عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-21, 10:02 PM   #666

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


فى فيلا السمرى دلف أحمد إلى البهو حيث وجد والده ووالدته جالسين جنباً إلى جنب صامتين ويبدو علامات الشرود على ملامح والده قاطب الحاجبين، بادرته والدته متسائلة عن سبب غيابه من الصباح تريد أت تخبره عن أحدث الأخبار
جلس أحمد على مقعد مريح بجوار والده الذى انتبه إلى دلوف أحمد وأجاب والدته
:- هكون فين يعنى يا أماه ... فى المزرعة بتابع الشغل إهناك وبعدين عديت على مدرسة البنات أشوف كيف أحوالهم فى الدراسة
أشاحت بيدها فى الهواء بلامبالاة لتصهلل أساور يدها الذهبية ومصمصت بشفتيها قائلة باقتناع
:- مدارس إيه!! ... ووچع دماغ إيه ... البنته مصيرهم البيت والچواز
رفع أحمد رأسه يناظر والدته بتمعن فتفكيرها يماثل ابنة شقيقتها تماماً ... أمال رأسه يميناً قليلاً وأجابها بصوت حازم
:- بناتى هيتعلموا وياخدوا شهادات ... ومفيش چواز قبل إكده وياريت تفهمى بنت أختك الحديت ده .. لأنى مش هتنازل عنيه ولو جعدت البنات چنبى من غير چواز لأخر العمر
شهقت فهيمة مستنكره وخبطت على صدرها بقوة لتعود صهللة الأساور من جديد هاتفة باعتراض
:- يا ساتر يارب ... تُف من خاشمك ..
(لمحت بطرف عينها صلاح يهبط من الأعلى من غرفة ابنته وواصلت قذف الكلام بخبث)
هيعملوا إيه بالشهادة ... هيشتغلوا مهندزين ولا دكاترة ... مبيچيش من الشهادة غير وچع الدماغ وجلة الجيمة
وصل صلاح إلى جلستهم متجاهلاً حديث فهيمة ورمق شقيقه عدلى ساهم الملامح وكأنه يحمل هموم الدنيا بينما هتف أحمد بحسم
:- أنا جولت كلمتى وخليص ... وكلمتى اللى هتمشى ولو حد لعب فى دماغ البنتة الله فى سماه ما هسكت واصل
رفعت فهيمة حاجبها بتحدى ولكنها مالبثت أن سيطرت على تعبيرات وجهها فهذا ليس بالوقت المناسب ثم نهضت من المكان مبتعدة، فمن الأفضل إلا تدخل فى تحدى مع أحمد أثناء غضبه فالحكمة تقول "اتقى شر الحليم إذا غضب"
بمغادرتها تغير مجرى الحديث ليستفسر أحمد عن الحديث الذى سمعه يسرى فى البلدة عن زيارة أبناء البدرى لمنزلهم
زفر عدلى يزيح بعض من همه ورفع كفه يمسح على وجهه ببطء ثم سأل صلاح عما يدور فى الطابق العلوى ليطمئن على أمل
حرك صلاح رأسه مستنكراً ما يحدث وقال بتذمر
:- فاروق اتجنن خالص ... إزاى يضرب البنت بالشكل المتوحش ده ... كفاية اللى عاشته طول عمرها (مال بجذعه للأمام قليلاً يعاتب شقيقه الأكبر) ديه غلطتنا من البداية ... كان لازم نعرفها الحقيقة
ردد عدلى بخفوت ونبرة نادمة
:- نسيت وعد أبوك ... كلاتنا حلفنا على المصحف ووعدناه محدش يتحدد فى الموضوع واصل
تحفزت أعصاب صلاح فلقد كان دائماً مجبراً على طاعة جبروت والده وهتف بحنق
:- حلفنا نستمر فى ظلمه وفى الكذب اللى نشره فى البلد لغاية ما الحقيقة أتقلبت وساد الظلم
طالع أحمد والده يرصد انفعالاته يخشى عليه مما يحدث من ضغط عصبى عليه بينما أرخى عدلى جفنيه يتنهد بخفة ويردد الاستغفار على ذنبه واستمراره فى الظلم والضلال حتى بعد وفاة والده متشبثاً بقسم لايصح من البداية
على باب الفيلا توقفت سيارة سعيد يقودها حمدى وترجلا منها، وقف سعيد
يعدل من وضع العباءة الصوفية على كتفيه بينما دار حمدى حول السيارة ليقف أمام والده قائلاً بهدوء
:- أحنا نخلص طوالى يا أبوى ونتمم الچوازه بسرعة
ناظره والده بابتسامة جانبية مستهزئة كنبرته
:- وأنت مفكر أن صلاح هيعطيك بنته يامخبل أنت
اتسعت مقلتى حمدى بدهشة وتسائل بعدم فهم
:- أومال إحنا هنا بنعمل إيه يا أبوى!!
ربت سعيد على خد حمدى بقوة وكأنه يوقظه من غفلته قائلاً بخفوت
:- بكفياك حريم يا بغل أنت ... وفكر فى السلطة والچاه (جذب طرف العباءة على كتفه مردفاً) ورايا
تحرك سعيد بخيلاء بجانبه حمدى وتقدما نحو المدخل المفتوح للفيلا وألقيا السلام، كان كلاً من عدلى وصلاح فى انتظار هذه الزيارة فلن يضيع سعيد فرصة كهذه لاستغلالها
بدل سعيد نظراته بين شقيقيه بابتسامة سمجة قائلاً
:- كيف حالكم يا ولاد أبوى ... إن شالله تكونوا بخير
قالها بنوع من التلقيح والشماتة فهذا هو غرضه الأساسى من الزيارة، ينغص على أشقائه وينفذ ما تقتضيه الحكمة "فرق تسد"
جلس على مقعد مقابل لأشقائه واتخذ حمدى مجلسه على مقعد بجوار أحمد ... تنحنح سعيد قائلاً ببرود
:- أحنا چايين فى فرح (أشار نحو حمدى مردفاً) حمدى طالب الجرب منيك يا صلاح جلت إيه؟
أدار أحمد نظره نحو حمدى يتفحص فى ملامحه المنشرحة وابتسامته العريضة وقال بتعجب
:- جُرب! ... حمدى والدكتورة لينا (ابتسم بسخرية ثم واصل متهكماً)
إلا جولى يا حمدى رديت مراتك وعيالك للدار ولا لساك مهملهم عند حماك
انغلقت ملامح حمدى وتحفزت أعصابه قائلاً باندفاع
:- الحرمة اللى تخرچ من دارى مش هتدخله تانى واصل ... خليها مرمية إكده كيف البيت الوجف
مسح أحمد على ذقنه وسأل بتلقائية رغم معرفته الجيدة بكل الإجابات ولكنه يرغب فى توضيح صورة كاملة لعل حمدى ووالده يفيقان من وهمهما
:- وولادك ... لحمك ودمك ... هترميهم بردك!!
قطب سعيد بين حاجبيه وخبط على يد مقعده بقوة هاتفاً بزجر فى أحمد
:- مالوش عازه الحديت ده دلوك يا أحمد .... إحنا چايين نلم لحمنا واسمنا اللى اتمرغ فى الوحل
سيطر صلاح على أعصابه بقوة فولاذية بينما أراح عدلى ظهره على ظهر مقعده الوثير يتلاعب بعصاه أمامه، يرمق سعيد بمكر كاشفاً مخططه الخبيث وتابع حديث صلاح بهدوء
:- اسم مين اللى اتمرغ فى الوحل يا سعيد ... ده بدل ما توبخ ابنك على اللى عمله
... أزاى يتهجم على بنتى ويلمسها ويشدها كمان قدام الناس ... هى ديه النخوة والمحافظة على اسم العيلة
شد حمدى ظهره وأستند بمرفقيه على مساند مقعده يدافع عن نفسه
:- أنا كنت بنفذ أوامر عمى عدلى كبير العيلة ... أول ما لمحتها داخلة المستشفى لحالها من غير سواج ولا يحزنون وعمى منعها من الشغل ... كيف تكسر كلام عمى
(نفخ أوداجه مضيفاً بكبرياء) ديه محتاچة راچل يعرفها الأصول ويشد لجامها
تصنع صلاح الابتسام يجيب على حمدى بتهكم
:- وأنت يا حمدى اللى هتعرف الدكتورة لينا الأصول ... ده أنت معرفتش تخلص معهد سنتين هتقدر على عقل وتفكير الدكتورة
كاد حمدى يجيب بانفعال لولا مقاطعه سعيد له
:- داكتورة ولا مش داكتورة ... الواچب تكون طوع چوزها وتتعلم الأصول
:- بنتى تعرف الأصول كويس أوى يا سعيد ... ومعملتش حاجة غلط
(هتف بها صلاح بقوة رادعاً لأى خوض فى سمعة ابنته ثم زفر بقوة ليقول بلهجة أهدأ)
وعلى أى حال إحنا مسافرين خلاص ... الدكتورة هتقدم البحث بتاعها وإن شاء الله تاخد الماجستير وبعدها الدكتوراة من ألمانيا
تهللت أسارير سعيد حين تأكد من الوصول لأول أهدافه، سفر صلاح ثم ينفرد بصراعه مع عدلى الذى بدأ فيه حتى ينتزع السلطة منه ورغم ذلك حافظ على ملامحه جامدة وتحول بنظره إلى عدلى يجذبه للحديث
:- عچبك يا عدلى الحديت دِه .... يعنى يبجى غرضنا نحافظ على اسمنا وصلاح يرفض ولدى
دق عدلى بطرف عصاه ذات الرأس الفضى بخفة مردداً ببساطة داعماً لقرار شقيقه
:- صاحب الشأن جالك كلمته ... وهو حر فى بته الداكتورة
ناظره سعيد نظره بغض وخبث وأخفض نظره نحو عصا والده ذات الرأس الفضى التى يطمع بها ثم قال بتحدى
:- والبدرى!! ... وكلام البلد مالكش صالح به بردك ... جولتلك جبل سابج لازمن تخلص من يوسف مسمعتش كلامى
التقت عيون الحاضرين على وجه عدلى الذى قال برصانة وثقة
:- كنت رايدنى أتحمل دم راچل برئ ... أنا وأنت وصلاح خابرين مليح أن حسين برئ من دم خالد
رفع سعيد ذقنه بكبرياء وقال بتحدى متبجحاً
:- ودم جمر فى رجبة مين!!

*****************

احتقن وجه أصيلة من تدافع الذكريات على رأسها وانفعالها مع الأحداث حتى دارت الدنيا بها وخشى جلال عليها فأسرع بإحضار دواء الضغط خاصتها وكوب ماء بينما غير يوسف جلسته وانتقل بجوارها ... التقط كفها يمسد عليها ويبثها الهدوء والطمأنينة
بعد فترة قصيرة التقطت فيها أصيلة أنفاسها وعاد لها توازنها، بدلت بصرها بينهما
وشعرت بلهفتهم لمعرفة المزيد فشرعت فى تكمله الحكاية
:- كيف ما جولت لكم جمر فضلت فى أوضتها سنين يادوب الشغالة تدخلها الوكل وتخرچ طوالى ... حالها صعب علينا وعلى أبوك يا يوسف وجال لازمن يعالچها ... راح للداكتور النفساوى فى المحافظة وحكى له كل اللى عرفه عن حالتها ... وأنا وأمى كنا چارها نراعيها ونتحدد وياها لغاية ماخدت علينا ... وأمى كانت ست طيبه وحنينه جوى الله يرحمها ... فالبنت حبتها وبجت هادية معانا وتتبسم فى وش أمى وفى وشى ... حتى حسين مابجتش تخاف منيه ... بس مايجدرش يجرب منيها وإلا تهيچ فى وشه
تنهدت بخفة تريح صدرها ثم واصلت
:- كنا بنعلاچها فى السر والطبيب كان بياچى كل سبوع .. لكن الكلام سرى فى البلد ووصل لسيد السمرى ... وفچأة لجينا عدلى فوج راسنا فى الدار
(تنبهت حواس يوسف وجلال وأصغوا السمع بتركيز عند هذه النقطة بينما فركت أصيلة كفيها ببعض وقالت بخفوت) عدلى كان وجتها جريب من عيلتنا وصلاح كان سافر بلاد بره
تبسمت أصيلة بخفة وقالت بشرود
:- عدلى عرف كل حاچة وعرف أن الداكتور نفسانى وبيعالچ أخته ... لكن عدلى سكت وخبى على أبوه وجاله أن الداكتور بياچى بيتابع حالة أبوى الصحية
لم يستطع جلال التحكم فى فضوله فأندفع يسأل
:- معقولة!! عدلى به كذب على أبوه سيد السمرى وخبى الحقيقة
هزت أصيلة رأسها عدة مرات وبررت بعفوية
:- كان ضميره واچعة لأنه ما جدرش يساعد أخته جبل سابج وهى فى دار أبوه
(تنهدت مرة أخرى بقوة واستطردت) المهم بعد شهر أكتشفنا أن جمر حامل من ليلة الدخلة وكان لازمن توجف الأدوية عشان سلامة الچنين ... الداكتور وجف أدوية كتير وأعتمد على حسن معاملتنا لها ... وبجى لازمن نفهمها أن حسين چوزها وأنها هتچيب طفل صغير جميل ... لكن البُنية كانت مش فاهمة ولا جابلة تشوف بطنها بتكبر جصاد عينيها وحالتها رچعت كيف الأول ومن لطف ربنا ولدت بعد سبع شهور
انشرحت ملامح يوسف وهمس بود :- أمل
ابتسمت أصيلة بحنين وهى تتذكر ملامح الصغيرة الجميلة
:- كانت تشبه أمها تمام ... كيف البدر فى تمامه وأبوك سماها أمل يمكن تكون سبب فى شفا أمها وأمل حياة چديدة بينهم
رفعت مقلتيها فى وجه يوسف وحركت رأسها نفياً مردده بحزن
:- لكن اللى حُصل غير إكده ... فاجت لجت حالها فى المستشفى كشت وخافت ... فهمناها إنها چابت بنت چميلة ... فى الأول خدتها بحضنها تتأمل فيها وتمسح على وشها الصغير ولما حاولنا نخليها ترضعها رفضت ... غلبنا نفهمها أنها مرات حسين وديه بنتهم هاچت وأتچنت .... وكانت هتخنج البنت الصغيرة
عبست وجوه المنصتين لها على هذه المأساة التى يستمعون لها بينما واصلت أصيلة لتزيح كل أثقالها التى حملتها فوق أكتافها لسنوات عديدة
:- الداكتور جال نبعدها عنيها واصل وصمم أنها تدخل المصحة ... جال إنها خطر على البنت وعلى اللى حواليها وكمان يبجى علاجها أسرع هناك ويراعوها مليح (هزت رأسها قائلة بحسرة) وجتها جامت الجيامة
لوى يوسف شفتيه بامتعاض ونكس رأسه متفهماً ثم قال
:- طبعا عيلة السمرى رفضوا تدخل مصحة نفسية
أومأت عمته مؤيدة لحديثه قائلة بنبرة متألمة
:- ومش إكده وبس ... دول جالوا فى البلد أن حسين هو اللى چننها لحد ما دخلت مستشفى المچانين ... بدأت المشاكل والصراعات والاتهام بين العيلتين وبجت فضيحة كبيرة فى البلد ... وفى الأخر راح سعيد وأخدها من المصحة بالجوة ورچعها دار السمرى
( رفعت أصيلة كفها المتغضن تمسح على وجهها بارتعاش تحاول التماسك حتى تنتهى من هذه الذكريات الحزينة وأكملت بصوت بدأ يرتجف بالبكاء) البنت لجت حالها فى الأوضة التى
أتحبست فيها سنين عمرها كلاتها ... هاچت واتچننت وجعدت تكسر فيها و....
صمتت قليلاً لتزفر فى آلم وتمسح دموع سالت على وجنتيها بدون وعى ثم أردفت بشجن
:- رمت حالها من البلكونة ... طبت جاطعة النفس
ظهرت علامات الصدمة على وجوه يوسف وجلال مالبثت أن تحولت لتعاطف ورددوا بخفوت :- لا حول ولاقوة إلا بالله
ساد صمت ثقيل على الجميع وأصيلة تبكى بحرقة وكأن الحادثة مازالت جديدة عليها، زفر يوسف بضيق مردداً بتعاطف
:- مسكينة أتظلمت أوى .... ربنا يرحمها
هزت أصيلة رأسها موافقة ومسحت دموعها المنسابة على وجهها قائلة بتحشرج
:- أهلها ظلموها وظلموا أبوك كمان .... وسيرته بجت فى البلد أن حسين چنن مراته وجتلت نفسها ... وطبعا أكده ولا عيلة هتجبل تچوز بتهم لأبوك ... غير العداوة اللى بجت بينا وبين السمرى
نهض جلال بعصببية هاتفاً بإحتجاج
:- إيه العيلة ديه ... الظلم بيجرى فى دمهم
حولت أصيلة بصرها نحو جلال وأجابته
:- سيد السمرى كان چبار مابيرحمش ... التار الحجيجى كان فضيحة عيلة السمرى لأنهم چننوا بنتهم وخدعوا حسين وچوزوه البت من غير ما يعرف حالتها ... لكن سيد السمرى صدج كذبته اللى نشرها فى البلد ... لما جال كذب أن حسين چنن مراته وكان السبب فى موتها
ردد جلال بتفهم وقال مؤكداً على حديث عمته
:- طبعاً بيحبكوا القصة عشان الناس ماتعرفش ظلمهم وقسوتهم ويداروا على الحقيقة
ارتشفت أصيلة قليل من الماء وتنفست بقوة تعيد الهواء لصدرها ثم أردفت بجدية
:- المشاكل استمرت بينا وبينهم بعد إكده على البنت الصغيرة ... رايدين ياخدوها عوض عن بتهم ولاچل ما يثبتوا حديتهم وكذبهم ... حسين رفض طبعاً وجال اللى يحب يشوفها أهلاً وسهلاً به فى دارنا.... فضلنا أكتر من سنه على أكده وبعدين أمى جالت لازمن حسين يتچوز ... مالحجش يانضرى يتهنى ديه هى ليلة واحدة مع جمر وماكنتش ياحبة جلبى واعية لروحها ... أمى دورت على عروس ... كان فى بنت يتيمة من جرايبنا عايشة مع أبوها ومرات أبوها فى بلد چارنا ... مليحة وطيبة خطبناها لحسين
انتبه يوسف واتسعت ابتسامته بحنين مردداً بدفء :- أمى
ربتت أصيلة على ساقه تطالعه بابتسامة جميلة تمدح فى والدته
:- ست زينة وبنت أصول .... عاشت مع أبوك على الحلوة والمرة وخدت أمل فى حضنها كأنها بنتها حتى لما خلفتك ماتغيرتش مع أمل واصل
جحظت مقلتى يوسف صدمة وسأل متلهفاً
:- يعنى أنا عشت مع أمل
هزت رأسها مؤكدة بابتسامة لطيفة
:- أيوه ... بس كنت لساك صغير ماتتذكرش وأمل كانت عنديها ياچى سنتين إكده لما أنت أتولدت
عبس وجه يوسف وتسائل بعصبية :- وليه راحت تعيش معاهم
مررت أناملها على جبتها باستياء وقالت بكمد
:- سيد السمرى طلب حفيدته أكتر من الأول بعد ماحسين أتچوز
وبعد كلام كتير وتوسط عوائل كبار البلد حصل صلح بينا وبينهم واتفجوا مع حسين البنت تجضى يوم فى السبوع عنديهم ... كان أبوك ياخدها يوم الچمعه تلعب مع ولاد عدلى ... أحمد وفاروج وسحر ... مرة والتانية والبنت اختفت ورفضوا يرچعوها تانى
مال يوسف بجذعه متحفزاً وهتف بعصبية
:- خطفوها ... خطفوا أختى ... كان عندها كام سنه يا عمتى؟
صمتت لبرهة تفكر ثم أجابته
:- ياچى تلات سنين إكده وأنت كنت داخل على السنة
طلب جلال من عمته الاستمرار فى الحكاية بفضول
:- حسين ياحبة جلبى حاول معاهم كتير يردوها ... رفضوا كانوا بعتوها بعيد عن البلد لاچل مانعرفش طريجها ... لغايه ماحُصلت حادثة خالد الله يرحمه كان أبوك هناك لاچل يترچاهم يرچعوا البنت وحُصل اللى حُصل
لوى جلال شفته بامتعاض وأكمل باستياء
:- وطبعاً طلعوا عمى غلطان وسبب فى موت خالد
هزت رأسها موافقة على حديثه وأكملت عليه
:- وزادت العداوة واستمرت كتير الخلافات بينا ... كل وجت والتانى حسين يروح لسيد السمرى يترچاه يرچع البنت وفى مرة عطوه شهادة وفاة أمل ... وجالوا ماتت من الحصبة
قطب يوسف جبينه مستنكراً :- ماتت!!
أشارت أصيلة نحو خزانة ملابسها وطلبت من جلال إحضار علبه صدف من أحد الأرفف، فعل كما طلبت، تناولت العلبة وفتحتها وأخرجت منها شهادة الوفاة وأعطتها ليوسف ليتأكد من حديثها
قرأها يوسف بإمعان وتسأل بحيرة تحولت لصرخة رفض
:- أزاى ماتت ... أزاى يقولوا على بنتهم كده
زفرت أصيلة بيأس قائلة
:- أبوك ماصدجش حكاية الموت ده ... وكان مُصر أن البنت عايشة ... وجف حسين جصاد سيد السمرى راس براس وجاله فى وشه أنه ظالم وجاسى وهو اللى چنن المسكينة جمر ودلوك بيفرج بين الأب وبنته
شهق جلال ذاهلاً وقال بتوجس :- كده طبعاً بقت حرب
حركت أصيلة رأسها بآسى وتابعت
:- أيوه ... البلد كلاتها بجت تحكى وتتحاكى على حسين اللى وجف جصاد الغول وجال كل عيوبه فى وشه من غير خوف ... وفى يوم أضرب على حسين نار وكان شايل يوسف على كتفه الرصاصة ... چت فى كتفه وخرچت من الناحية التانية وكان ممكن تصيب يوسف (ثبتت نظرها على يوسف تواصل حديثها وتبرر هروب شقيقها من البلدة) وجتها حسين جلبه أتخلع على ولده ... وأبوى جال بكفاية لحد إكده وطلب من حسين يسيب البلد خوف عليه وعليك يا يوسف
قطب جلال جبينه قائلاً باستغراب :- غريبة!! .. اللى ضرب النار كان يقدر يصيب عمى فى مقتل لا قدر الله ... مش بس يصيبه ولا إيه؟
أومأت أصيلة متفهمة تسائله ووضحت
:- كان ممكن لاجدر الله بس ربك ستر وحفظ حياة حسين ... وسافر بره مصر كلاتها ولما رچع مصر كان أبويا توفى الله يرحمه وانجطع اتصالنا ببعض
رفع يوسف كفيه يضغط على جانبى رأسه يحاول استيعاب ما يحدث وقال بتردد :- يعنى الست اللى هناك ديه ... تبقى أختى ولا لأ!!
صمتت قليلاً مفكره ثم أجابت بتروى
:- بعد ما حسين سافر وفات ياچى تسع سنين فى بنت صغيرة ظهرت عنديهم ... جالوا إنها جريبتهم ويتيمة وهيربوها بدل حفيدتهم اللى ماتت وهيسموها أمل كمان ... البنت كان عنديها ياچى اتناشر سنة يعنى فى عمر أمل بنت حسين (رمقها يوسف بتمعن وعتاب فى نفس الوقت فاستطردت) أبوى كان متوكد أنها بنت حسين بس سكت وماخبرناش حسين بحاچة
تسائل جلال بانفعال وهو يحرك كفيه فى الهواء
:- ليه من حقه يعرف ويطالب بابنته
ربتت على كتفه مهدئة وقالت بتعاطف
:- حسين أتعذب كتير وأخيراً سافر وبجى عنده حياة ووﻻده يوسف ومعتز ... أبوى جال كفاية المشاكل اللى عاش فيها سنين ومانفتحش چرح جديم ... كمان البُنيه بنتهم ومش هيأذوها
ضيق جلال عينيه وردد بتسائل :- معتز!!
هز يوسف رأسه بحسرة وأوضح
:- معتز أخويا الصغير الله يرحمه ... توفى فى حادثة عربية وهو عنده 13 سنه تقريباً
أومأ جلال متفهماً وردد بخفوت :- الله يرحمه
رددت أصيلة داعية للجميع :- ربنا يرحم أمواتنا أچمعين
مسح يوسف على مقلتيه باجهاد يشعر أنه صُدم بشاحنة مسرعة ورأسه يدور فى دوائر التوهان بكل هذه الحقائق التى كُشف أمامه، صمت لبرهة يستجمع أعصابه ثم تساءل بحيرة
:- والبنت اللى جابوها ديه جرالها إيه بعد كده؟
زفرت أصيلة باجهاد نفسى وأجابت بتلقائية
:- اللى سمعناه أن أمل اتچوزت فاروج ولد عدلى وعنديها منيه ولدين دلوك
ابتسم يوسف بحب وقال بحنو :- يعنى أنا خال دلوقت
ربتت أصيلة على ظهره برقة قائلة بتعاطف
:- ربنا يجرب البعيد يا ولدى
نهض جلال من مكانه وقال بتفكر
:- كده الحكاية بانت ... هما كان هدفهم يطردوا عمى من البلد ومايطالبش ببنته ... يعنى مفيش تار حقيقى بنا .... يبقى مين اللى ضرب على يوسف نار
رفع يوسف نظره نحو جلال الواقف أمامه وقال يجاريه فى تفكيره :- وليه مايكونش حد منهم عشان أبعد عن البلد زى أبويا
تلاقت مقلتى أبناء العم فى تفكير طويل لا يجد نهاية

*************
يتبــــــــــع




سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس