عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-21, 07:07 PM   #369

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

خرجت شيرين من دورة المياه المخصصة للنساء في العمل وهي تتفقد حاجيات حقيبتها قبل أن تتسمر مكانها وهي تتذكر بأنها نسيت سوارها هناك..
بتلقائية عادت لدورة المياه تسير بخفة قبل أن يرهف سمعها لحديث متبادل بين اثنتين من زميلاتها في الممر الأخر تتحدثان
((لماذا أخبرت شيرين أنك حامل؟ فأل سيء أن تقول الحامل بأنها كذلك قبل الشهر التاسع.. لا تنزعجي مني ولكن أنا أقول ذلك لمصلحتك))
((وكيف كنتي تريدين أن اطلب منها إجازة وأقدم لها مراجعاتي الطبية بدون أن تعلم أني حامل! لكن هل تظنين حقا بأنها ستحسدني؟))
((ربما.. فبالإضافة لوضعها الاجتماعي.. سمعت إشاعات بأنه سبق وتركها الرجل الذي يفترض أن تتزوج منه في نفس يوم الزفاف المفترض بعد أن اتهمها في أخلاقها.. أوه لا.. نحن لا نعرف الحقيقة ولا نريد أن نظلمها لمجرد إشاعات قد تكون غير حقيقية.. غيري السيرة))
((معك حق.. فنحن لا ندري صحة هذه الإشاعات وانا لا أن أضع بذمتي فهي لطيفة وزميلة مراعية))
دارت شيرين على جانبها تنكس رأسها متظاهرة بأنها تعدل وشاحها عندما سمعت اقتراب وقع أقدامهن حتى خرجن دون أن ينتبهن لعودتها..
حينها فقط استطاعت أن ترفع وجهها الشاحب وتنظر لانعكاسه في المرأة الضخمة اللامعة أمامها..
تكورت غصة حادة في حنجرتها فوقفت عاجزة عن بلعها وهي ترفع أناملها تمسح عبرة فارة من عينيها..
هي ليست غافلة عن خشية زميلاتها وصديقاتها الحديث عن سعادتهن الزوجية والأمومة أمامها..
لكن يظل الأمر صعبا قليلا أن تسمعه بأذنها بهذا الشكل..
لكنها بالنهاية رفعت ذقنها شامخة وهي تخرج باتجاه مكتبها وجلست خلف الطاولة..
بمجرد أن دخلت عندها زميلتها الحامل حتى جاهدت نفسها أن تبتسم أمامها دون أن تشعرها بأنها سمعت كلماتها بينما تسألها الأخرى بتهذيب
((إلى أين يجب أن اذهب لأكمل إجراءات إجازتي يا شيرين؟))
تجلت ابتسامة واسعة لطيفة على محياها وهي تجيبها
((لا داعي لاي إجراءات أخرى.. لقد أتممت الأمر من عندي.. إجازة سعيدة وعودي لنا بعد الولادة بكل صحة وعافية))
اتسعت عينا زميلتها وهي تخبرها بامتنان
((شكرا لك يا شيرين.. أنا أكثر من شاكرة لك على تعاونك معي))
أومأت شيرين برأسها هادرة
((لا بأس.. هذا واجبي))
بمجرد أن خرجت زميلتها حتى تنهدت تدخل الهواء الى صدرها المختنق ثم تزفره علها ترتاح قليلا من الثقل الذي يجثم فوق أنفاسها..
ثم عادت تنظر في حاسوبها تكملها عملها وتضغط فوق أزرار الحروف رغم ارتجاف أناملها.. بينما تامل نفسها بأن هذا البؤس كله سينتهي.. وقريبًا ستتزوج.. وليس من أي رجل..
بل من رائدٌ جذاب.. شديد الوسامة.. ويشهد له بالحكمة ودماثة الخلق..
خرجت شيرين مما تفعله مع تصاعد رنين وصول رسالة لهاتفها..
كان اليوم هو موعد لقاء محاميها مع وليد..
وارتأت أن تحضر اجتماعهما.. هي بحاجة للقائه والتحدث معه بشكل فردي..
تعرف أن غايته هو الاستمرار في إذلالها ولكن لن تخسر شيء لو حاولت.. فقط محاولة.. أن تتحدث معه كإنسانين ناضجين وتوعي ضميره لعله ينسحب كمحامي من طرف موكليه..
.
.


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس