عرض مشاركة واحدة
قديم 15-03-21, 06:44 PM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



-
بسّم الله الرحمن الرحيم
لا تلهكم الرواية عن الصلاة وذكر الله
اللهم إجعل كل حرف شاهداً لي لاعلي
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
-




( البارت السادس )

دجى اللي أنتهت من مكالمة صاحب المبنى وبعدما عقدت النيّة تصب كامل إهتمامها في تحقيق حلمها اللي تظنه أنسلبّ منها وبشدة بسبب رغبات أهلها .. بدأت تمشي بشوارع الحي بلا وجهة
مرت على الدكاكين وأسترقت النظر بفضول عل الي تحتويه .. مرت على أماكن كِثيرة وهي تحاول تضيع وقت لأجل ما ترجع البيت باللحظة هذي .. وتبدأ دوامة النزاعات مع عمتها
ولكنها توقفت بمكان ما .. وهي عاقدة حواجبها بإستنكار للشخص الي ينزل من يخرج من بيته .. ويتجه نحو سيارته بخطوات مُستعجلة .. توقفت عن التفكير الكثيف للحظة .. وهي تحاول تستوعب الموقف اللي تمر فيه .. ومن بدأت تستوعب حتى أستشاطت كل خلاياها غضب عاارِم ترك عنها القدرة على التفكير .. وركضت بكل طاقتها وهي تصرخ بإسمه بعنجهية كبيرة : ضِرااار !
وهو ألتفت بصدمة لصاحبة الصوت اللي أستقامت قدامه وصارت تضربه كل مكان توصله يدها وهو متجمد مكانه .. يحاول يستوعب اللي يصير .. يحاول يفهم الهُجوم الكاسِح عليه اللي لو كاان بيدها الموت كان قِتلته !

واقِف على الجدار ويدينه خلف ظهره .. ويناظر للأرض بربكة .. رفع رأسه لما سمع صوت الضحكة الساخرة : هاه إن شاء الله إنشويّت من الشمس .. تبي ترجع الفصل خلاص ؟
ناظره كايّد بتوتر وهو يتفحص نظراته ونظرات أخوياه اللي وراه وبلع ريقه وهو يهز رأسه بلا
تقدم هالولد وهو يضرب جبهته بأصابعه وهو يضحك : لايكون خايف ؟ إسمع ترى عندنا حرية رأيي .. قل لي إنك تعبت وأنا أفكك
تأمله للحظات وهمس بضيق : تعبت أبغى أرجع الفصـ...
سكت بوجع وهو يمسك بطنه من الضربة اللي داهمته قبل ما ينتهي من جملته .. غمض عيونه وهو يحاول يلتقط أنفاسه ولكنه سُرعان ما أعتدل بوقفته وهو يسمعه يقول : إعتتتدل قبل أعصب
ناظره وهو يحاول يجمع شجاعته ولكنه ما قِدر .. أبتسم خالد وقال : الرخمة يبقى رخمة ..المهم الفطور على حسابك مثل العادة .. كم معك فلوس ؟
كايد ما تكلم وخالد قرب منه وهو يدخل يده بجيبه
عقد حواجبه وهو يشوف الخمّسة ريال بمحفظته بس .. وضحك وهو يهز رأسه بسخرية : رجال طول وعرض .. بالنهاية بمحفظتك خمسة ريال بس ؟ وش فايدة لقب رجال لك ؟ خله للي أكبر منك
كايد ما تِكلم والقهر ممتلي بصدره.. وباقي يناظره بتوتر رماها خالد بوجهه وطاحت على الأرض قبل يلتقطها كايّد .. مشى عنه مع أخوياه وهو يقول : إجمع ريالاتك وهات لنا بها موية .. ولا ياعيال تبغون شيء زيادة؟
اكتفو بهز رأسهم بلا وخالد رجع يناظر لكايد اللي باقي مكانه وصرخ بعصبية : ييالأعررررج !
ألتفت له كايد بخوف وهو يرن بمسامعه اللقلب اللي صارو يسخرون فيه منه .. من إخترق جلده رصاصة عمه
وخالد أردف بعصبية : جمّع ريالاتك يالكلب وإلحقني .. قبل أجيك أتوطى ببطنك !
هز رأسه بإيجاب وأنحنى وهو يجمعها بسرعة .. ولكن سرعان ما رفع رأسه بصدمة وهو يسمع صوت السبّ اللي وصل لمسامعه من الشخص اللي بدأ يتقدم نحوهم بخطوات غاضِبببة .. وقف كايد بخوف وهو يشوف وهّاج يتقدم بغضب يكاد يقتلع الأرض .. وأيقن إنها نهاية خالد هاليوم !
بينما خالد رجع خطوة لورى بخوف من هجوم وهاج .. ولكنه سرعان ما عقد حواجبه بإستنكار .. لما أنقضّ وهاج على ياقة كايد !
-
-
ضِرار كان يحاول يفهم كلامها .. أو يتفادى ضرباتها ولكن لافرار منها
كانت تضربه بكل وحشية تملكها بقلبها .. بكل مُقت وغضب
ورغم الدموع اللي حجبت عليها الرؤية .. إلا إنها كانت مستمرة تنثر شراستها على جسد ضرار المهلك .. كانت تمتم بكلمات مُبهمة .. من شدة بكاءها وشهقاتها ماكان قادر ضرار على فهمها
خفت حدة بكاءها .. ولكنها باقي تتكلم
وصل لمسامعه مغزى كلامها : ماايييكفي أمي خذيتها مننا بأنانيتك؟ ما يكفي إنك دمرت حياتنا بدخولك لها ؟ وش ناوي عليه من جديد ؟ ليه هالدرب أنتهى بشوفتك فهمني !!
أنقض بكل عصبِية على ياقة كايد .. وهو يناظره بحدة وكأن نظراته ناويه تقتله !
أما كايد كان يرمش بعدم إستيعاب .. لدرجة كان عاجز عن التنفس .. مو بسبب يد وهّاج اللي تضغط على رقبة .. كثر ماهو بسبب صدمته للموقف اللي يتعرض له بالوقت هذا !
خالد ضحك بعدم تصديق : من هالأعور اللي ناوي يقتل الأعرج ؟ والله نكتة الموسم !
ألتفت له وهاج وهو يناظره بحدة وخالد أرتبك وتلاشت الإبتسامة بسرعة وهو يبتعد عن المكان
أما وهاج رجع يلتفت لكايد وهو يرمقه بكل عصبية .. يكاد صدره ينفجر من شِدة غضبه للموقف اللي حصل قدام عيونه : أنت رجال ؟
فهمني ، علمني شخص مثلك له صلة بمصطلح الرجولة ؟
ناظره كايد بصدمة بسبب كلامه ووهاج أردف وهو متجاهل نظرات كايد : الله يأخذها هالرجولة لامن لك عرق واحد فيها .. أنت رخمة ولا هو بس كذا
أنت الرخامة كاسّيتك من رأسك لأصغر أصابعك
شد أكثر على ياقة ثوبه وكأنه يحاول يفرغ غضبه على القماش الأبيض وهو يصر على أسنانه : يهينك وأنت ساكت له ؟ يكسّر بك وأنت معطيه هواه؟
تأمله وهاج بعصبية وهو يحاول يوازن تنفسه اللي بدأ يفقد سيطرته عليه .. كعادته كلما يفقد أعصابه
نفض ياقة كايد من يدينه وهو يرجع خطوة لورى .. ورفع سبابته وهو يأشر عليه : الموقف مارح يعدي كذا .. صدقني ياكايد مارح يعدي .. ولارح يمر مرور الكرام
ألتفت ومشى عنه .. تارِك كايد وراه محتار ، متضايق ، مدهوش ، ومنذِهل من الموقف اللي حصل له .. !
كان يظن إن وهاج فرّغ عصبيته بالشخص الخطأ كعادة وهاج القاتِلة .. بينما كايّد مُخطئ تماماً .. وهاج كان معصب عليه هو .. وكان متضايق عليه أكثر !
مسح على وجهه بضيق وتنهد وهو يعدل ياقة ثوبه : ماهيّب بأول مرة لأجل ينتفض قلبك يا وهاج .. عدت سنين وأنا شخص محط التنمر .. عدّى كل شيء من قبل .. وبيعدي الحين ياوهاج
صدى ومشى وهو متضايق ووهاج للآن يحس العصبية تنفض قلبه .. كيف قدر يكبّح غيظه وما ينهال على خالد ويقتله ؟ خطُواته كانت مستعجلة ومليانة غضب بنفس الوقت .. ولكنه ألتفت لصوت فهد اللي أستوقفه بذهول ووقف قدامه : الوضع مهب طبيعي .. وش تسوي هنا بعد ؟
تأفف وهاج وهو يناظر لفهد بملل : أنت اللي وش تسوي هنا ؟
-
فهد عقد حواجبه وقال : جاايي أسجل لافي ، تعرف آخر سنة ثانوي ولا أبيها تضيع عليه .. وأنت؟
وهاج قال بلا مبالاة : وأنا جااي أسجل عمري ، لأن ماعندي أب يركض ورى دراستي ، عاد من سوء حظي وكيل الفلس للآن موجود ورفض أكمل
آرتخى حاجبه بإستنكار وهو يسأل بذهول : للآن ما كملت دراستك ؟
هز رأسه بإيجاب : السنة اللي ألتقيتك فيها .. كانت السنة الأخيرة لي .. حصلت لي ظروف وأضطريت أترك الدراسة ، ولا حصلت لي فرصة إلا الآن .. ولكن مثل ما وهاج متعود دائماً يسحبون الفرص من يدينه .. ويتركونه بدون أحلام
منه لله هالشايب ، والله لأسود عيشته
فهد ناظره للحظات ، وكان بيتكلم لولا جواله اللي رن ناظر للرقم الغريب بإستنكار وقبل ما يرد ناظر لوهاج وقال : تعال بكرة مع بقية الطلاب ، محد له حق يأخذ حلمك من بين كفينك
عقد حواجبه بإستغراب : وشلون أجي ؟
أبتسم له فهد بهدوء وقال : تعال والحل عندي ، أهم شيء يكون هدفك الدراسة يا وهاج
قبل ما يرد عليه وهاج قفى ومشى عنه وهو يرد على الرقم اللي دق للمرة الثانية : فهد العمّار ؟
أستغرب معرفة هوية المتصل له ورد بإستغراب : تفضل ، من معي !
-
-

" عشت عمرك كله بدون أم .. عشت حياتك وحيد وبدونها ، ليه رجعت لها ؟ ليه رجعت وسلبتها من حياتنا ، ليه سحبت الجنة من قدام عيوننا يا ضرار ليه؟؟"
كانت كلماتها مثل الملح لما ينرش على الجُرح.. وهو فعلاً عاش بدون أمه سنين طويلة .. ولما قرر يروح لها ويلقاها راحت من بين يدينه .. كثر الوجع يزيد الحزن ، لكنه طغى الحزن بقلبه لدرجة ماعاد عنده القدرة يتوجع
ناظرها بضيق وهو يبتعد خطوة لورى .. ثم أبتسم لها لعلها تهدأ ولكن إبتسامته فجرت العصبية بداخلها أكثر ، بكت بصوت أعلى وهي تناظره بعصبية : الله حسبك ووكيلك يا ضرار ، الله ينتقم منك أشد الإنتقام .. سنين عايشين بدونك وكنا بخير
وبليالي رجوعك لنا خذيت مننا الحياة .. وين بتروح من عذاب ربي ؟ علمني وين
تنهد وهو يحاول يمسكها ويهديها : دجى خلاص ، روحي للبيت الحين لاحد يسمعك
فلت يدينها بعصبية منه وهي تضحك بهستيرية : ليه ؟ خايف من من ؟ علمني عشان أفضحك
تنهد بضيق وناظرها وهو ملتزم الصمت وهي رفعت يدينها وغلفت عيوننها وهي تنتحب بتعب شديد
وكأنها تصارع الليلة اللي فقدت فيها أمها .. للحظة طيفها مر قدام عيون دُجى .. طيف أمها وهي تبكي على ضِرار
تقدم بخطوات مُرتجفة وهو يناظر لجسدها اللي يعلو ويهبُط بشكل كارثي بسبب قوة بكاءها المُخيفة ، وقلبه يتقطع عليها بكدر
إقترب منها وهو يجمع كتوفها بين ذراعِيه ويعانِقها بحنية أستوطنت قلبه على ظُلمة الليل
بينما هي كانت تحاول تفك يدينه بعصبية لما حسّت فيه ، تجاهل المكان وتجاهل وقوفه الخاطىء بقرب البيت ، تجاهل كل اللي حوله
وكل اللي بمسامعه يرن .. نبرة صوتها الباكِية ورنين شهقاتها اللي قطّعت قلبه .. يرتجف داخله كلما قالت له إنه السببّ .. يضيق الكون على وُوسعه
وهو موقن إن اللي صار قضاء وقدر .. ولكن كلام دجى دائماً يحاصره ، دائماً يضغط عليه ، لذلك بعد موت أمهم بفترة طويلة ، ترك زيارتهم
لأنه كان يظن نفسه مصدر ضيق لهم .. مصدر تعب وعتب !
تركها بعدما تفاقمت محاولاتها بإبعاده عنها
وناظرته بحدة وهي تتنفس بصعوبة .. رفعت رأسها وهي تلتفت للمكان كانت خايفة يكون أحد موجود
بلعت رِيقها وهي تتحسس نقابها اللي تغرق بدموعها الساخِطة : أدري إنك اللي وسوست برأس أبوي لأجل نكون بالمكان هذا معك .. أدري بخطتتك بتشتيتنا ، أدري إنك تبي تخلينا تحت ظلك لأجل تتفنن بضيقنا .. لكن والله ما تأخذ اللي ينوله قلبك .. والله لأوقف بحلقك مثل شوكة
مارح أرضى تزيد وجعي وجع يا ضِرار .. يكفينا ماجانا منك !
رمت عليه كلماتها المُوجعة .. ورجعت خطوة لورى وهي تزفر بكل عصبِية .. وبعدها إلتفت ومشت بخطوات سرِيعة وهي تبتعد عنه !
بينما ضرار مسح على وجهه بضيق وكدر وهو يحاول يمرر كلماتها من على قلبه وينساها .. ولكن ماقدر !
رفع رأسه بسرعة وهو يناظر للي وقف جنبه ومكتف يدينه .. ويقول بنبرة ساخرة : من هذي ؟ اللي تضمها بوسط الشارع ؟ وين وصلت بالتفتح يا ضرار؟
تأفف وهو يناظره : وش تسوي هنا هالوقت ؟ ماعندك دوام ؟
وقاص ناظره بترقب وهو ملاحظ .. رده على سؤاله بسؤال ثاني مع ذلك ما مرر الموضوع : إنتهت حصصي .. وطلعت
هز رأسه بعدم إهتمام ومشى بسرعة وهو يركب سيارته ويتجهه للمركز
بينما وقاص كان باقي يناظر للي باقي ما أبتعدت عن نظره .. ومالقى نفسها إلا فضوله يدفعه بكل شدة لها
فسارع بخطواته بشكل كبير وهو يحاول يراقبها بدون ما تحس ، دجى كانت بالبداية تايهة !
ولكن من وقفت قدام المبنى حتى تذكرت الطريق ومشت راجعة للبيت
ووقاص كان يراقبها بحرص شديد .. مايدري ليه ولكن موقفها مع ضرار للآن بعيونه .. يبي يعرف من هي ! وليه كانت بذاك الموقف مع أخوه !
-
-

دخلت البيّت وحيلها منهد .. وقلبها حيل موجوع
وكأنها أستذكرت تفاصيل أشد لياليها ظلمة
واللي ماكانت بأقل من إسمها أببببببداً !
كملت طريقها لغرفتها بدون ما تلتفت للصالة
ولكن صوت نداء أبوها أجبَرها تلتفت
عقدت حواجبها وهي تشوفه واقِف بنص الصالة
وخواته معاني وخيّال واقفين جنبه مستغربين عصبيته
بينما هي وقفت على عتبَة الباب وناظرته ببرود
وكأنها فهمت وش سبب عصبيته .. وقبل تتكلم
نطق بغضب : لمتى بتستمرين بحركات المراهقين هذي ؟ ماودك تعقلين ؟ ماكفاك خمس سنين
كتفت يدينّه بعشوائية وهي تبتسم بسخرية : خمس سنين وش سوينا فيها ؟ حصدنا اللي أنت تزرعه يبة
قطّب حواجبه بعصبية وهو يقترب منها : أشتريتي مبنى بدون علمي ؟
هزت كتوفها بلامبالاة وهي تقول : حجزته .. وعطيته رقمك عشان تحول له الفلوس !
فهد ماكان فيه قادر يجاريها بعصبيتها وألتفت لخواته وهو يقول : هذي ناوية تجنني هاليوم .. علموني من اللي متلبّسها لأجل تصير شخص ثاني ، هذي ماهيب بنتي ، هذي شخص ثاني
عمّ السكون للحظات .. وبعدها ألتفت وناظر لدجى : دامك تحبين التمرد وعصيان كلام أبوك
وتحبين تخرجين عن المألوف فأنا شبيهك .. ولعلمك الرجل اللي أتصل ويبيني أكمل إجراءات نقل الملكية عطيته خبر إني ما رح أوقع على شيء
ولا رح أدفع ريال واحد في خرابيطك اللي أنتي ناويه عليها
وسّع حدقات عيُونه بصدمة وهو يسمع ضحكاتها العالية والهستيرية .. ووزع نظراته الخايفة على خواته وهو يستنجد فيهم بسبب خوفه من تصرفها
بينما معاني كانت بتتقدم لها رفعت يدينها توقفها وهي مازالت تضحك
إلتقطت أنفاسها للحظة وهي تبتسم وقالت : تدري يبة .. إن كل جوارحي تقول إبكي حالك مع هالأفعال ومع هالتعب .. ولكن بدال ما أبكي أضحك .. خليتني حتى بمشاعري متناقضة يبة
أحب التمرد ..؟ هالكلمة تنقال لشخص أنصاع لكل أوامرك طول حياته ؟
رفعت يدها وهي تعدد : حياتي ، صحباتي ، جامعتي ، تخصصي ، وظيفتي كلها لك علاقة فيها .. كلها إختيارك
مسارات حياتي اللي كان من المفترض تكون من إختياري كنت أنت اللي تختارها .. الوالدين العرف الدين والوطن ، التخصص ، الوظيفة ، والأحلام والواقع كلها كانت من إختيارك أنت وأمي
أنا كنت على الرف وأنتم تتحكمون بكل إختِيارتي .. هذا التخصص ينفع لك أكثر .. هذي البنت مو كويسة لا تمشين معها ، هذي الوظيفة والله ما تِناسبك
ضحكت بضيق وهي تناظره : حتى إسمي يايبة ، ماكان يكفي الحياة الي حكمتو علي بها ، زدتوها ظلام .. فيه أحد يسمي بنته دجى يبه؟ لهالدرجة ضاق الكون فيكم بجيتي ؟ أنا خطأ ولا سبب لوجعكم ؟
كان بيتكلم وينفي كلامها .. يبرر اللي قاعد يسمعه
ولكنها ما تركت له مجال للكلام ، أردفت بضيق خاطر : ماكان يكفي هذا يبة ، شتتِنا ..ماكان يكفي موت أمي .. غربتنا من ذكرياتها حرمتنا من ريحتها اللي كانت عالقة بزوايا البيت
-
أكملت بعتب ؛ جريتنا وراك وكأننا أتباعك ، لارأينا كان يهم ، ولا قرارنا كان بعين الإعتبار ، خليتنا نتبعك لمستقبل مجهول ، لحياة جديدة تاركين ورانا
ذكريات مو هينة !
أردفت بعدما ألتقطت أنفاسها : قلنا تمام ، أكيد له حكمة .. ولكن يايبة من شمينا ريحة الإستقرار تشتتا من جديد ؟؟
رمشت بهدوء وهي تناظره بنظرات غريبة : ولأجل ضرار ؟ لأجل نكون حوله ؟ ظنك لاكان حوالينا بنعتبره أخونا ؟
إقتربت منه وناظرته بببرود : بنحضن لصدرنا السبب في حرماننا من ريحة الجنة ؟ هذا اللي كنت تفكر فيه لما جريتنا لحياة ما نعرف تاليها ولا عواقبها ؟
أبتسمت للحظات : والله ورأسي يشم الهواء ما أرضى به ولا أرضيّك بالخطة اللي جايبنا عشانها
لا أنت ولا هو لكم القدرة على التحكم ف حياتنا أكثر
ودامك شِلت يدينك عن أحلامي ورفضت تحققها لي .. وأجبّرتني أرضى بواقع فرضته عليّ
فإتركني يايبة .. إتركني أصارع ظلمة الليل وحدي
خلني أتخبّط ورى حصاد أفعالك لحالي .. لأني مابرضى أكمل هالدرب .. تعبت يايبة
تعبّت من حياتي اللي جالس تعيشها بدالي .. أبي أكون أنا .. أبي أكون دجى
ناظرها بعصبية من آخر كلامها وتقدم لها بس مسكت يدينه معاني وهي تسمح لها تمر وتتجه لغرفتها
فهد الي ناظرها بحدة ووهو يفلت يدينها : ما تسمعينها وش تقول يا معاني ؟ نكرت معروفي ناكرة الجميل والله لأربيها هالليلة ، أنا تقول إني دمرت حياتها؟ وأنا طول عمري أراكض وراها ، أنتي أكثر وحدة تعرفين وش كثر عانيت عشانهم يا معاني
علميني .. قصرت ؟ أستاهل هالحكي ؟
خيّال أقتربت وهي تحضن كتفه وقالت بضيق : إتركها عنك يا فهد ، ناكرة جميل مثل ما حكيت ، ولا أنت الملة كلها تتمنى تكون لهم أب
أصدر تنهيدة عميقة ومعاني ناظرته بضيق وهي تربت على كتفه : إصبر وأنا أختك .. حياتها مقلوبة فوق تحت بسبب النقل
هز رأسه بضيق وهو يلف يدينه حوالينهم : أنا والله أدري تعبتكم حيل .. ولكن ماهو بيدي .. أنا مالي غيركم
أبتسمت معاني وهي تمتم : حنا هلك يا فهد .. ومصير بنتك تعرف إن كل سواياك لمصلحتها
إصبر وصابر يا بن سلمان وبتلقى خير .. فاجعتها مهيب سهلة .. وأنا وأنت ندري وش يعني فقد الأم
تراكمت التنهيِدات بصدره وزفرها بعمق
وبينما إبتعدو عنه .. إلتفت وهو يناظر لخيّال وقال برجاء : روحي لها ياخيال .. تفقدي حالها وطمنيني عساها هدت روحها؟
إلتفت وهو يناظر لخيّال وقال برجاء : روحي لها ياخيال .. تفقدي حالها وطمنيني عساها هدت روحها؟
ناظرته بتردد ، ماودها أبببببداً تقترب من دجى وهي تشتعل نار تعرف أشد المعرفة عاقبة هالإقتراب وش بيكون !
ولكن نظرات الترجي اللي بعيون أخوها نسفِت هالتردُد ومشت وهي تتمايل بضيق .. وقفت قدام
باب الغرفة وأخذت نفس وزفرته وهي تستجمع طاقتها شدت بقِبضتها على عُروة الباب وجذبتها للخلف وهي تنقل نظراتها التفحصُية للغرفة ، ولكنها سُرعان ما شهقت بصدمة وهي ترجع خطوة مُرتجفة للخلف وعيُونها مثبتة على دُجى الللي ...
-
-
أستقام بطُوله الفارِع أمام المبنى وهو ينفث نفسه الحار بعصبية والمشهد الوحيد اللي كان بين عيونه هو وقت تنمر عيال المدرسة على أخوه .. يضيق تنفسه بسببه ، ويحس إن الأرض فوق صدره
كيف ينهان أخو وهاج ؟ أيقن إن خطوة بناءه لنفسه خطوة صحيحة ، لأنه لو كان قوي رح يستندون عليه رح يستمدون القوة منه ولارح يقدر أي شخص يزعزعهم
ألتفت بسرعة لصاحب المبنى اللي نزل من شفته وتوجه له بسرعة وهو يقول : الحين تخل أي عقد وتربط هالمبنى بإسمي
ناظره للحظات وقال بلامبالاة : الزبون الأول كنسل الشراء ، هات المبلغ وإعتبره لك
سكت للحظات وناظره بترقب وهو يقول : بكم بتبيعيه ؟
صاحب المبنى ناظر لحالة وهاج وقال : مية وعشرين ألف ولارح ينقص ريال .. لا تحاول تكاسر يعني
ناظره وعض على شفايفه بضِيق .. وهو يستذكر إن كل اللي بين يدينه أقل من خمسين ألف وهو راتبه الي جمعه لمدة خمس سنين والي بقى له .. كيف يتصرف ؟ وكيف بيحل الموضوع .. وهو خالِي من الأخوياء ولاعنده أصدقاء .. ويتمنى الموت ولا يقترب خطوة فيها رجاء من عيال ال سهيل .. كيف بيحل الموضوع ؟
غمض عيونه بعصبية وهو يمسح على وجهه ، كل ماقال زانت .. خابت كل ظنونه
كان بيتكلم .. بس تأمل بصيص النور اللي أنار عقله بسبب الفكرة اللي أحتوته وهو يلتفت لِـلخلف .. غمض عيونه بضيق
للحظات وتلاشت هالفكرة على طول .. مستحيل يلجأ لهم .. ولا حتى لريال من فلوسهم !
*هالفلوس لرجل لعب بحياتهم وأنهاها .. هالفلوس خذت أرواح .. شلون يأخذها ؟*
رجع يلتفت لصاحب المبنى وقال له : إصبر علي !
رفع يدينه وهو يتأمل كفه اللي تِحتضنها ساعة سوداء .. سكت للحظات ثم أردف وقال : الليلة الساعة تسعة المساء .. آخر موعد لك
عقد حواجبه وهاج وكان بيرد لولا إنسحاب صاحب المبنى
مسح على وجهه .. وهو يحاول يفكر بطريقة تساعده ! بدأ يخطي خطواته بالحيّ .. وكل رِجاه يلقى الشيء اللي بيساعده
للحظة وقف قدام محل .. وعيونه تتأمل كل تفاصيله .. تقدم بخطوات مُتثاقلة .. وهو مستبعد الرضا ..بديهياً بيلقى الرفض .. بس ليه ما يجرب ؟
فالنهايّة يلقى الخيبة من غريب .. ولا يتشمت به قريب
وده يطلب العون من شخص ما يعرفه .. ولا ينذل من صاحب
دخل للمحل .. وبدأ ينقل نظراته لأطرافه وهو يحاول يلِقى صاحبه .. أستوقفه جلُوسه على الكُرسي الخشبِي .. وقدامه كأس الشاي وقطعة حلى .. وبجنبه راديِو صغير يستمع بكل تأني للمُذيع الي يخترق سكون محله !
ثبّت جسده بمكانه .. وأستقرت كل جوارحه لما أخترق مسامعه صوت المُذيع .. وكلامه
اللي كأنه رِسالة مخفية .. وكأنه عرف إن هالوهاج بيكون مُستمع له " بيوم من الأيام .. وبوسط قرأتي لآيات بينات .. أستوقفتني آية .. بقيت أتآملها وقت طويل .. طويلل حيل : " إني جزيتهم اليوم بما صبروا "
لما قريتها هزتني .. لأنه ماقال بما صلوا أو بما صاموا أو بما تصدقوا ، بل بما صبروا .. لأن الصبر عبادة نؤديها ونحن ننزف وجعاً !
فالشخص اللي وهبهُ اللهُ الصبرَ .. قفقد وهِب نعمةً عظيمة .. يقدر يواجهُ بها الابتلاءات .. فتكونُ على قلبهِ بردًا وسلامًا لأنهُ يثقُ بالله سبحانه وتعالىٰ موقنًا بفرجهِ وكرمهِ .. لذلك نصيحتي الأخيرة لإذاعتنا الليلة .. إصبرو ! ماوراء الصبر إلا العوض الجمِيل
كان معكم أخُوكم برهان الصعّب .. في برنامج برهان الإذاعي "
إنتهى الكلام .. وعمَ السكون أرجاء المكان ليُلاحظ إبتسامة خفيفة على طرف ثغر الرجل اللي مُستقر على الكرسي .. وبعدها عدل جلسته وهو يتنهد بعُمق .. لاحظ صوت خُطوات تقترب منه
وألتفت بإستنكار وهو يقول : عادنا ما فتحنا !
عقد حواجبه وهو يشوف وهاج يجلس قدامه على الكُرسي وهو مقطّب حواجبه .. ومشبّك يدينه ببعض وتاركها بعشوائية على الطاولة .. ويناظره بهدوء
-
بنيّان سكت للحظات وبعدها قال : وش عندك تحندرفيني كذيه ؟ ( لماذا تنظر إلي بهذه الطريقة ؟) هزيتني الصبح مع سلمي تبي ترقع بي للقاع ( ترميني على الأرض) والحين تبي تقتلني بنظراتك ؟
ناظره وهاج بإستنكار من كلمته ومن لهجته الي ترن بمسامعه .. مع ذلك تنحنح وعدل جلسته وهو يقول : الصدق .. قبل ما أخطي خطوة لمحلك رادوتني كثير أفكار .. أولها " تظن إن اللي تسويه صح يا وهاج ؟"
ولكن الفكرة الثانية خلتني أتقدم بالخُطوات هذي إتجاهك " غريب يساعدني ولارديت له الدين نسى .. ولا قريب يتمنن لي "
بنيّان كان ملتزم الصمت .. ويناظره بهدوء من لما بدأ يتكلم .. مستنكر تماماً كلامه .. ومستغرب جداً كيف يلجأ للغريب والقريب عنده ؟
وهّاج أردف بهدوء : هذي رقبتي بين يدينك .. مقابلها أبي ميّة ألف .. لو عندك وبتعطيني إياه أوعدك لأبقى رهينة بين يدينك لين أرد دينها
أجتاحت ضحكة ساخرة أطراف بنيّان وهو يحاول يكتمها قد ما يقدر " من وين له هالثقة هالبجيح ؟ "
مع ذلك قابله بنفس هدوءه ونطق وهو يكتف يدينه : ولو قلت لك رقبتك ما أبيها .. وخلها على رأسك .. وفلوسي بتبقى بجيبي .. وش بترد !
ناظره وهّاج بحدة .. وهو يشد على قبضة يده
هالشخص ما يعرف عن إيش تنازل وهاج لأجل ينطق هالكلمات ويطلب هالطلب ! ليه يقابله بالطريقة اللي تضر بكبريائه أكثر !

وهاج كان بيطلع من إطار الإحترام اللي أجبر نفسه عليه .. ولكن للحظة مسّك أعصابه ورسم على وجهه ملامح الهدوء .. لأنه هو الشخص الغريب بالموضوع .. هو اللي أقدم على خطوة جريئة وتثير الدهشة لأي شخص توصل لمسامعه !
يطلب مبلغ ما يخطر على البال من شخص ما يعرفه
والأهم من شخص كان ناوي يرميه من على السلم قبل ساعات معدودة .. وينتظر القبول ؟ صعبة عليه
مع ذلك كان بنيّان حله الوحيد .. لأن وهاج خالي من الأصحاب .. والأقراب بعيدين حيل منه
من له لأجل ينتخِي فيه ؟ ومن له لأجل يشد حزامه به ؟ جُل أفكاره أنسكب في إن هذا الطريق الوحيد الي بنهايته نُور .. لذلك قرر يحاول بشتى الطرق يليّن قلب بنيان .. لذلك نطق بصوته الحاد بعدما صلته الكلمات الغريبة على مسامعه أيقن من لهجة هذا الرجل إنه " جنوبي " : خبرت إن الجنوبين تكسوهم الحميّة والفزعة !
آرتخى حاجب بنيّان من سمع كلمة وهاج .. وسكت للحظات ثم أبتسم وهو يقول : وأنا خبرت إن الشمالييّن صدورهم وسِيعة !
تأفف وهاج من هالكلمة اللي صارت تلاحقه مثل الجاثوم بكل مكان يتجه له ..

نطق بملل : ترى لفاني الهم من كل صوب .. ولا بقى لي درب أرتجيه .. الشماليين صدورهم وسيعة وأنت أخبر فيهم .. ولكن قلبي ضيق .. ما يتسع حتى لنملة
لذلك خبرك بالشمالييّن صحيح بس ما يشملني.. وألحين علمني يالجنوبي
بتفزع لشخص أنتخى فيك !
ألتزم بنيان الصمت .. والحميّة تداهمه من كل جهة .. ماهو غبي لدرجة يعطي هالمبلغ لشخص غريب عنه .. ولكنه ماهو بوضيع لدرجة يتخطى شخص أنتخى فيه !
بقى يصارع نفسه .. ويحاول يطلع من هالموضوع ورايته بيضاء .. بدون ما تنهار حميّته .. وبدون ما يحط نفسه بموضع الغبي !
لذلك قال وهو يستفسر من وهاج : وليه جريت نفسك صوب الغريب ؟
سكت وهاج للحظات .. ثم أبتسم بسخرية ورفع رأسه : لأني بلا أخوياء
حزت بخاطر بنيّان هالكلمة .. وعرف إنه لجأ له لأن ماله أحد
ولكن وهاج عمره ما بيّن ضعفه لأحد .. ولأن أصلاً الموضوع ماكان يهمه بالشيء الكثِير
قال بعشوائِية : إسمعني يالطيَب .. أنا أبي هالمبلغ الليلة لأجل أخطي أول خطوة صحيحة في حياتي .. إن كان لك نيّة تعطيني هالمبلغ دين فأعتبر رقبتي العهد اللي بيننا .. وإن كأنك مشكك في نخوتي فالله عليك ومن حقك .. ولكني وهّاج ما أخون والي خلقك .. خذ مني اللي تبي .. معلومات ، توقيع ، عقد ، تسجيل
اللي يخلي خاطرك مرتاح .. ولكن عطني أول خطوة في حلمي يالجنوبي !
شبَك يدينه ببعض وتنهد وهو يتأمل وجه وهاج .. الليلة أول لياليه بديارهم .. وش هالإستقبال الجنوني اللي أستقبلوه به ؟ والحين أي خيّار هو صحيح بالنسبة له ؟ يسلك درب الفزعة وبتكون نظرة الكل له نظرة " سخرية .. وإستهزاء بمًستوى تفكيره ؟"
ولا يسلك درب التخلِي والتخطي وتكون نظرته لنفسه " بالرخامة والجفاء ؟"
-
-

بسبب صُوت شهقة خيّال العالِية .. والمربكة في ذات الوقت تسارعت خُطوات فهد تلِيها خطوات معاني اللي أستقر الخوف بأقصى قلُوبهم .. الكل يشهد على تهُور دجى الكبير .. فكيف بعد مُشادة مو هيّنة مع فهد ؟
وقف ورى خيّال وأنظاره مُتوجهه نحوها وتأملها وُقوفها قدام المِراية .. وشعرها المقُصوص منتثرة أطرافه حوالينها بكثرة ! كانت تناظرهم بهُدوء والمقص مِستقر بين أصابعها .. وعلى مُحياها تعابِير ساخرة بسبب تصرف خيّال اللي تعتبره أهوج وطُفولي
تكلمت خيّال بحِنكة .. وعصبية بسبب تصرفات هذه الدجى اللي تخرجها عن طُورها .. فطالما كانت ترى تضحيات أخوها فهد بنظرة مُغايرة تماماً لنظرة دُجى .. لذلك تِتفهمه وبقوة .. وتشره على كل تصرف تتصرفه دُجى ضد أبوها : كسّر يكسر يدينك يا دُجى .. هذا تصرف تتصرفينه ؟ تقصين شعرك ؟ ما تعرفين إن فهد حلفّك ما تقصينه ؟
-
معاني ثبتت كُفوفها على كفوف خيّال .. والمقصد إنها تلتزم الصمت .. ولا تثير الموضوع أكثر !
ولكن خيال سحبت كفوفها وناظرت بعصبية : خلاص يا معاني .. والله العظيم ملينا من هالتصرفات
متى تعقل ؟ متى يظهر لها شوي رحمة وشفقة على فهد هالمسكين ؟ تعبّته وتعبّتنا حيل معه ، دائماً تكسّر فيه وتجرحه ، ودائماً تحب تسوي اللي يقهره .. بالله عليك هذي مو خُبث وقسوة ؟
فهد ناظر خيّال بضيق بسبب كلامها ودُجى كانت ملتزمة الصمت .. ولكنها بعد لحظات ناظرتها وقالت : يا فيلة الأحلام الوردِية .. أرجوك الدرب اللي يحوي أب وبنته لا تحشرين وزنك الثقيل فيه .. تراه ما ياسعك !
ناظرتها خيال بصدمة .. ومعاني قالت بحدة : دُجى .. زاد الكلام عن حده
ناظرت بلا مبالاة .. وفوضوية كبيرة تحتوي داخِلها .. كل الي كان بتفكيرها تنِفس عن غضبها بأي شيء تطيح عليه كفينها.. لأن روحها كانت تِشتعل ولو ما خمدت هالنار .. رح تموت من ضِيقها
وكل اللي كان بين يدينها .. شعرها
ولو إنها تعرف محبة أبوها العظيمة له .. وتغنيّه دائماً بسواد شعرها وطوله .. هذا غير حُبها له
إلا إنها كانت وسيلتها الوحيدة للإتساع .. وللحياة من جديد
لذلك تخلّت عنه .. في سبِيل راحتها ! ودعت عُنقها يتنفس الصعداء !
ولكنها أستغلت هالموضوع بنقطة في صالح فعايلها لذلك ألتفت لأبوها وقالت بعشوائِية : تشوف ؟ حتى أختك تقول إن لك أمر بخصل شعري .. لا تنزاح عن وجهي .. لأي درجة ناوي تسلبّنا حُريتنا يبة ؟
فهد كتف يدينه بعصبية .. ودُجى أردفت : الليلة حررت عُنقي .. بكرة حلمي بيشوف النُور يبة
لا كلام الناس يهمني .. ولا رأي أحد رح يصعد على رأيي .. أنتظرت كثيييير .. وماعاد لي قُدرة على الإنتظار !
أبتسمت بُبرود وهي تتأمل ملامحهم .. اللي دائماً من تنتهي من كلامها يرسمون على وُجوههم نفس التعابير .. لذلك ماكانت مُتفاجئة
رمت المقص بلا مبالاة على أطراف التسرِيحة .. وأنحنت وهي تأخذ كاندي الصغيرة من على الأرض .. نطقت بضحكة : طفشتي لوحدك ؟ تعالي نلعب بالهواء الطلق !
غلفت يدينها على جسد القطة كاندي وتِسلل جسَدها من بينهم وهي تِتجه للحوش
بينما خيّال زفرت بعصبية وهي تزِيح خصل شعرها عن وجهها وتناظر بحدة لها : هالبنت مصدر ضيق بالنسبَة لنا.. حسبي الله
ألتفت لها فهد بضيق وقال : لا تحِكين عنها كذا يا خيال .. تضل بنتي
هزت رأسها بهدوء ومعاني تنهدت وهي تحاول تِلِقى حل لشخصية دُجى اللي سيّطر عليها الحزن
لدرجة تغيرت جميع جذُورها
-

-
بأحد بيُوت آل سهيّل .. يتعالى صوت صُراخها بشكل كارثِي .. تكاد تهز الأرض من غضبها الجامِح .. إشتدت نبرتها الحادة بتعالي كبير وهي تنطق بِـ : سود الليالي حضر ؟ عسّى كل لياليه سود مثله
تنهد ودِيع الي كان جالس بالصالة .. وجواله بيده وهو يتصدد عنهم .. ووقاص ناظرها بسخرية وهو يهز رأسه : أبد يمة .. إدعي عسى دعواتك كلها تنقبل
إلتفت لهم بعصبية وهي تقول : آصصص ولا كلمة أنا وهو .. الرديي حضر للحي وأعرف من نسوان الحارة ؟ ليه ما نطقتو إن هالأغبر جااء ؟؟ ما يكفي الخمس سنين الي ضاعت فيها فلوسنا بسببه
وقاص ضحك وهو يقول : إييية الموضوع عشان الورث .. مهب شوق له
عصبت أكثر : أي شوق ؟ إلا يذلف ويروح عساه ما يرد ، ولكن قبل يروح يوقع على عقد توزيع الورث
حسبي الله على سهيل الشايب الي ورانا الويل وهو صاحي على هالأرض وهو نايّم بقبره .. ماكفى كتب الأملاك كلها لهم ومابقى لنا إلا الأطراف اليابسّة .. إلا زاد الطين بله لما كتب بوصيته ما يتوزع الورث إلا بحضور الأغبر سود الليالي
وديع تأفف من الموضوع وكان بيتكلم بس أكملت فايزة بحنق عظيم : خمس سنين وحقنا ضايع بسببكم يا قليلين الرجولة .. تاركين ولد حليمة هايت وحقنا برقبته .. وفلوسنا بين يدينه.. تاركينه يمشي هواه علينا .. تاركينه يلعب بنا بأصابعه ويدفعنا ثمن ماهو بثمنا
برِيق الي سمعت الكلام وهي نازلة من الدرج .. فما تحملت السكوت وقالت : يايمة لو هذي نيته .. ماكان ترك أهله بعد بدون مالهم
مستحيل كان يدري عن وصيّة جدي .. مستحيل كان تركهم يعيشون هالضيم وهو بيده نجاتهم
ضحكت بسخرية وهي تقول :أنتي ما تعرفينه .. هذا خبز يدي .. حقود كان يتمنى يلاقي فرصة عشان يذلنا ويذل أهله
متأكدة إنه يدري بسالفة الورث وساكت عنه
سكتت للحظات ثم وقفت وهي تقول لوقاص : من اليوم تبدون تطالبون فيه .. والله يالخمس السنين الي هربتو فيها من مواجهته ورفضتو تدورون عليه فيها ما تعدي كذا .. هالضرار الكلب الي حلف ما يدور عليه ولا يطالبهم بريال واحد .. وأنتو الإثنين كل واحد منشغل بنفسه وناسين الفلوس الي ببطن هالسارق ولد حليمة
وديع قال بقهر : عندنا الي يكفينا يمة .. الي ورثناه من أبوي يكفينا لنهاية عمرنا .. ماحن بحاجة مال جدي لأجل نراكض ونهين نفسنا على كم ريّال
إستشاطت غضب أكثر وقالت بحقد : هالكم ريال الي تقول عنها توصل لمئات آلاف يا الأغبر ، أنا مدري هالولد من وين جاء.. تفكيره في عيال حليمة دائماً حسبي الله عليك كانك تبي تعق بي
تتنهد وديع بضيق ووقاص أبتسم ووقف وهو يبوس رأسهاويقول : مايصير خاطرك إلا طيب يا أم وقاص .. وإن سكتنا الحين لأجل سالفة الورث ماسكتنا بعدين
بنطلعه من عيونهم .. بس أنتي إصبري علي ، أنا رجل أختار الوقت المناسب
أبتسمت له وهي تمسح دموعها الي نزلت بطرف شيِلتها وقالت بحنية : ياحبي لك يا وقاص .. محد بار فيني كثرك عساك للجنة يا ولدي
حضن كتفها بهدوء .. وبريق الي ناظرت لوديع بصدمة وهو هز رأسه بيأس وقال بهمس " عديّها قبل نعدي إحنا "
-
-

يوم جدِيد .. صبّاح الخطوة الأولى من العزم على التغيير
بدأ جرس الحصة الأولى يرِن بأرجاء المدرسة
وخطى أول خطاويه من الباب وهو يِتجه لمكتب المُدير .. ما يدري وش ينتظره
ولا المفاجآت اللي يخبيّها له القدر .. ولكنه متأهب لأي طارىء بيصير معه
قبض عُروة الباب بين كفينه الباردة .. وجذبه نحوه بهدوء وهو يركز بنظراته على الشخص اللي مستولي جسده على كُرسي المدير .. عقد حواجبه لوهلة من الزمن .. وهو مُوقن إن اللي قدامه " فهد " مو سراب ولا خِداع !
رفع رأسه فهد بإستنكار لصوت الباب اللي أنفتح بدون إذن .. ولكن من توسط جسّد وهاج المكتب أبتسم بضحكة .. هو أول شخص يدري إن وهاج مهب من النوع اللي يدق الباب وينتظر إذن .. ولكِن العكس تماماً : حيّا الله أكبر طلابنا .. ويارب إنك أعقلهم
جلس وهاج وهو مازال مستغرب : أنت المدير ؟
ضحك وهز رأسه بإبتسامة وقال : وصلت خير أنا مدير المدرسة الجديد وأبّشرك أوراقك تمت
ومثل ما قلت العلم من حقك ولا لأحد قدرة يسلب منك هالحق
سكت للحظات والحيرة تملأ داخله ليه هالحفاوة ؟ وليه هالرُقي مع شخص مثلي دائماً ينقال له سود الليالي ؟ كان مستغرب وبنفس الوقت مو مرتاح لأنه ما تعود على العطاء هذا كله ولأنه يدري لا منّه نال هالعطاء كُله يعني إن الأخذ منه بيكون غالي وكبير !
هز رأسه بإيجاب وفهد أشر له : إنتْسـ....
قاطعه وهاج بعجلة .. وهو يناظره بسرعة : لاا .. إنتظام
عقد حواجبه فهد بعدم إعجاب وقال : بس بتتعب .. خصوصاً بسبب الفارق العمـ...
قاطعه وهاج بضجر : كمّل جميلك يا فهد تكفى
ناظره بطرف عينه بسبب تجرِيده من لقب " أستاذ " وهو بوسط مدرسته .. مع ذلك عدّى الموضوع لمعرفته السابقة فيه !
لذلك ألتفت للكومبيوتر المكتبي اللي على يمينه .. وبدأ يتصفح النظام وهو يعدل ببيانات وهّاج : عطيتك اللي تبِيه .. ولكن لي منك اللي أبيه بعد !
هز رأسه قبل يكمل فهد : وش بخاطرك !
فهد شبّك يدينه ببعض وقال : إلتزم بالقوانين يا وهاج .. ما أبي هالمخاطرة وقبولك بالمدرسة تنضاف بسجلي الأسود !
وهاج أبتسم لها بسخرية : بس ؟ إعتبر طلبك تم
-
رد له إبتسامة هاديّة وهو يأشر له يتوجه لفصله .. واللي أختاره وهّاج بالإسم
وأول ما لاحً له الللوحة اللي يحتضن بياضها الخُطوط السوداء .. واللي تجمع حُروفها يعبر عن " ثالث ثانوي علمي - ب " وقف وعلى مُحياه إبتسامة .. ولكن هالمرة بعيدة تماماً عن السُخرية
وقف قدام باب الفصل .. وأتكأ بكتفه العريض على الحافة وهو يناظر لِـلطلاب اللي ينتظرون حضُور المعلم .. ومن لمحوه ألتفتو كلهم له .. وأولهم ودِيع ولد عمه .. يتلوه أنظار كايد اللي كلها حِيرة
ودهشة .. وإستنكار كبير لحضُور وهاج هاللحظة هنا !
تجاهلهم تماماً .. وتقدم بخطوات رايقة وهو يوقف قِدام خالد .. رفع سبابّته وأشر له يوقف
خالد ناظره بطرف عينه وقال : مضيّع وجهتك !
هز رأسه بالنفي .. وقال بهدوء : تحرك من هالمكان
عقد حواجبه بإستنكار وقال : أظنك أعمى .. ولا تدعيّ العمى وتبيني أحقق لك هالدعوة .. فارق من قدامي
أبتسم له وهاج .. وقرب وهو يدعسّ بكل قوته على رجل خالد اللي صرخ بصدمة وعصبية أنتشرت بكل جسده : ما خبرتك رخمة .. وش هالصراخ اللي كأنه من بزر ؟
ناظره خالد بحدة ووهاج مسك كتفه بهدوء وهمس له : قم .. قبل أخلي القاصي والداني يتشمت فيك
وقف خالدِ .. وهو مازال في حيرة من طلب وهاج .. ولكنه لبّاه بسبب نظراته اللي أربكته .. جلس وهاج بمكانه وقبل يتكلم دخل وقاص اللي تأخر عن حصته رُبع ساعة كاملة .. وبيدينه بسكويت وكوب قهوة .. تركها على الطاولة بدون ما يلتفت للفصل
وجلس على الكُرسي وهو يلمح شبّح طيف واقف قدامه .. ما تعب نفسه ورفع عُيونه يتأكد من هوية الشخص اللي واقف .. ونطق بتشديد : اللي واقف ينثبر على كرسيه .. ولا ودك أقوم لك وأجلسك
خالد رد عليه بهدوء : يا إستاذ .. خله يقوم من كرسييّ لأجل أجلس
عقد حواجبه وقاص بعصبية ووقف وهو يقول : فصل أول إبتدائي أنتـ....
آرتخى حاجبه .. بإستنكار .. بذهول .. بصدمة من وجود وهّاج بنفس الفصل معه .. وجلوسه بهذا المقعد بالذات "بمقعد طالب" وأستولت مُعادلة صعبة جداً على عقل وقاص .. لدرجة عجز عن حلّها !!
-



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس