عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-21, 12:26 AM   #1521

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,672
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





دخل عماد الغرفة ينظر إليهما ثم إلي صينية العشاء فيخاطبها بتقدير

" عشتِ يا أم الولد .. تَسلَمين "

تطالعه صدفة بوجوم وكلمات أم الولد تسقطها في هوة بعيدة ، ماذا إن لم تكن تنجب ؟!

تتخبط في تلك المشاعر المبهمة وتتذكر تحديدا رغبته في الأولاد

( ساجعلك تسامحين .. حين تقضين عمركِ معي .. حاملة اسمي وأم أولادي الوحيدة لأخر يوم في عمري )


نهضت تبتعد عنهما نحو المرآة الكبيرة وتسمع أم الولد ترد على كلامه معها

" بارك الله فيك يا ولدي وجبر خاطرك "

غادرت الغرفة ليلتفت عماد إليها ومنظر الذهب يجعلها امرأة أخرى .. امرأته وحده
مرسومة لابن الزِيِن .. في حرير يلف جسدها .. مذهبة .. وشعرها طويلا كالليل لامعا كنجومه

كانت هى الأخرى تنظر لنفسها ولا تتعرف عليها ، ذلك الشعور السيادي الذي يجعلها تعلو وترقى لعالم آخر يتمكن منها أكثر

وقف عماد خلفها ترى ذراعه بالمرآة تلتف حول خصرها .. ذراعه الأخرى تمتد نحو عطر العود يأخذه ويرش حولها .. بعينيه تلك النظرة التي تجعلها في هدنة معه كأنها تتناثر مثل رذاذ العطر

يخفض رأسه يقبل فارق شعرها وعيناه بعينيها بالمرآة يهمس

" اشتقت إليكِ "

يضع العطر ويرفع يده لملمس الذهب بذراعها .. بصدرها .. يهمس

" اشتقت إلي رائحتكِ ولمسكِ .. لم تمر لحظة دون أن افكر بكِ "

تتعمق عيناها بذلك الانعكاس في المرآة كأنها لعاشقين بعيدين عن الواقع فتشاهدهما وتراقب ما يفعلانه

خفقات قلبها تؤكد لها انها هى بهذا الحلا فتريده وتغيب فيه وقبلاته تمر على جانب وجهها وعنقها هامسا بأذنها همساً لم تسمعه فتسأل

" ماذا قلت ؟!.. ماذا تريد ؟! "

يتذكر ملاحظة إباء عن العيب فتعلو ضحكته فجأة تداعب سحر المرآة وتكمل الصورة الممتعة فتستدير تنظر له كالمجنون ليقول بعبث

" لا تشغلي بالكِ .. شيء بيني وبين غرام وإباء ! "

يجذبها من يدها نحو ركن الجلوس قائلا

" هيا لنأكل .. لم اتناول شيئا منذ غداء الظهر "

جلست وهو يرفع الغطاء القماشي عن الصينية حيث وليمة مصغرة من اللحوم والدجاج تشبه الوليمة التي قُدِمَت اليوم بمجلس النساء
يضع الطعام بطبقها وهو يسأل

" هل أحببتِ الأجواء هنا ؟ "

اومأت بصمت وهى تنظر للطعام تفكر ألا تأكل لكن ريقها يجري وهى لم تأكل منذ الأمس صباحاً إلا لقيمات بسيطة ثم تنظر إليه يأكل بأريحية ويسأل

" كيف كان يومكِ ؟ "

ترفع صدفة ذراعها ترن بالأساور لتقول ساخرة

" استمع إلي أحاديث النساء .. وألبس الذهب ! "

يميل عماد نحوها بمكر عينيه ضاحكاً بغزله

" الذهب هو مَن أراد لمسكِ قدر "

بارتجافة تقلب كونها تأخذ طبقها وتأكل بأنفة تضع ساقاً فوق الأخرى وتسأل مدعية اللا مبالاة

" وأنت كيف كان يومك ؟ "

يراقب تلك الطلة العزيزة ولا يسيطر على تلك اللذة بسؤالها عن يومه يجيبها

" نحرنا الذبائح وقدمنا الطعام ثم جلسنا في السامر نستقبل القادمين "

ترفع حاجباً واحداً تتساءل

" السامر ! "

مغروماً بقوسين فوق عينيها يزينا وجهها يقول مبتسما

" جلسة سمر في البر .. على الرمال أمام الدار .. نوقد النار برائحة أعشاب المرمرية ونشرب الشاي والقهوة وأحدنا ينشد أغانينا وأشعارنا "

يذوب اللحم الشهي شديد النضج في فمها وهو يضع لها المزيد فتتمنع زيفاً قائلة

" كنت اسمع أصواتكم .. أحياناً اشعر أن الأرض تحت قدميّ تهتز اثناء رقصكم "

يلامس ظاهر يدها ولهجته تتجمل مجددا بالغزل

" بل الأرض تحت قدميكِ ترتجف كأنها ..
اشتاقت لسحر الموجِ بين أهدابها "

تتذكر تلك الكلمات التي أرسلها بعدما منحت عفيفي موافقتها ، جسدها يقشعر بنفور وشيء يسحبها للخلف نحو ذلك الرجل القمئ وما فعله ، فتقاومه وتتشبث بحماية عماد مهما كان الواقع

ترمش وهى تحدق بعينيه المطمئنة بتلك الطريقة التي تسحبه للبحر راضياً ، كأنه يسجن فقط في تلك الدائرة الزرقاء الفاتحة ..

أفكارها تراودها بصورة السلاح فتسأله

" لماذا أخذت سلاحاً ؟ "

تابع طعامه قائلا بإحساس يحيطه طوال اليوم

" أول طلقة في السامر لابد أن تكون من سلاحي "

إحساس الانتماء .. العودة للأرض .. لم يكن يدري انه قادر على التعايش مع عادات أهله مجددا ، بل كان يتناساها وهى كالوشم في كيانه

صدفة أعادته للحياة هنا بكل الطرق دون أن تعلم

أنفاسه ما زالت تشم الرمال والمرمرية ونسيم البر يتلذذ بكل شيء وهو يقطع اللحم قائلا بنشوة

" اممم .. المندي .. دفنته بيدي في الرمال اليوم .. والله اشتقت للحياة هنا "

كان يدفنه بنفسه للسياح وقت الخيمة السنوية ، حدث الانفجار الإرهابي والطعام ما زال تحت الأرض ينضج

صوت صدفة يعيده من ذكرى الدخان الأسود

" هل هذا اللحم المدفون في الرمال ؟! "

تستطعم بشكل مختلف وهو يهز رأسه يشرح

" نحفر في الرمال ونضع الجمر ثم نضع اللحم ملفوفا بورق الالومنيوم أو في وعاء محكم الغلق ثم نغطيه بالرمال وبعد ساعات نخرجه "

تمتعض ملامحها تقول عابسة

" اعرف الطريقة "

أطرقت برأسها تتظاهر بالاكل فظل ينظر إليها يتذكر قول أبيها عن شقائها منذ صغرها ، هى ربة منزلهم الصغير .. وهو يعرف جيداً مقدار صغره

دوماً أخذها للأغلى والأفخم وأطعمها الأحلى والأكثر تميزا قبل أن تكتشف كذبه ، وهى عزيزة النفس دوماً ، الرافضة العنيدة دوماً ، العاشقة الصديقة دوماً

تمتلأ عيناه حناناً فيمازحها كي لا تشعر ما يفكر

" حين نعود المدينة ساجهز لكِ في الشرفة كومة رمال وندفن في البرج !.. ويعتقدنا الناس مجانين بلا شك !! "

نظرت إليه بتعبير سخيف وهى تضع الطبق ترد ببرود

" ادفن وحدك ! "

نهضت متجهة للحمام ومن حيث لا تدري سمعت ضحكته تجلجل بالغرفة !.



بعد دقائق كانت أمام المرآة تخلع المصوغات الذهبية وترصها بحرص في أحد الأدراج ، فعاد عماد يقف خلفها يحيط خصرها ويمد يده الأخرى بكوب عصير نحو شفتيها قائلا

" تذوقي هذا "

تبعده صدفة بالقول

" لا .. شبعت "

يثبتها لصدره يلمس شفتيها بالكوب يقول بنبرته الخاصة

" تذوقي فقط .. طلبت من أم الولد أن تصنعه لكِ "

تشرب القليل ثم تقول

" مشروب المشمش بالتمر .. جميعنا نشربه في رمضان لكن كأنه مضاف إليه نكهة أخرى "

يطل من عينيه ذلك الغرور والاعتداد بأصله وأهله وهو يرد بخيلاء

" اممم .. نسميه المريسة .. وهذا ليس كأي تمر .. هذا من أرض التمور خاصتنا .. من نخيل العنبرة .. تمر الملوك .. أجود وأغلى أنواع التمر "

انتشاء ساحر سرى بجسدها كالتعويذة ، أختام تحت قدميها تأسرها في هذا العالم .. ثم ترفعها أعلى مما توقعت

يشرب عماد من أثر شفتيها يبتسم للتأثر على وجهها ويهمس بخبث

" و .. يعطي طاقة ! "

يتورد وجهها بحمرة شهية وتبتعد عنه مرتجفة تتجه للخزانة تبحث فيها بتعثر فيأمر بتلك الخيلاء

" صدفة .. لا تخلعي الجلباب "

لا تستوعب تنظر له بعبوس تهمس بلا فهم

" لماذا ؟! "

اقترب منها وهو يقول بمنتهى الجدية .. المصطنعة

" ألا تعرفين انه من عاداتنا أيضا أن يخلع العريس جلباب العروس بنفسه ؟!.. كيف لم تخبركِ أمي ؟! "

يصل إليها وهى ترفع رأسها لوجهه ثم تتمتم بشك

" كاذب ! "

زفر نفساً حادا ليشير نحو الباب قائلا بخفوت غاضب بامتياز

" اسأليها .. هيا انزلي واسأليها .. تريدين أن يحيطنا فأل السوء طوال العمر ؟! "

تسمرت مكانها لحظات وذلك الانتشاء يتفاقم ويدمغها في هذه الأرض وعاداتها ، أنفاسها تهدر بتأثر ثم تهز رأسها تفيق من سحره تقول بعناد

" وإن يكن .. أنا لا اهتم بعاداتكم أصلاً "

تحرك خطوة واحدة ثم رفعها بين ذراعيه فينخطف قلبها ويثور جسدها هاتفة

" انزلني "

يضحك وهى تقاومه ويدها متشبثة بالجلباب خوفا من أي غدر ويغيظها

" لكن أنا اهتم .. هناك مسائل معينة انتمي فيها جداً إلي هنا ! "

نظرت إليه بغضب .. وفهمت .. ثم هدأت !

تتأمل ملامحه وابتسامة بطيئة تظهر على شفتيها .. ثم ضحكة خافتة .. ثم أطرقت برأسها تكتم ضحكتها العالية !.. ضحكة غير طبيعية تنبع من أعمق شريان يعشق هذا الرجل .. فجلبت إلي فمه ضحكة رجالية خلبت .. كل شيء !

‏يتحرك حتى السرير يضعها على الحرير وينفعل جسده بين حرير وآخر وبلا صبر تغزو قبلاته وجهها وجيدها وصوته ينفعل بعاطفة مجنونة

" أحبكِ صدفة .. يا عروس البحر "

شفتاه تحرق شفتيها تحرق البعد والحروف وجسدها ينسحق بيديه ببدائية تنغمر في حرارة حضنه ..
تتشبث بمقدمة ثيابه ولا تفقه عواطفها الجديدة تبعده وتقربه بين هذيان ورغبة تنفعل مثله وهى تهمس

" وأنا أكره حبي لك "

يجن باعترافها وتلك النزعة الصحراوية الخشنة تثيره تجعله يطالب بحبها يطالب بكرهها يطالب بكلها ويهدر بلهجة نارية

" اكرهيني صدفة .. اكرهي قدر ما تشائين .. لكن لا تفارقيني أبداً "




يتبع ....



نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس