عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-21, 01:08 PM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



--

لا تلهكم الرواية عن الصلاة وذكر الله
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ..
اللهم إجعل هذه الرواية شاهدة لي لا علي ..
--



( البارت الرابع )

كايّد اللي كان جالس جنب بحوش بيتهم .. وجواله بيده .. فز وهو يبتسم بفرحة أول ما لمح " تم الإستماع إليّها "
ضحك وهو يقبض أصابعه لكفه وهو يرفعها كعلامة إنتصار : وآخيييراً صار الفضُول يطوف حولك
تنهد بضيق وهو يتذكر بأن وهّاج كلما عرف كايد رقمه .. غيّره أو سوى له حظر .. وكل مرة يحاول يتواصل معه يصده بكل قوته .. يجهل السبب
ولكنه يدري إنه بعتمة .. عتمة حيييل موجعة
لذلك كلما كانت محاولاته تبوء بالفشل .. يعاود الكرّة مرة ثانية بنفس الطاقة .. ما كلّ ولا ملّ
وآخر شهرين كان يسعى بكل طاقته عشان يعرف رقمه .. ومن وصلته رسالة من رقم مجهول فيها رقم وهّاج و جملتين مُختصرة " رقم أخوك .. رجعُوه للحياة " بقى يحاول يفكر بفكرة ترجعه لهم بدون سعي شديد منهم ! وأول ما لمح غصن تبكي وهي بالحوش.. أيقن إن بنت شعاع هي نقطة الضعف اللي بتجبره ينحني للشوق غصب عنه !

هز رأسه وهو يشوفها تطلع من الغرفة .. ومشى وهو يميّل بمشيته بسبب رجله الي صارت " عرجاء " لأن الرصاصة تمكنت من ساقه .. وقف قدامها وهو يوزع قُبلاته الضاحكة على وجهها وهي تصده بيدينها وهي تصيح
ضحك وهو يبتعد عنها وقال بعدما تنهد : لو أدري إنك الحل .. كان قصدتك من ززمان !
غصن ما فهمت كلامه .. لذلك مشت بدون إهتمام وهي تتعداه وتدخل المطبخ وهو أبتسم بضحكة .. وبرااااحة ملئت أركان صدره .. راااحة فقدها لخمس سنين طويلة !
سمع صوت أمه وهي تقول : كاايد .. جهز السفرة
الفطور جاهِز
ورد عليها بهدوء : أبشِري
بدأ يرتب الفرشة .. وهو يحط السفُرة ويناظر للمكان بتنهيدة .. سنين مرت عليهم .. كيف مرت ؟ وبأي وضع كانو ؟ مايدري
مثل البرق تخطُتهم .. ماذاقو فيها أي شُعور
كانو ذابِلين لدرجة إنهم ما حسو فيها ولا حسو إن الحياة خذت هالسِنين منهم !
ولكن الأهم إنها عدّت .. ولو إنها شيّبت بضلوعهم
بالفراق والموادع .. ولكن كانوا يحاولون يقاومُون بكل طاقتُهم .. عشان " غصن " وعشان ما يمُوتون بآساهم


في بيّت سطَام .. وقفت برِيق وهي تناظر بضيق لأمها : تكفين يمة خلاص .. خلينا نبدأ يومنا بشكب طبيعي مثل الناس العادييّن .. مو بكل مرة نبدأه وأنتي تتحسبين على ضِرار .. ودي أعرف وش سوى هالشخص المسكين لك !
سنين وأنتي تكسريّن مجاديفه .. وهو وش يرد عليك ؟ آمري وسمي ومن عيوني .. حرام يايمة حرام
ناظرتها بحدة وهي تأشر لها : برى يا برِيق .. قبل أعصب عليك وأعلمك كيف تدافعين عنه
تنهدت وهي تقرب وتبُوس رأسها وقالت : يمة دخِيلك .. ملينا من المشاكل .. يكفي الناس حولنا
لا تصيرين أنتي وياهم ضدنا .. تعبّنا سنين وأكلنا الهم يكفي يايمة يكفي
أشرت لها على الباب وهي مشت ووقفت وهي تنادي : ودِييييع ! يالله وينك
خرج من غرفته وهو يمسح وجهه بنُعاس شديد ومر على أمه وهو يأشر عليّها : صباح الخير
ناظرته بطرف عينها وقالت : غسل وجهك قبل تروح
هز رأسه بإيجاب وهو يقول : غسلته بس يتهيأ لك إنه وسخ .. تعرفين يعني ما تشوفين أحد نظيف بالدنيا إلا وقاص

بدأت موالها المُعتاد وهي تفتح صفحات المدح بوقاص وبريق ناظرت لوديع بحدة اللي أعطاها فرصة .. بينما هو ضحك وهو يأخذ كوب الحليب ويشربه دُفعة وحدة ! بعدها طلع على طول ولحقته برِيق اللي ركبت السيارة وهي تتنهد : ما يكفي كلام الناس .. مايكفي نظراتهم لنا .. تبي تزيّدها علينا ؟خمس سنين ميتين قهر بسببهم وعيوننا للأرض .. وأمي تشاركهم بعد
ضحك بضيق وهو يطبطب على كفها : إذن من طين والثانية من عجين يا برِيق .. لأنك لو بقيتي تهتمين لكلام الناس .. رح تدخلين بدوامة الكئابة .. مصيرك بعدها للهلاك !
تنهدت وهي تتذكر الهمسات .. النظرات .. الكلمات الجارحة اللي تعرضُو لها لسنين طويلة وقالت بتأييد : وهذا اللي بيصير !


وصل على أعتاب المنطقة اللي ضمّت ذكرياته مع الشخص اللِي من غاب طيّفه .. إنتهت رغبته بالحياة !
غمض عيونه بضيق وهو يمسح على وجهه .. وهو يثّبت رأسه على الدرِيكسون مرت لحظات معدُودة
وهو يحاول يلملم شتّات نفسه .. رفع رأسه وهو يشد شعره بقوة لورى.. وفتح عيونه بحدتها وهو يلقِ نظرات سريعة للمكان
تقدم لِـ المكان اللي كان فيه مع شُعاع لآخر مواقِفهم سوى .. نزل من السيارة وهو يمشي بخطوات مُتعثرة .. يحس بفراغ كبييير بقلبه .. مايحس بشيء .. مشاعره متجمدة وهو يخطي خطواته نحو التلة .. اللي جمعت هُموم كبيرة لهم
تنهد وهو يتمنى إن هالتنهيدة بمقدُورها تزيح الجبل اللي متكون بحنجرته ولكن لا مفر منها أبداً
بدأت خطواته تقترب من التلّة .. بدأ يقف على أعتابها .. ولكن القلب الفارغ قبل لحظات .. صار في هذه اللحظة مُشبع بالخوف .. الرعب .. الرهبة .. بالهلع
وهو يلمح الجسد الأُنثوي .. المُتوشِح بالسواد
يقف تماماً على أعتاب هذِه التلة ! فارِدة ذراعِيها مثل الطيّر .. وكأنها تحاول أن تطير .. أو بالأحرى أن تترك نفسها للسقوط !
ما ترك لعقله فرصة للتفكير.. إن اللي قدامه مُجرد أوهام .. وتلفِيق من خلايا عقله .. أو فعلاً هو حقيقة وصواب وواقع يعيشه قدام عيونه !
ركض بأقصى طاقته وهو يوقف وراها ويطوق يدينه حُول خصرها وهو يشدها بكل طاقته لِلخلف .. حتى أُختل التوازن وتهاوت أجسّادهم بكُل قوة على الأرض !!

طوق يدينه على خصّرها وهو يشدها لورى بكل طاقته .. حتى أرتمو بكل قوة على الأرض
وهو مازال يتنفس بسرعة .. ومازال على وضعه
للحظة ظن نفسه يتخيل الموقف .. أو عقله أعاد الحدث من شدة حزنه .. أو هذا وهم وخُزعبلات أو شيء من هذا القبيل ، الأهم إن الخوف مازال يحوف كل نبضات قلبه .. كان باقي يحتضن ضلوعها بين يدينه .. يُخيل له بأنها فعلاً شُعاع .. لذلك كان يعتصر جلدها بشدة .. وكأنه فعلاً أيقن هالمرة إنها تبي النفاذ من هالدنيا


كانت متجمدة بمكانها من الخوف .. كيانها أنقلب وتزلزل قلبها من الرهبّة .. وش الشيء اللي يعتصر خصرها ؟ وكيف نُفيت من رأس التلة لنصفها ؟ خيّم الرعب على قلبها وهي تقرأ الأذكار وتستغفر بكل طاقتها .. ولما جمعت طاقتها وجراءتها ألتفت وناظرت للشيء اللي أنقض عليها تشبعت كل خلاياها بالخُوف !
صرخت بكل طاقتها .. وهي تضربه بقوتها بكل مكان توصل له يدها .. ركضته بكل قوتها بقبضتها وهي توقف بسرعة من على الأرض .. وتناظره بعصبية وهي تتنفس بكل قوتها .. وكأنها إستعادت وعيها .. وفهمت اللي يصير بالمكان هذا .. لذلك لجئت لأسلوب الهجوم بكل عدائية وبدأت تُلقي عليه الشتائم وتدعي عليه بكل طاقتها : الله ياخذك عمرك ياسافل .. ماتخاف ربك يامتشرد ؟
عقد حواجبه بصدمة وهو يوقف .. نفض ثوبه بلامبالاة وهو يحاول يتدارك نفسه .. وكأن خلايا دماغه بدأت ترتب الموقف بالشكل الصحيح .. وبدأت تنحط النُقاط على الحروف .. وهذا الشخص فعلاً مو شعاع .. ولا هو من وحي الخيال !
لذلك كان مقطّب حواجبه بعدم إعجاب وهو يوقف و يدخل يدينه بجيبه بعشوائية .. وناظرها بطرف عينه وهو يقول بصوت مشحُون بالغضب الكثيِف .. وكأنها يحاول يلبسّها الندم على فِعلتها .. لأنه يدري .. إن إقدامها على هالخُطوة له نيّة غير نية شُعاع بنظره ! أو هذا كان إحساسه : تعرفين الله ؟ وتعرفين شلون تدعين .. ليه ما لجئتي له بدال ما ترمين آخرتك بشكل غبي يا تافهة .. بما إن عندك كل هالإيمان !
خيّم السكون للحظات معدودة .. هي مصدومة ومقهورة من كلامه وأسلوبه وكأنها صغيرة قدامه ! وهو ينتظر جوابها
صد عنها وهو يناظر بعشوائية للتلة .. وتقدم للحافة وهو يلقي نظرات سريعة للأسفل .. كان يتمنى يلاحظ إن همه صغير .. وإنه أكبر منه وأقوى عليه
ككُل مرة يقف مع شعاع على حافة هالتلة .. ولكن قلبه أنقبّض وهو يدرك إن همه هالمرة يفوقه .. لأنه واقف بدون شعاع ! كان يدري إن يشوف الدنيا صغيرة بعينه لأنها جنبه وتطبطب على جرحه بكل مرة .. بينما الآن صارت صغائر همومه كبائر عنده !
وسّع حدقات عيونه بصدمة وهو يحس بكُفوف تطبع بكل قوة على ظهره .. وتدفعه بجنون للحافة !
وكأنها تحاول التخلص منه بكل قوة .. حتى لم تترك له مجال للهرب .. كانت تدفعه وسط ذهول وهّاج وإستنكاره الشديد للموقف .. واللي تركه حائر مكتوف اليدين .. !

بينّما هي كانت متشبعة بالغضب .. ترتجف أطرافها من شدة الإحتدام والإضطراب اللي سيّطر عليها !
إمتلأت غيظ لدرجة بأنها من لمحته يتقدم لحافة التلة .. حتى تقدمت بكل جسارتها وهي تُقدم كفيها وتدفعه بكل طاقتها وكأنها تحاول التخلص منه ..كانت تظنه بيخلّص نفسه من دفعها .. وبينقّض عليها .. أو أبسط الأمور يبتعد عن مرأ عينها ويتفادى السقوط .. ولكنه كان واقف بمكانه .. وكأنها اللحظة اللي ينتظرها من زمن طويل ! كأنه يريد الموت ولكنه لا يستطيع التقدم له بنفسه .. كان بحاجة من يدفعه نحوه !
بين لحظة والآخرى .. ألتفت وهو مدهوش من أصوات الخطوات الهارِبة من المكان .. ناظرها وهو عاقد حواجبها بإستنكار لموقفها الغرِيب ! وكل اللي كان يفكر فيه " من وين لها الجسّارة عشان تقدم على فعل كبير مثل هذا"
ألتفت بسرعة لما خلت التلة منها .. ومشى بخطوات أشبه بالهارِبة وكأنه لا يستطيع البقاء في المكان هذا دُون ثالث له ولذكرياته مع أخته !
لذلك ركب السيّارة بعجلة .. ولكنه سرُعان ما أستوعب خطأه الفادح والذنب العظيم اللي وقع فيه قبل لحظات معدودة .. بدأ يستغفر بضيق وهو يمسح وجهه بعتب " ياارب .. أنت تعرف نيّتي .. ولا لي حول الردى درب .. فلا تحملني هم هالموقف "
هذا مادار بباله وهو يشغل سيارته .. ويحاول يكمل طريقه ويتناسى الموقف اللي حصل على التلة .. بما إنه كان عابِر !


" دُجى .. يااا دُجى "
كان الصوت يعلى بإسمها .. والنداء يتكاثر بعصبية
بينما هي مازالت تركض .. وتوقف تتنفس براحة بين لحظة والثانية .. وقفت قدام عمتها وهي تنحني بتعب وإنهّاك على ركبتها وكأنها تحاول تستعيد طاقتها
بينما بدأ ثغر عمتها ينقل الحكي بشكل كارثي وبدون إنقطاع : غبية أنتي ؟ لي ساعة تحت أنتظر حضرة جنابك وأنتي بكل قواة عين تاركتني ومستهينة فيني .. وبعدين ما عندك عقل أنتي ؟ ليه تركضين كأنك مجنونة من فوق الجبل ؟ فرضاً طحتي أو صار فيك شيء ؟ من بيتحمل العواقب
أخذت نفس بكل طاقتها وزفرته بهدوء وهي تقول : حاولي تسوين مثلي .. قلديني وخذي نفس يابنت الحلال .. تعبتي فكك بكثرة الهرج اللي ماله سنع !
ناظرتها بطرف عينها وهي تقول : وين الهياط أختفى ؟ مو على أساس بـتسوين نفسك بات ومن ؟
ضحكت وهي تصد بعصبية وقالت : كنت بسوي نفسي هدهد .. عصفور .. حمامة ! وش اللي بات ومن أنتي الثانية
خيّال ردت بسخرية ضاحكة : آخر شيء لا صرتي لاهذا ولا هذا .. والله ماصرتي إلا خفاش !
ناظرتها بعصبية وخيّال ضحكت على نظراتها وقالت : لا صدق .. لي ساعة أنتظرك تحت .. وضحتي بالبداية بس بعدها أختفيتي .. وخفت وألتهيت بجوالك اللي كنت بصورك فيه ! والله للحظة كنت بتصل على أبوك .. ولا برسل لك كاندي تشوف وش وضعك
أنحنت للأرض وهي تأخذها بإبتسامة وتناظرها : آسفة كاندي .. ولكن ماكنت بفرط فيك وأخليك تتسلقين جبل ما ينعرف تاليه .. خلي حس المغامرة لي لحالي .. وأنتي كوني بخير طيب !

هزت رأسها بآسى وهي تتنهد : وهذي تحسب نفسها تكلم بنتها .. بالنهاية قطة .. إرحمي حالنا أحياناً نظنك مسكونة !
ضحكت وهي تمسح على وبر كاندي .. قطّتها شديدة البيّاض وهي تتعداها وتمشي : معليك .. أعتبر سالفة معها أبرك من مية سالفة معكم
خيّال ناظرتها بصدمة وهي تلحقها : الشرهة مو عليك .. الشرهة علينا حنا اللي معطينك وجه !
لما رجعو لمكان جلوسهم .. لاحظت إن أخوها
بدأ يرتب أغراضهم عشان يكملون مسيرة سفرهم
وركضت بسرعة وهي تقول : إستعجلي .. أبوك بيمشي
مشت وراها دُجى ووصلت وركبت السيارة بدون ما تتكلم .. بينما بقيّة الموجودين بالسيارة يغلب على جوهم النُكات .. والضحكات الشديدة .. والهواش الخفيف .. وهذي عادة أي عائلة على خط سفر !
بينما هي إلتزمت الصمت مثلما كانت تسوي من بداية السفر .. وهم تاركينها على راحتها


وصل حُدود حيّهم .. بدأت كفرات سيارته تمشي بسرعة بطيئة حيل .. يُلقي نظراته الباردة للمكان .. وكأنه مافارقه أبببد .. على حطّة يده !
ولكن نظرات الناس تغيرت .. كان ملاحظ إنهم يناظرونه بإستنكار .. بإستغراب من وجود شخص مثله بالحي ! البعض ميّز وجهه رغم تغيره الشديد
والبعض مستنكر وجود غريب بحيّهم
بينما هو مو مهتم نهائياً لهم .. كان يحس بالطبول تقرع جرس النهاية بقلبه .. كلما تقدم متر واحد يحس بإنقباض شديد بقلبه .. وكأن توه يستوعب " من وين جاءتك الجراءة يا وهّاج لأجل تخطي هالخطوة اللي بتأخذ بعثرات روحك المتبقية بصدرك "
كان يحاول الهرب ، النفوذ بباقي حياته ، كان يناجي قلبه يعتِقه من هالوجع .. ولكن لا حياة لمن تنادي
عقله يقول " كمل الي بديته .. أنت بالطريق الصح " وقلبه مُنافياً تماماً لمنطق عقله " إهرب يا وهّاج .. إهرب ولا تلتفت أبداً "
سحب بريك وهو يغمض عيونه وكأنه يحاول يفهم تخبطاته .. ويحاول يرتب هالفوضوية اللي بتفقده نفسه .. لأجل يتخذ القرار الصحيح بالنسبة له



لما قرر يكمل الإدعاء بأنه غير مهتم .. ويهرب من هالوجع .. بدأ يتردد رنين بكاءها الطفولي برأسه .. بدأ الصدى يكرر صوتها بمسامعه .. ثبَت يدينه على الدريسكون وهو يمشي بسرعة بإتجاهه بيتهم .. قبل ما يغير رأيه .. ويسيطر خوفه وظلامه على قراره
وصل لأعتاب بيتهم المعهُود .. نزل وهو يجر خطواته جر .. ويسحب رجوله بكل طاقته .. قفل باب السيارة بعشوائية .. وهو ينقل نظراته المُتلهفة لأركان البيت .. كان عاجز عن الرمش أو عن تجنب تأمل كل جزء منه .. البيت اللي كان يتمنى يهرب منه بكل طاقته .. هالمرة يناظره نظرة المتلهف المشتاق .. المتولع بكل أركانه ! ماكان يظن إنه بيعيش هالشعور بعد سنين طويلة من غربة الروح !
تقدم بخطوات مرتجفة .. وهو يناظر للباب المفتُوح
واللي أسترق النظر منه وهو يلقي نظرة تفحصية للحوش .. كان خالِي من كل حس .. والسكون يخيّم على أطرافه .. فتح الباب بحذر
ودخل وهو يلتفت لكل الأرجاء .. مع كل خطوة يخطِيها .. ومن أنتصف الحوش ووقف تحت شجرة الليمُون بالضبط ..
سحب نفس بكل طاقته .. ولكنه عجز تماماً عن زفره
وهو يحس بأن أركان البيت تضغط عليه بكل مُهلك
كان يناظر لكل زاوية بخوف .. برهبة .. بشوق فتّك بكل خلية بقلبه .. هذا المكان اللي جمّع كل ذكرياته معها
بلع ريقه بصعوبة وهو يحس بأن حلقه تجرح من شدة الوجع .. وهو يلقي نظرة على المكان اللي أحتضن بكاءهم الشديد لليالي طويلة سوى .. يدور بنظرة للمرة الثانية للجلسَة الشعبية الصغيرة
اللي لعصريات مو قليلة ضحكو فيها .. شربو الشايّ بطفولية .. أكلو سوى أول كيكة فانيلا من يدين شُعاع .. أبتسمو فيها لما تعلّم وهاج كيف يمسك دلة القهوة بيدينه وكيف يكرم الضيُوف .. ألتفت أكثر لجهة الباب .. اللي شهد كثيير على نزاعاته الطفولية سوى .. على خصامهم وهو يقول " إفتحي يا شعاع ولا ترى بخليك تبكين " وهي ترد بضحكة " أتحداك يا وهاج .. ماتقدر عشاني أكبر منك "
للمرجيحة اللي مازال خيّطها قوي .. وكأنه قوّى نفسه هالخيط بالذكريات والضحكات واللحظات السعيدة .. لضحكهم المُفجع لما وهّاج على وجهه وشعاع اللي كانت تدفه .. ولإبتسامة وهاج الساخرة لما بكت شعاع عشانها طاحت لنفس السبب
وأستقر نظره وأخيراً على شجرة الليمون اللي واقف تحتها .. الشجرة اللي كبّرت معهم .. أحتضنت كل ذكرياته .. كل جلساته الحنونة معها .. أحتضنت دموعها على كتفه .. طبطبة يدينها على قلبه .. همسها له بكل مرة يتلقون الوجع من أبوهم " بنكون بخير .. بتكبر وتصير تدافع عننا يا وهّاج .. بتكبر لأجل تحمينا وتحمي نفسك من قبّضاته .. لا تبكي وأنا أختك .. لا تبكي يا أخو شعاع "


وجعهم اللي ضمدوه مع بعض تحت أوراقها .. صوت صدى بكاءهم اللي شاركهم فيه حفِيف أوراق الشجر
تعالت أنفاس وهاج بشكل مُهلك وجسده بدأ يتعرق بإنهاك شديد .. بدأ قلبه ينبض بتعب يكاد أن يمزق أوردته من صوت صدى صرخات روحه .. اللي أستنزف كل طاقته المتبقية .. وأقتحم كل الحياة الباقية فيها بشكل مؤلم !
رفع يده المترجفة وهو يتحسس صدره العريض .. يحاول أن يقبض على الوجع الثقيل اللي يكبّس بكل قوته على قلبه .. ولكنه غمض عيونه بكل قوة .. وهو يحس بأن الرنين القوي اللي يسيطر على مسامعه حضر ! بدأ الصرير يتردد بشكل مُهلك حتى ظن بأن قُنبلة مؤقوتة وضعت برأسه من شدة الصداع اللي داهمه .. رفع كفينه وهو يلفها حوالين رأسه ويضغط عليه بكل طاقته .. حس بأنه بأي لحظة بيفلق رأسه فلقتين من شدة قبضته .. ولكن الصداع ما خف ولا للحظة .. بدأ يهز رأسه وهو يئن بوجع من شدة الضغط .. ومن خوفه اللي يداهمه بكل مرة تصيبه هالحالة .. أنحنى وهو يجلس على ركبه وبدأ يضرب رأسه على جذع شجرة الليمون وهو يرتجي إن هالضربات تخدر رأسه ويتخلص من حرارة هالوجع ! بدأ صوت تنفسه يتصاعد ، وكأنه يحس إن صدره يحترق وهالنفس ماهو إلا الدخان بعد الرماد .. عيونه مازالت مُقفلة ورأسه يضربه بشكل جنوني على هالجذع لعله يرأف بحاله ويسكت الوجع ولكن لا فائدة .. غمض عيونه بشدة أكبر وهو يحس بيدين تلتفت حول رأسه وتقترب منه بكل هدوء وهي تمسح على رأسه بكل حنية ! وسط خوفه .. وسط رعبه ورهبته

كفُوف نحِيلة تِتشرب البراءة .. أصابع بيضِاء صغيرة
يكسو باطنها اللون الأحمر الداكِن يزيّن يدها بشكل لِطيف .. إلتفت حول رأس وهّاج وهي تقترب بكل طُهر وتمسح على رأسه ببراءة .. بينما تحتضن رأسه على صدرها الصغير وهي تطبطب عليه .. وكأنها معجزة سقطت على نحو مفاجىء .. لِتنتشل هذا القابع بالعتمة .. للنور !
لتكون غصن يتسلل ويسحبه من خوفه .. وكأنها طوق الأمان
كان يرتعِد .. كل أطرافه ترتجف بخوف وهو يحس بأن تنفسه بدأ يهدأ على نحو مُريب .. وصدره اللي كان يعلو ويهبط بشكل كارثي بدأ يرجع لوضعه الطبيعي .. بينما الصُداع اللي كان يفِتك برأسه بدأ يخف وكأنه تِخدر بسبب طبطبة يدين غصن الهادية
الرنين المتعب اللّي يغزو مسامعه أعلن إستسلامه خلال هذه اللحظة .. وكأن السّلام حلّ وأخيراً برأس هذا المكسور !
بلع ريقه بصعوبة ومازال مغمض العيّنين ويتنفس بطريقة هاديّة وهو يسمع صوتها الطفولي وهي تغنِي تهويدة إعتادت لسنين طويلة تسمعها
تجمّد بمكانه .. إنهارت دواخله وهو يحس بأن الفراغ اللي كان بقلبه بدأ يتلاشى ويمتلي حنيّة من عذوبة صوت هالطفلة !


كأنها تنطق سحر لدرجة إنزاح جزء من همه .. ما قدر يتحرك خطوة وحدة
كان ثابت ، ساكن ، جامد مكانه ! ولا له حيييل يتحرك أو يبتعد عنها
أما هي تضحك بطفولية .. ومن أبتعدت عنه حتى ناظرت له وهي تبتسم وتمرر يدينها على لحيته المهملة وقالت بنبرتها الرنّانة : خال وهّاج صح ؟
رمش بعدم إستيعاب وبذهول من معرفتها له .. رغم بعدها عنه .. ورغم تغير شكله الملحوظ ! ورغم عدم رؤيتها له أساساً
سمع صوت كايّد وأمه .. ووقف بسرعة وهو يبتعد عن غصن .. وكان يحاول يخرج من البيت لولا
أصابع غصن اللي تشبثّت بيدينه بكل قوة وهي تسحبه لها .. ألتفت وناظرها بإستنكار وهي صرخت : خال كاايد .. تعالللل
ناظرها بصدمة من حركتها .. وكايّد مشى بإستغراب لصراخها .. ومن لمح الشخص اللي واقف قدام الباب .. حتى تجمد بمكانه وهو يناظره بذهول .. ألتفت بسرعة على صدمة أمه اللي ركضت بكل طاقتها وهي تحتضنه بين ذراعينها .. وتبكي على كتفه بإنهيار .. مُتناسية تماماً كل شيء حولهم .. بينما كايّد حسّ بأن دموعه فاضت من عيونه غصب عنه ! بدأ يبكي ويمسح دمعه بطرف كمه بكل مرة ينزل .. وأقترب وهو يناظر لوهّاج اللي تغير به الحال .. صار نحيييل بشكل كارثِي .. ولحيته مغطيّة نصف وجهه .. بينما يكسسُوه السواد .. سواء من ثوبه أو غترته .. حتى إن الليّل تجمع تحت عيُونه
وقف قدامه وهو ملاحظ قبضته المشدُودة بكل قوة .. وكأنه يحاول يثبت بمكانه !
أقترب وهو يحضنه بشوق وقال بضيق وعتب : أخيراً حن القلب يا وهاج !
ما تحرك وهاج وكان باقي على حاله .. حتى ذراعينه ما ألتفت حول ظهر أحد !
مازال يناظرهم وهو يحس بالضِيقة تنخر قلبه .. وكأن خوف الكون باللحظة ذي أجتمع بصدره .. ما يبي المشهد يتكرر من جديد .. ما يبي تكون رجعته سبب لفقد شخص جديد وعيش مأساة جديدة كان يناظرهم ويتأمل عيونهم اللي تِلمع بسبب الدموع اللي تراكمت داخلها " لا تبقى لأجل تكون سُود الليالي عليهم يا وهّاج .. يكفي إن جيّتك الأولية خذت أرواح"
كان يظن إن وجُوده بالمكان هذا .. رح يلتهم سعادتهم وراحتهم بكل شراسّة

كان يتهرب بنظراته .. ويحاول يلقى فرصة يسحب نفسه من هالموقف اللي بيستنزف باقي طاقته
بدأ يلقي اللُوم على نفسه .. بدأ يعاتب إستماعه لعقله بجيّته .. بدأت مناقشات صعبة تجول بداخل صدره .. ولا خيّم السكوت بداخله إلا بعدما
سمع صوت أمه وهي تبكي بضيق .. وكأنها قرأت اللي يجول بداخله : بكيّنا كثير يا وهاج .. بكيناهم أموات .. مير أنت بكيناك حي ! إرحم حالنا وإرجع .. إرجع ياوهاج
زادت ضيقته للضعف ..

كيف يفهمها إنه فال سيء عليهم ؟ ووجوده عندهم مارح يجيب لهم إلا كل هم ؟ كيف يقول لها إنه متّلبس الندم لأجل جيته بأسوّد الليالي بحياته ؟
كان بيلتفت ، وهو يحاول يقويّ قلبه وما يرضخ لبكاء أمه .. ولكن وقوف كايد قدامه ردّعه
قال بعتب : على الأقل .. إشرب قهوتنا يا وهّاج
ما خبرتك قاسي للدرجة ذي ! حتى نحِيب أمي تجاهلته !
قطّب حواجبه للحظة ، ورفع كفه العريضة وهو يمسح الدمعة اللي على خد كايّد بكل شراسة ، لدرجة كايد غمض عيونه بوجع من حِدة إستقرار كفه على جلد وجهه .. لمح العصبية بنظراته لذلك مشى بسرعة وهو يمسك يد غِصن .. وسحبها وهو يمشي .. وهي بالتالي مازالت متشبثة بكفوف وهّاج
واللي أنجبر يمشي معهم .. لأن ماكان له قوة يترك كفوف هالصغيرة من بين يدينه !
بينما حليمة .. تعالت فرحتها وركضت بكل طاقتها للمطبخ .. تجهز القهوة اللي يحبّها قلب وهّاج !
بينما هو جلس بطرف الحوش .. وهو يناظر لوجهة معينة .. وملتزم الصمت
بينما كايد يتأمله بلهفة .. ويقيّس التغير اللي صار له على مدار السنين اللي فارقهم فيها .. لقى إن الحزن أستقر بكل تفاصيله .. وشيّد مبانيه على ظهر وهّاج !لاحظ سرحانه ونظراته الفارغة لمكان خالي من كل شيء .. وتضاايق أكثر !
صحيح ماكان بالشخص اللي يغمر المجلس بسواليفه .. ولكنه كان ييحيّي أي مكان يدخل عليه !
بدأ يسأله عن حاله .. عن أحواله خلال السنين الفائتة .. وين هو عايش ؟ بأي بقعة من الظلام ؟ مع من يشارك همومه ؟ وكيف يصرف على حاله
كان كايد يتسائل على كل نقطة من نقاط حياة وهاج .. وكل الخمس دقائق مرت وهو يسأل سؤال يتبعه سؤال ثاني ! ولكنه ما يسمع ولا إجابة على أسئلته .. ولما قال بضيق : ما حنيّت ؟
رفع وهاج عيونه وهو يناظره ببرود وقال بعدم إعجاب من كايّد اللي غلبه بأسئلته الكثيفة : ماودك تمسك لسانك عني ؟ تراك كثير هرج على قل سنع
أبتسم وهو يهز رأسه بطيب .. وأشر على خشمه : على خشمي .. دام خوفي عليك يزعجك .. الله يرحم حالك ويرحم قلة حيلتي !
مارد عليه وهّاج وكايد وقف وهو يمشي يستعجل أمه .. بينما غصن وقفت قدام وهّاج وهي تبتسم وقالت : أول ما دخلت البيت أنا شفتك
ماكان قادر يناظر لوجهها .. لذلك كل اللي كان نصب عيونه كفُوف يدينها الصغيرة اللي تتزيّن بالحناء
بينما هي تسرد له كيف شافته .. وكيف كانت ملاحظة إنه ضايع بالبيت .. وكيف إنها عرفت إن رأسه يوجعه .. وهو صامت وثابّت "خارجياً" بينما من داخله تحدث إنهيارات مو قليلة !
قالت بعدها بحسها المرح وهي تسحب يدينه : خال وهاج .. تعال دفني بالمرجيحة !

سحبته غصب عنه وهو ما بيدينه إلا ينصاع لها .. وينقاد لكل شيء تطلبه .. لأن قلبه مو بيدينه هاللحظة
مو قادر يكون على بعضه بحضورها .. يحس كل شيء ينقلب لاتكلمت بنبرتها الطفولية
ركبت على المرجيحة وهي تثبت يدينه على الخيط وتقول : يالله ياخال
ناظر لظهرها الصغير اللي أستقر على المرجيحة .. ويدينها اللي متمسكة بيدينه وصد وهو يدفها بدون ما يناظر لها .. شدّت على يدينه وهو حاول يسحب كفه من تحت يدها وبنفس الوقت كان يدفها .. ولما سحب يده بقوة .. أختل توازن جسدها الصغير وحاولت تتمسك أو تطلب المساعدة .. ولكن خانها لسانها .. وطاحت بشكل موجع على وجهها .. لدرجة إن صوت إرتطام جسدها على الأرض وصل لمسامع وهاج اللي ألتفت لها بسرعة .. وناظر لها بذُهول وصدمة وهو يسمع صوت بكاءها العالي واللي كان بسبب خوفها وفجعتها .. وهنا تزايّد الضيق عليه !

خرج كايد بخوف وأمه تبعتها وهم يركضون لمصدر صوت بكاء غصن المفجوعة .. وأول ما أنتبه كايّد لغصن المرمية على الأرض .. على حالها
ووهاج اللي واقف جنب المرجيحة ويناظر لها والذهول واضح بعيونه .. ومو قادر يتحرك شبر واحد من مكانه !
ركض بكل طاقته وهو ينحني لها ويرفعها لحضنه وهو يسميّ عليها .. وهّاج أول ما لمح الدم اللي بنهاية جبهتها غمض عيونه بعصبية أعتلت كل جسده وألتفت وهو يمسح على وجهه بضيق ، قد يكون موقف عابر ، وموقف يمر ويصير لكل شخص
ولكنه لما صار لوهاج .. أثبببّت له بشكل كبير
إنه " ماسماه أبوه سود الليالي عبّث " ماكان إلا مصدر هم لهم .. ولكل شخص يحبّه قلب وهاج !
سحب كايد غترته بسرعة وهو يمسح الدم من على جبهة غصن ويبتسم كعادته وهو يطمنها بصوته الحنون : تبكين من جرح صغير ، شوفي - اشر على غترته - مسحت كل الدم وصارت جبهتك بخير ، لو بكيتي زيادة رح توجعك أكثر
ناظرته وهي تحاول تكتم بكاءها ، وهو أبتسم وبعّد شعرها عن جبهتها وهو يقول : ماعليّك ، الأرض اللي أوجعتك ؟ تبيني أضربها ؟
ناظرته بطرف عينها وهي تقول : أنا مو بزر
ضحك من كلمتها وقال : أجل أنتي وش ؟
وقبل ما تتكلم .. نقل نظره لوهاج اللي من سمع صوتها بدأ يخطي خطواته التايه .. ويحاول يهرب بأقصى سرعته من المكان .. ولكن غصن اللي وقفت بسرعة .. ومشت له وهي توقف قدامه .. وهو بلع ريقه بخوف وحاوب يصد عنها بس ما قِدر ! ثبت نظراته على المكان اللي توجعت منه .. وهي أشرت عليه وأبتسمت بطفولية وهي تقول : صار عندي مثلك !
عقد حواجبه لما ما فهمها وهي رفعت يدها وهي تطلبه ينحني لها .. وهو ما عارض .. هو له قلب يعارض أصلاً ؟

أنحنى بسرعة وهو يجلس قدامها
وهي رفعت كفوفها ومررتها على الجرح اللي بجهته والي متمكن من طرف الحاجب وأبتسمت وهي تقول : صار عندي مثلك
ألتفتو لكايد اللي قال : صار عندكم ثقب ، نشوف النور اللي بداخلكم منه
عقد حواجبه وهّاج من كلام كايد .. بينما غصن ضحكت بعدم فهم .. ولكن سرعان ما وقف وهّاج بعصبية شُحن بها كل جسّده .. وهو يلقي نظرات حرارية للشخص اللي أستقر بوقوفه قدامه .. وكأنه ليّث يتأمل بكل شراسة فريسته .. وبأي لحظة بينقض بكل وحشِية عليها ! وجهه تجهّم من شدة الحِنك وعروقه أشتدت فنطق بتشديد
وبنبرة مُشبعة بالعصبية والغضب يرن بكل صوته ينطق به وهو ينقل نظراته حادة على وجهه هالشخص : واحد خسيس مثل هذا وش يسوي بأركان هالبيت ؟ - صرخ بعصبية - إنطططق وش تسوي هنا !!


على أعتاب بيّت تحفه رائحة الأصحاب الجُدد .. يقف وهو يسحب المفتاح من جيبه ويبتسم بهدُوء : حييياكم في بيّت بيأخذ من وهجكم نور !
أبتسمت أخته " معانيّ " وهي تبوس رأسه وقالت : عساك ذخر ياخوي
بادلها الإبتسامة وهي دخلته .. وأتبعتها خيّال اللي باركت لهم ببيتهم الجديد ودخلت .. بينما ناظر لدُجى اللي مركّزة بعيونها على كانِدي وتمسح على وبرها وهي تتخطى أبوها وهو تنهد وألحقت التنهيدة .. تنهيدة أعمق وهو يتأمل لافِي اللي دخل بسكوت وصمت شديد .. مسح فهّد على وجهه وهو يرفع عيونه للسِماء : يااارب .. ييسر كل خير تكفى

الشخصيات :
عائلة آل سهيَل
~ الجد سهيَل عياله :
• سلطان
- زوجته حليمة وعيالهم :
- شعاع كان عمرها 22 سنة
زوجها فواز - وبنتها غصن 5 سنين
* وهّاج 25 سنة
- كايّد 18 سنة

• سطَام
- زوجته الحالية فايزة
- ولده من زوجته السابقة ضرار 29
- وقاص 24 سنّة
- بريق 23سنة
- وديع 18 سنّة

~ عائلة فهد العمّار
- زوجته مُتوفية إسمها أمواج
* بنته دُجى 26 سنة
- ولده لافِي 18 سنة
- أخته معانيّ 28 سنة
- أخته خيّال 26 سنة





إنتهى



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس