عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-21, 01:03 PM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رابط لتحميل الرواية


هنـــــــــــــــــــــــ ــــــــــا




( البارت الأول )

"أتظن أنك عندما أحرقتني
ورقصت كالشيّطان فوق رفاتي
وتركتني للذاريات تذرنّي
كحلاً لعين الشمس في الفلوات
أتظن أنك قد طمسّت هويتي
ومحوت تاريخي ومعتقداتي
عبثاً تحاول .. لا فناء لثائر
أنا كالقيامة .. ذات يوم آتِ !"



على عتبّات مقصف المدرِسة الثانوية .. يتكِئ بكتفه العريض على الشَباك .. ويناظر بحدة للشخص الي بوسط الساحة .. كان يراقِب كُل تصرفاته .. ويحس بنار بصدره .. ماهُو من النوع الي يحب يفزع ويحب التجمهُر .. ولكن ماهو بالشخص اللي بيرضى بإهانة شخص قدام عيونه ويبقى ساكِت !
كان يراقبهم كِيف مُحاوطينهم بشكل دائري .. وتاركِينه في وسط الشمس حافي ويضحكون على تعابير وجهه .. بينما الشخص اللي جنبه يضربه بطرف يده وسط خُضوع وسكوت الطالب
لذلك تخلى عن الوُقوف وتقدم بخطوات جامِحة .. مُشبعة بالغضب اللانهائي .. وأستقام بطُوله الفارع أمام هذا الشاب .. ليسحبه بقوة من طرف ثُوبه ويناظره بحدة : ناوي تفرض هيبتك على صغار القوم يا وقَاص ؟ ما ودك تسترجل ؟
تعالت ضِحكة وقاص .. وتلاها نبّرة ساخرة قال فيها : من الي يحكي عن فرض الهيبة ؟ ولا مزاجك اليوم رايق عشان كذا مخبّي عننا أنيابك ؟ كشّر عنها يا إبن العم .. واحد وحش مثلك ما يقول هالحكي
كبّح غضبه بشدة .. ولايدري كيف كبّحه للحظة .. يمكن لأنه قبل باقي آثار جروح هوشته الأولى معه للآن بوجه وقاص ؟ ويمكن لأن فعلاً اليوم مو رايق للهواش : إقطع الشر يا وقاص .. ماودي أخليك مهزلة مثل كل مرة !
ناظره وقاص بحدة .. والود وده يذبحه هاللحظة مع ذلك تجاهله وهو يسحب الطالِب اللي بأول ثانوي من ياقة ثوبه وكأنه ذبيحة بيذكيّها وأخوياه وراه يضحكون على الدمُوع بعيون الضحيَة الي ماكان له حيل على وقاص أبداً .. وكان لابُد يرضخ لأوامره ويعرض نفسه للسُخرية بس عشان ما ينفصل أو يتعرض لآذى أكبر .. أو حتى يصير عدو لوقاص !
أخذ نفس وبدأ يزفره على دُفعات .. هو مجنون من أساسه .. وهالتصرفات ماكانت إلا زيادة لجنونه
وبعد عهده اللي قطعه لِـ " شُعاع " أخته إنه يبعد عن المشاكل .. كان مضطر يخلفه : قالو إبعد عن الشر وغنِي له ..وأنا أغني له ويجي يرقص لي !
تقدم ناحية وقاص بهيئته الغاضِبة .. واللي ماكان قادر يتحمل أكثر .. وسحب وقاص من ذراعه بقوة وهو يبعده عن الولد ويدفه للخلف بكل طاقته .. وقبل يتدارك وقاص الموضوع سحب الولد من على الأرض ووقفه وهو يقول له بحدة : إسترجل يا رخمة .. وفارق من قدام عيوني .. إذا ما صرت برجال فمُدعين الرجولة بيتسلطون عليك !


قبل ينطلق الولد من الخوف .. من تجمع البارود والنار واللي بيعلن بأي لحظة وجود إنفجار شديد الخطُورة .. وقفه صرخة وقاص : إثبت مكانك وإلا والله لأزعزعك
ناظره وهاج بحدة وهو يأشر له : فارق بسرعة ولا تسمع حكيّ هالنكرة
طاح بين نارين .. يرضخ لوقاص ؟ ولا يسمع كلام وهَاج؟
ولكن كانت نظرات وهّاج حادة وغاضِبة بالشِكل الي خلاه يتخلى عن الوقوف بمكانه .. ويركض بكل طاقته برى المدرسة .. بما إنه كان وقت الإنصراف أصلاً
إشتعلت النار بجسد وقاص .. والي تزعزت هيبته بنظر كل من شهد على الموقف بعد الي حصل معه تقدم وبعيونه يقدح الشرر وقال بعصبية : من متى وأنت تدافع عن الخير ؟ يا بذرة الشر ويا ضيق الأرض ؟ دوم وأنت وحش وحياتك كلها تضيق على الناس .. الحين تبي تصير مدهال للخير على حسابي ؟ والله إن توخر عن طريقي .. وإلا لتبقى آثاري عليك ليّن تموت يا سود الليالي مثل ماقال أبوك
ضحك وهو يحاول بضحكته يخفي عصبيته .. كان كلام ولد عمه يضرب على الوتر الحسّاس .. وقال بسخرية من كلام وقاص : أبد .. مانيّب خير لأحد .. وبالأخص لك والله لأكون شر في شر .. ومستقعد لك على الحرف الواحد وإن كان بك خير .. قرب وحط آثارك والله لتشوف موتك يا وقاص
بدأت أنفاسه تِعلى بعصبية وهو يناظر لنظرات العيال الي في الساحة .. والي كُلها سخرية أرتجفت يدينه وقلبه بدأت نبضاته تزيد بقهر وغبنة من هيبته الي دائماً يساويها بالقاع .. لِذلك رفع يده وقال : لو إنك على رجال .. تعال وإلحقني
مشى وقاص وهو ناظره ومشى وراه وهو يهمس : مانيّب على رجال ولا يدل للرجولة باب .. ميّر إني أكف وأسد والله لأربيك يا رخمة
مشى وراه وهم يطلعون من المدرسة .. وإللي لو تسببو بمشكلة جديدة داخل جُدارنها رح تضيع حياتهم الدراسية وتطير بمهب الريح .. بعد كل الهوشات والضرر الي تسبُبو فيه !
ومن وقف وقاص وهو يدخل يدينه بطرف جيبه ويناظر للي يتقدم له حتى صد عنه وهو يعطيه ظهره
ومن وقف قدامه وهو ينطق بإستفزاز : ودك بي أربيك من جديد ؟ معلوم تربيّة عيال سهيّل "جده"
تربيّة قشرى ولا بك لا أنت ولا أبوك ولا لكل شخص له بالعائلة ذي صلة خير .. الله يفكني منكم ومن نسبكم على أكمل وجه
وقبل ينتهي من كلامه .. عقد حواجبه بوجع وصدمه وهو يرفع كُفوفه الي دنى بها على وجهه وبدأ يمسح السائل الدافِي الأحمر اللي أنفجر بغزارة على وجهه بسبب السكِين

غمض عيونه للحظات .. وفتحها ببطء شديد وهو يناظر بالدم الي يملأ كف يده .. بسبب جُرح السكِين اللي أمتد من نِهاية جبهته حتى قطع الحاجِب .. ورُغم إني الطعنة ماكانت عميقة بنظره إلا إن الدم كان ينهمر بِشدة !




رفع نظره ناحِية وقاص وهو يناظر بنظرات ناريّة .. ووقاص كان منصدم باللي سواه مع ذلك كان يدعيّ الشجاعة .. تقدم وهو متجاهل الوجع اللي فتّك برأسه كامل ورفع كفيّنه وهو يحاوُط عنقه بعصبية ويخنقه بكل قُوته نطق بقهر وهو يحس إن السكين أنغرز بمخه لأنه صادف لحظة شُروده وتمكن منه : دايماً غداريّن يآل سهيّل .. المكر والغدر ينبض بكل عرق بجسّدكم
وقاص كان يضرب يدينه بعصبية وبصدمة وهو يحاول يتنفس .. ولكن كانت قبضته مُحكمة.. كان متجاهل تماماً تحول وجهه للون الأحمر وإنقطاع التنفس عنه .. مقهور لدرجة مو سهلة منهم !
ولا قدر يتحرر وقاص من بين كفينه إلا بسبب الحجر الي أنرمت على ظهر وهاج بكل قوة واللي بسببها فلت يدينه من على رقبة وقاص بوجع ورجع بخطوات مُتثاقله للخلف ويدينه على ظهره يتحسس مكان الضربة .. لحظة بس وألتفت بكل جمُوح وهو يلقي بنظرات صقريّة للمكان يتفقد الشخص الي تجرأ يضربه ويرميّ عليه الحجر ولكن غاب عن عينه .. رجع يلتفت ويناظر لوقاص .. الي أنحنى على ركبه وبدأ يتنفس بصعوبة وهو يكح يحاول يلتقط أنفاسه بفجعة من هُجوم وهاج عليه .. واللي فعلاً شاف الموت بعيونه بسببه !
سحب شماغه من على رأسه .. ولفه على يدينه بعشوائية وهو يثبته بمكان الجُرح الي وكأنه بجسمه كله من شدة الوجع فيه .. ولولا كبريائه كان صرخ بأعلى قوته من شدة الألم الي فتّك فيه .. ناظر لوقاص بجمُود .. ثم رفع رجله بلامبالاة وثبّتها على ركبة وقاص وهو يدفه بكل قوته لدرجة إن وقاص أختل توازنه وأنهار على الأرض بصدمة .. رفع يدينه بتهديد وهو يناظره بحدة ويقول : عفيّت عنك لوجه الله .. ثم لعيون أختي الي تتحرى رجعتي .. ماودي أرجع لها وأنا مكلبّش .. ولكن يشهد الله يا وقاص لأدفعك الثمن غالي .. وأخليك تتجرع المُر لليالي طويلة .. الحين ولا بعدين
بلع ريقه وقاص بصعوبة .. وهو يبادله النظرات الحادة لحتى قفّى فيه وأختفى عن أنظاره .. وقف بصعوبة وهو يستند على الجدار وناظره بقهر وغبَنة والود وده يقتله هاللحظة .. وهذا كان الشعور المُتبادل بين وهاج .. وجميع عائلة آل سهيل
والي من صغره .. يمقُت كل شخص ينتهي إسمه باللقب هذا .. سوا أبوه أو بقيّة أفراد عائلته ! وهالشيء كان معروف بكل مكان بالحي هذا ! كونه من صغره كانت كل مشاكله مع عيّال عمه .. واللي كان ما يعدي يوم إلا وتصير بينهم مذابحة على أتفه الأشياء .. وكأن وهاج يفرغ طاقة الضيق والقهر فيهم .. كون أي شيء سيء يحيط فيه .. ينسب السبب لآل السهيل كافة .. ويحملهم عواقبه !
-
أتكأ بكتفه العرِيض على باب بيتهم .. وهو عاقد حواجبه بعصبية ..للآن مقهور وكان وده يذبحه فعلاً



ألتفت بغضب وضح على كل ملامحه وهو يسمع صوت الي تِسللت وكانت تحاول تفجعه وقال بحدة : ماني برايق لك .. والله لأدفنك حية وسط هالحي يا شعاع !
تنحنت وهي متعودة على قساوة أسلوب وهاج معها .. ومع الكل عامة .. مع ذلك بلعت هالأسلوب وهي تحاول تداريه : أفا .. أخو شعاع ضايقة به الوسيعة ؟
آرتخى حاجبه بسخُرية وقال : أبد طال عمرك .. حنا لقينا بحياتنا حبُور لجل تنصدمين مني ؟
هزت رأسها بالنفي وقالت : مالقِينا .. ولكن ما تظن إن وجودي لحاله كفيِل بالسرور ؟
تأفف وهو يناظرها بجمُود وبجفى .. وألتفت لها للجهة الي الجرح فيها .. واللي من شافته تجمدت بصدمة وتأملت الشماغ الي أختفى لونه بسبب تسرب الدم لكل أجزاءه .. إرتجفت وهي تتقدم بخوف وتسحب يدينه من على الجرح وشهقت بصدمة وهي تشوفه يدفها عنه بعصبية بعدما صرخ بقهر : شعاع ! لا تقدمين على خطوة أنتي تعرفين إني بنهيك بسببها
شعاع الي تجمعت الدموع بعيونها من القهر قالت : وقاص الخسيس مرة ثانية ؟ ماوده يفك بلاءه عنك
تأفف وهو يرجع الشماغ على جبهته وقال : لي ساعة .. بين الرمضاء الي تحترق من شدة الحرارة .. وبين لهيّب الشمس جالس ومتحمل .. بس عشان لا أسمع كلام أمك اللي مارح ينتهي .. لا تجين تمرضيني أنتي بعد ! مانيب ناقصك
تنهّدت وهي ترفع كفوفها وتمسح دمُوعها بكل سرعة .. وكل دعواتها على وقاص .. ولد عمها الي يشبه كثير لأبوها وأبوه ! والي يستمدون قوتهم من خِلال محاولتهم في خضوع وهّاج لهم .. ولكن هيهّات : يعني منتظرتك من الصبّاح .. آخر شيء كذا تستقبلني ؟
رفع بصره ووجهها نحوها وهو يتأملها بضيق للحظات .. شلُون بينطق ويقول لها إنه لولاها هيّ .. كان صار لقبـه قـاتل الليلة ! وأخذ ذنب ولد عمه برقبته ؟ شلون يقول لها إنها غِصن نجاته الوحيد ؟
أبتسمت للحظات وهي تتأمل نظراته .. تفهمه لما يرمِش بشكل مُتتالي .. فشلون لامِنه ينطق كل شعوره من عيونه ؟ وهّاج كانت تقرأه مثل كفها .. ومثل ماهي تعرف .. ماكان شخص ينطق بمشاعره بلسانه .. أو يقول شيء يميّل للحب والرقة .. لأن شخص تربى بقسوة .. وفي ظروف صعبة بسبب أهله .. مستحيل ينطق بشيء يغلب عليه المشاعر .. وهي أصلاً تعودت عليه : أبببد يا وهّاج .. إعتبر الرد وصلني .. والحين يلا توكلنا على الله
قطّب حواجبه بإستنكار .. وناظرها بجمود وهو يقول : جايّه من بيت زوجك وتنتظريني عشان تبين تروحين مكان !
أبتسمت بخفوت وهي تهز رأسها بإيجاب .. وقالت : مكان حيّل مشتاقة له .. وما أبي أروح له إلا معك
ولكن قبل هالحِكي كله .. نروح للمستشفى نشوف وش وضع فعايّل ولد عمك .. لعل الجرح بيطيّب !



ما تركت له مجال للرفض .. مشت متوجهة لسيارة أبوها وصرخت له : وهّاج .. إستعجل قبل يجي أبوي يذبحنا الإثنين !
نزل الشماغ من على جبهته وهو يغمض عيونه بضيق : الجرح بيـطيب يا أخت وهّاج .. ميّر الأثر باقي !
وقف وأتجه للسيارة وناظر له وهو رافع حاجبه : أشوف تعودتي تنجلدين حتى وأنتي متزوجة !
ضحكت وهي تخفي إرتباكها وقالت : كبرنا مع الضرب .. مهيّب صعبة لامنه ضربني وأنا على ذمة رجل .. ميّر الصعوبة لا أنضربت أنت عشاني
ركب وهو يناظرها بهدوء : زِمان أول هالحكي .. الحين اليد الي تنمد عليّ تنعطب يا شعاع
شغل السيّارة .. وناظرلجهة الباب .. وهي بلعت ريقها بخوف لأن يدها كانت بمحاذاة الباب .. ومن أقترب شهقت وسحبت يدها ورجعت ورى بخوف .. وهو عقد حواجبه وناظرها بإستنكار .. وبنفس الوقت فتح الباب وقفله بقوة وهو يقول : بابك مفتوح يا بنت .. وش صابك ؟
ناظرته بتوترت وحاولت ما توضح ربكتها وقالت : أببد .. نظرتك لحالها ترهب قلب يا وهّاج
ثبت يدينه على الدِريكسون وهو يقول : الكل يهاب هالنظرة ويخاف منها يا شعاع إلا أنتي .. أنتي تعرفين وش يخفى وراها
هزت رأسها بإيجاب وصدت وهي تنزل نظرها لطرف يدها .. وبالأحرى لمعصمها اللي كان كله كدمّات .. وجروح لدرجة تحول للون البنفسجي من شدتها ! سحبت عبايتها وهي تغطيه وغمضت عيونها وهي تمنع دموعها تنزل .. وصلها صوت وهاج اللي قال فيه : أشوفك جيتي من بيت زوجك ومشينا .. ما سلمتِ على أمك ؟
ناظرته بضيق من وصفه لها وكأنها مو أمه مع ذلك عدّت الموضوع .. وقالت بلا وعي : إية شفتها .. وودعتها هي وكايد قبل تجي وأودعك
خفّف السرعة بإستنكار .. وقال بنبرة تمِيل للإستغراب : وداع .. ناوية تتركينا ؟
تداركت نفسها .. وللكلمة الي رمتها بوقت خطأ وبموضع خطأ .. وبلعت ريقها وهي تضحك بعشوائية : أي وداع الله يسلمك ؟ ترى مالك عني غنى ولا مفر .. قصدي سلمت
آرخى حاجبه وهو مستنكر تصرفاتها اليوم مع ذلك ما علق .. وبعد إصرار شديد منها .. وقف جنب المستشفى ونزل وكشف على الجُرح .. واللي كان مضمون الدكتور منه " الجرح عميق .. ولكن مو لدرجة الموت يا وهّاج .. مع ذلك ما ظنتِي تعيش باقي أيامك بدونه "
وهالشيء الي قلب وضع وهّاج فوق تحت .. كان مثل البارود أصلاً ما يحتاج نار لأجل يشتعل .. ولكن هالمرة فعلاً النار تواجدت وأنفجر وهو يضرب الدريسكون بقوته وهو يتوعد بوقاص وسط خوف شعاع من سرعته العالية .. وصوته وتهديده الكبير نطقت برجفة : وهاج .. إهدأ تكفى
ولكنه سكتها بصوت حاد وهو يصرخ : إنكتمي ولا أسمع لك حس .. ولا والله لأرميك مثل الكلاب




#تجمدت بمكانها بصدمة ووهي تلم يدينها لبعض .. ومن زادت سرعته غمضت عيونها وبدأت تبكي بصمت .. ولكن فجأءة سحبّ بريك بشكل مفاجىء واللي بسببه كانت بتصدم بالطبلون لولا يد وهّاج الي أستقرت على صدرها والي ثبّتتها بقوة على الكرسي .. ناظرها بحدة وهو للآن معصب : أنتي ما تفهمين ؟ أنا كم مرة بقولك لا ركبتي حطي حزام الأمان . أنتي تبغيني أخذ ذنبك برقبتي يا آدمية ؟
رمشت وهي تحس بدموعها تنهمر بلا وعي منها .. خوف من عصبيّة وهاج يتلوها خوف من الموت سبّب لها صدمة ماقدرت تنطق بسببها
لما ما ردت عليه ما أهتم .. رجع يعدل جلسته ويناظر من المرايّة للضماد الي على وجهه .. غمض عيونه بضيق وبقهر من إن هالأثر بيبقى وحلف لينهيّ وقاص ويرتاح منه .. كملو طريقهم بصمت .. لحتى تعدو حدود المنطقة وبدؤو يمشون بطريق الصحراء .. ومن شارف العصر على الإقتراب وقف السيارة على قمّة الجبل .. ونزل وهو يناظرها : ما ضربت مسافة خذت مني ثلاث ساعات في حر هالقايلة لأجل تبقين مكانك .. أخلصي علينا وإنزلي !
رتبت نفسها .. والأهم ناظرت لعيونها لآخر مرة في المراية ومسحت دموعها بعجلة وهي تنزل .. وتِتبع خطوات وهّاج وبيدينها دلة القهوة .. والشايّ وكيكة الفانيلا الي يحبها وهّاج كثير من يدين شعاع
فرش وهاج الفرشة وجلس وهو يناظرها ترتب الأغراض .. وقال بهدوء : أبطيّنا عن هالتلة يا شعاع .. ولا كنا نجيّها إلا لامنا تضايقنا .. نناظر من فوقها لصغر الكون تحت .. ونداري نفسنا إن همومنا بصغرها
أبتسما بضحكة وقالت : تلة ؟ خاف ربك يا وهّاج .. لامن أحد طاح منها يعتبر نفسه شهّيد
ناظرها بطرف عين وهو يأخذ الفنجان من يدها وقال : أشوفك قمتي تحرفين الموضوع ؟ ماودك تنطقين وش فيك ؟
تنهدت وهي تقطع الكيّكة وقالت : عالأقل خلك رقيق وأنت تحاول تداريني
قطّب حواجبه بوجع وآرخاها وهو يصد : ما تعودتي عليّ يا شعاع ؟
أبتسمت بخُفوت وهي تقول : أبد .. بس عاد لازم نعاتب يا بن سلطان
نزل الفنجان ووجهه متجهم من الإسم الي أتبع إسمه وقال : ماقلت لك لا تنطقين إسمه ورى إسمي
ضحكت وهي ترجع تصب له القهوة : يعني قضاء ربي تكون ولده .. والمعروف يتبع إسم الولد إسم أبوه وش بيدي ؟
غمض عيونه بضيق وقال : لامن الأب كان كفو يتبعه .. ولكن أبوي ماهو بكفو ياشعاع
تضايقت من نبرة الضيق .. وقالت وهي تحاول تداريه : طنّش الضيق يا وهاج تكفى .. خلك قوي ترانا نستمد قوتنا منك


ناظرها بهدوء .. وهو يقول : أنا قوي .. ميّر ال سهيل كلهم يكسرون حمايّ .. وآخر أثارهم بوجهي .. الله مير يكسر يدينهم ويلحقها برجولهم .. ويفكوني منهم كلهم .. شايّب مايخاف الله وخلف له ذياب يتبعونه لين كلونا معهم !
ضحكت غصب من دعوته .. ورغم إن الموقف ما يضحك أبداً .. ولكن رغم الضيق كانو يضحكون .. لأن بعد سنين طويلة من تجرُع المر .. ومن شدة البأس ومن الليالي الي ماتعدي من قوة الوجع بسببّ العقال الي آثاره للآن باقيّة لو بقو يبكون عليها .. كان ماتو من شدة القهر : مصير الحال يتعدل ويبتسم الحظ لك يا وهاج
ناظرها بضيق : لا ترهقين قليل الحظ بالأماني .. أنا مثل ما قال أبوك سود الليالي .. ومن متى سود اللياليّ تزور ظلمة لياليَه الفرحة ؟
تنهدت وهي تتأمل تفاصِيل وجهه .. من شعره الأسود لعيونه الكحلاء .. للجرح الي الضمِاد ملفوف عليه .. للرقبته الي عليها آثار ضرب .. ليدينه اللي متورمة من شدة ضربه لوقّاص .. لأكمامه الي مشمرها ولياقة ثوبه المفتوحة بلامبالاة .. كانت دائماً حالته مُبعثرة .. مُشثتتة .. ومثل ما أنقال إن الأب .. الشخص الي كان مفترض يجمع شتاتهم .. كان العكس تماماً .. الشخص الي يحاول بكل الطرق يشتتهم .. أبتسمت وهي ترجع حجابها الي طار بسبب الهواء لخلف رأسها وثبّتته بيدينها وهي تناظره بحنيّة وقالت بنبرة تمِيل للأمل .. للرجاء بأن هالوهّاج يصدق فعلاً بإنه بيوم من الأيام رح يكون بخِير : لابد يا سود اللياليّ يضحك حجاجك !



" أنتم يهالأطفال ما يمشي واحد بالدرب زين .. إلا لما يتورم وجهه من شدة الضرب "
ناظرته وكل خلية بجسدها ترتجف .. وحتى دموعها ما وقفت من الخوف .. ناظرها بحدة وهو يأشر على وهّاج إبن الخمس سنين واللي كان جالس بالزاوية ولام أطرافه لبعض من خوفه ويبكي بنحيّب وهو يتمتم بطفولية وبصوت باكِي مُرتجف " أنا آسف يبة .. والله ما أعيدها .. آخر مرة "
شعاع كانت تبكي من بكُاه وتبكي خوفها .. ولا وعت إلا على كف أبوها واللي من قوته غمضت عيونها بشدة وبدأ بكاءها يحتد
ناظرها بحدة وهو يمسك شعرها بين كفينه : أقولك عاقبيه .. خليه يعيّف يعيد هالحركة من جديد .. سوي فيه نفس ما سويت فيك .. إضربيه خليه يتأدب
هزت رأسها بالنفي وهو رجع يضربها بكل قوته : إضربيه يا شعاع قبل تموتين هالليلة على يدي
صارت تشهق ويدينها على صدرها ودموعها ملئت وجهها .. وألتفت لوهاج وهي تمشي له .. أنحنت وجلست على ركبها قدامه وناظرته وهو يبكي بقوة .. ورجعت تناظر لأبوها الي متكتف ويراقب تصرفاتها .. رفعت كفها الي يرتجف وضربت خد وهّاج بخفة وفزت من صوت أبوها العالي واللي قال : أققققوى !



غمضت عيونها وبكت بصمت ورجعت تفتحها على نظرات وهّاج الي كلها خوف .. رفعت كفها وضربت خده بقوة أكبر ولما بكى وهاج من الوجع ما تحملت وأنحنت وهي تضمه بكل قوتها وتبكي معه بصوت واحد .. إمتلأ جوف سلطان بالغضب والقهر .. وسحبها بقوة من الخلف وهو يرميها على الأرض ويناظرها بعصبية : نعنبو حيّك أنا أبيه يترجل ويصير رجال .. وأنتي تعلمينه على البكاء وقلة البأس .. والله إن أربيك أنتي وهو وتمشون على الصراط المستقيم .. ولا لأذبحكم وأرتاح من هالخلفة الي كلها ضيم .. من وجدت على وجهه الأرض وكل اللليالي قهر .. والله إنك سود الليالي يا هالولد
أنحنى وهو يمسك وهاج من ثوبه ويقربه له وبدأ يضربه بعصبية وهو يسبه ويسب تربيته .. وكيف بيكون طفل مايع ورقيق ولا يعرف يكون رجال .. وشعاع تحاول تفك مخالب أبوها عن الطفل الصغير الي يبكي بفجعة من محاولات أبوهم بتشويه حياتهم ! وكل ماحاولت تبعده يكون لها نصيب من الضرب الشديد .. لحتى ما تعب وأستوعب وش قاعد يسوي .. بعده عن يده ووقف وهو يتنفس بسرعة ويناظر لشعاع الي تكورت على أخوها وغطته بجسدها وهي تحاول تكون الحصن الآمن له .. وناظرهم بحدة وهو يقول : ما خلفت عيال لأجل ينزلون رأسي بين الرجال .. ولا يبكّون كأنهم حريم .. والله ورب السبّع لو ما تترجل .. وتترك عنك مجالس الحريم والجلسة عندهم .. وتبقى مع عيال عمك لأذبحك .. وولد عمك اللي فجرت رأسه بالحجر والله لو تعيدها لأذبحك وأنهيك عن الوجود تفهم ولا لا ؟ بتقطع علاقتي مع أخوي عشان جمُوحك الي ما تطلعه إلا على الرخوم .. ترجل يا وهَاج وإلا بتموت على يديني "
رمى كلماته على الطفليّن الي يبكون على أرضية الغرفة بهلع .. وطلع من الغرفة وهو يتجهه لمجلس الرجال اللي قايّم وقاعد بسبب الجرح الي برأس وقّاص
جلس بربكة جنب أبوه وهو يناظر لأخوه اللي معصب ويسكت وقاص : ماعليه إمسحوها بوجهي .. أطفال تصير بينهم هالمشاكل
ناظره أخوه بحدة وقال : والله لا نعوف بيتك ياسلطان .. أنت وولدك ناوين على القطاعة بيننّا !
سهيّل الي أحكم الشد على قبضة عصاه .. ناظر لسلطان وقال : ولده طول اليوم بمجلس الحريم وكأنه مرة .. ويومنه خرج وقلنا تعدل كسر رأس ولدنا .. ماكذبت يقوم قلت إنه رخمة هالسلطان .. وولده بيطلع مثله .. لا قدر يكون رجال .. ولا عنده المقدرة يخلي ولده يترجل .. دايم الدوم ناكبينا برخومتهم
أشتعل صدر سلطان ضيق وغضب من كلام أبوه .. ونظرات أخوه اللي دائماً تنكسر مجاديفه بسببها : إلا بربيَه أحسن تربية يبة .. مثل ما ربيتنا لا تخاف



رفعت يدينها وهي تُزيح كم العباءة عن معصمها .. وتأملت الجروح اللي تكسو جلِدها الرقيق .. كدمات كثيفة .. آثار أظافر بشكِل وحشِي ! غمضت عيونها وهي ترتجف من شدة الدمع الي داهمها .. ومن قوة الوجع اللي فتّك بكل أجزاءها وهي تِتذكر الـ الإثنين والعشرين سنة بحياتها .. معقولة بيوم من الأيام ذاقت طعم السعادة ومن كثر المُر ماقدرت تستلذ فيه ؟ أو فعلاً حياتها كلها كانت ضيم ووجع لدرجة لو خفت درجة الوجع للقليل ظنت إنها سعادة ؟
أنزلت يدينها وهي تلفها حُول بطنها .. وتعتصره بيدينها بكُل شدة .. وكل عظامها تِرتجف من وجعها .. بدأت دموعها تنزل بإنهمار شديد لدرجة إنها حجبت الرؤية عن عينيها الذابِلة .. بدأت ترتجف من الضيق ومن شدة البكاء وهي تبكِي بحرقة نطقت بحرقة : معقولة ؟ رح تجي طفلة صغيرة تعاني وتبكي كل ليلة مثلي ؟ معقولة رح تكون أمنيتها كل ليلة قبل تنام ( يارب أموت اليوم ) معقولة من شدة وجعها ومعاناتها رح تنهار بأبسط الأمور .. رح تجي طفلة صغيرة بريئة على هالدنيا البشعة .. واللي كلها جروح .. رح تجي طفلة طاهرة بمجتمع كله إثم وخطايا ؟
بلعت ريقها بصعوبة .. وهي تستقِيم بجسدها النحِيل .. وتمسح دموعها بعشوائية بطرف كمها وهي تناظر من على قمة هذي التلة العالية : ماعاد بي حيل لجروح جديدة .. أنا كلي جروح .. ماعاد فيه مكان لوجع ثاني .. وهالشيء كله بسبب أمي !
رجعت تناظر لبطنها ثم غمضت عيونها : ماودي تجين على الأرض هذي وتبكين لأني أمك .. ولأنك بتعيشين حياة نفس حياتي .. رح أحررك مثلما تمنيت أتحرر .. رح تكونين طيّر بالجنة بدل ما تكونين طير مكسور الجناح بالدنيا هذي ! رح نموت أنا وأنتي .. قبل تعيشين الذنب وأنتي بريئة
تقدمت بخطوات عشوائية وخطيرة وهي تدعس بخطواتها على الحجر بدون إنتباه أو دقة .. تقترب من حافة هذي التلة ضمت ذراعِيها على جسدها المُرتجف وهي تغمض عيونها وتِتذكر لمحة بسيطة عن الأشياء الأخيرة الي ودعتها ( إبتسامة أمها ، ضحكة وهاج البسيطة ، غمازة كايّد الصغير ) وهذي كانت آخر شيء تتمنى تشوفها بنهاية حياتها البائسة .. وفعلاً لبّت متطلبات قلبها لآخر مرة


تقدمت بخطوات عشوائية وخطيرة وهي تدعس بخطواتها على الحجر بدون إنتباه أو دقة .. تقترب من حافة هذي التلة ضمت ذراعِيها على جسدها المُرتجف وهي تغمض عيونها وتِتذكر لمحة بسيطة عن الأشياء الأخيرة الي ودعتها ( إبتسامة أمها ، ضحكة وهاج البسيطة ، غمازة كايّد الصغير ) وهذي كانت آخر شيء تتمنى تشوفها بنهاية حياتها البائسة .. وفعلاً لبّت متطلبات قلبها لآخر مرة .. وهي تتمنى فعلاً تكون حياتهم من بعدها (حياة) فعلاً ! لأنهم يقدرون يقاومون أكثر .. بينما هي تظن إن العشرين سنة والسنتين الأخيرة كانت بمثابة إنجاز يضاف لشخصها ..
كانت تحاول شرح إنها تعيسة جداً .. ماكانت تدري وين تروح وأي وجهة تقصدها .. صارت تتمنى تهرب وتفر لجزيرة مهجورة وسط محيط خالي من البشر .. صارت حياتها لا تُطاق .. وكل اللي ينوصف بحالتها إن عندها هموم كثيرة بالرغم من صغر سنها .. إلا إن روحها صارت بحجم ثقب الإبرة .. يئست وماتت جميع مشاعرها .. لدرجة أن فكرة التخلي عن الحياة الفكرة الوحيدة الي تبادرت لذهنها لليالي طويلة لا تعد ولا تحصى .. وأيقنت أن إزهاق روحها الحل الوحيد لينتهي هذا العذاب بالنسبة لها .. لذلك رفعت ذراعِيها وهي تساويها لعلو كتفها .. وأقتربت كل القرب أكثر من الحافة وهي تُتحرر جسدها من ثقلها الشدِيد .. وتترك نفسها للهواء وللـموت .. للشيء اللي تِظنه بينهي عذابها !
-
إنتهى !.




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 18-10-21 الساعة 12:27 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس