عرض مشاركة واحدة
قديم 30-01-21, 07:25 AM   #75

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي

.
.
.





صغيـري
فرحتـي الأولـى
اتذكـر رحلتنـا معـاً .. عندمـا كنت في منزلكَ الأول بداخلـي
رافقتنـي في سنتي الأخيـر قبـل التخـرج
فـي ألمـي وضعفـي .. في فرحتـي وقوتـي


والآن
هـا نحن نشهـد .. سنتكَ الأخيـرة .. وبعـد دقائق أو ساعات
ستظهـر النتيجـة التي ستحدد مستقبلكَ
مستقبلكَ .. الذي بـدأ بخطوكَ لأول خطواتك لرياض الأطفال
لازلت أتذكرها وكأنها حدثت بالأمس
كف يدي يحتضن كف يدكَ الصغيرة
أقودكَ لفصلكَ الدراسي برفقة بقيـة الأطفال بـ مثل عمركَ
ابتسم لكَ .. لتشعر بالأمان
وتعود لتبتسم لي وتقول " ماما لا تروحين "
وأجيب قائلة " انا اشوفك ماما لا تخاف والعب مع الأطفال "


بعدهـا
أتذكر .. يومكَ الأول بالمدرسة الابتدائية
والمعلمة تخبرني في نهاية اليوم أنكَ لم تتوقف عن مناداتي
" مـامـا .. أبي اروح لماما .. مابي اكتب .. ماابي ادرس "
احتضنتكَ بقوة .. اعتقدت لـ وهلـة أنني أعيدكَ لداخلي
لـ تبقى مرتبط بي للأبـد .. ملتصق بجسدي كـ الغراء ..
ولكـن
كان يجب لـ الأم التي بداخلي بالنهوض
لأخبارك .. أنت بطل شجاع .. سوف تذهب كل يوم للمدرسة
لـ تصبح شخص ناجح وذكي .. وبعدها ستحصل ع الكثير من الهدايا


صغيـري
لـم تعـد كذلك بـ نظر الجميع ..
ولكنكَ لا زلت بنظري
صغيـري .. و .. طفلـي
فـ كيف بـ قلب الأم .. يصبـح أضعف وأضعف
وهي ترى أطفالهـا يكبرون أمام عينيهـا
يتخلون عن مساعدتها واهتمامها .. لأنهـم أصبحـوا "كبــار"



صغيـري
منكَ .. تعلمتٌ الصبـر
منكَ .. تعلمتَ تحمل المسؤوليـة
منكَ ومنكَ فقط .. استشعرت جميعُ المشاعـر المختلفـة
الحنـان ، العطـف ، الخـوف ، القلـق ، التوتـر
لـ تُشكل بالنهـايـة .. ما يسمـى بـ " الأمومـة "
ومـا أجملهـا ..
ربمـا كنت صغيـرة حيـن أصبحت أمُ لكَ
ولكنهـا
أجمـل ما حدث لي في حياتـي
طفلـي البكـر .. فرحتـي الأولـى / سـالـم
أطفالـي .. مريـم / ماريـا / بـراك
بـ وجودكـم .. أصبـح للحيـاة
معنـى آخـر
ولـون آخـر
ورائحـة أخرى


عـزيـزي
كمـا أحب أن أناديـك
رجلـي الأول .. معلمـي الأول
أشكـركَ ع السنـوات الماضيـة
بـ سببـكَ .. أصبـح لي
أطفـال
تعليـم عالـي
والأهـم من ذلك كلـه .. كان لكَ الفضـل الأكبـر
في .. إلتزامي وتعمقي بالديـن
كنتَ لـ ليلاكَ .. السراج الذي أنـار حياتهـا
وأوشكَ هـذا السـراج .. أن يفقـد بريقـه ..!!



وقفت وهي تدير جسدهـا للمرأة الجالسة ع الكنبـة وامامهـا الصينية وأكواب الشاي مرتبة بتنسيق .. تحدثت مره أخرى وهي ترفع "برقعها" لأعلى رأسها حتى تكشف عن ملامحها

ام محمد : يا بنت اخلفتيني(توترت) وفريتي راسي .. تعالي اقعدي واشربي لج سكانه جاي (كوب شاي) ..
ليال : مااقدر يا خاله .. عزيز يقول بيطلعها له رفيجه (صديقه) قبل صلاة الظهر .. وماشفت شي وبعد دقايق بيأذن العصر
ام محمد : النتايج وبنعرفها .. انتي الحين تعالي اقعدي عندي واستهدي بالله .. ومو صاير إلا كل خير

اقتربت بهدوء جالسة ع يمين خالتها وهي تتناول كوب الشاي من يدها .. لترتشف القليل .. لماذا لم يعودوا لداخل المنزل ؟ ماذا يفعلون في "الديوانية" ؟ .. أشعر بنبضات قلبي .. تنبض بقووه .. نبضه تليها نبضه .. أفاقت من سرحانها وهي تراقب الكف المستقرة فوق فخذها الأيسر

ام محمد : ليال يا يمه علامج ؟؟ من اليوم اكلمج ولا تردين علي !!!
ليال بابتسامه : معاج يا خاله .. بس والله اني احاتي وماعاد فيني صبر ..
ام محمد : والله ع بالي صار فيج شي .. تكفين ماعاد انا بنفس قبل اتحمل صدمات
باستغراب : اسم الله عليج .. شفيج خاله ؟ شوفيني مافيني شي
ام محمد بنبرة خوف : والله من شفت دمها يتصبصب "ينزل" قدامي وانا منذعره "خائفة"
ليال بتساؤل : منو هذي ياخاله اللي شفتي دمها ؟
ام محمد بتوضيح ونبرة خوف : مها مرت عزيز .. والله مادري يمكن قبل أسبوع .. اشوفها تسولف واللي فجأه الدم ينزل من خشمها .. والله تروعت
ليال تجاهلت كلمة "مرت عزيز" وبنبرة لامبالاة : وشفيها ؟ ليش خشمها ينزف ؟
ام محمد وتلقي بكل ما بجعبتها : اول ما شافها عزيز تنزف وداها يسويلها تحاليل قال يمكن المره حامل .. ومن يومها والبنت بين فتره والثانية خشمها ينزف
ليال بصدمه لخبر لم تتوقعه : حــامــل ؟
ام محمد : لا ياحظي .. طلعت مو حامل .. ولا اهي راضيه تروح للطبيب تشوف سالفه هالنزيف


حامل !! كان من الممكن أن تكون .. كان من الممكن أن يصبح لأطفالي شقيق أو شقيقة .. يتشاركون باسم الأب .. ويختلفون باسم الأم .. كنت ستفرح ياعزيز .. وتعتني بها كـ الأم التي تعتني بطفلها .. كنت سترافقها حتى غرفة الولادة .. تتأكد من حصولها ع جميع سبل الراحة في المستشفى .. تغرقها بـ كرمكَ الحاتمي .. هداياك .. للطفل والأم أيضا .. ترافقها حتى وهي خارج المستشفى .. تحاوطون طفلكم بين يديكم .. وعيناكَ بـ حنانها ترمي للطفل وأمه أيضا بعضاً مما لديها .. تراقب أنت والأم الطفل لدقائق وساعات .. حتى تستنتجون "من تشبه يا ثمرة حبنا؟" .. صوت ينادي بأمي .. هل سـ يتحقق ما تكوّن بذهني يا عزيز ؟ .. عاد الصوت ليقول "يمـه" .. هل يمكنكَ تأجيل الموضوع قليلاً .. أريد أن أصبح أقوى .. أريد أن أكون لامبالية بالتمام لكَ ولها ..

" يـــمــه "

رفعت رأسها بسرعه والصوت أصبح حقيقـة .. وليس خيـال يتردد بداخل ذهنهـا

ابتسم وهو يقترب ليوقفها .. عيناه بعينها المتوترة والخائفة جداً .. رفع كفوفه ع كتفيها وهو يقولها بفرح

سالم : يمه ابشرج نجحت بتفوق بعد .. افرحي يا احلى ام .. ولدج رفع راسج .. 95 يا ام سالم
شهقت بقوه .. دموعها .. السعيدة بالخبر .. وكأنه يمسح ع قلبي من ما تبادر بذهني قبل ثواني .. يخبرني بأنهم بقربي .. اطفالي .. بجانبي في هذه الدنيا .. رفعت ذراعيها وهي تحتضنه بحنان .. وحب .. وفرح .. ورأسها يستقر ع صـدر فرحتهـا الأولى .. الذي أصبح الآن الرجـل الأول بعد أخذ اللقب من أبيـــه ..

..: مبرووك ياام سالم ، تشوفينه معرس إن شاءالله
ابتسمت وابنها يمسح دموعها بانامله ويبادلها الابتسامه .. ابتعدت وهي تقترب لعمها لتقبل رأسه وتقول
ليال : الله يبارك فيك يا عمي
أبو محمد بغشمره : وكبرتي يا ليال .. كبرج سالم خلاص راحت عليج
سالم بضحكه : امي شباب لا تحاول تسحبها لفريقك يبه
ام محمد : ياويلنا من هالشايب .. اذا ام سالم كبرت انا وياك وشنهو ؟؟ .. مدفونين والناس تصلي علينا
عبدالعزيز الذي دخل للتو : يمه شهالكلام ؟ ابوي يضحك معاها
ام محمد : يضحك ؟؟ وعلامه مايقول الهرج الزين .. ما عاد تقول علومن زينه يا براك
أبو محمد بضحكه قويه ع حساسية زوجته من كبرها بالعمر : يا مره من داس لج ع طرف ؟ علومي كلها علومن زينه وكلن يبي يسمعها .. انتي اللي مومضبوطه وصايره تفززين من الخوف ..
ام محمد : لا تجيب طاري الخوف .. يوم قلبي ما عاد يتحمل العلوم الشينه .. لا تطرولي الشين يا عيالي .. انا متنازله ما ابي اعرف
جلس بقربها ليقبل رأسها وبابتسامه : افا يا ام العز .. اذكري ربج .. وما نستغني عنج والله
ام محمد : ما عليه بس لاتقولون لي العلم لين يخلص الشين ومايبقى إلا الزين
تناول ابريق الشاي وبضحكته : المره خلصت خلاص .. هذي آخر مراحل الشيخوخه يا عجوزي
ام محمد بغضب : عجزت عظامك .. ما عجز إلا انت يا الشايب

صوت قادم من خارج الصالة الداخليه : علامهم قيس وليلى زمانهم ؟؟؟

وقف بسرعه وبصوت حاد : بدر لا تددخل ..
أبو محمد باستغراب : شفيك ؟
عبدالعزيز : يبه ماتشوف ليال اهني .. شلون تبيه يدخل !!
أبو محمد : ليال تلبس نقابها ويدخل اخوك .. علامك تقول اول مره بدر يدخل وليال عندنا
ليال بابتسامه خجله : ما عليه ياعمي .. انا نقابي من كثر ما افكر بسالم ونسبته ماجبته معاي ..
بدر من الخارج وصوته الكاتم لضحكته : خلاص ماني داخل .. بس مبروك تخرج سالم يا ام سالم .. وتفرحين بقبوله ان شاءالله
ليال بصوت هادئ : الله يبارك فيك .. وييسر امورك ويوفقك يا معرسنا
اقترب وهو يهمس بإذنها : عسى ما ضايقج الوالد يا الوالده ؟
ابتسمت له : حبيبي ماعليك مني انت .. تبي شي ؟ اسويلك شي ؟
سالم بصوت عالي : لا يا روحي .. انتي ارتاحي الحين .. خلصنا يا الغاليه
جلست ع الكنبة بخلفها وكفه اليمنى بين كفيها : الحمدلله .. اقعد عندي شوي
سالم يسترخي للخلف : ابشري وهذي قعده
عبدالعزيز المراقب بصمت قال : علامك يا ولد لازق بأمك ؟؟ قوم خلك رجال
شدت ع كفه بقوه وبحده : رجال غصبٍ عن الكل .. هذا سالم حبيبي
سالم بضحكه : ها الوالد .. اشوفك غيران مني !! عسى بس ما تطردني من البيت !!
عبدالعزيز بغضب : لو بايدي سحبتك الحين وحذفتك بره .. قوم يلا الحين بياذن العصر
سالم يشير لعينيه : من عيوني .. بس تخلي سبيلنا ام سالم .. واجي وراك
مسحت ع خده بحنان وهي تقول : انتبه ع نفسك حبيبي .. ولا رديت من المسجد تعال عندي لاتروح مني ولا مناك ..





الـنـداء .. لإقامـة الصـلاة
كبـر بصوته .. لأداء صلاة العصـر
بخشوع يقرأ بصوته
آيـات من كتاب الله الكريـم
حشـد المصليـن بصفوفهم المتوازية
يقفون خلفـه .. وبـ سكينـه يستمعـون لقراءة الـ "إمام"


دقائـق من التعمـق بـ الصـلاة
وقـراءة الأذكـار ..
كـان يحاول .. ويحاول
لـ إخفـاء أفكاره .. والخشوع أكثر في صلاتـه
وبعد أن انتهى من الفـرض !!
عادت هواجسه .. وإذا بابنـه يقف امامه
ويخبـره بأنه سـ يذهب قبله إلى المنـزل
للجلوس مع والدتـه


ذهـب
وأصبـح وحده ..
وغـادر المصليـن .. المسـجد
لـ يركضوا خلف ملـذات الحيـاة
قلبـه يريـد .. وعقلـه يريـد
الأول يريدهـم .. والآخـر يريدهـم
نعـم
اتفق الاثنـان لأول مره ع شي واحـد !!
أريـد ليـال .. و .. أريـد مهـا



دخل للمنزل وهو يصعد درجات السلم .. لـ يقف أمام باب شقتها .. كانت اليوم مختلفـة .. لا تنظـر لي مثلما تنظر لي من قبـل .. وزاد تعلقهـا بابنهـا .. لمَ أراها تعاملـه وكأنه الوحيـد بحياتهـا .. تتجاهـل النظـر لـ عيني .. لـ تتعلق بعينيّ ابنهـا .. أو طفلهـا كما تحب أن تسميـه دائمـاً ..


فتح الباب ليدخل ع صوت التصفيق والتصفير .. الأم وابنها وبناتها والصغيـر .. يحتفلون بفرح لأخيهم .. والكعكة بـ حجمها المتوسط فوق الطاولة والشموع تزينها .. لـ يطفئها بأنفاسـه والابتسامة تزيـّن شفتيـه .. ليحتضن اخوته بحب وحنان ..


جلس ع الكنبة وهو يبتسم لبناته .. اقتربت الكبيرة لتقول
مريم : يبه اعطيك من الكيكة ؟؟
عبدالعزيز : عطيني يبه
وقفت بحماس ، ماريا : اسويلك قهوه يبه ؟؟ تبي قهوة عربية ولا تركية
عبدالعزيز بابتسامته : تركية .. ما نستغني عن قهوه ماريا الجميلة
جلس بقرب والده : سويلي انا بعد ماريا .. يمه تبين ؟!
ابتسمت لتجلس بالكنبة التي ع يسار ابنها : سوي ما نقول لا


ذهبت بحماس لعمل القهوة بكل شغف وحب .. والأخرى تقطع الكعك وتوزعه في الاطباق الصغيرة المخصصة للكعك .. وضعت أمام والدها طبق والطبق الآخر امام اخيها .. وإذا بأبيها يضرب اخاها ع كتفه وهو يقول
عبدالعزيز : قوم عني .. اقعد مكان امك .. وامك تجي مكانك
رفعت عينيها وهي تتأمل عيناه المستاءة لكن لا تعلم لماذا ؟
سالم بضحكه : افا يا يبه .. هذا وانا مسوي نفسي رجال وحركات وقاعد عندك .. الحين تطردني وماتبي إلا الغلا كله امي
عبدالعزيز : رجولتك عند الرياجيل .. عندي ما ابيها .. تعالي ليال اقعدي عندي
ابتسمت ونظراته تتحول وكأنه يخبرها ألا تحرجه امام أطفالهم : يلا حبيبي سلوم قوم بقعد مكانك
وقف وهو يجلس مكان والدته : افا حتى انتي يا الوالده .. ما عليه لنا الله
مريم بضحكه : انت لزقه من اليوم لازق بامي ولا راضي تفهم نغزات ابوووي
ابتسم بفرح ع كلمات ابنته : فديت البنت اللي تفهم ابوها .. ها سمعتي يا مره .. من اليوم ناسيتنا
ليال بلامبالاه : اليوم يومها أتوقع مو يومي .. ليش متضايق جذي ؟!


تبادل النظرات مع اخته المندهشة مما قالته والدتها .. اعلم انها مستاءة مما فعله والدي بزواجه بأخرى .. ولكنها اليوم لأول مرة تتحدث بهذه الطريقة امامنا .. كانت تبقى صامـدة وبكامل قوتها امامنا وامام الجميع .. راقبت والدها وملامح الدهشة ع عينيـه


عبدالعزيز بحده : سالم اطلع انت واختك بكلم امك بموضوع
تناولت صحن الكعك لتتناول منه ، وبعد خروج اطفالها قالت : شفيك زعلت ؟
عبدالعزيز : هذا كلام تقولينه قدام عيالج .؟؟ انتي واعيـة للي تقولينه ؟
ليال بثقه : أي واعيه .. وعارفه انا شنو أقول .. وشنو المفروض ما أقوله .. وكلامي غلط ياعزيز ؟؟ مو اليوم يومها اهي مو يومي .. يعني المفروض انت عندها الحين تتقهوى مو عندي
عبدالعزيز : اليوم استثنائي .. أتوقع اللي متخرج ولدي بعد مو بس ولدج!!
ليال ببرود : وانا قلت شي !! .. بس اذكرك اني اليوم بإجازة من مهامي الزوجية
عبدالعزيز بغضب : ليــــال .. من متى تفكرين بهالطريقة ؟؟ انا الحين صرت من مهامج ؟ وترتاحين مني بيوم إجازتج ؟؟
ليال : انت اللي خليتني افكر بهالطريقه .. صرت اكره مشاعري اللي تخربطت .. اكره تفكيري .. اكره معتقداتي اللي قعدت سنين اشكلها .. والحين تبيني ما اتغير بعد ما تغيرت حياتنا ودخلت شريكه علي ؟ أي عقل بيتقبل هالتغيير يا عزيز .. ولا انت بعد ع بالك ليال حديد ما تحس ما تتأثر ؟؟
عبدالعزيز : انا ما قصدت .. بس ما احب تصنفيني كـ مهام .. انا عزيزج .. ومستحيل اخليج تغيرين مشاعرج
ليال بابتسامه : مشاعري ما تغيرت .. لكن تحولت
عبدالعزيز بهدوء : شقصدج ؟
ليال : تحولت للبرود .. اللامبالاة .. لما كنت أفكر بأولوياتي بالحياة .. شفت ان عيالي الأولوية الأولى بحياتي .. واللي يستاهلون كل ثانية ودقيقة من عمري
عبدالعزيز : وعزيز صار من آخر أولوياتج ؟
ليال : لا .. لان عزيز مرتبط بعيالي .. مهما كان مااقدر افصله عنهم .. لكن الحاجز اللي بيني وبينه صاروا عيالي .. ولا يهمني اشوف اللي بعد الحاجز


كلماتها القاسية .. نعم قاسية .. لأول مرة اسمع مثل هذه الكلمات تخرج من ليال .. طوال السنين التي عشناها معاً لم تكن بهذه الصورة .. كانت دايماً تقول أنت الأساس .. انت الجذور وباقي أجزاء النبات هم أنا واطفالي .. لو حدث أي شي للجذور سيموت النبات .. مثل حالنا من دونك !! .. والآآن .. لا تراني إلى جزء مهمل يقع خلف حاجز مـا .. ولا تهتم له .. وقف بغضب وانكسار .. انكسر شي ما بقلبـه من كلماتها .. يعلم انه الملام لما يحدث لـ ليال الآن .. لكنه لن يسمح لها بأن تتغلب عليــه


عبدالعزيز : حطي ببالج .. بعزيمة تخرج سالم .. مهـا من المعازيم
وقفت بصدمه : شنوووو ؟؟؟؟ ومنو اللي عازمها ؟
عبدالعزيز بابتسامة خبيثة : انــا .. ومثل ما الناس بتجي وتبارك لج ع تخرج سالم .. بتشوف مها .. زوجتي الثانية .. وبيتعرفون عليها .. كافي الأشهر اللي طافت خبيتها عن الناس واهلنا .. أهلنا اللي ما شافوها بيشوفونها
ليال بغضب : مو بكيفك تخرب علي فرحتي بولدي .. هذي عزيمتي شي خاص فيني .. الحين تبي اهلك يتعرفون عليها !!! اعزمهم بروحك وخلهم يشبعون منهاا .. بس ما تتعدى ع عزيمتي وفرحتي
عبدالعزيز : اللي سمعتيـه .. وكلمتي ما اثنيها .. انا بلغتج حتى يكون عندج خبر ولا تنصدمين وقت العزيمة
ادار جسده وهو يغادر ، رفعت صوتها بغضب : والله ما اعديها لك يا عزيز .. وبتشوف ردي ع حركتك السخيفــــه



توتـر .. رُسـم ع ملامحهم
لأول مره .. في حياتهـم .. يسمعون صوت والدتهم بهذا الارتفاع .. وع والدهم !!
تأمل بأخوته .. وقفتهم الصامتـه بوسط المطبخ
تحدث بحده وتهديد


سالم : ماله داعي نقول اللي صار .. واحنا ماسمعنا شي
ماريا : ما سمعنا بس امي ليش تصارخ جذي ؟؟؟
مريم : ماريا .. اللي صار انسيــه .. وياويلج لو احد يدري حتى عمتي رهف لاتقولين لها شي
سالم : روحوا اقعدوا مع امي .. ولا تبينون لها انكم سمعتوا شي






.
.
.




مـا الـذي يـدور بذهنهـا !!
لأول مـرة .. تطلـب مثـل هذا الطلب
لا أزال اذكر محاولات احمـد بطلبه منها للعيش معنا في منزلنا
ورفضها للأمر .. وإصرارها وتعلقها في منزلهـا
وكلمتها الدائمـة " ماني عجزانـه عن نفسي .. لا جا اليوم اللي اطيح فيه .. وقتها طلعه من بيتي ماني بطالعه "


بالفعـل .. إنهـا تطبق كلمتها التي تلفظت بها مراراً وتكراراً
ولكنهـا تطلب مني انا هذا الطلب ؟ وليس من دليـّل ؟
لا اعلم ما هو هدفهـا من هذا كلـه ؟
ولكن .. بالتأكيـد هي يائسـة حتى تطلب هذا الطلب


وقـفـت
تتأمـل بناتهـا .. بعالمهـم لوحدهـم
جلستهم اليوميـة في صالة المعيشة في الدور العلوي
التلفـاز بصوته العالـي .. وحلقـة من حلقـات مسلسلهم
كيف أخبرهم بهذا الخبر ؟
من اعتادوا ع العيش معاً ..
يفعلون جميع نشاطات حياتهم معاً
مسلسلاتهم تتشابه ويشاهدونها معاً
الأفلام يشاهدونها معاً
يتشاركون في نفس الأصدقاءَ
يتناولون أطعمة يتشابهون فيها قليلاً
يذهبون معاً .. ويعودون معاً


استغربت وقفت والدتها المتأملة لنا وذهنها السارح للبعيد : يمه فيج شي ؟
ألتفت بعد سماعها لكلام اختها ، نوران : تعالي يمه اقعدي معانا
اقتربت قليلا وهي تجلس ويسارها التلفاز .. وع يمينها نور ثم نوران يشتركون في نفس الكنبة المقابلة للتلفاز
ام صقر : ها اشوفكم بديتوا أجواء العطلة
نوران : اااي نبي نحلل هالايام قبل يبدا الكورس الصيفي
ام صقر : متى تبدون ؟
نور : تقريبا اول أسبوع برمضان
نوران : لا قبل رمضان بجم يوم
نور : اللي اهو اهم شي برمضان بنداوم .. ووااي الله يعينا من الحين احاتي
ام صقر بهدوء : تتسهل ان شاءالله .. بنات عندي لكم خبر
بصدمة تأملوا بعضهم البعض .. واستقرت نظراتهم ع والدتهم حتى تكمل حديثها
ام صقر : جدتكم .. طلبت وحده منكم .. تعيش عندها برمضان كله
نور ونوران : نــعـــم ؟
ام صقر : انتوا اسمعوا بالاول .. جدتكم تعبانه .. والضغط والسكر لاعبين فيها لعب .. وابوكم خايف عليها .. توها امس طلعت من المستشفى .. تخيلوا انها طاحت بوسط بيتها ومافي إلا الخدامة اللي طلعت تنادي الجيران يساعدونها
نوران : تجي تعيش عندنا .. ليش وحده منا تروح عندها
ام صقر : انتوا تعرفون جدتكم متعلقة ببيتها حيل وما تقدر تطلع منه
نور : بس الوضع غير الحين .. وصحتها أولى
ام صقر : علشان جذي طلبت من ابوكم وحده منكم تجي تقعد عندها وتساعدها
نور : بس يمه .. انا ونوران ع طول مع بعض حتى للجامعة نروح مع بعض .. تبون تفرقونا الحين ؟
نوران برفض : من الحين أقول انا ماني رايحه لو شتسووون .. طلعه من بيتنا ماني طالعه
ام صقر : الموضوع انحسم وخلاص .. ويا نور يا يمه .. الموضوع مؤقت لين نشوف بعدها شنو نقدر نسوي مع جدتج
نوران بغضب : تطلب من حبيبتها الدكتورة تجي تعيش عندها .. احنا شكوو ؟؟
نور بتأييد : صح .. ولا وحده من بنات عمي .. ماشاءالله عنده غير الدكتوره بنتين مادري ثلاث
ام صقر : ثلاث .. وانا ما اهتميت لهم .. دام جدتكم اختارتكم انتوا يا بنات احمـد


تأملوا بعضهم .. وكأنهم صدقوا بجديّه الموضوع .. سـ يفرقونا عن بعضنا البعض بعد 20 سنـة !! .. حتى لو كان الوضع مؤقت .. كيف لا نصبح ع بعضنا البعض .. ونركب في نفس السيارة .. ونأخذ نفس الطريق للجامعـة .. ونتناول مع بعض وجبة الإفطار .. كيف تسمح لهم والدتنا بذلك ؟ .. هل راقت لها الفكرة ؟ .. تريد ابعادنا عن بعضنا البعض بعد المشاكل التي افتعلتها نوران ؟؟ .. لمَ جدتي بهذا الإصرار الآن .. لم تكن تهتم بوجودنا من عدمنا .. لا تكترث لزيارتنا لها ..


نظرت لوالدتها بتركيز وهي تطرح السؤال الذي يتبادر بذهنها هي واختها :
ومنـو فينـا اللي وقـع الخيـار عليهـا ؟!!





.
.
.




يــوم اللقـاء
يـوم كـشـف الـغـطـاء عـن الـمـسـتـور
يـوم مـواجـهـة الـطـرف الأول مـع الـطـرف الـثـانـي


يـوم الـحفـلـة
المقامـة بـ مناسبة تخـرج سـالـم



صوّانيَ ذهبيـة مستديرة وعميقـة تـدور بين الضيوف
تحمل أنواع مختلفة من الحلويـات والموالـح
أصوات الفناجيل ترتطم ببعضها البعض
وانسياب القهوة بلونها الذهبي الجميل من "الدلـة" لتملئ الفنجان



تقف بطولهـا المتوسـط .. وحذائها بكعبـه العالي لـ يعطيها رزة بـ مشيتها
تبتسـم للجميع .. من يهنئها بنجاح ابنها ويرمي عليها بعض العبارات
" وكبر سالم يا ليال .. وباجر نشوف عياله "
" يا سرع السنين .. جنه أمس يوم تجيبين سالم .. واليوم سالم متخرج .. ياو يا الأيام مسرعها "
" ماشاءالله يا ليال .. اللي يشوفج يقول سالم اخوج مو ولدج "


وكلمات لا تنتهي ..
حضـر القريب و البعيـد
بـ جو عائلـي .. وضحكات وتبريكات تبعث بـ السعـادة
سارت بخطواتها حتى جلست بقرب والدتها الفرحـة لـ حفيدها


ليال : ها يمه عسى ما تعبتي من الحريم وازعاجهم ؟
ابتسمت لابنتها : لا ياعمري .. إلا فرحانـه لسالم يا بعد عيني
ليال ركزت بعيني والدتها لتلاحظ ردت فعلها : تدرين يا يمه سالم منو ينطر حتى يبشره بنسبته العاليه ؟
ام عبدالله باستغراب : لا والله مادري عنه .. منهو اللي ينطره !!
ليال : سـنـدس .. يقولي وين خالتي سندس ابي ابشرها واقولها سالم جاب النسبة اللي تمنيتي إنه يجيبها
ام عبدالله وعينيها من خلف "البرقع" تبرز بصدمه : بيبشرها إن شاءالله
ليال : متى ؟ اهي دقت عليكم
ام عبدالله بضيقه : يمه ليال .. صكري ع موضوع اختج .. وانا قايله لج انها تكلم ابوج والاتصالات عندهم صعبه
ليال : أأي .. ما عليه يا يمه .. ما رده المستور بينكشف .. حتى ع بنتكم مستخسرين تشاركونها معاكم باللي خاشينه (مخبئينه) عن الناس
ام عبدالله تدير رأسها بألم وانكسار : عساه ماينكشف هالمستور إلا بكل خير .. ومحنا مستخسرين عليج شي يا يمه .. بس شقول وشخلي
ليال : قولي كل اللي عندج .. يمه انا بنتج .. وسندس اختي .. اختي الوحيده
ام عبدالله : استري يا بنت .. وقومي شوفي ضيوفج .. واللي نبي نعرفه .. بنعرفه بالنهاية ..




بـ الطابـق العلــوي


ابتسمت وهي تخرج من غرفة رهف .. بعد أن قامت بتعديل زينتها .. ولمسات أخيرة من عطرها العربي ممزوج مع عطرها الفرنسي .. لم تتجرأ ع النزول لوحدها لتقابل الحشـد النسائـي .. والأهـم لــيــال .. فـ قامت بطلب رهف لتصعد لأخذها من غرفتها وتسير معها للطابق السفلي ..


لا تزال تتذكر فرحتها .. وعزيز يخبرهـا بأنها معزومة ع حفل تخرج سالم .. ورغبته بتعرفها ع عائلته .. تتذكر أسماء عمانه وعماته وأبنائهم .. خوالـه وأبنائهم .. عائلتـه الكبيــرة بعكسي تماماً .. فـ أنا لوحدي فقط بهذا العالم .. لكن .. لن أبقى كذلك سأتعلق بكَ عزيز بكل قوتيَ .. سأثبت أقدامي بهذا المنزل أولاً .. وادعي ربي أن يرزقني بطفل .. ينيـر حياتي الوحيـدة



أغلقت هاتفها والابتسامـة مرسومة ع شفتيهـا
فرحـة لـ فرحة ابنهـا ..
من يقضي وقته الآن برفقـة أصدقائـه وسـط المدينـة
سارت عائدة لصالـة الاستقبـال لضيوفهـا
وإذا بـ تلك الفتـاة التي تسير عتبات السلم نزولاً
وبجانبهـا رهـف .. رفعت حاجبيهـا باستغراب
يـا تـرى مـن هـيَ ؟
ولـم هـي قادمـة مـن الطابـق العلـوي ؟


وقفـت بـ صمـت
وتفصلهـا خطوتيـن عن نهايـة السلـم
لـ تتحول ملامحهـا للجمـود
هي .. نعم إنهـا هي
ذات الـ 25 ربيعـاً .. من أصبحت تشاركني بـ عبدالعزيـز
هي .. من لا تملـك مواصفـات تميـزهـا عن غيرهـا

ادارت نظراتهـا لـرهف من تحدثت بصدمـه وتردد
رهف : ل لـيـال !!!


وهـا قـد تحققـت اللحظـة المنتظـرة
لـ تلتقي نظراتنـا .. عينينـا
حدقتهـا المنصدمـة والمتـردده
مــع
حدقتـي الجـامـدة والغاضبـة


أصـوات النسـاء المباركـات وضحكاتهـم القادمـة من خلف باب صالـة الاستقبـال
بعكـس الهدوء المحيـط بنـا في الممـر الذي يتوسطـه السلـم المؤدي للطابـق العلوي


رهـف .. صمت يطوقهـا ونظراتهـا تتجول بين الطرفيـن
الطرف الأول .. تراقـب بدقـه كـل تفاصيـل الطرف الثاني
وإذا بالطرف الثاني .. تستسلـم بهدوء للموقف ونظراتها التي تعلقت بالطرف الأول


عـزيـز
هـا قـد تحقق ما تريده
رأيتهـا .. ورأتني
وألتقت الأطـراف .. وأغلقنـا الأبواب المفتوحـة من خلفنـا
لـ نصبـح مكشوفين الآن لـ بعضنـا البعـض


لـــيـــال .. و .. مــهـــا
مــهــا .. و .. لــيــال
ولـ قصتنـا بقيــة




.
.
.



انتهـى
لقائنا القادم كـ العادة بعد أسبوع بإذن الله
كلي شوق .. لقراءة ردودكم
أجعلوها طويلـه مثل طول البارت هع ^_*


اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً