عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-21, 09:04 PM   #114

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

أكان خطأ أن تعلقت بك هكذا!؟، سؤال طالما سألته ، وكم أؤنب نفسي حينما يجول في خاطري؛ إذ أني أدرك إجابته، وهي أنني أخطأت، لكن ما يلبث أن يعود ذات السؤال يقتحم مخيلتي، ويراود قلبي لكي يجيبه وذاك الأخير يسعد بهذا السؤال فيتلقفه في حناياه قائلا، أنتِ لم تخطئي بالتعلق، فالحب لا يوجد به خيار وأنا المسؤول وأجيبك*تعلقي أكثر به*، فأسخر من نفسي على بلاهتي، لا زلت أحيا بلا أمل بلا ضحكة قلب بلا روح، وأخدع الجميع وأولهم أنا بأنني طويت كل شيء؛ نعم فعلت هذا ظاهريا لكن داخلي كلي يناديك ، يرغب بأن تبادلني مشاعري، أن تحبني، كما كبرت أنا على حبك، أنت مني وتمنيت لو كنت أنا منك، أحمد، أنا كبرت ورأيتك قربي، تهتم لأمري، تحنو، قريب دون أن تقترب، حبيب دون ارادتي، رأيت في عينيك نفسي الطواقة لأن تحبني، وظننت بأن القلوب تتلاقى، لهذا ظل الأمل يكبر ويكبر يلتف حولي كعباءة مبهرجة، تداري الحقيقة المُرة عني؛ أنك لم تراني كحبيبة يوما و بأنك لغيري!.
نظرت بعينين حزينتين تملأهما الدموع إلى الكلمات التي خطتها يدها بأنامل مرتعشة في دفترها حيث ألقت بين صفحاته وهنها وحزنها، تيهها وأملها، منذ سافرت بعد خطبة أحمد وتأزمت حالتها، نصحتها طبيبتها النفسية بأن تبوح بكل ما يختلج قلبها، حتى لا يظل داخلها فيخنقها، وبالفعل نفذت عن طيب خاطر، لأنها بحاجة لذلك، أغلقت الدفتر، تحدق بغلافه الأسود!! والذي لا يقطعه إلا شيء يشبه الضوء من أعلى الصفحة متسللا كسارق وسط تلك الظلمة، تلمست غلافه بأناملها المرتجفة، وصوت جلال يصدح داخلها، هل ستشترين دفتر أسود يا نورا؟؟، لا ،لا ،لن أوافق!».
مد يده يأخذ دفتر آخر بلون فاتح تتلألأ عليه نجوم بملمس بارز قائلا في محاولة لتغيير رأيها «هذا الدفتر يشبهك نورا، فأنتِ لا يليق بكِ الأسود!!»، أدارت وجهها عنه، تضم الدفتر إلى صدرها كأنه شيء نفيس، تشعر بأن شيء فيه يجذبها، عاد جلال يمد يده لها بالدفتر الذي اختاره بينما يزم شفتيه بحنق حين تأتي عينيه على هذا الدفتر الذي أثار قشعريرة في قلبه! فهزت كتفيها بلا اكتراث وقالت قبل أن تخطو من أمامه «إن أخذت الدفتر الذي بيدك لن أكتب فيه شيء؛ دعني أأخذ هذا جلال فهو يشبه تلك الظلمة التي أعيشها...»
نظر لها بعينين متألمتين، كلماتها تشق قلبه وهو يرى زهرة قلبه تنطفيء وتذبل وكأنها غرست في أرض غير أرضها!. زفر طويلا بقلة حيلة قبل أن يسير خلفها ليلحقها بعدما وضع الدفتر مكانه هاتفا محاولا المرح رغم الوجع داخله «لا أعلم من استطاع تصميم دفتر بلون قاتم كهذا!؟»
التفتت له وقالت بابتسامة واهنة«صممه شخص يرى ما أراه الآن فيه، لهذا ستجد بأنه دفتر وحيد وسط الكثير من الألوان ولا يوجد ما يشبهه وما يؤنسه»
«تتفلسفين يا نورا!؟»هتف بها جلال وهو يضم كتفيها تحت ذراعه ويسير جانبها.
تبسمت بوهن وقالت بينما تنظر لوجهه البشوش والذي يبعث الأمان في كل كيانها «ليتني أفعل، ما وصلت لهنا».
تنهدت بصوت عالي تستعيد نفسها من ذكرياتها التي دائما تسحبها في بحورها قبل أن تضم الدفتر لصدرها كأنها تطمئن به ثم وضعته في درج مكتبها الذي يوجد بأحد أركان غرفتها والذي يوجد خلفه تماما نافذة تطل على حديقة الفيلا، أغلقت درج المكتب بينما تقف من مكانها فأصدر الكرسي صوتا أثار قشعريرة بجسدها جعلتها تكز بقوة على أسنانها هذا الشعور الذي جد عليها في تلك السنة ورغم العلاج لم يغادرها كما لم تغادرها أشياء كثيرة!.
التفتت حيث النافذة، فتحتها على مصراعيها فلفحتها نسمات الخريف الي جعلتها ترجف فمدت يدها تأخذ شالها الموضوع على رأس الكرسي خلفها، لفته حولها، تضمه بيدها بينما عينيها تحدقان بالحديقة وخاصة بالمنضدة التي توجد بأحد زواياها، يلتف حولها أربع كراسي، تنشقت هواء الخريف بعمق، تسحبه لرئتيها بل إلى روحها عله ينعش داخلها قليلا،تعلقت عيناها بالمنضدة وابتسامة رائقة ارتسمت على شفتيها بينما أصوات تأتي من زمن مر تصدح في مخيلتها!!.
« اختاري إدارة أعمال يا نورا، ستكون مفيدة لكِ بإدارة الشركة معي» قالها جلال الجالس تجاه جانبها الأيمن وهو يستند بيديه على المنضدة.
هزت رأسها بلا بينما عيناها تحدق بالحاسوب أمامها في حين ذلك تدخل أحمد الجالس معهما على الكرسي بالمقابل لجلال بينما هي تتوسطهما « ما رأيك بهندسة؟، وأعدك أساعدك بدراستها وتدريبك يوما ما سيكون معي أنا»
قاطعه جلال بمرح«ستسمع كلام أخيها»
تعلقت عيناها بأحمد، بينما شعور بالراحة يجتاحها كلما نظرت له، قلبها يكاد يشق مكانه من صخب دقات لا تفهمها، ولا تعلم ماهيتها، فقط هدوء بروحها، دقات عالية كلما رأته، أهذا ما يسمى حب!؟، أن تتعلق روحها به وكأنها له منذ ولدت، صوت جلال أعادها من شرودها وهو يهتف بها«هيا يا فتاة أخبريني قرارك، كي تختاري وترسلي للتنسيق»
انتفضت من مكانها بخفة، كاتمة شهقة كادت تفلت من بين شفتيها حينما انتبهت لتعلقها بأحمد ثم وبكل رواق استندت على كرسيها قائلة بمزاح«أمامنا وقت»
رفع أحمد حاجبه بدهشة وقال «لديك بال تحسدين عليه، يا صغيرة عائلة منصور»
ضحكة صغيرة فلتت من بين شفتيها هامسة«لولا هذا البال الطويل، ما تحملت عدم اكتراثك لتلك الصغيرة يا باش مهندس»
هز جلال رأسه زاما شفتيه قبل أن يقول«وعلى الأخ الأكبر تحمل كل ذلك»
ضحكة رجولية عالية كانت رد من أحمد الذي تابع مزاح جلال«وعلي أنا تحملكما معا، يالي من بطل»
أجفلت نورا لتلك الضحكة التي شقت طريقها لقلبها كما تفعل دائما في حين ذلك تابعت دون انتباه منها حركات أحمد بفضول تام، بشرته القمحية التي تلفها ذقن خفيفة مشذبة، بينما شاربه الذي يعلو شفتيه، شعره الطويل نسبيا يربطه خلف رأسه بينما خصلة شعر تداعب عينه البنية تناديها لابعادها قليلا كي تتأمل عيناه أفضل، كل شيء فيه يخبرها بأنها ستتعلق أكثر وليس بيدها شيء لأن حديث القلب فائز لديها دوما، حديث تكذبه فيعاندها!.
مسح أحمد وجهه براحة يده واستند على المنضدة قائلا مصطنع نفاذ صبره« يا نورا، ننتظرك منذ ساعات لتقرري، هيا»
هزت كتفيها بلا اكتراث ليتدخل جلال هاتفا بها«نووورااا»
رفعت ذراعيها تشير لهما بأن يكفا عن الحديث ثم قالت وهي تستند بذقنها على قبضة يديها المرتاحة على المنضدة«أنا اخترت وانتهى منذ زمن، والآن كل ما فعلته ،أنني أرسلت طلبي فقط..»
هتف بها جلال «وكل هذا التعب معك وأنت بالفعل قد اخترتي»
أومأت بنعم مع ابتسامة رائقة ليتدخل أحمد «وما هو اختيارك!؟»
التفتت له دون قائلة بتمهل«سأكون باش مهندسة، وعليك الوفاء بوعدك ستساعدني بالدراسة»
«تأمرين يا نورا، أنا دوما سأكون قربك»قالها أحمد داعما لها بينما هي اخترقت قلبها بأنه توأم قلبها، قرب روحها.
انطفأت ضحكتها حينما توارت تلك الضحكات خلف ستار من الذكريات المؤلمة بينما صوت جلال يعود ليخترق مخيلتها، يحدث والدتها«سيتم خطبة أحمد»
نظرت بعينين شاردتين إلى المنضدة الخالية منهم، يجذبها الحنين لتلك الأوقات التي لن تعود، أحمد اختار طريقه ومنذ فعل ذلك، ابتعد كثيرا عنهم، انشغل بحياته، وربما حاول الاعتياد على حياته دونهم.
أهة فلتت من بين شفتيها صاحبتها دمعة وحيدة انسابت على وجنتها مسحتها بظهر كفها بسرعة؛ لم تعد تلك الضعيفة التي يقهرها حب من طرف واحد لقد عاهدت نفسها وأهلها!.
تنهدت بقوة وهي تشعر ببرودة تجتاح جسدها أكثر فضمت الشال لها لكنه لم يدفئها بل أحست بجسدها وكأنه أصاب بعاصفة ثلجية جعلتها ترتعش كعجوز بالسبعين من عمرها، أغلقت النافذة وتوجهت بتمهل تجاه سريرها المتوسط الغرفة، ألقت الشال على السرير ثم مددت جسدها حاضنة مخدتها، تضمها إلى صدرها بعدما اتخذت وضع الجنين، ناشدة النوم الذي يجافيها دوما!!
★★★
انتهى الفصل💜🌷💜يسعدني رأيكن غوالي 💜 فلا تنسوني منه💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس