عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-21, 12:56 AM   #7699

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الجزء الثانى من الفصل السابع والخمسون المشاركة "3"

كان الوقت يقارب منتصف الليل عندما لاحت أخيراً أنوار العاصمة المتراقصة بإغراء للنفس أن يغرق فيها ولو لليلة، يتوه بين خمرها المسكر.. علّ شيء من ألم روحه يخف، وحمله الثقيل ينزل عن أكتافه..
اشتدت سلاميات راشد على المقود بينما فمه يتقوس بغضب مكتوم, متذكراً النظرة الوحيدة التي منحتها له عندما عرض على أدلين التي لم تحتاج للطلب أن يوصلها بنفسه ..
"قاسية.. غبية" تمتم من بين أسنانه، وهو يرنو بنظرة خاطفة نحو مرآة السيارة ..مدركاً الآن أن طريقه وجوشوا الذي كان يقود خلفه قد افترق.. إذ أن البروفيسور يثق به ثقة لم يجدها من أي أحد من أفراد عائلته الذين اسودت وجوههم عندما همّ بالانصراف..
لقد تركهم هناك يبيتون ليلتهم ..كما كان ينوي طبعاً طامعاً بليلة أخرى يقضيها تحت سقف واحد معها هي وابنه ..حتى وإن كان اتفق مع أنسبائه أن يقضوا ليلتهم بالسهر خارجاً ويتركوا المنزل للنساء حتى يتصرفن بحرية ..ولكن كل شيء تبدد بعد هذا اليوم الطويل الكئيب، الذي ملأه بالقهر والغضب ..غضب حارق لا مثيل له.. كل أفعالها وردود أفعالها كانت في كفة، واليوم كان بحسابات أخرى تماماً..
لم يستطع البقاء دقيقة واحدة معها في مكان واحد يجمعهما إذ أنه يقسم إن أكمل هذه الليلة.. ما كان شيء ولا أي قوة بالعالم ستمنعه من تحطيم رأسها لقطع صغيرة ثم لملمته ببساطة.. وإعادتها لعصمته رغم أنفها المتعجرف ..
بالطبع جوشوا ونزار فور رؤية انسحابه مع الأميرة ..اكفهرت وجوههما ولم يقدرا على البقاء.. ربما جوشوا تفهم تماماً دوافعه وطبيعة أخته.. لكن الشاب نزار كان أكثر اندفاعاً بل بالواقع كان على وشك ضرب عمته بكل رعونة بعد عرضه أن يوصلها بنفسه لأي مكان ولكنها رفضت.. من الجيد أن والده سيطر عليه ولا يعرف الحقيقة كيف ..ولكن من الجيد أن اليوم انتهى بغير ضحايا ..إن لم يَعُدُّ قلبه طبعاً ..
:-"النساء في عائلتك مريبات بصراحة"
رد راشد ويده تحرك ناقل السرعة: "كان يجب أن ترينهم على طبيعتهم"
قالت أدلين بنبرة تصنعت فيها القلق: "لقد أخافتني طليقتك قليلاً.. ولكن لا بأس يمكن التعامل معها ببعض اللطف المقابل"
تنهد راشد ولم يرد ولم يلتفت إليها حتى ولكنها تقسم أنها رأت ابتسامة خفية مريبة تتراقص على فمه الشهي..
تكلمت أدلين من جديد: "ابنك لذيذ للغاية ..ولكن أظن أني سأحتاج وقتاً لكسبه"
ما بال هذه المجذوبة تتحدث وكأنه عرض عليها الزواج بالفعل أو كأنه أخذها لتتعرف على عائلته؟! هذا ما كان ينقصه.. يقسم أنه لم يعد يحتاج حتى لقشة فوق حمله..
وجّه راشد رأسه نحوها أخيراً ثم قال ببساطة ووضوح: "لم آخذكِ لتتعرفي عليهم أدلين"
رفعت أدلين ذقنها بغرور ثم قالت بنبرة باردة: "ماذا كان الهدف إذاً؟"
قال راشد بنفس البساطة: "أن أريكِ أنه لا يمكنكِ أن تكوني جزء من الصورة بأي طريقة، عائلتي مكتفية بكل فرد فيها ولم يعد هناك مجال لأي فرد غريب"
تصلب وجه أدي وهي تنحني نحوه قليلاً ثم سألت بنبرة كانت تأكيداً أكثر منها استفساراً: "ستخرج منها إذاً متحرراً لنصنع صورة خاصة بنا؟"
كانت ملامح راشد خالية من أي انفعال عندما قال بهدوء شديد: "أنا من فصيلة الضواري يا أدلين ..والوحوش إن تركت بيئتها الطبيعية ومملكتها في الغابات الموحشة يصبح مكانها الأقفاص وترويض السرك ..هل ترين بي أي مبشر يجعلني صالحاً لتسلية الناس ثم الموت بخزي؟"
ضغطت أدلين على شفتها السفلى بقوة ثم قالت بخفوت: "لا أظنك من النوع الذي يخضع لكرباج مروض"
سكنت عينيه ابتسامة خطرة ناعمة ثم قال: "إلا أنه يمكن ترويضي برضاي الكامل من شريكة قوية تمتلك روح النمور"
نظرت إليه بعينين خضراوين متشددتين ثم قالت: "إلا أني أحمل روح الإسكندنافيين ..أليس هذا يفوق ذكاء هوجاء الوحوش؟"
رفع كتفيه ثم قال: "ربما ..لكن الروح وما تهوى"
أحست أدلين بذلك الدوار الغامض يعود يلفها من جديد يجعلها تتخبط في مهب الريح ..وهي ترفض بكل قواها أن تلعب في منطقة لا تعرف إلى أين تقودها لذا قالت بوضوح شديد: "إذاً أنت تتلاعب بي يا راشد لإثارة غيرتها"
هز رأسه وهو يردد باستهزاء: "أتلاعب ..وإثارة غيرة!"
جزء أنثوي دفعها لتقول بنبرة أشبه بالتوسل أن لا يخيب أملها: "ماذا عليّ أن أفهم إذاً من كل هذا, من اليوم بالذات؟"
كانا قد وصلا بالفعل لمكان إقامتها لذا أوقف السيارة في مكان جيد بعيداً عن باب الدخول حتى يتاح له ما يريد قوله براحة..
التفت إليها يواجهها بالكامل ثم قال أمام نظرة الأمل في عينيها: "أنا لم أمنحكِ أي أمل يا أدلين ..لم أتلاعب بكِ بأي طريقة، أنتِ من قدمتِ عروض لم ألوح لمرة واحدة أني قد أتقبلها"
رفعت له عينين كالزجاج وهي تقول بوضوح: "ولكنك لم ترفضها، الشهور الماضية أكبر دليل على هذا ..اسمع يا راشد لقد أخبرتك أني امرأة صريحة جداً، لذا أنا أعلم أنك لم تتخلص من معاناتك مع طليقتك.. ولكن..."
صمتت فحثها أن تتابع وهو يقول بخفوت: "لم أمنحكِ أي شعور يدفعكِ لرسم الأحلام"
قالت أدلين بابتسامة اهتزت أخيراً وخلت من الثقة: "لم أعني هذا تحديداً ..قصدت أني ربما توقعت أنك بالفعل تقاوم للخروج من مأزقك معها"
تنهد راشد وهو ينظر للبعيد ثم قال بنبرة بطيئة: "احتراماً لأخيكِ فقط، سأكون صريحاً معكِ أنا الآخر لننهي هذا الأمر والآن"
ابتلعت ريقها الجاف ثم قالت: "سأقدر صراحتك ولن تجد من جانبي إلا كل تفهم واحتواء"
تحركت عضلة جانب فمه لم تفهم سببها ثم قال أخيراً بنبرة متشددة: "هي ليست طليقتي كما كررتها مراراً, ما يربطنا أعمق من أبعاد كلمة منفرة على قلبي.. هي أم بني وابنة عمي.. المرأة الوحيدة التي أحببتها، وما أنا أكيد منه بعد كل ما مررنا به أني لن أعشق سواها"
لم تقبل أدلين حتى أن تتفهم كما ادعت ما يقوله لذا نطقت بنبرة ناعمة خبيثة: "أخبرتك أيضاً أني لا أصدق هذا العشق الحصري"
نظر إليها وهو يضيق زوايا عينيه ثم قال بجفاف: "صدقي إذاً ..لترتاحي وتعفيني من هذا الحرج ..حتى اللحظة أنا أحسب حساب لثقة أخيكِ.. ولكن لا أضمن إلى أي وقت سأحتمل.. فالتحمل ليس من عاداتي سموكِ"
قالت أدلين بصوت أخذ بعض الحدة: "هل تحاول أن تنفصل عني خوفاً من تأثيري عليك.. هيا راشد أنا أعرف جيداً ماضيك كله، كما لن تخفى عليّ كامرأة نظراتك التقديرية لـ... دعنا نكون أكثر تهذيباً وأقول فتنتي"
نفخ بنفاذ صبر ثم قال بتماسك: "لن أنكر أنكِ أثرتِ على النظرة الذكورية بداخلي"
اختفت الحدة وهي تنظر إليه بنظرة مسكرة راضية ..إلا أنها انمحت سريعاً حين قال بنبرة جافة مستهزئة: "لكنها ليست شيء مميز، فالجمال ملقى على الأرصفة.. وفي وضعي تحيطني الفتنة الرخيصة من كل جانب، لذا إن كنت نظرت إليكِ مرة أو اثنتان ..وهذا لم يحدث يا أدلين أطلاقاً ..ولكن دعيني أخبركِ عزيزتي أن الأنسان الجائع يقبل بأي وجبة رخيصة مهما كانت سُمّيّتها ليسكت جوعه.. ثم بعدها يذهب لأي طبيب ليعالج نفسه ..وبعدها يتعلم درسه أن لا يقبل بمنتجات الطريق وإن تعلق الأمر بحياته"
غضبت وهي تقول بنبرة وحشية: "الزم حدودك، أنا لا أقبل بأن تتحدث معي بهذه الطريقة"
لم تهتز عضلة في وجهه وهو يقول بقرف: "أنتِ من بدأتِ"
شحبت أدلين ..وهي تمرر يديها على كتفيها العاريين ..ثم عمّ صمت نسبي بينهما قبل أن تقطعه وهي تقول بنبرة متماوجة: "هل أعتبر هذا خط النهاية؟"
قال راشد بهدوء: "لم أعدكِ ببداية.. وذرة احترام متبقية لديّ تجاهك هي ما دفعتني لأن أضع حداً لما يحدث"
ولكنها لا تريد احتراماً ..لا ترغب في اعتذار باهت.. ما زالت تنظر إليه بشعور مختلط.. تفتقد حلماً أوهمت نفسها به في الشهور المنصرمة.. هي لم تعتد الهزيمة مطلقاً ..لم تكن أنثى رخيصة تطارد رجلاً, لطالما طاردها من هم أوسم منه وأكثر جاذبية حتى أنهم أعلى مكانة اجتماعية ..إن قارنت نسبه العادي بالأمراء ذوي الدماء الملكية الذين طلبوا ودها.. ولكنها تريده هو لا غيره ..ترغبه حتى وإن عنى امتلاكه وقتاً قصيراً..
:-"وإن رفضت اعترافك البارد ..وإن أخبرتك أني ما زلت أملك لك رحاباً بداخلي يبرد نيران غضبك ..ويسكّن كل ما تشعر به من إحباط ..لماذا ترفض إنسانة مستعدة للتضحية من أجلك ..لأجل أخرى لا تراك في صورتها؟"
فرك راشد جبهته بأصابعه شاعراً بالتعب حقاً ..تعب ينال من كل دوافعه وإرادته ..إلا أنه قال بصبر: "لأني لست على استعداد لأن أخرج من الصورة التي رأيتها اليوم، هذه العائلة بأكملها ملكٌ لي, إرثي الذي لن أفرط فيه من أجل أي متع شخصية فانية ..هل هذا يعد سبباً مقنعاً كفاية ..إن كانت الأنثى بداخلكِ ترفض الإقرار بهزيمة أمام أخرى لم تكن غريمة بالأساس"
قالت نافرة: "أنا لم أعتبرها غريمتي"
قال ببطء شديد: "أنتِ لا تليقي لأن تكوني غريمتها"
حدقت به أدلين بنظرة مليئة بالغضب والنار الإجرامية: "تبالغ!"
قال بقوة: "أصف حقائق"
عم الصمت من جديد بينهما ..وبوادر الانسحاب بالهزيمة بدأت في احتلال ملامحها ..تشعر بألم غير محتمل للإهانة التي عرضت نفسها لها.. ولكنها رغبت في شيء واحداً انتقامياً, شيء تجيده أي أنثى، تذكار صغير تتركه ببصمة لا تزول عنه قبل الأخرى ..رداً لإهانته.. وهو في هذه اللحظة برائحة الغضب الذي يملؤه، بالحقد الذي يتفاقم بداخله، بالنار التي رأتها تتأرجح بينه وبينها في حرب مشتعلة بالأقواس الحربية.. كان هدفاً سهلاً للغاية ..هدف لن يصعب هذه المرة قبوله بشيء يسد جوعه الذي لوح به بالسابق ..هل قال وجبة سامة؟ لا بأس تستطيع أن تكونها لمرة واحدة ..حتى وإن لم تتنازل لفعلها بالسابق ..ولكن نار أنثاها الثائرة معمية وبشدة ..لمست كتفه دون مقدمات ..لمسة كانت كفيلة لترى اهتزاز في دفاعاته، لمسة تحولت لتمرير ناعم على ساعده المكشوف من قميصه القطني ..ثم قالت بنبرة شديدة النعومة: "أخبرتك أني سأتفهم، لذا أنا شاكرة لأنك لم تتلاعب بي للنهاية ..ولكن لي طلب أخير عندك.. أتمنى أن لا ترفضه"
لم يحاول دفعها أو إبعادها بل تركها تماماً تقترب كيفما ترغب ..ثم قال بهدوء: "أطلبي ما تريدين"
أمام نظراته المراقبة قالت بنبرة خافتة: "أريد أن أشرب معك فنجان قهوة أخير.. كهدية وداع"
ظل راشد ينظر إليها طويلاً ..طويلاً جداً وشيء في وجهه يتغير، شعور بداخله ينازع حتى أعلن هزيمته ..عندما راقبته مبهورة يهبط من السيارة ...ثم يلتف ليفتح لها الباب وهو يمد لها كفه لتستند عليه.. ثم توجها نحو الفندق مترافقين غير مصدقة للحظات أنه قبل فعلاً بكل هذه السهولة ..وهي ستقدم على ما نوته من امتهان لنفسها لإنهاء الطريق معه أو أمل أخير قد. ينجح بالنهاية ان تخسر شيء ....
..وبالنسبة له هو اليأس يدفع الأنسان بالنهاية لفعل أشياء ما كان يتوقع أبداً أنه قد يضعف من جديد ويفعلها ..أن يقضي على سنوات طويلة من التوبة..
أمام باب الفندق وقبل أن تخطو قدماه نحو التفاحة المحرمة التي سيقضمها من جديد ويخرج من الجنة بأبدية.. كان يلتفت إليها آخذاً نفساً مرتجفاً متضرع حسن الغفران.. ثم قال بجمود مسيطر على ملامحه السلطانية ""نسيت إخبارك طوال هذا الوقت يا أدي ..أنا لا أحب القهوة، بل أفضل الشاي الثقيل الذي يغلي على الجمر"
*********............
يتبع الأن


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس