عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-21, 12:35 AM   #138

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,475
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 60


"الأم تظلم نفسها لتنصف أولادها"
-شوبير-



تمشي بهدوء على الرصيف بهذه المنطقة السكنيه الهادئه ..
عن يمينها ويسارها فلل ومنازل تُطل من أسوارها أنواع من الأشجار وأعطى هذا رونق جميل للمكان ..
الوقتُ ليلاً والشارع بين المنازل فارغ تقريباً وهي تمشي على رصيفه تشد معطفها الى جسدها وشاردة البال في حياتها ..
قبل فقدانها لذاكرتها ، وبعدما فقدتها ، وعندما إسترجعتها ..
إختلطت عليها بعض الأمور والمفاهيم وإضطرت الى أن تأخذ وقتاً طويلاً لترتيب الشتات الذي يسكن ذاكرتها ومع هذا تشعر بأنها حتى الآن لم تُرتبه جيداً ..
أغمضت عينيها تهمس بداخلها: لم أعد أعرف حتى من أين أبدأ ، يُهمني أمر نينا كثيراً ، كيف لي أن أعرف ما حالها الآن ؟
أخرجت هاتفها النقال ودخلت الى قائمة الأسماء تنظر الى إسم لوكا الذي سجلته مُسبقاً ..
ضغطت على زر الإتصال وبدأت تُراقب الشاشة وهي تُعلن لها عن كون الهاتف إما مُغلقاً أو خارج نطاق الخدمه ..
بقيت تتأمل إسمه لفتره وهي تتذكر إنطباع ريكس بشأنه عندما قال يبدو رجلاً خطيراً ..
لوكا ؟!!!
لطالما كان لطيفاً للغايه ، مالذي جعل ريكس يصفه بهذا الوصف ؟
ريكس ؟
تنهدت وبحثت عن إسمه وبدأت بكتابة رسالة قصيره تُخبره فيها بأنها خارج المنزل لفتره من أجل أمرٍ خاص وستلتقيه قريباً عندما تتفرغ ..
تخشى بأنه عندما يعود ولا يراها يضنها كالعادة خرجت لتتمشى مُتجاهلةً كلامه ..
دست يديها في جيب معطفها وهي تُكمل المشي هامسه: ريكس ، أتسائل لما لم يُخبرني أنه قد قابلني سابقاً ؟ من الواضح بأنه لم يكذب بشأن هذا ولكن .... هل الأمر فحسب بأنه لا يتذكر ؟ ربما فأنا لم أتذكره أصلاً إلا لأني أعرف والدته جداً ..
أخذت نفساً عميقاً عندما وصلت الى الشارع الرئيسي فوقفت تنتظر سيارة أُجرة ..


من جهةٍ أُخرى ..
يجلس في إحدى الحدائق العامه يُراقب عرضاً للمواهب فيها ..
فهاهو هذا الشاب يرقص على أنغامٍ موسيقيه وهو يستعرض بعض الحركات البهلوانيه ومن حوله أصدقائه والمُتفرجون يُصفقون ويُصفرون له ..
ومجموعةٌ أُخرى ترفع هواتفها وتصور لترفعها إما على حسابها بشبكات التواصل أو على قناته على اليوتيوب ..
نظر إليهم بشيء من الملل وعيناها تكادان تُغمضان في أي لحضةٍ من شدة شعوره بالنُعاس ..
نظر الى ساعة هاتفه التي تُشير الى الثانية عشر إلا رُبعاً ..
لم يتبقى الكثير على مُنتصف الليل ..
قطع عليه رنين والدته مُجدداً ، يشعر بالذنب من إتصالها المُتكرر ..
لابد من أنها قلقه ..
لطالما خرج من البيت سابقاً ولم تكن حينها تتصل بكُل هذا الإلحاح !
تردد كثيراً وشعر برغبةٍ في الرد عليها ولكنه يخشى أن يُصدم من كونها تبكي عليه ، لأنه لو سمع صوت بكائها لتراجع وترك كُل ما يبحث عنه خلفه وعاد إليها ..
أغمض عينيه وأخذ نفساً عميقاً قبل أن يسمعها تقول: تأخرتُ عليك ؟
فتح عينيه ورفع رأسه إليها حيثُ كانت تقف أمامه ..
تقدمت وجلست على المقعد الخشبي بجواره تنظر الى الإستعراض وهي تُعلق: عرض مواهب في حديقةٍ عامه ، سيُعاقبون لو رأتهم الشُرطه ..
رد عليها: وكأنه سيبقون ! ما إن يرون رجلاً منهم حتى يفرون تماماً ..
ضحكت وقالت: أجل ، إنه مُمتع ، مُخالفة القانون والهروب هكذا ..
عقد حاجبه بإستنكار ونظر إليها يقول: لما تقولينها هكذا وكأنك تعشقين كسر القوانين ؟
ضحكت من تعليقه ونظرت إليه تقول: هيّا أقنعني بأنك لا تُحب كسر القوانين ؟! خاصةً المُراهقون ومن هم بفترة العشرينيات من عمرهم ، يُسببون صداع الرأس لمن حولهم ..
إبتسم بهدوء ولم يُعلق ..
بعد فترة صمت نظر إليها يسأل: حسناً ... إن كُنتِ إستعدتِ ذاكرتك فبماذا أُناديك ؟
إجابته بإبتسامه: رين ، رين فينسنت ..
هز رأسه يقول: إذاً لم يعد لإسم آليس وجود ؟ خساره فلقد أحببتُ الإسم ..
إتكأ بيديه الى الخلف ينظر الى السماء وهو يُكمل: لطالما كان هذا الإسم غريباً وكُل من يحمله كذلك ، يظهرون فجأه يقولون إسمهم ومن ثُم يختفون ..
ضحك ونظر إليها يُكمل: ولكنك أنتِ عاودتِ الظهور ..
إبتسمت بهدوء دون تعليق فسألها: لما طلبتِ مني أن نذهب الى مكانٍ آخر ؟ ضننتُك تبحثين عن مكانٍ أكثر خصوصيه ولكنك إخترتي حديقةً أيضاً ! كان بإمكاننا التحدث في الحديقة السابقه ..
لم تُعلق على كلامه فنظر إليها قليلاً قبل أن يُشيح بنظره الى العرض الذي أمامه مُعلقاً: وااه بدأتِ تُزعجينني ، ليتني تجاهلتُك أول مرة قبل شهر ولم أُعرك إهتماماً ..
رفعت حاجبها فإبتسم ونظر إليها نظرةً جانبيه يقول: لقد كُنتِ تتوقين للتعرف إلي ، وكُدتِ تموتين من فرط السعادة عندما أوليتك إهتمامي ..
ضاقت عيناها مُكمله: تتشاركان بكونكما مُزعجين للغايه ..
رفع حاجبه يقول: ومن هذا الذي تُشبهينه بي ؟
نظرت الى الإستعراض الذي أمامها قائله: وكأنك سأُخبرك ، رُغم أن الأمر مُهم للغايه ولكني تراجعت ..
شعر بشيء من الفضول وهو يقول: هيّا كُفي عن تشويقي هكذا ، أخبريني عن ماذا تتحدثين ؟
صمتت قليلاً قبل أن تقول: ربما إن قُلتَ "أعتذر يا اُختي الكُبرى" قد أتنازل وأرضى ..
رفع حاجبه يقول: أُختي الكُبرى ؟ يالا ثقتك العاليه بنفسك ..!
نظر الى الأمام يقول بلا مُبالاه: حسناً ، أبقي هذا الأمر لنفسك ، أُراهن أنك بنفسك تتوقين لإخباري لذا سأتجاهل الأمر لتغتاضي أنتِ ..
مطت شفتيها هامسه: لما لا أُقابل سوى المُزعجين في حياتي ؟
بعدها نظرت إليه عندما رن هاتفه النقال فوضعه على وضعية الصمت وقلب الشاشه وعاود النظر الى الإستعراض دون تعليق ..
سألته: والدتك ؟
لم يُجبها مُباشرةً ولكنه في الأخير هز رأسه بالإيجاب ..
بقيت تنظر إليه لفترةٍ ليست بالقصيره قبل أن تسأله: أُتحبها ؟
إبتسم يقول: ماذا ؟ قلقةٌ لأجلي ؟ لا تقلقي لم نعد نتشاجر كثيراً كالسابق ..
رين: حسناً هذا جيد ولكن أجبني ، أتُحبها ؟
تعجب من إصرارها ليُجيبها بعد فترة صمت: رُبما كانت إمراةً عصبية وحادة المزاج في كثير من الأوقات ولكنها في الأخير أُمي وهي من ربتني مُنذ طفولتي ، الأُم يحق لها فعل أي شيء ونحنُ علينا أن نُراعي مزاجها ..
إبتسم بسُخريه وهو يُكمل: وخاصةً إن كانت تمتلك زوجاً جباناً كوالدي يتركها لسنواتٍ ويجعلها تتحمل مسؤولية طفلٍ لوحدها ..
نظر إليها يقول: دعينا من موضوع أُمي الآن .... أنا ...
قاطعته وهي تسأل: ألم تقل لك والدتك أي شيء عنها ؟
عقد حاجبه لفتره قبل أن يقول: آليـ أقصد رين ... ما السؤال الذي تُريدين إجابته بالضبط ؟ إختصري الطريق وإسأليه مُباشرةً ..
إبتسمت بهدوء فلم تكن تتوقع أن يفهم هكذا ، لا تعلم لما تُعامل كُل من هم أصغر منها مُعاملة الأطفال ..
تنهدت وقالت: لا أعلم ، أنا أخشى أن أُفسد الأمر إن أخبرتك شيئاً بخصوصها لذا لا يُمكنني السؤال مُباشرةً ..
بقي ينظر إليها لفتره وهو يتذكر والدته التي تذكرت رين عندما رأت صورتها ..
إنهما يعرفان بعضهما بشكلٍ أو بآخر ..
فكر قليلاً مُحاولة تخمين ما الذي تُريد رين معرفته ، أمر يخصه هو ووالدته ....
سألها: هل تُريدن أن تسألي ما إن كانت والدتي الحقيقيه ؟
دُهشت رين للحضه بعدها قالت: إذاً أخبرتك ؟
عرف مارك أن رين بدون شك تعرف الكثير عنهم ..
شعر ببعض الراحة فهو بحق يخشى أن يواجه والده بالأسئله ..
صمت قليلاً قبل أن يُجيبها على سؤالها: كلا لم تُخبرني ، أنا كُنتُ أعرف هذا مُنذ طفولتي .. فلقد أخذني والدي لها وأنا بالرابعة من عمري ، كُنتُ أعي عن كونها ليست بوالدتي ، ولكني كُنتُ دائماً ما أُناديها بأُمي ..
رين: كُنتَ بالرابعه ؟ هل هذا يعني بأنك تتذكر والدتك ؟
هز رأسه نفياً ..
رين بتعجب: ولكنك تتذكر عندما أحضرك والدك لأمك الحاليه ، ألا تتذكر حياتك قبلها ؟!!
مارك: صدقيني لا أذكر ، الأمر مُبهماً في رأسي ، حتى وانا بالرابعة بالكاد أتذكر ذكرى دخولي المنزل أول مره ولا أتذكر الكثير عن تلك الفترة من عمري ..
رين: ألم تمتلك فضولاً لتعرف أي نوع من النساء هي ؟
مارك: لقد ماتت ولا أتذكر أي شيء عنها ، بالتأكيد لم أفكر بأمرها كثيراً ..
صمت قليلاً يتذكر إحدى الليالي القديمة وهو يقول بهدوء: في ليلة دخل والدي المنزل وكانت المرة الاولى والوحيدة التي أراها فيها مُنهاراً هكذا .. بحث عني كالمجنون في المنزل وما إن رآني حتى جثى على رُكبتيه وإحتضنني بقوةٍ باكياً ، كُل ما أتذكر تلك الذكرى اتسائل ، أي نوع من النساء كانت أُمي ليبكي عليها والدي الى هذه الدرجه ؟
بعد لحضةٍ أكمل بهدوء: أكون كاذباً إن قُلتُ بأني لا أُفكر فيها ولا أملك فضولاً لرؤية أي شيء عنها ، ولكن ما فائدة التفكير بشخصٍ ميت ؟ هذا لن يجلب سوى المزيد من الألم ..
تذكرت رين والدها في هذه اللحضه ، أخذت نفساً عميقاً ونظرت الى التصفيق الذي علا بعد أن أنهت مجموعةٍ راقصه رقصهم وحاولت التوقف عن تذكر والدها في هذه اللحضه ، لقد بكت هذا اليوم لأجله كثيراً ، لن تحتمل أن تتذكره وتتألم مُجدداً ..
نظرت بعدها الى مارك لفترةٍ قصيره فمثلما توقعت ، ريكارد لم يُخبره عن كونه ليس بوالده الحقيقي ..
بعد فترةِ صمت قالت: ألم تفكر يوماً بكون والدتك كانت متزوجة قبل أن تتزوج بوالدك ؟
عقد حاجبه من سؤالها الغريب فإبتسمت تقول: ألا تضن بأنه أمرٌ رائع بأن يكون لديك أخوةً أكبر منك ؟
صمت قليلاً مُفكراً قبل أن يقول: لم أُفكر بالأمر من قبل ، ولكن يستحيل أن يكون كذلك فأين هم عني بعد وفاة والدتي ؟
هزت رين كتفها تقول: ربما لم تكن لديهم فكره عن كونهم يملكون أخاً أصغر ! أو أنهم يعلمون ولكن لا يعرفون مكانك ..
أشاح بوجهه عنها بملل يقول: توقفي ، قولي شيئاً معقولاً ، بالتأكيد حضروا جنازة والدتهم ، والدي كان هُناك وبالتأكيد يعرفونه فلما لم يسألوه على الأقل ؟ كوني عقلانيةً بتخيلاتك ، أصغر منك وأُوجهك ! عليك أن تخجلي من نفسك ..
مطت شفتيها ولم تُعلق ، إنه بحق مُزعج كشخصٍ تعرفه جيداً ..
وعاد الصمت بينهما لتتذكر رين أمراً وتسأله: لما تكره عائلة جينيفر ؟
ظهر التقزز على وجهه قبل أن يقول: مغرورين ومُتكبرين ولا أُحبهم ناهيك عن كونهم سرقوا والدي ..
رين: فقطط؟ هذا هو السبب ؟ فقد شعرتُ مرةً أن جينيفر تكرهكم بالمُقابل ؟ لما ؟
صمت مارك قليلاً قبل أن يقول: لا فكرة لدي ، هي تتقزز منا كثيراً لذا كرهتهم بالمُقابل ، لطالما تشاجرت مع أمي قديماً لكون أمي على تلك الأيام تسكر كثيراً وتتمشى في الشارع وهي ثمله لذا شاجرتها جينيفر بكونها تُسيء الى سُمعة منزلهم ، أتذكر تلك الليله عندما كُنتُ صبياً في العاشرة من عمري وعندما رأتني حينها كان وكأنها رأت جنياً !!! صُدمت لتنطق فجأه بكونها تكرهني وتكره رؤية وجهي البشع ، من هنا بدأت عداوةً كبيرةً بينهما ومن هُنا كرهتُها وكلما رأتني حتى صرخت في وجهي وأمرتني ألا أُظهره أمام المنزل ولا لأبنائها أبداً من أكبرهم وحتى أصغرهم ..
بعدها أكمل بتقزز: متكبره وكُل أبنائها مثلهم تماماً ، المال شيء قذر فهو يُدمر الأخلاق تماماً ..
فكرت بكلامه كثيراً قبل أن تضحك تقول: رُبما ذكرتها بشيء تكرهه لهذا صرخت في وجهك ..
مارك بإستنكار: حقاً ؟!! وما شأني ؟! إنها مريضةٌ دون أدنى شك ..
سألته: وهل جميع أبنائها مُزعجين بالنسبة لك ؟
مارك: أجل ..
رين: جميعهم ؟!!
مارك: قُلتُ أجل ..
رين: من أكثر واحدٍ تكرهه فيهم ؟
مارك: الجميع ..
ضحكت رُغماً عنها تقول: هيّا مارك مابك أصبحت تتحدث كالأطفال عندما يغتاضون من شخصٍ ما ؟
سألته قبل أن يُعلق: وهل قابلت الجميع ؟
تنهد وقال: بضع مرات بالصدفه ، كرهتُ أولاً إدريان عندما رآني قبل ثلاث سنوات أمشي على الرصيف بقرب منزلهم ، سألني عمن أكون فهي المرة الأولى التي يراني فيها وما إن أخبرته عني وعن منزلي إختفت إبتسامته وغادر ، نعم أمي كانت إمرأه سيئه ولكن لا يحق لكم كرهها وكره حتى أبنائها لهذا السبب ..
إبتسمت رين ولم تُعلق فلقد بدا وكانه يملك عقدةً تجاه هذا الأمر فهي بنفسها من دون أدنى شك ستكره أمثال أمه الذين يثملون ويمشون بالشارع مسببين الأذى لمن حولهم .. ولكن لا يُمكننها أن تُبرر تصرف إدريان لذا صمتت ..
سألته: وريكس ؟ هل قابلته من قبل ؟
مارك: مرةً واحده من بعيد ، كان مغروراً للغاية وهو يرفع صوته على أحد لعاملين في الفيلا ، الكُل هُناك إما وقحين أو مغرورين أو الإثنين معاً ..
إبتسم بسخريه يقول: لا تنسي بأنه من طرد ذاك الشاب الذي اتى باحثاً عنك تتذكرين ؟
قطبت حاجبيها تقول: لا تُذكرني ! إنه وقح ..
مارك: رأيتي ؟! إنهم عائلةً وقحه ..
رين: لم أقصد ريكس بل الشاب نفسه ..
تعجب وقال: لما ؟ ألم يكن يعرفك ؟
رين: بل كان يُريد أن يستفز أحدهم ..
صمتت بعدها مُفكره وهي تتسائل عمن كان يقصد ؟ قال بأن هُناك شاباً يقرب لها قد أذاه عندما سرق حبيبته ، من يقصد ؟ أحد أصدقائها أو عمها ؟ لا تمتلك شباباً حولها سواهم ..
تجاهلت التفكير في الأمر وقالت: على اية حال أسدى لي ريكس حينها خدمةً عندما طرده ، ليتني لم أُعاند وأذهب للبحث عنه ، ريكس لطيف ..
راقبت ردة فعله على كلمتها الأخيره لتتفاجئ من كونه يُظهر علامات القرف والإشمئزاز فتنهدت ولم تُعلق ..
همست لنفسها: وما شأني إن كان أخاه يكرهه ..
نظر مارك إليها يقول: ماذا قُلتِ ؟
نظرت إليه بإبتسامه تقول: أردتَ أن تسألني شيئاً صحيح ؟ ماهو ؟
أخرج الصورة وأعطاها إياها يقول: هذه أنتِ صحيح ؟
أخذتها ونظرت الى نفسها لتبتسم قائله: أنتم تملكون لي صوراً أكثر مما أملكها أنا ..
بعدها رفعت نظرها الى المرأة التي حُرق جُزءاً من الصورة لتختفي ملامحها ولكن شعرها الأسود هو شعر آليس بدون شك ..
سألها مارك: هل تعرفينني ؟
نظرت إليه مُتعجبه فهي لم تفهم مقصد سؤاله فقال: لدينا صوراً لك في منزلنا ، وتعرفين والدي ، ووالدتي تعرفك ، ما علاقتك بنا ؟
صمتت قليلاً مُفكره تقول: كيف أقولها ..... أجل والدي ووالدتك أصدقاء مُنذ أكثر من عِقدٍ كامل ..
دُهش وقال: حقاً ؟
هزت رأسها بالإيجاب فعقد حاجبه قليلاً قبل أن يقول: ولكن والدتي طردتك تلك الليلة ، وهي تكرهك فـ...
قاطعته: والدتك يا مارك ، أقصد البيلوجيه وليست من ربتك ..
إتسعت عيناه من الصدمه وهو يسأل: حقاً ؟ تعرفينها ؟ هل رأيتها من قبل ؟
رين: واااه كثيراً كثيراً للغايه ..
صمت قليلاً بعدها قال: هل .... هي التي بالصورة هُنا ؟
نظرت رين الى الصورة التي بين يديها قبل أن تقول: ما رأيُك ؟ هل تعتقد بأنها هي ؟
نظرت الى وجهه وأكملت: هل تشعر بأنها والدتك ؟
تنهد ونظر الى الأمام يقول: لا أعلم ، ولكن والدتي الحاليه تكره هذه المرأة التي بالصوره ، أضن السبب يعود لكونها زوجة والدي سابقاً ، أنتِ فتاة لذا تفهمين أمور الغيرة هذه ، هذا ما إستطعتُ تفسيره ..
نظرت إليه لفترةٍ ليست بالقصيره قبل أن تسأله بهدوء: هل تُحبها مهما كانت ؟
عقد حاجبه ونظر الى وجهها يقول: ماذا تقصدين ؟
رين: والدتك البيولوجيه ، هل تُحبها حتى لو إكتشفت كونها مُجرمه ؟
إتسعت عيناه من الصدمة وهو يهمس مُجدداً: ماذا تقصدين ؟
ما إن رأت صدمته العارمه حتى تنهدت وإبتسمت بعدها تقول: هيّا كان محض سؤال ! لما أخذتَه بجديه ؟
لم تختفي صدمته بل سألها:هل هي كذلك فعلاً ؟
لفت رين بجسدها الى جهته وهي ترفع رجلها لتقترب منه قائله بإبتسامه: أخبرتُك بأنه محض سؤال ، أعني ... والدي سمعتُ عنه قبل وفاته عن كونه مُجرماً ، بالطبع الأمر كان خاطئاً لذا شعرتُ بالفضول ، هل الطفل سيُحب والديه مهما كانت حقيقتهما ؟ أنا كُنتُ سأُحبه أياً كان ، ولكن أنتَ لم ترى والدتك من قبل لذا هل كُنتَ ستُحبها ؟ هل مشاعرنا ستختلف بما أن أحدنا عاش مع والده والآخر لا ، سؤال فلسفي ومحض فضول لا أكثر ، أعتذر إن أزعجك هذا ..
بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يسألها بهدوء: بما أنك كُنتِ تعرفين والدتي ..... فهل أحبها والدي ؟
تعجبت من سؤاله وتسائلت بداخلها عن السبب الذي جعله يسأل هذا السؤال ..
أجابته: ألم تقل بأنه بكى لأجلها كثيراً ؟ على ماذا يدل هذا برأيك ؟
أشاح بنظره يقول: فقط ... مُجرد سؤال ..
ضاقت عيناها وهي تعلم عن كونه يملك سبباً فسألته: ولما تسأله ؟ هل قال لك والدك شيئاً جعلك تشك ..؟
لم يُجبها فبقيت تنتظر إجابته وعندما إستشعر صمتها ورغبتها بمعرفة الأجابه قال: لطالما قال لي أموراً عن المجرمين ، القتلة المتوحشين ، قال بأن أمثالهم عليهم أن يُسجنوا وأن يكرههم الجميع ، وأن الإنسان عليه ألا يُسامح أمثالهم مُطلقاً مهما كانت علاقته بهم قوية ، حتى لو جمعتهم صلة دم ، كررها علي مراراً ، هل كان يقصد والدتي به ؟
إتسعت عيناها من الصدمة عندما إستوعبت أن ريكارد كان يشحنه ضد والده منذ طفولته !
حتى ولو كان والده مجرماً !! لا يحق لريكارد أن يُقرر كيف على مارك أن يُعامله !
الإبن عندما يكبر عليه أن يُقرر مشاعره بنفسه ! هذه حركة فضيعة من ريكارد ..
تنهدت تقول له: ماهذا السؤال ؟! ولما أستشعر كونك مُتأكد أن والدتك مُجرمه ؟ الم أقل لك انها ليست كذلك وقد كان سؤالي في بداية الأمر مُجرد فضول ؟
مارك بهدوء: لأنك تكذبين ..
رفعت حاجبها فأكمل: أن تسألي سؤالاً بهذه الجديه ومن ثُم تقولين أنه كان محض فضول .... أنا لستُ طفلاً يا آليس ..
إبتسمت وقالت: إسمي رين ، وآسفه لأني أستمر بالتحدث إليك وكأنك طفل ، لن أفعلها ثانيةً ..
ثُم أكملت بجديه: ولكن صدقني .... قد تكون فعلت بعض الأمور السيئه ولكنها لم تكن مجرمة تقتل الأبرياء .. لم تكن إمرأة تستحق الكُره على الإطلاق ..
نظر الى وجهها الجاد فلم يكن له مجالاً سوى تصديقها فلقد بدت صادقةً للغايه ..
سألها بعدها: حسناً ... القلادة هذه التي بالصوره ، من أعطاكِ إياها ؟
نظر مُجدداً الى الصورة تقول: اووه إنها قصةٌ طويله ..
مارك: أنا مُتفرغ تماماً ..
ضحكت وقالت: إني امزح ، ليست بالقصة الطويله ..
صمتت قليلاً ثُم قالت: أعلم سبب سؤالك ، أنت تملك مثلها صحيح ؟
هز رأسه بالإيجاب فقالت: وتعلم هي مِن مَن ؟
هز رأسه بالإيجاب مُجدداً فقالت: حسناً ، كانت آليس تُقدّر الرابط الأُسري كثيراً وخاصةً علاقة الطفل بوالدته لذا كانت تُشفق كُل طفل محروم من والدته ، أتعلم بأنها حضرت حفل تخرجي ذات مره لأن والدتي لم تكن بجواري ؟ بسبب مُشكلة ما إنفصل والداي وإنتقلت والدتي الى مدينةٍ بعيده لذا نادراً ما كُنتُ أراها ، أشفقت علي كثيراً رُغم أني لم أكن أفتقدها كثيراً ! أعني .... أُحب والدتي وأفتقدها بالتأكيد ولكني من الأطفال الذين يتقبلون أمر إنفصال والديهم تدريجياً ويتعايشون معه ..
أشارت الى القلادة بالصورة وقالت: هذه القلائد ككنز لها ، تُعطيه لكُل طفل محروم من والدته ، أنا و ....
صمتت قليلاً وقد عادت لذاكرتها للتو ذكرى فرانس والقلادة التي شاهدتها على عُنقه في أول لقاء عندما فقدت ذاكرتها فأكملت: وحتى فرانس الذي توفيت والدته ....
ومجدداً عاد لذاكرتها حديث آلبرت وإستيلا عن تعلق فرانس بوالدته وأكملت: الذي كان مُتعلقاً بها بشده ، والثالة معك أنت من حُرمت منها بعمرٍ صغير ..
نظرت إليه وأكملت بإبتسامه: هذه قصة القلادة بشكلٍ مُختصر ..
تعجبت من الهدوء الذي كان يكسو ملامحه تماماً فقالت بتعجب: مابك ؟
سألها: والدتي .... كان إسمُها آليس ؟
عقدت حاجبها لتستوعب أنها في بداية حديثها أشارت إليها بإسم آليس !
سُحقاً !
أنزل نظره من وجهها المصدوم الى الصورة التي بين يديها وخاصةً الى شعر المرأة الأسود وتلك الليلة الثلجية تُعاود الحضور مُجدداً الى ذاكرته ..
تلك المرأة ذات الشعر الأسود ..
التي طرقت باب المنزل في تلك الليله ...
والتي ما إن رأته حتى إنقلب وجهها تماماً وبدأت تنظر إليه بتلك النظرات الغريبة التي لم يفهمها ....
التي حتى عندما أرادت لمسه إستأذنته !
والتي أرادت بشده أن تُخبره عن إسمها ولسبب لم يكن يعرفه ...
هل هي ..... والدته ؟
عادت الى ذاكرته تلك الليلة وكلامها الذي بدأ يفهمه الآن !!

"وضعت وجهه بين كفيها تقول بهمس: هل ستُسامحني ؟
بقيت عيناه معلقة بعينيها دون تعليق فإبتسمت تقول بألم: قُل أجل ..
وبدون أن يفهم أطاعها قائلاً: أجل ..
إرتجفت شفتيها وسحبته إليها ببطئ حتى إحتضنته بين ذراعيها ودفنت وجهها في رقبته هامسه: آسفه "

سأل رين بدون وعي: لما كانت تتأسف ؟
لم تفهم رين معنى سؤاله وخاصةً مع وجهه المخطوف المصدوم هذا ..!
أما هو فما إن سأل سؤاله حتى بدأ عقله يسترجع كلامها الآخر بتلك الليله وكأنه يُجيب على إستفساره !

" خططتُ لأمر ما ، لأن نعيش حياة مُسالمة بالمُستقبل ، لن أطلب أي شيء من العالم ما دُمتما أنتما بحضني ، مدينةٍ ريفيه ، ومنزل بوسط الأشجار يُطل على شلال ، هُناك بعيداً عن أعين الكُل ، ولكنه الآن أصبح مُستحيلاً ، أنا مُطارده ، كُل ما أفعله ينقلب ضدي ، كُنتما ولا زلتما نُقطة ضعفي ، فشلت لأني لم أُرد الهروب من كُل هذا وحدي ..
تلألأة عيناها بالدموع وإرتجفت شفتيها تقول: لا يُمكنني رؤيتكما مرة أُخرى ، إني أشتم رائحة الموت ، إنها قريبه "

تجعمت الدموع في عينيه لا إرادياً وهو يهمس: لما هذا ؟
خافت رين ما إن إستشعرت رجفة البكاء بصوته ووضعت يدها على ظهره تقول: مارك ماذا هُناك ؟
إنحنى يُغطي وجهه بيديه اللتان يتكأ بهما على رُكبتيه وهو يهمس: أتركيني ..
علمت هُنا أن خطئها بذكر إسمها كان خطئاً فادحاً !
ماذا تفعل ؟
تُريد أن تُصحح هذا الخطأ ولا تعرف كيف تفعلها !
وقفت وقالت: الوقت مُتأخر ، هل نذهب الى شقتي لتأخذ قسطاً من الراحه ؟
لم يُجبها مُباشرةً فما زال بصراع مع نفسه وذاكرته ..
كان وقع كونها ماتت ضعيف على قلبه بما أنه لم يرها من قبل ..
ولكن ، إتضح أنه رآها ... وإرتمى بأحضانها وهمست له بكلماتٍ كانت اشبه برسالة مودع !
قلبه يؤلمه ..
يؤلمه للغايه ..!

***

9 February
‏9:34 am


أدخلن الخادمات حقائب السفر الى غرفة ملابسها وطلبت منهن إفراغها بينما توجهت الى غرفة نومها لتجد أمامها زوجها يسترخي على أريكةٍ مُنفرده يقرأ إحدى الجرائد وبين يديه كوب قهوه ..
ما إن رأته حتى إبتسمت وحييته تقول: مرحباً آليكسي ..
نظر إليها وإبتسم يقول: عُدتم ؟
إتجهت الى المرآة تُعدل شعرها الأشقر قائله: للتو ، أصر الأولاد على الذهاب الى الفيلا فهم يُريدون أخذ قِسطاً من الراحة أما أنا فجئتُ الى هُنا فلقد توقعت أن أراك تنتظر ، غريبٌ أنك لم تذهب الى عملك ..
آليكسندر: أُحب أخذ يوم إجازةٍ بين حينٍ وآخر كما تعلمين ..
إبتسمت ومن ثُم إتجهت الى الهاتف وطلبت منهم أن يُحضروا طعام الإفطار لها ولزوجها ..
تقدمت بعدها وجلست على الأريكة الثانية المُنفرده حيث يتوسطهما طاولةً صغيره فبادرها بالسؤال: كيف كانت الرحله ؟
إبتسمت قائله: إستمتعنا بحق ، وعزيزتي كايري كما هي لم تتغير ، لقد أخذت دور المُرشد السياحي ولم تترك مكاناً لم تأخذنا إليه حتى الحدائق والأسواق ، ههههه أدريان علق قائلاً لها "أرجوك خالتي أنا في الخامسة والعشرين من عمري ، لم أعد طفلاً لتأخذيني الى المُنتزه" ..
إبتسم يقول: لطالما عاملتهم كالأطفال ولطالما كان يُحادثها وكأنها صديقةً له ..
جينيفر: إنها تُحبه من بين الجميع ..
سألها: وإليان إستمتعت ؟ عادةً ما تكون مُنغلقةٌ على نفسها ما إن تقترب الإمتحانات وحتى تنتهي ..
جينيفر: أشعرُ بها في كثير من الأحيان تشرد بالتفكير ، ولكن أخوتها حولها لذا لا يتركون مجالاً لها وخاصةً إدريان ما إن يراها شارده حتى يجلس بجوارها ويُحادثها .. لذا أنا واثقه بأنها إستمتعت ..
آليكسندر: وماذا عن ريكس ؟
جينيفر: كان دائماً مشغولٌ بهاتفه لذا أرجو بأن يكون قد إستمتع هو أيضاً فلقد حاولتُ كثيراً أن أُبعد العمل عن تفكيره كي يحضى بفترة إستجمام بعيداً عن الضغوط ..
آليكسندر: حسناً فعلتِ ..
حل صمتٌ بسيط قبل أن يُبارد آليكسندر بالحديث قائلاً: فرانسوا بالمُستشفى ..
إتسعت عيناها بدهشةٍ قبل أن تقول: حقاً ! ولما ؟ هل حدث معه مكروه ؟
آليكسندر: لا فكرة لدي عما حدث معه ، الشُرطة تنتظر إستيقاظه ليُخبرها بالتفاصيل ..
عقدت حاجبها عندما قال "إستيقاظه" فسألت: هل حالته سيئه ؟
آليكسندر: إنها مُستقرةٌ الآن ولكن لم يستيقظ بعد ، أتمنى ألا يطول نومه فالأمرُ حينها سيكون مُقلقاً ..
تنهدت قائله: المسكين .. علي أن أذهب لزيارته ..
اليكسندر بهدوء: أشعر أني قسوتُ عليه ، ما كان يجب علي أن أتمادى هكذا ..
مدت يدها تربت على كتفه قائله: لا تضع اللوم على نفسك ، مافعله فرانس لم يكن بالأمر الهين ، وبالمُقابل أنت لم تقسو عليه فهو من كان قليل الصبر وهرب من المنزل ، ربما يكون هذا درساً جيداً له ..
لم يُعلق لفترةٍ قبل أن يسأل: ما رأيُك بإستيلا ؟
عقدت حاجبها تقول: مابها ؟
نظر إليها قبل أن يرد قائلاً: هل ما تفعله صحيح ؟ أن تُحب رجلاً بعمر والدها وتُريد الزواج منه ؟
صمتت جينيفر قليلاً ثُم قالت: ماذا ؟ هل ما حدث مع فرانس جعلك تتراخى هكذا ؟
طُرق الباب في هذه اللحضه ، أذنت جينيفر لهم بالدخول فدخلت الخادمه ووضعت طعام الإفطار على الطاولة قبل أن تأخذ كوب القهوة الشبه فارغ من آليكسندر وتُغادر ..
أخذت جينيفر إحدى قطع تارت الفراوله المُقطعه وناولتها لآليكسندر تقول: على أية حال لا شأن لي ولكن صدقني ما تفعله إبنة أخيك خطأ ، فمهما بدت لك فتاةً طموحه ومُثقفه فلابد بأنها لا زالت تمتلك جنون فتيات العشرينيات ، وشخص بالغ كميشيل هذا لن يُمكنه مُجاراتها في هذا النوع من المشاعر .. صدقني ستُدرك خطئها هذا عندما ترتبط به ..
لم يجد آليكسندر ما يقوله فهو أيضاً لا يُريد منها الزواج بشخص يكبرها هكذا ، إنه يكاد يكون ضعف عُمرها !
وفتاةً طموحة وناجحه كإستيلا وبعائلة مُحترمه شهيرة كعائلتها ليس من مصلحتها ولا مصلحة العائله أن تفعل أمراً جنونياً هكذا !
ومع هذا ، فكرة خروجها من المنزل غاضبه حتى الآن بدأ يُقلقه وخاصةً بعدما حدث مع فرانس ..
يجب أن يتحدث معها فإما أن يُقنعها وإما أن تُقنعه أفضل من بقاء الأوراق مفتوحة هكذا فهذا ليس من صالح أيٍ منهما ..
نظر الى جينيفر وهي ترتشف كأس عصيرٍ طازج وهو يُفكر بفلور وبحديث ريكس ذاك قبل يومان ..

"سأله مُباشرةً: كيف تقول جينيفر فعلت بينما فلور هي من تُسجل الفيديوهات ؟! ريكس هذا ليس واقعياً البته ..!
ريكس: ربما فلور فعلت وسجلت وإشتهرت ولكنها لا تملك الجُرأة لتضع إسمها الكامل هكذا ! إنها حتى لا تُظهر وجهها وصوتها فكيف تضع هويتها ؟
آليكسندر: وإذاً ؟ هل هذا سبباً كافياً لتقول بأن جينيفر الفاعله ؟
ريكس: لن أُقنعك ، يُمكنك تصديقي أو تكذيبي كما تشاء ، لكن أبي ... فقط تأكد من الأمر أولاً .. "

ما زال يُزعجه ذاك الكلام ولم يجد من وقتها فُرصة مُناسبه للحديث مع جينيفر بخصوصه ..
ريكس لا يكذب ، لابد من سبب دفعه لقول هذا ..
لابد من أنه مثلاً سمع شيئاً أو رأى شيئاً جعله يعتقد هذا الإعتقاد .... أو أنها بالفعل فعلت !
الخيار الثاني غير معقول ، لابد من أن الأمور إختلطت قليلاً على ريكس ..
"فقط تأكد من الأمر أولاً" !
سألها: بخصوص فلور ..
عقدت حاجبها ونظرت إليها تقول: مابها ؟
صمت قليلاً قبل أن يقول: قررتُ أن أدعم موهبتها ، سأُسجلها حال تخرجها في معهد موسيقي وهُناك ستكتشف موهبتها إما بالغناء او كتابة كلمات الأغاني او الرقص او التلحين وغيرها ، هي تُحب هذا المجال ولم أكتشف هذا إلا مؤخراً ولذا قررتُ ألا أتجاهل الأمر فتجاهله قد يُسبب مشاكل كما حدث عندما أُضطرت للتسجيل بمواقع على الإنترنت ..
بدت الدهشة على وجه جينيفر من حديثه !
ماباله آليكسندر بالضبط ؟!! إنه غريب بالكامل !
يُمكنها تخيل أن يُراعي إستيلا ويقلق لأجلها ولكن فلور ؟!!! ما حدث مع فلور كبير للغايه فلما يُظهر مثل هذا النوع من التفهم الذي لم يكن جزئاً من شخصيته قط !
جينيفر: أنت تمزح صحيح ؟ ستُسامحها ؟! لا أقصد أن هذا الخيار غير مُتاح ولكن التراخى هكذا ليس من شخصيتك ! لقد أخطأت خطئاً فادحاً وتسببت بظهور بعض المقالات بشأنك وشأن عائلتك ، ما فعلتَه كان وكأنه إكمالاً لسلسلة الأفعال المُشينه التي بدأها فرانس سابقاً ، وبكُل بساطة تُريد ترك الأمر والتركيز على دعمها ؟
إبتسمت وأكملت: لابد من أن تناول القهوة مع الصباح أثر قليلاً على تفكيرك ..
آليكسندر: لم يؤثر فلقد حادثتُها بالأمر بالفعل ..
إنصدمت جينيفر منه ! آليكسندر جُنّ لا محاله !!
جينيفر: أنت لستَ جاداً صحيح ؟
آليكسندر: لم تكن هي من نشرت معلوماتها على الصفحه ، وبخصوص فتحها لمثل هذا الحساب فلقد إعتذرت وعاقبها أخاها بسحب جميع أجهزتها وبالكاد أعاد لها هاتفها من أجل التواصل مع زميلاتها لأجل الإمتحانات ، عوقبت وإعتذرت ولم تكن تُريد أن ينتشر الأمر حتى فإذاً هذا كافٍ ، علي الآن تصحيح مسارها ..
عقدت حاجبها تقول: ماذا قُلت ؟ ولما أنت واثق من أنها لا تكذب تجنباً للعقاب ؟
آليكسندر دون أن ينظر إليها: لأني عرفتُ بالفعل من فعل هذا ..
قالها وهو يتظاهر بالأكل وعينيه على قاعدة المزهرية الذهبية بجانب صحن الإفطار حيث ينعكس وجهها عليه لتضيق عينيه وهو يرى ملامح الدهشة والإستنكار ترتسم عليه من بعد كلامه ..
سألته بعد لحضاتٍ من الصمت: ماذا تقصد ؟ إن لم تكن فلور نفسها فمن قد يفعلها ؟!
لم يُجيبها فسألته: آليكسندر ماذا بك ؟ أنا اسألُك ..
نظر آليكسندر إليها مُبتسماً: دعينا نُغلق هذا الموضوع ..
إستشعر نظرات الحذر في عينيها فأشاح بنظره عنها يتناول طعامه وكُل ردات فعلها تُقلقه ..
إنها ردات فعل تصدر من شخص أذنب وخائف من كشف ذنبه ..
لا يُريد أن يتهمها فقط لأجل هذا ، ولكن ردة فعلها تعني بأنها أصبحت بالفعل بموضع شك ..
ولكن لما ؟!
لو كانت هي فلما قد تفعل هذا ؟
لا يُمكنه تخيل أي دافع قد يُجبرها لفعل ذلك وهذا ما يُشتته ويجعله غير واثق مئةً بالمائه ..
رفع عينيه بهدوء مُجدداً الى إنعكاس وجهها ليراها تُمسك بكأس عصيرها ضائقة العينين وشاردة الذهن ..
هُنا .... نسبة شكه زادت !

***

1:23 pm


يجلس بهدوء تام في منزله الآخر بستراسبورغ شارد الذهن ومُنعقد الحاجبين من غباء هؤلاء الذين يعملون تحت إمرته ..
أمره بالبقاء بقربه ومُراقبته ليتفاجئ بكونه يتصل بالأمس مُعتذراً بأن الشاب إختفى من تحت ناظريه في لحضة سهو !
لم تخرح نتائج التحليل بعد ، ولكنه حتماً سيُجن لو كانت النتائج إيجابيه والولد مُختفٍ عن الأنظار !
جائته رسالة الى هاتفه من الحارس الذي أضاع الولد بالأمس ..
فتحهها وهو يتمنى بأن يكون قد وجدته فلقد إنتشر هو وبعض الرجال للبحث عنه في الأرجاء فالولد لا يمكن أن يبتعد كثيراً ..
ضاقت عينيه وهو يرى ملف وسائط وتحتها كتب: "عثرتُ على هذا التسجيل من إحدى كميرات المُراقبة بالحديقه ، تظاهرتُ بأن طفلي خُطف بالأمس فيها فأروني التسجيلات وصُدمت مما فيها !"
فتح المقطع وبدا وكأن الحارس يصور الشاشه دون علم الضابط المسؤول عن كاميرات المرافق العامه ..
كان الولد الذي يُدعى مارك يجلس على الكُرسي وعينيه على هاتفه بشكلٍ عرضي وكأنه يلعب لُعبةً فيها لتتقدم منه فتاةً وتنتحني إليه مُخاطبةً إياه ليُبدي ردة فعل لها ويقف بعد كلامها ، أشارت الى الخلف قبل أن تلتفت تنظر الى فيلا قريبه يقف الحارس بجوارها شارداً يُجري مُكالمه ، نظرت إليه لفتره وكأنها تتأكد من كونه لا يراهما ومن ثُم رفعت أنظارها بالأرجاء لتتوقف عندما إلتقت عيناها على عدسة الكاميرا ، بقيت عيناها مُعلقتان بالعدسة لثوانٍ قبل أن تبتسم إبتسامة إستفزاز وتُغادر برفقة الولد خارج نطاق التصوير ..
إنتهى المقطع وعينا البروفيسور لا تزالان تُحدقان بشاشة الهاتف ..
همس بعدها بشيء من الحده: رين السافله !
لم يعد هُناك أي مجالٍ للشك .. فهذا الفيديو ونظرة رين تلك ليست سوى تأكيداً بأن ذاك الفتى هو إبنه !
بدا وكأن ناراً إشتعلت بداخله ورمى هاتفه أمامه وهو يعض على شفتيه وعقله مليء بالحقد والغضب ..
لقد أخطأ عندما قرر التسلية معها وتركها تهرب من يديه ، كان عليه قتلها آنذاك !
إبنة خائن ورافقت آليس كثيراً ، ماذا كان يعتقد من فتاةٍ مثلها ؟
إنها تقلب الطاولة عليه ، تأخذ إبنه بعيداً لتلوي ذراعه وتنتقم منه !!
تلك الحقيره !!
ما هدفها القادم ؟ ماذا تنوي أن تفعل بعد هذا ؟!
وكأنه سينتظر خطوتها القادمه !!!
ضاقت عيناه وهمس بهدوء تام: رين تلك عليها أن تكون ميته في أقرب فرصةٍ مُمكنه !

***

4:45 pm


أخذ إدريان قسطاً من الراحه وخرج بعدها مُتجهاً الى أحد الأصدقاء الذين يعرفهم في المجال الفني فلا زال موضوع الرضوض في وجهه يُضايقه والتصوير أصبح قريباً لذا يُريد إيجاد حلٍ لها !
في حين كانت إليان في غرفتها تستذكر مُقدماً لمُراجعة يوم غد وعقلها بين حين وآخر يُفكر بتلك الفتاة وبكلام إدريان ..
أما ريكس فهاهو يخرج الآن من باب فيلا جينيفر والهاتف النقال بين يديه يتصل على رين فلقد تفرغ لها وبداخله تهديد كبير لها ولأفعالها الطائشه فلطالما طلب منها البقاء دون حراك ولكنها أعند شخص قابله في حياته ..
وضع الهاتف على أُذنه ينتظر ردها وعندما فعلت سألها مُباشرةً: أين أنتِ ؟
قطبت حاجبيها تقول: هيّا ريكس ألم تكن رسالتي واضحةً بما فيه الكفايه ؟ أُريد البقاء بفردي لبضعة أيام ، هُناك أمر أُخطط له وأُريد الإنتهاء منه أولاً ..
ريكس: اها ، وفي نهاية تخطيطك أجدك محبوسةً أو تحت تهديد السلاح صحيح ؟
أزعجها كلامه ولكن لم تجد رداً له فبالفعل غالبية الأمر يؤدي تهورها الى نتائج غير جيده ..
تحدث مُجدداً يقول: أين أنتِ ؟ أُريد مُقابلتك ..
صمتت قليلاً بدا له حينها أنها تذهب لمكانٍ ما قبل أن يأتيه صوتها الهادئ يقول: هل لك أن تنتظر قليلاً ؟ سأُخبرك بعدها بكُل شيء ..
عقد حاجبه لفتره ثُم قال: أنتِ لا تفعلين أمراً متهوراً صحيح ؟
رين: الأمر الآن مُختلف ، التهور وأنا فاقده لذاكرتي كان غباءاً ، أما الآن فأنا أعرف أعدائي جيداً ..
ضاقت عيناه قليلاً ليسألها: ماذا تعنين ؟
كلامها كان يبدو وكأنها أخيراً إستعادت ذاكرتها ولكنه يُريد التأكد أولاً لهذا سألها ، ودهش عندما أجابته بأن ما يُفكر به صحيح ..
تقدم عدة خطوات حتى توقف أمام سيارته وبقي صامتاً لفتره ومن ثُم قال: حسناً ، كوني حذره ..
ولم يقل أي كلمةٍ غيرها وهو يُغلق هاتفه ..
يشعر برغبةٍ كبيره لمعرفة كُل شيء منها ..
عن والدته ، وعن إبنها الذي لم يعرف عنه سوى قبل فترةٍ قصيره ..
ولكنه ليس أنانياً ، للتو إستعادت ذاكرتها .. لابد من أنها لا تزال مشوشه ولابد من أن تذكر بعض الذكريات السيئه يجعلها ترغب بالإنعزال قليلاً ..
ركب سيارته وغادر مُتجهاً الى الشركة أولاً ليعرف تطورات الأمور فمُنذ فترةٍ لم يدخلها ومن بعدها سيذهب الى المنظمه فأمامه الآن مهمة التقرب من كارمن كثيراً فشخص بمكانتها لابد من أنها تعرف شيئاً قد يقوده الى قاتل أمه ..

غادرت سيارته من هُنا ، ووصلت سيارة سائق منزل والده من هُنا ..
توقفت السياره ونزل منها كين ودخل مُباشرةً الى المنزل ..
صعد الدرج وتجاهل الخادمة التي ما إن رأته حتى نادته عدة مرات ولكن لا مُجيب لتضطر أن تلحق به ..
تلفت حوله عندما وصل الى الأعلى ومن ثُم إتجه الى ممر طويل شبه مُظلم ينتهي ببابٍ مُؤصد ..
فتحه ودخل الى هذا الجناح والذي كان مُظلماً ولا يُنيره سوى ضوءٍ خافت يأتي من الغرفة شبه المُغلقه ..
فتح باب الغرفة بهدوء لتقع عينيه على طفل يجلس على كُرسي مُتحرك وينظر الى النافذه بشرود كبير لدرجة أن الكتاب الذي بين يديه يكاد يسقط أرضاً ..
رفع هاتفه النقال وإلتقط له صورةً من الخلف قبل أن يقترب منه ..
أحس إيدن بوجود أحد معه فإلتفت الى الخلف بتردد ولكنه تعجب عندما رأى شخصاً لم يره من قبل !
تلاقت أعينهما لفتره ليسأل بعدها إيدن: من أنت ؟
لم يُجبه كين بل كانت عيناه تتفحصانه من الأعلى الى الأسفل ..
طفل صغير مشوه الوجه ويجلس على كُرسي مُتحرك ..
إنه طفل ..!
سأله بهدوء: لما تجلس على كُرسي ؟
قلق إيدن من سؤاله ولم يُجبه فقال كين: ما سبب الحروق القديمة في وجهك ؟ هل قاموا بحرقك أيضاً ؟ ولما ؟ الحروق تُعالج بالعمليات التجميليه لذا لا حاجة لإختراع علاج جديد ، هل وصلوا الى هذا الحد او ماذا بالضبط ؟
خاف إيدن من نبرة حديثه التي بدت هاديه وتصاعدت تدريجياً الى الحده ..
من هذا الشخص ؟! بدأ يُخيفه وجوده ..
حاول كين السيطرة على الغضب الذي بداخله عندما رأى ملامح إيدن الخائفه وقرر تجاهل الأمر والعودة الى الموضوع الأهم الذي جاء من أجله ..
رفع هاتفه النقال يقول: أتسمح لي بأخذ صورةً لك ؟
إيدن بقلق: ولما ؟
صوره كين وأنزل الهاتف يقول: لا تقلق ، لن تتأذى ..
وبخطوةٍ متهوره وجريئةٍ منه دخل الى رقم عمه وأرسل له هذه الصور دون أن يكتب أي كلمه واحده ..
فالصور لوحدها ستُثير فضوله وخاصةً عندما يرى مقدار الشبه بين هذا الطفل وبين إدريان عندما كان صغيراً ..
: ماذا تفعل ؟
إلتفت كين الى الخلف ودُهش عندما رأى إليان حيثُ كانت تلم شعرها بشكلٍ عشوائي الى الأعلى وترتدي بيجامة دليل كونها لم تُغادر الفيلا كما كان يضن فلقد إعتادت دائماً بفترة الإمتحانات أن تستذكر مع صديقتها جيسيكا تلك ..
إختفت ملامح الدهشة من وجهه وأجابها: ماذا أفعل برأيك ؟
إليان بحده: لا تتهرب وأجبني !
إنزعج من إتهامها وقال: لستُ أتهرب فلم أكن يوماً من الأيام جباناً بقدرك يا إليان ..!
دُهشت من إتهامه وعندما ظهر الإستنكار على وجهها سبقها بالحديث مُكملاً: ترين كم هو وحيد ويُعذب ولم تُفكري قط بأن تُخلصيه من هذا ..!
رفع شاشة هاتفه المحمول الى جهتها يقول: أرسلت صوره الى عمي وهو من سيتصرف بالأمر !
إتسعت عيناها بصدمه عارمه لتصرخ بعدها: ومـا شأنـك للتدخـل بخصوصيـات عائلتنا !!! هذه وقاحـةٌ يا كيـن ..
وتقدمت منه تُشابكه لتأخذ الهاتف وتُحاول مسح الرسالة قبل أن يفتحها والدها ولكنه أمسك على هاتفه بقوه يُحاول إبعادها وهو يقول بحده: لم يكن لي شئناً بمشاكلكم وأسراركم البغيضة هذه ولكن عندما تُدخلني جينيفر بالقوة إليها فبالتأكيد لن أبقى صامتاً وأغرق بالوحل لوحدي !!
دفعها بقوه فإختل توازن إليان وسقطت الى الخلف ليصطدم رأسها بالسرير ..
شهق آيدن في حين إتسعت عينا كين بصدمه وأسرع إليها يقول بخوف: إليان آسف لم أقصد !
عضت على شفتها وبالكاد فتحت عينيها فسألها: أنتِ بخير ؟ هل يؤلمك شيءٌ ما ؟
نظرت الى عينيه تقول: حقير ..
أشاح بنظره عنها بينما الرجفة بدأت تسكن صدر إليان وهي تهمس: إنه سر والدتي التي أخفته كثيراً ، لما تُريد صنع مُشكلةً بينها وبين والدي ؟ أنا واثقه بأنها كانت ستعترف له في يومٍ من الأيام فلما تُريد إفساد الأمر برمته ! هذه حقاره ..
"حقاره" ؟!!!!
شعر بالغضب يسكنه تماماً من إتهامها ونظرتها له ..
إنها لا تعرف من الحقير في هذا !
لا تعرف من يستحق لقب مجنون ومريض الأُمه !
إنها جينيفر تلك المُعتلة النفسية هي وصديقها ذاك الذي لا يقل جنوناً عنها !!
نظر إليها وقال: وهل سبق لي أذية شخص لم يؤذني ؟ ربما أكون مُستفزاً ولكني لا أدمر الآخرين دون أن يكون لدي سبب في ذلك ! أنتِ غافلة يا إليان فلا تلوميني على غفلتك ..
وقف ورمى نظره على إيدن الذي كان بالكاد يكتم بكائه على المشهد بأكمله فهمس كين: إيدن وريكس ، يتجهون الى الموت بقربك ولم تشعري بذلك ، لا أُصدق بأن غفلتك وصلت الى هذا الحد ..
إلتفت بعدها وخرج من الغرفة ليتفاجئ بوجود الخادمه التي ترددت عندما ظهر في وجهها فجأه أثناء تنصتها وحاولت تدارك الأمر تقول: ماهذا الازعاج ؟ هل حدث شيء ما ؟!
شد على أسنانه يقول: أنتِ أحد كلابهم بدون شك ! تفضلي أذهبي وأخبريهم فلم أعد أهتم ، فقطعاً لستُ ممن يرضون السقوط بمفردهم !!
ومن ثُم غادر من جانبها وإبتعد فتنهدت وتنفست الصُعداء قبل أن تُخرج هاتفها وتكتب بعض الكلمات وتُرسلها ..

في حين تقدم إيدن بكرسيه بالقرب من إليان التي تجلس بهدوء تنظر الى الفراغ بعد كلمات كين المليئة بالألغاز بالنسبة لها ..
ماذا يعني ؟!! عن أية غفلة يتحدث ؟
لما يتحدث وكأن جينيفر أذته أولاً ؟ وماذا يقصد بحديثه بخصوص إيدن وريكس ؟!!
أسئلة كثيره تملأ رأسها وتحتاج الى أجوبتها فوراً ..
همس إيدن لها: هل أنتِ بخير ؟
هزت رأسها بهدوء تقول: لا تقلق ، إرتطام خفيف ..
بلع ريقه يسأل: من هذا ؟ ولما يُشاجرك ويصرخ عليك بعنف هكذا ؟
همست له: إبن عمي ..
هز إيدن رأسه بتفهم وصمت رُغم أنه يملك الكثير من الأسئله ..
وقفت إليان وإبتسمت له تقول: سأعود لك قريباً حسناً عزيزي ، وما حدث هنا لا تُخبره لأحد ..
وبعدها إلتفتت وغادرت قبل حتى أن تسمع إجابته فعقلها مصدوم من فعلة كين ومشوش في الوقت ذاته من كلامه أيضاً ..
تحتاج أن تأخذ قسطاً من الراحة وتُفكر بالأمر بشكل هادئ لعلها تفهم ماهو هذا الشيء الذي هي غافلةً عنه هكذا !

***
4:45 pm




إستيقظ قبل دقائق بعد أن أخذ قيلولة الظهر وخرج من الغرفة تاركاً زوجته التي لم تنم إلا مُتأخراً ..
نزل الى الأسفل وهو يتفقد هاتفه كعادته يرى رسائل العمل ومُستجدات الأمور ..
كانت كثيرةً بعض الشيء بسبب غيابه لهذا اليوم عنه فتفقدها جميعها حتى وصل الى رسالةٍ من كين ..
كين ؟!!!
تعجب وفتحها ليتوقف عندما إقترب من آخر درجات الدرج عاقد الحاجبين ينظر الى صورتين لطفل أحدهما من الخلف والأُخرى من الأمام ..
كبّر الصورة الثانية أكثر وهو يرى هذا الوجه المُشوه والذي يشبه الى حدٍ ما إدريان وخاصةً بفترة طفولته !
ماهذا ؟
هل هي صورة قديمه لإدريان ؟ ولكن إدريان لم يتعرض لجروح أو حروق في وجهه من قبل بهذا الشكل !
إن لم تكن لإدريان فلمن تكون ؟
إنها لإدريان دون شك !
ولكنها ليست له في الوقت ذاته !!
إلتفت وعاود الصعود فاتحاً باب غرفته ليجد زوجته لا تزال تغط في النوم ..
أراد سؤالها ، فلربما كانت تتذكر حادثةً حدثت لإدريان فلطالما كانت تُسافر لأشهر أثناء شبابها وكانت ببعض الأحيان تصطحب أبنائها ..
تقدم وجلس على الأريكة وللتو إستوعب كون الطفل يجلس على كُرسي مُتحرك !
إنه كُرسي مُتحرك خاص بذوي الإحتياجات الخاصه فلما كان يركبه أيضاً ؟
هذا مُحير ! مُحير لدرجة أنه بدأت تأتيه أوهاماً غريبه لا تمت للواقع بصله ..
صوت رسالةٍ نصيه لهاتف جينيفر جعلها تعقد حاجبيها وتفتح إحدى عينيها للحضه وعندما عاودت أغماضها لتُكمل نومها لاحظت آليكسندر يجلس مُتكئ على رُكبتيه وعينيه منغمستان بهاتفه بتركيزٍ شديد !
عقدت حاجبيها وهمست بصوتٍ يملؤه النوم: هل هُناك خطب ما ؟
رفع رأسه إليها للحضه ليسألها بعدها: هل تضرر وجه إدريان أثناء طفولته ؟
عقدت حاجبها بتعجب من هذا السؤال الغريب وأجابته: نعم كان شقياً لذا لابد من أنه أُصيب ببعض الجروح ..
آليكسندر: هل حُرق أو تشوه ؟
دُهشت وأجابته بسرعه: لا تقل أموراً سيئة بشأنه ! قطعاً لم يحدث له أمراً بهذا السوء ..
آليكسندر بهدوء: لم تُكسر رجليه مرةً من المرات ؟ لدرجة أنه أُضطر لركوب كرسي مُتحرك ..
عقدت حاجبيها بإستنكار وفجأه أرسل عقلها إشارة خطر من هذه الأسئلة التي تعني أمراً واحداً ..
حاولت إخفاء توترها وهي تقول: ماهذه الأسئله الغريبه ؟
وقف وتقدم منها ، جلس بجوارها على السرير وأراها صورة الطفل في هاتفه يقول: من هذا ؟
شعرت بالدم يجف في عروقها وهي ترى صورة إيدن أمام عينيها وبهاتف زوجها !
ثوانٍ حتى رفعت نظرها الى زوجها تقول: ماهذا ؟ ومن أرسلها لك ؟
آليكسندر بنبرةٍ هادئه للغايه: لم أسئلك لتُقابليني بسؤالٍ آخر ..
جينيفر بإستنكار: مابال نبرة الإستجواب هذه بأسئلتك ؟!
آليكسندر: لما تتهربين من الإجابه ؟
جينيفر بهجوم: لأني لا أعرف ما في الصورة ولا أعرف شيئاً عنه ..!!
نظر إليها بهدوء قبل أن يقول: نحن نتحدث ، ما بال ردة فعلك المُبالغة هذه ؟ إنها تبدو نبرة شخص يُحاول إنكار أمرٍ ما ..
رفعت جينيفر نفسها وجلست تقول: ماذا برأيك تُريديني أن أُجيبك وأنا أسمعك تستجوبني وكأنك تشك بي !! أخبرتُك بأني لا أعرفه لذا يجب أن ينتهي الأمر هُنا فأنا لا أُحب نظرة الشك التي ترمُقني بها ..
ظهر الإستنكار على وجهه وهو متعجب من تكرار كلمة الشك بكلامها !
هو فقط تذكر مرةً عندما سافرت جينيفر لفترةٍ طويله تُقارب السنة مع أبنائها وتسائل في نفسه عما إن كان إدريان قد تعرض لحادثةٍ هُناك وعالجته دون حتى أن تُخبره بأي شيء ..
ولكنها تتحدث وكأنه يشك بها !
يشك بها من أي ناحيةٍ بالضبط ؟!!!
إتسعت عيناه من الصدمة عندما إستوعب هذا !
لم يُفكر به قط ولكن .... هل من المُمكن أن هذا الطفل ليس بصورةٍ قديمه لإدريان بل .... نتيجة خيانه ؟
عاود النظر الى الهاتف وهُنا بدأ ينظر الى الطفل بنظرةٍ اُخرى .. لا ينظر إليه وكأنه إدريان بل شخص آخر ..
وما إن نظر إليه بهذه النظرة حتى إستطاع إكتشاف بعض الإختلافات بينه وبين إدريان وخاصةً بحدود الوجه والأنف !
عاود النظر الى جينيفر وهو يكاد لا يُصدق ..
سألها آملاً بأنها تمتلك تفسيراً آخر غير الذي يُفكر به ..
إن لم يكن لديها مُبرر مُقنع فهذا يعني بأن هذا صحيح !
وأن هذا الطفل هو طفلها نتيجة خيانه ..
سألها بهدوء: هل هو ... إبنك ؟
شدت على أسنانها فنظراته قبل قليل تعني بأنه شك بها وإنتهى فكيف تُجيبه الآن ؟
أجابته بعد فترة صمت: كلا ليس إبني ..... بل إبننا ..
عقد حاجبه بإستنكار لتُبرر قائله: إكتشفتُ حملي به في فترة إنتشار خبر موت آليس ، لم يكن بالك معي مُطلقاً لذا لم أُخبرك حتى إكتشفت في أول أشعةٍ أجريتُها أن الطفل مُعاق ، وهُنا قررتُ أن أُخفيه عن الأنظار ، لأنك بالتأكيد لم تكن لتقبل به ..
آليكسندر بحده: جـيـنيفـــر !!!
جفلت بخوف من صراخه الحاد المُفاجئ ليُكمل لها بحده: كفي عن الكذب علي فلستُ أحمقاً !! كونه يشبهك لا يعني بأن تُخفي خطيئتك وتنسبيه إلي ! لديك مُبرر ضعيف لإخفائه فأنا لم أُعلق طوال حياتي مُطلقاً عن كوني لا أُفضل الأطفال المشوهين فكيف تُخبرني بأنكِ خشيت من أن أرفض وجوده ؟!!
تعرف هذا ! هي تعرف بأن تبريرها كان ضعيفاً فلقد فكرت به في وقتٍ ضيق وتحت ضغط نظرات آليكسندر الشاكه !
لم تستعد لهذا اليوم لهذا لم تُحضر كذبةً مُناسبه على الإطلاق ..
سُحقاً !!
أياً كان من فعلها وأخبر آليكسندر به فهي ستقتله لا محاله ..
سواءاً إن كان ريكس أو كين أو أي شخص آخر !
إختفت ملامح التوتر من وجهها وبدلتها بملامح بارده لتقول بهدوء: حسناً ، أنت مُحق ، هو ليس إبنك بل نتيجة خطيئة .. ماذا ستفعل ؟ ستلومني ؟
إبتسمت بسُخريه مُكمله: إنه خطئك ، أن تبكي لأجل إمرأةٍ أُخرى أمام زوجتك هو تصرف حقير منك ، إنها تُعتبر خيانه ، كخيانتي لك بالضبط ، هكذا نحنُ مُتعادلان فلا يحق لك لومي ..
صُدم من كلامها ومن نظرتها الى الأمور وكأنها تُساوي بعضها !
إمراه كانت زوجةً سابقه له وهي أم لإبنه بالتأكيد كان ليُبدي ردة فعل عندما يسمع بقتلها ، ربما أغلب ردة فعله كانت لأجل إبنه الذي سيعيش بدون والدته فكيف تُقارن الأمر بخيانتها لرجلٍ آخر وإنجابها لطفلٍ منه ؟!!
همس لها: مجنونه ..
إبتسمت بسخريه تقول: مجنونه ؟ تخون إمرأةٍ وتصفها بالجنون عندما تنتقم ؟ أنت المجنون يا آليكسندر ..
مد يده وشد على يدها يقول بهمسٍ حاد: توقفي عن قلب الأمور وإتهامي بذنب لا يُسمى ذنباً أصلاً ! لا تتهربي من جريمتك يا جينيفر وأجيبيني من هو والد الطفل ؟!
شدت على أسنانها وهمست: أترك يدي يا آليكسندر ! فأنا لستُ ممن يسمحون للرجال بتعنيفي !!
عقد حاجبه بإستنكار ليقول بعدها: ها أنتِ تتهربين مُجدداً !! من والد الطفل ؟!!
سحبت يدها بقوه من بين أصابعه القويه التي تركت أثراً إثر تخلصها منها بطريقةٍ حاده لتقول: لا شأن لك ، هذا الطفل لا تربطك به علاقه لذا لا شأن لك بمن يكون والده ..
إقترب آليكسندر منها هامساً وهو بالكاد يُسيطر على أعصابه: لا تربطني علاقةً بالطفل ولكن تربطني علاقة بك أنتِ ! أجيبيني من هذا الرجل الذي خُنتيني معه ؟
نظرت إليه ببرود تام قبل أن تقول: لا تعرفه ولم يعد هُنا أصلاً ..
إبتسم بسخريه يقول: لستُ احمقاً يا جينيفر ! هو شخص قريب منك ما دُمتِ تحتفظين بالطفل حتى الآن ! لو كان بعيداً أو هاجر عنك لرميتي بالطفل في أقرب دار رعايه ..
ضاقت عيناه قليلاً عندما قال "قريباً منك" وفكر لفتره قبل أن يقول: هل هو ريكارد ؟
ظهر الإستنكار على وجهها ودفعته من صدره بعيداً عنها تقول: أبعد تُرهاتك هذه عني ..
آليكسندر: من غيره دائماً ما يُرافقك ويهتم بأمورك ؟
جينيفر: أخبرتُك أن تبتعد بتُرهاتك هذه عني !
آليكسندر: جان إذاً ؟ الدكتور الذي تمتدحينه دائماً وتدعينه الى كُل مُناسبةٍ عائليه ..
شدت على أسنانها وقالت: خمن كما تشاء فلقد أخبرتُك إجابتي ولكنك ترفض الإقتناع بها ..
وقف ونظر إليها لفتره قبل أن يقول بنبرةِ تهديد: فعلتُك هذه عليك تحمُّل تبعاتها يا جينيفر ، ووالد الطفل هو أحد هذان الإثنين وسأُريك ماذا سيحدث عندما أعرفه ..
بعدها نظر إليها لفترة وهو يشعر بخيبةٍ كبيرة منها ..
لقد صدمته !
صدمته بشيء لم يتوقع أن يخرج منها بتاتاً لدرجة لا يعرف كيف يتصرف تجاه هذا الأمر ..
إلتفت وغادر فوجهها الآن هو آخر شيء يُريد رؤيته !
ضاقت عيناها بعد خُروجه لتهمس بعدها: من هذا السافل الذي فعلها ؟!!!
أخذت هاتفها وفتحتُه مُرسلةً رساله الى أحدهم ..

***

5:38 pm



في شقته الخاصه وبعد أن انهى الإستحمام تقدم من مكتبه الذي يجلس عليه اكثر من أي شيء آخر ..
جلس وفتح جهازه المحمول وشغله وهو يبدأ بإخراج الملفات وترتيب ما يُريد الإهتمام بأمره هذا اليوم ..
إلتفت على الجهاز المحمول عندما وصله صوت رسالة بريد حالما فُتح فضاقت عيناه وهو يعرف هذا البريد جيداً ..
إنه البريد الذي تُرسل فيه كارمن بعض المعلومات إليه ..
فتحه بإهتمامٍ شديد ليجد مُرفقاً لملف PDF ومعه بعض من كلماتها ..
"ما أخذه تابعي من منزل إبن تلك المرأه ، عندما فتشتُه بدا لي وكأن مافيه سيُهمك وخاصةً بعدما أخبرتني بأنك لا تملك جواسيس غير الذين أخبرتني عنهم "
ماذا ؟
هي تقصد الدليل الذي وجده باتريك في منزل آليس ليُدين ريكس به ..
هل هو ببالغ الأهمية لدرجة أن تُرسله له ؟
فتح المُرفق وبدأ يتصفح الصفحات المُصوره لتتسع عينيه بصدمه وهو يُقلبها واحدةً تلو الأُخرى !
إنها ... لا تدل إلا على شيء واحد ..
مخطوطات تبدو وكأنها لشخص يسعى لكشف كُل شيء عن عدوه ..!
امامن وجودهم ، عددهم ، معلوماتٍ عنهم ، واسماء رتبهم والكثيير !!
هل هو جاسوس ؟ ومن عينه ؟
ام انه يعمل وحيداً !
الأمر بدأ يُشتته كثيراً وتذكر تلك الليلة عندما قابله بالقرب من المخزن المُحترق ..
همس: هُناك شيء لا أفهمه ، أُريد البحث خلف الأمر أكثر ..
أغلق الحاسب بعدها وتفكيره في ريكس ..
فلو كان ما يُفكر به صحيح فـ ....
تنهد وقرر البحث بنفسه ..


End

البارت القادم يوم الأحد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس