عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-21, 07:51 PM   #146

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

" الفصل الرابع عشر "

تجمع الحاضرين في نهاية الخطبة حول الطاولة التي جهزت خصيصا بواسطة دمج طاولات صغيرة كي تكفي العدد الحاضر ليقدم لهم العشاء وكانت تميمة وجسار على رأس الطاولة الطويلة التي بدأت الاطباق في الرص عليها..
يحاوطهم الاصدقاء والاحباء الذي تطوع بعضهم لنقل الطعام من شقة تميمة للسطح
تميمة التي تجلس بجوارة بقلب خافق، تستمع لضحكته الرجولية ومزاحه الوقور، حنانه المتدفق على ريما الجالسة بجواره، فتتمنى ان يمسح بكفه تلك ايضا على رأسها، يطمئنها بالقادم.. ولكن ماذا عساها تفعل فإن الحب رزق وهي لم ترزق به معه، ولكن يكفيها ما يفعله معها من اجل اسعادها.. لن تطمع في الحصول على قلبه ايضا

- هل بردتِ؟
افاقت من شرودها على سؤاله الخفيض، انفاسه القريبة وكأنه يدفئها بقربه دون قصد.. لتهز رأسها بالنفي فيعاود النظر ليديها التي تفركهما قائلا
- اذا لماذا تفركين يديكِ؟
- ‏احب فعل هذا
اجابته بحرج وهي تفك تشابك يدها من بعضهما.. لينظر حوله كي يتأكد من ان لا احد يتابعهم بنظراته هامسا وهو يقرب كفه من كفها
- اذا تلك اليد مكانها الحقيقي بين يداي
وامسك بكفها لتسحب كفها سريعا هاتفه بإعتراض
- جسار
لينظر امامه بعدما ناظرها بطرف عينيه كاتما ضحكة اوشكت على الخروج بينما اشتعل وجهها خجلا وهي تتظاهر بالنظر لمن يضعون الطعام امامهم فسمعت صوت امها القائل
- ليجلس الجميع في مكانه
ووجهت نظرها لابنتيها قائلة
- احضرا باقي الاطباق يا بنات..فلتبدأوا بالاكل وليبارك الله في طعامنا وشرابنا واتمنى ان يعجبكم الطعام

بدأ الجميع في تناول الطعام والثناء عليه، لتقطع والدة ضي قطعة كبيرة من البطة المتواجده امامها وتعطيها لبسام الذي ناظرها بإمتنان قبل ان يقول بمشاكسة وعيناه تناظر ضي التي تتلاعب بالطعام في طبقها
- شكرا لكِ يا خالتي، لم تنسي عزيمة البط كالبعض
- ‏مَن قال اني نسيت، انت الذي تتحجج بالعمل دائما
رد كوثر الذي اوقع قلب ضي وهي تناظرهم بزعر، فلقد طلبت منها والدتها عزيمته اكثر من مره ولكنها تخجل من القول وبأي صفة ستقول، لقد اعتقدت انها مجرد مجاملة قيلت ولن يقابل والدتها مره اخرى.. ولكنه القدر
- نعم، نعم.. انا الذي نسيت بالطبع
هتف بها بسام بمكر وهو يناظر ضي التي خفضت وجهها لطبقها لتسمع صوت أيهم القائل
- في الحقيقة الطعام لذيذ للغايه وخاصه المحشي
- ‏لقد اشرفت عليه اخلاص بنفسها.. فمن بين يديها ستتذوق افضل محشي على الاطلاق
وضعت اخلاص طرف وشاحها على فمها كعادتها عندما تخجل من اطراء احد لتهتف قائلة لكوثر
- سلمت يداكِ يا أم ضي والله لولاكِ ما اكتمل شيء
- ‏في الحقيقة طعمه افضل من خاصه مطعمنا
هتف بها بسام بإعجاب لينظر له أيهم الذي هز رأسه قائلا وكأنه يقرأ افكاره
- سأقترح اقتراحا ولكِ مطلق الحرية في الموافقة او الرفض

نظر له الجميع بإهتمام وخاصه تلك التي تناظره بحزن منذ بداية الطعام فقد كانت تجلس قبالته بجوار بسام
- ما رأيك في مشروع صغير كتحضير طعام منزلي وتغليفه ويأخذه المشتري على الطهي فقط.. هذه المشروعات ناجحة للغايه هذه الايام وقد لاقت رواجا كبيرا على مواقع التواصل.. يمكنك التفكير فيه وانا اول المشترين لمطعمي فمؤخرا وصلتني بعض الشكاوي واجد ان هذا الطعم الذي اتذوقه لن يختلف عليه اثنين
- وانا سأمول هذا المشروع في بدايته حتى يقف على قدميه
كان هذا صوت جسار العالي لتتهلل اسارير اخلاص بفرحة غامرة وهي تنظر لتميمة، فبعد خطبتها كانت خائفة بحق.. ستتزوج من كانت تساعدهم في تدبر امور معيشتهم، حتى انه سيكون عيبا ان اعطتهم راتبها بعد الزواج هذا وان عملت.. طرفت عيناها للسماء قبل ان تعود للجميع، كان بداخلها يقين ان الله سيدبر امرهم لذلك قالت بسعادة
- وهل يحتاج الامر للتفكير، انها فكرة رائعة وان زادت الطلبات سأستعين ببعض الفتيات الذين يحتاجون للعمل، أليس كذلك يا كوثر
امسكت كوثر بيدها قائلة
- بالطبع معكِ في كل شيء

عناق ايديهما المجعدة وازى الكثير لدى الجالسة هناك، تراقب الجميع من بعيد وتخشى الكلام، غصه خانقة تجتاح حلقها بعد رؤيتها لكل علاقة صداقة لم تنجح هي بتكوين واحده فقط طوال سنوات حياتها.. لذلك ارتشفت بعض من الماء من الكأس المقابل لها لتهتز يدها دون ارادتها وهي تضعه مره اخرى على الطاولة لتمسكه معها يد اخرى.. نظر لها ليجد بعيناها تلك النظرة المفقودة التي تؤرقها
في الحقيقة تؤرق الجميع.. فالصداقة كنز وان حصلت على صديق فكأنما حصلت على اخ لم تلده امك.. بل يمكن ان يكون افضل منه دائما يقول هذا لاصدقائه
لذلك حاولت الانشغال بالطعام امامها بعدما اخفضت عيناها للطبق لتستمع لصوته القائل
- هل اعجبك الطعام؟
شعور الاستنزاف الذي تعيشه الان لا تود معه الحديث، وخاصه معه.. لذلك هزت رأسها دون معنى لترد بسؤال هامس
- هل يمكننا الذهاب الان
- ‏حتى ينهي الجميع طعامه سنذهب
لتهز رأسها مره اخرى متطلعه في طبقها بصمت لتسمع بعدها صوت اخلاص الموجه لها هي وعمتها
- لا يعقل هذا.. لم تأكلا شيئا، ألم يعجبكم الطعام ام ماذا؟
ردت فريدة بإبتسامة متسعه قائلة بصدق
- سلمت يداكِ ويد كل من شارك، الطعام رائع بحق
بينما همست همسة بصوت خفيض
- الطعام جميل بشهادة الجميع
لتتسع بعدها ابتسامة اخلاص وهي ترمق الجميع بسعادة واضعه امامهم المزيد من الطعام، فهي تشعر بالشبع الان حد التخمة.. يكفي انها اطمأنت على تميمة الحبيبة في عصمه رجل كجسار الذي وصلت إليه لتتكئ بيدها على ظهر مقعده قائلة
- اريدك ان تنهي كل هذه الاطباق يا عريس
ليلتفت لها قائلا بإبتسامة
- من عينايّ يا امي
لتتسع ابتسامتها وهي تهتف بسعادة
- يشهد الله على ما في قلبي وانني اعتبرتك كإبن لي منذ اول مرة دخلت فيها بيتنا
- القلوب عند بعضها يا امي
فشيعته بإبتسامة لتتحدث بهمس مع تميمة في شيء ما.. بينما اخذ هو يتحدث مع فريال الصامتة منذ جلست ويشاكسها ببعض الكلمات حتى ضحكت في النهاية وختم حديثه بقول
- عندما تتخرجين ان شاء الله، عملك محفوظ، فلدي صديق يعمل في صالة ألعاب كبيرة وستكون فرصة جيدة لكِ
لتهتف فريال بحماس لفت انظار الجميع
- حقا.. هل تتحدث بجدية
- ‏بالطبع يا بنت نحن رجال افعال
قالها بصوت متضخم وهو يهز رأسه لتضحك ريما كعادتها عندما تستمع له ليضحك معها ليسمع صوت سلسبيل التي تتصنع الضيق
- واين عملي انا ايضا؟
- ‏ركزي في دراستك اولا وحينما تتخرجين لنا حديث اخر
- ‏سأعتبره وعد
قالتها وهي ترفع سبابتها امام وجهها ليقلد حركتها هاتفا
- وعد
ليشعر بتلك اليد التي تعلقت بذراعه في جلستها.. فناظر يدها التي تتعلق بذراعه اولا لتصعد نظراته إلى عينيها التي ترمقه بها.. اقشعر بدنه من نظرتها التي تتحدث، تلك التي تقول انت لي، تلك التي تغار.. هل تغار حقا من اختها؟ ام انه يتوهم، ام انه يتمنى ان تغار حقا عليه من اي احد
ليقطع تواصل اعينهما صوت إياس القائل
- سنستأذن نحن الان.. فعمتي ترغب بالنوم
تفاجأت فريدة من قوله هذا لتصدق على حديثه بردها
- كان من المفترض ان اكل في الحلم الان
ليضحك الجميع بينما وقفت همسة لتودعهم بحديث مقتضب وقد نظرت مره اخرى لهذا الترابط الذي تفتقده

- لماذا لا تأكلين
كان هذا صوت بسام الذي اخرجها من شرودها لتلتفت له غزل قائلة
- شبعت
- ‏وكيف حدث هذا مع غزل التي ستأكلني شخصيا في احدى المرات
إلتوت شفتيها بإبتسامة مقتضبة لتنظر امامها فجأه لترى عيناه التي كانت تنظر للتوأم اخوات تميمة
اشتعلت النار في صدرها دون سابق انذار لتنبئ بحريق مشتعل سيأكل الاخضر واليابس
فأخذت تفتت الطعام امامها بعصبية بالغه حتى سمعت صوته القائل
- يمكن لغزل ان تروج لصفحتكم في البداية، فلديها الكثير من المتابعين
رفعت رأسها بإستفهام ليفسر قوله
- انهم يتناقشون من اجل صفحة الطعام وكيف سيجذبون الناس فأقترحت ان تنشريها لديك في البداية
- ليس لدي مانع
ردت بهدوء لتسأل سلسبيل بفضول
- وماذا تنشرين في صفحتك
ليقول بسام بفخر واضعا ذراعه على المقعد خاصتها من الخلف
- ابنه خالتي كاتبة مشهورة
- حقا! لم اراكِ على وسائل التواصل مطلقا
كان هذا صوت ضي التي شاركت هي الاخرى في الحديث من شده غضبها وهي ترى تقربه الحميم من قريبته.. نهرت نفسها بعدما لاحظت احمرار وجنتي الاخرى التي ردت بحرج
- لا ارغب في الظهور الان.. حتى تطبع اولى كتبي
- ‏ما اسمها اذا
- ‏صاحبة اغصان الزيتون، نشرتها إلكترونيا اول الامر وحينما لاقت رواجا حدثتني دار للكتابة من اجل طباعتها
صرخة دهشة انطلقت من حنجرة سلسبيل التي وضعت يدها على فمها قائلة بغير تصديق
- هل انتِ غزل تلك، هل انتِ حقا، لا اصدق انني اجلس مع كاتبتي المفضلة الان
تلونت وجنتي غزل بالاحمر القاني وكادت ان تنفجر من فرط خجلها وحرجها امام الجميع ونظرات سلسبيل التي وقفت من مقعدها وتوجهت إليها قائلة
- انا من اشد معجبينك، سنك صغير على عقلك الكبير.. انكِ تدخليني في عالمهم سريعا حتى اظن انني جزء منهم، انا حقا لا اصدق
تلعثمت غزل بقول بعض عبارات الشكر لتهتف بعدها بتوتر
- لذلك لا ارغب في ان يعرفني احد فلا استطيع الرد على كلماتكم ابدا
وابتسمت بعدها لتخرج سلسبيل هاتفها قائلة
- هل يمكننا إلتقاط صورة اذا؟
- ‏بالطبع
اجابتها غزل سريعا بالرغم من حرجها لتهتف اخلاص بتوبيخ
- اتركيها يا سلسبيل لتنهي طعامها اولا.. فليوفقك الله يا ابنتي
ابتسمت لها غزل بخجل بعدما جلست مره اخرى على مقعدها بوجه شديد الاحمرار اضفى على فتنتها الكثير، لترصد هي نظراته تلك المره بعينيها وتهتف قائلة دون تفكير بصوت خرج عاليا بعض الشيء من شدة انفعالها وحرجها
- ما رأيك بما اكتبه يا أيهم
- القراءة ليست من هواياتي.. ولكن بما ان لديكِ الكثير من المتابعين اذا فأنتِ جيدة
كلماته العفوية التي تفوه بها وجد صداها في عينيها التي خفت بريقهما السعيد ليتبدل بأخر منزعج حزين وتتزين شفتيها بإبتسامة باهتة رمقت بها الجميع قبل ان تمسك بكوب عصير لتنشغل به.. ماذا يفعل في نفسه التي لا تجيد المجاملة، بل التي لا تجيد الحب

بعد قليل
رحل الجميع ولم يبقى سواهما في صالة منزلهم الداخلية البعيدة عن الغرف التي يتم تنظيفها
تجلس على المقعد المقابل له بخجل اعتراها فور وجودهما معا.. فلقد اخذ بسام ريما لوالدها في يوم اجازته كالمعتاد بينما اخذ أيهم غزل لمنزلها
تنحنحت بحرج واخذت تدور بعيناها في المكان وكأنها لم تحفظه طوال عمرها حتى سألته بعفوية
- هل تذهب ريما لوالدها كل اسبوع؟
قطعت سحر اللحظة التي يتأملها فيها بسؤالها ذاك ليجيب بإقتضاب
- نعم
- يبدو انها تحبه
قالتها بسرعة ليرفع احد حاجبيه قائلا
- بالطبع.. انه والدها
ابتلعت ريقها بحرج ونظرت ليدها ليزداد احمرار وجنتيها وهي تفرقع احد اصابعها لتنظر له سريعا حينما سمعت ضحكته هاتفه بإنفعال
- لماذا تضحك الان؟
خفتت ضحكته لتبقى ابتسامته التي تزين وجهه ليجيبها بصوته الذي تعشقه حينما ينفرد بها وكأنه لحن حب لا يخرج سوى في حضرتها
- ‏الاستاذة تميمة.. صاحبة الشخصية الفولاذية الصلبة امام الطلاب ترتبك من طرح واجابة بعض الاسئلة امامي
اغمضت عيناها لدقيقة وهي تشعر انها على وشك البكاء لتفتح عيناها سريعا قائلة بتلعثم
- الامر ليس هكذا.. انني فقط.. انا
اوقف حديثها بوضع يده امام شفتيها التي لم يمسهما بكفه، فقط نظرة عيناه لهما كانت كافية لتخفض عيناها دون حديث وجميع اطرافها لا تشعر بها.. فإبتلع هو ريقه قائلا بصعوبة
- متى سنعقد القران
ازداد احمرار وجهها بشده حتى شعرت انه سينفجر من الحرارة المنبعثة منه ودق قلبها بعنف لم يتحمله صدرها لتجيبه بصوت ضعيف ومازال وجهها منخفضا
- عندما نتأكد من قرارنا.. اي اقصد عندما..عندما
- حسنا فهمت فهمت..لديكِ اجازة غدا.. أليس كذلك؟
تنفست بهدوء عندما غير مجرى حديثه لترد بعدما نظرت إليه
- نعم.. لدي يومان بالاسبوع
- ‏جيد
- ‏سأعمل بعدما نتزوج مثلما اتفقنا
قالتها بتوجس وكأنما تخشى ان يغير رأيه ليبتسم قائلا
- لكِ كلمتي الاولى يا استاذة
- ‏انت فقط تعلم.. انا احب عملي هذا اولا لانني اشعر ان به رسالة كبيرة يمكنني تقديمها.. وثانيا لان والدتي واخوتي يدرسون وهم بحاجه للمال
قالتها بتعمد كي لا يوبخها فيما بعد عندما تعطيهم راتبها.. فلقد كان هذا جزء من مخاوفها السابقة وهي ان تتزوج رجل يطمع في مالها حتى وان كان لديه اضعافه ولكن مواقفه واجاباته تنزل على قلبها فتمنحه السكينة
- ‏بالطبع اعلم وهذا مالك انتِ تتصرفين به كيفما تشائين.. وانا يمكنني الم....
قاطعت حديثه بنظرة عيناها اللائمه مع قولها الحاسم
- قد تحدثنا في هذا الامر مسبقا، بالطبع لا.. وامي لن توافق ابدا كما اخبرتك هي.. يكفي انك ستساعدها في هذا المشروع الذي لا اعلم مدى صحته
- انه مشروع رائع ان تم ادارته جيدا وربحه مضمون ان شاء الله
لتومئ برأسها دون رد متطلعه في طبق الكعك امامه لتأخذه من على الطاولة وتعطيه اياه قائلة
- لم تتذوقه
لامس اصابعها وهو يأخذ منها الطبق بمكر لتزجره بنظرة اوشك فيها وجهه على الانفجار من الضحك.. لتستمع لضحكته التي انعشت قلبها واتت على اثرها فريال التي هتفت بشقاوة
- اضحكاني معكما
لملم هو ضحكته لينظر لها بإبتسامة لتوليه وجهها بحنق فنظر لفريال قائلا
- رد فعلها ونظرات عيناها تقتلني من الضحك
لتبتسم فريال مؤكده على حديثه
- انها هكذا دائما.. لم تراها حينما تنزعج، نظره عيناها تكاد ان تقتلك وانت في اعلى مراحل غضبك
- ‏فريال
هتفت بها تميمة بعصبية لترفع فريال كفيها بإستسلام قائلة
- استسلمت.. سأذهب انا
- ‏انتظري
قالها جسار لتنظر له بإستفهام ليكمل حديثه قائلا
- اريدك ان تذكري تميمة بتصوير فستانها هذا
لترد فريال وهي تفتح هاتفها
- صورتها الكثير من الصور
- ‏لا.. الفستان فقط وبعض التفاصيل خاصته
عقدت تميمة حاجبيها لتسأل بإستفهام
- لماذا؟
ليرد بلامبالاه وهو يأكل قطعة من الكعكة
- اريده في امر ما
لترفع فريال كتفيها قائلة بعدم فهم
- حسنا.. ان كنت تريد هذا فلنفعله دون سؤال
- ‏انظري لاختك العاقلة
قالها بمشاكسة لترفع احد حاجبيها بتحذير ليرد بإبتسامة بعدما ذهبت فريال
- ولكنني افضل المجانين
لتلملم هي ابتسامتها التي اوشكت على البزوغ معترفة.. انها وقعت في حب هذا الرجل وعشقت كل تفاصيله

________

" هو انتي ليه بعيده كده؟
بصحي على صورتك وانام.. والقاكي ينساني الكلام
أرسم أمل يبقي سراب.. وأحلم بفرح ألقاه عذاب
وانده يجاوبني الصدى "

تتابعت كلمات الاغنية وعيناه تلتهم تفاصيلها من خلال المرآه الامامية.. قلبه يؤلمه.. قلبه يحبها.. وقد اعتقد في وقت ما انها تبادله ذات الشعور.. وكأنها لوحة مرسومة لا يمل من النظر إليها وانعكاس الاضواء الخافتة يلمع في عيناها الخضراوتان، وشعرها المتطاير يضفي المزيد من الرقه عليه وكأنها تحتاج للمزيد.. إلتقت عيناه معها تلك المره لتتصنع الاعتدال في مقعدها الخلفي وهي تنظر لعمتها التي قطعت صمتهم بسؤالها
- كيف حال العمل معكما؟
ليرد موزعا نظراته بين عمته والطريق
- ثقيل بالطبع يا عمتي وخاصه انني اثقل على همسة بالكثير
- ‏انا معتادة على هذا
اجابته بسخرية ليحرجها بقوله
- لانني اثق بها
فنظرت مره اخرى لنافذة السيارة دون رد لتجيب عمتها
- ‏فليبارك الله لكما.. انتما بالنهاية كالاخوة
قالتها عمتها بمكر لترى صدى كلمتها في وجهه الذي تجهم ولكن ملامح همسة كانت على حالتها الواجمة ليقول إياس بعد دقيقة وكأنما تذكر شيئا
- كنت سأخبرك يا همسة و بالطبع انتِ ايضا يا عمتي
نظرتا له ليكمل متحاشيا النظر لهما ناظرا امامه
- لقد مضينا عقدا كبيرا لاحد المنتجعات منذ وقت واوشك على الافتتاح لذلك يتطلب منا الحضور قبل الافتتاح للاشراف عليه لعده ايام وسنمضي العقد الاخير يوم الافتتاح لذلك يلزمنا محاسب ماهر مثلك

استدارت عمتها للمقعد الخلفي حيث تجلس قائلة
- بالطبع.. القرار لكِ ومعك ابن عمك فلن اخاف عليكِ
- لن اتركك بمفردك.. يمكنك اخذ السيد باسل
اجابها بإقتضاب
- ‏انه مريض
لتضع يدها على فمها هاتفة بلهفة
- منذ متى.. لقد رأيته منذ ثلاثة ايام
- ‏منذ البارحه
لتقول بأسف
- لم ألحظ عدم وجوده.. هل هو بالمشفى؟
- بل في منزله
اجابها بضيق لتومئ له دون رد بينما قالت عمتها
- يمكن لإياس ان يأخذك هناك.. زيارة المريض واجب وخاصه بعد ما فعله معكِ
ليومئ لها إياس بصمت هو الاخر وقد اقتربا من منزلهما.. لتقول عمتها قبل ان ينزلا من السيارة
- اذهبي يا ابنتي ولا تخافي علىّ.. بالنهاية ستتزوجين وتذهبين ايضا
قولها الماكر الذي اعقب خروجها السريع من السيارة جعل يد همسة تتجمد على مقبض بابها فلم تفتحه بل نظرت لعيناه في المرآه الامامية لتتجمد نظراتهما في عناق! نعم.. يرى الان قشرتها الصلبة التي اختفت، نظراتها الخضراء الرائقة بدلا من تلك الرمادية لتفتح الباب وتغلقه ذاهبه لعمتها الواقفه ليشيعها بنظراته وكلمات الاغنية تتردد متزامنة مع حديث قلبه

" عاشق انا قلبي عنيد.. ومسيري هوصلك أكيد
والقاكي يا قمري البريء.. لو حتي راح يخلص طريق
والقى طريق غيره ابتدى "

_______

- ظلمت نفسي كثيرا.. اعلم يارب.. مشتتة وتائهة، حائرة في امري فأرشدني للصواب.. وحدك من ترشد التائه للطريق فأجعل في طريقي النور والخير، وحدك من تعلم شتات قلبي.. لا اعلم ماذا افعل، ان كان هذا عقابك لي على ما اقترفته نفسي فأنا راضية ولكنني متعبة واود الخلاص

تقولها سراب بدموعها قبل لسانها وهي على سجادة الصلاة، تقيم الليل في هذا الوقت من كل يوم وتسأل الله العون.. تلك من العادات التي اعتادت عليها مع والدتها فتسمع بصوتها كلما تكاسلت
" قيام الليل هو الفرض السادس، لا يخيب الله يد امتدت له في جوف الليل والناس نيام.. اسألي الله ما تريدين في هذا الوقت وسيوفقك للخير دائما "
منذ كانت صغيرة وتقلدها في الحركات حتى كبرت وهي تجاهد في الحفاظ عليه، ومنذ ما اصابها باتت اكثر حرصا عليه

اخرجها من شرودها طرقات الباب الخافتة لتمسح دموعها التي تغطي وجهها بكفيها كي تقف وتفتحه لوالده غزل التي ابتسمت ما ان رأتها قائلة
- فكرت في ان اصنع لنا مشروبا ساخنا ونشربه سويا بما ان لا احد هنا غيرنا.. فهل تسمحين لي
ارتبكت في وقفتها لتفسح لها الطريق هامسة بخجل
- بالطبع.. البيت بيتك في الاساس
- ‏ولكن هذه غرفتك الان
هتفت بها والدة غزل وهي تضع الصينية على احدى الطاولات وتتخذ مكانها على احد المقاعد لتكمل حديثها بعدما ابصرت سجادة الصلاة
- هل قاطعت حديثا هاما
- ‏لا.. لقد انتهيت الحمد لله، كنت سأنام
- هل اخرج اذا
قالتها والدة غزل لتهتف سراب بزعر ملوحه بكفيها امام وجهها
- بالطبع لم اقصد هذا، انا افعل هذا دائما لذلك قلت انني سأنام
وانحدرت دمعة من طرف عينيها لتكمل
- لم اقصد صدقيني
وقفت والدة غزل لتمسك يدها بإشفاق وتجلسها معها على احدى الارائك قائلة بهدوء
- لا تكثري من التبرير يا عزيزتي، فمن يحبك سيفهم قصدك من المره الاولى.. وانا افهمك فلا تقلقي
الدمعة التي انحدرت من وجنتها جلبت المزيد لتمسح على رأسها بحنان قائلة وهي تأخذها في احضانها
- اخرجي ما في داخلك.. وكأنك تحدثين نفسك
وكأنها ضغطت على رز صغير لتنفجر في البكاء وتهتف من بين دموعها
- متعبة.. فعلت ذنبا اخاف من ان يعاقبني الله عليه وقد تبت كثيرا، ولكن اعتقد ان سبب ما انا فيه الان.. هو هذا الذنب، ويعلم الله انني لم ارتكب شيئا اخر
وابتلعت ريقها لتكمل بصوت متحشرج
- لا اعلم ماذا سأفعل، لم افكر حينما فكرت في الهرب من ابي عندما اراد تزويجي برجل كبير في السن.. الان لا اعلم حالته وبالطبع يبحث عني ولن ابقى طوال عمري كالفأرة المختبئة هكذا

فتحت عينيها بذعر حينما ادركت ما تفوهت به في خضم انفعالها.. نظرت لوالدة غزل التي تنظر لها بصمت ولم تتغير ملامحها ليسقط قلبها وهي تقف من جلستها قائلة
- السيد أيهم لا يعلم شيء، لقد خدعته هو الاخر
هزت والدة غزل رأسها نفيا وهي تجلسها مره اخرى امامها هاتفه بحسم
- انتِ لم تخدعي احدا، ثقي بنفسك قليلا.. واعلمي انكِ فعلتِ الصواب بعدم قبولك لذاك الرجل.. ولكن مهلا، لماذا تقولين ان الله يعاقبك على ذنب قد استغفرتِ وتبتِ إليه منه، الله رحيم بعباده يا سراب وظني به دائما خيرا كي يعطيكِ اكثر مما تتمني فإن لم يكن هكذا لهلكنا جميعا بذنوبنا.. تقرأين القرآن أليس كذلك؟
لتهز سراب رأسها بصمت ودموعها تتسابق بأمل.. امل في حديث ارادت سماعه بشده
- " نعم العبد إنه أواب " هل سمعتِ هذه الآيه من قبل.. بالطبع قرأتيها او استمعت إليها.. ان الله يخبرنا بأمل كبير بأنه يمكننا ان نصبح نعم العباد.. كيف؟.. أواب.. ان ترجعي إلى الله كلما اخطأتي، ان لم نخطأ لاتى الله بعباد يخطئون.. جميعنا نخطئ لاننا بشر ونتعلم من تجاربنا في الحياة.. حتى وان تكررت اخطائنا علينا الرجوع لله دائما وألا نسمح بأن يدخل الشيطان كلامه لعقولنا كي يحبطنا وينتصر هو عند ضعفنا

كانت تحدثها برفق وكأنما تتحدث لفتاة صغيرة ترشدها لطريق ما ارادت معرفته.. لقد اشفقت عليها حقا مما تحمله في قلبها وتفكر فيه كل هذا الوقت.. نظرت لها سراب لتسألها بأول ما بدر لذهنها
- ما اسمك؟
- ‏دعاء
لتتسع ابتسامة سراب مع دموع عيناها وهي تقول بصدق
- سيكون لكِ جزء كبير من دعائي ان شاء الله
- ‏وانتِ سيكون لكِ جزء كبير من دعائي
واعطتها دعاء كوب النعناع الساخن لتبتسم لها سراب بعدما ارتشفت منه القليل وسط صمت قاطعته بقولها الهادئ
- ماذا سأفعل في حياتي القادمة
- ‏توكلي على الله وسيدبرها الكريم من عنده.. هل تعملين عند أيهم حقا
اجابتها سراب سريعا
- نعم.. لم نكذب في هذا اعمل هناك ولكنني لا استطيع العودة لان والدي يبعث بأحدهم كل يوم ليتفقد وجودي فلا اعلم ماذا سأفعل
- ‏حسنا.. لن نفكر في هذا الان، هيا اخبريني ما هي هواياتك اذا
ردت سراب ببعض الخجل
- اكتب بعض الخواطر
- ‏رائع.. غزل ايضا تكتب ولديها صفحة إلكترونية، يمكنكما المشاركة سويا في كتاب
اتسعت ابتسامة سراب بحرج قائلة
- ليس لهذا الحد، انا اكتب مجرد كلمات بسيطة
- ‏هذه الكلمات التي تستهينين بها ربما تغير مسار تفكير شخص، الكتابة رسالة كبيرة واثر عميق في يد صاحبة
لتتنفس سراب قائلة بأمل
- معكِ حق
لترتشف بعدها بعض النعناع وهي تشعر بأن داخلها يزهر اخضرا.. يزهر املاً.

________

صمت طويل خيم عليهم يعكس ما بداخلها.. لم تتفوه بكلمة واحده طوال الطريق.. كانت ساكنة على عكس صخب قلبها حتى توقف بالسيارة في احدى محطات الوقود لترى الاعداد التي تتزايد امامها في العداد وكأنها عمر أيامها في حبه.. كقنبلة تتسارع اعدادها حتى تنفجر.. ولكنها وصلت للصفر مره اخرى لينقبض قلبها وكأنها ترى عمرها القادم.. هل ستخرج خاليه الوفاض حقا
إلتفتت له بصمت لينظر لوجهها قائلا
- هل نغسل السيارة؟
فأومأت له بصمت وكأنه يقرأ افكارها.. منذ قاد اول سيارة وهو يأخذها معه لفعل تلك الحركة المجنونة فيمكثان داخل السيارة ويغلقان النوافذ والابواب وهم يستمتعون برش الماء وفقاعات الصابون التي تظللهما وكأنهما يغسلان قلبهما معها

- اريد التحدث معك.. لعلها اخر مره استطيع فيها البوح بما يخص قلبي
نظر لها بقلب مقبوض وملامح مستاءة ليظل بصرها محدقا في الماء الذي يغسل السيارة امامها وهي تكمل
- كيف يمكن للمرء ان يحب احدهم طوال هذه السنوات دون امل.. دون نظرة.. او كلمة ووعد ولكنني كنت اراهم بعينيك كما الان لذلك تعلقت
ونظرت له بغته لترتعش شفتيها وهي تكمل بأسى مع استمرار عناق اعينهما
- كيف احببتك لهذا القدر.. في الحقيقة لا اعلم، ولكن ما اعلمه بحق انك لم تجاهد مثقال ذرة للمحافظة على هذا الحب الذي بداخلي والذي تتجاهله عن عمد، بل اعتمدت على قلبي في الغفران.. تخبرني بفتياتك وحبيبتك الاولى.. مواصفات فتاة احلامك التي لا تشبهني فأحاول بكل جهد ان اشبهها ولكن دون فائدة.. لا ألوم عليك مطلقا في قولي ولكنه حديث بداخلي كان لابد وان يخرج لانني..
صمتت لتغمض عيناها وهي تتنفس بإضطراب لترتعش جفونها لثانية قبل ان تفتحهما قائلة بسرعة
- سأخطب لاحدهم
لم تتغير ملامح وجهه الا من عيناه التي اظلمت وكأن قبس النور بهما قد انطفأ فجأه.. لتدمع عيناها مع استطرادها
- يحبني.. هكذا قال حينما جلس مع امي.. يعمل معيدا في الكلية ولكنني لم اراه مسبقا وعندما حان الوقت جاء في اقرب فرصة كي لا اضيع من بين يديه، انا ايضا جلست معه مره واحده ولكنني لم اخبر احدا بجوابي النهائي

كانت السيارة قد توقفت بعد ان تم تنظيفها لينظر امامه قائلا
- وما هو جوابك
- ‏سأعطيه فرصة.. في بعض الاوقات يجب علينا التوقف في محطة ما عندما ندرك اننا ركبنا القطار الخاطئ.. لعل التوقف الان سيكلفنا خسائر اقل من مجرد الاستمرار في طريق لا نعلم نهايته
- مبارك
كلمة مقتضبة جعلت دمعة غادرة تفر من عينيها وشعور بالمهانة يعتريها وألم يعتصر قلبها وهي توليه وجهها ناظرة لنافذة السيارة المغلقة.. لتفتحها كي يلطم الهواء وجهها وكأنه صفعات باردة وقاسية تفيقها من الوهم الذي تعيشه.. ستتحرر منه لانه لا يستحق، اخطأت وتعلم ولكنها تعلمت انها لن تعطي قلبها الا لمن يقدره.. ابتسامة صغيرة تزين شفتيها وهي تستعيد صورة "حمزة" وكأنها تخبره بوعد ما.. هي لن تخذله مطلقا، لن تخذله..

بينما كان ممسكا هو بعجله القيادة بجمود، يحركها بآليه كمشاعرة المتبلدة الان.. لماذا لم يمنعها، لماذا لم يصرخ في وجهها قائلا احبك وليثبت لها ولتصمت، كان يظن انه يحبها.. لقد ظن هذا حقا في اخر مره كانت تبكي فيها امامه، هل اشفق عليها لذلك اقنع نفسه ام ان قلبه انتعش من فكرة حب احدهم اللامشروطة له فأقنعه بحبها الذي لم يتفوه به فمه.. هل لعن قلبه بالقسوة طوال العمر فلن يتناول جمال الحب

وصل لبوابة منزلها الخارجية ليقول بحسم وهو ينظر امامه ويداه تضغطان على عجلة القيادة
- لم اخدعك ابدا يا غزل، تلك النظرات التي تخبريني بها لم تكن تقصد شيئا والا لاخبرتك بمقصدي ان شعرت بشيء.. يوما ما ستفرحين وتسعدين لانني لم احبك مثلما تريدين ولن اقدرك مثلما تفعلين، صدقيني.. يوما ما ستنظرين لزوجك كأعظم رجل هذاوان تذكرتيني وقتها.. اتمنى ان تنالي السعادة معه.. انا لم اكن قدرك يا صغيرتي من البداية
كلماته الحنونة الاخيرة قد ضغطت فوق جرحها لتذكرها بكلماته في طفولتها لتتدفق الدموع من عينيها وهي تقول بشفاه مرتجفة
- نعم.. لم تحبني ولم تنظر لي.. ربما هو الوهم الذي صور لي هذا، ذاك الوهم الذي اقنعني بوجودك معي ليلا ونهارا
ومسحت وجهها بقوة لتكمل بعدما وضعت خصلات شعرها خلف اذنها بكبرياء وكرامة مجروحة
- سأكون بخير لا تقلق.. اليوم وضعنا كلمة النهاية، لنغلق تلك الصفحات ونبدأ بأخرى جديدة.. الى اللقاء
ونزلت من السيارة بقلب معطوب تؤمن تماما انها ستصلحه ليشيعها هو بنظراته حتى دخلت منزلها.. لشعر بألم في قلبه كان لطفل صغير بداخله يضرب جدران قلبه هاتفا بسخط
- لن يحبك احد غيرها
ليرتفع صوته وكأنما يحدثه
- يجب ان احب نفسي اولا

دخلت غزل منزلها لتقابلها والدتها على السلم اثناء نزولها من غرفة سراب.. لتتلاقى اعينهما وكأنهما يعرفان ما حدث خاصه مع احمرار اعين غزل لتفتح لها والدتها ذراعيها فترتمي غزل بينهما لتمسح والدتها على شعرها قائلة
- يقدر الله لنا الخير دائما.. وهذا هو الخير المقدر لكِ
انتحبت غزل بين ذراعيها بصوت عالي لعلها تفرغ ما في قلبها.. هل كانت تعلم والدتها، هل كانت مكشوفة لهم لهذا الحد، بينما قلب والدتها ايضا يدعوا لذاك التائة.. لعله يجد من يرشده

بينما كان يتصل ذاك التائة برقم ما قائلا
- السلام عليكم يا سيد منصور.. اريد التقدم لخطبة ابنتك.. هل يمكن ان تحدد لي موعداً لمقابلتك

" نهاية الفصل الرابع عشر "
منتظرة رأيكم ❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس