عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-21, 01:20 AM   #777

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 973
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


***
الحكاية حكاية زاد
امرأة قُدّت من سحابة بيضاء
واحة بكر لم تطأها أدناس
تليق بها البطولة واحتلال شاشات العرض
قوتها ليست في الصلابة وحسب بل في المرونة لتخطي الصعاب..
أبلت في علاجها النفسي بلاءً حسنًا وقطعت شوطًا كبيرًا فيه، لديها قناعة أنها تستحق الحياة دون ترك الماضي كصخرة تعترض طريقها إلى الأبد، هي تستحق ومنصور أيضًا يستحق، يؤرقها إثمها في حرمانه من حقوقه، يتقرب منها بحذر لكنه ليس أفلاطونيًا في عشقه، يريدها زوجة كاملة وتقرأها في عينيه دائمًا، بات يتعمد ضمها واحتجازها بين أحضانه لعدة ثوانٍ في رحيله عنها وإيابه ولم تعد تلاقي النفور في نفسها من لمساته..
ذهبت إلى جلستها النفسية وكلها أمل، ستتحدث بأريحية وتحاول غلق الصفحات، دلفت إلى المشفى بحماس فوجدت كتاب الماضي كل مفتوح أمامها، تسمرت محلها في الممر المغلق، رأت في نفسها هشاشة ذرة غبار تتلاعب بها العواصف، بل فتاة ضعيفة مكبلة تحت تصرف شيطان، روعها وانتهكها بوحشية دون قدرة على دفعه حتى، كان أمامها كالمسخ، هزيل الجسد يساعده شخص آخر كي يتحرك، يتمسك بعضده ويقوده للأمام، كان مطرق الرأس متهدل الأكتاف يرتجف جسده برتابة وضعف، ظلت عبراتها حبيسة المُقل ومارد من نار أخذ في النمو خلف ضلوعها، كأنما نظرتها المسلطة عليه قوية قوة ماردها، فلم يتحملها وسقط زين الذي لا يراها ولا يشعر بها من الأساس، خذلته أقدامه فدعمه الواقف جواره ليقف مجددًا، ساقيه لا تتحملانه كما لا تتحمل صحيفة أعماله آثامه، كادت تركض إليه تنشب أظافرها في عنقه وتحاربه حتى الموت وتجمد جسدها دون ذلك، لم يعد حيًا كي تقتله، لقد صدق معتصم..
زين ميت الآن..
حتى وإن كان يتنفس، ليست شامتة ولا مشفقة بل تشعر بالراحة، ففي القصاص حياة وحياتها بدأت الآن، هو المجرم المريض هنا وهي ستتجاوز أكثر وتتعافى ولن تفكر في الماضي ثانية، شدت عودها وأزاحت عينيها عنه، لا يستحق منها نظرة حتى، كان وجوده نكبة ورحل بقذارته معه، شق حذائها سكون الممر، سارت جواره تدعس وجوده وتمحوه من ذاكرتها كليًا، وصلت إلى باب طبيبتها ودلفت إليها كانت الأخرى في انتظارها ولاحظت الاضطراب الطفيف الذي تحاول زاد استبداله بجمود جديد عليها، قصت عليها كل شيء وتفهمتها الطبيبة، أخبرتها زاد بعزيمة امرأة تريد البقاء على قيد الحياة:
ـ سأسمح لزوجي بالاقتراب..
نبهتها الطبيبة بجدية:
ـ لا تجازفي يا زاد، لا تزالين في مرحلة علاج والنتائج الآن ليست مضمونة..
نفت زاد عن نفسها التهور:
ـ أحتاج التخطي، ورؤيته ليست السبب، اتخذت قراري قبل أن أراه ..
تنهدت الطبيبة وعدلت من وضع عويناتها بتركيز:
ـ ليس بتلك البساطة، الحكاية تحتاج تهمهل أولًا وترتيب بعض النقاط المهمة..
ابتسمت زاد بإشراق:
ـ هيا نرتبها إذًا..
..
الحياة تبدأ حين نمتلك المفتاح..
عادت إلى منزلها وساعدت الخادمة في طهو طعام منصور المفضل واستقبلته ببسمة عاشقة على باب المنزل، أمعن في وجهها النظر في تركيز مندهش، دهشته الواضحة أزعجتها فتأففت تتهرب بعينيها:
ـ أنت فظ يا منصور..
صافحها وقبض على كفها:
ـ وماذا فعلت أنا، أول مرة تستقبليني رائقة البال هكذا، بل هي أول مرة تفتحين لي الباب أصلًا..
تراجعت للخلف عابسة ترفرف بأهدابها:
ـ لن أقابلك ثانية، حاولت أن أكون زوجة صالحة..
ضحك يحك عينيه بتعب:
ـ لماذا غضبتِ، نظرت إليكِ فقط..
تقدمت منه خطوتين ووقفت أمامه مباشرة ترفع يدها تداعب رابطة عنقه وتسبل أهدابها في خفر:
ـ أحاول التقدم أليكَ، لا تشعرني بالحرج باندهاشك هذا..
والآن هو أكثر اندهاشًا، كيف سيخفى ذلك أيضًا، مال يقبل جبينها، متخطيًا كل شيء، رفعت ذراعيها تعانقه بهدوء فضمها بقوة، يهمس لها بعشق:
ـ أحبك زادي، شكرًا لأنك تحاولين..
امتلأ قلبها بحبه، هو الرجل الأروع في نظرها لكنه يتجرأ الآن وهذا خطر، ابتعدت قليلًا تتهرب من عينيه فحررها برفق، تخطت خجلها واسترقت النظر إليه:
ـ هيا نتناول الطعام قبل أن نذهب لشراء بعض الأغراض..
سألها بامتعاض:
ـ ومن قرر ذلك؟..
تخصرت وأخبرته بترفع:
ـ أنا..
تقدم إليها يشير لساعة يده:
ـ لدي اجتماع عمل بعد ثلاث ساعات..
مطت شفتيها بلا مبالاة:
ـ أجله، أنا أهم من كل شيء..
ضحك بقوة قبل أن يضرب رأسها بسبابته:
ـ لست مندهشًا فقط، أنا منبهر..
..
طبقت نصائح الطبيبة، القرب يحتاج إلى حذر، والخطوة الخطأ تعني إجفال وربما تشنج يهدم كل شيء، تساقطت الأيام تباعًا، وتقدمها البطيء صوبه لا يتوقف، يتقبل بسعادة ويساعدها بكونه لا يخترق بقعة في أرضها لم تهديه سبيلها بنفسها، اتفقت معه أن تزوره في فراشه وأخفى صدمته من حديثها ففراشه مجاور لفراشها في غرفة واحدة، في المساء ارتدت سروالًا صيفيًا إلى الركبتين وقميصًا قطنيًا وعقصت خصلاتها في ذيل حصان طويل، كانت في هيئة المراهقة التي أحبها منذ سنوات طويلة، أحضرت مقرمشات حضرتها بنفسها وحاسوبها الخاص وأمضت عدة ساعات تريح رأسها على صدره وعيناها تتبعان مسلسل الرسوم المتحركة الخاص بالجريمة والغموض، تقبل حضورها بقلب متخم بالسعادة، تصنع الامتعاض مشيرًا للشاشة:
ـ كونان!..
أومأت له ضاحكة ومدت يدها بحفنة من المقرمشات تطعمه إياها، تناولها من يدها وهز رأسه في عدم رضا:
ـ هذه الزيارة لا تروق لي، غدًا سأزورك وأمحو أثر زيارتك..
زارها في الليلة التالية وأحضر كوبين ابتاعهما بنفسه، برر ذلك برفعة من أحد حاجبيه:
ـ أكواب قهوة لا تصوريها، لا أريد لمتابعينكِ رؤيتها، كم أصبح عددهم:
ـ تسلمتهما من بين يديه تضمهما إلى صدرها بسعادة وتجيبه:
ـ صاروا ستة وثلاثين..
أومأ باستحسان:
ـ جيدًا، اقتربتِ من المائة ألف..
رقد جوارها وجذبها لتريح رأسها على صدره كما الأمس وقضى الليلة يحكي لها عن مقدار عشقه وسعادتها به، وأنه لا يريد أي شيء سواها، طلب منها أن تستمر فيما تفعله وأنه مشتاق لحياة سوية معها..
غفت جواره تشعر بأمان يغمرها كليًا، استيقظت على أنامله تداعب وجنتيها، اعتدلت تجلس أمامه باسمة ببقايا نعاس:
ـ لا تتمادي يا منصور، لم يجرؤ أحد على إيقاظي قط، هل ستسلب مني راحتي من البداية..
ضحك بقوة يشير للأسفل:
ـ اخفضي صوتك، الخادمة هنا، ستعرف أنني لا أسيطر..
ابتسمت مسبلة أهدابها وأومأت بتواطؤ:
ـ سأخفض صوتي حتى ترحل فقط، اتفقنا؟
مسد خصلاتها برفق وابتسم:
ـ لا تخبري أحدًا..
تناولت معه الفطور بعد وقت قصير ومن ثم جذب كفها يسحبها لترتقي الدرج برفقته:
ـ هيا اختاري لي قميصًا مناسبًا..
أخفضت رأسها مبتسمة وذهبت برفقته إلى غرفة تبديل الملابس، انتقت له قميص أزرق يناسب سرواله الجينز الذي اختاره، وحذاء جيد، أعجبه اختيارها أو لم يعجبه سيثني على ذوقها، كان يبالغ في الإطراء فتندرت عليه ضاحكة:
ـ أعرف تلك الطريقة..
تقدم صوبها يحتجز عينيها في نظرة عاشقة واحتجزها نفسها بينه وبين الخزانة التي يضع كفيه عليها خلفها، أطرقت تكتم تنفسها، سألها بصوت مبحوح:
ـ ماذا تعرفين أيضًا..
لم تجيبه فمال يهدهد جبينها بقبلة بسيطة:
ـ ارفعي رأسك لي، أنتِ قصيرة وظهري يؤلمني حين أنحني وأنظر إليكِ..
رفعت رأسها بحدة ترمقه بغضب:
ـ ليست مشكلتي..
رفع حاجبيه بمكر باسمًا:
ـ أريد قُبلة..
ارتجفت شفتاها وخفق قلبها واضطربت كلها كل ذلك عادي، الغير عادي هو أن تتقدم بعد دقيقتين تقف على قدميه وتشرئب حتى تصل شفتيه وتمنحه قبلة هادئة ناعمة كبداية تباعد بتلات الورد ليتفتح الزهر، تجمد مكانه متسع العينين، مال إليها إلى مستوى العينين تمامًا، وسألها بصدمة:
ـ زاد، هل تناولتِ حبوبًا للشجاعة!
طوقت خصره بذراعيها وحطت برأسها إلى صدره متنهدة تغمض عينيها بقوة تخفى تأثرها:
ـ أحاول أن أكون زوجة مطيعة..
أبعدها قليلًا يقبض على خصرها بكفيه ويرفعها للأعلى مقتنصًا قبلته الأولى التي بادلته إياها راضية..
..
حين يعشق البشر السحب لا يفقدون الأمل، فعندها يؤمنون بالمُحال وربما يتحقق وتسقط تغمر قلوب العاشقين.
أرسلت له في الصباح صورة فراش الغرفة التي لم يسكناها قط، تلك الحجرة التي تركها إلى أن تكون زاد مستعدة لتدلف إليها معه كزوجة فعلية، وصلته الصورة مع سؤال مقتضب:
ـ ما رأيك في هذا اللون، أبدله أم يعجبك..
خفق قلبه بقوة وفهم مقصدها، أرسل الرد سريعًا بلهفة تقاطرت من بين حروفه:
ـ بل رائع يا زادي، أحبك ولا يليق بكِ أقل من العشق..
أنهى أعماله واجتمع بمساعديه يؤكل إليهم كل شيء فجأة، طلب منهم ألا يزعجه أحد وأن يلجأوا لأي من المدراء الآخرين وعدم إزعاجه، عاد إلى المنزل وكله لهفة لالتهامها، وطأت قدماه المنزل فدغدغ أنفه رائحة البخور وعبق السكن، كانت جالسة تعبث بهاتفها على أريكة الصالة، ترتدي مئزرًا ورديًا رائعًا يناسبها، خصلاتها متدلية تغطي ظهرها، نهضت حين شعرت بحضوره، شبكت كفيها ببعض وأخفضت رأسها في خجل، لا تبذل مجهود خرافي فقد أصبحت بخير الآن، فخورة بنفسها وما وصلت إليه من هدوء وسكينة، وصل إليها وحملها دون مقدمات فترنحت في الهواء قبل أن تخفي ضحكتها في عنقه، عانق السحاب حين هبط إليه متمهلًا فليس متعجلًا طالما ستظل بين ذراعيه راضية عاشقة هكذا، سيطر على شغفه وجنونه بها كيلا يخسر بعد انتصار فمنصور وبعد طول صيام قد أفطر على زاده التي كانت تستحق انتظار نضجها، اقتنص نصيبه من اسمه وصاحبه النصر أينما ذهب حتى وإن أغواه القرب والتهم..
أول ما فعله صباحًا كان مهاتفة جده، تركها غافية في غرفتهما الجديدة، هادئة كملاك أخفض جناحيه له فقط، وصله صوت الجد القلق من مهافتة الصباح تلك يسأله:
ـ هل زاد بخير يا منصور؟
ابتسم منصور بسعادة وأخبره بصوت عاشق نال من زاده بتمهل حتى شبع:
ـ أردت طمأنتك عليها فقط، وأن أخبرك أنني لن أظلمها ولن أعشق غيرها، شكرًا لأنك سمحت لي بأخذها منك وأعلم كم تحبها..
تنهد الجد براحة وقد فهم، ابتسم أخيرًا بل ضحك:
ـ هنيئًا لك زادك يا بني، أنا مطمئن عليها معك، لقد زوجتها أفضل رجالي وأطيبهم قلبًا، سأبتهل كي يرزقك الله منها الذرية الصالحة..

انتهى الفصل
قراءة ممتعة


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس