عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-21, 01:12 AM   #775

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


عادت دميانة إلى حياتها السابقة، صناعة ملابس الصوف وحياة روتينة هادئة، ذهبت إلى السوق لشراء بعض الأغراض، الكثير من الخضروات والفاكهة، طهو الخضر أو أكلها طازجة ينعشها، حضرت طعامها وجلست على طاولتها البسيطة تتناوله، تحبه لكن لذته خفتت تلك المرة، ربما لأن حياتها التي تعرفها سابقًا زحف إليها العطب، كانت مثالية قبلًا.. عمل.. صلاة.. صداقات لطيفة.. إضافة إلى مودة بعض الأقارب، كانت راضية عنها، تبدد رضاها تدريجيًا وباتت تراها فارغة موحشة والعمر يمر سدى، نيكولاس لا يكف عن تجديد طلب الزواج منها، وابنه جون يحاصرها ببرائته، ولا يرضيها سوى الكل، الحياة التي تكون هي عمودها الأول وليست هامش يكمل مثالية الصورة، تشعر بمسئولية تجاه ذلك الطفل، حمائية فطرية يستنفرها بها، تريد أن تضمه إلى صدرها وتنسيه رحيل أمه لكن العقبة تكمن في أبيه، لم تعد تحبه كما السابق بل أصبحت تتهمه بظلمها، لقد ظلمها حين تركها معلقة به ورحل يبحث عمن يستفيد منها، واجهت ما أشعرها بضآلة نفسها وأن هناك من ستمنح أكثر مما تستطيع منحه..
ليس لديها ما تمنحه سوى عاطفة ومشاركة في تكوين أسرة، صفحة نيكولاس لابد أن تُغلق فليس لديها ما تقدمه له.. لن تكون بديلة.. ربما تكون أنانية بعض الشيء، لكنها تريد رجلًا يحبها لنفسها وليس فقط لأنه يريد منها ما تقدمه..
انحرف فكرها إليه..
إلى السيد يوسف
يوسف فقط!
لا تستسيغ نطق اسمه هكذا دون ألقاب
الرجل له حضور يجبرها على احترامه، لم تستطع رفض عرضه مباشرة، ولماذا ترفض!
لم تكن تحلم أصلًا..
الفارق بين الرجلين كبير
أحدهما تستكثر نفسها عليها والآخر تراه أكبر من أحلامها..
كان قد مر أسبوعين على زيارتها الأولى، والسيدة آنجيل من وقتها تهاتفها كل يومين تطمئن عليها وتحكي لها عنه مطولًا، وكلما حكت زادت حيرتها، يصغرها بعامين ونصف وتلك ذريعة جيدة للرفض تواري بها خوفها من التجربة، عقلها الذي تشبع بالسكينة بات يؤرقها بأفكاره المتلاحقة، استيقظت صباحًا وقررت زيارة عزة التي لا تكف عن الإلحاح، ذهبت إلى متجر قريب لابتياع متطلبات صنع الكيك كي تحضره من أجلها، سارت بين أروقة المتجر وممراته تبحث بتركيز عن أشياء محددة، تصلبت محلها حين رأته أمامها يفصل بينها حاجز مرصوص عليه بعض العلب، همست في استغراب:
ـ سيد يوسف!
اتسعت ابتسامته وأزاح علبتين تاركًا مسافة مناسبة:
ـ يوسف فقط..
لم تستطع كبح ابتسامتها وأطرقت أرضًا، دار حول الحاجز ووصلها يمد يده طالبًا المصافحة، صافحته ونسيت يدها بين راحة يده فيما تسأله باضطراب:
ـ زيارتك مفاجئة..
ضغط على يدها برفق:
ـ أحب الصدف أكثر من المواعيد المرتبة..
تلفتت حولها وسألته مندهشة:
ـ هل رأيتني بالصدفة؟.
نفى بمكر يقبض على كفها بقوة أكبر حتى تداركت نفسها وجذبت كفها منه، أخذ يدها عنوة ضاحكًا:
ـ أنا قصدت مقابلتك لكنكِ رأيتني بالصدفة..
ملصت يدها مـتأففة وابتعدت عنه قليلًا تهمس:
ـ سيد....
قاطعها يشير إلى نفسه بحزم:
ـ يوسف.. اسمي يوسف وليس سيد..
ضحكت بخفوت ولم تعقب، أشار لمشترواتها:
ـ ما رأيك أن ندفع ثمن هذه الأغراض ونذهب إلى مقهى قريب من هنا، أريد إقناعك بالموافقة..
رافقته إلى المقهى وجلسا سويًا متقابلين، غارقة في حرجها حلقها جاف من وطأة الموقف، احتسى القهوة التي طلبها توًا مع عصير بارد لها:
ـ ما سبب تأخيرك في الرد إلى الآن..
سألته عاقدة الحاجبين:
ـ وهل تأخرت؟.. أنا آخذ وقتي في التفكير فقط..
ابتسم بود ومازحها:
ـ لكنني متعجل..
هزت رأسها باندهاش فأردف بجدية:
ـ لست أهوج ولا صغير في السن، أدركت أنكِ الزوجة المناسبة فور رؤيتك ولا أحتاج للتفكير أكثر، تغمرني راحة وسكينة حين تقع عيناي عليكِ وهذا لم يحدث لي قبلًا..
صارحته بمخاوفها:
ـ أنا أكبرك سنًا..
تلكأت أنامله على قدحه واتشح وجهه بجدية، تسلح بنضجه وسألها:
ـ وهل تشعرين بذلك الفرق حقًا، ترينني لا أصلح أن أكون زوجك!
بالمصارحة مع نفسها لا تشعر بذلك، يبدو كرجل حقيقي ولا تشعر بتفوقها عليه في شيء، تنهدت بعمق، لها مخاوفها الأكثر ضراوة، تخاف أن يراها يومًا منقوصة الأنوثة وهذه زيجة أبدية لا فكاك منها:
ـ لقد تخطيت الأربعين ولن أنجب.. ربما..
أجفلها حين مد كفه يأسر كفها المستريح على الطاولة عنوة ويبتسم بلين:
ـ أريدك فقط..
اتسعت ابتسامته وتدرجت إلى ضحكة عالية:
ـ وبالمصادفة لدي خمسة أطفال يحتاجون أمًا دافئة..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس