عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-21, 09:10 PM   #393

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

ثم فتح الباب ودلف…
شفتيه تبتسمان ابتسامة مقيته، والبريق بعينيه مخيف قاتل…
انتفضت صبا الجالسة مكانها مجفلة من دخوله المفاجئ…
وكرد فعل بدا عفوياً وجدت نفسها تحيط جسد غادة الواهن بعد أن فشلت في فكه بحمائية شديدة..
فلم يكن منه سوى قهقه بغيضة اصابتها بالنفور…
أما هو…
الشيطان الخبيث يبتسم…
وابتسامته لم تكن سوى نارٍ حارقة…
نارٌ جعلتها ترفع رأسها بتماسك وتهتف بعنفٍ صادق :
_ماذا ترين مني ؟؟؟؟

لم يمنحها أي ردٍ كإجابة…
بل أشار بكفه إلى مساعده..
فرفع الأخير هاتف وصوبه نحوها هي وغادة وهاني المبتسم بتشفٍ
فانعقد حاجباها بتوجسٍ وجل، تحاول فهم ما يحدث..
فأتى التفسير قاتلاً..
شفرة سكين أجتثت قلبها حين هتف هاني بتشفٍ :
_مرحبا مروان، ها هي زوجتك…

بهتت ملامحها وارتعشت شفتاها وقد وصلها ما ينويه…
أنه يريد ذبح كبريائه…
ذبح كرامته…
يريد حرقه بنار حارقة..
نار اشتعلت بداخلها وهي تنظر إلى الهاتف بتشتت وعينين متبلدتين…

أما على الجهة الأخرى…
حيث الزوج الغاضب…
الزوج الذي يجلس كالنساء يشاهد مقطعا مصورا لزوجته وهي في قبضة آخر…
يغطي فكه بقبضته القوية…
عيناه حمراوان بشكلٍ مُخيف…
أما ملامحه...فكانت سوداء…
سوداء حد...الخوف…
يجز على أسنانه بقوة شديدة…
شاعرا بناره الموحشة يزداد لهيبها…
والقهر يمارس سطوته على قلبٍ أرهقه الألم والخوف والقلق…

وقعت عيناه المهتزتان عليها…
جالسة في ركنٍ بعيد تنظر إلى أحقر رجل على وجه الأرض نظرة باردة…
تدعي الصلابة…
لكن هو يعرفها، يعرف من سكنت الفؤاد منذ أبد الدهر..
خائفة…
هي خائفة وهو يشعر بها…
وحين أمعن النظر في الجسد المستكين بين ذراعيها اتسعت عيناه بصدمة وألم…
أنها غادة !
غادة المسكينة التي لم ترَ في حياتها سوى الذل…
جسدها مستكين بسلام لا يتناسب مع الطريقة السادية التي تم ربطها بها…
زمجرة غاضبة خرجت منه وهو يضرب ساق الطاولة أمامه بعنفٍ، فتراجعت واصطدمت بقدم الضابط الذي كان يتابع ما يحدث بصبر…
مقدرا ما يمر به…
لكن تدخله كان ضرورياً، فهتف بحزم :
_اهدأ يا مروان لو سمحت…

هل يمزح؟؟؟
هل يمزح معه أم ماذا ؟؟؟
عن أي هدوء يتحدث ؟؟؟
زوجته مخطوفة…يراها من خلف شاشة جامدة تواجه ثعلب ماكر.
فكيف يهدأ…
الهدوء في هذه اللحظة درب من الخيال…

أقترب هاني من صبا الجالسة أرضاً ببطء، ثم جثا على عقبيه أمامها ومد كفه ليلمس وجنتها هاتفاً بصوتٍ عالٍ :
_لماذا أنتِ هادئة يا صبا ؟؟؟، تكلمي، ابكي، اصرخي كي يسمعك زوجك ؟؟

زمجرة متوحشة خرجت من أثنين…
خرجت من صبا التي أبعدت وجهها بعنفٍ، وأخرى خرجت من بين شفتي مروان عقبها سبة بذيئة…
أما هاني فقد اتسعت ابتسامته وهتف بتسلٍ :
_شرس…
_وأنتَ(....)
هتفت بها صبا بشراسة وهي تخدش وجهه بأظافرها كقطة شرسة، فقبض هاني على رسغها بقوة آلمتها، ثم هوى بكفه الآخر على وجهها بصفعة تردد صداها في أنحاء الغرفة كلها…
لكن هو...شعر بالصفعة تهبط على قلبه النازف…
تعتصر روحه وتخنق أنفاسه..
تزكي نيران لا تهدأ ولا تخمد..
فانفلتت من بين شفتيه كلمة صرخ بها بألم رجل وما أقسى من ألم الرجال :
_لااااااااااا….

أما هي…
هي من صُفِعت للتو، لم يهتز بها عضلة واحدة…
بل نظرت إلى عمق عينيه متجاهلة أن مروان يشاهد كل هذا...فالنهاية آتية لا محالة :
_لا أعتقد أنك أتيت بي إلى هنا كي تصفعني ؟؟؟، أهي عادة أم رغبة في ضربي ؟، ماذا تريد يا هاني ؟….

ارتفع حاجب هاني بإعجاب، ثم غمز بعينيه وهو يجيبها بوقاحة :
_لا أنكر أنني أريدك...وكلمة أريدك وحدها تكفي، لكن حقيقة هدفي الأول هو كرامة زوجك المصون لذا….

وبعد ال"لذا" كان الأصعب على مروان…
مروان بوجهٍ خاص…
حين أقترب الثعلب من شفتي الضحية ينوي اقتناصهما…
وقد حدث فعلا…
حدث ومست شفتاه شفتيها…
فشعر مروان بأنه على وشك الموت…
انفاسه حُبِست وعيناه خرجت من محجريهما….
ومن ثم صرخة قهر انفلتت من بين شفتيه…
صرخة إثر حريق أشتعل بصدره وأطاح بقلبه…
صرخة قهر رجل أُهينت كرامته…
قهر الرجال كالجحيم..
وهو يحترق في جحيمه…
والتمعت الدموع بعينيه…
من فرط الغضب...الألم والقهر…
ومن ثم…
صرخة..صرخة رجل آخر…
صرخة متألمة وسبة خادشة أنطلقت من بين شفتي هاني النازفتين !
عضته !
حين لامست شفتاه شفاتيها شعرت صبا بالإهانة والقهر يخنقان روحها…
وما زاد تقززها ورفضها وقهرها أن حبيب القلب يرى ما يحدث..
مقهور..مكسور وهي تعلم…
قهرها أمام قهره دفعها لتنتقم…
احتقرت شفتيه بين اسنانها تضغط عليهما بقوة وقهر وذل وهو يئن بألمٍ…
مذاق دمائه بفمها أمتعها…
فتشبثت بشفتيه أكثر تضغط وتضغط وتضغط حتى أن مساعده لم ينجح في أبعادها…
مذاق دمه المدنس مغرٍ…
هي تنتقم الآن بطريقة سهلة..
تنتقم لنفسها ولزوجها وحبيبها الذي كان يراقب رد فعلها العنيف…
لهث بعنفٍ من فرط الانفعال والقهر والغضب الأهوج…
حررت شفتيه بابتسامة متلذذة متشفيه…
تراقب الدماء على شفتيه وتسمح دمائه من فمها بتقزز…
تألم هاني بصوتٍ مسموع وهو يكمم فمه الدامي بينما سيل من الشتائم الخادشة للحياء صرخ بها بتألم وحشي..
اتسعت ابتسامة صبا المتشفية ابتسامة أدهشت مروان الذي كان يتحرك في الغرفة كأسد حبيس…
هتفت صبا بتشفٍ وهي تسمح شفتيها بعنفٍ :
_ها قد ثأرت لنفسي في نفس ذات اللحظة...وأن أقتربت مرة أخرى ستكون الضاربة الثانية لن تتحمل ألمها…

نبرتها القوية كانت مجرد قشرة..
قشرة تخفي تحتها نهر من الدموع..
وخوف هائل..
رعب قاتل…
وألم شعرت به برأسها حين ضربها هاني بعصا غليظة على رأسها فامتزجت صرختان يفصل بينهما أميال وأميال…
صرخة صبا المتألمة عقبها إغماءه ودماء ظهرت من حجابها الفاتح…
وصرخة أخرى...قوية..
متألمة…
صرخة ممتزجة بدمعة ساخنة أحرقت وجنته….
صرخة مروان التي شقت سكون الليل
"سأقتلللللللللللللك"
ومن ثم أنقطع البث فجأة فتوقف نبض قلبه…
صورتها الأخيرة تتراءى أمام عينيه الدامعتين…
يتصور اسوء التوقعات عن خطوة هاني القادمة…

هتاف جاد جاء من خلفه…
ضابط آخر غير الذي كان بالغرفة يهتف بجدية شديدة :
_لقد تم تحديد مكان الهاتف وشريحة صبا ومروان في مكانٍ واحد !
======
يتبع……..






شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس