عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-21, 01:11 AM   #774

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


***
كان هناك أميرة تسكن قلعة من شمع، روحها تبحث عن لذة وأوردتها تدمن غليان الدم، عالمها وردي بلا عقبات، فتعمدت صنعها بنفسها إلى أن قابلت الواقع..
مر أسبوع يحاول فيه عبيدة البحث عن طريقة لتخليص توليب من بين أنيابهم وأوشكت حيله على النفاد فكل خطوة يخطوها يجد من يرصدها ويخبرونه بها هاتفيًا، وعن توليب فتبعثرت كليًا، انشطرت من داخلها إلى جزء يمقط قيودها وجزء يستسيغ ما يحدث حولها..
مقيدة طيلة الوقت إلا حين تطلب الذهاب إلى الحمام فيحل لها مدين الوثاق مانعًا مصعب من الاقتراب منها، ينتظرانها على الباب حتى تخرج متوقعين منها محاولة للتمرد، وقد حدث وتمردت، حاولت مواجهة مدين فيما ابتعد الآخر يرتكن إلى الحائط مكتفًا ذراعيه أمام صدره، يراقبهما بتسلية وصمت، أصبحت الغرفة ساحة قتال ساخنة بين فتاة رشيقة تجيد رياضة الكاراتيه تقف محلها ملتزمة بقوانين اللعبة وخصمها الذي يفوقها بنية وخفة يمارس التايكواندو، ثباتها أرضًا يمنحه التفوق، وأخلاق لعبتها لا تفيدها أمامه، ضربة منها وركلة يردهما بعنف ومن ثم يطوقها كليًا بوثبة عالية فيدير رأسها بضربات مدروسة تسقطها أرضًا، لديها جرأة المواجهة لكنه يخضعها بعد وقت قصير، يتعمد ترك آثار زرقاء على جلد وجهها وذراعيها في عادة اكتسبها من قتال الشوارع مع أصدقائه فهو أيضًا لديه حياة سرية مع أصدقاء يشاركونه نفس الشغف، القتال حتى سقوط الخصم أرضًا والخدوش مدروسة لا تتسبب في عاهة تدوم، لا كسور لا إسالة دماء، فقط ضربات قاسية وكدمات زرقاء تأخد وقتها ويضيع أثرها..
..
اهتم بها مصعب فيما كان يغيب مدين عن الصورة لبعض الوقت، ساعدها بوضع ثلج على كدماتها وسمعها تسب الآخر دون تعليق سوى ابتسامة بسيطة، سألته غاضبة من بروده:
ـ لماذا تفعل ذلك؟..
توقف عن تمرير الثلج على وجهها فأبعدت يده بحدة تهتف:
ـ لماذا لا تواجهه بنفس طريقته القاسية!..
وضع القطعة من يده في طبقها على الطاولة أمامه، واستلقى يرتكن على مرفقيه وينظر أمامه بصمت، وكزته في خاصرته:
ـ أجبني..
أدار وجهه إليها، تريد تفريغ غيظها من مدين فيه:
ـ وحين تشاجرت معي لماذا تركتني أشعر أننا متساويان في القوة..
ابتسم ببطء، فتأففت تدير وجهها عنه:
ـ تبًا لبسمتك البغيضة يا مصعب..
سألها بمكر:
ـ كيف عرفتِ أنني أستطيع التفوق عليكِ ومواجهة مدين أكثر مما فعلت؟..
مال بصرها إلى جذعه، صعودًا إلى صدره وعضده ومن ثم قبضتيه:
ـ بنيتك الجسدية جيدة، وقبضتك أقوى بكثير مما تتدعى..
رفع مرفقيه عن الأرض وسقط بكامل جسده يضحك بقوة:
ـ لماذا تركزين معي..
أمالت رأسها إليه تحاصر عينيه ببصرها:
ـ ما الذي بينك وبينه، بينكما كارثة وأنتَ المخطئ فيها..
نهض بغتة مغلق التعابير ينظر إليها من علو:
ـ لا شأن لكِ..
تراجعت قليلًا ونهضت بمكر تحاول إيجاد ثغرة لإحداث وقيعة بينهما:
ـ أنا آسفة للتدخل، لكنه يعاملك بفظاظة بينما أنتَ تعامله بأخوة..
استغلت صمته الجامد وتقدمت منه تحاول اختراق حصونه:
ـ كيف يعاملك بتلك الطريقة وتترك له المجال..
قبض على رسغها بقوة حقيقية آلمتها فيما ومضت عيناه بقسوة جعلت الرعب يسري عبر أوصالها، دفع بها إلى الحائط المقابل لهما فارتطمت جبهتها به ليقترب منها يهمس قرب أذنها بتوحش:
ـ هذا لأنه أخي، لن أسمح لأي امرأة بالتدخل بيني وبينه لذا ابتعدي عن تلك المنطقة فهي خطرة للغاية..
نفضها بعنف لتستدير لها ببطء، تمعن النظر في ملامحه بفضول أكبر من ذي قبل، تركها ورحل فيما استقرت فكرة غريبة في عقلها، ما بينهما كبير جدًا..
وجيعة..
ما بينهما امرأة
..
تجنبتهما ليوم كامل، ظلت بأصفادها في غرفتها وأغاظها أنهما فعلا الشيء نفسه، قد ضاقت ذرعًا بوحدتها وسجنها فاستغلت أول فرصة كي تنفجر، أتى إليها مدين بالطعام قرابة المغيب، فأشاحت بوجهها عنه بغضب، دلف بنفس الهيئة القاتمة التي اعتادتها منه، مصعب يبتسم في وجهها على الأقل، وضع الطعام أمامها وطفق يحل وثاق يدها كي تأكل فصاحت بقوة:
ـ لن أتناول منه شيئًا، أريد أن أعرف سبب وجودي هنا..
منحها نظرة حارقة ولم يجبها بشيء، فارتفع صوتها بحدة وبغض:
ـ أنتما مجرمان لا تعرفان شيئًا عن الأخلاق..
أغضبته الإهانة فبض على عضتها بغلظة يحذرها:
ـ انتبهى إلى ما تتفوهين به..
ناطحته بعناد وبرقت عيناها ساخطة:
ـ لن أصمت أبدًا، ليس لديكما شرف..
نهض بغتة يرفعها معه في حركة خاطفة يهذر بلا تصديق:
ـ شرف!.. هل تقولين شرف؟... أنتم عائلة لا تعرف عنه شيئًا..
رماها بقسوة على الفراش وسألها:
ـ تريدين معرفة لماذا نحتجزك هنا؟..حسنًا سأحكي لكِ..
تدخل مصعب الذي دلف لتوه يحاول تهدئته، أبعده عنها:
ـ مدين..لا تحكي لها شيئًا، أنت تعرف ليس لها ذنب..
استدار له مدين يسأله بقسوة:
ـ وما ذنب زاد فيما فعله زين.. وبيسان هل كان لها ذنب كي يحاول عبيدة توريطها..
نهضت توليب وقد غمرها الجهل فتساءلت عاقدة جبينها:
ـ من زاد وبيسان هاتين!..
جذبها مدين من خصلاتها التي تقطع منها شعيرات التفت حول أصابعه، تأوهت بألم وتجمعت عبرات في مقلتيها، ضربته في صدره بكفيها هاتفه:
ـ ماذا فعلت لك، أنتَ مجرم وأكرهك..
حررها مصعب من بين يدي ابن عمه، طوق ظهرها بذراعه وأبعدها عنه، لسبب ما قد سئم عنف مدين معها، مدين الذي حاول جذبها مجددًا فتصدى له بعدما أوقفها خلف ظهره:
ـ لن تضربها مجددًا يكفي يا مدين، توليب لم تفعل شيئًا لكل هذا، حين يأتي عبيدة سنقتله معًا لن أمانع، لكن لا تمسها..
ابتعدت توليب عن ظهره باكية، كفت عن ثباتها وانهارت كليًا، بكت بحرقة فيما احتقن وجهها الشاحب:
ـ لماذا تريدان قتل عبيدة، أخبراني أرجوكما، لم يعد لي غيره..
تبادلا نظرات بعضها غاضب وبعضها مشفق، قبل أن يمد مدين يديه ويجذبها إليه، أوقفها أمامه وبكل غل ممكن أخبرها بكل شيء، كانت تهز رأسها يقشعر بدنها تنهدم مثالية العالم من حولها، هتفت ببغض:
ـ أنت كاذب مدعٍ..
هم بدفعها فأوقفه مصعب وتلك المرة دافع بندية وقوة مماثلة، لم يكن ضعيفًا كما يحاول إيهام من حوله، زفر مدين بقوة وأخرج هاتفه من جيب سرواله واتصل بعبيدة، عبيدة الذي فتح الخط صامتًا:
ـ الخطة تبدلت يا عبيدة، احضر زين معك..
استشاط عبيدة غيظًا وسأله بخبال:
ـ ماذا تريد منه بعد ما فعلتموه به!
أخبره مدين بوجوم:
ـ نريد موته أمام عينيك، يستحق بعدما دمر حياة ابنة عمي..
علق عبيدة بكره:
ـ ابنة عمك الآن متزوجة وتجاوزت كل شيء، لكن حياته هو ما تدمرت..
سأله مدين بحروف قاسية:
ـ وماذا كنت تريدنا أن نفعل، أن ينتهك حرمتنا ونتركه بسلام، أتعلم، سأفعل بك ما فعلت به وأقطع نسلكم القذر..
صاح عبيدة بقوة:
ـ لم أصل لشيء مع القطة لن أقترب منها.. اترك توليب تعود حيث أتت..
تدخل مصعب يزرع الرعب في قلب عبيدة:
ـ حاول الاقتراب من بيسان ثانية، وقابل غضب معتصم، هو لم يعرف شيئًا إلى الآن، اسأل زين عنه يعرفه جيدًا..
أغلق مدين الهاتف مباشرة فيما هبطت عيناه إلى توليب التي سقطت تجلس أرضًا، ذاهلة مما سمعته تتمنى لو ضاع سمعها قبل ذلك، هبط إليها مصعب يجلس جوارها بصمت، تصلبت عيناها مركزة على فراغ أسود ابتلعها بغتة، لقد سالت شموع القلعة وانهدمت فوق رأسها بلفحة من نار جهنم، لم تتفوه بحرف وسالت عبراتها مدرارًا، أغرقت وجنتيها وتحشرجت أنفاسها، كادت أن تلفظ آخر أنفاسها فجلس مدين قبالتها ولأول مرة تجد منه لينًا وربما شفقة:
ـ ليس ذنبك أنهما أخواكِ..
كانت في عالم آخر، مالت تتكور في وضع الجنين تئن باكية، كانت كطفلة صغيرة فقدت كل من ينتمي لها برابطة دم، فقدت أمانها في العالم وماتت وحدها في العراء، حل مصعب وثاق أقدامها فلم يعد له أهمية بعد الآن..
حملها مدين إلى فراشها ودثرها جيدًا، لم تشعر به ولم تشعر بشيء قط، نهض مصعب يجلس جوارها فغمغم الآخر قبل أن ينصرف:
ـ اعتني بها..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس