عرض مشاركة واحدة
قديم 26-03-21, 12:32 AM   #1112

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الخامس والعشرون

فغر فاهه ليتحدث, لكن صوت معاذ الهادئ أوقفه:" دعها جواد.. سأتحدث مع جدتي قليلاً.."
نهض دون كلمة, يتحرك حتى وقف بمحاذاته, هامسًا بأذنه بغيظ:" لقد مللت منك ومن مشاكلك.. اهرب وتزوجها وارحمني.."
نظر إليه نظرة فاترة,
متمتمًا بحنق:" شاكرين أفضالك, لم تُفدني بشيء.."
فينال منه سُبة مغتاظة, وهو الذي اتصل به يرجوه كي يتحدث مع جدته, كي يُقنعها, والآن ينكر مجهوده,
فيرميه بنظرة ممتعضة, دافعًا إياه بكتفه, حد ترنحه, يخرج من المنزل, تاركًا إياه مع جدته,
التي ما إن تحرك نحوها, حتى نهضت, قائلة بوجهٍ جامد:" لن يحدث معاذ.. لن أوافق.."
وقف أمامها بصمت للحظات, قبل أن يُمسك بيدها المُجعدة برفق, يجذبها معه كي يجلسا سويًا على الأريكة, وهي تحاول نزع كفها من قبضته,
فينظر إليها, قائلاً بإنهاك:" كمالة.. سنتحدث فقط.. لا تُعاندي.."
بوجهها الجامد بغضبه, اعترضت, لكنه عاد يتوسلها:" هيا جدتي.."
تحركت بتململ على مضض, تجلس ببطء على الأريكة, وهو بجوارها دون أن يُفلت يدها, يتمسك بها بقوة, رُغم لين قبضته,
مطرقًا برأسه ناظرًا لكفها دون حديث,
وهي تنظر لرأسه المنكس, بنظرات ساخطة, غاضبة عليه, وعلى ما يريد فعله,
وذلك الغباء منقطع النظير, الذي يتلبسه دومًا مع كل من يراهم بتلك الحالة من فاقدي البصر,
رفع نظراته ناظرًا إليها, تقابله نظراتها التي تزداد غيظًا منه,
فابتسم ابتسامة, تحولت لضحكة لم يستطع السيطرة عليها,
لتزيدها غضبًا, تحاول سحب كفها, مع هتافها الحاد:" تضحك.. تضحك يا أحمق.. ستُصيبني بالجنون.. والله لأربيك من جديد.."
يحاول التوقف عن الضحك, يرفع كفه الحرة, ماسحًا بها جانب وجهه, تهدأ ضحكاته, حتى تحولت لتنهيدة مبتسمًا,
قائلاً:" كمالة.. لم أعد صغيرًا, تُخاصميني منذ فترة, هل تظنين أنني سأرضخ هذه المرة؟.."
عيناها تشتعلان أكثر, تجز على أسنانها, مع ضربها لكتفه بقوة, مع قولها:" بل سأقاطعك نهائيًا هذه المرة يا معاذ.. قلبي سيغضب عليك.. هل تريد أن نصير أضحوكة بأفواه الناس على آخر الزمن!.."
تجهمت ملامحه بضيق من حديثها, يزفر من أنفه مستغفرًا,
يعرف جدته وعقليتها القديمة, وخاصةً بموضوع كهذا,
ترى أن ما يفعله مجرد عبث, ستلوك أفواه الناس سيرتهم،
ماله والناس فيما يقرره لحياته!..
لكن بالطبع في مجتمعهم المتداخل الفضولي, لابد للجميع أن يبث رأيه،
وما يغيظه هي تلك الآراء المستهجنة للأمر،
زفر بقوة مستغفرًا يحاول معها مجددًا بنبرة لينة:" جدتي.. أريد معرفة سر رفضكِ للأمر.."
اتسعت عيناها أكثر بجنون، تفغر فاها كي تهدر بوجهه،
لكنه قاطعها قبل أن تبدأ حديثها، مكملا:" رافضة الأمر لأنها كفيفة.. هذا لا يُعيبها جدتي.. إنه قضاء الله.."
بجسد متشنج، ردت عليه بحدة:" قضاء الله وقدره، ليس من شأننا.. أعانها على ما ابتلاها فيه.. لكن أنا لن أقبل بزوجة لك كهذه.."
حوقل متنهدًا، يصمت للحظات، قبل أن يقول بروية:" ماذا يعيبها إذًا؟.. أليست امرأة كغيرها!.."
_ما يُعيبها أنها ليست كاملة يا معاذ.. تحتاج لمن يساعدها بكل خطوة، لن تكون زوجة تصلح لبيتك وتخدمه على أكمل وجه، بل ستحتاج من يعينها ويخدمها هي..
وكلماتها كانت تتصاعد وتيرتها حد الصراخ بوجهه، ينتفض جسدها بثورتها،
فيما هو تظلم عيناه باختناق صدره من قسوة كلماتها، منتظرًا إياها لتنهي كلماتها بلهاث انفعالها،
حتى سألها مُباغتًا إياها بجمود:" وماذا عني جدتي؟.. إن كنت ظللت أعمى البصر, وأحتاج للعون، هل كنتِ لتقبلين أن يقول أحد هذا عني؟.. يحكمون عليَّ البقاء وحيدًا دون تكوين أسرة لأنني ناقص بنظرهم!.."
كلماته أتتها على حين غرة أجفلتها، تجد نفسها, تهتف بحمية مدافعة:" كنت قطعت لسان كل من قال عنك كلمة تنقص من قدرك.. أنت سيد الرجال، ولا لأحد أن يقول غير هذا.."
مال برأسه للجانب يناظرها بعتاب؛ عبست له بضيق،
مغمغمة باعتراض حانق:" أنت تختلف.. حالتك تختلف وقد منّ الله عليك بكرمه وعافاك.."
رقت عيناه رغم الحزن الذي نضح منهما، يعاتبها بأسى:" انظري لقولكِ جدتي.. مجرد كلمة كنت لتفترسين صاحبها إن أساء إليَّ بها.. ولكنكِ قلتِها بحق فتاة لم يكن ذنبها ما ابتلاها الله به.."
بحرج أطرقت رأسها قليلاً، قائلة بخفوت نزق:" لم أقصد.. لكن أنت.. أنت تختلف.."
_لأنني رجل.. وحفيدكِ؟..
وسؤاله المبطن بسخرية،
جعلها تزفر بقوة، تنظر إليه بضيق، تتأمله بعينين مهتزتين، وذكرى ما حدث له تضرب قلبها بخشية معتادة،
تحمد الله على فضله بعودة بصره، مودعة أيام حسرتها وعجزها وقت معاناته،
فترق قسماتها دون إرادة،
ويلمحها هو، فيشد على كفها، قائلاً بهدوء:" فقدان بصرها لا يُعيبها أبدًا.. لقد ذقت مثله وأعرف هذا الشعور جيدًا.."
تنهدت بثقل، مرددة:" وهذا ما أقصده.. أنت متأثر بها لأنك عايشت مثل حالتها.. متعاطف معها.."
تأفف بنفاذ صبر، مغمغمًا بحنق:" لا تتحدثي كجواد كمالة.. لست غِرًا لن أفرق بين التأثر، ومشاعري اتجاهها.."
ومع نهاية جملته ارتفع حاجبها باستهجان، مرددة:" مشاعرك اتجاهها؟.."
أشرق وجهه بابتسامة، قائلاً بهيام مُبالغ فيه:" أجل مشاعري.. إنها قوية للغاية حد أن جُل تفكيري بات بها.. حتى أحلامي.."
وطريقة حديثه الهائمة جعلت ملامحها تنقلب مع ارتفاع شفتها العليا باستنكار، حفيدها العاطفي،
فتقصفه بحنق:" أي مشاعر يا ابن الهَبْلاء تلك؟.. لقد قابلتها مرة واحدة.."
فتزداد نظراته عُمقًا, مؤكدًا بحب:" وكانت أكثر من كافية يا كمالة.. أكثر من كافية.."
تنهيدة عاشقة خرجت منه،
جعلتها ترمقه بقرف، تزجره بنزق:" كف عن تلك الميوعة التي تفعلها.. أكثر من كافية..
وأنا من ظننت أن عودك اشتد, وصرت رجلاً صلبًا.. لا تزال ذلك المائع العاطفي بطريقة تجلطني.."
عبس بوجهها، مستهجنًا:" جدتي.."
فتشيح بيدها بنفاذ صبر،
مرددة بغيظ:" بلا جدتي.. بلا بطيخ.. فقعت مرارتي.. لقد ورثت تلك العاطفية المُجلطة من أبيك رحمه الله.. جينات مائعة.."
ضحك بيأس، يقترب منها مشاكسًا يطوقها بذراعيه بسماجة، مع قوله:" أريد حبًا وحنانًا يا قاسية.. يا متحجرة القلب.."
فتحاول التملص من ذراعيه المحاصرين لها، متأففة:" دعني يا ولد.. لن تضحك عليَّ بأفعالك الرعناء تلك.. افلتني.."
لكنه شدد من ذراعيه حولها، يقرب وجهه من وجنتها يخدشها بذقنه الغير حليقة بمداعبة محببة، فتضحك رغم عبوسها،
وهو يشاكسها:" تُضربين عن الحديث معي كل هذا الوقت يا عديمة الرحمة، وتدعيني أتسول الطعام من الثور جواد ليذلني باللقمة.."
تتعالى ضحكاتها، مع ضحكاته التي افتقدتها فتطرب قلبها ليرق له،
مع ضربها لكتفه:" أنت تتسول منه الطعام دومًا..
ولا تحسبني لا أعرف أنك تتسلل كالقطط, كي تأكل الطعام خفية.."
فتزداد ضحكاته، معترفًا بمرح:" وأنتِ كنت تتركين الأواني بالمطبخ عمدًا.."
سكنت ضحكاتها، ترفع يدها المغضنة بتجاعيد الزمن مربتة على وجنته،
قائلة بخفوت حنون:" لا أستطيع التفريط بك يا حصاد العمر.. أنا أخاف عليك معاذ.."
رفع يده سريعًا يغطي بها كفها المستريح على وجنته، يقربه لفمه مقبلاً باطنه،
هامسًا:" لا تخافي جدتي.. أنا سأكون بخير.. فقط دعيني أختار شريكة حياتي.. من سأستريح معها.."
امتعضت مجددًا، تهز رأسها يأسًا بتنهيدة قليلة حيلة،
تسأله بضيق:" مُصر على رأيك!.. عنيد عناد البِغال.. ممن ورثت رأسك اليابس هذا؟.."
ارتفع حاجبه بتهكم مع نظرته التي تخبرها بسخرية أنه ورثه منها،
فتشيح بوجهها للجانب دون حديث،
ويعود هو يتودد إليها برجاء مُدلل:" أرجوكِ كمالة.. فقط لنذهب لزيارتهم.. زيارة تريها فيها والله ستُحبينها.."
فتقلب شفتيها مع غمغمتها
الحانقة:" سأحبها!.. يكفي حبك يا عاطفي.. يكفي ويُغرق البلدة كلها.."
تتسع ابتسامته بسعادة،
هاتفًا بلهفة:" معنى ذلك أنكِ وافقتِ أن نذهب لخطبتها أليس كذلك؟.."
التفتت إليه بحركة حادة، هادرة:" زيارة.. زيارة فقط يا معاذ.. وإن لم تُعجبني سنغلق الموضوع.. أسمعت؟.."
لم يهتم لما تقوله, تشع السعادة من محياه يلتصق بها مُقبلاً وجهها بجنون، وكفيها،
مع قوله بلهفة عاشق:" لا بأس.. لنزورهم, وتأتي الأمور تِباعًا.. أحبكِ كمالة.. يا إلهي ما أجملكِ.."
يردد دون أن يتوقف عن تقبيلها, حد أنها تململت بنفاذ صبر، تدفعه عنها، ولا يتزحزح،
فتهتف بحنق:" دعني.. دعني يا ابن الهَبْلاء.. لقد رزقني الله بحفيد أَهبَل.. اللهم الصبر.."
لكنها تعود لتضحك على أفعاله المشاكسة، قبل أن يحتضنها بقوة، متأوهًا كمن اجتاز محنة وأكرمه الله فيها..
*************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس