق ؟!.. هل هى على حق أم هم ؟!

تتنفس بغضب أمام المرآة وهى تنظر لشكلها

رغم مظهرها الطفولي الملون لكن داخلها كان داكناً .. قاتماً .. لا فرع أخضر تراه وسط القفار
تتماوج الأفكار في رأسها كشيطان عابث

هل حقاً تشعر بنفس شعور أي أنثى تزوجت شاباً ؟!.. راشد هو رجلها الأول وتشعر لأول مرة بكل شيء حميمي معه .. مشاعر قوية تجتاح جسدها بأكمله وتكفيها لكن يظل التساؤل .. هل تلك العلاقة الخاصة ستكون أقوى من ذلك مع شاب بعمرها ؟!

تغمض عينيها تستدير عن المرآة كارهة الفكرة .. هى لا تريد علاقة أقوى لأنها مكتفية حقا .. المشكلة في فضول السؤال وشيطان المعرفة الممنوعة

فتح راشد باب الغرفة ودخل يراها بعد أن هدأ فيسأل بصبر

" هل قلت أنكِ حمقاء ؟.. ما الذي حدث لكِ ؟! "

لا ترد وتتجه لطاولة جانبية تأخذ أقراصها الدوائية التي وصفها لها طبيب المشفى وقت انتحارها لعلاج الرحم
يرى حركاتها العصبية والماء يتناثر على ملابسها الضيقة وهى تشرب فيسأل بنزق

" ثم ما هذا الذي ترتدينه ؟ "

التفتت رنوة تطالع الجينز القصير والقميص الصيفي الذي يلبسه بكل بساطة لكن يلفت الأنظار بأناقته ثم قالت بانفعال

" مؤكد لن ارتدي بذلة وربطة عنق على البحر "

يزفر راشد يتمالك أعصابه ويحاول مجددا

" حسناً رنوة .. تعالي لنتناول الطعام بأي مطعم ونتكلم مثل الناس "

هتفت مباشرة بعناد ونبرة متصلبة

" لا "

اقترب منها يلمسها قائلا ببعض الحزم

" تعالي رنوة لنتفاهم بالعقل "

ابتعدت للخلف وعلا صوتها وهى تفقد وعيها بما تقول

" قلت لا .. لن أخرج معك أمامهم هل ارتحت ؟ "

سكن راشد مصدوماً ورغم الألم يتفوق الغضب والشموخ وهو يحفظ مكانته بصمت
وصوت فؤاد كحفيف الثعابين يلتف معتصراً الروح قبل الجسد


( لكن بعد عدة أشهر حين تكتشف رنوة أنها تخجل من السير جوارك أمام الناس .. وتخجل من ذكرك أمام اصدقائها .. ولا تستطيع عيش سنها معك .. ستدرك عقابي لها جيدا .. وستدرك أنت أيضا كم هو قاسٍ على رجل أن تشعره زوجته بالنقص والخجل منه )


للحظة سأل نفسه ماذا فعل بنفسه ؟!
كيف أطاع الهوى ؟!.. لماذا تحمل عبء الالتفاف حولها كي تظل في طوعه ؟!
وإلي متى ستظل في طوعه وتحت جناحه ؟!
إلي متى سيكفي كل احتياجاتها كامرأة تكبر وتفور رغباتها وترى الدنيا بعيون جيل مختلف ؟!


لا يرى بعينيها إلا طيف ندم بسيط مختلط بالتمرد لا يسد رمق الألم فيسأل ساخراً

" هل تخجلين مني الآن ؟! "

اختفى الندم بالفعل لتقول باستهزاء كأن حياة أعطتها جزءا من أحقادها

" ليس هذا الموضوع مجددا .. ليس كلما تكلمنا في شيء يقفز فارق العمر في وجهي "

جلس راشد على حافة السرير ينظر إليها لا يدري ما حدث اليوم وبين الأفكار المكسورة بينهما كانت محاولته الأخيرة

" اخبريني بهدوء إذاً وتوقفي عن تلك الأفعال الطفولية "

أمسكت رنوة رأسها كأن الشياطين تصرخ فيه لتصرخ معها

" نعم أنا طفلة .. طفلة .. اتركني وحدي أعيش في طفولتي وركز أنت بمركزك الكبير "

تنجرح عيناه وهى لا تعيره اهتماماً ، هى التي صرخت فيه يوماً

( أنا لست طفلة )

ينظر إليها كغريبة تبدلت في دقائق وهى تتجه للشرفة تفتح بابها بعنف قائلة

" أنا أريد العودة .. أريد العودة "

تتمسك بسور الشرفة وترى حياة من بعيد وهى تلعب ، لا تعلم كيف استسلمت لسمها ؟
جحيم من الاسئلة يندلع برأسها ..

تتذكر التوبة .. هل هذا العذاب وعدم الراحة فيما اختارت بسبب ما فعلته قبل زواجها ؟
هل تابت حقاً ؟.. تواظب على صلاتها وتستغفر لكن هل صدقت توبتها ؟

هل هى قانعة بحياة النور أم أن علاقتها السرية براشد كان لها مفاتنها ؟!
كل هذه الأفكار لم تأتِها قبل الزواج .. لمَ تأتيها في النور ؟!

لينتهي بها الأمر انها سجنت نفسها بنفسها ثم ..

سالت دموعها وهى تنظر إلي السماء
أخذ كل شيء يختفي رويداً .. وتهدأ روحها .. ويعود صوت البحر لرقته.



يتبع ....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس