مشهد مقتبس ... من البارت الواحد والعشرين
(أعطاه السماعات .. لبسها الوليد .. بنظره مترقبه .. ومركز بالمعطيات الي عنده ...
تراجع يوسف ... تارك الوليد ...
تحركت أصابع الوليد تضغط ... لجل يستمع ..
احتدت نواظره وهو يسمع .. حواراتهم .. وكلامهم ... كلها مدرجه بالبيانات ... حسه وصوت نجلا ..استمع لها كلها ..مدرك وموقن ان تفاصيل يومهم ظاهره بشكل واضح .. تم يستمع .. بكبت ..محموق .. الين وصل .. لمشكلة الامس ... ضيق نواظره مستمع ... باحتداد انفاس .. كلام عمته حصه وتطاولها .. المربك لنجلا .. تماديها .. اشعل بقلبه نار ..تجدد وتضطرم .. ..والاعتى والامر .. وصوله .. لمنطوقها الشامت .. الي.. افجع .. حس السكون بروحه ..
قطب هدب عينه ... جامده به حتى الانفاس ... وحسها الناشز الموذي .. ينطق .. بهمس .. مفحم .. قاتل ..
(-أصلا انتي جالسه ..وانتي عارفه ولد اخوي مايجيب عيال !!.)
اشتدت مقابض يديه ... بحمق .. صادم لروحه ... وهو يستمع متابع ... حس نجلا وردها ... الملكوم ...
رجفت روحه ... وقت سمع منطوقها ...
)-اطلعي برا بيتي !!! وكل كلمه قلتيها في حقي هذا لانك حاقده !!! انا استغرب شلون تكونين السبب الي فرق امه وابوه وتجين الحين تبينه لبنتك( !!!
..
بهتت نظرته ... بغضب .. مشتده أنفاسه ... قابض الجهاز بليا شعور .. لدرجة ماكمل ... باقي البيانات ... استشار فيه .. الضيق وشي من الاستنكار ..
عمته شلون جرات تعاير مرته بعقمه الي مايعرفه احد !!! وكيف عرفت ؟؟؟ !ونجلا شلون كانت تعرف تفاصيل تخص ماضيه هو مايعرفها !!!؟؟... كل تفكيره تلخبط .. عجز يستحكم نفسه ..رافع يده و خابط الجهاز .. من كم مره ...الين انكسرت الشاشه ..وانعدم كل مافيه ... دخل يوسف ..بعجل ..متهيب حال الوليد الثاير ..
-عسى ماشر ..!!طال عمرك ؟؟؟؟..
مانتبه له الوليد .. مستمر .. يضرب بالمحمول .. بثوره .. مجحفه .. كرر نداه .. له)
.................................................. .................................................. ...
(اشتدت يدينها .. متمسكه فيه ... بنفضه .. تتزايد ... رفع كفه .. محتظن راسها ولامه لصدره اكثر ... تارك ذقنه .. على جانب جبينها .. وش يسوي !!.. شلون يتصرف ... تباينت .. صورها .. قدام عينه ... وهي تقرى عليه بكل ضيق ..يحس به ... قررت روحه بلا شعور .. منتهج خطواتها ..وطريقتها ..معه ... مبتدي بحسه يقرى .. عليها آية الكرسي ... كم تمنى يكون حافظ ايات السكينه .. نفس حفظها واسترسالها ... ضمها اكثر واكثر .. صايبه ضيق ... متتابع ... ووجع ... وده يوقف هالانين الصادر منها ... بدون يسكتها هو ... كاتم حتى أنفاسه ... يقرا بهدووء يعاكس ثوران ضياعه الي تمثل بشوفتها .. الان ...
استمر يعيد ... ويقرا ..وهو يحس .. بخفوت حسها وسكون رجفتها ... وانهزامها ... بوسط محاني صدره الصلب .. ابتدت مشاعر ثانيه غريبه تسكنه .. عقب .. احساسه بهدوووئها المتدرج ..وكن استكنانها .. الهادي .. كما الشرخ .. جرح فيه كل شي!! ابد مايتمنى حسها يخفت ولا يبي جيدها ينزوي مهزوم ..!!! يبيها دوم شامخه .. وقويه يبيها تجابه الكل مثل ماجابهته ووقفت قدامه بدون أي خوف !!! قمعها هو !!ومنعها تأخذ حقها بيدها وبلسانها وشورها !!! محى ذاتها ورفض تدخلها الين خلاها تنضغط وتنكسر بهالهشاشه !! مب مثله هي ولا مثل جلمود احاسيسه هي غير مهرته الاصيله الحره !!! قوية عزيمه وطاهرة روح !!!!كره ضعفها الي تسبب من غيره وبسببه !!مايبيه ابد !!!يبيها اقوى واقسى يبيها مثل قوة عشقه لها ومثل صموده تصمد ..مايدري ليه .. حس بهاللحظه بالضعف والاحتياج .. الي شل كل مافي ثباته ... واخمد كل ثوراته ... بغمضة عين تمت تتوالى صور وتتابع .. ورى بعض بدون توقف ... !!! كثر خوفه عليها تعب ..وكثر الكمد الي يحسه من كلام امه تعب !!! بينهزم قرر خلاص ..لانه تعب حيل تعب !! وين يروح ؟؟ وين يهج بها هالمره وين يختفي !!؟؟ .. ارخى نواظره حاسس بحرارة اجفانه ... وغرابة هدوووؤ صوته .. كل شي اصبح غريب الا هي .. ووجودها معه هو الشي الي يعرفه ومستحيل يتنكر له ويشعر بغرابته ابد ... مانتبه للدمعه الهاربه ..من مدمع عينه ..لكن حس بحرارة جوفه ..الي بتعتلي وتحرق عشانها كل من سهلت له نفسه .. يمسها وهو حي وحواليها وتحت سقف بيته ..!!.... استمر يقرا ... ويكرر المعوذات ... والايات والسور الي حافظ .. .. الين استكانت أنفاسها ... بصمت ... فتح نواظره .. مرخيها .. يم جيدها مبعد يده ..عن راسها .. الي اندس بصدره ..باندفاع... وكن روحها عرفت مكانها الي تحبه دوم ... تم يترقب أنفاسها مستشعر حرارتها برقبته .. مد كفه لكف يدها وحناها .. يتأمل صغرها ومحتويها ...بوسط كف يده ..ثم تراجع بخفه ... ساند نفسه على ظهر الكنب .. ... وساحب اللحاف .. مرتبه حواليها ... مجهد ..للحد .. المتعب والمنهك لاعصابه ... رفع يده يفتح ازرار صدر ثوبه .. واسند راسه ..ساحبها اكثر يمه ..لجل تستكين براحه ... وخفه .. مايبي حتى تفوق وده بهاللحظه يختفي معها من الوجود ... محتاج صوتها وحظنها وحسها الحاني محتاجها حيل ...ارخى نواظره .. ملامس خده خدها المدفون برقبته ... متكلم بثابت الهمس .. الضايج.. المشحون ..
-انتي ..كل شي لي نجلا !!..انتي ثباتي ..وجزاي من الله ..ضيمك الي شفته اليوم والله ماعديه ..نذرٍ علي ان ماخذت حقك منهم !! ..لأترك المشيخه .. واتبرى من هالقبيله باللي فيها !!!..
احنى مبسمه لاثم .. طرف خدها بثبات .. مستشق ..شذى بشرتها المسكي و المسكر له .. مغمض نواظره ...بتوهان ..ضعيف ..مكسور ..
يكره كل ضعف فيه وقادر انه بدفن كل كسر عاشه !!؟؟ الا الضعف الي يجي قدامها وبين أيديها ومعها !! عمره القليل الي عاشه وياها مااستعر منه ولا حتى كرهه حتى لو بالبدايه حاربه واستهجن وجوده !!..ضعفه وحاجته لها يلمتس فيه قوه تلملم كل شتاته وضياعه ..
تراجع ..متساند ... مقرر .. ومهدي نفسه .. عشانها .. بين ايديه ... شاعر بانفاسها الدافيه .. تهدي كل هيجان .. غاضب معتليه ...
لمها مقربها الين .. تلامست شفايفها .. منحنى رقبته ..مثلها هو يحتاج وجودها وقربها يحتاج تلامس بشرتها لبشرته يحتاج يتنفسها لجل تطيب أنفاسه الضايجه وتستكين يبي وصلها العميق لجل يندفن فيه يبي تحتوي باشراق روحها وهمساتها انين روحه الي انكسرت اليوم شد مبسمه ضامها اكثر واكثر واكثر ..بخفه تعاكس عمق القهر الي يعيشه الحين ..مدرك ان كل الوجع يهون دامها معه ..وبين ايديه ... حتى الجروح تهون ..وحتى الضياع يهون وكل شي يهون .. ويصبح بسيط ..دامها معه .. ومرتبط وجودها فيه ...)
انتهى الاقتباس ...