عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-21, 09:03 PM   #89

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل الخامس
_______
الخريف لا يقتلع جذور؛ فقط تتساقط فيه تلك الأوراق الهشة. بقلمي💜
________________
*الجبال لا تنحني*

تنظر إلى هاتفها بقلق، وتعود بنظرها للطريق ربما أتى!، لكنه بحق تأخر عليها، هاتفه غير متاح، هل تعود دون أن تقابله؟، ربما عليها بالفعل ذلك، لكن ربما لو انتظرت قليلا جاء، كانت تلك التساؤلات تدور في ذهن سمر بينما لا زالت تحدق في هاتفها متأففة تشعر بأنفاسها تضيق بينما أناملها تطرق في عصبية على المنضدة حين أتاها صوت النادل يعيدها من شرودها يسألها عما تريد؟، فأجابته بلا دون أن تلتفت له حيث تنتظر أحدهم، شردت بنظرها في الطريق المقابل قبل أن تعود مرة أخرى تنظر إلى هاتفها تزفر بحنق بينما تضعه في حقيبتها الصغيرة بعصبية، قبل أن تقف من مكانها، تضع خصلات شعرها الثائرة مثلها خلف أذنها هاتفة بغضب ارتسم على ملامحها وصوتها«تبا لك، من ينتظر من؟».
«ومن كنتِ تنتظرين يا سمر!؟»
ارتجف جسدها وهذا الصوت لها يغزو أذنيها، تخاف أن تلتفت، وتلتقي عينيهما! فيسألها لما جئتِ هنا ويرى الكذب في عينيها،حسمت أمرها و التفتت له بتثاقل بينما تغتصب ابتسامة شاحبة قبل أن تقول بتلكأ «لا أحد، أقصد لا أنتظر أحد»
صمتت لحظة تتعلق بوجهه الذي بدا جامدا ثم قالت بتردد
«وأنت جئت لمقابلة أحدهم؟»
سحب كرسي بينما ينظر لها بغموض أما هي فتوجست من نظرته ومن ثم جلست على كرسيها مرة أخرى بينما هو شملها بنظرة غامضة يضيق حاجبيه الكثيفين قبل أن يقول « ألا يوجد مرحبا !!».
رفع حاجبه يسمعها تتمتم بالترحيب به فهز كتفيه بغير اكتراث قبل أن يجيب على سؤالها.
«نعم أتيت لمقابلة أحدهم» ثم أشار إلى النادل مطرقعا بأصابعه كي يأتي وطلب منه كوبين من الليمون البارد!.
حدقت فيه متوجسة تضيق حاجبيها بينما يديها تتلاعب بحقيبتها التي على المنضدة وعادت تسأله «ومن الذي أتيت لمقابلته!؟»
أجابها بذات الهدوء يهز كتفيه«ربما لا تعرفيه! وربما نعم؟»
استندت بيديها على المنضدة تشعر وكأنه يتلاعب بأعصابها لكنها نفضت عنها هذه الفكرة ثم قالت بينما تنظر له«اخبرني وأنا أقرر إن كنت أعرفه أولا !؟»
زم شفتيه واستند على الكرسي فيما ينظر لها بنفس الغموض ثم قال بعدما زفر بصوت عالي«نعم، لديكِ حق»
صوت النادل وهو يعلن عن تواجده ويضع الليمون أمامهما، جعل لحظة من الصمت تسود بينهما والذي حمل معه ألاف الكلمات، عادت سمر تنظر له بتساؤل بعدما ابتعد النادل، ليستند هو الأخر على المنضدة يحاكيها في جلستها ويقرب وجهه لها قائلا بصوت ذات نبرة لم تعتدها منه«متشوقة كي تعرفين من أتيت لمقابلته؟»
دارت حدقتيها في محجريهما ثم ابتلعت ريقها الذي جف قبل أن تقول في خفوت«إن كنت لا تريد فلا بأس، هذه حريتك أحمد!»
فلتت ضحكة قصيرة ساخرة بوضوح منه قبل أن يقول «بل في الحقيقة أريدك أن تعرفي!»
بللت شفتيها وهي تنظر بوجهه الذي بدا مختلفا عما تعرفه، أحمد لم يأتي صدفة، عيناه، صوته، كلماته؛ تؤكد ذلك!.
همست بصوت متحشرج من القلق بينما عينيها تدور في محجريهما «أسمعك»
قال باقتضاب «لما؟!»
كأنها فهمت مقصده الذي بدى واضحا، لكنها أبت أن توضح فهمها هذا له، فتساءلت«ماذا تقصد!؟»
زفر بنفاذ صبر، بينما يمسد لحيته القصيرة، يتأملها بتمهل شديد قبل أن يدس يده بجيب سترته ويخرج هاتف غير هاتفه لأن الأخير من الأساس على المنضدة، تساءلت بعينيها عن الهاتف الذي وضعها بينهما بوسط المنضدة تماما، فأجابها بصوت بارد كالثلج«تتساءلين لمن هذا الهاتف!؟»
شعرت بأنفاسها تضيق ونبضات قلبها بدت صاخبة تخبط في صدرها بقلق بينما هو أضاف بذات البرود وهو يرى عينيها مثبتة على الهاتف
«دعيني إذن أعرفك!؟»
ضغط على الشاشة الرئيسية للهاتف بتمهل شديد وكأنها يختبر صبرها وعينيه تتعلق بها حينما ظهرت صورة صعقتها؛ اتسعت عينيها بدهشة وفغرت فاها بينما تحدق في الصورة الرئيسية للهاتف والتي تحمل ملامح تعرفها جيدا، عينان رماديتان على وجه أبيض طويل وذقنا ناعمة، شعر أسود؛ ولم تكن سوى لجلال، صديقها الفيسبوكي!،هذا هاتفه، تساءلت بداخلها«كيف وصله هاتف جلال!؟» بينما تشعر بصخب داخلها، كأن دوي طبول يصدح منها، ولم تكن سوى دقات قلبها الهادرة.
كان أحمد يتأملها بتمهل، يرى تغير ملامحها وقلقها الذي ارتسم بوضوح على كل حركاتها، يدها التي تفركها في بعضها وارتعاشة شفتيها بينما تغمض عينيها وتعتصرهما ثم تفتحهما بتمهل فتتلاقى مع عينيه التي لا لم تفهم ما رأت فيهما إن كان مستمتع بمزيج المشاعر الذي ارتسم على وجهها ولم تستطع مداراته، أم ماذا تعني نظرته تلك!؟، تابع فتح الهاتف بذات التمهل بينما عينيها تتابعان حركة يده حتى وصل لشات تعلمه جيدا، أغمضت عينيها بقوة، تخبأ فيهما الألم، والصرخة التي تمنت أن تخرج من قلبها الآن، تريد أن تسأله هل كان يعلم!؟، من جلال بالنسبة له؟، كيف علم؟، لكن الكلمات تقف في حنجرتها تكاد تخنقها، خزي هذا ما تشعر به الآن!، أعادها صوته الهاديء «ما هذا يا سمر؟، أريد إجابة وليس صمت لا يسمن ولا يغني من جوع!؟»
أشاحت بوجهها بعيدا، لا تجد إجابة حقيقة وليس لديها مقدرة على النظر بوجهه، صحيح الشات لا يحمل كلمات حب لكن فيه مكالمات كثيرة، تسجيلات بصوتها تسأله عن حاله، وتحكي له عن أوقاتها، هل سمع كل هذا!؟، هل علم بأنها أعطت وقتا لغريب أكثر منه ربما أضعافا، في حين أنها لم تكن تسمع لاتصاله دقائق!؟، غريب أعطاه المحادثات كاملة دون أن يكترث لها، ببساطة هي لا شيء لأنها لو كانت كذلك كان حافظ على خصوصيتها، دمعة تحارب كي تسيل على وجنتها لكنها حاربتها بشدة، لن تفعل، لتحترق مكانها فقط.
«ألن تتحدثي يا سمر!؟» عاد صوته ينتزعها من غيبوبتها، رفعت وجهها له محاولة الثبات، سحبت نفسا عميقا وزفرت قبل أن تبتلع ريقها و تقول «ليس لدي حديث يا أحمد، ربما الأفضل أن لا نتحدث».
خبط بقبضة يده على المنضدة فانتفضت بجلستها، وشعور الخزي يزيد مع نظرة الناس حولها، عضت على شفتيها، تحاول رسم الثبات أما هو فأجابها بصوت مخنوق ووجهه يتطاير منه النار بينما يقرب الهاتف أكثر لها ويسمعها أحد التسجيلات الصوتية التي كانت تسأل فيها عن حال جلال« هذا كله لا يستحق حديث يا سمر!؟، هل علاقتنا كانت تافهة لهذا الحد ،يحق لي أن أفهم؟»
هزت رأسها نافية ثم قالت بعدما لعقت شفتيها «لا يوجد لدي ما أحكيه لك»
سألها بتوجس «أحببتيه؟»
نظرت في عينيه وقالت بيقين وإجابة قطعية«لم أحبه يوما ومتأكدة الآن بأنه حتى كان لا يستحق مجرد حديثي معه! وهذه الإجابة ليست تهربا منك، فأنا أعرف أن ما بيننا قد انتهى الآن، لكن بالفعل ما بيني وبينه لم يتعد ما قرأت وسمعت بالشات»
هز رأسه بعدم تصديق لتتابع هي بذات اليقين«لا أبرر ما فعلت ولا أطلب منك تصديقه، لكنك سألت وأنا أجبت»
« ماذا لو كان من جاء الآن هو جلال؟، ماذا كنتِ ستحدثينه يا سمر!؟»
صمت يتأمل ملامحها الشاحبة، أناملها التي شبكتهم ببعضهم في توتر، قبل أن يكمل« كنتِ ستخبريه بأنك مخطوبة لكن منذ تعارفكما لم تأت فرصة لذكر هذا الأمر!!»
همت تفتح فمها لترد لكنه قاطعها بكفه يده المرفوعة أمامها كعلامة لأن تصمت ثم تابع بينما يقترب منها بوجهه قائلا بصوت مخنوق من الألم واحساس بالخديعة يشق صدره« أم لن تذكري أبدا أمر خطبتك لأنه ربما غير مهم، كنتِ ستتابعي ما أنت عليه وأنتِ ترتدين تلك الدبلة في إصبعك!!، أم أنكِ في خضم ما أنتِ فيه لم تتذكري خلعها!»
سكاكين تلك التي يرشقها داخل صدرها، هذا ما شعرت به بينما تتبادل النظرات بينه وبين تلك الحلقة في اصبعها والتي لم تفكر حتى في إخفائها!!، ابتلعت ريقها تهمس داخلها( لم تنسِ خلعها سمر!، أنتِ تتذكري أنكِ لم تخلعيها ولم تريدي ذلك، أجيبيه إذن، ما الذي تفكري فيه!؟).
عينيها تعلقت للحظات طوال به تحاول أن تجد للكلمات مخرج من بين شفتيها؛ أن تنطق، تجد مبرر أي شيء لكنها عاجزة!!، لم تفكر أبدا كما ظن هو!!.
كزت على أسنانها تكتم ألمها قبل أن تسمعه يقول« سأظل أحدث نفسي!، ألا يوجد لديكِ رد!؟»
ابتلعت ريقها قبل أن تقول ببطىء«ليس لدي ما أقوله، ربما وصلنا لطريق مغلق»
زفر بنفاذ صبر قبل أن يقول«لكني لن أتركك هنا يا سمر،نعم الطريق أغلق بالفعل لكن علينا أن ننهي ما بيننا في بيتكم كما لبست دبلتي تلك في بيتكم أمام أبيكِ سأخلعها أمامه، وكما أبديت أسباب خطبتي لكِ يومها، عليا شرح أسباب انفصالنا! فكما بدأنا الطريق هناك سوف ننهيه!»
شعرت بالأرض تدور بها، هو أمامها أشخاصا كثيرة، لا تدري أي صورة منهم واقعها الآن، صرخاتها المدوية بالرفض تصدح داخلها فقط، دموعها لا تغادرها كأنها قررت بأن تغشى على بصرها فقط، لو علم والدها سيموت حتما من القهر، سيخيب أمله بها، سينقلب زفاف ابنة عمها ليوم لا حياة فيه، سيكرهها الجميع!.
«ربما استطعنا انهاء الأمر هنا باش مهندس أحمد!؟»
كلمات سمعتها بصوت تألفه تأتي من فوق رأسها، شعور بالألم، الخوف، المزلة، صاحبهم الأمان، نعم الأمان! ، صحيح لا تقوى على رفع عينيها له الأن وهو يسحب الكرسي الذي يتوسطهما ويجلس، لكن السكينة التي احتضنت قلبها فور سماع صوته هي ما تعجبت منه!، أطرقت برأسها، تقبض على دلاية سلسلتها بتوتر، تشعر بعينيه السودادويتن تخترقان روحها، تصفعها، لا تلومه، هي من الأساس ليس لديها أي حجة تدافع بها عن نفسها.
التفت إلى أحمد وهو يعيد كلماته«باش مهندس أحمد، عمي لن يتحمل شيء كهذا» صمت لحظة ربما طالت وهو يشعر بالنار تستعر بقلبه، لا يدري كيف وصل لهنا ولا كم مخالفة حصل عليها أثناء قيادته للسيارة حتى يصل للغبية الماكثة جانبه، ولا عن كيفية استطاعته تهدئة أنفاسه بعدما جرى من جانب سيارته المقابلة للمقهى، تابع قائلا بينما أحمد يتبادل النظرات معه ثم لسمر «باش مهندس، أنا ابن عمها وتعلم مكانتي عند عمي، فليكن الحديث بيننا هنا، صدقا لو علم عمي ستكون العاقبة وخيمة، أنت لن تعاقب سمر وحدها، بل عائلة كاملة، لذا أتمنى أن يحل الأمر هنا!؟»
صوته المترجي يكسرها أكثر، نظرة عينيه التي تلاقت مع عينيها الآن تجرحها أكثر من كل ما حدث، انتزعها صوت أحمد وهو يزيح الهاتف تجاهه ثم قال«عمران، أنا لا يرضيني أن أكون سبب في انهيار رجل لم أر منه سوى كل خير، فتح لي بيته برحابة صدر، رجل دائما ما كان بالنسبة لي أب، لكن هذا الهاتف يحمل ضربات بظهري ..»
تنهد عمران بصوت عالي ثم قال بهدوء«لذا حقك أن تنفصل عن ابنة عمي، حقك كل شيء باش مهندس وأنا لا أمنعك من غضبك ولكن كما تمت الخطبة بالمعروف تنتهي بالمعروف وجيد بأنها لم تكن عقد قران»
رفع أحمد الهاتف أمام وجه عمران؛ ينتوي فتح الشات، تقهقر قلب سمر وهي ترى خزيها معلنا هكذا،لو لم تخفي حديثها معه، لو أخبرته بخطبتها، لو لم تعرفه وتحدثه ما كانت منحنية الرأس، جف ريقها، تشعر بأشواك تلسعها بجسدها كله، وهي تجد نفسها أمام عمران بهيئة الخائنة، التفت لها الأخير فتلاقت عينيه مع عيناها التي وكأنها تعلقت به أو ربما شردت، ألمه إنكسارها رغم أنه يتمنى الآن لو قبض على رقبتها، بينما هي شعرت لا إراديا بدقات قلبها الهادرة تهدأ ونظرة داعمة، لا بل نظرة أمان تلقتها من عمران، لا تدري إن كان قد قصدها أم لا؛ لكنها وصلتها، أرخت عينيها أخيرا بينما هو وضع راحة يده على يد أحمد الممسكة بالهاتف ليعيد الهاتف مكانه على المنضدة قبل أن يقول في هدوء«باش مهندس، أنا أثق كل الثقة بأن ابنة عمي لم تكتب كلمة تتعدى الأدب ولا أرسلت شيء يخزي عائلتها!»
أجفلت سمر مما سمعته من عمران تحدق فيه تائهة فيما قال للتو، بينما هو يشعر بألم في صدره لا يعلم أيغالط نفسه أم مبادئه!! لكنه تابع قائلا بصوت وقور وهاديء«أنا أحدثك كرجل، مثلي مثلك، أغار ولا يحب أن يرى زوجته او خطيبته تعرف آخر، ويجمعهم حديث ولو عابر؛ رجلا يميز الحلال من الحرام لذا ألمس لك كل العذر ولا أبخس من حقك شيء»
تأمله أحمد مليا وهو يراه يتحدث بثقة تامة لا يشوبها شائبة ثم أجابه«إذن نتفق بأن سمر أخطأت!؟»
«وأنا لم أكذب ذلك باشمهندس، أنا وضحت خطأها، لذا فالرأي لك إن أردت منها توضيح فلك ذلك؛ ربما وقتها استطعتما التفاهم وإكمال الطريق، إن لم ترد وأردت انهاء كل شيء فلك ذلك أيضا»
تنهد أحمد طويلا، وهو يستشعر بهذا الثقل على قلبه يتململ يناديه بإزالته، يتساءل داخله هل شعر بغيرة أو ما شابه عليها فترد نفسه بل أوجعك حديثها الخفي، أوجعك أن من كانت تحدثه أقرب أصدقائك، أنه كان بالفعل ينتوي إن أعجبته تزوجها، أنها لم تخبر جلال أمر خطبتها، سمر لم تحبك يوم كما لم لم تفعل أنت، كل ما بينكما لم يخرج عن الانبهار؛ الانبهار فحسب! أعجبتنا القشرة، ولم نفكر بأن خلفها مختلف، عقل آخر، وجه آخر، قلب آخر؛لم تنبض دقاته للآخر!، كنا غريبين وظللنا غريبين، ولم يكن بين الفترتين سوى وهم أسميناه خطأ؛ حب!.
زفر أحمد طويلا كأنه قد كتم أنفاسه كثيرا ثم قال بثبات بينما يخلع تلك الحلقة من إصبعه ويضعها بالمنتصف؛ يشعر أخيرا بالسجن يفتح بابه ليتحرر«أريد فقط إنهاء كل شيء، حقيقة أنا وسمر علاقتنا كانت غير مُرضية لكلانا، هي ظنت بأنها أحبتني وأنا ظننت بأنني أحببتها»
صمت لحظة ثم تابع بهدوء«في حين أننا كخطي سكة حديد لم نتلاقى أبدا وأنهتها ابنة عمك بطعنة في ظهري!، خانتي قبل حتى أن تدخل بيتي!»
رفعت سمر عينيها تتعلق بأحمد الذي أبدى بكل هدوء وروية شرح لعلاقتهما أمام عمران، تساءلت بعينيها، ألم يكن لي شيء بقلبك حتى تلقي بهذه الكلمات أمام ابن عمي!؟، طعنها بالخائنة علنا، لم يتردد بقولها!، بينما عينا الأخير التي تلاقت مع وجهها المتألم بعد كلمات أحمد ونظرتها العاتبة أوجعته، لكنه تغاضى تماما عن كل هذا، يتنهد بخفوت وهو يرى أحمد قد عدل عن فكرته لمقابلة عمه إذ أن الأخير حتما لو علم أمر كهذا عن ابنته الوحيدة لمات كمدا!.
أحكم عمران قبضة يده يشعر بخبطات في صدره، رجلا يترجى، يرخي رأسه لأجل ماذا!؟، هتف داخله يكتم غضبه، لأجل شات يا ابنة عمي، لم يهتم صاحبه حتى للمجيء لانقاذك!، ثم قال «لدي طلب باش مهندس»
تنهد أحمد بصوت عالي بينما يرى تلك الجالسة أمامه قد خفت صوتها لم يعد يسمع حتى أنفاسها، لكن هل ما يراه الآن من انكسارها يكفيه!؟، ثم عاد بنظره لعمران قائلا «تفضل»
أطبق عمران على شفتيه بقوة يلعن بنفسه الغباء الذي أوصل ابنة عمه أن تضعه بموقف كهذا، قبل أن يقول بينما يستند على المنضدة«لن أسألك كيف علمت بأمر محادثاتها تلك، ولا من هو هذا الرجل بالنسبة لك، لأنه لا يستحق أن أعرفه!، ولن أتدخل في تفاصيل أكثر؛ كلانا في غنى عنها»
صمت لحظة يستشعر بثقل في قلبه قبل أن يتابع
«أتمنى لو تم مسح تلك المحادثات»صمت لحظة ربما طالت، أنفاسه تهدده بالخفوت، يريد صفعها، بل يريد سؤالها، لما؟!، ما الذي ينقصك لتصلي إلى هنا!؟، تغاضى عما يختلج قلبه قبل أن يكمل« باش مهندس، لأجل أبيها ولأجل عائلة لم تقدم لك شيء!أتمنى أن توافق!»
أغمض أحمد عينيه للحظة، هو لا يريد بالفعل أن يحكي عن شيء، الكلام بهذا الأمر وشرحه سيكون جارحا للجميع، لذا وبكل هدوء فتح الشات وأعطي الهاتف إلى عمران قائلا«بيدك افعل، لتكن مطمئن»
نظر له عمران بامتنان، يشعر بأن ابنة عمه خسرت رجل يستحق تلك الكلمة بالفعل، ابنة عمه الغبية كما يفكر الآن وهو يمسح محتوى الشات الذي تمر عليه عينيه دون مقصد؛ مرور الكرام على ما كتب فيه، لا تستحق سوى الصفع على رأسها لا أكثر.
مد عمران يده بالهاتف إلى أحمد شاكرا إياه بينما الأخير قال بهدوء«عمران، أنا وافقت أن لا أذهب إلى عمي صلاح لثقتي بك ولحبي لهذا الرجل، لذا لا أريد أن تهتز صورتي بنظره بأي شكل!»
هز عمران رأسه ثم قال بصوته الرخيم«باش مهندس، صورتك ستظل كما هي رجل يستحق الاحترام ولن تقل أبدا، هذا وعد مني، وثقتك تلك أعدك لن تندم عليها» ثم صمت لحظة قبل أن ينظر لابنة عمه ويقول بينما يمد يده لها«اخلعي تلك الدبلة»، بهدوء مدت يدها وخلعتها من إصبعها لتضعها على كف عمران الممدودة لها، قبض عمران عليها بخفة ثم قربها أمام أحمد الذي أخذ الدبلتين من أمامهما و الهاتف ودون أي حديث كان قد تركهما خلفه، رمقته سمر بطرف عينيها وهو يبتعد، لا تعلم إن كانت نظرة ألم أم عتاب؟، لكن ألها حق العتاب!؟، عضت على شفتها تكبت ما يختلج قلبها، نعم ليس لها حق بعتاب، عادت تنظر ما بين يديها المرتاحة على المنضدة، تداري عن عمران النار التي تستعر بقلبها، بينما لا تدري أنه يتابعها لحظة بلحظة، تنهدت طويلا وهي تتذكر وجه أحمد، لم يكن وجه رجل ثار لأجل حبه، أو حتى حاول أن يفهم لما وصلت إلى هنا!، كان رجل يصارع لأجل كرامته لا أكثر!، تمنت داخلها لو رأت في عينيه أمان يردها لنفسها وله، ليست بحاجة لتبرير خطأها بل لمن يحتويها وهو لم يفعل!، هي خسرته منذ زمن ومن الواضح بأن هذا كان شعوره أيضا ووجد طريقا كي يرحل!.
يتبع💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس