عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-21, 01:09 AM   #773

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي والأربعون
***
بين المنتصرين والخاسرين أفاقون!..

***

أغضبه ردها وود تهشيم رأسها، جزئه الجنوبي تمنى لو كانت أمامه فيلقنها درسًا لن تنساه وجزئه البارد حمد الله أنها ليست هنا فيخرب كل شيء لحظة الغضب، لم يستطع منع نفسه من إرسال رسالة يعلم وقعها جيدًا عليها..
وصلتها وكانت جالسة في غرفتها مستسلمة لنوبة غثيان، فتحتها واندفع الدم يغلي في رأسها، المجرم الحقير الأفاق نسل الأفاعي لن يتركها تحيا بسلام!
بحثت عن معنى جملته التي بعثها بالألمانية السليمة كرد على سبها له ولكل من يمت له بصلة، قرأت جملته مرارًا وتكرارًا بلا صوت، لم يكن يسبها بل يصف كم كانت رائعة!
دفعت بالهاتف إلى الحائط فسقط أرضًا مهشمة شاشته كليًا، ثارت ثورتها وراحت تسرع الخطى في الغرفة كمخبولة بلا هدى، صدمتها كلها السابقة تتلخص في استسلامها المخزي له..
يذكرها!
قدرها حالك السواد يذكرها بنكبتها التي لم تنسها قط..
وعنده كان يجلس محله يناظر علامات وصول الرسالة الزرقاء ببسمة ماكرة، لقد كانت رائعة على طبيعتها بالفعل، تتسلح بجدار صلب من شراسة وهجوم مستمر والحقيقة أنها كانت تتشبث به دون قيود تعبر ببساطة عن كونها أنثى رائعة طاغية الحضور قادرة على سرقته من عالمه دون مجهود يذكر، كانت وقتها امرأته وحسب..
رفع الهاتف يستفزها أكثر يرسل رسالة يكرر فيها عرض المعيشة المشتركة وتلك المرة لم تصل الرسالة، نهشه القلق وتزايد إلى أن فقد صبره فهاتف جود التي أخبرته بأن عزة اليوم بحال غير الحال، راقدة على الأريكة تناظر السقف بشرود دون أن تتحرك، طلب منها أن تعطها الهاتف فرفضت في حزم ناصحة إياه بأن يبتعد عنها قليلًا ويكفيه ضغطًا عليها كيلا تأخذها نوبة اكتئاب تؤثر عليها وعلى جنينها، وافق على مضض وبعد ساعتين فاض كيله، لا تروق لها في حالة الإنطفاء، جمرته لا يليق بها سوى الاشتعال، هاتف جود مجددًا، وأخبرها أنه سيغضبها بمقدار ضئيل فقط..
كانت عزة قد نهضت من رقدتها وذهبت إلى المطبخ تصنع قوالب الكيك الصغيرة بذات المزاج القاتم والشرود الكئيب، دلفت إليها جود في المطبخ متخذة من رفقة درعًا تحتمي خلفه، توقفت عزة عما تفعله فوجدتها تختبئ خلف رفقة التي تقدمت للداخل ببسمتها المرتابة، لا تفهم شيئًا لكنها تبدي إعجابًا بكل ما تفعله جود وتتحالف معها دائمًا، توقفت عزة عما تفعله وكتفت ذراعيها أمام صدرها فمدت جود أطراف أصابعها بالهاتف تضعه على الرخامة وتخبرها بمكر:
ـ زوجك الرائع على الهاتف..
أشرست عينا عزة بجنون ونقلت بصرها بينها وبين الهاتف الذي تفكر في تهشيمه للتو، أشارت بكفيها الظاهرين فقط من خلف رفقة إلى أذني الفتاة تخبر عزة بضحكة مكتومة:
ـ معنا فتاة صغيرة لا نريد تلويث أذنيها بالسباب والألفاظ النابية..
زمجرت عزة بغضب فنبهتها جود بعقلانية مزيفة:
ـ الرجاء الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، لا يصح أن تكوني أمًا سليطة اللسان هكذا..
أخرجت جزء من رأسها من مخبئها تحذرها:
ـ وإن هشمتِ هاتفي سأهشم المنزل فوق رأسك..
جذبت عزة طبقًا خزفيًا وشرعت في التقدم إليها وإسالة الدماء من رأسها فسارعت جود بالإختباء خلف ظهر رفقة الضائعة بينهما، نصحتها جود ضاحكة:
ـ بإمكانك القضاء على جبهة مصعب المنتظر على الهاتف..
أخرجت نصف سبابتها تلوح به ببطء:
ـ لكن حاولي انتقاء كلمات في الصميم، تعلمي إصابة أهدافك دون أن تتركي آثارًا خلفك..
قالتها وركضت من المطبخ هاربة تاركة المسكينة رفقة في مواجهة المدفع وحدها..
رفعت رفقة كتفيها وأنزلتهما ضاحكة قبل أن تلحق بجود تاركة عزة وحدها ومصعب على الهاتف ينتظرها، استدارت تنظر للهاتف وتجمدت أحداقها عليه بنظرة شرسة، تقدمت منه وجذبته تضعه على أذنها تسأله باستهانة:
ـ ماذا تريد..
لمعت عيناه وحفرت البسمة طريقها إلى ثغره، في تردد صوتها ثورة وفي أنفاسها سخونة ونبض الحياة، باغتها ببروده:
ـ أريد إعطاء زوجتي حقها، لست بخيلًا لأتركك تعيشين بدوني..
ارتفعت حدة أنفاسها وقبل أن تسبه أردف:
ـ إذا كنت رافضة سأحترك قرارك، لقد سئمت هجرك لي أنا أريد الطلاق.. طلقيني يا عزة..
صاحت فيه بجنون:
ـ الطلقة الوحيدة التي سأعطيها لك ستكون طلقة نارية تستقر بين حاجبيك..
ضحك بانطلاق وكاد يخبرها أنه اشتاقها...
كلا لم يشتاق..
ولماذا يشتاق؟!
..
أغلقت الهاتف بعد أن فرغت شحنة غضبها منه واستقر وضعها، عاد إلى توليب الجالسة في الصالة تراقب كل شيء بفضول،
تقدم منها باسمًا بعبث، جذب مقعده وجلس قبالتها يشير إلى مدين الذي دلف إلى غرفته:
ـ ما رأيك أن أطلب منه الرحيل وتركنا وحدنا؟
ضربت الأرض بقدميها المصفدين وهتفت بحماس:
ـ ونهاتف الشيطان يأتي إلينا!
نفث تبغه الذي أشعله توًا واتسعت ابتسامته الماكرة:
ـ ولماذا الشيطان وأنا هنا..
ضحكت بخفوت وسألته بعينين مشاغبتين:
ـ ماذا ستفعل إن لم تطلقك عزة؟
حكّ جانب جبهته بطرف سبابته بتفكير ودارت عيناه قبل أن تستقر في عمق عينيها:
ـ ماذا أفعل برأيك..
شاكسته ضاحكة:
ـ اخلعها..
حاوط ذقنه بسبابته وإبهامه وتساءل بخيبة أمل مصطنعة:
ـ وأتنازل عن حقوقي كلها!
رفرفت بأهدابها عدة مرات ومالت برأسها بدلال مصطنع:
ـ لعل الله يبدلك بأخرى تقدرك وتعرف قيمتك..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس