عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-21, 01:10 AM   #133

اسيرهـ الخيال
 
الصورة الرمزية اسيرهـ الخيال

? العضوٌ??? » 481496
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » اسيرهـ الخيال is on a distinguished road
افتراضي

.
.
.




الـيـوم الـمـنـتـظـر
يــوم الــعــرس




صـالـة الأفـراح بحجمهـا الكبيـر .. حتـى تتسـع لجميـع ضيوفهـم
ألوانهـا الهادئـة تمـازج اللـون الأبيـض مـع البيـج لتغطيـة جـدران القاعـة
والكوشتيـن بلونهـم البيـج المائـل للوردي الفاتـح .. لكـل عروس "كوشة" خاصـة بهـا
الأزهـار الطبيعيـة ع جوانـب الممـر الطويـل المخصص للرقـص
وع يمينـه ويسـاره "كنبـات" مستطيلـة بنفس لون الكوشة
وامامهـا طاولات بيضاويـة زجاجيـة وباقـة صغيرة من الأزهـار



تقـف بكـل رقـي وثبـات .. بشخصيتهـا النـادرة
لـ تستقبـل المعازيـم .. بـ فستانهـا الأحمـر الملتـف حـول جسدهـا النـدي
بكمـه الطويـل .. وعقـد الذهـب يلتف حول رقبتهـا وتتحرر منـه قطـع طوليـة تغطـي مقدمـة نحرهـا
فعلـت مـا وعـدت بهِ أختهـا بالسابـق .. ارتديـت الأحمـر لأجلكِ سندس .. ولأجـل الخـال "زيـد"
فتياتهـا الصغيـرات .. يقفـن بجانبهـا بفساتينهـم الناعمـة تصـل لمنتصف الساق ومنفوشـة
تحـدثت بصوتهـا الهادئ


ليال : يمه ماريا روحي شوفي جدتج إذا تبي شي
ماريا : ان شاءالله
مريم : يمــه تبين شي .. انا بروح اقعد عند البنات
ليال : روحي يمه



عـادت للوقـوف بصمـت .. تراقب بنات عمها "ثـامـر"
بـ فرحتهـم الواضحـة .. سعيـدات لأجـل تلكَ الـ "جـود"
لأديـر رأسي للوحيـدة .. أو .. التي لا تنتمـي لعالمنـا
بـ شكلهـا الناعـم والجذاب .. فستانهـا الأصفـر يليـق بلون بشرتهـا
وشعرهـا المصبـوغ باللون البنـي الفاتـح
جالسـة بصمـت ع الكنبـة البعيـدة عن المدخل .. ولا تشارك أحـد الفرحـة
تلكَ هي "مـهـا" .. شريكتـي الصامتـة ..!
اقتربـت مني تلكَ الحنـونـة .. أم الجميـع إن صح التعبيـر



نوره : ليال عمري .. رهف ماقالت لكم متى تدخل ؟
ليال : امبلا .. تقول ع الساعة 10 .. موصيها بدر تدخل مبجر
نوره : أي زين .. مانبي نتاخر والله وراها بتدخل جود بعدين المعاريس
ليال : لا ان شاءالله انتي لا تفكرين واجد .. إلا غلا ماوصلت ؟ مااشوفها ؟
نوره : تلعوزت بمكياجها الله يهديها قايله لها لاتتشرطين خليها اهي تمكيجج تعرف .. والحين راحت اسما تجيبها من البيت وحدها معصبه
ليال : طولي بالج انتي .. تو الناس ماصارت الساعه تسع لي الحين



بجهـة أخـرى عنـد بـاب المدخـل
سلمـوا هواتفهـم للتـي عنـد البـاب .. ليندفعـوا ذاهبيـن للحمـام
طبقـوا عباءاتهـم بداخـل الأكياس .. لـ ينفضـوا شعرهـم الأشقـر بكفوفهـم
ووالدتهـم والجـدة واقفـات يراقبـون المعزوميـن
لتقـول الجـدة



الجدة : علامكم جايبينا مبجر .. توهم العرب مابدت اغانيهم
نور : يمه حبيبتي .. نبي نستانس .. والله مو من كثر العروس بعايلتنا
الجدة بغضب : فاولي خير .. وليه مافي عروس كاهو اخوج خطب قبل جم يوم
نوران : يمه ليش مارحنا شفنا البنت والله قههر
ام صقر : بنروح يمه بعد جم يوم .. بس يشوف وضعهم ضاري ويقول لنا
نوران : اشوف يمه نويّر ماقدرتي ع الراس الكبير ؟
الجدة : تهبين .. بيعرس وانا بنت ابوي .. بس انطري علي
نور : ههههههههههههههه .. والله اخوي طلع داهيه
ام صقر بغضب : اسكتوا وامشوا حشرنا الناس بالحمام




سـاروا بالمقدمـة وخلفهـم والدتهـم والجـدة
لـ يقفـوا بخجـل .. من النظـرات التـي تسلطـت عليهـم
من جميـع الجهـات والبقـاع .. يراقبـون التـوأم المتشابه والملفـت بملامحهـم
وفساتينهـم الناعـم والطويلـة بلونهـا الأبيـض مع درجـات البرتقـالي
أقـرب ما يكونـوا "أجانـب" المظهـر
لـ يقتربـن الفتيـات ووالدتهـم بابتسامتهـم لاستقبالهـم
بعـد تمييـز أم نوره لهن



ام نوره : يا هلا والله باحلى البنات
تقدمت بخجل ، نور : هلا خاله مبروكين
ام نوره : الله يبارك فيج يمه
سلمت بدورها لتقول ، نوران : اعرفج خاله ع امي وجدتي
ام نوره : يا هلا ومرحبا والله .. وأخيرا تعرفنا ع بعض ياام صقر
ابتسمت لتقول : أي والله مابغينا .. مباركين وعسى الله يهني جود
ام نوره : الله يبارك فيج .. هلا ياخاله منورتنا ياعمري
الجدة : بوجودكم يمه .. الله يبارك لمعاريسكم
همست نوران لنوره اخت غلا ، فهما يعرفون خوات غلا وتلاقوا اكثر من مره : غلا وينها ؟؟
نوره : لا تكلميني عنها هالدلوعه .. الحين جايه
نور باستغراب : ليش ؟
نوره : مكياجها ما عجبها .. وعفستنا الله يعفسها استغفرالله ووترت جود معاها
نوران : قايله اختج هذي مايبيلها إلا رجال يهفها(يضربها) ع راسها حتى تعرف ان الله حق
نور شدت كف اختها : بس عيب
نوره : ليه تسكتيها .. انشهد انج صاجه .. مادري انتي نور ولا نوران
نوران بضحكه : نوران يا ام المزايين
نوره : والله لو ولدي كبير لآخذج له .. بس مادري عن اهلكم .. ماتاخذين ولدي عمره 16 ؟
نوران : ههههههههههههههههههه افا .. اخذه واخذ امه وقبيلتها كلها .. انتي بس تعالي




بالجلسـات التـي ع يميـن "الكوشـة" وخلـف الكنبـات
ثـلاثـي جديـد يطـل علينـا للمـرة الأولى .. تحدثت الابنه الكبرى


ام مبارك : إلا يمه .. منهي اللي مع ام نوره وتسولف معاها ؟
ام عيد : وين مااشوف !!
ام مبارك : اللي واقفه يمه عند المدخل .. معاها البنات الشقر
ام عيد تركز بنظراتها : والله يمج ماعرفهم اول مره اشوفهم
لتتحدث الابنه الصغرى ، هيام : مبين يعرفون بعض .. شوفي وضحه(ام نوره) وبناتها يسولفون معاهم
ام مبارك : المهم ماعلينا .. اليوم مطلعه عروس ذياب مطلعتها
هيام بسخرية : هاها .. وبيطيعج اخوج راعي النياق ؟
ام عيد : اسم الله ع وليدي .. لا بغى العرس اشهد اني بدور له احلى البنات
ام مبارك : يمه .. مو تقولين له هالكلام .. شدي عليه خليه يصطلب ويعرس مثل اللي بعمره .. راح عمره واهو مجابل(مقابل) هالحلال وكل يوم نايم لي بهالبر .. بس خلاص لي متى
هيام : وأخيرا احد قال الحقيقة
ام عيد بحب كبير واضح لابنها : والله لا قلتي له هالكلام ياويلج مني .. انطمي وانكتمي رجال ما يضره شي .. متى مابغى العرس بيعرس
ام مبارك بحسره : لي متى ؟ لين يطيرون عنه كل البنات الزينات
ام عيد : البنات واجد وبكل شبر بالديره بتلقين بنت
هيام التفتت لاختها لتقول : وسمية .. شرايج بوحده من هالشقر .. والله لايقه ع ذياب
ام مبارك بسخرية : شنهو شنهوو .. تاخذين هالشقر والحمر لاخوج الأجلح .. لا حبيبتي ماني بماخذه اثم البنات
ام عيد تدفع ابنتها بعيداً عنها : والله انتي مخج مضروب اليوم .. قومي فارجي(غادري) وتعالي يا هيام مكانها
وقفت لتقول : والله كلام الصج صار يزعل عندكم .. كيفج يا الغاليه خلي ولدج لين يشيب وباجر تتحسفين
جلست هيام بين أمها واختها : خلاص وسميه خلينا نتفرج(نشاهد) ع العرس بدت الأغاني




دخلـت باستعجـال من البـاب الرئيسـي .. لتخبرهـم أسما التي خلفهـا بغضب
" خـوات العـرووس الثانيـة "
حتـى تنسحـب المسؤولـة عن الهواتـف وتفتـح لهـم المجـال للدخـول
اتبعـت اختهـا للحمـام .. وهي تزيـح عباءتهـا باستعجال وتنفض شعرها


أسماء بغضب : والله يا غلاوي لو ما حلف ابوي لعلمج الشغل
غلا : الحين انا شسويت ؟؟ علشاني عدلت ع مكياجي !
أسماء : بلا خبالج والله لو انا اللي معاج مو نوره وهناء جان علمتج الشغل
غلا : يوه اسما خلاص خلص الموضوع .. والحين خلينا نروح لامي قبل تعصب اكثر .. صوت الدي جي بدأ
سبقتهـا اختهـا باستعجـال .. لترفـع احمـر الشفـاه لـ تطبطب فوق شفتيهـا
وإذا بصوت خلفهـا يقـول


..: انتي غلا ؟
دارت بجسدها للمرأة الغريبة بعباءتها وحجابها وخلفهـا امرأة أخرى كبيرة بالسن بحجابها وعباءتها الرأس فقط من دون غطاء ع الوجه : أي انا غلا .. منو معاي ؟
ابتسمت المرأة : اسمحيلي سمعتج وانتي تتكلمين قبل شوي أتوقع مع اختج .. ويوم سمعتها تناديج غلا استانست .. قلت الحمدلله شفتج بالحمام
غلا بابتسامة مجاملة : اعذريني بس والله ماعرفتج
مدت كفها وهي تقول : انا أريام .. خاله محمد وهذي امي جدة محمد


انصدمت بخجـل وتوتـر .. وهي تستذكـر رسالتـه الغريبـة
التـي ارسلهـا ع صـلاة المغـرب
" في مفاجأه بالعرس تنطرج "
إذا .. هـا هـي المفاجـأة أمامـي ..!!
ابتسمـت بخجـل لـ تمد كفهـا وتقدم جسدها للسلام بالخد



غلا : هلا والله
ابتسمت الجدة بحنان وهي تسلم : شلونج يمه .. بالمبارك عرس اختج يمه
غلا بخجل : الله يبارك فيج
اريام : وينها امج نبي نسلم عليها
سارت امامهم بخجل وهي تقول لهم : حياكم




صـوت الاغـانـي الصـاخـب
القـاعـة التـي امتـلأت بالنسـاء
يتبـادلـون الأحضـان والقبـلات .. وأخريـات يرقصـن ع الانغـام الموسيقيـة
والفرحـة تغمـر الجميـع .. لارتبـاط أبنائهـم بهـذا الـزواج المقدس



همس بأذن اختها وهي تقول : شوفي اللي عند الباب .. مو هذي غلا ؟
نوران تدير رأسها للباب : أي والله اهي .. هذا نفنوفها الزيتي اللي ورتنا إياه
نور : بس منو اللي معاها ؟
نوران وقفت : قومي معاي خلينا نروح لها
سحبت كف اختها : ووي فشله خلينا قاعدين
نوران : امشي بسسس ولا بروح بروحي .. مو تقولين تبين ترقصين وتستانسين .. ليش قاعدة ان شاءالله ؟
نوره وقفت : يلا مشينا بنسمع كلامج
ام صقر تصرخ وصوت الأغاني العالي جداً : وين بتروحون يمه ؟
نوران تقترب من أمها لتهمس : بنروح لغلا تونا شفناها دخلت




أشـارت لهـم لوالدتهـا .. لتبتعـد عنهـم بهـدوء
كيـف ستعرفهـم ع والدتهـا .. ومـا هـي صلتهـم بي ؟
كـان الموضـوع مفـزع .. ووسـط الضوضـاء لـم استطـع أن اتصرف
سـوى وقوفـي من دون أي حركـة !
لتبتسـم لي "خالتـه" .. وتشيـر لي بكفهـا أن ابقـى وسيكملون من دونـي ..!
لابتسـم بقـوة .. وبنفـس اللحظـة تلقيـت ضربـة قويـة فـوق كتفـي الأيسـر المكشوف


غلا بألم : آآي وجع
اقتربت من اذنها وهي تصرخ : ووينج امحق اخت عروووس !!
غلا : لا تكلميني عن الصالون توها أسماء سفلت فيني وسوتني انا والقاع(الأرض) واحد
نور تقترب للسلام وهي تهمس : منو اللي كانوا معاج ؟
همست بسرعه وهي تراقب نوران المبتعدة عنهن : اسكتي بعدين اقوولج



نور راقبتها باستغراب .. ليسيروا ثلاثتهـم وينضموا إلى باقي الفتيات بقرب البوابـة
ليـال ونوره وهناء وأسماء .. مهـا مازالت بعزلتهـا
اقتربـت غـلا وهي تسلم ع ليال وتقول لها


غلا : رفيجاتي نور ونوران
ابتسمت لهن وهي تقول : هلا والله بالبنات الحلوات
اقتربت نور بخجل : هلا فيج
نوران بجرأتها المعتادة :والله الحلوه انتي ماشاءالله
ليال : ههههههههههه ما عليج زود
سحبت ذراع غلا التي انزعجت لتقول بهمس والجميع يراقب الضيوف
غلا : ها شفيج ؟
نوران : تعالي مو هذي اخت الدكتورة ؟
غلا : أي
نوران بفضول : وينها الدكتووورة ؟
غلا : شفيج ناسيه موقلت لج مسافرة ولا ردت
نوران : أي أي صح .. المهم وين شريجتها اللي كبر جود اختج ؟


دارت برأسها ع الجميع ، لتقف عينيها ع مها وبقربهـا بنات عم أمها .. لتكشر بملامحها وتخبر نوران ان تنظر للجالسـة في الكنبة التي ع يمين الكوشة بفستانها الأصفـر


نوران : والله حلوه مو شينه .. بس صكت عليها ام الأحمر بصراحه
غلا : اممممم
نوران : علامج كشرتي ؟
غلا : شفتي الي قاعدين يم مها اللي لابسه اصفر !
نوران : ايهم ؟ اللي يمها بالضبط ولا وراها
غلا : اللي يمها بالضبط .. العجوز ببرقعها ويمها وحده فاتحه شعرها واللي يمها عليها حجاب
نوران : أي أي شفتهم .. شفيهم منو هذول ؟
غلا بهمس : الله يسلمج هذول بنات عم امي .. تذكرين اللي حضرت عرس بنتهم قبل رمضان
نوران بصوت مرتفع : لاتقولين اهل ذياااب ؟
غلا تسحب كفها بسرعه : وجع اووش .. أي اهمم
نور اقتربت : انتوا شتقولوون ؟؟ غلاوي امج تناديج من اليوم
غلا : صج ووي .. وينها ؟
نور : هناك واقفه جدام الكوشه
غادرت غلا لتقول لاختها ، نور : امشي نقعد عند امي وجدتي تعبت من الوقفه
نوران تعلقت بذراع اختها : امشي واسمعي شنو بقولج .. تخيلي اهل ذياب راعي الحلال اهني
نور بصدمة : شنووو ؟



ليأخذهـا التفكيـر .. بكلمات غـلا التي همست لي بها
وهي تقـول لي ستخبرني لاحقـا عن من كان معهـا ؟
هل يعقـل أن يكونوا أهـل ذلكَ الراعـي ؟!
لـ تتبخـر أفكـاري .. وأصابـع أختهـا تشيـر بكـل تهـور ع النسـاء الأربعـة
الجالسـات ع الكنبـة وهي تقول لي أنهـم أهل ذلكَ الذياب
ما عـدا صاحبـة الفستـان الأصفـر .. فـ هـي شريكـة صاحبـة الفستـان الأحمـر
يا إلهـي .. أصبـح الحفـل أكثـر تشويقـاً الآن ..!




مضـت الدقـائـق لـ تصبـح ساعتيـن
لـم تتوقـف والدتـي عن سحبـي وإجباري ع الرقـص
وسـط النسـاء الكبيـرات بالعمـر .. كـم أكـره عادتنـا البدويـة هذه !
ولأننـي أخـت العروس الصغيـرة .. والغيـر متزوجـة
ولأن العروس الأخـرى ليـس لهـا شقيقـات
فـ لـم أسلـم من زوجـات أعمـامـي .. أم محمد وأم عبدالله
يتمسكـن بذراعي من كـل جهـة لأستدير لهـن وأرقص معهن
مهلكـه لحـد النخـاع .. هذه كانـت حالتـي !
وانـا اسمـع الإعـلان بدخـول العروس الأولـى
لـ تبـدأ أنغـام زفتهـا بألحـان هادئـة وشعريـة
لـ تتسلـط الإضاءة ع المدخـل
لـ تظهـر ملكـة الحفـل الأولـى "رهـف"
بـ طلتِهـا الساحـرة



كـم هـي جميلـة هـذه الصديقـة بحـق
أعلـم كـم تجاهلـت محاولاتهـا معـي بالأيـام الماضيـة
ولكننـي أحبهـا حقـاً .. وكـم اتمنـى لها حيـاة سعيـدة مـع شريك حياتهـا
وقفـت لأقترب منها وهي جالسـة ع كوشتهـا


مها بابتسامة : بالمبارك يا عروس .. ماشاءالله شهالجمال
رهف ابتسمت بخجل : الله يبارك فيج .. تعالي اقعدي عندي
جلست لأخذ صورة تذكارية ، لتستدير وهي تقول : عسى مو متوتره ؟
رهف : لي الحين مو حاسه بشي .. شلون العرس والرقص حلو ؟
مها : أي ماشاءالله .. شالوا العرس خالتي وحريم عمانج .. حتى رقص رقصت وانا ماتوقعت ارقص .. بس الله يسلم خالتي حلفت علي إلا أقوم وارقص معاها
رهف بابتسامة : عاشت امي .. اعرفها تحب الطرب والوناسة




لـ تتبعهـا .. بعـد نصـف ساعـة
صديقتهـا وروحهـا الأخـرى .. وأجمـل أيـام العمـر اشتركـوا فيهـا
لـ ينزفـوا بـ يـوم واحـد .. لـ نصفهـم الآخـر
جـود .. أنـارت القاعـة بنعومتهـا وطلتهـا البهيـة
وسـواد شعرهـا المميـز والمختلـف عـن بيـاض فستانهـا الملكـي
لـ تبتسـم لـ أقـرب النـاس لهـا .. من يقفـن أمـام كوشتهـا
ينتظـرون وصولهـا .. أمهـا وخواتهـا الأربـع
هـن كـ العقـد المربـوط بعقـدة محكمـة الإغـلاق
وهـذه العقـدة .. هـي أمـي ..!




ابتسمـت بـفـرح يرتسـم ع ملامحهـا
لتقـف بمنتصـف المكـان المخصص للرقص
وهي تشيـر بيدهـا للتـوأم .. أن يأتـوا ويشاركونهـا فرحتهـا
لتقـف بسرعـة تلكَ الجريئـة وتسحب معهـا تلكَ المترددة والخجـولة
وبالقـرب من الثلاثـي الراقـص .. !
العروستـان يتبـادلـن نظـرات الفـرح والسعـادة ..




قامـوا بتغيير مكانهـم ، ليجلسـوا ع الكنبـة ويصبحـوا أقـرب لمكـان الرقص .. اقتـربت من والدتهـا لتقول
هيام : هقوتي انهم رفيجات غلا هالشقر
لتقفز اختها التي سمعتها : أي هذا اللي قلته .. لانهم مايسولفون إلا مع غلا
ام عيد : وانتن ما عندكن هرج إلا عن هالشقر .. وشفيها غلا شزينها
ام مبارك باستغراب : واحنا شقلنا عن غلا ؟ ها ياام عيد قولي شعندج تشوفين البنت من اليوم
هيام بصدمة : لا يكون هذي اللي تقولين انج مفكره فيها لذياب ؟
ام عيد : أي اهي وشفيها .. ومهي بغريبه أمها بنت عمكم وتعرفونها من عمر
هيام : يمه دلووعه ما تصلح لذياب
ام عيد بعناد : إلا تصلح له .. وجه معرفة وزين وجمال ودلال وشعرها وسواده وطوله اللي يوصل لي ماخوذها
ام مبارك بحسره : انتي قلتي الشعر .. خلاص بيطير فيها ولدج
هيام : تهقين صج تعجب اخوج ؟
ام عيد : اسكتي انتي وياها وانطمن ولا وحده تجيب طاري لاخوها عن كلامنا .. لا صار الوقت المناسب محد بيتكلم الا انا
ام مبارك ترفع عينها للخيار الأول لأمها ذات الفستـان الزيتـي بـارزاً بياض بشرتهـا وسـواد شعرهـا الفاحـم ، لتقول بملل : زين مو قايلين شي



انـزف معاريسنـا .. ع الأغنيـة الشعبيـة "يا معيريـس"
لـ يدخـل أولاً "بـدر" .. وحـده وهـو يسيـر وأمـامـه أختـه وزوجتـه
لـ يقـف أولاُ أمـام اختـه الوحيـدة وهو يقبـل رأسهـا ويهنئهـا
لـ يتركهـا ويذهـب لـ حب حياتـه .. الـ جـود
ومعرسنـا الآخـر .. دخـل بعـد مغـادرة "بـدر وجـود"
ليسيـر ع انغـام مثل الأغنيـة .. ويقفـون أمـامـه وبجانـب عروسـه
امهـاتـه وأختـه "ليـال"
لـ يقـف بهيبتـه والبشـت الأسـود يلتـف حول جسده
وأياديهـم المـزينـة بالحنـاء مرفوعـة أمامـه ويراقصنـه
والدمـوع تخـرج من عينيهـم التـي تحيطهـا حـدود "البرقـع"
لـ ينحنـي بجسـده وهـو يقبل رأسهـم بحـب وامتنـان لهـن
لـ تتعلـق بذراعـه تلكَ الأخـت .. ليـال
لتسحبـه حتـى وقـف أمـام عروسـه .. وتهمـس بإذنـه
" لبسـت الأحمـر حتـى اوفي وعـد سندس .. لا تنسـى ترى وفـت بوعدهـا "
لـ يدير رأسه بصدمـه .. آه كيـف نسيـت وعـد تلكَ الشقيـة !
كـم أشتـاق لهـا .. وأود حضورهـا هـي من بـد الجميـع ..





خـارج القـاعـة .. بسيـارتـه الجيـب التـي يغطيهـا الغبـار
بـ نوافـذه المفتـوحـة .. وصـوت الأغانـي البدويـة المعزوفـة ع "الربـابـة"
يغنـي معهـا بصوتـه .. ويـده اليسـرى خارج النافـذة والمسبـاح يلتـف حول أصابعـه
وكـوع يـده اليسـرى مستنـد ع ركـبة ساقـه اليسـرى المرفوعـه ع الكرسـي
ثوبـه الصيفي الأبيـض المائـل للاصفـرار مـن أثـر مكوثـه فـي البـر
شماغـه الأحمـر ملتـف باهمـال حـول رأسـه
لـ يقاطـع غنائـه دخـول امه وخواتـه .. لـ يخفض الصوت وهو يقول



ذياب : يا الله حي البنيه .. عسى انخطبتي ؟
ام عيد : اقطع يا ولد من هرجك الشين
ذياب : افا وهذا وانا امدح فيج تقولين لي هلون(هكذا) ؟
ام عيد : حرك ياولد عطلت الناس
انزل قدمه ليقول : بسم الله توكلنا ع الله
عدل المرآه الأماميـة ليراقب خواتـه بسوادهم المحتشم : ها يابنات عسى استانستوا ؟
ام مبارك : أي والله ماشاءالله عرسهم حلو الله يهنيهم
هيام تتثاوب : والله تعبانه ابي الفراش بس
ذياب : انزلج بيتج مثل ام مبارك ؟
هيام : لا بنزل عندكم رجلي مداوم
ذياب : حياج الله .. إلا ما شفتوا لي غزال مني ولا مناك ؟
ام مبارك بملل : كلهن شقر وحمر مايصلحن لك
ذياب : ههههههههههه افا علامهن شقر وحمر .. مافي وحده منهن شهبه مثل نياقي (جمع ناقه)
ام عيد : أقول يا الذيب شوف الدرب .. تقص(تكذب) علينا بهرجك وآخر شي تقول انا وين والعرس وين
ذياب : ههههههههههههههههه يا زين ام الذيب اللي تعرفني .. مابي بعد نياقي احد
هيام بهمس لاختها : كفوه والله اهم وريحتهم الخايسه
قرصت فخذها وهي تقول : استحي ع وجهج هذا اخوج اللي اكبر منج
هيام تمسح فخذها بالم : وجع عورتيني .. اخوج معقد وبدوي بحت اللي يشوفه ع باله شايب اهو وشيباته اللي ما يصبغهم
ام مبارك : ياليل من ام لسان .. فكيني من شرج





بسيـارة أخـرى .. غـادرت بوابـة القاعـة
يبتسـم لحديث جدتـه ووالدتـه .. وهمسات التـوأم الغيـر مسموعه
نوران بهمس : يعني لانهم بالديره لازم مايودينا العرس ويردنا إلا واحد منهم
نور : بعد شنسوي امر القوي ع الضعيف
نوران : إلا ما قلتي لي متى بيسافرون ؟
نور كتمت ضحكتها بكفها : ههههههههههه توهم جايين .. واخوج اللي جدامج مراح يرد إلا بعد ما يعرس ع كلامه
نوران : ضاري ماعلي منه .. اهم شي الصقر يسافر نبي نتنفس
نور : يمه تكبرين الموضوع .. ترى مايقول شي حرام عليج
نوران : أي زين اسكتي واللي عافيج .. دخلنا شارع بيت جدتي
نور : يعني الحين زعلانه لاني بنزل مع جدتي ؟
نوران تمثل اللامبالاه : لا منو قال ؟ خلاص تعودت اقعد بروحي اصلاً
حضنتها بقوووة بعد وقوف السيارة بمصافط بيت الجدة ، لتقول بأذنها : احبج يااحلى واغلى اخت
نزل من مكانه ليساعد الجدة ويدخلها للمنزل .. ليوقفه صوت آتي من الخلف
..: ضـاري ؟
دار بجسده والجدة ع يمينه والباقي مازالوا بداخل السيارة .. تأمل الرجل الواقف امامـه باستغراب .. يعرفه بالتأكيد ولكنـه من الماضي .. ليخفض رأسه للجدة التي قالت
الجدة : هلا يمه طلال
ضاري بصدمة : طلال طلال ؟ الطلــي ؟؟
طلال بضحكة يقترب للسلام عليه ويحضنه : أي الطلي .. وينك يااخوك ماتنشافوون !؟
بادله الاحضان وهو يبتسم بقوه : عاش من شافك يا رجال .. والله تعرف الشغل وع طول مسافرين .. انت لي الحين ببيت اهلك ؟
طلال بابتسامه : أي لي الحين .. ولا تزوجت مثل حالكم
ضاري ضحك ليقول : انا طلعت من فريقكم انت وصقر .. خطبت قبل جم يوم
طلال : ماشاءالله .. الله يهنيك يااخوي .. والله اني فرحت بشوفتك .. تكفى لا تقطع دامك بالكويت نبي نشوفكم ونجتمع
ضاري يصافحه : ابشر .. انا قاعد إن شاءالله لين اعرس .. وبقول لصقر ونجتمع ع يوم
الجدة : يله يمه ضاري والله اني تعبانه بروح ارقد .. يلا يايمه نوور وينج
ضاري ابتسم : يلا يمه مشينا ونور بتلحقنا .. نشوفك ع خير يا طلال
طلال بابتسامة يسير للخلف يراقب بعينيه تلك التي خرجت من امام السيارة لتدخل باب المنزل : ع خير .. سلم لي ع صقر




لـ تلتهـم شفتيهـا بغضـب .. تلكَ الشقـراء بداخل السيارة
وهي تراقب نظراتـه لأختهـا وامهـا الجاهلـة لما حـدث والتي تحادث والدي بالهاتف
" يا عل عيونك للبط أي والله .. حتى وضاري جدامه مايعرف ينزلها "
لـ يعـود ضاري وننطلـق بطريقنـا
وتلكَ الشقـراء الأخـرى .. بداخـل المنـزل
تبتسـم بسعـادة لرؤيتـه وسمـاع صوتـه
ولقاءه الجميـل مع أخيهـا .. وربمـا تكـون بدايـة المزيـد من اللقاءات
هـل كنـت بهـذا القـرب "الطلي" .. أنـه لقبكَ إذاً !
يبـدوا أنـه لقـب منـذ الطفـولة ..
أعجينـي لقبـكَ .. كمـا تعجبنـي تفاصيلكَ الأخـرى !
تصبـح ع خيـر يـا " الـطـلـي " ..





.
.
.




قـبـل سـاعـات قـلـيـلـه




وضعـت طفلتهـا بداخـل سريرهـا بعـد انهائهـا لرضعتهـا
لتضـم شالها الشتوي ع كتفيها بقـوة وهي تجلس ع مهـل ع سريرهـا
وأطفالهـا نائمـون بأسرتهـم بالغرفـة التي بجانبهـا
رفعـت هاتفهـا وهي تراقب باستغراب عدد المكالمات من نفس الرقم الغريب
15 مكالمـة ؟؟ .. ع مـدى اليـوم .. كيـف لم استمع لهاتفـي قبـل ساعـة !
شعـرت أن الامـر مهـم .. وإذا لم يكـن مهـم لـمَ الإصـرار والاتصـال لأكثر من عشـر مرات !
ضغطـت ع الرقـم وهي ترفعـه لأذنهـا وعينيهـا تلتقـط الوقـت بهاتفيها
الـذي يشيـر للساعـة العاشـرة مسـاءًا


فوز : الووو
..: وأخيرا رديتي .. والله خفت يكون الرقم غلط
فوز باستغراب : منو معاي ؟
صوت هادئ يجيبهـا : آسفه ع الازعاج .. وادري الوقت متأخر .. بس اول ماحصلت لي الفرصة قلت لازم اتصل
فوز : لحظة .. تعرفيني ؟
بضحكة بسيطة : أي انتي مو فوز ام يوسف ؟
فوز باستغراب كبير وحتى الآن لم تعرف صاحبة الصوت : أي .. لو سمحتي قولي لي منو انتي ولا بصكره
ضحكت بقوة لتقول : والله مثل ماقالت لي .. الفوز قوية وعصبيه وتتنرفز بسرعه
فوز بخوف : م منو اللي قالت لج ؟
تحدثت بهدوء وكأنها عرفت جديه الموقف : انا .. انا فنـر .. صديقه سندس وتعرفت عليها بالغربة
وقفت بصدمة وخوف : سس سس سسندس .. تعرفين سندس ؟؟؟؟ وووينها ؟؟
فنر : انا رسول مرسول منهـا .. أوصل لكم سلامها وتقولكم انها بخير ولا تحاتونها



شهقـت بقـووة .. ودموعهـا سقطـت بحريـة أخيـرا
سندس بخيـر .. هذه الكلمتيـن تكفيهـا
تلكَ الصديقـة بخيـر .. وها هي ترسـل لنا الرسـول
لـ نتلقـى رسالتهـا .. هـي بخيـر حقـاً وليـس إحساسـاً
هـي خـارج البـلاد حقـاً .. إنهـا بغربـة كمـا قالـت تلكَ الصديقـة
ولكـن ..
متـى موعـد العـودة !
متـى موعـد اللقـى !
سنـدس بخيـر .. وذلـكَ يكفـي





.
.
.



انتهـى
نلتقـي قريبـاً بإذن الله : )


اسيرهـ الخيال غير متواجد حالياً